منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المنتدى الجامع لأبناء السقاى الكبرى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 7 ... 10, 11, 12 ... 16 ... 21  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالأحد 9 مايو - 12:26

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

فى درس اليوم تناول الشيخ  عبد الجليل حديث عبدالله بن عباس والدرس عبارة عن حديث يختارة الشيخ ويقدم الحديث باللغة العربية وبعد ذلك يشرحة بالاوردو (اللغة الباكستانية ) ويقم بالاستدلال بآيات من الذكر الحكيم والشيخ عبدالجليل شاب فى نهايه الثلاثين من العمر ولكنه متمكن من العربية والانجليزيه والاردو وهو أستاذ اللغة الاردية فى كليه (جوزيف شامبرلين الجامعية ) وهى نفس التى تدرس بها إسراء بنتى الشيخ عبدالجليل يقّدم محاضرة ما قبل خطبة الجمعة والتى تستمر ساعة وتزيد يقدّم هذه المحاضرة باللغة الانجليزية الرصينه وهى متمكن منها بدرجة إمتياز ويشرح الاحاديث والقرآن باللغة الانجليزية وكل ما يتعلق بالفقه أو السيرة والشريعة وأحكامها، نسأل الله أن يتقبّل منا ومنه وأن يزيدنا ويزيدكم ويزيده علماً والان نتطرق للدرس والحديث : عن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : تركت لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً كتاب الله وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم . صدق رسول الله . وشرح الحديث سهل لمن يعرف العربية .


عدل سابقا من قبل بشرى مبارك في الإثنين 23 فبراير - 3:08 عدل 4 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com

كاتب الموضوعرسالة
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاربعاء 9 نوفمبر ودرس التائب من الذنب كمن لاذنب له   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالخميس 10 نوفمبر - 4:11


أختاه....... لا تقنطي من رحمة الله...فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له

أختي التائبة:
إن الإنسان ليس معصوما من الخطأ وهذا ليس عيبا فكل يخطئ. لكن العيب كل العيب في التمادي في اقتراف المحرمات والإصرار عليها، وقد حذر الله من ذلك فقال - تعالى -:
(وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). الحجرات 11
وحثنا - تعالى - على التوبة والرجوع إليه فقال:
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور: 31
أختي الكريمة:
وها هو ربك يناديك ويقول لك: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر: 53)
والله يفرح بتوبة التائب وندم النادم قال - عليه الصلاة و السلام -:
(لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم استيقظ على بعيره وقد أضله في أرض فلاة) متفق عليه
فيا أختي لا تقنطي من رحمة الله ولا تيئسي من روحه وسارعي إلى التوبة والمغفرة فإن الله أعد للمسارعين جنات عرضها السموات والأرض أعدت للمستغفرين:
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران: 135)
فبادري بالتوبة النصوح قبل فوات الأوان وأكثري من الاستغفار فإن نبيك - صلى الله عليه و سلم - يقول:
(يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة) رواه مسلم.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان فيمن كان

قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدل على راهب فأتاه فقال انه قتل


تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة ؟ فقال: لا ، فقتله فكمل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض

فدل على رجل عالم فقال : انه قتل مائة نفس فهل له من توبة ؟ فقال نعم من يحول بينك وبين التوبة،

انطلق الى أرض كذا وكذا ، فان بها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ، ولا ترجع الى أرضك

فانها أرض سوء . فانطلق حتى اذا نصف الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة

وملائكة العذاب . فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه الى الله تعالى ، وقالت ملائكة

العذاب : انه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملك في صورة ادمي فجعلوه بينهم ( أي حكما) فقال : قيسوا

ما بين الأرضيين فإلى آيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوا فوجدوه أدنى الى الأرض التي أراد ، فقبضته


ملائكة الرحمة " رواه البخاري ومسلم . في هذا الحديث الشريف بيان واضح على أن العبد إذا أراد

التوبة فتاب توبة صحيحة فان الله يقبل توبته ، ويؤيد هذا أحاديث أخرى منها قوله صلى الله عليه

وسلم : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ". فكيف يدعي أناس في روايات يروونها عن رسول الله

بأن النبي قد رد رجلا مذنبا بذنب الزنا بامرأة ميتة ،
سبحانك اللهم تهدي من تشاء وتضل من تشاء وبك العصمة والتوفيق .
وسوف أسرد لحضراتكم آراء الفقهاء فيما يختص بتوبة العاصى:
الفتوى رقم /10280
كيف أتخلص من المعاصي
سؤالي هو كيف أتخلص من المعاصي ، أنا أعرف الخطأ والصواب في الإسلام؟

الحمد لله
إن الله سبحانه وتعالى حين حرَّم على العبد المعاصي لم يتركه سُدى ، بل أمدَّه عز وجل بما يعينه على تركها ، ومن الوسائل المعينة على ذلك :
1- تقوية الإيمان بالله عزَّ وجل والخوف منه .
2- مراقبة الله عزَّ وجل واستحضار أنه مع العبد ، وأنه يراه ، وأن كل ما يعمل مُسجَّل عليه .
3- أن يقارن بين اللذة العاجلة للمعصية والتي سرعان ما تنتهي ، وبين عقوبة العاصي يوم القيامة ، وجزاء من امتنع من المعصية .
4- أن يبتعد عن الوسائل التي تعينه على المعصية : كالنظر الحرام ، وأصدقاء السوء ، وارتياد أماكن المعاصي .
5- أن يحرص على مجالسة الصالحين وصحبتهم .

أجاب عن هذا السؤال الشيخ محمد بن عبد الله الدويش .

رقم الفتوى/34905

التوبة قبل فوات الأوان
هل من نصيحة للشباب الذين انغمسوا في ملذات الدنيا ونسوا الاستعداد والعمل ليوم القيامة ؟.
الحمد لله
النصيحة للشباب الغافلين بالتوبة قبل فوات الأوان وقبل أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله . والموت يأتي فجأة والله يمهل ولا يهمل وهو عزيز ذو انتقام والمعصية لها آثار على البدن والقلب وعقوباتها معجلة في الدنيا قبل الآخرة وليذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله من حرّ يوم القيامة في ظله ( وشاب نشأ في عبادة الله ) رواه البخاري ( 660 ) ومسلم ( 1031 ) ، وليستحوا من ربهم ومن حال الأمة التي تكالب عليها أعداؤها وتحتاج إلى شباب ينهضون بها ويجاهدون العدو وهم طائعون لله وليعتبروا بآخر آية نزلت من القرآن وآخر وصية من الله للبشرية ( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) البقرة / 281 .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم .

الإسلام سؤال وجواب

رقم الفتوى/9231

تكرار المعصية
ماذا سيحدث للشخص الذي يرتكب المعصية ذاتها مرة بعد مرة ؟.
الحمد لله
أولاً :
الذي يرتكب المعصية مرة بعد مرة : ذنبه مغفور في كل مرة إن أعقب معصيته بتوبة - إن كانت توبته في كل مرة صادقة - والدليل على جواز التوبة مرة بعد مرة : أن الذين ارتدوا عن الإسلام زمن أبي بكر ردهم أبو بكر إلى الإسلام وقبل منهم ذلك ، علماً بأنهم كانوا كفاراً ثم دخلوا في الإسلام ثم رجعوا إلى الكفر ثم دخلوا الإسلام ، وقبِل الصحابة كلهم منهم التوبة على الرغم من أن الذي فعله المرتدون هو شر من الذي يفعله العاصي المسلم فقبول التوبة من المسلم العاصي ، ولو كانت متكررة أولى من قبول توبة الكافر مرة بعد مرة .
ولكن هذا الذي نقوله بشرط أن تكون التوبة الأولى وما بعدها توبةً نصوحاً صادقة من قلب صادق وألا تكون مجرد تظاهر بذلك .
وكلامنا هذا لا يُفهم منه أننا نشجع على المعاصي وارتكابها مرة بعد مرة وأن يجعل المسلم رحمة الله تعالى وتوبة الله تعالى عليه سُلماً للمعاصي ، لا ، إنما نريد أن نشجع العاصي للتوبة مرة بعد مرة ، فنحن نريد أن نُطمئن قلبَ المسلم الذي يريد أن يرجع إلى الله تعالى ونقول له : باب الرحمن مفتوح ، وعفوه أكبر من معصيتك ، فلا تيأس من رحمة الله تعالى وعُد إليه .
روى البخاري (7507) ومسلم (2758) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي . فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ، غَفَرْتُ لِعَبْدِي ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ : أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي . فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ، غَفَرْتُ لِعَبْدِي . ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي . . الحديث .
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي :
… وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي قال : "خياركم كل مفتن تواب . [ يعني كلما فُتِن بالدنيا تاب ] . قيل فإذا عاد ؟ قال : يستغفر الله ويتوب ، قيل : فإن عاد ؟ قال : يستغفر الله ويتوب ، قيل : فإن عاد ؟ قال : يستغفر الله ويتوب ، قيل : حتى متى ؟ قال : حتى يكون الشيطان هو المحسور " .
وخرج ابن ماجه من حديث ابن مسعود مرفوعا : (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) . حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (3427) .
وقيل للحسن : ألا يستحيي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود ، فقال : ودَّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا ، فلا تملوا من الاستغفار .
وروي عنه أنه قال : ما أرى هذا إلا من أخلاق المؤمنين يعني أن المؤمن كلما أذنب تاب .
… وقال عمر بن عبد العزيز في خطبته : أيها الناس من ألمَّ بذنب فليستغفر الله وليتب ، فإن عاد فليستغفر الله وليتب ، فإن عاد فليستغفر وليتب ، فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال وإن الهلاك في الإصرار عليها .
ومعنى هذا أن العبد لا بد أن يفعل ما قدر عليه من الذنوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " كُتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة " رواه مسلم (2657) .
ولكن الله جعل للعبد مخرجا مما وقع فيه من الذنوب ومحاه بالتوبة والاستغفار فإن فعل فقد تخلص من شر الذنوب وإن أصر على الذنب هلك اهـ جامع العلوم والحكم ( 1 / 164 – 165 ) بتصرف .
والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الخميس 10 نوفمبر وحديث عجباً لأمر المؤمن أمره كله خير   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالخميس 10 نوفمبر - 15:24

الشرح


قال المؤلف- رحمه الله- فيما نقله عن صهيب الرومي: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير)) أي: إن الرسول عليه الصلاة والسلام أظهر العجب على وجه الاستحسان (( لأمر المؤمن)) أي: لشأنه.فإن شأنه كله خير، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن.
ثم فصل الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الأمر الخير، فقال: (( إن أصابته سراء شكر فكان خير له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له)) هذه حال المؤمن. وكل إنسان ؛ فإنه في قضاء الله وقدره بين أمرين:
مؤمن وغير مؤمن، فالمؤمن على كل حال ما قدر الله له فهو خير له، إن أصابته الضراء صبر على أقدار الله، وانتظر الفرج من الله، واحتسب الأجر على الله؛ فكان ذلك خيراً له، فنال بهذا أجر الصائمين.
وإن اصابته سراء من نعمة دينية؛ كالعلم والعمل الصالح، ونعمة دنيوية؛ كالمال والبنين والأهل شكر الله، وذلك بالقيام بطاعة الله - عز وجل.
فيشكر الله فيكون خيرا له، ويكون عليه نعمتان: نعمة الدين، ونعمة الدنيا.
نعمة الدنيا بالسراء، ونعمة الدين بالشكر، هذه حال المؤمن ، فهو علي خير، سواء أصيب بضراء.
وأما الكافر فهو على شر- والعياذ بالله- إن اصابته الضراء لم يصبرن بل يتضجر، ودعا بالويل والثبور، وسب الدهر، وسب الزمن، بل وسب الله- عز وجل- ونعوذ بالله.
وإن اصابته سراء لم يشكر الله، فكانت هذه السراء عقاباً عليه في الآخرة، لأن الكافر لا يأكله أكلة، ولا يشرب إلا كان عليه فيها إثم، وإن كان ليس فيها إثم بالنسبة للمؤمن ، لكن على الكافر إثم، كما قال الله تعالي: )قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )(لأعراف: من الآية32) ، هي للذين آمنوا خاصة، وهي خالصة لهم يوم القيامة، أما الذين لا يؤمنون فليست لهم، ويأكلونها حراماً عليهم، ويعاقبون عليها يوم القيامة.
فالكافر شر، سواء أصابته الضراء أم السراء، بخلاف المؤمن فإنه على خير.
وفي هذا الحديث: الحث على الإيمان النبي صلي الله عليه وسلم وأن المؤمن دائماً في خير ونعمة.
وفيه أيضاً: الحث على الصبر على الضراء، وأن ذلك من خصال المؤمنين . فإذا رأيت نفسك عند إصابة الضراء صابراً محتسباً، تنتظر الفرج من الله- سبحانه وتعالي- وتحتسب الأجر على الله؛ فذلك عنوان الإيمان، وإن رأيت العكس فلم نفسك، وعدل مسيرك، وتب إلي الله.
وفي الحديث أيضاً: الحث على الشكر عند السراء، لأنه إذا شكر الإنسان ربه على نعمة فهذا من توفيق الله له، وهو من أسباب زيادة النعم، كما قال الله تعالي: )وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (ابراهيم:7) وإذا وفق الله الإنسان للشكر؛ فهذه نعمة تحتاج إلي شكرها مرة ثالثة…وهكذا، لأن الشكر قل من يقوم به، فإذا من الله عليك وأعانك عليه فهذه نعمة.
ولهذا قال بعضهم:


إذا كان شكري نعمة الله نعمة على له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر


وصدق - رحمه الله- فإن الله إذا وفقك للشكر فهذه نعمة تحتاج إلي شكر جديد، فإن شكرن فهي نعمة تحتاج إلي شكر ثان، فإن شكرت فهي نعمة تحتاج إلي شكر ثالث. وهلم جرا.
ولكننا- في الحقيقة- في غفلة عن هذا . نسأل الله أن يوقظ قلوبنا وقلوبكم ، ويصلح أعمالنا وأعمالكم؛ إنه جواد كريم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الجمعة 11 نوفمبر وفضل صلاة الفجر وكيف نلبى نداء الصلاة خيرٌ من النوم   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالجمعة 11 نوفمبر - 16:06


بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:{إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} [النساء:103]
أحبتنا في الله ...
في فجر كل يوم يصدح صوت المُؤذن عاليًا ::
(الصّلاةُ خَيْرٌ مِنَ النّوْمِ، الصّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النّوْمِ)
ونحنُ حالنا مابين قائم بين يدي الله ينتظر صوت المنادي بكل شوق ولهفة، وبين نائم لا يتخذ أي سبب من الأسباب للاستيقاظ وأداء هذا الفرض العظيم، الذي قد خصّه الله بأذان خاص، وسمّاه قرآنًا، فقد قال تعالى:
{ َقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء:78]
فهنيئًا لمن قام وصلاه في وقته وحافظ عليه، والبشرى كل البشرى له بالدنيا والآخرة..
فنبشركم يا أهل الفجر بعظيم فضل المحافظة عليها بالأحاديث التالية:
- دخول الجنة والنجاة من النار، قال صلى الله عليه وسلم: « من صلى البُردين دَخل الجنة». أخرجه البخاري ومسلم. والبردان: صلاة الفجر وصلاة العصر. وقال صلى الله عليه وسلم: « لن يلج النار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ».أخرجه مسلم. والمراد بهذا صلاة الفجر وصلاة العصر.



- التمتع بالنظر إلى وجه الله الكريم بالجنة، قال صلى الله عليه وسلم: « إنِّكم سترون ربَّكم كمَا ترون هذا القَمرَ لا تُضامونَ في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشَّمسِ وقبلَ غروبها فافعلُوا »، ثم قرأ: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ }. أخرجه البخاري ومسلم.
- الحفظ من الله، « من صلَّى الصبح فهو في ذمة الله »، أخرجه مسلم.
- شهادة الملائكة لهم، قال صلى الله عليه وسلم:« يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم -وهو أعلم بهم- كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون ». متفق عليه.


- الفرق بين المؤمن والمنافق، قال النبي النبي صلى الله عليه وسلم:« ليس صلاةٌ أثقل على المنافقين من صلاةِ الفجرِ والعشاءِ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا ». أخرجه البخاري ومسلم.
- الوقت بعدها تنزل فيه البركة، « اللهم بارك لأمتي في بُكورهَا ». أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة.


- طِيب النفس ونشاط الجسد، قال صلى الله عليه وسلم: « يعقدُ الشيطان على قافية رأسِ أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، ويضرب على مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ وذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى إنحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ». متفق عليه.


- ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها، عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: « رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدّنْيَا وَمَا فِيهَا». رَوَاهُ مُسلِمٌ



- تُكفّر سيئات الليل وهو نصف حياة الإنسان. عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: « الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


- البشرى بالنور التام يوم القيامة لمن يؤديها جماعة، لقوله صلى الله عليه وسلم:« بَشِّر المشَّائين في الظُّلَمِ إلى المَساجِدِ بالنُّورِ التَّام يوم القيامة » رواه الترمذي وأبو داود.


- أجر قيام الليل كله لمن صلاها في جماعة، قال صلى الله عليه وسلم: « من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله » رواه مسلم
- أجر حجة وعمرة تامة لمن صلاها في جماعة وقعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، قال صلى الله عليه وسلم: « من صلى الصبح في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة و عمرة قال: قال رسول الله: ( تامة تامة ) » صحيح الترغيب


ويا خيبة وحسرة وندم من ضيع هذه الصلاة وغيرها من الصلوات وتهاون فيها وأخرها عن وقتها!
فهل يطيق العقوبات التالية؟! :


- الويل وهو وادٍ في جهنّم: قال تعالى:{ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ.الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } [الماعون:4-5]،


وقال تعالى: { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً.إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً }[مريم:59-60].
وقال صلى الله عليه وسلم: « إنَّ أوَّل ما يُحاسبُ به العبدُ يومَ القيامة مِن عملهِ صلاتُهُ، فإن صلُحت فقد أفلحَ ونَجَح، وإن فسدت خابَ وخَسِرَ ». الحديث رواه الترمذي وقال حديث حسن.


- لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي يفرّط في صلاتي الفجر والعشاء في الجماعة بأنه منافق معلوم النفاق ! فكيف بمن لا يصليها أصلا .. لا في جماعة ولا غيرها ... فقد قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: « ‏ليس صلاة ‏‏ أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما (يعني من ثواب) لأتوهما ولو حبوا (أي زحفا على الأقدام) » رواه الإمام البخاري في باب الآذان.
- إن الله سبحانه وتعالى يتبرأ من أولئك الذين يتركون الصلاة المفروضة .. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ‏لا ‏تترك ‏الصلاة‏ متعمدا، فإنه من ترك الصلاة ‏متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله » رواه الإمام أحمد في مسنده.

(ابوعبدالله)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاحد 13 نوفمبر وحديث لافرق بين عربى ولا أعجمى إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالأحد 13 نوفمبر - 16:42

راغبة بالزواج حينما تقدم لها هذا الشاب ، وهذا ليس بالأمر الذي يعيبها أو يقلل من شانها

فكلنا بشر ، وخلق الله منا الذكر والأنثى ..

ولكنك ترى أنت أيها الأب وترى أنت أيها الأخ .. رغم أن هذا الشاب يمتلك مواصفات من الأخلاق والدين .. !!
الا انك تراه ليس مناسباً .. لا لشي وانما لانه ليس قبلي او انه ليس
من نفس القبيلة ..!!

هل تعتقد ياصاحب الرأي السليم .. ياصاحب الفكر وأنت انسان متعلم .. ومسؤول عن هذه الفتاة
وهي أمانة في عنقك .. هل تعتقد أن كلامك منطقي ...

وكيف يكون منطقياً وماعلاقة هذه الفتاة المسكينة التي خلق الله بلاحول ولاقوة ....
أن تحرمها من الزواج بحجة القبيلة والأصل والفصل ...
كأن ابن عمها الآن او ابن خالها ينتظرها على الباب ..

عجباً لمن لايفكر .. عجباً لمن أعطاه الله أمانة ولكنه أخل بها .. أين حديث المصطفى صلى الله
عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤولاً عن رعيته ) أين حديثه حينما قال ( اذا أتاكم من ترضون
دينه وخلقه زوجوه ) الا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ..

من أين أتت هذه الفكرة اللعينة وغزت أفكارنا .. وأصبحنا مقتنعين بها كأنها هي الحق وهي الدين
رغم ان الدين يبقى بريء منها ومنا ... ومانفكر به لايمت للدين بصلة ...

ولماذا نعتقد اننا نحن فقط الذين ننتمي الى أصول طيبة واننا نحن القبائل .. رغم ان الله سبحانه
وتعالى خلقنا من ظهر آدم وأبونا واحد وأمنا واحدة، وجعلنا شعوباً وقبائل حتى نتعارف ..

وجاء المصطفى الأمين ليعلمنا أن ننزع هذا الكبر الذي بنا وأن نفهم أننا كلنا من رجل واحد

اسمه آدم ، وآدم هذا من تراب .. وان أفضلنا هو التقي .. ام أننا نسينا بلال الحبشي

الله سبحانه وتعالى لايعرف قبلي او غير قبلي او من هذه الأمور التي صنعناها حتى نتعالى
على الآخرين .. ولو كانت القبلية تفيد لفادت عم الرسول صلى الله عليه وسلم . أبو لهب

علينا أن ننظر وسنجد أن الله سبحانه وتعالى خلق الآلآف ومئات الآلآف من الأسر والقبائل العربية .. التي نجهل الكثير منها .. ونعرف فقط أهلنا وقرابتنا ..
لماذا تحرم ابنتك وتعلقها بحجة واهية .. بينما ابن العم او ابن الخال في الأساس لايريدها
ولايفكر بها .. وربما هي لاتريده وهل تجبرها عليه ؟؟؟

عجباً لبعض الأباء الذي يرفض المتقدم لابنته ،، لانه لايعرف هذا الشاب !!

لماذا لاتسأل عن الشاب وعن أخلاقه ولماذا لاتتعرف عليه .. ففي النهاية انت تكسب
أجر ابنتك وأجر ذلك الشاب ..

أتمنى مأكون أطلت عليكم وسامحوني على العفوية والسرعة .. فإما أن نكتب الحقائق
واما .. نتأخر ونتقاعس ، وتبقى المشكلة عالقة مئات السنين .. كأننا في عصر الديناصورات ..
ولاتجد من يتكلم بها أو يتجرأ ليناقشها ...

عليكم أن تفكروا وتتذكروا كلمة الحبيب صلى الله عليه وسلم ( حينما قال رفقاً بالقوراير ) ...
عجزنا عن شبابنا وعجزنا أن نجبرهم على أفكارنا الرجعية ،،

ولكن تلك الضعيفة التي تجلس في غرفتها منزوية ، ظلمناها وهي ساكتة ، أجبرناها على
أفكارنا ... التي لاتسمن ولاتغني من جوع ..

من يعود منكم ويقنعني بأهمية زواج الفتاة من قبيلتها او ابن عمها ..

لعلي أقتنع وأرحل .. ولعل لساني يجف وأصمت للابد .. بالضبط مثلها ..

مثل تلك الفتاة .. العاجزة ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاثنين 14 نوفمبر وحديث الايمان بضع وسبعون شعبة   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالإثنين 14 نوفمبر - 17:59

شرح الحديث الشريف - رياض الصالحين - الدرس (021-101) : باب كثرة طرق الخير - حديث الإيمان بضع وسبعون
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1988-12-11


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

إليكم السبب الذي طرق إليه شيخنا إلى الحديث عن مراتب الحديث الشريف :
أيها الأخوة المؤمنون, لا زلنا في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام المتعلقة ببيان كثرة طرق الخير، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً, فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ, وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ))

((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً))

شك الراوي في أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: بضع وسبعون, أو قال: بضع وستون، هذا منتهى الدقة في نقل الأحاديث، عَنْ الْمُغِيرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ, مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ))

فمن روى حديثاً، وصرح أن النبي عليه الصلاة والسلام قاله، وهو يعلم أنه لم يقله، فليتبوأ مقعده من النار، لكن النبي عليه الصلاة والسلام رحمة بنا, قال: متعمِّداً، لأن الإنسان قد ينطلي عليه قول يظنه للنبي عليه الصلاة والسلام, وهو ليس للنبي، فمن روى كلاماً، ونسبه إلى النبي خطأً من دون قصدٍ، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال:
((إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ, وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ))

[أخرجه ابن ماجة عَنْ أَبِي ذَرٍّ الغفاري في سننه]

أما:

((مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا, فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ))

الأحاديث أعلاها: المتواتر تواترًا لفظيًا، وبعده يأتي التواتر المعنوي، وبعده يأتي الحديث الصحيح، وبعده يأتي الحديث الحسن، وبعده يأتي الحديث الضعيف، علماء الحديث قبلوا الحديث الضعيف في المعاملات، في الأخلاق، أما أن يستنبط من حديث ضعيف حكم شرعي, فهذا لا يجوز، وأما الموضوعات؛ فهذه أحاديث باطلة لا أصل لها، فيجب عن المسلم أن ينزِّه لسانه عن رواية الأحاديث الموضوعة، إذاً: عليه أن يتحقق، إذاً: طلب العلم واجب على كل مسلم، هذا الكلام ساقنا إليه قول الراوي:
((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً))

ليس متأكدًا، بضع وسبعون، أو بضع وستون .

((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً, فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ, وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ))

ومعنى متفق عليه: أي أن أئمة الحديث اتفقوا على صحَّته، إذا قلت: رواه الشيخان، أي البخاري ومسلم، إذا قلت: متفق عليه، أي أن أئمة الحديث: اتفقوا على صحة هذا الحديث، وبالمناسبة: تحرَّ أن يكون عندك كتاب للحديث النبوي الشريف، ترجع إليه عند الضرورة .

إليكم شرح الشطر الأول من قول المصطفى: الإيمان بضع وسبعون........لا ﺇله إلا الله :
((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً, فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ, وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ))

فالإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، العلماء قالوا: نهاية العلم لا إله إلا الله، فإذا تيقنت أنه لا إله إلا الله، لا مسير، لا معطي، لا رازق، لا مانع، لا رافع، لا خافض، لا معز، لا مذل، لا قابض، لا باسط، إذا تيقنت أنه لا إله إلا الله، وليس في الكون إلا الله، وإذا تيقنت أن كل شيء ما خلا الله باطل، إذا تيقنت أن يد الله فوق أيديهم، إذا تيقنت أن الله خالق كل شيء, وهو على كل شيء وكيل، إذا تيقنت أن بيده الخلق والأمر، إذا تيقنت أنه إليه يرجع إليه الأمر كله فاعبده وتوكل عليه، إذا تيقنت أن كل ما في الوجود لا يستطيعون, ولو اجتمعوا أن ينفعوك بشيء حتى يأذن الله، ولا أن يضروك بشيء حتى يأذن الله، هذا هو التوحيد، التوحيد يقودك إلى طاعة الله، ونبذ ما سواه، والشرك يقودك إلى معصية الله, وطاعة من سواه، فالذي يعصي الإله، ويطيع المخلوق في معصية الخالق، فهو قطعاً مشرك، يقول الله سبحانه وتعالى:
﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً﴾

[سورة النساء الآية: 36]

في هذه الآية: أمر ونهي، لماذا جاء الأمر مع النهي؟ لأن من مقتضيات الأمر ألا تعبد أحداً معه، فإذا عبدت أحداً معه فقد أشركت, فالذي يقول: لا أستطيع، أخاف من فلان، أخاف أن يقول الناس عني: كذا وكذا، أستحي من أن أتهم بكذا وكذا، هذا الذي يقول هذا القول: لا يعرف الله أبداً، ولو عرفه لما عبد سواه:

﴿فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنْظِرُونِ * إِنِّ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾

[سورة هود الآية: 55-56]

نوافل العبادات، نوافل المعاملات، نوافل الأعمال الصالحة، جميع هذه النوافل ليست مقبولةً, ما لم تؤدَّ الفرائض، إنسان لا يصلي، لكنه عمَّر مسجدًا، لا، لا بد من أن يصلي أولاً، التقرب إلى الله, لا يكون بالإحسان, من دون صلاة، هناك تسديد، وهدى، ورشاد، وتوفيق، وتوجيه نحو ما ينفعك .
هذا الوحي كله، فحوى رسالات الأنبياء، ملخص القرآن الكريم، كلمة النجاة، كلمة الخلاص، كلمة الفوز، والله فهمها سهل، ولكن أن تعيشها شيء, يحتاج إلى جهود جبارة، فهم المعنى سهل؛ لا رافع، ولا خافض، ولا معز، ولا مذل، ولا معطي، ولا مانع، ولا ضار، ولا نافع إلا الله، المعنى سهل، لكن البطولة أن تواجه خطراً, فتعتقد أن الله بيده كل شيء، أن تواجه شخصاً مخيفاً، يخافه جميع الناس، أنت كمؤمن: أن تعتقد أن هذا الشخص المخيف الذي يخافه جميع الناس, لا يستطيع أن يتحرك ولا قيد أنملة إلا بإذن الله، هذا هو الإيمان, قال تعالى:

﴿مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً﴾

[سورة الكهف الآية: 26]

لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان, حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه, وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وما من إنسان يصيبه الهم والحزن إلا لنقص إيمانه بـ: لا إله إلا الله، ما من إنسان يقع في معصيةٍ خوفاً على حياته, أو خوفاً على رزقه، إلا لنقص إيمانه بـ : لا إله إلا الله، ما من إنسان يصيب قلبه الفزع إلا بنقص إيمانه بـ: لا إله إلا الله، لأن ربنا عز وجل قال:

﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا﴾



[سورة آل عمران الآية: 151]

لأنهم أشركوا, قذف الله في قلوبهم الرعب، الله سبحانه وتعالى يقول:

﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾

[سورة الشعراء الآية: 213]

إنه من ضعف اليقين كما قال عليه الصلاة والتسليم:

((إنه من ضعف اليقين, أن ترضي الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله))

هذا هو ضعف اليقين هكذا، الإيمان بضعه وسبعون أو بضع وستون شعبة, أعلاها قول: لا إله إلا الله، القول سهل، ولكن الله عز وجل في نص القرآن الكريم، وفي آية محكمة، وفي صيغة الأمر, يقول لك:
﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾

[سورة محمد الآية: 19]

فاعلم، يجب أن تعلم، إذاً: يجب أن تتعلم، إذاً: يجب أن تحضر مجالس العلم، يجب أن تسأل، يجب أن تتحقق، يجب أن تتوثَّق، يجب أن يبلغ علمك بهذا الموضوع علم اليقين، وهذه قضية مصيرية .
أنا أؤكد لكم ذلك: لو أن مخلوقاً يخشى بأسه, أمرك بمعصية الله، فإذا أيقنت أن هذا المخلوق بيد الله، وأنه لا إله إلا الله, تقول: معاذ الله، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إذاً: تنجو من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فإذا كان إيمانك بـ: لا إله إلا الله ضعيفاً، فأغلب الظن أنك تنساق لطاعة هذا المخلوق في معصية الخالق، ما الذي يحدث؟ تغضب الله وتغضب الناس، من أرضى الله بسخط الناس, رضي عنه الله, وأرضى عنه الناس، ومن أسخط الله برضى الناس, سخط عنه الله, وأسخط عنه الناس .
وكما جاء في الحديث القدسي:

((أنت تريد، وأنا أريد، فإذا سلمت لي فيما أريد, كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد, أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد))

لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:
((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً, فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))

هذه العقيدة الصحيحة، هذه فحوى العقيدة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الثلاثاء 15 نوفمبر مقال عن الدرس اليومى بعد صلاة الفجر من بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالأربعاء 16 نوفمبر - 4:52

الحمد لله نحمدة ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسئيات أعمالنا الحمد لله على نعمة الصحة والعافية ونعمة الابناء ونعمة التوفيق من الله أن حققنا رغبة الابناء بأن تكون دراستهم الجامعية ببريطانيا فوفقنا الله فى الانتقال من المانيا بون الى بيريطاننيا بيرمنجهام رغم تأخير حصول الزوجة خالدة فرح أبوسنية على الجنسية الالمانية والذى بحمد الله فى نهاياته ، ونحمد الله أن وفقنا أن نجد هذا السكن بالقرب من المسجد ولا أتذكر أننى صليت صلاة فى المنزل خلال السنتين والنصف إلا مرات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة إما للنوم الغير محسوب أو لعدم حساب تغيير الوقت الذى يتم فى مواسم الصيف والشتاء خلال العام .
الحمد لله أتاح لى درس الامام بعد صلاة الفجر أن أتواصل بهذا الدرس مع كل المنتديات بصورة راتبة يومية أو على الاقل ثلاثة مرات خلال الاسبوع خاصه فى الفترة الاخيرة لظروف العمل وخروجى المبكر والعودة متأخراً ومرهقاً (والله أسع أدقس!!لكن سوف أواصل المقال ).
منذ بداية هذا العام ونحن نخطط للانتقال الى سكن أوسع لان التخطيط أن تحضر إسلام فى شهر أغسطس من هذا العام لكى تواصل دراستها فى بيرمنجهام حتى ولو لم يتم حسم جنسية الزوجة وبحمد الله تم حسم موضوع الجنسية وكان أخر خطاب بالالمانى قرأته إسلام لوالدتها هو الموافقة على منحها الجنسية الالمانية وفى نفس اليوم الرابعة عصراً 17 رمضان المنصرم 1432هجرية غادرت بون الى بيرمنجهام .
نزلت فى إحدى الغرف ارضية (الصالون ) ومنحت إسلام غرفتى فى الطابق العلوى مع أخوانها إسراء وأحمد وبدأت منذ تلك اللحظة بالبحث الجاد وسألت الباكستانى المستأجر منه هل لدية شقة أكبر فذكر لى أن لدية شقة كبيرة فيها خمس غرف فى حى (إردنتون ) والذى يبعد منا نصف ساعة وبالفعل حدد لنا موعد وتمت معانية الشقة من جانبنا ووافقنا عليها وكانت تحتاج الى صيانة وتغيير أبواب وموكييت وذكر لى أن الامر ربما أستغرق أكثر من 4 شهور ومبدئياً أتفقنا على العام الجديد يكون الانتقال وضرّبت الميزانية على هذا الاساس خاصه أن الانتقال ربما يكون مع قدوم المدام إذا أستلمت الجنسية والجواز قبل نهاية العام (ولكن فى ظل تأخير التنازل أكثر من شهرين الان فى السودان ربما تأخر قدوم المدام الى فبراير فى السنة الجديدة وأسألأ الله أن يكون قبل ذلك ).
فاجأنى قبل إسبوع صاحب الشقة أن الشقة جاهزة ولو ما عايز ترحل الشهر الجاى هناك أكثر من زبون فى إنتظارها!!! فلم أتردد فى قبول عرضه بأننى سوف (أرحل ) قبل على عبدالله صالح وبشار الاسد إن شاء الله !!!!وأسال الله أن يرحلوا مع بداية العام الجديد !! ،لاحظ الاخ الباكستانى أننى لم أكن سعيداً بقرار الانتقال رغم أن الشقة جهزت وطلعت رائعة بحق وحقيقة وكل شىء فيها جديد من الورقة الحمامات والابواب والموكييت والخشب للطابق الارضى والسنترال للتسخين (مركزى وجديد لنج من الشركة) والشقة من طابقين والاولى كانت طابق واحد وتوزعيها غرفة لإسراء وأخرى لإسلام وغرفه كبيرة جداً فى الطابق الثانى لأحمد وأيمن وغرفه النوم فى الطايق الأول وهى كبيرة أيضاً !! سألنى الباكستانى من سر الحزن فقلت له أننى سوف أكون بعيداً من المسجد الذى تعودت عليه والناس والامام ودرس الفجر الذى أدونه ويكون فى نفس اليوم قد طالعة الاخوان فى السودان فى كل المنتديات التى أشارك فيها !!فقال لى هناك مسجد على بعد 15 دقيقة بالارجل من الشقة ، وعلى العموم سوف أتواصل فيه وأتمنى أن يكون فيه درس الفجر حتى لاينقطع هذا المعين وهذا الاجر ومن بيرمنجهام سلام ، وما كنت أرغب أن ينقطع الدرس اليوم قبل هذا العام ولكن قدّر الله وماشاء الله فعل نسأل الله أن يقبّل منا ومنكم صالح الاعمال .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاربعاء 16 نوفمبر وحديث فر من المجذوم كفرارك من الاسد   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالأربعاء 16 نوفمبر - 17:01

فر من المجذوم فرارك من الأسد




بكتيريا المكورات العنقوديه

أ.د / أحمد شوقي إبراهيم

عضو كلية الأطباء الملكية بلندن ورئيس لجنة الإعجاز

العلمي للقرآن والسنة بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

نقرأ في السنة المشرفة أحاديث نبوية كثيرة عن العدوى منها:

ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يوردن ممرض على مصح)، وحديث آخر أخرجه الترمذي عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل مع مريض بالجذام في قصعة واحدة، وقال: (كل ثقة بالله وتوكلاً عليه)، وحديث آخر أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ينفي وجود العدوى ويثبتها في عبارة واحدة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم فرارك من الأسد )...

هذه الأحاديث المشرفة قد ثبتت صحتها... وثبت صدورها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي أثار جدلاً كثيراً في الماضي، كما يثير جدلاً أيضاً في العصر الحالي، وحيرة لدى بعض الناس.. فالذي لا يتدبر الأحاديث النبوية المشرفة، وبالتالي لا يفهم مغزاها العلمي، يظن أن بها تعارضاً... فالحديث الأول يحذر من العدوى من مريض، والحديث الثاني لا يقر بحدوث العدوى، والحديث الثالث ينفي حدوث العدوى ويثبت حدوثها في عبارة واحدة ! لذلك قالوا: ما دام بالأحاديث النبوية عن العدوى تعارضاً، فهي ليست وحياً من الله تعالى لرسوله... وإنما هي اجتهاد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بصفته بشراً... وتصدى من العلماء ما وضع رأيه – ورأى غير من العلماء – مثل ابن خلدون من القدامى وعفيفي طبارة من المحدثين... وأمثاله العشرات من العلماء في عصرنا هذا، ممن لهم نفس الرأي ونفس الاعتقاد.. وفهموا جميعاً أن الأحاديث النبوية عن العدوى اجتهاد من الرسول صلى الله عليه وسلم وليس وحياً من الله تعالى له، وبالتالي فهي تتعرض للخطأ. وقال ابن خلدون في مقدمة كتابهSadإن الطب المنقول في الشرعيات ليس من الوحي في شيء، وإنما هو أمر كان عادياً للعرب ووقع في ذكر أحوال النبي صلى الله عليه وسلم، لا من جهة أن ذلك مشروع على ذلك النحو من العمل به.. فإنه صلى الله عليه وسلم إنما بعث ليعلمنا الشرائع، ولم يبعث ليعلمنا الطب ولا غيره من العاديات. وقد وقع له في شأن تلقيح النخل ما وقع، فقال: (أنتم أعلم بأمور دنياكم )، فلا ينبغي أن يحمل شيء في الطب الذي ورد في الأحاديث النبوية المنقولة على أنه مشروع، فليس هناك ما يدل عليه، اللهم إلا إذا استعمل على جهة التبرك).

وقد نقل كثير من العلماء في عصرنا الحالي، عن ابن خلدون ومن وافقه من العلماء، واعتقدوا أن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث العدوى وتأبير النخل وما إليها من أمور الدنيا، هو اجتهاد ظني منه كبشر، وليس وحياً من الله له... وفي رأينا أنهم مخطؤون في ذلك خطأ عظيماً، فهم قد جعلوا علمهم الناقص حكماً على الحق المطلق في الأحاديث النبوية.. وما ينبغي قط أن يكون العلم الناقص حكماً على علم كامل... وأخطئوا أيضاً في فهمهم للأحاديث النبوية عن العدوى وعن تأبير النخل، وما علموا أنها حق مطلق، وعلم صادق ما كانوا يعلمون عنه شيئاً.. وما ظن الرسول ظناً، وإنما تحدث وحياً من الله عز وجل.

وسنناقش هذه الأحاديث المشرفة مناقشة علمية وبأدلة علمية ما كان يعلمها ابن خلدون ومن وافقه من العلماء القدامى والمحدثين... حتى يصلوا إلى فهم صحيح لتلك الأحاديث المشرفة، ويتخلوا عن مفاهيمهم الخاطئة عن الأحاديث التي تتحدث في أمور الدنيا... وحتى يعلموا – وعن يقين – أنها وحي من الله عز وجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

لذلك كان لا بد لنا من أن نتحدث عن الشوائب التي فهمها بعض العلماء خطأ وهي:

1- أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق إلا وحياً.

2- حادث تأبير النخل.

3- حادث آبار بدر.

4- حادث أسرى بدر.

وحديثنا عن هذه الثوابت الأربعة لن تخرجنا عن موضوع المقال الحالي، لأننا سنثبت فيها بالدليل العلمي الأكيد أن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث العدوى حق وصدق ويقين، وأن العلماء السابقين والمحدثين لم يفهموا قط مغزاها العلمي العظيم... وأنه لا تعارض بينها قط، وإنما هي أحاديث مؤسسة على حقائق علمية ثابتة لم يستطع العلماء أن يصلوا إلى فهمها إلا في العصر العلمي الحالي... وكان أولى بهم أن يسكتوا عما لا علم لهم به... وألا يدلوا بدلوهم في ميدان من العلم لا ناقة لهم فيه ولا جمل... وإنه من الثابت واليقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم معلم الأمة... وهو الذي ينزل عليه الوحي، ويعلم الناس أمور دينهم وأمور دنياهم، ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الجمعة 18 نوفمبر وحديث أياكم والتنعّم    درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالجمعة 18 نوفمبر - 17:19


روى البيهَقِيُّ أنَّ رَسُولَ اللهِ قالَ لمعَاذِ بنِ جَبَلٍ(إياكَ والتنعُّمُ فإنَّ عِبَادَ اللهِ ليسُوا بالمتنعِّمينَ)«

أيْ خِيارَ عِبَادِ اللهِ ليسُوُا كذلكَ والتنعُّمُ هُوَ الاستمرَارُ بالتلذُّذِ بالطعامِ والشرابِ ومَفَاخِرَ الثيابِ ونحوِ ذلكَ أمَّا إذا كَانَ في بعضِ الأوقاتِ يأكلُ الطَّعَامَ اللذيذَ أو يلبَسُ اللباسَ الجميلَ لا بأسَ هذا لا يكونُ تنَعُّمًا وكذلكَ إذا أكلَ اللحمَ في بعضِ الأَحْيانِ لحِفْظِ بَدَنهِ هذا لا يُنَافي تَرْكَ التنعُّمِ

ثمَّ إنَّ تركَ التنعُّمِ عَمَلُ الأَنبياءِ والأَولياءِ لأَنهم يَنْظُرُونَ إلى راحَةِ مُسْتقْبَلهِم وهذا مَقَامٌ كبيرٌ يصْعُبُ على النفسِ وذلكَ لأَنَّ التنعُّمَ يحُولُ بينَ الشخصِ وبينَ تقْدِيمِ مَا يَنْفَعُهُ لآخِرَتهِ ويكونُ لَهُ ذخْرًا لأَنَّ الذي يَلزَمُ التنعُّمَ في عيشَتهِ نفسُهُ تَمْنَعُهُ عن تقدِيمِ مَا يكونُ ذخْرًا لَهُ في الآخِرَة تقولُ لهُ إذا قَدَّمتَ هذا تَنْقُصُ عَليكَ وسَائلُ التنعُّمِ فَيَمْنَعُهُ عن تقديمِ هذا العملِ الذي هوَ عَمَلُ برٍّ وإحسانٍ حُبُّ الدُّنيا إذا اسْتوْلى على القَلبِ هَانَ على صَاحِبهِ كُلُّ المفَاسِدِ.

عيسى عليهِ السَّلامُ كانَ يَلبَسُ الشعَرَ أي الصُّوفَ الذي يخْرُجُ مِنَ الغَنَمِ مِنْ غَيرِ أنْ يُنْسَجَ وغيرَ ذلكَ ويَأكُلُ الشَجَرَ أي مِنْ بُقُولِ الأرضِ مِنْ نحوِ الملوخيَّةِ والهُندباءِ والخبيزةِ مِنْ دُونِ طَبْخٍ يَبيتُ حيثُ يُدْرِكُهُ المساءُ كَانَ يَبيتُ في المسجِدِ كَانوا يُسَمُّونَهَا بِيـْعَةً أو يَبيتُ في البريَّةِ تحتَ شجرةٍ.

والرَّسُولُ كَانَ يُنْقَعُ لهُ الزَّبيبُ فيبيتُ الليلةَ ثمَّ يشربُ مِنْهُ ثمَّ الليلةَ الثانيةَ يشربُ والثالثةَ يشربُ ثمَّ قدْ يُسقِيهِ غيرَهُ أو يشرَبهُ أو يُرمَى لأَنهُ في البلادِ الحارَّة يُخشَى أنْ يصيرَ خَمْرًا في اليومِ الرَّابعِ أو الخامِسِ فالذي يترُكُ التنعُّمَ أقرَبُ إلى مواساةِ الغيرِ لذلكَ تَرْكُ التنعُّمِ طريقٌ إلى تنويرِ القلبِ

وأمَّا قولُه تعالى : (ولا تنس نصيبك من الدّنيا) فمعناهُ لا تنسَ أنْ تتزوَّدَ مِنْ دُنياكَ لآخِرَتكِ

الرَّسُولُ كانَ يَمْضِي عليهِ الشَّهرُ ثمَّ الشهرُ ولا يُوقَدُ في بيتهِ نارٌ كانَ يأكلُ التمْرَ والماءَ
التنعُّمُ ليسَ من شِيَمِ الأنبياءِ ،

اعلمْ رَحِمَكَ اللهُ أنَّ العلمَ الإِسلاميَّ نُشِرَ في الصَّدْر الأَولِ بشدَّةِ
الهِمَّةِ ليسَ بكَثرة الرَّاحَةِ فَمِنْ حيثُ الرَّاحَةُ كانوا أقلَّ مِنَّا بكثيرٍ الفقيرُ مِنَّا اليومَ بالنسْبَةِ إليهم يعيشُ عِيْشَةَ الملوكِ كانَ أكثرُ أهلِ الحِجَاز ناحِيَةَ المدينةِ أغْلَبُ قُوتهِم التمرُ والماءُ أمَّا الضَّواحي التي هِيَ بلادٌ زرَاعِيَّةٌ يقْتاتونَ بالقمحِ والشعيرِ ونحوِ ذلكَ.

وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم السبت 19 نوفمبر وحديث المسلم والمؤمن والصبر   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالسبت 19 نوفمبر - 18:43

قال تعالى في سورة البقرة / 153 : (( ياايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ))
صدق الله العلي العظيم
1- (( ياايها الذين امنوا )) :-
خطاب منه سبحانه وتعالى الى المؤمنين لارتفاعهم درجة عن المسلمين لان المسلم يختلف عن المؤمن حيث إن بينهما نسبة عموم وخصوص مطلق فكل مؤمن هو مسلم وليس كل مسلم مؤمن . لان المسلم يشهد الشهادتين ويقر بالفرائض لكن لايطبقها على نفسه . فنقول مسلم ولكنه ليس بمؤمن لان الإيمان إقرار وعمل وتصديق – ورد في الكافي وفي كتاب ورثة الفردوس ص 15 عن سلام الجعفي قال : سالت أبا عبد الله عليه السلام عن الايمان ؟ فقال عليه السلام : ان يطاع الله فلا يعصى – وقال علي بن إبراهيم في تفسيره : والإيمان في كتاب الله تعالى على اربعة أوجه هي :- 1- اقرار باللسان .
2- تصديق بالقلب .
3- الاداء
4- التاييد .
وجاء في كتاب ورثة الفردوس ص 15 انه سال رجل الامام الصادق عليه السلام : اوقفني عند حدود الايمان ؟ فقال عليه السلام :-
1- شهادة ان لااله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
2- والاقرار بما جاء به صلى الله عليه واله وسلم من عند الله
3- والصلوات الخمس
4- واداء الزكاة
5- وصوم شهر رمضان
6- وحج البيت
7- وولاية ولينا
8- وعداوة عدونا
9- والدخول مع الصادقين
2- (( استعينوا )) :-
طلبت الاية المباركة من المؤمنين الاستعانة وهي العون . كما قال تعالى في سورة الفاتحة ( اياك نستعين ) .
3- (( بالصبر )) :-
حددت او بينت لنا الاية الشريفة ادوات الاستعانة والاعانة وهو – الصبر – وفيها اراء هي :-
أ‌- الصبر :- هو الصبر المذكور في الاية الشريفة .
تعريف الصبر :-
1- جاء في كتاب المؤمنون في القران للسيد قاسم شبر ج 1 ص 36 – الصبر : هو حبس النفس وتوطينها على ماتنفر منه من الطاعات وعما ترغب اليه وتانس به من المعاصي .
2- جاء في نفس المصدر السابق ج 1 ص 43 : الصبر : هو توطين النفس على احتمال المكاره .
ويتكرر ذكر الصبر في القران الكريم كثيرا وذلك ان الله سبحانه وتعالى يعلم ضخامة الجهد الذي تقتضيه الاستقامة على الطريق بين شتى النوازع والعقبات . ولابد من الصبر على الطاعات وعن المعاصي وعلى جهاد المشاقين لله والصبر على الكيد بشتى صنوفه وعلى بطء النصر وعلى بعد الشقة والصبر عل انتعاش الباطل والصبر على قلة الناصر وعلى طول الطريق الشائك وعلى التواء النفوس وضلال القلوب وثقلة العناد ومظاظة الاعراض . فان العبد اما ان يكون في نعمة فيشكر عليها او يكون في نقمة فيصبر عليها كما جاء في المصدر السابق ج 1 ص 54 – 65 – الحديث عن اهل البيت عليهم السلام – ( عجبا للمؤمن لايقضي الله له قضاء الا كان خيرا له ان اصابته سراء فشكر كان خيرا له وان اصابته ضراء فصبر كان خيرا له ) . وجاء في الدعاء : ( ولعل الذي ابطا عني خير لي لعلمك بعاقبة الامور ) – وفي هذه الاية الشريفة بين سبحانه ان اجود مايستعان به على المصائب الصبر والصلاة . وقد جاء في كتاب المؤمنون في القران ج 1 ص 45 : ( ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان اذا حزنه امر واشتد عليه فزع الى الصلاة وتلا هذه الاية الشريفة ) – والنبي الاعظم صلى الله عليه واله وسلم هو اعلى مصداق من مصداق الصابرين ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه واله وسلم : ( المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من الذي لايخالطهم ولايصبر على اذاهم ) – فكان صلى الله عليه واله وسلم يعيش في وسط وعمق المجتمع البشري وتعرض لعدة انواع من الاذى . حيث روي عن ابن مسعود رح قال : ( كاني انظر الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يحكى نبيا من الانبياء عليه السلام ضربه قومه فادموه وهو يمسح الدم عن وجهه وهو يقول : اللهم اغفر لقومي فانهم لايعلمون ) –
انواع الصبر :-
1- صبر على ترك المحارم والماثم .
2- صبر على فعل الطاعات والقربات .
3- الصبر على المصائب والنوائب .
فذاك واجب كالاستغفار من المصائب . حيث روى في كتاب المؤمنون في القران ج 1 ص 64 – 65 انه ( قال علي بن الحسين عليه السلام : اذا جمع الله الاولين والاخرين ينادي مناد اين الصابرين ليدخلون الجنة قبل الحساب فيقوم عنق من الناس فتتلقاهم الملائكة فيقولون الى اين يابني ادم ؟ فيقولون الى الجنة فيقولون قبل الحساب ؟ قالوا : نعم – قالوا ومن انتم ؟ قالوا نحن الصابرون . قالوا وماكان صبركم ؟ قالوا صبرنا على طاعة الله وصبرنا عن معصية الله حتى توفانا الله قالوا انتم كما قلتم ادخلوا الجنة فنعم اجر العاملين ) – ويشهد لهذا قوله تعالى : ( انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ) .
ب – المقصود بالصبر هو الصوم :-
وهو اعظم مصاديق الاستعانة لان الصائم يعاني من الصوم جهود نفسية وبدنية صعبة وله عظيم الاجر والثواب . وجاء في الحديث القدسي : ( الصوم لي وانا اجزي به ) وجاء في كتاب مواهب الرحمن في تفسير القران للسيد السبزواري رح رواية عن الامام علي عليه السلام في ج 3 ص 19 عن النبي صلى الله عليه واله وسلم في جوابه مسائل اليهودي : ( مامن مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا الا اوجب الله له سبع خصال : -
1- يذوب الحرام من جسده .
2- يقرب من رحمة الله .
3- يكون قد كفر خطيئة ابيه ادم عليه السلام .
4- يهون عليه سكرات الموت .
5- امان من الجوع والعطش يوم القيامة .
6- دخول الجنة وبراءة من النار .
7- يطعمه من ثمرات الجنة . ) –
والصوم هو اول العبادة لما ورد في كتاب الارشاد عن الامام علي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في حديث طويل انه قال : ( سالت الله ليلة اسري بي : يارب مااول العبادة ؟ قال اول العبادة الصمت والصوم قلت ... ) – وذكره ايضا صاحب كتاب سيماء الاولياء ص 271 لعلي المقدادي الاصفهاني – والصوم لغة : هو الامساك – وبحسب الشارع المقدس هو الكف عن المفطرات مع النية لان الصوم من الامور العبادية . وعلى الصائم ان لايعتقد ان الصوم هو فقط الامتناع عن الاكل والشرب وانما عليه ان يلتفت الى انه صوم جميع الجوارح . حيث قالت السيدة الزهراء عليها السلام : ( مايصنع الصائم بصيامه اذا لم يصم لسانه وسمعه وبصره وجوارحه ) – وفي فقه الرضا عليه السلام ( واعلم يرحمك الله ان الصوم حجاب ضربه الله تعالى على الالسن والاسماع والابصار وسائر الجوارح ) – وجاء في كتاب سيماء الاولياء ص 273 عن النبي صلى الله عليه واله وسلم : ( مامن عبد يصبح صائما فيشتم فيقول سلام عليك اني صائم الا قال الله تعالى استجار عبدي من عبدي بالصيام فادخلوه جنتي )
4 – ( والصلاة ) :-
وهي السبب الثاني لعون المؤمن للاستعانة بعد الصبر – أي استعينوا على اقامة دينكم والدفاع عنه وعلى سائر مايشق عليكم من مصاعب ومصائب الحياة بالصبر وتوطين النفس على احتمال المكاره وبالصلاة التي تكبر بها الثقة بالله عز اسمه وتصغر بمناجاته كل المشاق . وقد ورد ان النبي صلى الله عليه واله وسلم اذا كان في شدة قال : ( ارحنا بها يابلال ويكثر من الصلاة اذا احز به امر ليكثر من اللقاء بالله ) –
5-(ان الله مع الصابرين ) :-
أي معهم يؤيدهم ويقويهم ويؤنسهم ويمدهم – روي عن خباب بن الارت قال : شكونا الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فقلنا : الا تستنصر لنا الا تدعو لنا ؟ فقال صلى الله عليه واله وسلم : ( قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الارض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على راسه فيجعل نصفين ويمشط بامشاط الحديد مادون لحمه وعظمه مايصده ذلك عن دينه والله ليئتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت فلا يخاف الا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون ) –
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاثنين 21 نوفمبروحديث كيف يدخل الشيطان للإنسان   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالثلاثاء 22 نوفمبر - 8:47

والسؤال هو أين يكون الشيطان؟
وردت كثير من الأحاديث عن أن الشيطان يدخل ولكن أين يدخل هل يكون في فم الإنسان أم في جوفه أم في قلبه أم عقله أم أين يدخل؟

فقد روى الإمام مسلم في صحيحه حَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ مَالِكُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنًا لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يُحَدِّثُ أَبِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ. "5311" فهذا حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من عدة طرق وأبو داود في كتاب الصلاة والدرامي وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان في صحيحه وابن أبي شيبة في مصنفه وصححه الألباني وعبد الرزاق في مصنفه وعبد بن حميد في مسنده.
ورواه الإمام أحمد في مسنده عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ فِي فِيهِ. "10832"
ورواه الإمام أحمد في مسنده عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مَعَ التَّثَاؤُبِ. "10895"
وروى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْعُطَاسُ مِنْ اللَّهِ وَالتَّثَاؤُبُ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ وَإِذَا قَالَ آهْ آهْ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ مِنْ جَوْفِهِ وَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ آهْ آهْ إِذَا تَثَاءَبَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ فِي جَوْفِهِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. "2670"
وذكر عبد الرزاق في مصنفه عن معمر قال : سمعت بعض المدنيين يقول وَإِذَا قَالَ الانسان آهْ آهْ إِذَا تَثَاءَبَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ فِي جَوْفِهِ. "2/271"

ذكر محمد بن علي الشوكاني في فيض القدير: ( فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ جوفه إذا فتح فاه)
وذكر بن قدامة المقدسي في المغني: وقال بعضهم ان الشيطان يدخل الصدر الذى هو بمنزلة الدهليز فيلقي مايريد إلقاءه الى القلب ويوصله اليه ولامانع عقلا من دخوله فى جوف الانسان. "1/371"

وقال الطحاوي في حاشيته على مراقي الفلاح:
قوله فإن الشيطان يدخل فيه لا مانع من حمله على حقيقته فإِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ. "1/239"

وذكر ابن القيم في بدائع الفوائد:
وقد جعل الله للشيطان دخولا في جوف العبد ونفوذا إلى قلبه وصدره فهو يجري منه مجرى الدم وقد وكل بالعبد فلا يفارقه إلى الممات. "2/480"

وقال الحافظ بن حجر العسقلاني في فتح الباري: أما قوله في رواية مسلم " فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ " فيحتمل أن يراد به الدخول حقيقة وهو إن كان يجري من الإنسان مجرى الدم ، لكنه لا يتمكن منه ما دام ذاكرا لله تعالى والمتثائب في تلك الحالة غير ذاكر فيتمكن الشيطان من الدخول فيه حقيقة . ويحتمل أن يكون أطلق الدخول وأراد التمكن منه لأن من شأن من دخل في شيء أن يكون متمكنا منه "10/628"

وذكر البجيرمي في حاشية البجيرمي: قوله فإن الشيطان يدخل ظاهره أنه يدخل حقيقة ولا يشكل عليه أن الشيطان جسم فكيف يدخل في قلب بني آدم وأجيب بأن الشياطين لهم قوة التصور فيجوز أن يتصور بصورة الهواء فيدخل حقيقة وهذا هو الظاهر من الأحاديث الواردة في مثله. "1/252"

والواقع أن الشيطان له القدرة على الشكل وهذا ييسر فهم كونه يدخل في الإنسان وقدرته على إصابته بالعديد من الاختلالات.
والسنة حافلة بما ورد عن تلبس الجن للإنس وأن النبي صلى الله عليه وسلم رقى من ذلك وعالج منه.
والعلم الحديث أثبت وجود قوى كهرومغناطيسية حولنا وأثبت لها نشاطاً وحركة. وسوف نناقش هذا الأمر بالتفصيل عبر البوست الذي بدأته أنت ونسهم بدلونا فيه إن شاء الله.
وأما هنا فيهمنا الكلام عن أمر العلاج والإخراج، فالروح الخبيثة التي هي الشيطان أو الجني يتم طردها بالرقية الشرعية، والإخراج لا يتم من اصبع القدم اليسرى فقط فهناك طرق كثيرة لإخراج الشيطان، ويتوقف الأمر على مدة تمكن الشيطان أو الجني وتأثير الرقية. والحديث في هذا الأمر ذو شجون.

وهل التلبس مرض؟ قطعاً نعم فهو مثله مثل السحر والعين فكلها أمراض تصيب البشر، وهذا يفسر كون النبي صلى الله عليه وسلم أصيب بالسحر مع كونه نبي لأن هذه أمراض تصيب الجميع.
وأما من ينكر هذه الأشياء فنقول له إن من لا يؤمن بالجن فهو كافر بلا أدنى شك لأن الله عزوجل ذكر الجن في القرآن الكريم، وإن كنت تؤمن بهم فكيف تؤمن بالجن ابتداء ثم لا تؤمن بالمس؟ وقد ذكر الله عز وجل واصفاً حال آكلي الربا فقال: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الجمعة 25 نوفمبر وحديث من صلى أحدكم بالناس فاليقصّر   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالجمعة 25 نوفمبر - 15:52

تخفيف الإمام على الناس في الصلاة

المقال نشرت 2006/09/17 يوم الأحد الناشر عن طريق عماد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

فمن حكمة الله - جل وعلا - أن شرع للناس صلاة الجماعة؛ ليزداد أجر المصلين، ويتآلفوا فيما بينهم، ويشعروا بالوحدة والقوة، كما جاء في الحديث عن ابن عمر - رضي الله عنهما - : عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (صلاة الرجل في الجماعة تزيد على صلاته وحده سبعاً وعشرين).[1]

ولكن الناس باختلافهم ومشاغلهم المتنوعة، قد تثقل عليهم الجماعة في المسجد، والتأخر حتى تنقضي، فيميلون نحو أدائها فرادى، أو في غير المسجد، وحينها يذهب المقصود الشرعي من الجماعة، غير أن هذا الدين مكتمل البناء، لا يبني أمراً نقيض آخر، ولا يقول قولاً معارضاً لقول - حاشاه - .

ومن واجب الأمة - جماعات وأفراداً، أئمة ومأمومين - التيسير والتبشير، والبعد عن التنفير مهما كان الأمر، لا سيما في شعائر الله، ومقاصد الشريعة، فهي أحق بأن تهوَّن للناس، فيقَرَّبون إليها، فلا يحسن التنفير عن العبادة في أي حال - ولو كان على سبيل الاجتهاد في العبادة -.

فعن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال رجل: يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة؛ مما يطول بنا فلان. فما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في موعظة أشد غضبًا من يومئذ، فقال: (أيها الناس إنكم منفِّرون! فمن صلى بالناس فليخفف؛ فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة).[2]

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنه - قال: أقبل رجل بناضحين (الناضح: هو البعير الذي يستقى عليه)، وقد جنح الليل، فوافق معاذًا يصلي، فترك ناضحه، وأقبل إلى معاذ، فقرأ بسورة البقرة أو النساء، فانطلق الرجل وبلغه أن معاذًا نال منه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فشكا إليه معاذًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (يا معاذ أفتَّان أنت؟). أو ( فاتن ) ثلاث مرات، (فلولا صليت بسبح اسم ربك، والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى؛ فإنه يصلي وراءك الكبير، والضعيف، وذو الحاجة).[3]

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا صلى أحدكم للناس فليخفف؛ فإنه منهم الضعيف، والسقيم، والكبير، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء)[4]. إلى غير ذلك من الأحاديث.

هكذا راعى النبي - صلى الله عليه وسلم - أحوال أمته، ولم يشق عليهم، فيسَّر لهم الأمر، وأمر الأئمة أن ييسروا على الناس، (فمن صلى بالناس فليخفف)، لئلا ينفروا عن الدين.

وبهذا تُعلم لنا أمور:

1- حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على إرشاد أمته، ومعالجة الخطأ بطريقة الإقناع كأن يذكر سبب أمره وحكمته، (فإنه منهم الضعيف، والسقيم، والكبير). ولا بد من مراعاة أحوالهم جميعاً، والرفق بهم فسبحان القائل: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (128) سورة التوبة.

2- نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التثقيل على الأمة، ومنه: المشقة تجلب التيسير.

3- مراعاة أحوال الضعفاء وذوي الحاجة، وكبار السن، وأهل الضرورات بقراءة قصار السور.

4- من صلى منفرداً فله أن يطول ما شاء.

وهكذا كل مسألة فيها مشقة وعسر لا بد من التيسير فيها، والتخفيف؛ لأن ذلك من مقاصد الشريعة الحنيفية السمحة.

إذاً فالأصل في إمامة الناس التخفيف لجذب قلوبهم وإعانتهم على الصلاة، بدلاً من تنفيرهم عن المساجد.. لكن هناك حالات نادرة يسن فيها إطالة القراءة في الصلاة قليلاً، كقراءة سورة السجدة في الركعة الأولى في صلاة فجر يوم الجمعة، وسورة الإنسان في الركعة الثانية منها، وكذا الإطالة في الصلوات النافلة كصلاة التراويح، إذا كان المأمومون يرغبون وينشطون ذلك، وإلا فالأصل التخفيف على الناس، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر معاذاً وغيره بالتخفيف على الناس وهم في عهد الرسالة والوحي ومشاهدة الآيات الحية الصادقة على قوة الدين وصدق الرسالة فكيف بنا في زمن ضعف الهمة في أمور الدين، وقلة الخشوع أو عدمه! فينبغي للأئمة مراعاة أحوال الناس كافة، فإنما فُرض في الصلاة من القرآن سورة الفاتحة وما عداها فهو سنة، ومن المشكلة أن تنقر الفروض والأركان في الصلاة كالركوع والقيام منه والسجود والقيام منه، ويشق على الناس في أمر السنة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتخفيف فيها.

ولا يعني هذا أيضاً أن يستغل الناس فرصة التخفيف لينقروا الصلاة نقر الغراب الدم، أو يصلوا دائماً بالسور القصيرة جداً، بل مثل ما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً من القراءة بسور معلومة مثل الأعلى والشمس وضحاها، وما شاكلها من السور والمقاطع من القرآن الكريم.

نسأل الله أن يوفق الناس لما فيه الخير.

والحمد لله رب العالمين.



--------------------------------------------------------------------------------

[1] - رواه البخاري (620)، ومسلم (650). واللفظ له.

[2] - صحيح البخاري:(1/46 برقم:90،670،672 ،5759 ، 6740).

[3] - رواه البخاري: (5/2264برقم: 5755 )ومسلم:(1/339برقم:465).

[4] - رواه البخاري: (1/248برقم:471) ومسلم: (1/341برقم:467)

المصدر من موقع إمام المسجد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاثنين 28 نوفمبر وحديث إن عظم الجزاء مع عظم البلاء   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالإثنين 28 نوفمبر - 16:23

ملخص الخطبة

1- أمر القرآن المؤمنين بالصبر والمصابرة. 2- منزلة الصبر في الإسلام. 3- الابتلاء سنة الله في المؤمنين. 4- جزاء الصبر في الدنيا. 5- ذنوبنا وعصياننا سبب بلائنا. 6- خلاص المسلمين من بلاياهم مرهون بعودتهم إلى دينهم. 7- واجب المسلمين تجاه أرض الإسراء والمعراج. 8- فضل المسجد الأقصى.


الخطبة الأولى


وبعد: أيها المؤمنون، أيها المرابطون، يقول الله تعالى في كتابه العزيز وهو أصدق القائلين: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200]، صدق الله العظيم.

أيها المسلمون، إنه نداء رب السماء للذين آمنوا، فقد نادهم الحق جل جلاله بالصفة التي تربطهم به والتي تلقي عليهم الأعباء وتكرمهم في الأرض كما تكرمهم في السماء، إنه نداء للصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى، وسياق سورة آل عمران حافل بذكر الصبر وبذكر التقوى، كما سياق السورة حافل كذلك بالدعوة إلى الاحتمال والمجاهدة ودفع الكيد والمكر، وعدم الاستماع أو الإنصات لدعاة الهزيمة والبلبلة، ومن أجل هذا ختمت السورة بالدعوة إلى الصبر والمصابرة وإلى المرابطة والتقوى.

أيها المرابطون، إن لكل أمر عتاداً وسلاحاً، وإن عتاد الشدائد الصبر، حقاً إنه عتاد يبعث على الطمأنينة، ترقب به النفس المؤمنة بلوغ الأماني، قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (خير عيشنا بالصبر)، وقال الخليفة علي رضي الله عنه: (إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد)، وأردف ذلك بقوله: (ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له).

أيها المؤمنون، لقد ذكر الله سبحانه الصبر في تسعين موضعاً من كتابه الكريم، يرغب فيه ويقرنه بالأعمال الصالحة التي تقرب العبد إليه، ويأمر به كوسيلة من وسائل الخير وسبيل إلى الفلاح والفوز يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ [البقرة:153]، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((ما أعطي أحد عطاءً خير وأوسع من الصبر))[1]، وإن أعظم مواقف الصبر صبر المرء على البلاء وتجلده أمام الخصوم والكوارث، إنه موقف أولي العزم من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، وإن أشد الناس بلاء الأنبياء، فلقد أوذوا في الله فكانوا أئمة للصابرين، أوذي الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه بما لا يُحتمل من الأذى فصبر، وكانت له العاقبة على القوم الظالمين الكافرين.

ولقد كان الجزاء على الصبر عظيما بقدر عظم البلاء كما ورد في الحديث الشريف: ((إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم))[2].

والصبر ـ أيها المسلمون ـ هو زاد الطريق في دعوتنا الإسلامية، إنه طريق طويل شاق مملوء بالعقبات والأشواك، مفروش بالدماء والأشلاء وبالإيذاء والابتلاء، إنه الصبر على أشياء كثيرة، الصبر على شهوات النفس ورغائبها وأطماعها، الصبر على شهوات الناس وجهلهم وغرورهم واعوجاجهم واستعجالهم للثمار والنتائج، الصبر على ظهور الباطل ووقاحة الطغيان وانتفاش الشر والخيلاء، الصبر على قلة الناصرين وضعف المعينين ووساوس الشياطين في ساعات الكرب والضيق، الصبر على مرارة الجهاد والمرابطة في سبيل الله وما تثيره في النفس الإنسانية من انفعالات متنوعة من الألم والغيظ والضيق، وضعف الثقة في الخير أحياناً، وقلة الرجاء أحياناً، للفطرة البشرية، والصبر بعد ذلك كله على ضبط النفس في ساعة القدرة وفي ساعة الانتصار والرخاء، في تواضع وشكر، وبدون خيلاء، وبدون اندفاع إلى الانتقام، والبقاء في السراء والضراء على صلة بالله تعالى واستسلام لقضائه وقدره.

والذين آمنوا كانوا قد ذاقوا جوانب كثيرة من الصبر، فكانوا أكثر فهماً من غيرهم لمعنى الصبر وحقيقته.

أيها المؤمنون، لقد كانت الجماعة المسلمة لا تغفل عيونها أبداً، ولا تستسلم للنوم، فما هادنها أعداؤها منذ أن نوديت لحمل أعباء الدعوة وعرضها على الناس.

أيها المسلمون، إن الشر لا يستريح لمنهج الخير العادل المستقيم، كما أن الطغيان لا يسلم للعدل والمساواة والكرامة، فلا بد من الصبر والمصابرة والمرابطة كي لا تؤخذ الأمة الإسلامية على حين غِرة من أعدائها الدائبين في كل زمان ومكان.

إن طبيعة الدعوة الإسلامية أنها لا تريد الاعتداء ولا تحبه، ولكنها تريد أن تقيم في الأرض منهجها القويم ونظامها السليم حتى يكون رحمة للعالمين، والتقوى هي جماع الأمر كله، فهي الحارس اليقظ في الضمير، تحرسه أن يعتدي، وتحرسه أن يحيد عن الطريق المستقيم، وبذلك يتحقق قوله تعالى: لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.

أيها المسلمون، لقد جرت سنة الله تعالى أن يبتلي عباده بالخير والشر، ويمتحن إيمانهم بالمصائب تارة، وبالنعم تارة أخرى، يمتحنهم بالشدة بعد الرخاء، وبالرخاء بعد الشدة، لينظر مبلغ شكر الشاكرين ومدى صبر الصابرين والمحتسبين، وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35]، وإن ما ابتُلي به السلف الصالح من تكالب المعتدين عليهم، وتكتل المجرمين لسفك دمائهم البريئة، وغزوهم في ديارهم هو بلا شك بلاء ومحنة وشر مستطير، ولكنهم حينما قابلوا ذلك بالصبر الجميل والتضحية في أرفع مجالاتها أعقبهم الله الخير بعد الشر، أعقبهم اندحار قوى الشر والعدوان وردها على أعقابها، وإحباط خططها الأثيمة وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً [الأحزاب:25].

وتلك هي المنّة العظيمة، المنّة التي يجب أن تقدر وأن تقابل بالشكر للمنعم العظيم، وهي المعجزة الخارقة، لأن هذا الاندحار وفشل الكافرين لم يكن كما تعلمون لتفوق في العدد والعدة وإنما كان بفضل الله ورحمته وكرمه على عباده، ثم ببركة التوجه إلى الله وحده في تفريج الكرب وكشف الشدة واللجوء والتضرع إليه والاستعانة به والتوكل عليه.

أيها المسلمون، يجب أن نعترف بهذه الحقيقة، كما يجب أن نعترف بأخطائنا وأن نتوب من ذنوبنا، لأن الذنوب من أعظم وسائل النقم والبلاء، أجل، يجب أن نرجع إلى الله ونسأله المغفرة من ذنوبنا، فلقد فرطنا كثيرا في جانبه، حتى أصبح في الناس من يتشكك في وجود الباري جل جلاله، وأصبح في الناس من ترك الصلاة التي هي صلة بين العبد وربه، والتي هي عمود الدين، فلا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وأصبح في الناس مَن منع الزكاة عن مستحقيها، وأصبح فيهم من يرتكب المنكرات والفواحش جهاراً نهاراً، وأصبح فيهم كاسيات عاريات يُغرين بالإثم والرذيلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها كما جاء في الحديث الشريف[3].

وهذه نماذج من الذنوب والمعاصي، وكلها أسباب للنقم وعومل لسخط الله تعالى ولحلول المصائب والكوارث، فإن الله سبحانه قد رتب الجزاء على العمل، قال تعالى: وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [الشورى:30]، كما قال : ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له))[4].

ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فيا فوز المستغفرين، استغفروا الله





--------------------------------------------------------------------------------

[1] أخرجه البخاري في الزكاة، باب: الاستعفاف عن المسألة (1469)، ومسلم في الزكاة، باب: فضل التعفف والصبر (1053) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

[2] أخرجه أحمد (5/427) عن محمود بن الربيع رضي الله عنه، قال الهيثمي:" رواه أحمد ورجاله ثقات". مجمع الزوائد (2/291)، وذكره الحافظ في الفتح (10/108) وقال:" رواته ثقات، إلا أن محمود بن لبيد اختلف في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه وهو صغير، وله شاهد من حديث أنس عند الترمذي وحسنه". وحديث أنس أخرجه الترمذي في الزهد، باب: ما جاء في الصبر على البلاء (2396) وحسّنه، وابن ماجه في الفتن، باب: الصبر على البلاء (4031)، وصححه الضياء في المختارة (2350، 2351)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (146)، وصحيح سنن الترمذي (1954).

[3] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)). أخرجه مسلم في اللباس والزينة، باب: النساء الكاسيات المائلات المميلات (2128).

[4] أخرجه ابن ماجه في الزهد، باب: ذكر التوبة (4250) والطبراني في المعجم الكبير (10/150) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال الهيثمي: "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه". مجمع الزوائد (10/200)، وذكر له البوصيري ما يقويه. مصباح الزجاجة (4/247-248)، وحسّن إسناده الحافظ في الفتح (13/471)، وحسنه أيضاً الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (3427)، وصحيح الترغيب (3145)، وأخرجه الطبراني أيضاً في الكبير (22/306) عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال الهيثمي: "رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم" مجمع الزوائد (10/200).






الخطبة الثانية


الحمد الله ثم الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً رسول الله، والصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله، وعلى آلك وأصحابك أجمعين.

وبعد: أيها المسلمون، أيها المرابطون، في هذه الظلمة الحالكة التي يتخبط الناس فيها على غير هدى ترتسم علامة سؤال كبيرة على لوحة الأفق، أين سبيل الخلاص؟ وكيف؟ وبماذا؟ والحيرة المرهقة وزعت الأفكار وشتت الأذهان، فمنهم من يلتمسه من هنا، ومنهم من يلتمسه هناك، ناسين أو متناسين أن سبيل الخلاص قد بينه وحده رب العالمين في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، قال جل جلاله: إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ [الإسراء:9].

فالخلاص يتمثل باتباع منهج القرآن الكريم عقيدة وعملا وسلوكاً دون مواربة أو التواء، وباستئناف الحياة الإسلامية من جديد.

المسلمون اليوم وفي كل مكان ومنهم أهل الرباط تحاك ضدهم المؤامرات والدسائس، والعمل على تنفيذها جار على قدم وساق، وإنهم اليوم وقد تتالت عليهم الفتن، وهم في أمس الحاجة إلى بناء مجتمعاتهم على الأمثلة الرفيعة التي ضربها سلفنا الصالح في التماسك والتضامن والتعاون، إنهم اليوم في محنة أخطار محدقة بهم، كخطر السياسة المرسومة لهم من قبل الخصوم والأعداء، لتفريق كلمتهم وتمزيق شملهم، حتى لا يكونوا حرباً عليهم.

أيها المؤمنون، إن أكثر من مليار مسلم مفروض أن لا يُغلبوا من قِلة، ولكن الواقع المرير أنهم غلبوا فعلا رغم كثرتهم، لعدم وجود القيادة الحكيمة التي تقودهم والتي توجههم نحو حياة أفضل، وتعمل على توحيد صفوفهم ولمّ شملهم وجمعهم على الحق المبين.

ولتلافي ذلك يجب على المسلمين حتماً أن يصححوا أوضاعهم، وأن يفيقوا من سباتهم، ولا يكفي إبداء الشعور الطيب دون خطوات إيجابية، بعبارة أخرى وأدق لا يكفي من المسلم مجرد التألم والأسى وسكب الدموع على ما نزل بالمسلمين وبديارهم ومقدساتهم من بلاء ومحن، بل يجب عليه أن يرفع الصوت عالياً مستنكراً الجرائم التي تنزل بهم، مقاوماً لها بمختلف الوسائل، إسهاماً في رفع كابوس المحن عنهم، حتى يشعر الأخ المسلم المنكوب أن إلى جواره إخوة له يشدون من أزره ويقفون إلى جانبه.

فها هي أرض الإسراء والمعراج وفي مقدمتها بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك مازالت مسرحاً للأحداث الأليمة المتمثلة بالنهب والسلب وسفك الدماء البريئة والإبعاد لأبنائها وحصار المدن والقرى وإلى غير ذلك، كما أصبحت ميداناً للتنافس من أجل التحدث عنها وفي إعلان الوصاية عليها والتفاوض على ثغورها ضاربين بالثوابت الدينية والحقوق التاريخية عرض الحائط.

إن الاجتهاد ـ إخوة الإيمان ـ يكون في أمور غير واضحة المعالم والأحكام، خالية من النصوص الشرعية.

إلى زمن غير بعيد، أي قبل زوال دولة الخلافة ما كان أحد يجرؤ على التنازل عن شبر واحد منها، لعلمهم بأنها أرض إسلامية وقفية بقرار رباني.

أيها المرابطون، إنه ليس بإمكان أحد ولا باستطاعته، أياً كان أن يحرم فرداً واحداً من أهلها وممن نشأوا وعاشوا على ظهرها من حق العودة إليها، كما أنه ليس من حق أحد أن يتجاهل حق أكثر من مليار مسلم بهذه الأرض المباركة وفي بيت المقدس المزين بالمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، فالنصوص الشرعية والآثار الواردة بهذا الخصوص لم تعد خافية على أحد، ويرجع ارتباط فلسطين بالإسلام إلى اتخاذ بيت المقدس قبلة للصلاة منذ البعثة، وقد ارتبطت قدسية المسجد الأقصى بالعقيدة الإسلامية، وتوثقت قدسيته بحادثة الإسراء والمعراج وبالفتح الإسلامي لبيت المقدس وما حوله في عهد أمير المؤمنين عمر الفاروق رضي الله عنه، فعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمس مائة صلاة))[1]، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معاذ، إن الله عز وجل سيفتح عليكم الشام من بعدي، من العريش إلى الفرات رجالهم ونساؤهم وإماؤهم مرابطون إلى يوم القيامة، فمن اختار منكم ساحلاً من سواحل الشام فهو في رباط إلى يوم القيامة))[2]، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من المرابطين في هذه الأرض المباركة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الثلاثاء 29 نوفمبر إن الله حرّم عليكم القيل والقال وكثره السؤال وإضاعة المال   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالثلاثاء 29 نوفمبر - 16:01

شرح الحديث الشريف - رياض الصالحين - الدرس (064-101) : باب ما هي الأمور التي يرضاها الله لنا؟ وما هي الأمور التي يكرها لنا؟
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1999-04-18

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

ما هو مركز الثقل في هذا الحديث؟ :
أيها الأخوة الكرام, مع رياض الصالحين, من كلام سيد المرسلين عليه أتم الصلاة والتسليم، باب من أبواب هذا الكتاب, تشتد الحاجة اليوم إلى تطبيق مضمونه .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ تعالى يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا, وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ, وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ, وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ, وَإِضَاعَةِ الْمَالَ))

[أخرجه مسلم في الصحيح]

مركز الثقل في هذا الحديث: أن المال قوام الحياة, شاءت حكمة الله أن يجعله قوام الحياة، فلذلك المرء يوم القيامة يسأل عن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ يسأل عن علمه ماذا عمل به؟ يسأل عن شبابه فيما أبلاه؟ وعن عمره فيما أفناه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟ وعن ماله من سؤالين: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ .
من صفات غير المؤمن: أنه يسرف ويبذر، الإسراف في المباحات، والتبذير في المعاصي, وأهل الدنيا الشاردين عن الله عز وجل, إن أنفقوا المال, أنفقوه إسرافاً وتبذيراً ، وإن منعوهُ, منعوه بخلاً وتقصيراً .
وحينما يرى الإنسان, ماذا يحل بالمسلمين في بعض بقاع الأرض؟ مئات الألوف في العراء, لا غطاء، ولا كساء، ولا ماء، وحينما الإنسان يسرف في إنفاقه, يكون قد تجاوز الحد الشرعي الذي أمر الله به .

انظر إلى كيفية إنفاق المال وفق الطريق المشروع ونتيجته, وبين إنفاقه من غير هذا الطريق
أيها الأخوة, الله عز وجل كره إضاعة المال، إنسان قد تقوم حياته على خمسين ألف يحتاجها للزواج، قد تقوم حياته على بيت يأوي إليه، وقد يكون في طرف المدينة، قد تستقيم حياته على دخل في الشهر خمسة آلاف، فالذي ينفق المال جزافاً من دون وعي، من دون دقة, من دون حكمة، ماذا يفعل؟ .
يحرم أناساً كثيرين قوام حياتهم، لاحظوا أن الشاب إذا وجد عملاً، بحث عن زوجة، فإذا وجد مسكناً, كان الزواج، قوام الأسرة مسكن متواضع، وعمل فيه دخل .
فأنت حينما تنمي المال عن طريق الأعمال, تحتاج إلى فرص عمل، وحينما تنمي المال عن طريق المال تربية ربوية, لا تحتاج إلى فرص عمل، فكل من يجعل كسب المال عن طريق الأعمال, هذا عمل شرعي ويرقى بصاحبه، أما الذي يجعل كسب ماله عن طريق توليد المال، هذا طريق ربوي, هذا يشيع البطالة في الناس .
أيها الأخ الكريم, لا تظن منهج الإسلام منهجًا عباديًا، هو منهج تعاملي أيضًا، المجتمع المؤمن, يجب أن يكون مجتمعًا متماسكًا، مجتمعًا مكتفيًا، لا أقول بالغنى المعنى الشائع، الغنى الاكتفاء، أن يكفي الإنسان أن يجد قوت يومه، أن يجد كساءه، أن يجد ما يطعم أولاده، ما يكسوهم، ما يربيهم .

علة وجود الإنسان في الأرض :
أيها الأخوة, فالحديث:

((إِنَّ اللَّهَ تعالى يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا, وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ, وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا))

[أخرجه مسلم في الصحيح]

العبادة علة وجودك على وجه الأرض، أنت في هذه الأرض من أجل أن تعبد الله، والعبادة لها مفهوم دقيق جداً؛ العبادة أن تتعلم، والعبادة أن تعمل، والعبادة أن تتصل بالله، العبادة معرفة، العبادة سلوك، والعبادة انفعال، اتصال بالله، فالعبادة لأنها علة وجودنا وغاية وجودنا، وأنت حينما تعبد الله, تكون في أعلى مستويات النجاح والفلاح .
يا أيها الأخوة الكرام, قضية العبادة أخطر موضوع يعالج في بيوت الله، يجب أن يكون همك أن تعبد الله، لكن سبحان الله! كيف أن هذا المفهوم ضاق, حتى ظن الإنسان إذا صلى يكون قد عبد الله؟ العبادة تشمل كل شؤون حياتك، بدأً من تنظيف جسمك إلى علاقتك بزوجتك .
أدق الخصوصيات: العبادة فيها منهج، فيها توجيه، فقضية أننا صلينا, فعبدنا الله عز وجل, هذه قضية, فيها جهل كبير جداً، عبدنا الله, يعني راعينا منهج الله عز وجل في كل شؤون حياتنا، في احتفالاتنا, يجب أن نعبده، في أحزاننا، في إنفاق المال، في كسب المال، في كل حركة وسكنة من حياتنا, هناك عبادة، ولا يغيب عن ذهنكم, أنني ألح على مفهوم العبادة المطلق، أن تعبد الله فيما أقامك، وفي الظرف الذي وضعك فيه، وفي الزمان الذي أضلك .
تصور إنسانًا عنده ضيف، عبادته الأولى إكرام الضيف، عنده مريض؛ عبادته الأولى معالجة المريض، في وقت السحر؛ العبادة الأولى أن تصلي في أيام رمضان؛ أن تصوم في يوم عرفة؛ أن تصوم، يوجد وقت، وظرف، هوية، وكل إنسان يحدد هويته، المرأة عبادتها: أن تحسن تبعل زوجها، الغني عبادته: إنفاق المال, القوي عبادته: إنصاف الضعيف، العالم عبادته: إنفاق العلم، والعبادة معرفة، والعبادة سلوك، والعبادة سعادة، يعني: علم, وعمل, وإقبال على الله عز وجل .

((فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوه))

لكن كلمة تعبدوه, قد يفهم منها: أنك تعبده وقد تعبد غيره معاً، لا, أن تعبدوه وحده أول شيء، وأن تعبدوه وفق ما أمرك أن تعبده فيه .
لذلك: من البديهي أن العمل عند الله عز وجل لا يقبل إلا بحالتين: إلا إذا كان خالصاً وصواباً وفق المنهج, وفي إخلاص لله عز وجل .

إليكم تفسير هذا القول: (ولا تشركوا به شيئاً) :
قال:

((وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا))

الآن: قد يجد الإنسان أقوياء في الأرض، ويبدو أن الأمر بيدهم، ويبدو أنهم يفعلون ما يريدون، هذا امتحان لنا جميعاً، قال الله عز وجل:
﴿أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾

[ سورة الشورى الآية: 53]

الآية محيرة، بيد من كانت حتى صارت إليه؟ هي بيده دائماً, ما معنى الآية إذاً؟ قال: أهل الدنيا في الدنيا, يتوهمون أنها بيد زيد أو عبيد، ولكن يوم القيامة حتى أهل الغفلة, يرون أن الأمر بيد الله وحده، لكن المؤمنين وهم في الدنيا, لا يرون الأمر إلا لله.
أنت في زحمة, ما يجري في العالم قطب واحد, متحكم بالعالم؛ قرار واحد، بطش، قتل، تدمير، أنت في هذه الزحمة, هل ترى أن الله وحده الفعال، وأنه لا يقع شيء في ملكه إلا إذا أراد، وأن يد الله فوق أيدي كل الناس، وأن الله عز وجل إليه يرجع الأمر كله؟ التوحيد مريح جداً، من دون توحيد ينشأ ألف سؤال وسؤال، مع التوحيد يتلاشى ألف سؤال وسؤال .
((ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد))

التوحيد أن لا ترى مع الله أحداً .
((فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا))

الشرك مخيف، إذا رجل قال: أنا عندما أصوم يوم الاثنين والخميس, أشعر بنشاط والحمد الله، إن شاء الله سوف أصوم دائماً، لم يعد صيامًا، صار رياضة، أو سلوكًا صحيًّا، العبادة أن تبتغي بها وجه الله عز وجل، كل عبادة يشوبها حظ دنيوي لم تعد عبادة ، إن العبادة التي أردت بها وجه الله عز وجل، فذلك: الإنسان قد يشرك وهو لا يشعر، قال تعالى:
﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾

[سورة يوسف الآية:103]

﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾

[سورة يوسف الآية: 106]

والعبادة هي التوحيد، أن توحد الله عز وجل، طبعاً: ربما لا تملك تفسيرًا جاهزًا، أنت مكلف أن تعبده، ومكلف أن تفوض الأمر إليه، وأن تستسلم له .

لا يمكن أن تعرف الله إلا من هذا الطريق :
أيها الأخوة, ودائماً أقول لكم: يوجد طرق لمعرفة الله آمنة، وطرق غير آمنة، الطرق الآمنة أن تعرفه من خلقه، والطرق الآمنة أن تعرفه من كلامه، أما لو أردت أن تعرفه من أفعاله, فربما لا تستطيع أن تفسر أفعاله تفسيراً يليق بكماله، هنا المشكلة .
يعني: كأنك أن تعرف الله من خلال أفعاله حقًّا، ربما لا تملك التفسير الصحيح، لأن عقلك قاصر عن إدراك حكمة الله، ولن تستطيع أن تعرف حكمة الله, إلا إذا كان لك علم كعلمه، وهذا مستحيل .
إذاً: دعك أن تعرف الله من خلال أفعاله, أعرفه من خلال خلقه، طريق آمن وسالك، أعرفه من خلال قرآنه، أما من أفعاله, فأرجئ هذه إلى مرحلة بعيدةٍ، والله عز وجل يفعل شيئاً لا تفهم تفسيره، بعد حين ينكشف لك الأمر، فتسجد لله عز وجل ذوباناً في كماله.

مداخلة :
كنت ذكرت لكم من قبل, أن صلى الله عليه وسلم أعطى توجيهًا في معركة بدر، توجيهًا صعب تفسيره، عمه مقيم في مكة، ومعركة بدر على وشك أن تبدأ, فقال:

((لا تقتلوا عمي العباس))

إذا أساء الإنسان الظن، نحن نقتل آباءنا وأخواننا في سبيل الله، لأنهم كانوا كفاراً, فلماذا ينهانا النبي عن قتل عمه؟ كأنه بدا له أن القضية قضية تعصب، بعد حين اكتشف أن عمه العباس مسلم، وهو عينه في مكة، وإنهم لو أنه لم يشترك معهم في الغزوة لكشف نفسه .
لو أن النبي قال: هو مسلم لكشفه، وأنهى دوره، لو سكت لقتلوه، لو أن عمه العباس, امتنع عن أن يدخل في المعركة, كشف نفسه أمام كفار قريش, وانتهى دوره الاستطلاعي.
لو أن النبي الكريم قال: لا تقتلوا عمي العباس, إنه مسلم، أيضاً: الخبر يتناقل، وينتهي دوره، لو أن النبي سكت, هو مع الكفار, مسموح لهم أن يقتلوه, ربما يقتلوه .
فقال:
((لا تقتلوا عمي العباس))

بعد أن انكشف الأمر، وظهرت حكمة النبي عليه الصلاة والسلام.
كان يقول هذا الصحابي:
((ظلت أتصدق عشر سنين, على أمل أن يغفر الله لي, سوء ظني برسول الله))

ماذا لو كشف الغطاء؟ :
أيها الأخوة, ما من حدث محير في الأرض, واللهِ لو كشف الغطاء, لذاب الإنسان محبةً لله وتقديراً لحكمته، لكن عقولنا قاصرة عن إدراك حكمة الله عز وجل .
فقد تجد حدثاً غير معقول، هجمة على الإسلام شرسة في العالم كله، المسلمون يقتلون، يشردون، تغتصب نساءهم، يقتل شبانهم، يلقون في العراء بلا طعام, ولا شراب، ولا مأوى، ولا شيء، ضعيف الإيمان, يرى هذا ظلماً شديداً .
الله عز وجل خلق المؤمن لجنة عرضها السموات والأرض، لحكمة لا نعلمها، لعل الله عز وجل يكتب لهم من الرحمة ما لا ندركه نحن، أما الكافر يفعل فعلاً لعله يخلد في النار إلى أبد الآبدين .
أحياناً: تعجب من النار، يا ربي إلى الأبد؟ حينما ترى جرائم بعض الناس وقسوتهم، وفعلهم الشنيع، حينما ترى أن هؤلاء المجرمين, لا يروي غليلك إلا أن يكونوا في النار إلى أبد الآبدين، فشكر الله عز وجل على أن بصرك في الحقيقة، وأنت في الدنيا ، الناس في عمى، هؤلاء الذين يقترفون هذه الجرائم, هم في عمى، أما المؤمن فذو بصيرة .

ما الذي يجمع مجتمع المؤمنين؟ وما الذي يجمع مجتمع أهل الدنيا؟ وماذا نستنتج من كلاهما؟
((يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ, وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا))

[أخرجه مسلم في الصحيح]

طبعاً: أن تعبدوه أوّلا، وألا تشركوا به شيئاً ثانيًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا .
هذا مفهوم دقيق، نقول: يجب أن نتحد، كيف نتحد؟ لا بد من شيء يوحدنا، إن لم يكن هناك شيء يوحدنا, فالوحدة مستحيلة، لأنه يوجد أهواء, ومصالح, ومنازعات .
الآن: مجتمع أهل الدنيا مجتمع الخصومات, والعداوات، والمشاحنات، لأنه يوجد مصالح والمصالح متضاربة، أما بين المؤمنين فيوجد مبادئ، وهذه المبادئ متعاونة، أهل الدنيا يتخاصمون, أما أهل الآخرة فيتعاونون، وهذا فرق كبير، فإذا كانت الدنيا بيننا تخاصمنا، وإن كانت الآخرة بيننا تعاونا, لذلك:

((وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا))

حقيقة لا بد من أن تسجلها في ذاكرتك :
أخواننا الكرام, يوجد حقيقة دقيقة وخطيرة؛ ما من عداوة أو بغضاء بين اثنين, إلا بمعصية ألم بهما أحدهما أو كلاهما، قال تعالى:

﴿فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾

[سورة المائدة الآية: 14]

بين زوجين، بين أخوين بمسجد، بين جارين، بين صديقين، بين شريكين، بين أي اثنين، أحدهما عصى الله عز وجل، شرد عن الله صار ماديًّا، والمادي يحب أن يأخذ ما له، وما ليس له، حينما يأخذ ما ليس له, أورث عداوة أخيه، وصار في خصومات.
الإنسان أحياناً: يحب أن يحلل الأمور، بين الأسر عداوات، بين الشركاء، بين أبناء الحي الواحد، بالمدارس، بالمستشفيات، هذه عداوات المعاصي .
لو أننا اتقينا الله عز وجل, لأحب بعضنا بعضاً أبداً، هذه قاعدة .
تريد أن يسود الود، والحب، والوئام، والتعاون، والتفاني، والمؤاثرة، والإخلاص، أطع الله، إن أطعت الله عز وجل طلبت مالك، وتركت ما ليس لك، وكل إنسان أخذ ماله، وترك ما ليس له, أحبه الناس .
تجد دعوى عشر سنوات، دعوى إخلاء، لأن هذا البيت مغتصب، صاحب البيت أولى أن يزوج ابنه في البيت، أولى منك، أنت عندك بيت آخر، وتغتصب بيتًا وتمنع صاحبه أن يزوج ابنه .
طبعاً: يوجد عداوة، ومحاكم، ومحامون، ويوجد دفع مشروع وغير مشروع، ويوجد هموم، وتوتر أعصاب، لأن الرجل أخذ ما ليس له .
لو تتبعت مشكلات الناس, لوجدت أساسها العدوان، لمجرد أن تأخذ مالك فقط, لا يوجد ولا مشكلة، عدد الدعاوى في قصر العدل بعشرات الألوف، بضع عشرات الألوف، ستة آلاف دعوى إخلاء، لأنه يوجد بيت مسكون بمئة ليرة في الشهر، وثمنه عشرون مليونًا، هذا عدوان، طبعاً يوجد ظروف مخففة، هذا موضوع شائك لا يحسم بكلمة، موضوع معقد، لكن الإنسان يعلم علم اليقين ما إذا كان ظالماً أو غير ظالم .
هذا الاعتصام، الوئام، الحب، التفاني، التعاون، أساسه طاعة الله من الفريقين، لكن يوجد معصية، وإهمال لطاعة الله عز وجل، فصار بينهما عدوان، ومع العدوان عداوة، العدوان يقتضي العداوة، والمجتمع الذي فيه عدوان، وعداوات ممزق، لذلك وصف الله عز وجل الكفار وقال:
﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾

[سورة الحشر الآية: 14]

إذاً: الله عز وجل رضي لنا أن نعبده, والعبادة معرفة، وسلوك، واتصال بالله، ناحية معرفية، سلوكية، وجمالية، ويرضى لنا أن لا نطيع أحداً سواه، وإذا عبدناه أن نعبده كما يريد هو لا كما نريد، وأن نعتصم بحبل الله جميعاً, هو الذي يوحدنا .
في المطر يكون في الجو بخار ماء، لا تنعقد ذرات المطر, إلا على جزيء من غبار، يجب أن يكون شيء تنعقد عليه حبة المطر، والمجتمع لا بد من شيء تنعقد عليه القلوب، لا بد من شيء يوحدنا، يجمعنا، يؤلف بيننا, هو القرآن .
((أَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا))

.
وشيء ملاحظ، تسافر أحيانًا إلى أقصى الدنيا، تلتقي بمسلم, لا يحسن أن يتكلم العربية، تشعر مع أنه لا يتكلم العربية, أقرب إليك من أخيك النسبي، ما الذي جمعك به؟ الإسلام والقرآن .
((يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ, وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا))

لا تضحِّ بأخيك الإنسان، إياك أن تفترق، قال تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾

[سورة الأنعام الآية: 159]

ابتعد عن هذا الطريق :
((وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ))

يعني كل وقته؛ ماذا قال فلان؟ من رد عليه؟ كيف كان الرد؟ هل الذي رد عليه تلقى رداً على كلامه؟ داخل بمقالة القيل والقال، مع أنه إذا اتجه إلى الأعمال, لكان خيراً له، بالتعبير العامي: -العي- دعك من العي، دعك من المجادلة، من المشاحنة .
ابن درس فلسفة في فرنسا، جاء إلى أبيه، وهو جالس مع أمه، وعلى المائدة دجاجتان مشويتان، فالابن ذكي جداً، ومعه شهادة فلسفة، وعنده قوة إقناع شديدة، فأحب أن يفتخر أمام والده فقال: أستطيع أن أقنعك أن هاتين ثلاثة فراريج، وليسا اثنتين، الأب أذكى من ابنه, فقال له: أنا سوف آكل واحدة، وأمك الثانية، وأنت كل الثالثة .
ترى جلسات بموضوعات صغيرة جداً, تافهة جداً، هامشية جداً، تهلكنا، استهلكنا، على سؤال: يا ترى إذا المرأة ماتت هل يجوز لزوجها أن يغسلها؟ طبعاً يوجد حكم فقهي عند الأحناف لا يجوز، عند البقية يجوز .
الآن: أريد شيئًا واقعيًا، كم مرة يمكن أن تغسل زوجتك؟ ولا مرة، مكتب دفن الموتى جاهز، نبقى في هذا الموضوع، وماذا قال أبو حنيفة؟ وماذا قال الشافعي؟ ولماذا يجوز؟ ولماذا لا يجوز؟ انتهى العقد بالموت، إذاً: أصبحت أجنبية عنه، لا, لم ينته، والنبي غسل، لا، تدخل في موضوع, لا تحتاجه أبداً في حياتك، لكن دخلنا في هذه المتاهة .
((وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ))

كما قال بعض التابعين عن الخوارج:
((يقتلون صحابياً جليلاً، ويسألون عن دم البعوضة طاهر أم نجس؟))

يوجد أشياء يفعلونها, وهي كبيرة جداً، ويحتكمون إلى أشياء صغيرة، فالذي أتمناه هذا العي، وهذه كلمة معبرة، القيل والقال, دعك من هذا, اتجه نحو الأعمال .

انظر إلى هذا المثال المطروح :
أوضح مثل أضربه: لو فرضنا جبلاً شامخًا على قمته قصر، هذا القصر لمن وصل إليه، ويوجد أناس يستبقون إلى هذا القصر ليصلوا إليه، أنت من الأكمل: أن تجد السير, كي تصل إلى هذا القصر أم تقف؟ كم غرفة فيه؟ سمعنا أن فيه مئتي غرفة، ليس معقولا، دخل في متاهة المناقشة، كم غرفة؟ الغرفة ما مساحتها؟ ما نوع الأثاث؟ .
أنت لو أسرعتَ في السير, ودخلت إلى القصر, لفهمت كل شيء، الموضوع جمده الآن، وامشِ، وإن كان مثلا غريبًا، ولكنه معبر تماماً، شيء سوف أعرفه تماماً، أما العبرة فأن أغذ السير كي أصل إليه، لذلك الناجحون في الحياة, لا يوجد عندهم وقت للقيل والقال، وقتهم مصروف في الأعمال، وكل إنسان يحب القيل والقال تائه وشارد .
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ:

((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ, إِلا أُوتُوا الْجَدَلَ, ثُمَّ تَلا: مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ))

[أخرجه الترمذي في سننه]

وكل إنسان يحب القيل والقال تائه وشارد، ترى قضية عليها تفريغ .

من أخطاء الدعاة :
رجل أسلم بمصر, التحق بمسجد, استلمه فقيه، ستة أشهر في أحكام المياه, كاد يخرج من جلده .
الحقيقة: كتب الفقه قبل أن تكون المياه في البيوت، المياه مياه برك، آبار، ويوجد أحكام كثيرة جداً, والفقهاء عندهم وقت فارغ, دخلوا في متاهة، رأيت لو توضأ بماء الحمص مثلاً: ما نوع وضوئه؟ ماء الفول المدمس، توضأ بالبن، أدخلك في متاهة، فهذا الغربي الذي أسلم, وعلق مع هذا الشيخ ستة أشهر في أحكام المياه .
أنا قناعتي, عندما أدرس الفقه, أحب أن أختار موضوعًا, له علاقة بحياتنا, تشتد الحاجة له .
مرة كنت في العمرة، يوجد درس بين المغرب والعشاء بمكة المكرمة، جلست وقلت لنفسي, أستمع إلى درس: عتق العبيد، لا يوجد الآن ولا عبد تعتقه، أحكام عتق العبيد, موضوع غير واقعي، في الكتب موجود، ولكن الآن الموضوع غير موجود إطلاقاً ، هل يوجد على علمكم سوق للعبيد اشترينا وبعنا؟ يوجد الآن شعوب بكاملها تستعبد، أما عبيد الأفراد فلا يوجد الآن, ما وجدت غير هذا الموضوع, أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بال في صحن, وشربت زوجته الصحن، ما وجدت غير هذه السيرة؟.
إذا بقر رجل بطن بقرة, قد يأتي على الروث، كل كتاب فيه الصحيح والخطأ، أنت خذ الصحيح، ودعك من هذا الجدل .

((يَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ))

العي، الجدل، الحوار .

أمنية غالية :
رجل كان في ندوة فضائية, وصار في تهجم على الدين شديد، فقام، ومشي، في أثناء عرض الندوة على الهواء قال لهم: لا أرغب أن أبقى، قالوا له: أنت في حوار، قال لهم: بل نحن في خوار، خوار البقر، هذا خوار، وليس حوارًا, وفعلاً خوار, إذا كان في تهجم على الدين، بقرة تخور، وليس إنسانًا يتكلم، وكان كلامه معبرًا .
أنا أتمنى أن تبتعد عن المشكلات، عن العي، عن الجدل العقيم، عن أن تستخدم نفسك في موضوعات ثانوية جداً، موضوعات هامشية جداً لا تقدم ولا تأخر، ويوجد أسئلة كثيرة.
والله يطرح أسئلة كثيرة على الدعاة إلى الله, لا تعد ولا تحصى كلها، أولاً تاريخية، ثانياً كيفما كان الجواب لا نتأثر به إطلاقاً، يعني سيدنا يوسف بعد أن صار عزيز مصر, هل تزوج زليخاء؟ والله لا أعرف .
جاءني سؤال يوم الجمعة: أين سوف يدفن المهدي؟ قلت له: دعه يأتي حتى نراه، ولكن ليست المشكلة أن نجد له قبرًا، شيء مضحك، هكذا المسلمون، مستهلكة طاقاتهم في موضوعات ثانوية .
هذا الحديث:

((يَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ))

هذا المستشرق الذي أسلم, وعلق مع الشيخ ستة أشهر, وخرجت روحه، وخرج من جلده, فترك الإسلام، وجده طريقًا طويلاً، متى يصل إلى التيمم، ثم الوضوء، ثم الاغتسال، الصلاة، الصوم ستة أشهر في أحكام المياه, فترك الإسلام، ثم التقى بالإمام محمد عبده قال له: الماء الذي تشرب منه توضأ منه، أنهى له الستة أشهر في كلمة واحدة, وانتهى الأمر .

لا تضع عمرك بهذا :
((يَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ, وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ))

ذهب إنسان إلى بيروت، وجلس إلى جانب السائق, فقال له: بيروت كبيرة, فقال له: لا بأس بها، ثم قال له: هل هي على البحر؟ فقال له: طبعاً على البحر، فقال له: يوجد صخر؟ قال له: نعم, يوجد صخر، أهلكه بالأسئلة، سوف تصل، وترى كل شيء، عوض أن تستهلك جهدك بالأسئلة, استمتع بالطريق، فإذا وصلت إلى بيروت, رأيت كل شيء، هذا المؤمن، وهذا على كثرة السؤال .
بنو إسرائيل عندما قال الله لهم: اذبحوا بقرة، لو أنهم تناولوا أية بقرة فذبحوها لأجزأتهم، ما زالوا يسألون، ويشدد الله عليهم, إلى أن كلفوا ذبح بقرة, طلب صاحبها ثمنها ملء جلدها ذهباً، كلما تشددت بالسؤال, شدد الله عليك .
قال لي رجل: يجوز أن ألبس ثياباً من صنع إنكلترا؟ قلت له: يجوز, فقال: أليس حرام يا أستاذ؟ قلت له: لماذا حرام؟ فقال: صنع الكفار، فقلت له: لا تلبسها إذاً .
لما ترى الإنسان كثير التشدد, تراه في نواح كثيرة يفلت .
رجل جلس مع زوجته, وهي واضعة غطاء الصلاة، فقال لها: أنا زوجك، وهم جالسون في بيت عربي، فقالت له: يوجد عصافير، فدخل معها إلى الغرفة أيضاً, مشددة غطاء صلاة, حتى عمت له قلبه، فقال لها: هنا لا يوجد عصافير, فقالت له: هنا يوجد ملائكة، سافر هذا الرجل, فوكل رجل يراقب له البيت، وجد الرجال يدخلون إلى البيت في غيابه .
فإذا رأيت الإنسان متشددًا بشكل غير معقول, فعنده تفلت غير معقول، وهذا شيء ملاحظ جداً .

أعدى أعداء الإنسان هو :
أهداني إنسان كتابًا فيه بعض الجرائم، امرأة مسجونة بتهمة ما أذكرها، وهي ساحرة، دجالة، أو ما شابه ذلك، وفي قانون العقوبات اسم دقيق: لمن يسحر أو يدجل على الناس، فهذه المرأة تقول: أنا لا أفعل شيئاً، لكنني أوهم الناس, أنني أحل مشكلاتهم، فمثلاً تأتيني امرأة علاقتها بزوجها سيئة جداً، فأنا أبتز مالها، وأوهمها أنني أسحرها، وأنا أفك السحر بينها وبين زوجها، ولكن أعطيها توجيهات تكون نظيفة جداً، أنيقة، تتزين له، تطيعه، تسمع كلامه، من ذكائها: أعطتها أسباب الوفاق الزوجي، هي ما سحرت, وما فعلت شيء إطلاقاً، ولكن أوهمتها أنها إذا تزينت له, وأطاعته، واستمعت كلمته، تحترم أهله, تحفظين ماله، تكونين تحت طلبه دائماً، لا تزعجيه، طعامه جاهز، نومه هادئ، سوف يحبك، هي أعطتها أسباب الود، ثم حجابًا, وأسماء, وخربشات، وتمتمات، وطلاسم، وبخورًا، وظلمة، هذه كلها زعبرة، وفعلاً لما طبقت أحبها زوجها، ماذا ظنت؟ أن الساحرة فكت لها السحر الذي كان زوجها مسحورًا به، هذا كله كذب .
أنا أتألم جداً من الجهل، والجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به، العدو لا يستطيع أن يفعل بك كما تفعل أنت بنفسك إذا كنت جاهلاً .

خاتمة القول :
أخواننا الكرام, أنا وجدت أن الحديث بعون الله, نحن بحاجة ماسة له، أولاً قضية إضاعة المال، إذا كان من الممكن, أن يوفر إنسان ألف ليرة، يوجد قضية, اطلعت عليها خصومة بين زوجين شديدة جداً، أن معطف الزوجة لا يمكن أن تخرج به، بوضع مزرٍ جداً، وسمعت ثمن المعطف الآن ألف ليرة، إذا وفر إنسان ألف ليرة، وقدمها إلى زوج بحاجة إلى معطف لزوجته, ألم يحل مشكلة؟ ممكن أن يتناول الإنسان بألف ليرة، وممكن أن يوفر الألف، ويأكل في البيت، ويحل مشكلة زوجين مثلاً .
أحياناً: زواج شاب مبني على خمسة آلاف أحياناً، وقد تكون عندك ليس لها قيمة، خمسة آلاف تحل مشكلة، عشرة آلاف، فإذا كنت تقتصد بمصروفك، ويوجد عندك مال قليل, ساعد به أخاك، تكون مؤمنًا ورب الكعبة .
أنتم ترون إذا خرج الإنسان من بيته, شيء أنا لا أراه، ولكن أسمع، شيء لا يصدق من عذاب الناس, إذا أخرجوا من ديارهم بالبرد والثلج، آلاف الأطفال ماتوا من البرد، لا يوجد غطاء، أطفال ماتوا ودفنوا في أثناء الطريق، امرأة كبيرة بالسن من شدة البرد ماتت، الذي يوجد عنده بطانية زائدة .
مرة أخوان أفارقة, كانوا في الشام حوالي خمس سنوات، أنا ما انتبهت، لا يوجد عنده بساط في البيت، والفصل شتاء، لا يوجد إنسان إلا وعنده ستة بسط وسجادة، فإذا تعاونا، هذا ينقصه سجادة، هذا مدفئة، ترى في كل بيت سقيفة، وفيها أشياء غير مستعملة منسقة، أنت عندك منسقة، عند غيرك مهمة جداً .
تصور إنسانًا لا يوجد عنده ثمن مدفئة، طالب علم لا يوجد عنده مدفئة، فإذا أحصى كل إنسان, ماذا يوجد عنده في البيت من أشياء ليس بحاجة لها؟ يوجد برادات زائدة، غسالة قديمة زائدة، مدفئة زائدة، سجادة قديمة مثلاً, طالب علم لا يوجد عنده أثاث إطلاقاً، قدم له سجادة مستعملة, لا يوجد مانع، قدم له مدفأة، الألف تحل مشكلة, يمكن أن يكفه وقود طول السنة لطالب علم, يسكن بغرفة واحدة.
أنا دعوتي إلى عدم إضاعة المال، لا تبذر، لا تسرف، إذا كان ممكنا أن تضغط نفقاتك، صندوق العافية أجرى ألف وخمسًا وثلاثين عملية بخمسين مليون ليرة، لو دفعت أنت يوم الجمعة عشر ليرات فلك مساهمة، من فضل الله مسجدنا يجمع أكبر رقم، وهذا الرقم لعملية واحدة .
تصور مرة, دخلت إلى بيت الأب, مصاب باحتشاء عضلة قلبية، وبرك، ممنوع أن يتحرك، ممنوع أن يتكلم، وهو عامل بمعمل نسيج، ودخله محدود جداً، وأولاده بكآبة شديدة, قال لي: جاءتني مكالمة هاتفية من رجلٍ, أن العملية على حسابي، امرأة التي قالت له: اتصل بالدكتور الفلاني، اتصل به, فقال له: أنا جاهز، يوم الأربعاء العملية، والعملية نجحت نجاحًا باهرًا .
أنا زرته بعد العملية, وجدت أولاده يرقصون من الفرح، هذه المرأة ماذا فعلت؟ أدخلت الفرحة على خمسة أطفال وأمهم، وصار البيت جنة، لأن العملية نجحت, وعاش حياته الطبيعية .
عندما ترى عرسًا, كلف خمسة وثمانين مليونًا، إذا كل عملية جراحية بمئتي ألف، المليون كم مئتي ألف؟ خمسة، الخمسة وثمانون مليونًا, تعمل لأربعمئة وعشرين إنسانًا عملية قلب، هل أقول لكم, رقم لا يصدق: خمسة عشر ألف إنسان في بلدنا, بحاجة إلى عملية قلب، وكل طاقاتنا حوالي خمسة آلاف عملية في السنة، عندنا عشرة آلاف ليس لهم مكان، ولا يملكون ثمن العملية .
فالإنسان قبل أن يبذخ, ينظر ماذا يجري في العالم الإسلامي؟ ينظر ماذا يجري من الجوع, والعطش، والتشرد، والبرد؟ فأنت ليس لك الحق, أن تنفق إلا الحد المعقول, لا أقول الأدنى، بل المعقول من غير إسراف، مخيلة، إنفاق مال بلا طائل، من غير إتلاف مادي، إضاعة المال, لأن المال قوام الحياة, ممكن أن تحل مشكلة إنسان .
أنا أحياناً: لا أصدق ألف ليرة تقدمها لإنسان، جاءني اتصال هاتفي من امرأة مستورة، كل إنفاقها بالسنة ثلاثة آلاف ليرة, وضعت عند رجل عشرة آلاف أو عشرين ألفًا، ثلاثة آلاف إنفاقها السنوي، تنفق بالليرة، وليس لها دخل سوى هذا الدخل، فإذا قدم إنسان لإنسان ثلاثة آلاف ليرة, معنى هذا حل لها مشكلتها طول السنة، أنا الرقم أصغره جداً، لأن الإنسان يقول: هذا مبلغ بسيط، هذا بسيط عندك، عند من يريده, ليس ببسيط, بل كبير جداً .
مرة كنت في جلسة, فقال رجل: يا أخي, إذا أنت لم تكن داعية إلى الله, تبنى داعية.
يوجد طالب علم, جاء من أفريقيا، فقير جداً, إذا أنت قدمت له مبلغًا، وسكن في بيت مع خمسة رفقاء، وأكلوا أخشن الطعام يعيشون، ويطلب العلم، ويصبح داعية، ويعود إلى بلده خطيبَ مسجد, معه معهد شرعي، بدأ ينشر الحق، هذا في صحيفتك، الإنفاق على طلاب العلم, من أعظم الأعمال، وهذه البلدة الطيبة معروفة في العالم الإسلامي, أنها تحب طلاب العلم، وترعاهم، وكأنهم في بيوتهم .
والله رمضان الماضي, أخوة كثُر جداً، وأكثرهم ما استطاعوا أن يصنعوا وليمة لطلاب العلم، يقفون في الدور على العمل لصالح، طالب علم جاء من بلاد بعيدة, دعوته إلى طعام الإفطار, أكرمته، ألفت قلبه، جبرته، إذا أنت معك مال زائد, يوجد مليون باب لإنفاق هذا المال، ولرأب الصدع، ولم الشتات، وتأليف القلوب، يوجد أبواب للخير لا يعلمها إلا الله، بدءاً من تعليم الصغار، لإكرام طلبة العلم, للعناية بالأرامل والأيتام، يوجد أبواب لا تعد ولا تحصى، ولكن من هو السعيد؟ الذي استخدمه الله في الخير، من هو الشقي؟ الذي جعل الله الشر على يديه .

((يا عبادي الخير بيدي، والشر بيدي، فطوبى لمن قدرت على يده الخير، والويل لمن قدرت على يده الشر))

ثلاثة أشياء:
((يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ, وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ, وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ, وَإِضَاعَةِ الْمَالِ))

[أخرجه مسلم في الصحيح]

وممكن أن نستخدم وقتنا، وجهدنا، وكل طاقاتنا, في موضوعات ثانوية جداً، يوجد عندك أول رمضان، يوجد عي، أستاذ هل صيامنا صحيح؟ يا أخي أنت إنسان مسلم في بلد مسلم، وهذا البلد يوجد له وزير أوقاف، وقاض شرعي، القضية ليست معلقة في رقبتك ، يجب أن نشتغل يومين في أول يوم، هل صيامنا صحيح أم غير صحيح؟ لماذا عندما أحضرت دشًّا, لم تسأل أحدًا؟ لماذا في هذه سألت فقط؟ لأنه عيّ، يرتكب أكبر عمل على الناعم من دون سؤال، ولا يسأل أحدًا، أما أنه وصل إلى موضوع صيامنا صحيح أم غير صحيح!؟ .

((وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ, وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ, وَإِضَاعَةِ الْمَالِ))

والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الخميس غرة ديسمبر وحديث أتق الله حثما كنت وأتبع السيئة الحسنة وخالق الناس بخلق حسن   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالخميس 1 ديسمبر - 16:42

794 خطبه الجمعة - الخطبة 0052 : حديث شريف - اتق الله.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1975-11-07

بسم الله الرحمن الرحيم
(( عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ))

[أخرجه الترمذي، وأحمد والدارمي]

صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله... لقد أوتيت جوامع الكلم وفصل الخطاب، لك فصاحة الفصحاء، وبلاغة البلغاء، وحكمة الحكماء، لقد أمرنا نبينا الكريم أن نتق الله حيثما كنَّا، وتقوى الله تعني أن نهتدي بهدي الله، فلا ننحرف في سلوكنا عن شرع الله، ولا نسعى لغير ما يرضي الله، وتقوى الله ضرورة في كل الأحوال، ضرورة لسلامتنا، وسعادتنا.

(( اتق الله حيثما كنت ))

أينما كنت فاتق الله، اتق الله في خلوتك، واستحِ منه فهو ناظر إليك عليم بحالك، اعبدِ الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، ومن لم يصده ورع عن معصية الله إذا خلا، لم يعبأ الله بشيء من عمله، ولا شيء يؤكد صدق إيمان المؤن، كخشية الله في السرِّ والعلانية، وطاعة الله في الخلوة و الجلوة، وعرف طعم الإيمان من خلا لنفسه فذكر الله ففاضت دموعه خشية ومحبة وشركاً، وكيف يخشى المرء ربه، وهو في خلوته ؟
فالإنسان لا يخشى الله إلا إذا أحش بوجوده، والإحساس بوجود الله في كل مكان ثمرة من ثمرات الإيمان العميق الذي بني على تفكر وتحقق لا على سماع وتصديق، قال تعالى:

﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)﴾

[سورة يونس]

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾

[سورة آل عمران]

التفكر في آيات الله يصل بصاحبه إلى معرفة الله، وهذه تتمثل في الإحساس بوجوده، وعندها تحصل الخشية في السرِّ والعلانية، والخشية تثمر صلة والصلة بالله قمة السعادة الحقيقية.
يا أخا الإيمان:
لا تظلم نفسك من أجل أن ترفه جسمك، يجب ألا تشغلك الدنيا عن ساعة تقضيها كل يوم تذكر فيها الله، تتفكر في آياته، وتتعرف على أسماءه وتتلو قرآنه، وتصلي على نبيه.
يا أخا الإيمان، استيقظ باكراً، وأيقظ أهلك وأولادك، وصلِّ صلاة حقيقية وبعدها اذكر الله، وتدبر عُشراً من قرآنه.
ولاحظ كيف يكون يومك.
لاحظ ـ يا أخي ـ يومك الذي ذكرت فيه ربك، وتفكرت في آلائه كيف أنك سعيدٌ، مطمئن النفس.
لاحظ كيف أنك تحس وأنت تنظر إلى الأشياء أنك تنظر إليها من علٍ.
لاحظ كيف أن الهدى الإلهي يسدد خطاك، فأنت تتفون بكلمات صائبة وتقف مواقف حكيمة، وتتخذ قرارات صحيحة.
لاحظ كيف تصبح في هذا اليوم الذي ذكرت في مطلعه ربك أنك ذو مناعة ضد الشيطان، وأن إغراءاته ومنزلقاته أضغف من أن تجذبك وتغريك.
لاحظ في هذا اليوم الذي ذكرت الله في أوله، كيف أنك لا ترهب الناس كثيراً، وكيف أن خشية الله تطغى على خشية الناس، وأن إحساسك بقوتك المعنوية تجعلك تقف مواقف أكثر صلابة ووضوحاً وحزماً.
لاحظ ـ يا أخي ـ كيف انك ترتفع عن سفاسف الحياة، وعن مشاحناتها وعن أسباب الخصام فيها.
لاحظ أنك في هذا اليوم أقوى من أن يستفزك سفيه.
لاحظ ـ يا أخي ـ أن حب الدنيا والتعلق بها والسعي إلى جمع حطامها تخف حدته في ذلك اليوم، وأنك في هذا اليوم الذي ذكرت فيه ربك أقل حرصاً عليها، وأقل فرحاً لما حصلته فيها، وأقل حزناً لما فاتك منها وأنك في هذا اليوم أكثر تمسكاً بحدود الشرع، وأقل تفلتاً من قواعده.
لاحظ ـ يا أخي ـ أنك في هذا اليوم أكثر توفيقاً في أعمالك، ومساعيك وحوائجك، وصدق رسول الله حيث قال:

((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ ))

[أخرجه الترمذي]

لاحظ ـ يا أخي ـ في ذلك اليوم الذي ذكرت الله في أوله، كيف تشعر أن عيالك تحسّ أن عليك أن تهدي الناس إلى طريق الإيمان طريق السعادة والرضوان، وفي هذا اليوم تحس أن كل كلمة تتفوه بها يجب أن تكون في مرضاة الله، وأن كل خطوة تخطوها يجب أن تكون تقرباً إلى الله، وأنك بتصرفاتك ومواقفك وقولك لا تمثل شخصك وإنما تمثل دينك الحنيف فتخاف أن يُتهم الإسلام من خلال تصرفاتك ومواقفك، وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك ))

وعندها تصبح داعية إلى الله، وإلى دينه عن طريق القدوة الحسنة وقد تتجاوز هذا المستوى من الدعوة إلى الله، فتجد في نفسك رغبة أن تقدم للناس نصحاً خالصاً فتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وقد ترى أن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر لا يجديان إلا إذا توددت إلى الناس وقدمت لهم خدمات حقيقة تلين قلوبهم، وتفتح آذانهم وهكذا تخرج نموذج الإنسان الغربي الذي لا يسعى إلا لمصلحته، ولكسبه، ولا يقيم الأشياء إلا بمدى نفعها له، وتدخل في نموذج المؤمن الرباني الذي يسعى إلى خير الناس، وإلى إسعادهم، وإلى إخراجهم من الظلمات إلى النور ويقيم الأشياء بمدى علاقتها، بهدفه النبيل.
لاحظ نفسك كيف نعامل الناس في هذا اليوم الذي ذكرت الله فإن كنت موظفاً تبش في وجوه المراجعين، وتهتم بهم، وتغيث لهفاتهم، وتعين ضعيفهم، ولا ترجئ مصالحهم، ولا تعقد معاملاتهم، ولا تضيع العراقيل المصطنعة من أجل أن ينقدوك مالاً هي عند الله رشوة، ولعن الله الراشي والمرتشي، ولا تجعل الناس تقف على بابك زرافات ووحداناً بانتظار أن تنتهي من شرب قهوتك أو أن تخلص من مكالمة هاتفية حميمة وطويلة وتافهة أو تفرغ من مطالعة صحيفة الأخبار بعد أن تطالعها خبراً خبراً وإعلاناً إعلاناً.
إذا ذكرت الله في مطلع ذلك اليوم لا ترى نفسك فوق الناس، بل في خدمتهم، والخلق كلهم عيال الله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله، إذا ذكرت الله في مطلع ذلك اليوم فإنك لن تنتقم من الناس لأن راتبك قليل أو لأن رؤساءك لا تقدر أتعابك.
إذا ذكرت الله في مطلع هذا اليوم تتلذذ بخدمة الناس كما يتلذذ الموظفون المعرضون علن الله بالترفع عليهم، وعرقلة حاجاتهم.
إذا ذكرت الله وعاملت الناس بالإحسان، عوضك الله عن راتبك القليل بصحة جيدة أنت وأهلك وأولادك، ووفر لك سعادة بيتية يتمناها المترفون ووهبك ذرية صالحة بارة بك ووقاك من المصائب والنكبات ما يكلف نفقات باهظة يعجز عن دفعها الأغنياء، وهذه كلها سعادة لا تقدر بثمن، وموارد غر مرئية.
وفي اليوم الذي ذكرت الله فيه وتحسن إلى كل الناس، تعود إلى بيتك فتراه على ما يرام، فترضى بزوجتك، وتراها من أكبر النعم التي وهبها الله لك وترى أولادك وهم في صحتهم وحبورهم ثروة لا تعدلها ثروة وتأكل وجبة من الطعام تتذوقها مرتين ؛ تتذوق طعمها وطعم شكرها كيف لا وقد بدأتها باسم الله، وختمتها بكلمة " الحمد لله " قال عليه الصلاة والسلام:
" يا عائشــة أكرمي مجاورة نعم الله، فإن النعمة إذا نفرت قل ما تعود ".
ويؤذن المؤذن لصلاة المغرب فتؤم أهلك وأولادك، وتقفون بخشوع بين يدي الله، وتنتهي الصلاة، وتنظر في وجوه أسرتك، فترى الإشراق والوضاءة والبراءة، وتغمرك سعادة لا يعرفها إلا من ذاقها.
يا سبحان الله، كيف أن الدنيا مهما انخفض مستواها يسعد بها المؤمن ويتخذها مطية للآخرة، وكيف أن الدنيا مهما يرتفع مستواها يشقى بها الكافر، ويتخذها مطية لجهنم...
قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (44)﴾

[سورة الأحزاب]

وقد جاء في الحديث الشريف:

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا ))

(أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجة وأحمد)

والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الجمعة 2 ديسمبر وحديث عمر بن الخطاب إنى أخاف على أمتى من كل منافق   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالجمعة 2 ديسمبر - 16:28


لم تجد المجتمعات الإنسانية منذ بدء الخليقة مشكلة تنخرها من الداخل، وتعجل بزوالها، مثل مشكلة النفوس المريضة، وهو ما عرف في الإسلام بمصطلح "النفاق".

و"النفاق" في اللغة: : مأخوذ من النفق، وهو السّرب في الأرض الذي يُستَتَر فيه، وقيل: إنه مأخوذ من نافقاء، والنافقاء موضع يرقِّقه اليربوع من جحره، فإذا أتى من قِبل القاصعاء ضرب النافقاء برأسه فانتفق، أي: خرج، ومنه اشتقاق النفاق؛ لأنّ صاحبه يكتم خلافَ ما يُظهر، وشرعاً(كمعنى عام) : هو الذي يظهر غير ما يبطن أو كما نسميه بــ " ذي الوجهين"، وقد روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة) والعائرة: المترددّة الحائرة، لا تدري لأَيِّهِمَا تتبع، وبواعث النفاق كما قال أبن القيم هو طلب العزّ والجاه، والظهور بمظهر حسن حتى يحسبه الظمآن ماءً فإذا جاءه لم يجده شيئا، لذلك نجد القرآن قد تحدث عنهم بقوله تعالى : ‏ (‏وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة ).

وخطر المنافقين يكمن في كونهم عدو خفي مندس في وسط المجتمع، وقد يكونوا أصحاب مواهب عديدة في عرض وتجميل أنفسهم، بمثل إتيانهم في أغلب الأحيان بالقول الجميل ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ) وفي الحديث الذي رواه أحمد عن عمر رضي الله عنه قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (إن أخوف ما أخاف على أمتي كلّ منافق عليم اللسان) قال المناوي: "قوله: ((عليم اللسان)) أي: كثير علم اللسان، جاهل القلب والعمل، اتخذ العلم حرفة يتأكّل بها، ذا هيبة وأُبّهة، يتعزّز ويتعاظم بها، يدعو الناس إلى الخير والرشد، ويفرّ هو منه، ويظهر للناس التنسّكَ والتنزه، ويسارر ربّه بالعظائم، إذا خلا به ذئب من الذئاب لكن عليه ثياب، فهذا هو الذي حذّر منه الشارع صلى الله عليه وسلم هنا حذرا من أن يخطفك بحلاوة لسانه، ويحرقك بنار عصيانه، ويقتلك بنتن باطنه وجنانه"، لذلك فليس بمستغرب أن نجد صحابي جليل كعمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ بشره الرسول بالجنة وقال أن الحق على قلبه ولسانه ـ يسأل أمين سر رسول الله حذيفة بن اليمام هل هو ضمن المنافقين الذين أخبر الله رسوله عنهم؟!.. فالرؤية لم تكن واضحة لأحد لشدة أند ساس المنافقين في مجتمع المدينة.

والتاريخ قد حمل إلينا الكثير من آفات النفوس المريضة، وكيف تعمل على تخريب المجتمعات الإنسانية؟..فنحن نعرف ماذا فعل السامري باليهود حين غاب عنهم موسى، والسامري كان من أصحاب موسى الذين أنجاهم الله من فرعون وقومه، كما إننا لا ننسى قصة بولس الرسول(كما يزعم المسيحيون) اليهودي الذي أندس على المسيحية وحرف الإنجيل بعدما رفع الله عيسى عليه السلام إلى السماء، وكان قبل ذلك من إتباع عيسى، حتى اعتبره المؤرخ الأمريكي الشهير مايكل هارت كثاني أعظم رجل في تاريخ البشرية وقبل المسيح نفسه، باعتباره هو الذي حفظ الديانة المسيحية من الضياع، وأيضا يوجد الكثير من الشواهد في تاريخنا الإسلامي وتكفينا الآيات والأحاديث الشريفة التي نزلت في ذم أصحاب النفوس المريضة.

وكما قلنا سابقاً إن أصحاب النفوس المريضة هم الأخطر على المجتمع كونهم عدو خفي، فقد حذر الله رسوله والمؤمنين منهم فقال: ( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ) قال أبن القيم في ذلك: " ومثل هذا اللفظ يقتضي الحصر، أي: لا عدوّ إلا هم، ولكن لم يرد ها هنا حصر العداوة منهم، وأنه لا عدوّ للمسلمين سواهم، بل هذا من باب إثبات الأولوية والأحقية لهم في هذا الوصف، وأنه لا يتوهّم بانتسابهم إلى المسلمين ظاهرًا وموالاتهم لهم ومخالطتهم إياهم أنهم ليسوا بأعدائهم، بل هم أحقّ بالعداوة ممن باينهم في الدار، ونصب لهم العداوة وجاهرهم بها؛ فإن ضرر هؤلاء المخالطين لهم المعاشرين لهم ـ وهم في الباطن على خلاف دينهم ـ أشدّ عليهم من ضرر من جاهرهم بالعداوة وألزم وأدوم؛ لأنّ الحرب مع أولئك ساعة أو أيّام ثم تنقضي ويعقبه النصر والظفر، وهؤلاء معهم في الديار والمنازل صباحًا ومساءً، يدلّون العدوّ على عوراتهم، ويتربّصون بهم الدوائر، ولا يمكنهم مناجزتهم، فهم أحقّ بالعداوة من المباين المجاهر، فلهذا قيل: (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ)، لا على معنى أنه لا عدوّ لكم سواهم، بل على معنى أنهم أحقّ بأن يكونوا لكم عدوًّا من الكفار المجاهرين" (ونلاحظ هنا أننا نتعامل مع أصحاب النفوس المريضة الذين ينخرون المجتمع الإنساني ككل وليس المسلمين فقط)، لذلك لم يكن مستغرباً أن يتوعدهم الله بالدرك الأسفل من النّار وهو الموضع الذي لم يتوعد الله به الكافرين.

وأخيراً لا أجدُ وصفاً لهذه للنفوس المنافقة المريضة، التي تظهر عكس ما تبطن، وإذا خلت إلى شياطينها عمدت إلى تسفيه الناس وذكرهم بالسوء..وأثرها في تخريب المجتمع الذي تندس فيه، غير وصف الكأس الفارغة, وقد تعلقت داخلها بعض الأوساخ، ثم صببنا فيها ماءً صافياً زلالاً، فهل سيبقى الماء محافظاً على صفائه؟!..لا شكّ أنه سيتغير بتغيير الأوساخ الموجودة في الكأس، ويفقد بذلك صفاته، وطبيعته التي نزل بها.


هذه آخر أوراقي هنا، لذا فأنا أشكر كل شريف فتح صدره لي...

أمين اليافعي
القاهرة 21/7/2005
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم السبت وحديث الاداب فى ليله الدخله   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالسبت 3 ديسمبر - 17:13

من آداب الإسلام في ليلة الزفاف
بعد ذلك إذا تزوج الرجل بذات الدين يعلمه الإسلام آداباً: أول أدب في أول ليلة والتي يسمونها ليلة العمر -ليست القضية قضية شهوة ولا غرائز، لا.
إنما قضية شرع ودين- أنك إذا دخلت عليها في غرفتها أن تضع يدك على ناصيتها وتقول: ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه, وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه ) كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تصلي لله ركعتين شكراً لله على هذه النعمة, وبعد ذلك إذا أردت أن تأتي أهلك فلا تنس أن تذكر الله قال صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلم يأتي أهله فيقول: باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، ثم رزق ولد لم يقربه شيطان ) ولذلك ترون بعض الأولاد كالشياطين لربما نسي أبوه أن يسمي تلك الليلة, لذلك تجد الأب نفسه يقول: والله ولدي هذا شيطان.
وتجد ولداً آخراً هادئ طيب صالح مهتدي، لا تأتِ وأنت كالبهيمة ما عندك دين، لا.
أنت لك عقل أنت مسلم، تذكر اسم الله إذا أتيت أهلك، في تلك اللحظات يطغى على الإنسان جانب الشهوة والنزوة فينسى أن يذكر اسم الله, فلا تنس هذا الذكر: باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا.
وورد في الحديث أن الرجل إذا لم يذكر الله في هذه اللحظات يأتي الشيطان وينعقد على إحليل الرجل -قضيب الرجل- ويجامع المرأة مع الرجل, فيأتي الولد مشترك بينهما والعياذ بالله.

(
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاثنين 5 ديسمبر أخر درس وأنا راحل الى سكن فى منطقة أخرى (الدرس الحكمة ضالة المؤمن)   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالإثنين 5 ديسمبر - 17:19

الاخوان الاعزاء بجميع المنتديات التنى أشارك فيها سلام الله عليكم ورحمة منه وبركات وفى الحقيقة بقدر فرحتى بتوفيق الله لى فى نقل هذه الدرس اليومى وفرحتى بأن أجد سكن واسع للاسرة الكريمة فى حى أخر غير الحى الذى أسكن فيه وهو على مقربة من المسجد الذى يوجد فيه الشيخ الباكستانى الاخ عبدالمجيد والذى يقدّم هذا الدرس بثلاثة لغات العربية والاوردو والانجليزية الرصينه جداً وقد أستفدت منه كثيراً فى هذا الجانب (الانجليزية )، إضافة الى الحديث اليومى والبحث فى مزيداً من الشروح عن طرق (العم قوقل) والحمد لله أشعر بأننى قدمت عمل أنتفع به عدد مقدر من الاخوان أسأل الله أن يُكتب فى ميزان الحسنات لكل من طالع وللشيخ عبدالمجيد الباكستانى وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسوف أواصل فى أقرب مسجد من الحى الجديد أو أجتهد بنفسى وأسأل الله التوفيق .



جمع طرق و ألفاظ حديث "الحكمة ضالة المؤمن"
* روى الترمذى ( 5 / 51) و ابن ماجه ( 2 / 1395 ) و القضاعى فى مسند الشهاب ( 1 / 65 ) ثلاثتهم من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا بلفظ " الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا " و اللفظ للترمذى
وقَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ الْمَدَنِيُّ الْمَخْزُومِيُّ يُضَعَّفُ فِي الْحَدِيثِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ
قلت : و إبراهيم بن الفضل المخزومى المدنى و كنيته أبو إسحاق متروك كما فى التقريب ( 1 / 92 ) . و قال أبو حاتم و البخارى و النسائى منكر الحديث ( تهذيب الكمال 2 /165 ).


* كما أخرجه القضاعى أيضا مرسلا فى مسند الشهاب ( 1 / 118 ) من طريق آدم بن أبي إياس حدثنا الليث بن سعد عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم مرفوعا بلفظ " الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجد المؤمن ضالته فليجمعها إليه "
قلت: و هذا الحديث من مراسيل زيد بن أسلم , و قال ابن حجر عنه فى التقريب ( 1 / 222 ) : زيد بن أسلم العدوي مولى عمر أبو عبد الله وأبو أسامة المدني ثقة عالم وكان يرسل .
قلت : و هذا المرسل لا ينجبر بالإسناد المتصل السابق من طريق إبراهيم بن الفضل لأن هذا الأخير شديد الضعيف .

* و للحديث شاهد آخر أخرجه ابن عساكر فى تاريخ دمشق (55 / 192 ) من طريق معمر بن الخطاب بن عبد الله البلوي بمكة قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول " كلمة الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها "
قلت و هذا الحديث موضوع لأن عثمان بن خطاب، أبو عمر البلوى المغربي، أبو الدنيا الاشج. ويقال ابن أبي الدنيا طير طرأ على أهل بغداد، وحدث بقلة حياء بعد الثلثمائة عن على بن أبي طالب، فافتضح بذلك، وكذبه النقاد كما فى ميزان الاعتدال ( 3/33 )
* و فى مصنف ابن أبى شيبة ( 7 / 204 ) قال حدثنا وكيع عن المسعودى عن سعيد بن أبى بردة قال كان يقال : الحكمة ضالة المؤمن يأخذها إذا وجدها ,
قلت : و سعيد هو سعيد بن أبى بردة بن أبى موسى الأشعرى تابعى ثقة ثبت ..و هو حفيد الصحابى الجليل أبى موسى الأشعرى و قال ابن أبى حاتم فى المراسيل روايته عن جده منقطعة . لكنه سمع من بعض أصحاب النبى .
و قوله كان يقال قد يحمل على أمرين إما تضعيفا منه لهذا القول لأن يقال من صيغ التمريض أو أن يكون هذا القول كان على سبيل المثل الدائر على الألسنة و ليس من قول النبى صلى الله عليه و سلم و الله أعلم .

* و كذا فى المصنف لأبى شيبة ( 7 / 244 ) و فى المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقى ( الحديث رقم 316 )كلاهما من طريق عبد العزيز بن أبي رواد عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : كان يقال : العلم ضالة المؤمن يغدو في طلبه ، فإذا أصاب منه شيئا حواه.
قلت : قال ابن أبى حاتم فى الجرح و التعديل ( 5 /101 ) عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكى روى عن بن عمر وأبيه روى عنه الزهري وثابت والأوزاعي وهارون بن أبي إبراهيم البربري الثقفى سمعت أبى يقول ذلك وسألته عنه فقال ثقة يحتج بحديثه نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن عبد الله بن عبيد بن عمير فقال مكي ثقة
قلت : مع ملاحظة كيف روى الحديث تماما كما رواه سعيد بن أبى بردة فى الإسناد السابق


* و فى حلية الأولياء لأبى نعيم ( 5/ 376 ) فى ترجمته لكعب الأحبار روى أثرا بإسناده عن كعب الأحبار و فيه قوله : " ..... و اعلموا أن كلمة الحكمة ضالة المسلم فعليكم بالعلم قبل ان يرفع .... "
قلت : و أظن هذا الإسناد أيضا لا يصح إلى كعب الأحبار لأن راويه عن كعب هو أبو سلمة الصنعانى و قد بحثت عن ترجمته فلم أجدها إلا عند ابن عساكر فى تاريخ دمشق (ج 66 ص 274 ) قال: أبو سلمة الصنعاني أظنه من صنعاء دمشق حدث عن كعب وأراه لم يلقه

* و فى جامع بيان العلم و فضله لابن عبد البر ( 1 / 422 ) ط مكتبة التوعية الإسلامية :قال : " .. وروينا عن علي رحمه الله أنه قال في كلام له : « العلم ضالة المؤمن فخذوه ولو من أيدي المشركين ولا يأنف أحدكم أن يأخذ الحكمة ممن سمعها منه » ، وعنه أيضا أنه قال : « الحكمة ضالة المؤمن يطلبها ولو في أيدي الشرط » .
قلت : لكن ابن عبد البر لم يذكر إسنادا إلى على و فى نهج البلاغة للشريف الرضى قال قال على رضى الله عنه : الحكمة ضالة المؤمن فخذ الحكمة و لو من أهل النفاق
قلت : و لم أقف على إسناد إلى على رضى الله عنه فكل ما وقفت عليه فى لفظ الحديث أو معناه موقوفا على على رضى الله عنه بلا زمام و لا خطام و قد بينا أنه لا يثبت مرفوعا أيضا من طريقه
* و فى كشف الخفا للعجلونى ( 2/ 138 ): قال : قال فى المقاصد : "... ورواه العسكري أيضا عن أنس رفعه بلفظ العلم ضالة المؤمن حيث وجده أخذه ، ورواه أيضا عن ابن عباس من قوله بلفظ خذوا الحكمة ممن سمعتموها فإنه قد يقول الحكمة غير الحكيم وتكون الرمية من غير رام ، وهذا عند البيهقي في المدخل عن عكرمة بلفظ خذ الحكمة ممن سمعت فإن الرجل يتكلم بالحكمة وليس بحكيم فيكون كالرمية خرجت من غير رام وعنده أيضا عن سعيد بن أبي بردة قال كان يقال الحكمة ضالة المؤمن ، يأخذها حيث وجدها ، وعن عبد الله بن عبيد بن عمير قال كان يقال العلم ضالة المؤمن يغدو في طلبها ، فإن أصاب منها شيئا حواه حتى يضم إليه غيره . وفي معناه ما رواه الديلمي عن علي مرفوعا ضالة المؤمن العلم ، كلما قيد حديث طلب إليه آخر ، وللديلمي أيضا عن ابن عباس مرفوعا نعم الفائدة الكلمة من الحكمة يسمعها الرجل فيبديها لأخيه ، وله أيضا بلا سند عن ابن عمر رفعه خذ الحكمة ولا يضرك من أي وعاء خرجت ، ويروي نحو هذا من قول علي ، وروى العسكري عن مبارك بن فضالة قال خطب الحجاج فقال إن الله أمرنا بطلب الآخرة وكفانا مؤونة الدنيا ، فليته كفانا مؤونة الآخرة وأمرنا بطلب الدنيا ، قال يقول الحسن ضالة المؤمن عند فاسق فليأخذها ، وعن يوسف بن أسباط قال كنت مع سفيان الثوري وخازم بن خزيمة يخطب فقال إن يوما أسكر الكبار و أشاب الصغار ليوم عسير شره مستطير ، فقال سفيان حكمة من جوف خرب ، ثم أخرج شريحة يعني ألواحا فكتبها ، ونحوه فرب مبلغ أوعى من سامع."
الخلاصة : أنى لم أعثر على إسناد نظيف أو متماسك نستطيع من خلاله أن ننسب هذا القول لأحد سواء كان من الصحابة أو التابعين أو حتى من غيرهم .. و الغريب حقا أن كثير من الوعاظ و الدعاة بل و بعض العلماء يرددون هذا الحديث و يرفعونه إلى النبى مع علم بعضهم بضعفه متعللين بقول من يرخص فى ذكر الأحاديث الضعيفة فى فضائل الأعمال .. مع أن الذين يقولون بذلك يشترطون ألا يكون الحديث شديد الضعف .. و لعلى بينت وهاء الأسانيد فيما وقفت عليه .. و الله أعلى و أعلم و ما كان من خطأ أو نسيان فمنى و من الشيطان .. و الله المستعان

المصدر: منتديات فراشة حواء - للبنات للنساء للفتيات بنوتات - من قسم: حكم امثال عبارات لهجات مصطلحات لغوية مفردات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الجمعة 9 ديسمبر وحديث حول نزول المسيح عليه السلام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالجمعة 9 ديسمبر - 17:35

الاخوان الاعزاء المتابعين للدرس اليومى بعد صلاة الفجر لكم التحية والسلام والاحترام واليوم أكتب لكم وأنا فى السكن الجديد وللاسف وجدت المسجد بعيد جداً جداً بالارجل يحتاج الى 20 دقيقة بالارجل وفى ظل الظروف المناخية والعمل المرهق ربما لايتجاوز ذهابى مره أو مرتين فى الاسبوع وحتى الان لم أصلى الفجر ولا أعرف هل هناك حديث بعد الصلاة أم لا !! وعلى العموم حتى نتواصل معكم رأيت أن أجتهد بنفسى وأدخل على المواقع الاسلامية العديدة وأكتب لكم ما هو مناسب أتمنى أن أكون قد أشبعت الرغبات وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم وجمعة مباركة للجميع .


بسم الله الرحمن الرحيم

مخطط الأحاديث النبوية التي تقول بنزول المسيح عليه السلام:



حيث يسأل الله الرسل
في يوم الحساب#
يوم الحساب


بين النفختين
بعد عودة المسيح وأداء مهمته في الأرض


قبل يوم الحساب






نزول المسيح


حيث يكسر الصليب ويقول إنه عبد لله



"
الناس اتخذوا المسيح وأمه إلهين

قبل نزول المسيح




حيث يسأل الله تعالى الرسل, ومنهم المسيح عليه السلام : { وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ





اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ ... } [المائدة5/116] ـ فالجواب, وبحسب الأحاديث النبوية السائدة هو:







{ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ





فَلَمَّا...}




[المائدة5/117] (فلما أنزلتني إلى الأرض رأيتهم قد اتخذوني وأمي إلهين من دون الله, لهذا رحت أقول لهم: إني





عبد الله, فكسرت الصليب, وقتلت الخنزير, وألغيت فكرة الآلهة الثلاثة, فإنما هو إله واحد, لا إله إلا الله.....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الخميس 15 ديسمبروالموضوع عن طلب العلم الشرعى وآداب طالب العلم   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر - 17:14

وصايا لطلاب العلم

كتبها : الشيخ سلطان بن عبد الله العمري
المشرف العام على موقع يا له من دين




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد....

فهذه وصايا متفرقة جمعتها لطلاب العلم، وما ذاك إلا لأني رأيت أن طالب العلم في هذا الزمان يحتاج إلى مثل هذه الوصايا النافعة بإذن الله تعالى.
وأسأل الله أن يجعلنا ممن طلب العلم يبتغي بذلك رضوان الله، كما أسأله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
أخي في الله:اعلم أن العلم له آداب عظيمة ينبغي لك أن تتخلق بها حتى تكون عاملاً بالعلم ومن تلك الآداب:-

العمل بالعلم
· العمل بالعلم، إننا نعلم الكثير من الأمور ولكن – وبصدق – لا نعمل إلا بأقل ما نعلم ! يا ترى هل نسينا أنه ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع... وعن علمه ماذا عمل به ) كما في صحيح الجامع ( 7299 ).
وأنت لو نظرت في فهم السلف للعلم لرأيت أنهم كانوا يعتقدون أن المراد من العلم هو ثمرته من العمل به وتطبيقه، وإليك بعض أقوالهم التي تبين لك تعظيمهم لقضية العمل بالعلم، قال الفضيل: ( عالماً عاملاً معلماً يدعى كبيراً في ملكوت الســــماء ) وقال لقمان: ( إن العالم يدعو الناس إلى علمه بالصمت والوقار ) وقيل ( الذي يفوق الناس في العلم جدير أن يفوقهم بالعمل ), فيا طالب العلم أين العمل بما تعلمت ؟؟
أين العمل بفضائل الأعمال ؟ أين العمل بالسنن والمستحبات ؟؟ ولماذا الوقوع في المخالفات والمنكرات مع العلم بتحريمها ؟ولماذا التقصير في نصرة الدين مع أنك تعلم فضل الدعوة إلى الله ؟؟
إن الواحد منا يرى المنكرات أمام عينيه ولكنه لا ينكر ولا يغضب لله تعالى.
يا حسرتاه أين علمك ومعرفتك بالآيات والأحاديث التي تحث على إنكار المنكر؟؟؟
نعم أنت تعلم ولكنك لا تعمل، وهنا أخبرك بقول أبي الدرداء ( إن أخشى ما أخشاه أن يقول الله لي علمت فهل عملت ).
إننا بحاجة إلى أن نراجع أنفسنا مراجعة صادقة ؟
ياطالب العلم:
· جدد نيتك وأصلح سريرتك، فالعبرة بالإخلاص والصدق مع الله تعالى ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) وجاهد نفسك ليكون مرادك من طلب العلم هو ( أن يرضى الله عنك ) وأن تعلم نفسك وتعلم غيرك.
ياطالب العلم: اعلم أن هناك آفات على الطريق:
فمنها:
· قال ابن عبد البر: (ومن أدب العالم ترك الدعوى لما لا يحسنه وترك الفخر بما يحسنه ) فلا تدعي ما ليس عندك، ولا تفتخر بما عندك، إنها آفتين: لا تدعي مالا ليس عندك من العلوم، ولا تفتخر بما لديك من العلم، وفي الحقيقة إنه لا يقع في هاتين الآفتين إلا من قل نصيبه من خشية الله تعالى.
· إياك أن تبدأ في ( التأليف ) وأنت لازلت ( في البداية ) فالتأليف باب لا يدخله إلا أهله، ومن شرطه الرسوخ في العلم، وأنت لازلت من الصغار، ورحم الله السلف فلو نظرت في أكثر كتبهم لرأيت في مقدمة الكتاب ( بيان أن من دواعي تأليفه أنه سئل، أو لما رأى من حاجة الناس لذلك ) وغير ذلك من أدلة الورع عن التأليف، وأنا لا أعني أنه لا يكتب إلا من أحاط بالمسائل الشرعية من أولها إلى آخرها، فهذا نادر، وإنما أقصد ( المتعالمين ) الذين أخذوا قلم التأليف مع أنهم ليسوا من أهله، ولعل بعضهم يتاجر بكتاباته تلك، فالله الله في الورع في هذا الباب، ومن جانب آخر نحن بحاجة إلى أن نستفيد من الأقلام الجيدة التي تكتب في دعوة الناس إلى الهدى وبيان الحق، وهذا له ظوابط لابد من العناية بها، أما أن يأتي من لا يتقن أبسط العلوم الشرعية ويتكلم في ( مطوية ) عن (..........) فلا.
ومن جانب آخر:
أنا أدعو كل من أوتي (حسن التأليف ) أن يبرز للميدان ويستعين بالواحد المنان وأن يطلق قلمه في خدمة الإسلام، والقلم أحد اللسانين، ويدخل في هذا الكتابة في ( الجرائد والمجلات ) وغيرها من وسائل الإعلام المكتوبة، ولازالت أيدي العلمانيين تكتب في جرائدنا ومجلاتنا، فمتى نكون من الذين يجاهدون بأقلامهم؟
قواعد في الطلب
· التثبت: سواء في سماع العلم أو في القراءة أو غير ذلك من الوسائل في طلب العلم.. قال ابن عبد البر ( ومن تأنى وتثبت تهيأ له من الصواب مالا يتهيأ لصاحب البديهة)، فعليك بالتثبت في مشوارك العلمي، فتثبت من الفتاوى التي تقرأها، وتثبت من صحة الأحاديث التي تراها، وتثبت من المسائل التي تتعلمها.
· أنت محتاج إلى خمس ( عقل، ودين، وضبط لما تقول، وحذاقة بالصناعة مع أمانة تعرف منك ).
· إياك وأضعف العلم وهو ( علم النظر ): أن يقول الرجل رأيت فلاناً يفعل كذا ولعله قد فعله ناسياً، فأفعال الناس ليست بحجة إنما الحجة في الدليل.
والشرع ميزان الأموركلها وشاهد لفرعها وأصلها
· إياك والإفتاء قبل أن تكون أهلاً له فإن الحذر منه هو منهج السلف حتى( إن كادت المسألة لتعرض على أحدهم ويود أن أخاه كفاه ).
· تعلم واعمل وادع واصبر ( أمور أربعة سار عليها الأنبياء ) فينبغي الإقتداء بهم، فكما أنك تقتدي بنبيك في عبادته فاقتد به في دعوته وتربيته لغيره.
· لا تأخذ العلم عن أربعة: ( سفيه معلن لسفهه، وصاحب هوى يدعو الناس إليه، ورجل معروف بالكذب في أحاديث الناس وإن كان لا يكذب على رسول الله، ورجل له صلاح و فضل لا يعرف ما يحدث به ).
· لا تخجل من قول: ( لا أدري) إن كنت لا تدري، قال ابن وهب: ( لو كتبنا عن مالك: لا أدري: لملأنا الألواح ) وقال علي رضي الله عنه: ما أبردها على الكبد، قيل: وما ذاك ؟ قال: أن تقول للشيء لا تعلمه: الله أعلم ).
· اعلم أن ( القول لا يصح لفضل قائله بل لدلالة الدليل عليه ) فاعلم أن أقوال العلماء لم نعتبر بها لذاتها إنما اعتبرنا بها وكانت حجة لنا لأنها وافقت الدليل الشرعي، وإلا فإذا خالف القول ( الدليل الشرعي ) فلا عبرة به.
· جاهد نفسك عل الاستمرار والثبات على طريق الطلب و (من ثبت نبت) ومفتاح الثبات بيد الله تعالى فاسأله إياه، واعلم – رعاك الله – أن المجاهدة على طريق العلم ليست يوم أو يومين ولا سنة أو سنتين بل هي معك حتى تلفظ أنفاسك الأخيرة فأنت مع العلم من المهد إلى اللحد.
· لا تستعجل ثمرة الطلب فإن (من استعجل أخطأ أو كاد ) وقد فطر الإنسان على حب العجل, ( خلق الإنسان من عَجَلْ ) واعلم بأن من ( رام العلم جمله ذهب عنه جمله ) ولكن كن ( صاحب بداية محرقة حتى تكون نهايتك مشرقة ) والعلم يأتي مع الأيام والليالي.
· اعلم أن الاعتبار بكمال النهاية لا بنقص البداية، فطريق الطلب قد يكن فيه نقص وأخطاء، هذا في البداية، ولكن بتقوى الرب وحُسن القصد وصلاح القول والعمل والاستمرار في طريق الطلب سوف تنزل عليك البركات الإلهية.
· لا بأس بالمناظرة في العلم بل ( إن الفقه لا يوصل إليه ولا ينال أبدا ًدون تناظر فيه وتفهم له ) قال ابن القيم: فإن الجدال شريعة موضوعة للتعاون على إظهار الحق، فإذا ظهر الحق ولم يبق به خفاء فلا فائدة في الخصومة ) مفتاح دار السعادة ( 1/ 454) ولكن عليك بأدب المناظرة والمحاورة ورأسه: ( الإخلاص لله تعالى والتجرد للحق ).
· تعلق بالدليل في مسيرك في طلب العلم فهو المعيار الحقيقي قال الشوكاني: (فالمعيار الذي لا يزيغ أن يكون طالب العلم مع الدليل في جميع موارده ومصادره لا يثنيه عنه شيء ولا يحول بينه وبينه حائل).
· عليك بالفهم الصحيح للمسائل العلمية، وإياك وسوء الفهم فهو( آفة عظيمة ) وكم زلت بسببه من أقدام، فكن حريصا على أن يكون فهمك للمسائل هو الفهم الصحيح، والحجة في هذا فهم السلف المجمع على مكانتهم رضي الله تعالى عنهم.
· عليك بالسؤال عما أشكل ولا يمنعك الحياء فإنه ( من رق وجهه عند السؤال رق علمه عند الرجال ) قال مجاهد: لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر، وقال ابن القيم: من خير خصال الرجل السؤال عن العلم (مفتاح دار السعادة1/510) وأوصيك أن تلتزم أدب السؤال مع العلماء، فعليك باختيار الوقت المناسب، وعليك بانتقاء الألفاظ الجيدة، وعليك باختصار السؤال وعدم تفريع السؤال إلى عشرات المسائل، وإياك أن تسأل ( أسئلة افتراضية ) يندر وقوعها فأوقات العلماء أغلى من أن تضيعها بافتراضاتك وأسئلتك, ولاتكن ممن يسأل العلماء لكي يختبر علمهم أو لأغراض أخرى، قال ابن القيم: إذا جلست العلماء فاسأل تفقها لا تعنتا.( مفتاح دار السعادة 1/510) وأخيرا ما أجمل أن تدعو للشيخ وللمفتي ولمن علمك الإجابة.
· لتكن صاحب همة عالية في الحفظ والرحلة والقراءة.
· ياطالب العلم ارتفع بهمتك فالبقاء للأعلى، ولا تنم فما أفلح النائمون، وسابق إلى الخيرات و( إذا استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل ) متذكّراً وعد الله للسابقين للخيرات قال سفيان: ( إن من كمال التقوى أن تبتغي إلى ما قد علمت علم ما لم تعلم ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاثنين 26 ديسمبر وحديث ما ألتقى مسلمين بسيفهما إلا ودخلا النار القاتل والمقتول فى النار   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالإثنين 26 ديسمبر - 21:07

عنوان الفتوى : تأويل حديث "..القاتل والمقتول في النار.."
تاريخ الفتوى : الأحد 22 صفر 1425 / 13-4-2004
السؤال

أطالع كثيراً وأجد خلافاً ولا أحب أن أسأل عنه سوى أهل العلم، وهو حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيما معناه (ما التقى مسلمين بسيفيهما إلا ودخلا النار القاتل والمقتول) فماذا عن موقعة الجمل وأنا أعلم أنهما اجتهدا وعلي كرم الله وجهة أصاب وله أجران وغيره أخطأ وله أجر واحد، وكلهم صحابة أنا أشتاق لرؤيتهم وأحبهم جميعاً وليس لي في أحدهم أي شك أنهم مسلمون مبشرون بالجنة فأين الرابط حينما التقوا بسيوفهم؟ وجزاكم الله خيراً، إن كان هناك توضيح.
الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بين علماء السنة المراد بهذا الحديث ونحوه، ومن ذلك ما قاله الإمام النووي في شرح مسلم إذ قال: وأما كون القاتل والمقتول من أهل النار فمحمول على من لا تأويل له ويكون قتالهما عصبية ونحوها، ثم كونه في النار معناه مستحق لها وقد يجازى بذلك وقد يعفو الله تعالى عنه، هذا مذهب أهل الحق وقد سبق تأويله مرات، وعلى هذا يتأول كل ما جاء من نظائره. واعلم أن الدماء التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم ليست بداخلة في هذا الوعيد، ومذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بهم والإمساك عما شجر بينهم وتأويل قتالهم وأنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا معصية ولا محض الدنيا؛ بل اعتقد كل فريق أنه المحق ومخالفه باغ فوجب عليه قتاله ليرجع إلى أمر الله، وكان بعضهم مصيباً وبعضهم مخطئاً معذوراً في الخطأ لأنه لاجتهاد، والمجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه وكان علي رضي الله عنه هو المحق المصيب في تلك الحروب هذا مذهب أهل السنة، وكانت القضايا مشتبهة حتى أن جماعة من الصحابة تحيروا فيها فاعتزلوا الطائفتين ولم يقاتلوا ولم يتيقنوا الصواب ثم تأخروا عن مساعدته منهم. انتهى.

والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الخميس 29 ديسمبر وقتل النفس حرام حتى لوأشعل ثورة   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالخميس 29 ديسمبر - 18:22

قتل النفس حرام وإن أشعل ثورة
د. جمال المراكبي
لا ريب أن الشعوب العربية والإسلامية تعيش الآن حالة من النشوة والإعجاب بالحالة التونسية وثورتها التي وصفها البعض بثورة الياسمين أو ثورة الأحرار ، فهذه هي المرة الاولى التي نشاهد فيها الطاغية المستبد يبدو مذعوراً أمام هدير البسطاء وهم يطالبونه بالرحيل والتخلي عن سلطانه وهيلمانه , وهو يقدم التنازلات مرة بعد مرة ويقول مخاطبا رعيته : الآن فهمتكم .
ولكن المتظاهرين يصرون على رحيله فيرحل غير مأسوف عليه بعد أن تخلى عنه جيشه وانهزم جهاز أمنه أمام سطوة البسطاء, ورأينا كيف تخلى عنه حلفاؤه في الداخل والخارج فأضحى شخصاًً غير مرغوب فيه , وتجرع الذل بعد العز .

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) } [آل عمران: 26]

لقد كانت الشرارة الأولى لهذا البركان الثائر والطوفان الهادر شاباً محبطا أشعل النار في نفسه في حالة من حالات اليأس بعد أن ضاقت به الدنيا وانقطعت به سبل العيش , ولكن هذا التصرف المحبط أشعل ثورة شعبية استمرت شهراً كاملاً هزت عروش الطواغيت .
لقد اعتبر الثائرون هذا الشاب بطلاً قومياً وشهيداً أسطورياً وأصبح الناس في مشارق الأرض ومغاربها يتحدثون عن هذا الشاب الذى حرك أمة وأشعل ثورة , وصار (البوعزيزي) مثلاً يحتذى , وأقبل بعض الشباب العربي على إشعال النار في أنفسهم في الميادين العامة وأمام المجالس النيابية في مصر والجزائر وموريتانيا لعلها تشعل ثورة عامة .
ونسي هؤلاء أن قتل الإنسان نفسه عملا محرماً وكبيرة من الكبائر التي تستوجب النار .
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)} [النساء: 29 - 31]

وللعلماء فى تفسير قول الله تعالى : { ولا تقتلوا أنفسكم } أقوال : فمنهم من يرى أن معناه : لا يقتل بعضكم بعضاً ، فإن قتل بعضكم لبعض قتل لأنفسكم ؛ والتعبير عن قتل بعضهم لبعض بقتل أنفسهم للمبالغة فى الزجر عن هذا الفعل ، وبتصويره بصورة مالا يكاد يفعله عاقل .
وإلى هذا المعنى اتجه الفخر الرازى فقال : اتفقوا على أن هذا نهى عن أن يقتل بعضهم بعضا . وإنما قال : { أَنْفُسَكُمْ } لقوله صلى الله عليه وسلم " المؤمنون كنفس واحدة " .
ونظير هذا قول الله تعالى : {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) } [البقرة]
ومنهم من يرى أن معناه النهي عن قتل الإِنسان نفسه منتحرا ، ومن ذلك ما أخرجه الشيخان عن أبى هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من تردى من جبل فقتل نفسه فهو فى نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه فى يده يتحساه فى نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته فى يده يجأ - أى يطعن - بها فى بطنه فى نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً " .
وروى مسلم عن جابر بن سمرة قال : أتى النبى صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص - أى سهام عراض - فلم يصل عليه .
ومنهم من يرى أن معناه : لا تقتلوا أنفسكم بأكل بعضكم أموال بعض وبارتكابكم للمعاصى التى نهى الله عنها ، فإن ذلك يؤدى إلى إفساد أمركم ، وذهاب ريحكم ، وتمزق وحدتكم ، ولا قتل للأمم والجماعات أشد من فساد أمرها ، وذهاب ريحها .

وقد حمل الحافظ ابن كثير الآية على المعنى الثاني وهو الانتحار فقال في تفسيره : ثم أورد ابن مَرْدُويه عند هذه الآية الكريمة من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَتَل نَفْسَه بِحَدِيدَةٍ فحديدته في يَدِهِ، يَجَأ بها بَطْنه يوم القيامة في نار جَهَنَّمَ خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بسم، فسمه في يده، يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو مُتَرد في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً"، وهذا الحديث ثابت في الصحيحين .
وعن ثابت بن الضحاك، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قتل نَفْسَه بشيء عُذِّبَ به يوم القيامة" ، وقد أخرجه الجماعَةُ .
وفي الصحيحين من حديث الحسن، عن جُنْدب بن عبد الله البَجَلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان رَجُلٌ ممن كان قبلكم وكان به جُرْح، فأخذ سكينًا نَحَر بهَا يَدَهُ، فما رَقأ الدَّمُ حتى ماتَ، قال الله عز وجل: عَبْدِي بادرنِي بِنَفْسه، حرَّمت عليه الْجَنَّة".
وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقالوا ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أما إنه من أهل النار ) . فقال رجل من القوم أنا صاحبه قال فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أشهد أنك رسول الله قال ( وما ذاك ) . قال الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عند ذلك ( إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة )

ولهذا قال الله تعالى: { وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا }

وظاهر هذه الاحاديث أن قاتل نفسه مخلد في النار لا يخرج منها ,وبعض الناس يقول انه كافر مخلد في النار بناء على هذا الظاهرلأن الخلود في النار من أحكام الكفار , ولكن يرد على هذاالظاهر ما رواه مسلم في صحيحه في كتاب الايمان - باب الدليل على أن قاتل نفسه لا يكفر - عن جابر أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله هل لك في حصن حصين ومنعة ؟ . قال ( حصن كان لدوس في الجاهلية ) فأبى ذلك النبي صلى الله عليه و سلم للذي ذخر الله للأنصار فلما هاجر النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة – أي كرهوا جوها - فمرض فجزع فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات فرآه الطفيل ابن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة ورآه مغطيا يديه فقال له ما صنع بك ربك ؟ فقال غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه و سلم , فقال ما لي أراك مغطيا يديك ؟ قال قيل لي لن نصلح منك ما أفسدت فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم وليديه فاغفر .

قال الامام القرطبي: وهذا الحديثُ : يقتضي أنَّ قَاتِلَ نفسه ليس بكافر ، وأنَّه لا يُخَلَّدُ في النار ، وهو موافق لمقتضى قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
وهذا الرجلُ ممَّن شاء الله أن يَغْفِرَ له ؛ لأنَّه إنَّما أتَى بما دون الشِّرْك ، وهذا بخلافِ القاتلِ نفسَهُ المذكورِ في حديث جُنْدُب ؛ فإنَّه ممَّن شاء الله أن يعذِّبه. اهـ
( المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم )

وقال الامام النووي في شرح مسلم : فيه حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة أن من قتل نفسه أو ارتكب معصية غيرها ومات من غير توبة فليس بكافر ولا يقطع له بالنار بل هو فى حكم المشيئة وقد تقدم بيان القاعدة وتقريرها وهذا الحديث شرح للاحاديث التى قبله الموهم ظاهرها تخليد قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر فى النار وفيه اثبات عقوبة بعض أصحاب المعاصى فان هذا عوقب فى يديه ففيه رد على المرجئة القائلين بأن المعاصى لا تضر والله أعلم .
وهذا الحكم فيمن قتل نفسه متعمدا , وإن كان واقعا تحت ضغوط وابتلاءات لأن الواجب على المسلم أن يصبر على البلاء وأن يسعى في دفعه بكل الوسائل والسبل الممكنة ومنها قوة الايمان واليقين
قال الله تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) } [البقرة]
وقال تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (32) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34)} [محمد: 31 - 34]
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ) صحيح مسلم
فالبلاء سنة من سنن الله في خلقه , والمؤمن القوي في إيمانه حريص على ما ينفعه في الدنيا والآخرة , حريص على الأخذ بالأسباب في كل ذلك من العلم النافع والعمل الصالح دون عجز أو تفريط .
وبعض الناس يعتقد خطأ أن المتسبب في هذه الضغوط التي دفعت ضعيف الايمان الى الانتحار هو المسئول عن جريمة الانتحارأمام الله وأمام الناس , وأن المنتحر شخص ضعيف مسكين لن يحاسبه ربه وهذا كلام فاسد لا يقوله عاقل , فكل انسان مسئول أمام الله رب العالمين عن أفعاله , فالمنتحر مسئول عن فعله , وكذلك الظالم لنفسه ولغيره من عباد الله عز وجل مسئول عن أفعاله , ولا تحمل نفس عاصية وزر نفس أخرى
قال الله جل وعلا : {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)} [الأنعام:]
وقال الله جل وعلا : {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18) } [فاطر]
وكل انسان سيقف بين يدي ربه وسوف يسأله الله جل وعلا عن أفعاله مالم يتب منها ويرد المظالم الى أهلها , وليس هناك إلا الحسنات والسيئات , والمفلسون يومئذ هم الخاسرون .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أتدرون ما المفلس ؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار . رواه مسلم
{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)} [الإسراء: 13 - 16]

قتل المتظاهرين حرام :

ولا يفوتنا أن ننبه على أن قتل المتظاهرين حرام أيضا , فما فعله الرئيس التونسي المخلوع وجهاز أمنه من الإقدام على قتل الابرياء وضرب المتظاهرين بالرصاص الحي وسجن الشرفاء والتنكيل بالمعارضين من الظلم البين , وقتل النفس التي حرم الله قتلها من أكبر الكبائر .
قال الله تعالى : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) } [النساء]

والأحاديث في تحريم القتل كثيرة جداً: من ذلك ما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء"
وعن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا يحل دم امريء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والمفارق لدينه التارك للجماعة )
وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراماً .
وفي حديث آخر: " لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم" وفي الحديث الآخر: " لو أجمع أهل السموات والأرض على قتل رجل مسلم، لأكبهم الله في النار" .
وفي الحديث الآخر: " من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة، جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله".
ويتحمل هذا الاثم من قتل ومن أمر ومن شارك أوأعان ولو بالكلمة أو بشطر كلمة ، أعاذنا الله من الظلم والبغي ووقانا كل مكروه وسوء وحفظ بلادنا من كل سوء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاربعاء 11 يناير 2012م وحديث إن الله طيباً لايقبل إلا طيبا   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالأربعاء 11 يناير - 16:30

شرح حديث ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا )



خالد بن سعود البليهد


عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ). وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ). ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له) رواه مسلم.

هذا الحديث يتحدث عن أثر الكسب الطيب في قبول العمل والدعاء وأسباب قبول الدعاء وموانعه وفيه مسائل :

الأولى: في الحديث وصف الله بالطيب والطيب هنا معناه الطاهر والمعنى أنه تعالى مقدس منزه عن النقائص والعيوب كلها ، ومن أثر تلك الصفة أنه لا يقبل من الأعمال إلا ما كان طاهرا من المفسدات كلها ولا من الأموال إلا ماكان طيبا حلالا فإن الطيب يوصف به الأعمال والأقوال والاعتقادات كقوله تعالى ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ). وقال تعالى ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ). وقد وصف الله سبحانه المؤمنين بالطيب فقال تعالى ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ). فالمؤمن كله طيب قلبه ولسانه وجسده بما سكن في قلبه من الإيمان وظهر على لسانه من الذكر وعلى جوارحه من الأعمال الصالحة التي هي ثمرة الإيمان وداخلة في اسمه وهذه الطيبات كلها يقبلها الله تعالى .

الثانية : في الحديث دلالة على أن طلب الرزق والانتفاع بالطيبات من سنن المرسلين والصالحين لقوله تعالى ( كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا). و أن التقرب إلى الله بالعزوف عن الطيبات وترك التكسب من الرهبانية التي ما أنزل الله بها من سلطان من الأديان السابقة وقد ورثها عنهم في هذه الأمة المتصوفة الذين تركوا التكسب و المباحات وتواكلوا فخالفوا الشرع وخرجوا عن جادة السنة وقد ذم مسلكهم أئمة السنة ، وهذا من الغلو وليس من الزهد المشروع. و في الصحيحين ( أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال أحدهم : أما أنا فأصوم لا أفطر ، وقال الآخر : أما أنا فأقوم لا أنام , وقال الآخر : أما أنا فلا أتزوج النساء ، وقال الآخر : أما أنا فلا آكل اللحم فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال : ما بال رجال يقول أحدهم كذا , وكذا لكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني).

الثالثة : ودل أيضا على الحث على الكسب الحلال والإنفاق من الحلال وكراهة الصدقة بالرديء وما فيه شبهة قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ). ويستحب الإنفاق من أطيب المال قال تعالى ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ). وأما الصدقة بالمال الحرام فغير مقبولة كما في صحيح مسلم عن ابن عمر عن النبي (لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول). وروي عن أبي الدرداء ويزيد بن ميسرة أنهما جعلا مثل من أصاب مالا من غير حله فتصدق به مثل من أخذ مال يتيم وكسا به أرملة. وسئل ابن عباس عمن كان على عمل فكان يظلم ويأخذ الحرام ثم تاب فهو يحج ويعتق ويتصدق منه فقال " إن الخبيث لايكفر الخبيث" وقال الحسن " أيها المتصدق على المسكين يرحمه ارحم من قد ظلمت".

الرابعة: اعلم أن الصدقة بالمال الحرام على وجهين :
1ـ أن يتصدق الخائن والغاصب عن نفسه فهذا لايقبل منه بل يأثم بتصرفه في مال غيره بغير إذنه ولا يحصل للمالك بذلك أجر لعدم نيته وقصده وهذا النوع هو المراد في الأحاديث والآثار الدالة على تحريمه . اجتمع الناس يوما عند عبدالله بن عامر أمير البصرة وهو يحتضر فأثنوا عليه خيرا لبره وإحسانه وابن عمر ساكت فطلب منه ابن عامر أن يتكلم فروى له حديث (لا يقبل الله صدقة من غلول) ثم قال له وكنت على البصرة.
2 ـ أن يتصدق به عن صاحبه إذا عجز عن رده إليه أو الى ورثته فهذا جائز عند أكثر العلماء ، ويقبل عن صاحبه وهذا النوع يشمل صورا كثيرة كاللقطة والمغصوب والأجرة ونحوها ، فمتى ما جهل أربابها أو عجز عن تسليمها تصدق بها عنهم وبرئت ذمته بذلك إن شاء الله.

الخامسة : في الحديث دلالة على أن العمل لايقبل ولا يزكوا إلا بأكل الحلال وإن أكل الحرام يفسد العمل ويمنع قبوله وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الدعاء مثالا على سائر الأعمال والعبادات. وفي مسند احمد عن ابن عمر قال (من اشترى ثوبا بعشرة دراهم في ثمنه درهم حرام لم يقبل الله له صلاة ما كان عليه). ثم رفعه إلى رسول الله. وأخرج الطبراني بإسناد وفيه ضعف من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور وإذا خرج الرجل بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه منادي من السماء لالبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك غير مبرور). وقال ابن عباس "لا يقبل الله صلاة امرئ في جوفه حرام". والمراد بنفي القبول في الأحاديث هو عدم حصول الأجر والثواب في الآخرة أما سقوط الفرض وبراءة الذمة فيحصل للعبد إذا أتى بالعبادة. ويطالب بها العبد ، فهناك فرق بين أحكام الدنيا وأحكام الآخرة وعليه يحمل صلاة الآبق والمرأة التي أسخطت زوجها ومن أتى كاهنا ومن شرب الخمر أربعين يوما ، ولهذا كان السلف يشتد خوفهم من هذه الآية ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ). فيخافون أن لايكونوا من المتقين الذين يتقبل منهم. قال وهيب بن الورد " لو قمت مقام هذه السارية لم ينفعك شي حتى تنظر ما يدخل بطنك حلال أو حرام " .

السادسة : من أعظم أنواع العبادة الدعاء قال تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ). وقال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ). وثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الدعاء هو العبادة) رواه الترمذي وصححه. فجعل النبي الدعاء ركن العبادة الأعظم لما فيه من الإعتراف والإقرار بالله وحصول التذلل والانكسار بين يديه وتفويض الأمر إليه في السراء والضراء وهذه هي الثمرة التي من أجلها شرعت سائر العبادات و القربات.

وللدعاء أسباب تحصل بها الإجابة بإذن الله :
1ـ التمسك بالسنة لقوله صلى الله عليه وسلم (إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين). فالإتباع من أعظم أسباب قبول الدعاء وإجابته.
2ـ إطالة السفر وحصول التبذل في اللباس والهيئة لأن ذلك أقرب إلى التذلل والخشوع. وغير ذلك من الأحوال التي ينكسر فيها العبد ويخشع قلبه ، وكلما كان العبد أخشع كان دعاؤه أسمع.
3ـ الإلحاح على الله عز وجل في الدعاء فإن الله يحب من عبده أن يكرر دعائه و يتعلق بجنابه ويظهر الإفتقار إليه.
4ـ إطابة المطعم والمشرب فقد روي في معجم الطبراني (يا سعد أطب مطعمك تجب دعوتك).
5ـ إخلاص القصد وقوة اليقين بوعد الله والثقة بموعوده وحسن الظن به قال رسول الله (دعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه) رواه الترمذي.
6- المحافظة على الفرائض والمداومة على النوافل وذكر الله في السراء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) رواه أحمد. وقال تعالى عن يونس عليه السلام ( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ). فلما كان يونس عليه السلام من الذاكرين لله قبل البلاء ذكره الله حال البلاء. وجاء في الأثر لما دعا بالكلمات فَقالَتِ الـمَلائِكَةُ: يا رَبّ هَذا صَوْتٌ ضَعِيفٌ مَعْرُوفٌ فِـي بِلادٍ غَرِيبَةٍ, قال: أما تَعْرَفُونَ ذلكَ؟ قالَوا يا رَبّ وَمَنْ هُوَ؟ قالَ: ذلكَ عَبْدي يُونُسُ .

السابعة : هناك موانع للدعاء تمنع من إجابته فمن ذلك :
1ـ تعاطي الحرام والتوسع فيه من الطعام والشراب واللباس. وقد دل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (فأنى يستجاب له).
2ـ الاستعجال في طلب الإجابة. فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي) متفق عليه.
3ـ الدعاء بالإثم أو القطيعة. ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم).
4ـ ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم) رواه الترمذي.
5- الاعتداء في الدعاء قال سبحانه (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
6- الإشراك بالله في الدعاء ، ودعاؤه بأدعية مبتدعة محدثة ليس لها أصل في الشرع مخالفة للسنة. فإن الدعاء يحبط بالشرك وإن الله لا يقبل عملا على غير وفق ما شرعه لعباده. ففي الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).

الثامنة : يستحب للعبد إذا دعا أن يتحلى بآداب جليلة فمن ذلك:
1ـ الطهارة فالدعاء حال التطهر أكمل حالا من غيره.
2ـ استقبال القبلة لأنها اشرف الجهات ما لم يكن في حال يقتضي خلاف ذلك كالخطيب ونحوه.
3ـ رفع اليدين فيستحب الرفع مطلقا إلا في المواضع التي لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم رفع اليدين فيها فالسنة ترك الرفع كالدعاء يوم الجمعة.
4ـ الحمد والثناء على الله في ابتداء الدعاء.
5 ـ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
6 ـ استعمال الأدعية الجامعة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
7 ـ التوسل بين يدي الدعاء إلى مقصوده بما يناسب ذلك ويلائمه من أسماء الله وصفاته.
8- العزم في الدعاء وعدم تعليق السؤال بالمشيئة.
9- حضور القلب وإقباله على الله حال الدعاء.

التاسعة : للدعاء أوقات يستجاب فيها إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع وأذن الله في ذلك ، فيستحب للعبد تحريها والمواظبة عليها فإن الدعاء فيها أوكد وأحرى بالإجابة:
1 ـ في سجود الصلاة.
2 ـ الثلث الأخير من الليل.
3 ـ بين الأذان والإقامة.
4 ـ عند نزول المطر.
5 ـ أثناء السفر.
6 ـ عند التحام الصفين في القتال في سبيل الله.
7ـ آخر ساعة يوم الجمعة.
8ـ عشية عرفة.
9ـ ليلة القدر.
10- عند الفطر من الصوم.

العاشرة : التوسل إلى الله في الدعاء قسمان :
الأول: توسل ممنوع وهو توسل العبد في دعائه بمنزلة المخلوق أو حقه أو جاهه كالتوسل بجاه الأنبياء أو الملائكة أو الأولياء أو الصالحين فهذا عمل محدث ليس له أصل في الشرع ولم يفعله السلف وهو وسيلة إلى الغلو المنهي عنه ، وكل ما روي في هذا الباب باطل لا يصح منه شي كما قرره المحققون من أهل العلم ، وقد منعه الأئمة ولا يصح عن أحد من المتقدمين أنه استحبه ومن حكى خلاف ذلك فقد غلط عليهم ، وإنما حكي اختلافهم فيه بين الكراهة والتحريم فهم متفقون على عدم مشروعيته واستحبابه.
ومما يجدر التنبيه عليه أن قوما من متأخري الفقهاء وسعوا الأمر في هذه المسألة أعني التوسل بجاه المخلوق ولبسوا على الناس وحكوا فيها خلافا وجعلوها من مسائل الفروع التي يسوغ فيها الاجتهاد والصواب أنه لا يعرف عن الأئمة والسلف فيها خلاف في عدم مشروعيتها بل هي مما أحدثها الناس .

الثاني: توسل مشروع وهو على أنواع :
1 ـ التوسل بأسماء الله وصفاته قال تعالى ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
2 ـ التوسل بالإيمان والعمل الصالح. قال تعالى ( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). وكما في قصة أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فتوسلوا إلى الله بصالح عملهم من البر والعفة والأمانة ففرج الله عنهم. والقصة في الصحيحين.
3 ـ التوسل بدعاء الرجل الصالح كما توسل الخليفة عمر رضي الله عنه بدعاء العباس رضي الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد أن يستسقي كما في صحيح البخاري.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الجمعة 13 يناير وحديث إبن عباس صلاة الحضر أربع وصلاة السفر ركعتين   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالجمعة 13 يناير - 15:50

إسلاميات - التجارة والزراعة - الطب والصحة - التاريخ والشخصيات - الكمبيوتر والإنترنت - الإعلام والعلاقات العامة
أحكــام صلاة المسافـر
أحكام قصر الصلاة
أولاً / تعريف القصر: أي رد الرباعية من أربع إلى ركعتين من قصر الشيء ، إذا أنقصه أو نقص منه أو حبسه. وهو مشروع بالكتاب والسنة.

ثانياً / الحكمة من القصر:
قال ابن القيم في إعلام الموقعين: خص تبارك وتعالى المسافر في سفره بالترفه فخصه بالفطر ، وهذا من حكمة الشارع ، فإن السفر في نفسه قطعة من العذاب ، وهو في نفسه مشقة وجهد ، ولو ككان المسافر من أرفه الناس ، فإنه في مشقة وجهد بجسمه ، فكان من رحمة الله تعالى بعباده وبره بهم أن خفف عنهم شطر الصلاة ، واكتفى منهم بالشطر .
فلم يفوت عليهم مصلحة بإسقاطها في السفر جملة ؛ ولم يلزم بها في السفر كإلزامها بها في الحضر. أما الإقامة فلا موجب لإسقاطها الواجب فيها ، ولا تأخيره وما يعرض فيها من المشقة فأمر لا ينضبط ، ولا ينحصر ، فلو جوز لكل مشغول ، وكل مشقوق عليه الترخص ، ضاع واضمحل بالكلية ، وإن جوز للبعض ، لم ينضبط ، فإنه لا وصف يضبط ما تجوز معه الرخصة ، ومالا تجوز بخلاف السفر.
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي: من قواعد الشريعة ( المشقة تجلب التيسير ) ولما كان السفر قطعة من العذاب ، يمنع العبد نومه وراحته وقراره ، رتب الشارع عليه ما رتب من الرخص.

ثالثاً / حكم القصر:

تحرير محل النزاع :
أجمع أهل اعلم على مشروعية القصر في السفر واختلفوا في حكمه على ثلاثة أقوال:
1. أنه واجب وهو قول الحنفية والشوكاني والألباني ونصره ابن حزم . قال الخطابي: كان أكثر مذهب علماء السلف وفقهاء الأمصار على أن القصر هو الواجب في السفر. وهو قول عمر وعلي وابن عمر وجابر وابن عباس ، وروي ذلك عن عمر بن عبد العزيز والحسن وقتادة.وقال حماد بن أبي سليمان: يعيد من صلى في السفر أربعا. وقال مالك بن أنس: يعيد ما دام في الوقت.

2. أنه سنة وهو مذهب الشافعية والحنابلة وابن عبد البر . قال النووي الشافعي: وبهذا قال عثمان بن عفان وسعد بن أبي وقاص وآخرون … وهو مذهب أكثر العلماء.

3. أنه سنة مؤكدة ومن أتم فقد فعل مكروهاً وهو قول مالك وقول في مذهب أحمد واختيار شيخ الإسلام ومن المعاصرين الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.


أدلة القول الأول:
1. حديث عائشة رضي الله عنها قالت: " أول ما فرضت الصلاة ركعتين فأقرت صلاة السفر ، وأتمت صلاة الحضر" [ متفق عليه ]. ووجه الدلالة أن فرضت بمعنى وجبت. قال الشوكاني: وهو دليل ناهض على الوجوب لأن صلاة السفر إذا كانت مفروضة ركعتين لم تجز الزيادة عليهما كما لا تجوز الزيادة على أربع في الحضر.
2. ملازمته صلى الله عليه وسلم للقصر في جميع أسفاره. قال ابن عمر رضي الله عنهما: " إني صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر فلم يزد على ركعتين حنى قبضه الله " [متفق عليه واللفظ لمسلم ح 8/689 وانظر البخاري مع الفتح 2/577].
قال ابن القيم: " لم يثبت عنه أنه أتم الرباعية في سفره ألبته " [زاد المعاد 1/464].
3. قول النبي صلى الله عليه وسلم: " صلوا كما رأيتموني أصلي " وهذا شامل للكيفية والكمية. فكما أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يزد في أسفاره على ركعتين في الرباعية قط فأنت مأمور بإتباعه في ذلك.[الشرح الممتع 4/506].
4. قول ابن عباس رضي الله عنهما: " إن الله قد فرض الصلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم على المسافر ركعتين وعلى المقيم أربعاً ، وفي الخوف ركعة " [رواه مسلم 6/687].
5. قول ابن عمر لأمية ابن عبد الله بن خالد بن أَسِيد: يا ابن أخي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتانا ونحن ضلال فعلمنا فكان مما علمنا أن الله عز وجل أمرنا أن نصلي ركعتين في السفر.[صحيح سنن النسائي 1/99 ح443].
أدلة القول الثاني:
1. قوله تعالى: (( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا)) [النساء101]. ففيها دليل على إباحة القصر لا وجوبه. قال ابن عبد البر: لأن رفع الجناح يدل على الإباحة لا على الإلزام [الإستذكار6/61]. وسبقه الشافعي في الأم 1/179.
قال النووي: فإن قالوا هذه اللفظة تستعمل في الواجب أيضاً. قال الله تعالى: (( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما )) ومعلوم أن السعي بينهما ركن من أركان الحج. فالجواب ما أجابت به عائشة رضي الله عنها وهو ثابت عنها في الصحيحين قالت: أنزلت الآية في الأنصار كانوا قبل الإسلام يطوفون بين الصفا والمروة فلما أسلموا شكوا في جواز الطواف بينهما لأنه كان شعار الجاهلية فأنزل الله تعالى الآية جواباً لهم. [المجموع 4/339_340].
وفي قوله: (( أن تقصروا من الصلاة )) رد على قولهم بأن صلاة السفر ركعتان مفروضتان هكذا لا تجوز الزيادة عليهما لأن قوله: (( أن تقصروا من الصلاة )) يدل على أنها في الأصل أربع لأن القصر إنما يكون من شيء أطول منه.
وأجاب الجصاص والشوكاني أن الآية واردة في صلاة الخوف وأن المراد قصر الصفة لا قصر العدد. والمقصود بقصر الصفة قصر السجود والركوع إلى الإيماء ، وترك القيام إلى الركوب عند عدم القدرة بسبب الخوف كما قال صلى الله عليه وسلم: " إذا اختلطوا فإنما هو التكبير والإشارة بالرأس "[رواه البيهقي. صفة صلاة النبي للألباني /76.]. ويرد ما ذكراه حديث يعلى بن أمية أنه قال: قلت لعمر بن الخطاب: (( ليس عليكم… )) فقد أمن الناس. فقال: عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: " صدقة تصدق الله بها عليكم فقبلوا صدقته" [رواه مسلم برقم 4/686].
والذي يفعل بعد أمن الناس إنما هو قصر العدد لا قصر الصفة. وقد استدل يعلى عليه بالآية ووافقه عمر فهذا دليل قاطع على أن مفهوم الآية القصر في الركعات.[انظر تفسير القرطبي 6/232].
2. أن جمعاً من الصحابة رضي الله عنهم أتموا الصلاة في السفر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو كان القصر واجباً لما أتموا ، ولو كانت صلاة السفر مفروضة على أنها ركعتان لا يزاد عليهما لما أتم الصحابة رضي الله عنهم وصلوها أربعاً فإن ذلك لو كان صحيحاً لكانت صلاتهم باطلة. ومن هؤلاء الصحابة عثمان فقد أتم في السنوات الأخيرة من خلافته الصلاة في منى. وعائشة رضي الله عنها كما ثبت ذلك في الصحيحين وأتم سعد بن أبي وقاص. وإتمام هؤلاء الصحابة جميعهم دليل على أن القصر ليس بواجب وأن الإتمام غير مبطل للصلاة.
ولما صلى ابن مسعود خلف عثمان في منى أربعاً قال: فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان.
قال ابن حجر: وهذا يدل على أنه كان يرى لإتمام جائز. وإلا لما كان له الحظ من الأربع ولا من غيرها فإنها كانت تكون فاسدة كلها. [فتح الباري 2/564].

3. أن المسافر إذا اقتدى بمقيم وجب عليه الإتمام في قول جماهير العلماء بل نقل الشافعي الإجماع على هذا. والزيادة على الفريضة تبطل الصلاة ، ولهذا لو قام إمامك إلى الخامسة أنت متقين أنها الخامسة وجب عليك أن تفارقه وألا تتابعه ، فهنا نقول لو كان القصر واجباً لكانت متابعة الإمام في الإتمام حراماً كما لا يجوز أن يزيد ركعتين في صلاة الصبح. [الشرح الممتع 4/507 ].
× الجواب عن الأحاديث التي فيها أن صلاة المسافر فرضت ركعتين:
فالمقصود أنها فرضت ركعتين لمن أراد الاقتصار عليها. قال النووي: ويتعين المصير إلى هذا التأويل جمعاً بين الأدلة. ويؤيده أن عائشة لم تُرِد من قولها بأن صلاة السفر فرضت ركعتين أنه لا يجوز أن يزاد عليهما كما لا تجوز الزيادة على صلاة الصبح بدليل أنها أتمت.
وأما معنى ما جاء في تلك الأحاديث والآثار أن صلاة السفر ركعتان تمام غير قصر فالمراد أنها تمام في فضلها أجرها غير ناقصة الأجر والفضيلة وإن كانت ركعتين. ولم يُرَد أنها غير مقصورة الركعات لأنه خلاف ما دلت عليه الآية والإجماع. [انظر المغني 3/124 ، المجموع 4/342].

أدلة القول الثالث:
وأدلتهم هي أدلة القول الثاني ويزيدون أدلة كراهة الإتمام:
1. أنه مخالف للسنة التي واضب عليها النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أسفاره ولم يفعل خلافها.
قال ابن القيم: وكان يقصر الرباعية فيصليها ركعتين من حين يخرج مسافراً إلى أن يرجع إلى المدينة ، ولم يثبت عنه أنه أتم الرباعية في سفره ألبته . [زاد المعاد 1/ 464].
2. ومما يدل على كراهة الإتمام إنكار الصحابة على عثمان رضي الله عنه حين أتم الصلاة في منى آخر خلافته ، وإن كانوا تابعوه في الإتمام خلفه كارهين من أجل اتفاق الكلمة وعدم الاختلاف على الإمام. فعن عبد الرحمن بن يزيد قال: صلى بنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بمنى أربع ركعات فقيل ذلك لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه فاسترجع ثم قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين ، وصليت مع أبي بكر بمنى ركعتين ، وصليت مع عمر بن الخطاب بمنى ركعتين ، فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان. [البخاريح1084 ،ومسلم ح19/695].
قال النووي: ومقصوده كراهة مخالفة ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه. [شرحه على مسلم 5/203].

الترجيح:
لا شك أن القول بوجوب القصر فيه قوة ولكن لعل الأقرب والأرجح منه هو القول بأن القصر سنة مؤكدة كما قال مالك.
قال ابن عبد البر: لأنها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لم يزل عليها في أسفاره كلها. [الكافي1/244].
أيضاً فإن الإتمام مكروه ومخالف للسنة.
قال ابن عثيمين: وهو قول قوي بل لعله أقوى الأقوال.[الشرح الممتع 4/505].
قال ابن عثيمين: والذي يترجح لي وليس ترجيحاً كبيراً هو أن الإتمام مكروه وليس بحرام ، وأن من أتم فلا يكون عاصياً ، هذا من الناحية النظرية.
وأما من الناحية العملية فهل يليق بالإنسان أن يفعل شيئاً يخشى أن يكون عاصياً فيه.
فلا ينبغي من الناحية المسلكية والتربوية ، بل افعل ما يكون هو السنة ، فإن ذلك أصلح لقلبك وإن كان يجوز لك خلافه ، وليس المعنى إما أن يكون الشيء واجباً أو حراماً ، أو لك الحرية في فعله أو تركه ، فلا ينبغي للإنسان أن يتم فأقل ما نقول أن الإتمام مكروه ، لأن النصوص تكاد تكون متكافئة ، فاحرص أن تصلي ركعتين في سفرك ، ولا تزد على ذلك.
رابعاً / شروط القصر:
1. هل الإباحة في السفر شرط في القصر ؟
الصحيح أنه لا يشترط الإباحة لجواز القصر وأن الإنسان يجوز أن يقصر حتى في السفر المحرم فالقصر منوط بالسفر. والرخص لا تناط بالمعاصي. قول الإمام أبو حنيفة وشيخ الإسلام وجماعة كثيرة من العلماء ومن المعاصرين ابن عثيمين في [الشرح الممتع 4/494].

2. هل النية شرط في القصر ؟
الصحيح: أنه لا يلزمه الإتمام ، بل يقصر ؛ لأنه الأصل كما أن المقيم لا يلزمه نية الإتمام ،كذا المسافر لا يلزمه نية القصر. [الشرح الممتع 4/525].

مسائل متفرقة

ائتمام المسافر بالمقيم
إذا ائتم المسافر بالمقيم فإنه يتم. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما جعل الإمام ليؤتم به ".
وقوله صلى الله عليه وسلم: " ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا " فيشمل كل ما أدرك الإنسان وكل ما فاته.
ولأن ابن عباس سئل: ما بال الرجل المسافر يصلي ركعتين ومع الإمام أربعاً ؟ فقال: تلك هي السنة "
ولأن الصحابة رضي الله عنهم: كانوا يصلون خلف عثمان بن عفان في منى أربعاً. فهذا أدلة أربعة كلها تدل على أن المأموم يتبع إمامه في الإتمام.
· مسألة:
إذا أدرك المرء من صلاة الإمام ركعة في الصلاة الرباعية فبكم يأتي ؟
· يأتي بثلاث ، وإذا أدرك ركعتين أتى بركعتين وهكذا لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: " وما فاتكم فأتموا ".

من تذكر صلاة حضر في سفر
مثاله: رجل مسافر وفي أثناء السفر ذكر أنه صلى الظهر في البلد بغير وضوء ، فإنه يصلي أربعاً ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها " أي: أي يصلي هذه الصلاة كما هي إذا ذكرها ، ولأن هذه الصلاة لزمته تامة فوجب عليه قضاؤها تامة ، وهذا واضح.
من تذكر صلاة سفر في حضر
مثاله: لما وصل إلى بلده تذكر أنه صلى الظهر ركعتين في السفر بلا وضوء. فالقول الراجح أنه إذا ذكر صلاة سفر في حضر صلاها قصر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها " أي فليصها كما هي ، وهذا الرجل ذكر أنه صلى مقصورة بغير وضوء فيلزمه أن يصليها صلاة مقصورة ، ونقول: كما قيل في الأولى هذه صلاة وجبت عليه في سفر ، وصلاة السفر مقصورة فلا يلزمه إتمامها.
فالحاصل من المسألتين:
أن المسألة لها أربع صور:
1. ذكر صلاة سفر في سفر ، يقصر.
2. ذكر صلاة حضر في حضر ، يتم.
3. ذكر صلاة سفر في حضر ، يقصر على الصحيح.
4. ذكر صلاة حضر في سفر ، يتم.
من دخل عليه وقت صلاة في بلده ثم سافر
القول الصحيح أن الإنسان إذا دخل عليه الوقت وهو في البلد ثم سافر قبل أن يصلي فله القصر ؛ لأنه سافر وذمته مشغولة بها والمسافر يقصر الصلاة ، فالعبرة في كون الإنسان مسافراً أو مقيماً بالصلاة لا بالوقت ، فإذا دخل عليلك الوقت وأنت مسافر وقدمت البلد قبل الصلاة فصلها أربعاً ، وإذا دخل عليك الوقت وأنت مقيم وسافرت فصلها ركعتين.
أحكام المطار
مسألة: إذا خرج الإنسان إلى المطار فهل يقصر في المطار ؟
الجواب: نعم يقصر ؛ لأنه فارق عامر قريته فجميع القرى التي حول المطار منفصلة عنه ، أما من كان من سكان المطار ؛ فإنه لا يقصر في المطار ، لأنه لم يفارق عامر قريته.
مسألة: لو قدر أن الطائرة لم تقلع ولم يحصل السفر ذلك اليوم ، هل يعيد الصلاة التي كان قصرها ؟
الجواب: لا ، لأنه أتى بها بأمر الله موافقة لشرعه ، فتكون مقبولة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " فمفهومه أن من عمل عملاً عليه أمر الله ورسوله فهو مقبول.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: فضل صلاة النوافل الراتبة والاحاديث الواردة فيها .   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالأحد 12 فبراير - 18:13

أحاديث عامَّة في فضل السنن الرواتب:

وردت عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في فضل السنن الرواتب المتعلقة بالفرائض كثيرٌ من الروايات، وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يحافظ على أداء هذه السنن، ويحثُّ أمته على فعلها، ولكثرة هذه الرِّوايات فسوف أقتصِر على بعضها ممَّا يفي بالغرض، ويتَّضح من خلالها ما لهذِه السُّنن من مكانة عالية، وما يترتَّب عليْها من أجر عظيم، فمن ذلك ما يأتي:

1- عن عبدالله بن عُمر - رضي الله عنهما - قال: "حفظتُ عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ركعتَين قبل الظهر، وركعتَين بعد الظهر، وركعتَين بعد المغرب، وركعتَين بعد العشاء، وركعتَين قبل الغداة، وكانت ساعة لا أدخُل على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيها، فحدَّثتْني حفصة - رضِي الله عنْها - أنَّه كان إذا طلع الفجر، وأذَّن المؤذِّن صلَّى ركعتين"[29].



2- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من ثابر[30] على ثنتي عشرة ركعةً من السنَّة بَنَى الله له بيتًا في الجنَّة: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعَتَين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر))[31].



3- عن أم حبيبة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن صلَّى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بُنِي له بهنَّ بيت في الجنَّة))[32].



4- عن عبدالله بن شقيق - رحمه الله - قال: سألتُ عائشة - رضي الله عنها - عن صلاة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن تطوُّعه؟ فقالت: "كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يصلي في بيته قبل الظهر أربعًا، ثم يخرُج فيصلِّي بالنَّاس، ثمَّ يدخُل فيصلي ركعتَين، وكان يصلي بالناس المغرب، ثم يدخل فيصلي ركعتَين، ويصلِّي بالناس العشاء، ويدخل بيتي فيصلي ركعتين... وكان إذا طلع الفجر صلَّى ركعتين"[33].



المطلب الثاني: أحاديث خاصَّة في فضْل سنَّة الفجْر والظهر:

ما سبق من أحاديث هي واردة في فضْل السنن الرَّاتبة التَّابعة للفرائض بوجه عام، غير أنَّ من هذه السُّنن ما ورد في فضلِها أحاديث خاصَّة تُضاف إلى تلك الأحاديث العامَّة، ومن هذه السُّنن ما يَلي:

أوَّلاً: فضْل ركعتَي الفجر:

1- عن أمِّ المؤمنين عائشة - رضِي الله عنْها - قالت: "لم يكن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على شيء من النوافل أشدَّ تعاهُدًا منْه على ركعتَي الفجر"[34].



2- وعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها))[35]، والمراد أي: خيرٌ من متاع الدُّنيا[36].



قال الإمام الشَّوكاني - رحِمه الله - بعد هذيْن الحديثَين: "والحديثان يدلاَّن على أفضليَّة ركعتَي الفجْر، وعلى استحباب التَّعاهد لهما، وكراهة التَّفريط فيهما"[37]. اهـ.



3- وعنها - رضِي الله عنْها - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال في شأن الرَّكعتين عند طلوع الفجر: ((لهما أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعًا))[38].



وقال العلامة الطيبي - رحِمه الله -: "إنْ حملَ الدنيا على أعراضها وزهرتها، فالخير إمَّا مجرى على زعم مَن يرى فيها خيرًا، أو يكون من باب الفريقين خير مقامًا، وإنْ حملَ على الإنفاق في سبيل الله، فتكون هاتان الرَّكعتان أكثر ثوابًا منهما"[39]. اهـ.



رابط الموضوع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 11 I_icon_minitimeالأحد 8 يوليو - 20:57







بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الإخوة الكرام ، مع درس جديد من دروس الأخلاق المذمومة انطلاقاً من قول سيدنا حذيفة رضي الله عنه حينما قال :

(( كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ أقع فيه ))

[ متفق عليه ]

من الأخلاق المذمومة : الإمّعة :
لذلك الخلق المذموم اليوم أن يكون الإنسان إمعة ، وإمعة مصطلح نبوي ، وسوف نمضي في الحديث عن هذا الخلق المذموم .
1 – تعريف الإمعة :
أيها الإخوة الكرام ، تعريف هذا الخلق الاصطلاحي : الإمعة الذي لا رأي له ، مع كل الناس ، ومع كل الاتجاهات ، أي أنه منافق ، ومصلحته فوق كل شيء ، يجامل الناس جميعاً ، لا ينطوي على مبدأ ولا على قيمة ، مع الناس ، ، بل مع مصلحته ، يتلون كالحرباء ، إن جلس مع أهل الإيمان قال آمنت معكم :

﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾

[ سورة البقرة : 14]

وذو الوجهين لا يكون عند الله وجيهاً .
قيمة الإنسان بمبدئه .
2 – الإمعة شخص يُشترَى ويباع :
إخواننا الكرام ، بالتعبير المتداول الإمعة يشترَى بأبخس الأثمان ، لكن صاحب المبدأ لا يشترى و لا يباع ، لا تؤثر فيه سبائك الذهب اللامعة و لا سياط الجلادين اللاذعة ، أحد أحدٌ ،
(( و الله يا عم ، لو وضعوا الشمس في يميني ، و القمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته ))

[السيرة النبوية]

لذلك من الصعب جداً أن تشتري إنساناً صاحب مبدأ ، لا يلين ، و لا يقبل بأنصاف الحلول ، و لا يباع ، و لا يشترى ، رجل مبدأ ، رجل المبدأ إنسان عظيم ، و رجل المصلحة إنسان تافه يعبد مصلحته من دون الله ، مع هؤلاء و مع هؤلاء ، مذبذب لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء ، هو مع مصلحته الحقيقية ، لذلك من أشد هذه الأخلاق انحطاطاً أن يكون الإنسان إمعة .
هل تصدقون أن شاعراً يدخل السجن ببيت قاله في إنسان ، وعدّه العرب في الجاهلية أهجا بيت قالته العرب ، ولا أبالغ إذا قلت لكم : إن هذا البيت هو اليوم شعار كل إنسان ، البيت :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها و اقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

مادام معك مال فدعك من الناس ، و لا يعنيك أمرهم ، و لا تأسف على ما حلّ بهم ، المهم أن تعيش أنت في بحبوحة :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها و اقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

و من أخطر الأمراض النفسية أن يشيع النفاق في المجتمع ، و أن يشيع في المجتمع عبادة الذات ، يعبد ذاته ، إذاً هو مع القوي ، و لو تبدل الأقوياء مع القوي الحالي ، و مع القوي القادم ، لأنه يعبد ذاته من دون الله هذا هو الإمعة .
3 – الإمعة شخص ليس له استقلالية الرأي :
الإمعة هو الذي لا رأي له ، فهو يتابع كل أحد على رأيه ، يجلس مع منكري الدين معكم الحق الدين خرافة ، الدين أفيون الشعوب ، الدين ضبابيات ، الدين حلم لا معنى له ، يجلس مع أهل الإيمان الإنسان بلا إيمان لا قيمة له ، هو نفسه يقول هذا ، و يقول هذا ، سمِّه منافقاً ، سمِّه متلوناً ، سمِّه وصولياً ، سمِّه منحرفاً ، سمِّه يعبد ذاته ، سمِّه إنسان مصلحة ، إنسان شهوة ، إنسان بلا مبدأ ، و من أخطر الأمراض التي تصيب الأمة أن يكون الناس هكذا .
البحتري شاعر تروي سيرته أنه مدح عشرات الخلفاء ، و ذمهم جميعاً ، يأتي فيمدحه ، وينصرف يذمه ، هذا شأن الإمعة ، شأن الذي لا رأي له ، شأن الإنسان المنبطح من أجل مصلحته ، من أجل شهوته ، من أجل مكاسبه الدنيوية .
إذاً : الإمعة هو الذي لا رأي له ، فهو يتابع كل أحد على رأيه ، و قيل : هو الذي يقول لكل الناس : أنا معك .
تروى طرفة : أن إنساناً صار قاضياً ، فجاءه متخاصمان ، تكلم الأول كلاماً مقنعاً ، قال له : و الله معك حق ، فلما تكلم الثاني أيضاً قنع بكلامه ، وقال له : أنت أيضاً معك حق ، وكانت زوجته وراء الستار ، فقالت له : ما هذا الحكم ؟ قال لها : والله أنت أيضاً معك حق ، هذا هو الإمعة لا رأي له .
الإمّعة كما جاء تصويره في الحديث النبوي :
أما الحديث الشريف عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لا تكونوا إمعة ، تقولون : إن أحسن الناس أحسنا ، و إن ظلموا ظلمنا ، و لكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، و إن أساؤوا فلا تظلموا ))

[ الترمذي ]

الآن الذي مع معطيات الواقع ، الذي مع الخط العريض ، الذي مع صرعات الأزياء ، الذي مع القوي ، أحياناً يتوهم إنسان أن هؤلاء الذين يتحكمون بالعالم لابد من إرضائهم ، لابد من موالاتهم تحقيقاً لمصالحهم ، هؤلاء الذين يظلمون إذا ظلم الناس ، و يستشهدون ببيت ما أنزل الله به من سلطان ، بيت قاله شاعر جاهلي جاهل :
و الظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم
العدل من شيم النفوس ، لقد كذب الشاعر فيما ، قال تعالى :

﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾

[ سورة الروم : 30]

فطر الإنسان على حب العدل .
(( لا تكونوا إمعة ، تقولون : إن أحسن الناس أحسنّا ، و إن ظلموا ظلمنا ، و لكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، و إن أساؤوا فلا تظلموا ))

شيوع الإمعة في هذا الزمان :
أيها الإخوة الكرام ، أرجو ألا أبالغ ، لكن هذا النمط أصبح شائعاً ، تقول له : لم تفعل هذا ؟ يقول لك : هكذا الناس ، لم تعطي هذا الأجر القليل ؟ هكذا يعطي الباقون هذا الأجر ، أليس بإمكانك أن ترفع هذا الأجر فتكون قدوة لمن يعطون من معهم أبخس المبالغ ؟ ممكن ، لماذا تحتج بالخطأ ، و لا يُحتج بك على صواب ؟ لماذا تحتج أنت بالخطأ ، و لا تتمنى أن يحتج الناس بك إذا كنت على صواب ؟ لذلك عن مرداس الأسلمي رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( يذهب الصالحون الأول فالأول ، و يبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر ، لا يباليهم الله بالة ))

[ البخاري ، أحمد ، الدارمي]

إنسان شهواني ، كاذب ، منافق ، مصلحته فوق كل شيء ، يتلون مئات الألوان ، يساير كل الناس ، محسنهم و مسيئهم ، يشايع كل الناس ، مثل هذا الإنسان هو الإمعة الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم :
(( يذهب الصالحون الأول فالأول ، و يبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر ، لا يباليهم الله بالة ))

مليار و خمسمئة مليون يتربعون على ثروات الأرض ، و يحتلون أخطر موقع في العالم ، و لا وزن لهم في العالم ، و أمرهم ليس بيدهم ، لأنهم اتبعوا أهواءهم :

﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ﴾

[ سورة مريم : 59]

و قد لقي المسلمون ذلك الغي .
من أقوال العلماء الواردة في ذم الإمعة :
القول الأول :
روي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : << كنا في الجاهلية نعد الإمعة الذي يتبع الناس إلى الطعام من غير أن يدعى ، و إن الإمعة فيكم اليوم المحقب الناس دينه >> .
الذي يقلد في دينه كل أحد ، شخص ادعى أن الربا ليس منهياً عنه إلا بأضعافه المضاعفة قال له : معك حق ، الآخر قال له : ورد معي أنه لا يوجد للخمر آية تحرمه ، يوجد إرشاد فاجتنبوه ، قال له : و الله معك حق ، هذا لم يخطر ببالي ، جزاك الله خيراً ، فهو يساير الناس جميعاً .
القول الثاني :
وعن مقاتل بن حيان قال : << أهل هذه الأهواء آفة أمة محمد صلى الله عليه و سلم أنهم يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم و أهل بيته فيتصيدون بهذا الذكر الحسن الجهال من الناس ، فيقذفون بهم في المهالك >> .
أي يتاجرون بالدين ، و قد قال الإمام الشافعي : " لأن أرتزق بالرقص أفضل من أن أرتزق بالدين " .
هؤلاء الذين يرتزقون بالدين اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً ، الإمعة أحياناً يحب أن يكون الناس حوله ، لذلك يجاملهم ، فلو فرضنا إنسانا إمعة له طموح أن يكون الناس حوله ، فإذا أراد أن يرفع الناس إلى مستوى دعوته يتقاعسون ، فاختار طريقاً آخر أن ينزل هو إليهم ، يتحلقون حوله زرافات و وحدانا ، فإما أن ترفع الناس إلى مستوى الشريعة ، و إما أن تهبط إليهم تعطيهم الفتاوى الرخيصة ، و تيسر أمورهم ، و تبسط بعض الأحكام الدقيقة التي هي ضمان لسلامتهم .
القول الثالث :
لذلك عن الفضيل بن عياض رحمه الله قال : << اتبع طريق الهدى و لا يضرك قلة السالكين ، و إياك و طرق الضلالة و لا تغتر بكثرة الهالكين >> .
علامة إيمانك لو لم يبق في الأرض إلا مؤمن واحد لكنت مع المؤمنين ، وأحياناً الإنسان يؤخذ بالأكثرية ، قال الله عز وجل :

﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾

[ سورة الأنعام : 116]

الأكثرية ليست دليلا على الحق ، بل ربما كانت دليلا على الباطل :
بنص هذه الآية الخط العريض بالمجتمع ليس على الحق :

﴿ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ﴾

[ سورة يونس : 36]

كيف إذا خرجت الأمور عن حد المعقول ؟‍‍‍‍
فالبطولة لا أن تكون مع الأكثرية الشاردة التائهة التي تلهث وراء صرعات الأزياء ، وهناك صرعات أزياء غير معقولة ، و الله زارني شاب قبل شهرين شاب ، فلفت نظري أن عدة ثقوب في بنطاله من الأمام ، و الله تألمت من أجله أشد الألم ، وظننت أن هذا من فقره لا يوجد عنده بنطال سليم ، و كتبت عندي ملاحظة أن أهيئ له ألبسة جديدة و الله ، و سافرت إلى أستراليا ، و دعاني إنسان من أهل الغنى هناك إلى طعام الإفطار ، فإذا ابنه هكذا بنطاله ، فانتبهت أن هذا ليس فقراً ، و لكنه تقليد أعمى ، معقول أن مصمم أزياء للرجال كل سنة يوجد صرعة ، يجب أن يكون البنطال مهترئاً ، فيه ثقوب ، فيه رقع أحدث موديل ، يوجد رقع ود ثقوب ، أو كاحت ، أو خيوط من البنطال تجر على الطريق ، هذا الشيء غير معقول ، تجد شخصيات مهمة أحياناً بصرعات غير معقولة ، هذه صرعة من صرعات الأزياء ، كالحلق على الصفر ، على الثلاثة ، و عنده شعر جميل ، هكذا الموضة الآن ، و يوجد صيفية من الصيفيات من دون جرابات إذا لاحظتم ، لكن هذه قديمة ، هذا هو الإمعة ، ليس له موقف خاص ، ليس له ذوق خاص ، ليس له مبدأ خاص ، ليس له قيم خاصة ، لا وزن له إطلاقاً ، هذا هو الإمعة .
عودة إلى أقوال العلماء في الإمعة :
<< اتبع طريق الهدى ، و لا يضرك قلة السالكين ، و إياك و طرق الضلالة ، و لا تغتر بكثرة الهالكين >> .
مثلاً : امرأة ماتت بحادث سير في بريطانيا ، و كانت مرشحة أن تكون ملكة بريطانيا ، و في مؤتمر صحفي بثّ على عشر محطات فضائية ، و شاهدها أكثر من ثمانين مليون إنسان ، قالت بالحرف الواحد : أنا زنيت عشر مرات ، الأولى مع فلان بالمكان الفلاني ، في أي عصر نحن نعيش ؟ مشى في جنازتها ستة ملايين ، و بعض رؤساء الدول الغربية بكى من شدة الألم ، في أية قيمة تقام هذه المظاهر المؤلمة ؟ لا يكن أحدكم إمعة ، بطولتك لك مبدأ ، و لك قيم ، و لك توجه ، و له أسلوب في حياتك ، لا تتأثر بهذه الصرعات ، و هذا التقليد الأعمى للغرب ، و النبي تنبأ بهذا عليه الصلاة و السلام قال :
(( لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ))

[ أحمد]

طبعاً أزياء الشباب أخف بكثير من أزياء النساء ، يتفنن مصممو الأزياء في الغرب بكشف مكاشف المرأة في الطريق ، شيء مبتذل .
عن ابن مسعود رضي الله عنه يقول : << اغدُ عالماً أو متعلماً ، و لا تغد إمعة فيما بين ذلك >> .
سيدنا علي رضي الله قال : << يا كميل ، إن هذه القلوب أوعية ، فخيرها أوعاها للخير ، و الناس ثلاثة ، عالم رباني ، و متعلم على سبيل نجاة ، و همج رعاع أتباع كل ناعق >> ، تسمى الآن الغوغائية ، مئات الألوف يحضرون مباراة ، يصفقون لفريق ، تنشب بينهم معركة يموت ستون إنساناً ، وقد حدث هذا في بريطانية ، ستون إنساناً مات لأن الفريق الأول أدخل هدفاً ، هل يجب أن يموت ستون إنساناً من أجل هذا .
و الله العالَم أيها الإخوة يعيش في سخافات ما بعدها سخافات ، إذا الله عز وجل كرمنا ، و عرفنا بذاته العلية ، و كرمنا بهذا الدين ، و لنا أهداف نبيلة إن شاء الله :
(( إن الله يحب معالي الأمور ، ويكوه سفسافها و دنيها ))

[ الجامع الصغير ]

<< يا كميل ، إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير ، و الناس ثلاثة ، عالم رباني ، و متعلم على سبيل نجاة ، و همج رعاع أتباع كل ناعق ، لم يستضيئوا بنور العلم >> .
مثلاً : مرة عنزة في مدينة الحسكة اعتقد الناس بها ، صار هناك خط مواصلات مباشر من دمشق إلى الحسكة ، الآن هناك محطات تعتمد على الشعوذة و الكذب والدجل والخرافة والكهانة ، و هذا كله كفر .
هناك برامج بالإذاعة و بالرائي تعتمد على الكواكب ، هذا من برج الثور ، و هذا من برج الحمل ، و هذا من برج الدب ، هناك بروج كثيرة ، اثنا عشر برجاً ، و هذا له عدو ، كله كلام فارغ لا أصل ، برامج في الإذاعات ، برامج في الفضائيات ، كتب ، دورات ، والدورة بخمسة آلاف ليرة من أجل أن تعرف مدى التوافق الزوجي عن طريق حروف اسمك ، خطبت ففتاة تأخذ حروفها ، و تعمل عمليات رياضية يظهر عدم وفاق ، وقد التغى الدين بهذه الطريقة ، الدين قال لك : استقم وأنا أوفقك ، استقم وأنا أهيئ لك زواجاً ناجحاً ، غضّ بصرك عن محارم الله ، وتجد أحياناً الشيء مبتذلا ، أحياناً دورات راقية جداً ، و خبراء ، و اختصاصيون لشيء ليس له أصل إطلاقاً ، << عالم رباني ، و متعلم على سبيل نجاة ، و همج رعاع أتباع كل ناعق ، لم يستضيئوا بنور العلم ، و لم يلجؤوا إلى ركن وثيق ، فاحذر يا كميل أن تكون منهم >> .
ثم يقول الإمام علي كرم الله وجهه : << أف لحامل حق لا بصيرة له>> ـ ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة ، قرأ مقالة أنه استطاع الأطباء أن يكتشفوا جنس الجنين ذكرا أو أنثى ، دخل في متاهة مع القرآن ، أين المتاهة ؟ الله عز وجل قال :

﴿ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ﴾

[ سورة لقمان : 34]

لم يقل : يعلم من ، لو قال : يعلم من ، أي ذكر أو أنثى ، أما يعلم ما يوجد من آلاف الصفات لهذا الجنين ، من يعلمها قبل أن يأتي ؟ ـ إن قال أخطأ ، و إن أخطأ لم يدرِ ، مشغوف بما لا يدري ، فهو فتنة لمن فتن به >> .
هذا الصنف الثالث ، همج رعاع أتباع كل ناعق .
ابن مسعود رضي الله عنه يقول : << ألا لا يقلدنّ أحدكم دينه رجلاً ، إن آمن آمَن ، و إن كَفر كفر ، فإنه لا أسوة في الشر >> ، لا أسوة في الشر إطلاقاً .
مضارّ الإمعة :
أيها الإخوة الكرام ، من مضار أن يكون الإنسان إمعة :
ـ الإمعة يؤكد ضعف شخصه و عقله و دينه ، .
ـ و الإمعة يعيش ذليلاً ، هو تابع .
ـ و الإمعة منبوذ من الله ، ثم من الناس .
ـ و الإمعة الأتباع بهذه الصفة يصنعون بطلاً من لا شيء :

﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ ﴾

[ سورة الزخرف : 54]

المجتمع الذي فيه صفة الإمعة هذا المجتمع يصنع إنساناً لا قيمة له إطلاقاً .
ـ و الإمعة قد يقع في مهاوي الضلالة .
ـ و هذا السلوك سلوك الإمعة يقوي روح التبعية و الرذيلة في المجتمع ، فيعيش عالة على المجتمعات .
ـ و يضعف الإنتاج الفكري و المادي .
ـ و الإمعة إنسان يتأذى و يؤذي ، يَضِل و يُضِل ، يَذل و يُذل .
و أرجو الله سبحانه و تعالى أن يعافينا من هذا الخلق الذميم ، أن يكون الناس إمعة ، و سوف أذكركم ثانية بالحديث الشريف الذي رواه الترمذي ، و قال محقق جامع الأصول : حديث حسن :
(( لا تكونوا إمعة ، تقولون : إن أحسن الناس أحسنا ، و إن ظلموا ظلمنا ، و لكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، و إن أساؤوا فلا تظلموا ))

والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
 
درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 11 من اصل 21انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 7 ... 10, 11, 12 ... 16 ... 21  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» درس اليوم فى المسجد الباكستانى بيرمنجهام بعد صلاة الفجر (حديث لاتشمت )
» درس اليوم بعد صلاة الصبح بيرمنجهام والشيخ عبدالجليل الباكستانى
» درس اليوم بعد صلاة الصبح بيرمنجهام والشيخ عبدالجليل الباكستانى
» درس اليوم بعد صلاة الصبح بيرمنجهام والشيخ عبدالجليل الباكستانى
» الوصايا العشر التى وردت فى سورة الانعام وعشر خطب سابقة للشيخ محمد سيف أمانة معاذ بيرمنجهام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء السقاى :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: