| درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الأحد 9 مايو - 12:26 | |
| فى درس اليوم تناول الشيخ عبد الجليل حديث عبدالله بن عباس والدرس عبارة عن حديث يختارة الشيخ ويقدم الحديث باللغة العربية وبعد ذلك يشرحة بالاوردو (اللغة الباكستانية ) ويقم بالاستدلال بآيات من الذكر الحكيم والشيخ عبدالجليل شاب فى نهايه الثلاثين من العمر ولكنه متمكن من العربية والانجليزيه والاردو وهو أستاذ اللغة الاردية فى كليه (جوزيف شامبرلين الجامعية ) وهى نفس التى تدرس بها إسراء بنتى الشيخ عبدالجليل يقّدم محاضرة ما قبل خطبة الجمعة والتى تستمر ساعة وتزيد يقدّم هذه المحاضرة باللغة الانجليزية الرصينه وهى متمكن منها بدرجة إمتياز ويشرح الاحاديث والقرآن باللغة الانجليزية وكل ما يتعلق بالفقه أو السيرة والشريعة وأحكامها، نسأل الله أن يتقبّل منا ومنه وأن يزيدنا ويزيدكم ويزيده علماً والان نتطرق للدرس والحديث : عن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : تركت لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً كتاب الله وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم . صدق رسول الله . وشرح الحديث سهل لمن يعرف العربية .
عدل سابقا من قبل بشرى مبارك في الإثنين 23 فبراير - 3:08 عدل 4 مرات | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الإثنين 10 مايو - 21:59 | |
| درس اليوم الاثنين 10 مايو 2010م
--------------------------------------------------------------------------------
تناول الشيخ عبد الجليل( الباكستانى) فى هذا الدرس الحديث والذى نصه : عن أنس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : إنّ عُمّار بيوت الله هم أهل الله . رواة الترمذى. الشرح: (ديسة حديثة مى كاتهنك رسول الله صلى الله وسلم فى روايتها!!!) هى آجماعة أنا ما قلبت ليكم أردو (باكستانى ) باقى من كثرة التكرار حفظت المقدمه تماماً . يبدو لى أن الشيخ قصد من وراء الحديث أن يحث المحافظين على حضور صلاة الفجر على المحافظة على الحضور بل ويتحدثوا مع أخوانهم الذين أصبحوا يتخلفون بأن يحضروا فقد لاحظنا بعد أن أصبح الفجر الرابعة صباحاً بعد أن كان السادسة صباحاً قبل شهرين وكان الفجر 4 صفوف أصبح كلما ينفص الفجر بعد أسبوعين ربع ساعة ينقص العدد الى أن أصبحنا اليوم صفاً واحداً فقط أسال الله أن تزيد الصفوف وتصبح مئات بل إلوف لان صلاتى العشاء والفجر من الصلوات التى يجتهد فيها إبليس لعنه الله عليه فى إغواء الناس عن الذهاب للمساجد وتفضيل النوم على الصلاه فى حاله صلاة الفجر أو الانشغال بالبرامج التلفزيونية او الونسات الفارغة أو الهاتف أو مباريات كرة القدم والحمد لله أن جارى بكرى والذى حضرت معه مباراة الهلال أمس حرص أن نذهب للصلاه (المغرب ونترك المباراه شغالة ) أسال الله أن نتهتم نحن جميعاً معاشر المسلمين ونتعاهد فى هذا المنتدى (الرجال ) بالحرص على أداء الصلوات فى المساجد أما أخواتنا النساء فالزوجة تحرض وتشجع زوجها أن يأخذ الابناء ويذهب بهم (مع ضيوفهم الى الصلاه فى المسجد ولايقول والله نحنا كتيرين ممكن نصلى جماعة ) وكذلك تحرص الاخوات على تشجيع أبناء أخواتها أو أخوانها بتحفيزهم أيهم كان أكثر صلاة فى المسجد فله جائزة ولها بإذن الله الجوائز الكبرى عند المولى الكريم ولاشك أن أفضل الاماكن للصلاه عند النساء بيوتهن (ما متأكد من كلامى فمن هو أعلم فليوضح ذلك والله أعلم ) وفى الختام نتعهد بالمحافظة على الصلوات و أقسم بالله العظيم جربت عند تفوتنى مره صلاه الفجر لتعب عملى أو غفله من ضبط المنبه تجد كل يومى جايط وأكثر كسلاً وخمولاً فى ذلك اليوم وجربوا بارك الله فيكم .
عدل سابقا من قبل بشرى مبارك في الإثنين 23 فبراير - 3:07 عدل 2 مرات | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الأربعاء 12 مايو - 5:24 | |
| درس اليوم الثلاثاء 11 مايو
--------------------------------------------------------------------------------
عن أنس رضى الله عنه قال آتى رجل الى رسول الله وقال له يارسول الله أخبرنى متى الساعة ؟؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : فماذا أعددت لها من عمل ؟ فقال له والله ما أعددت لها من كثير ولكنى أحب الله ورسوله فقال له المرء مع من أحب . أسال الله أن يجعنا من الذين يحبون الله ويحبون رسوله وأن نكون مع من نحب يوم الحساب آمين . | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: درس الاربعاء 12 مايو الأربعاء 12 مايو - 12:34 | |
| تناول الشيخ والاستاذ عبدالجليل الباكستانى فى درس اليوم الحديث الذى رواة البخارى ومسلم وهو حديث الصحابى الجليل عبدالله بن مسعود والذى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يتلو له وللصحابة القرآن لان صوته كان ندياً وعذباً ويحب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسمع القرآن منه فقد قال : عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحوها وخالق الناس بخلق حسن . رواة البخارى ومسلم . تناول الشيخ أهمية تقوى الله والخلق الحسن وكيف نعمل من الصالحات حتى نمحو الحسنات ومن أهم ما يمحو الخطايا والسيئات الصلاة فى أوقاتها فى المساجد وخاصته صلاتى العشاء والفجر نسأل الله أن يجعلنا جميعاً من المحافظين على الصلوات ومن الذاكرين الله فى الخلوات ومن المستغفرين من الذنوب والبلوات آمين .
عدل سابقا من قبل بشرى مبارك في الإثنين 23 فبراير - 3:09 عدل 2 مرات | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الجمعة 14 مايو - 12:56 | |
| درس اليوم الجمعة 14 مايو
--------------------------------------------------------------------------------
كان درس اليوم من الشيخ الجليل عبدالمجيد الباكستانى عن حديث عائشة أم المؤمنيين . عن عائشة بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى اللع عليه وسلم يحب التيمّن فى أعماله حتى فى التنعُل والترجُل (صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم) .رواة البخارى ومسلم يحثنا رسولنا الكريم أن نبدأ باليد اليمنى أعمالنا فنأكل باليد اليمنى لان القرآن يتحدث عن أصحاب اليمين وكيف تكون مكانتهم فى الجنه . نسأل الله أن نكون من أصحاب اليمين.
عدل سابقا من قبل بشرى مبارك في الإثنين 16 فبراير - 16:24 عدل 1 مرات | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الإثنين 17 مايو - 12:36 | |
| بحمد الله كان الشيخ عبدالمجيد اليوم حضوراً وقبل الوقت بخمس دقائق وأمنا فى الصلاه وكان درسة لليوم هو حديث الحسن بن على رضى الله عنهما حيث قال : عن الحسن بن على رضى الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :دع ما يريبك الى ما لايريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة . رواة أبى داؤود. فى هذا الحديث أوضح الشيخ أن الحرام بيّن والحلال بيّن وبينهما إمور مشتبهات فالمؤمن الذى يصدق نفسه ولايتحرى الكذب لايدخل فى الحرمات الواضحة والتى لايطمئن لها القلب المؤمن لان قلب المؤمن يطمئنة ويقوده الى الصدق وهو الحلال والاتيان به ويبعده عن الحرام وعن الكذب وما زال المرء يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً نسأل الله أن نكون من أهل الصدق وأهل الطمأنينة . آمين | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الثلاثاء 18 مايو - 16:50 | |
| درس اليوم الثلاثاء 18 مايو
--------------------------------------------------------------------------------
تناول الشيخ عبدالجليل الباكستانى اليوم الدرس والحديث عن أبى هريرة رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه. لاشك أن الموضوع هام ولو أردنا أن نفرد المواضيع التى يحتاج الانسان أن يتحاشى الحديث فيها لكتبنا مجلدات ولكن نختصر الامر فى أن الابتعاد عن الاحاديث الجانية والقطيعة تجعل الانسان يركّز فيما قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان أى مجلس لايذكر فيه كلام الله والصلاة على رسول الله فهو مجلس الشيطان !!لذلك علينا أن نترك الذى لايعنينا ولا يعيننا فى إمور حياتنا وهذا الامر يجنبنا شرور مرض إجتماعى خطير ألا وهو (الغيبة والنميمة) لذلك كلما ما أبتعدنا من الخوض فيما لا يعنينا أبتعدنا عن أكل لحوم (الجيف الميته ) والقصه معروفه والحديث الذى ذكرة رسول الله عن الغيبه وماذا تعادل فى الدنيا حتى يبتعد الانسان من التشبية الذى لاتقبله النفس حتى أن تسمعه!! وتجدنا أذا ظهرت إى رائحة على الطعام نرمية الى أقرب زباله فما بالك وأنت تجد نفسك تأكل جيفة حمار ميت !! والعياذ بالله اللهم أحفظ لساننا من الغيبة وأجعل لساننا يلهج بذكر الله والصلاة على رسول الله وأرجو أن تصلوا عشر مرات على الحبيب المصطفى
عدل سابقا من قبل بشرى مبارك في الإثنين 23 فبراير - 3:10 عدل 1 مرات | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: درس الاربعاء 19 مايو(هذا الموضوع صادف الرقم 3500 من مواضيعى فى المنتدى ) الخميس 20 مايو - 7:31 | |
| درس اليوم الاربعاء 19 مايو
--------------------------------------------------------------------------------
تناول الشيخ عبدالجليل اليوم حيث أبوهريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : المسلم من سلم المسلمين من يده ولسانه . رواة البخارى ومسلم لاشك أن معنى الحديث أوضح من الشمس فى رابعة النهار المسلم من سلم الناس مسلمهم وغيره من يده أى لايبطش باليد ولا يستعلمها فى غير مكانها خاصه عند فوران الغضب ومن يلجم نفسه ويمسك يده من الضرب ولسانه من القول الفاحش أو الاساءة أو ذكر كل مايثير الحفايظ ويهيج الضغائن يكون قد حفظ نفسه وسلمها من الشرور وسلم الناس منهما من يده ومن لسانه نسأل الله أن يجعلنا ممن يحفظون أيدهم ولسانهم فى الغضب وغيرة آمين .
عدل سابقا من قبل بشرى مبارك في الإثنين 23 فبراير - 3:11 عدل 1 مرات | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الخميس 20 مايو - 12:50 | |
| درس الخميس 20 مايو 2010م
--------------------------------------------------------------------------------
أولاً أعتذر أننى بلامس كنت مشغولاً ولم أدخل المنتدى إلا أخر الليل ونزلت الدرس متأخر وبحمد الله اليوم أنزله لكم بعد صلاه الفجر وأشاهد معى الان على الموقع سعاده القمندان جعفر بدرى الامين ويبدو أنه قد صلى الصبح حاضر وأنهى أوراده وتسبيحة ودعاء لنا جميعاً أسال الله أن يتقبل منا ومنه ويجمعنا فى حجة أو عمرة مشتركة قريباً نكون فيها عن قرب نتعرف على بعضنا أكثر وأكثر فبارك الله فيكم جميعاً من أجتمعتم على هذا المنتدى وأصبحت فى يومنا المبتدى . ولنبدأ بحديث اليوم : تناول الشيخ عبدالمجيد حديث أنس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : لاتحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابرو وكونوا عباد الله أخوانا . رواة البخارى والمسلم (هكذا يقول الشيخ عبدالمجيد ) ونحن نقول مسلم دون تعريف وكله أعتقد صحيح اللهم أجعلنا مسلمين ومن ذريتنا أمه مسلمه يارب العالمين . شرح الحديث الشريف تناول خصله من أسوأ الخصال لما لا وهى تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب وهى الحسد وهى أن تتنمى زاول النعمة عن شخص كأن تتنمى أن (يتهكر المنتدى الفلانى لاقدر الله أو ربما تسعى لتهكيرة لانك رأيت أن الالفه والمحبه والقصه والراويه عامره وأنت تبغض ذلك ) والحسد مرض نفسى أسأل الله أن يحمينا منه&&& دكتورنا وحوارنا عبدالجليل أدينتا أخر وصفة طيبة أو عشبية لعلاج (مرض الحسد والتباغض والتدابر ) وأقرأ معاك وكلم ناس نوال تناد وأخواتها عشان يقرن للمنتدى ويبخرنوا مايلحق (أمآت طه !!) الغرقن أماتو كلهن فى البحر وطه قاعد فى الحله ماشاف البحر بى عينو !!يارب يغرف كل من ينوى يهكّر أو لمزاجنا يعكّر تنشل أيدو ويعدم جديدو ويقيف الدم فى وريدو . التباغض والتحاسد مترادفان يكملان بعضهما بعضاً وأسال الله أن يكمل كل حاسد قبل أن يتكامل مع كل باغض ، أما التدابر فهو الصد عن عمل الخير وتلبية نداء الاصلاح الاجتماعى (وركوب الرأس والحماقة والإعراض عن النصح وقول الحق ) نسأل الله أن تلين قلوبنا وعقولنا لقول الحق ونبعد عن التدابر ونسعى الى التكافل والتحاور والتشاور فى عمل الخير لانه هو الذى يبقى المودة بين الناس .الشرح من إجتهاى فإن أصبت فمن عون الله وتوفيقة وإن أخطأت فمن الشيطان وتقصيرى وأسال الله أن يبعد عنى وعنكم وسواس الشيطان وأرجو من عنده علم ومعرفه أكثر للشرح أن يزيدنا فلامر مفتوح للجميع كل يدلو بدلوه وعلمه الشرعى فمن أجتهد منكم فله الاجر إن شاء الله وبارك الله لكم وفيكم ونفعنا وإياكم بهذه الدروس الصباحية . | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الأحد 23 مايو - 22:53 | |
| درس الاحد 23 مايو
--------------------------------------------------------------------------------
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :" إذا أقيمت الصلاة ، فلا صلاة إلا المكتوبة "... فيها النهي الصريح عن افتتاح نافلة بعد إقامة الصلاة ...
تناول الشيخ هذا الحديث والذى يتحدث عن قطع النافله عند إقامة الصلاة المكتوبة لان الفرض مقدم على النافله ونسألأ الله أن يتقبل فروضنا ونوافلنا وكل أعمالنا آمين . | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الثلاثاء 25 مايو - 12:36 | |
| درس اليوم 25 مايو 2010م
--------------------------------------------------------------------------------
تناول الشيخ عبدالجليل اليوم حديث أنس . عن أنس رضى الله عنه أنه قال : جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : قل لى فى الاسلام قولاً لا أسئله أحداً بعدك؟ فقال له رسول الله صلى الله علية وسلم : قل آمنت بالله ثم أستقم . تعلمون معاشر المسلمين أن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد أؤتى جوامع الكلم بأن يختصر لك كلمات تحتاج أن تشرحها فى مجلدات فأنا صراحة لا أريد أن أطيل فى الشرح وأترك لكم أن يشرح كل مطالع بنفسة الايمان والاستقامة وأهم شىء يكون كل مطالع أمين مع نفسة ويحدد أين يقف إيمانه وإستقامتة ؟؟!! نسأل الله أن يكون إيماننا مثل إيمان أبوبكر الصديق والذى وصفة رسولنا الكريم أن إيمان أبوبكر لو وضع فى كفة ووضع إيمان الامه كلها فى كفه لرجح إيمان أبوبكر والله دى الايمان الذى يدخل الجنة لما لا وأبوبكر من العشرة المبشرين ومرشحين لدخول الجنة بإذن الله !! بالله أسع الواحد فينا لو قالوا ليهو رشحوك لى وزارة أو سفارة أو إمارة من الفرح يوميين ما يجيهو نوم والحالة دى الدنيا فما بالك بالجنة ونعيمها لان الاستقامة والايمان هما طريق واحد يوصلك الجنة نسأل الله أن يسلك كل من يدخل المنتديات التى أشارك فيها بهذا الحديث أن يسلك الطريق الذى يدخله الجنة ولكن يعمل بما جاء فى الحديث الايمان والاستقامة وليبدأ إستقامته بأن يقل خيراً أو ليصمت .
عدل سابقا من قبل بشرى مبارك في الإثنين 23 فبراير - 3:12 عدل 1 مرات | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الثلاثاء 25 مايو - 14:28 | |
| رأيت أن أبحث فى المنتديات الاسلامية للمزيد فوجدت الذى بينكم
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً{70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً{71}الأحزاب -أمَّا بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وإن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار. ثم أمَّا بعد... فعنوان حديثى مع حضراتكم فى ليلة الجمعة المباركة تلك
هو " قل آمنت بالله ثم استقم" أبتدئ كلامى بالحديث الذى رواه الإمام مسلم رحمه الله عن "أبى عمرو سفيان بن عبد الله الثقفى" رضى الله عنه قال: قلت: يارسول الله قل لى فى الاسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك أو قال:غيرك .قال صلى الله عليه وسلم: قل" آمنت بالله ثم استقم".
-أولاً: ماهو الايمان وما شروط قولك لا إله الا الله. -الايمان كما فى حديث سؤال جبريل النبى صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان "المتفق عليه" قال جبريل عليه السلام للنبى الإمام: ما الإيمان؟!! فقال صلى الله عليه وسلم: أن تؤمن بالله وملائكته و بلقائه وبرسله وتؤمن بالبعث الآخر. وفى رواية فى" صحيح البخارى "أيضاً قال صلى الله عليه وسلم: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. -فالايمان :هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل المتضمن لانقياد الجوارح. -هو:" قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح والأركان. وليس الشأن فى" الإيمان "بالأشياء المشاهدة بالحس فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر إنما الشأن فى الإيمان بالغيب الذى لم نره ولم نشاهده فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبرالله وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم سواء فهم أم لم يفهم. قال" ابن مسعود رضى الله عنه": ما آمن مؤمن افضل من ايمان بغيب ثم قرأ" {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ }البقرة3 أما عن شروط لا إله الا الله فأوردها بشرح مختصر: 1) العلم. بمعناها نفياًُ واثباتاً.. قال الله:{ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }الزخرف86 2)اليقين. إستيقان القلب بها.. قول النبى صلى الله عليه وسلم:"أشهد أن لا إله الا الله وأنّى رسول الله لا يلقى اللهَ بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة".(صحيح الجامع الصغير) 3)الانقياد. لها ظاهرا وباطنا.. قال الله تعالى: {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }لقمان22 4)القبول. لها فلا يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتها.. قول النبى صلى الله عليه وسلم :" مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير.. وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا.. وأصاب منها طائفة أخرى إنما هى قيعان لا تمسك ماءاً ولا تنبت كلأًًً.. فذلك مثل من فقه فى دين الله ونفعه ما بعثنى الله به فعلم وعلَّم ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذى أرسلت به".(متفق عليه) 5)الصدق. من صميم القلب لا باللسان فقط.. قول النبى صلى الله عليه وسلم:"ما من أحد يشهد أن لا إله الا الله وأن محمداً رسول الله صادقا من قلبه الا حرمه الله على النار".(صحيح الجامع الصغير) 6)الإخلاص فيها.. قال صلى الله عليه وسلم: "أسعد الناس بشفاعتى من قال لا إله الا الله خالصا من قلبه".(صحيح البخارى) 7)المحبة. لها ولأهلها والموالاة والمعاداة لأجلها.. قال صلى الله عليه وسلم :"ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود فى الكفر كما يكره أن يقذف فى النار".(متفق عليه)
ثانياً:ماهى الإستقامة وما ضوابطها؟!! الاستقامة: هى الاعتدال والاستواء ضوابط الاستقامة 1) الاستقامة على الأمر.
2)سلوك ما شرعه الله من الشرائع.
3)اعتقاد ما أخبر الله به من العقائد.
4)عدم الزيغ عن هذه الامور والمداومة عليها وعدم الطغيان.
قال الله عز وجل:" {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }هود112 هذا ما وفقنى الله عز وجل إلى طرحه أرجو به عظيم الأجر والثواب وأن ينفع به إخوانى الأحباب وأخواتى الفضليات وأن لا يحرمنى وإياهم الأجر يوم تطاير الصحف واستلام الكتب . و الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على النبى المصطفى الأمين.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الخميس 27 مايو - 5:13 | |
| بشرى مبارك Senior Member تاريخ التسجيل: Sep 2009 المشاركات: 2,023 المشاركات الخاصة: 0 الدرس حديث بن ماجة 26 مايو
--------------------------------------------------------------------------------
كنت مرهق قليلاً وساهرت فى إجراء تعديل على دستور الجمعية السودانية للخدمات التعليمية والاستشارية بيرمنجهام وعندما عدت من صلاه الفجر لم أستطع إنزال الحديث اليومى وعندما ما أستيقظت تداخل حديث حذيفة رضى الله عنه ولان الحديث جديد على تداخل مع نصوص القوانيين الجافه ففضلت الرجوع للامام حتى لا أنقل الحديث مبتور وبارك الله فيكم !!!فى إخر إجتماع تأخر أحد الاخوان بصورة مزعجة على غير العاده وعندما وصل (نفسو قايم ويعتذر !!!)للتأخير وجلس ووضح لنا سبب التأخير وهو يضحك !!قال طلعت ورأيت أن أتفادى زحمة شارع (ألم رووك وفعلاً ألم وألم شديد كمان ) وعندما أخترت البديل وجدت نفسى قد أخترت طريق خطأ. لانه ظن أنه ذاهب الى مكان أخر غير الذى فى رأسه!!وبدأ يستعيد الشريط يا جماعة أنا ماشى إجتماع لكن ووين ووين وتذكرت قال بعد كم دقيقة !!وضحك الجميع وحكى كل واحد مشغولياته ونسياته !!فقال أحدهم مشيت يوم الاحد ووقفت فى موقف الروضة ومشيت على الروضه وهى مقفوله عشان أجيب ولدى وأنا أصلو ماجيبتو من الصباح من البيت لان اليوم أحد وعطلة رسمية تعادل الجمعة فى السودان وضحكنا وضحك هو وقال والله مشواير الاولاد والسوق والقراية ودورس القرآن للاودلاد من الصباح حتى المساء مانشيل نفس إلا فى السرير !!فقالوا لى والله إنت يابشرى مرتاح من هم الاطفال عندك الكبار بس !!قلت ليهم نعم لكن عندى شغل المنتديات لو ما قابلت أهلى فى السقاى والسروراب وسلمت عليهم وأديتم كم مسدار ودرس وصليت على نبينا محمد ومريت على 8 منتديات أخرى أديتم الفيها النصيب والحمد لله والله مشغول بيها ولكن سعيد بيها لاننى أعتقد أننى أقدم فى رسائل مهمه فيها المناصحه والمعلومه وصله الرحم والمؤانسة للكثيرين ولا تعلم ربما أنك بموضوع فى أى مجال خاصه الدينى قد فرقت هم على مهموم أو أعطيت معلومه جديده لباحث أو طالب أسأل الله أن يكتب لنا ولكم فى كل حرف حسنه وأن نبتغى وجه الله وخيرنا فى الدنيا وأن نكون راحة لغيرنا وواحة يرتاح فيها الجميع من عناء يوم شاق إن شاء الله وأسمحوا لى فى الاطاله وعلى العموم التواصل بيننا هو المهم فتواصلوا بارك الله فيكم وتناصحوا زادكم الله توفيفاً ونفع بكم فى الدنيا والاخرة ونسأل الله أن تحقق لنا المنتديات الالفه والتقارب الذى يتجاوز السطور لكى يكون من فى المنتدى أقرب إليك من حبل الوريد فى طرحه وفكره وموضوعه ومناصحته وفكرته ورأيه وحتى عتابه الظريف ودمه الخفيف ورأيه الشفبف والى هنا أسمحوا لى أن أقيف | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الخميس 27 مايو - 5:31 | |
| نواصل حديث اليوم بعد أن سألت الشيخ عنه 26 مايو
--------------------------------------------------------------------------------
[frame="5 80"]إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين ، فقال : إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ؛ أما أحدهما فكان لا يستتر من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين ، فغرز في كل قبر واحدة . فقالوا : يا رسول الله لم فعلت هذا ؟ قال : لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا .
فيه مسائل :
روايات الحديث : في رواية للبخاري قال : وما يعذبان في كبير ، ثم قال : بلى . وفي رواية له : وما يعذبان في كبير ، إنه لكبير . وفي رواية له : أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة . وفي رواية له أيضا : أما هذا فكان لا يستتر من بوله ، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة . وفي رواية للنسائي : كان أحدهما لا يستبرئ من بوله . وفي رواية لأحمد وابن ماجه : أما أحدهما فكان لا يستنزه من بوله . وفي رواية : لا يتوقّى
مكان القبرين : في المدينة ، فقد جاء في رواية للبخاري قال ابن عباس رضي الله عنهما : مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة . وفي رواية له : بعض حيطان المدينة . ففي هذه الرواية الجزم بأن القبرين في بعض حيطان المدينة .
= قوله صلى الله عليه وسلم : وما يعذبان في كبير ، ثم قال : بلى . وفي الرواية الأخرى قال : وما يعذبان في كبير ، إنه لكبير . المراد به والله أعلم أنه ليس بكبير في نظر الناس ، ولكنه عند الله كبير . أو أنه ليس بأمر كبير يشق التّحرز منه ، ولكنه كبير عظيم عند الله .
إثبات عذاب القبر وهو ثابت في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . فمن الكتاب قوله تعالى عن آل فرعون : ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) قال قتادة : صباحَ ومساءَ الدنيا ، يُقال لهم : يا آل فرعون هذه منازلكم توبيخا ونقمة وصغاراً لهم . وقال ابن زيد : هم فيها اليوم يُغدى بهم ويُراح إلى أن تقوم الساعة . قال ابن كثير : وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور .
وقال جلّ ذِكرُه : ( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) قال مجاهد في تفسير هذه الآية : هو عذاب القبر . وورد خلاف ذلك عن جماعة من السلف . ولا إشكال في ذلك فهو محتَمَـل ، كما أنه لا إشكال في ختم الآية بقوله : ( لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) لما يعلمون من عذاب القبر ، وتُدركه سائر المخلوقات . على ما سيأتي بيانه . وقال عز وجل : ( فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ * يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلا هُمْ يُنصَرُونَ * وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) قال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية : وهذا يحتمل أن يراد به عذابهم بالقتل وغيره في الدنيا ، وأن يراد به عذابهم في البرزخ ، وهو أظهر لأن كثيراً منهم مات ولم يعذب في الدنيا ، أو المراد أعم من ذلك .
وفي قوله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ) الآية . قال أبو سعيد الخدري : يُضيّق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه فيه .
وقال الإمام البخاري : باب ما جاء في عذاب القبر ، وقوله تعالى : ( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ) الآية . قال : هو الهوان ، وقوله جل ذكره : ( سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) ثم ساق بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عذاب القبر حقّ . وقال الحسن البصري رحمه الله في تفسير هذه الآية – أعني قولَه تعالى : سنعذبهم مرتين – قال :عذاب الدنيا وعذاب القبر . وفي قوله سبحانه : ( وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) قال مجاهد : ما بين الموت إلى البعث . قال ابن القيم في قوله تعالى : ( إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ) : هذا في دورهم الثلاث ليس مختصا بالدار الآخرة وإن كان تمامه وكماله وظهوره إنما هو في الدار الآخرة وفي البرزخ دون ذلك كما قال تعالى : ( وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ) . فالأبرار في نعيم في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة ، والفجار والكفار في جحيم في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة . فهذه الآيات وغيرها مما استدلّ به أهل السنة على ثبوت عذاب القبر ، وإنما استطردت في هذا الباب لدفع التوهّم حيث يظن البعض أن عذاب القبر لم يُنصّ عليه في الكتاب العزيز .
وأما الأحاديث فقد قال ابن كثير : وأحاديث عذاب القبر كثيرة جدا . اهـ
قال صلى الله عليه وسلم : ألا إن أحدكم إذا مات عُرض عليه مقعده بالغداة والعشي ؛ إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ، حتى يبعثه الله عز وجل يوم القيامة . رواه البخاري ومسلم .
وحدّثت عائشة رضي الله عنها فقالت : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعندي امرأة من اليهود ، وهي تقول : هل شعرت أنكم تُفتنون في القبور ؟ قالت : فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : إنما تفتن يهود . قالت عائشة : فلبثنا ليالي ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل شعرت أنه أوحي إلي ؛ أنكم تفتنون في القبور . قالت عائشة : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يستعيذ من عذاب القبر . متفق عليه . وفي رواية : قالت وما صلى صلاة بعد ذلك إلا سمعته يتعوذ من عذاب القبر .
= وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوّذ بالله من عذاب القبر دبر كل صلاة ، وأمر أمته بذلك . كان سعد بن أبي وقاص يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ منهن دبر الصلاة : اللهم إني أعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ، وأعوذ بك من عذاب القبر . رواه البخاري . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع ، يقول : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال . متفق عليه .
بل كان يتعوّذ بالله من عذاب القبر صباحا ومساء قال عبد الرحمن بن أبي بكرة لأبيه : يا أبت إني أسمعك تدعو كل غداة : اللهم عافني في بدني . اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصرى لا إله إلا أنت . تعيدها ثلاثا حين تصبح وثلاثا حين تمسى ، وتقول : اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت . تعيدها حين تصبح ثلاثا ، وثلاثا حين تمسى . قال : نعم يا بنى إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهن ، فأحب أن أستنّ بسنته . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
= وعذاب القبر حق ، ولكن الله أخفاه عن الناس لِحكمة وحِكمة إخفاء أصوات المعذبين في قبورهم عن الناس قوله صلى الله عليه وسلم : فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه . رواه مسلم . فما ترك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سؤالَ اللهِ أن يُسمع هذه الأمة من عذاب القبر إلا خشية ألا يتدافنوا . ولما كانت الحكمة مُنتفية في حق البهائم أُسمعت عذاب القبر .
بينما عذاب القبر تسمعه البهائم قال صلى الله عليه وسلم : إن العبد إذا وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم . قال : يأتيه ملكان فيُقعدانه ، فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ قال : فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، قال : فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة ، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : فيراهما جميعا . رواه البخاري ومسلم . زاد البخاري قال: وأما المنافق والكافر فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس ! فيُقال : لا دريت ولا تليت ، ثم يُضرب بمطرقة من حديد بين أُذنيه ، فيصيحُ صيحةً يسمعها من يليه إلا الثقلين . يعني تسمعه الدواب ويسمعه من كان قريبا من المكان إلا الإنس والجن .
وقال صلى الله عليه وسلم : إنهم يُعذّبون عذاباً تسمعه البهائم | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الخميس 27 مايو - 6:06 | |
| --------------------------------------------------------------------------------
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ولهذا السبب يذهب الناس بدوابهم اذا مُغِلَتْ الى قبور اليهود والنصارى والمنافقين كالاسماعيلية والنصيرية وسائر القرامطة من بنى عبيد وغيرهم الذين بأرض مصر والشام وغيرهما ، فإن أهل الخيل يقصدون قبورهم لذلك كما يقصدون قبور اليهود والنصارى ، والجهال تظن أنهم من ذرية فاطمة وأنهم من أولياء الله ، وإنما هو من هذا القبيل ، فقد قيل : إن الخيل إذا سمعت عذاب القبر حصلت لها من الحرارة ما يذهب بالمغـل . انتهى كلامه – رحمه الله – . أي يُذهب الإمساك من بطونها . والمغل : هو الإمساك .
وعن زيد بن ثابت قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حَادَتْ به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة ، فقال من يعرف أصحاب هذه الأقبر ؟ فقال : رجل أنا . قال : فمتى مات هؤلاء ؟ قال : ماتوا في الإشراك فقال : إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ، ثم أقبل علينا بوجهه فقال : تعوذوا بالله من عذاب النار ، قالوا : نعوذ بالله من عذاب النار ، فقال : تعوذوا بالله من عذاب القبر . قالوا : نعوذ بالله من عذاب القبر . رواه مسلم .
= من أنكر عذاب القبر فقد كفر ، فقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك . قال ابن القيم : أحاديث عذاب القبر ومساءلة منكر ونكير كثيرة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقال ابن أبي العز : وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلا وسؤال الملكين ، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به ، ولا نتكلم في كيفيته إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لا عهـد له به في هـذه الدار ، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول . اهـ .
ومن مسائل الحديث :
= أن عذاب القبر غير منحصر في هذين السببين . = التساهل في الطهارة ، وعدم التّحرز من النجاسة سبب في عدم صحة الوضوء ، وبالتالي عدم صحة الصلاة ، وقد تقدّم معنا في الحديث الثالث قوله عليه الصلاة والسلام : ويل للأعقاب من النار . = قوله : لا يستتر ، وفي رواية : لا يستبرئ ، وفي رواية : لا يستنزه . هذا كله محمول على عدم التّنزّه والتطهر من البول ، لا أنه على عدم استتاره عن أعين الناس ، إذ لو كان ذلك هو السبب لما قُيّد بحال البول فقط . = فيه دليل على نجاسة البول ، والمقصود بـ " البول " بول الإنسان نفسه . = فيه دليل على أن هذه الأشياء من كبائر الذنوب . = خطورة النميمة ، وأنها من كبائر الذنوب . والنميمة هي نقل الكلام بين الناس على سبيل الإفساد . وقد قيل : يُفسد النمام في ساعة ما لا يُفسده الساحر في سنة . وهذا على سبيل المبالغة . والنمام قد رضيَ لنفسه مهنة الشيطان . قال صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم . رواه مسلم . = والنمام لا يدخل الجنة قال همام بن الحارث : كان رجل ينقل الحديث إلى الأمير فكنا جلوسا في المسجد فقال القوم : هذا ممن ينقل الحديث إلى الأمير ، فجاء حتى جلس إلينا ، فقال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يدخل الجنة قتات . متفق عليه . وفي رواية قال : لا يدخل الجنة نمّام .
واستثنى العلماء من ذلك ما كان لمصلحة ، كأن يُنقل الكلام عن أهل الفساد والريب ونحو ذلك . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا معشر من أعطى الإسلام بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لاتؤذوا المؤمنين ، ولا تتبعوا عوراتـهم ، فإنه من تتبع عورات المؤمنين تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته . وفي رواية : يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تبعـوا عوراتـهم [ – وفي رواية – : لا تؤذوا المسلمين ولا تُعيّروهم ولا تتّبعوا عوراتـهم - ] فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وهو حديث صحيح و عن معاوية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتـهم أو كدت أن تفسدهم . فقال أبو الدرداء : كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله تعالى بـها . رواه أبو داود بإسناد صحيح .
ويدخل في النميمة الكتابة والقول والإشارة والرمز ، نص عليه ابن الملقّن .
وكان السلف يُشدّدون في ذلك ، فلا يرضون عن أحد أن ينقل لهم كلام غيرهم ، لأن من نمّ لك نمّ عليك .
= شق الجريدة وغرزها على القبر من خصوصيات رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن هذا الأمر من الأمور الغيبية التي لا يُمكن أن يُطّلع عليها أو يعلمها أحد الناس .
وقد قيل إن سبب غرز الجريدة الرطبة أنها تُسبّح . ورُدّ بأن التسبيح ليس مُختصاً بالرطب ، فما من شيء إلا يُسبح بحمده سبحانه .
والصحيح : أن التخفيف عنهما خلال فترة بقاء الجريدة رطبة . قال الخطابي : هو محمول على أنه دعا لهما بالتخفيف مدة بقاء النداوة ، لا أن في الجريدة معنى يخصه ، ولا أن في الرطب معنى ليس في اليابس . انتهى . = فيه إثبات شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمن مات من أمته . = لم يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على القبرين ليُخفف عنهما ، وإنما غرز جريدة رطبة . مما يدلّ على أن قراءة القرآن على القبور ليس لها أصل | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الخميس 27 مايو - 13:52 | |
| درس الخميس 27 مايو
--------------------------------------------------------------------------------
تناول الشيخ اليوم حديث ربيعة بن كعب والذى جاء فيه . عن ربيعة بن كعب قال كنت أبيت مع النبى صلى الله عليه وسلم أتية بوضوئه وحاجته فقال : سلنى، فقلت : أسألك مرافقتك فى الجنة ، فقال : أو غير ذلك ؟؟ فقلت : بل مرافقتك مرافقتك فى الجنة ،فقال : ساعدنى بكثرة السجود. رواة البخارى ومسلم .
فى هذا الحديث تركيز على أمر الوضوء والطهارة إستعداداً للصلاه وكأن الحديث فيه أرتباط بحديث الامس والخاص بالاستنجاء من البول والذى جاء فى الشرح أن عدم الاستنجاء ونظافة البول تؤدى إلى إفساد الثياب وبالتالى إفساد الوضوء والذى بدورة يفسد الصلاه وإذا فسدت الصلاة فسد سائر عمل المسلم لان أول ما يسأل عنه المرء عند الحساب صلاته فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله. الحديث وما جاء فى توصية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لخادمه ربيعة بن كعب بأن يساعده بكثرة السجود وكثرة السجود تعنى كثرة الصلاه والسجود يبدأ فى الصلاة المكتوبة ويتجاوز ذلك للنوافل والسنن الراتبة أسال الله أن نكون جميعاً من أهل الصلاه . * حاولت أن أجد زياده لحديث الشيخ وإجتهادى فلم أجد، هناك الاخت ملاك فتوار فى منتدى دار جعل تطوعت مشكورة بمشاركتى فى البحث وقدمت أضافات رايعة فمن يتكرم فى هذا المنتدى من الاخوات أو الاخوان ويساهم معى فى إخراج هذا البوست وله ولكم جميعاً الاجر إن شاء الله أتمنى أن يظهر من يتحمل معى البحث والاجتهاد من المصادر المختلفة والموثوقة بارك الله فيكم أخونا الصديق ودبهاى مافيك رقش الاخوات أم محمد وزهرة الربيع والاخ منير السمانى أرجو أن تشاركونى الاخوان دحدوح وودبلتنا فى منتدى السقاى ليبى وعادل الطاهر وسلطان الطرب منتدى أمضوابان والنداء للجميع ، وتحياتى . | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: درس الجمعة 28 مايو السبت 29 مايو - 7:01 | |
| حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب رأى حلة سيراء عند باب المسجد فقال يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة ثم جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حلل فأعطى عمر بن الخطاب رضي الله عنه منها حلة فقال عمر يا رسول الله كسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد ما قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لم أكسكها لتلبسها فكساها عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخا له بمكة مشركا | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الأحد 30 مايو - 23:47 | |
| درس اليوم الاحد 30 مايو(أياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث
--------------------------------------------------------------------------------
النهي عن الغيبة والنميمة وسوء الظن ---------------------------------------------- اما النميمة فهي ايضا من الكبائر في الاسلام ، والثابت انه يبدأ الحساب عليها في القبر وقبل يوم القيامة . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يدخل الجنة نمام . وقال تعالى : ( ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم ) .
والنمام هو الذي ينقل الكلام بين الناس على سبيل الفتنة ليوقع بينهم وفي اغلب الاحيان يزيد من عنده ما يورث الاحقاد والعداوات .
ومن آفات المجتمع التي تصيب النفوس المريضة سوء الظن بسبب او غير سبب ان الاسلام يربي المسلم على الا ينفعل ويسيء الظن باخوانه لمجرد عمل عابر او كلمة نقلت اليه عن آخرين لم تعجبه ، بل يضبط نفسه ويستفهم ويسأل ويتحقق من كل شيء ثم يتصرف بحكمة حسب مقتضيات الامور . وليس حسب ظنه لاول وهلة .
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث. ويقول : التمس لاخيك سبعين عذرا. ويقول تعالى : ( يا ايها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ).
وقال تعالى : ( وما يتبع اكثرهم الا ظنا ، ان الظن لا يغني من الحق شيئا ) .
اصل المعاملة في الاسلام : المحبة والتسامح ------------------------------------------------- وهكذا فان الاسلام يربي اتباعه على الابتعاد عن كل صفة او عمل او ظن قد يؤدي بين الناس الى الفقد والمشاعر السيئة التي تهدم المجتمع وتفككه ، وتكون سببا في الآلام النفسية للفرد والمجتمع.
ويدعو بان يكون قلب المؤمن خاليا من الحقد والكره والضغينة . وفي رواية ان رسول الله كان جالسا في جمع من اصحابه فقال لهم الآن يفد علينا رجل من اهل الجنة وجاء الرجل وبمناسبة اخرى تكرر الامر وجاء نفس الرجل ، فأراد احد الصحابة ان يعرف لم بشر الرسول هذا الرجل بالجنة فبات عنده ثلاث ليال ، فلم يره يكثر من عبادة او قراءة القرآن او غير ذلك من الصالحات . فاضطر ان يفاتحه بالامر ويسأله ما الاعمال التي يعملها حتى قال عنه رسول الله ذلك. فأجابه الرجل بأنه اذا اخذ مضجعه لم يكن في قلبه حقد او كراهية لأي احد من البشر .
هذا هو القلب السليم الذي يربي الاسلام اتباعه عليه فيريح الفرد نفسيا وجسديا ويبعده عن التوتر الذهني والعصبي والذي يؤدي بالتالي الى الامراض النفسية والعصبية المنتشرة بكثرة في ايامنا هذه . ويريح الناس والمجتمع من حوله خاصة اذا كان الجميع مؤمنين. وقد مدح الله المؤمنين القادرين على العفو وعدم حمل الكراهية والحقد على الآخرين بقوله : ( الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) .
وقال : ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) .
احب ان اذكر بأن المؤمن يعفو ويسامح ويصفح ابتغاء رضوان الله وحيث يكون قادرا على مبادلة السيئة بالسيئة والانتقام ممن يسيء اليه ،
وهو على علم بان بعض الناس مجبولين على اللؤم ونكران الجميل بحيث يضطر الى تأديبهم وقصاصهم وتحصيل حقه منهم . ولكنه لا يلجأ لذلك الا مضطرا . وقد يظن بعض الناس ذوي النفوس المريضة ان طيبة المؤمن نوع من الغباء وانهم يستطيعون خداعه بشطارتهم .
ولكن المؤمن كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : المؤمن كيس فطن . وقال : اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله .
وقال : لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين. لا يكفي الاسلام بان يكون قلب المؤمن خاليا من الشوائب الضارة التي تنغص الحياة ، بل ، يأمر ان يكون مملوء بالحب والرحمة ، وهذه الصفات هي اساس المعاملة التي يعامل الله بها عباده والتي يجب ان تكون بين العباد .
فكلمة المحبة ورد ذكرها في القرآن حوالي ثمانين مرة ، كقوله تعالى : ( ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) وقوله : ( واحسنوا ان الله يحب المحسنين ) وقوله : ( بلى من اوفى بعهده واتقى فان الله يحب المتقين ) وقوله : ( وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم ).
اما تعامل الناس فيما بينهم فيجب ان يكون بمنتهى المحبة حتى للذين يخالفونك بالاجتهاد والرأي
وقال رسول الله : الخلق كلهم عيال الله واحبهم اليه انفعهم لعياله . اما بالنسبة للمسلمين فان الحب شرط اساسي للايمان . -------------------------------------------------------- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : المؤمن اخو المؤمن احب ام كره . وقال : لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا.
لقد نفى الايمان ودخول الجنة من لم يكن قلبه مملوء بالمحبة للآخرين . ومن حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة رجلان تحابا في الله اجتمعوا عليه وافترقوا عليه. | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام الأربعاء 2 يونيو - 0:41 | |
| درس اليوم الثلاثاء أول يونيو كان عن الاستخارة
--------------------------------------------------------------------------------
صلاة الاستخارة: عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنه ـ قال: (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن )) [ رواه البخاري: 1162 ].
* وصفتها كما ورد في الحديث السابق: أن يصلي المرء ركعتين ، ثم يقول : (( اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) خير لي في ديني ، ومعاشي ، وعاقبة أمري ، فاقدره لي ، ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ، و معاشي ، وعاقبة أمري ، فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به )) | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: درس اليوم الاربعاء 2 يونيو عن ما نهيتكم عنه فأجتنبوه (عن أبى هريرة عن رسول الله) الأربعاء 2 يونيو - 17:17 | |
| شرح حديث ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ) ..... !!! ***
--------------------------------------------------------------------------------
*** شرح حديث ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ) ..... !!! ***
*** شرح حديث ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ) ..... !!! ***
عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ) متفق عليه.
هذا الحديث أصل في امتثال الشرع واتباع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم و الإقتداء به وترك مخالفته. وفيه مسائل:
الأولى: استدل بعض العلماء بهذا الحديث على أن اجتناب المحرمات أفضل من فعل المأمورات لأن النهي لم يرخص في ارتكاب شيء منه والأمر قيد بحسب الإستطاعة. والصحيح أن ما ورد محمول على تفضيل ترك المحرمات على نوافل الطاعات أما جنس الواجبات فأفضل من جنس ترك المحرمات وقد تظافرت الأدلة على ذلك فمن ذلك: ماروي في صحيح البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال الله عز وجل ما تقرب عبدي إلي بشي أحب مما افترضته عليه ). ولأن الفرائض مقصودة لذاتها والمحرمات مطلوب عدمها ولذلك لا تحتاج إلى نية بخلاف الأعمال ، ولذلك كان جنس ترك الأعمال قد يكون كفرا كترك التوحيد وترك أركان الإسلام أو بعضها بخلاف ارتكاب المنهيات فإنه لا يقتضي الكفر بنفسه ، ويشهد لذلك قول ابن عمر " لرد دانق حرام أفضل من مائة ألف تنفق في سبيل الله ". وقال ابن المبارك " لأن أرد درهما من شبهة أحب إلي من أن أتصدق مائة ألف ومائة ألف حتى بلغ ستمائة ألف ". وقال عمر بن عبد العزيز " ليست التقوى قيام الليل وصيام النهار والتخليط فيما بين ذلك ولكن التقوى أداء ما افترض الله وترك ما حرم الله فإن كان مع ذلك عمل فهو خير إلى خير ". وحاصل كلامهم يدل على أن اجتناب المحرمات وإن قلت أفضل من الإكثار من نوافل الطاعات لأن الأول فرض والثاني نفل فيتقدم عليه.
الثانية: للنهي صيغة وهي ( لا تفعل ) ، وتنقسم هذه الصيغة في دلالة النصوص الشرعية إلى قسمين: (1) نهي تحريم: وهو كل مانهى الشرع عن فعله على سبيل الإلزام كالنهي عن شرب الخمر والزنا والربا والغيبة والنميمة. (2) نهي كراهة: وهو كل مانهى الشرع عن فعله على سبيل التنزيه كالنهي عن التخصر وفرقعة الأصابع وتشبيكها في الصلاة والنهي عن الأكل متكئا . والأول يعاقب المكلف على فعله ويثاب على تركه والثاني لا يعاقب على فعله و يثاب على تركه. وقد ترد هذه الصيغة وتحمل على معاني أخرى غير النهي لقرائن تدل عليها كالإرشاد. والأصل في النهي التحريم إلا إذا دلت قرينة تصرفه إلى الكراهة.
الثالثة: إذا عاد النهي إلى ذات العبادة أو شرطها فإنه يقتضي فساد المنهي عنه كالنهي عن صوم العيدين وصلاة السكران ، أما إذا كان النهي خارجا عن ذات العبادة وشرطها فإنه لا يقتضي فساد المنهي عنه لأن جهة النهي منفكة عن جهة الفعل فيصح الفعل مع الإثم كالصلاة في الأرض المغصوبة والصوم المشتمل على النميمة و قد ذهب إلى هذا جماعة من المحققين وقد أنكر عبد الرحمن بن مهدي قول الشمرية في إبطال الصلاة بثوب محرم وجعل هذا القول بدعة . قال ابن رجب:" ولهذا فرق من فرق من العلماء بين أن يكون النهي لمعنى يختص بالعبادة فيبطلها وبين أن لا يكون مختصا بها فلا يبطلها ". وكذلك النهي في باب المعاملات ينقسم من حيث صحة المعاملة المنهي عنها أو بطلانها إلى قسمين: 1- أن يكون النهي لحق الله تعالى لا يسقط برضا المتعاقدين عليه فهذا باطل لا يفيد الملك بالكلية كنكاح ما يحرم نكاحه والنكاح بغير ولي وعقد الربا وبيع كل ما يحرم كالخمر والخنزير والأصنام. 2- أن يكون النهي لحق آدمي معين بحيث يسقط برضاه فهذا يتوقف صحة العقد على رضاه فإن رضي به لزم العقد واستمر الملك وإن لم يرض به فله الفسخ إلا من لا يعتبر رضاه في الشرع ، ومثال هذا القسم تزويج المرأة بغير إذنها وتصرف الفضولي والوصية بجميع المال وبيع التدليس وتلقي الركبان وتخصيص بعض الأولاد بالعطية.
الرابعة: للأمر صيغة وهي ( افعل ) وتنقسم هذه الصيغة في دلالة النصوص الشرعية إلى قسمين: (1) أمر إيجاب: وهو كل ما أمر به الشرع على سبيل الإلزام كإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة . (2) أمر استحباب: وهو كل ما أمر به الشرع على سبيل الندب كالإشهاد في البيع وإعلان النكاح. والأول يثاب فاعله ويعاقب تاركه والثاني يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه ، والأصل في الأمر الوجوب إلا إذا دلت قرينة تصرفه إلى الإستحباب. وقد ترد هذه الصيغة وتحمل على معاني أخرى غير الأمر لقرائن تدل عليها كالإباحة والإرشاد والتهديد وغيرها. والصحيح أن الأمر على الفور إلا إذا دل الدليل على التراخي.
الخامسة: إشترط الشارع في لزوم الأمر القدرة والإستطاعة. قال الله تعالى ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ). وقال تعالى في الحج ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) . فإن استطاع المكلف استطاعة تامة لزمه الإتيان بالفعل كله وإن عجز عنه سقط بالكلية وإن عجز عن بعضه لزمه الإتيان بما استطاع منه كالعاجز عن القيام أو الركوع أو السجود في الصلاة يسقط عنه ويصلى على حسب حاله إيماءً ، وكذلك فاقد الطهورين الماء والتراب يصلى بلا طهارة على حسب حاله ، وكذلك العاجز عن استقبال القبلة يصلي لغير القبلة ، وكذلك من عجز عن إخراج الصاع كله في صدقة الفطر يخرج ما قدر عليه ولم يسقط عنه بالكلية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار ( صل قائما فإن لم تستطع فصل قاعدا فإن لم تستطع فصل على جنب ) رواه البخاري.
السادسة: دلت النصوص الشرعية بمجموعها على أن السؤال ضربان: الأول: محمود وهو سؤال المرء العالم عن ما يجهله من أمور الدين وأحكام الشرع قال الله تعالى ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ). ومن ذلك السؤال للتوسع في الفقه في الدين لحفظ دين الله والقيام بالوظائف الدينية كالإفتاء والقضاء. الثاني: مذموم قد ورد في الشرع النهي عنه قال المغيرة بن شعبة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال) متفق عليه. وهو السؤال عما أخفاه الله تعالى عن عباده واستأثر بعلمه. والسؤال على وجه العبث والتعنت والإستهزاء كسؤال الكفار للأنبياء المعجزات عنادا واستكبارا. والسؤال عن الأغاليط وهي التي يغالط بها العلماء تحريا لزلاتهم وفتنتهم. والسؤال عن المسائل النادرة الوقوع التي لا طائل من ورائها. والسؤال والتكلف عن الأمور التي سكت عنها الشرع قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُم ). وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم لأجل مسألته ) رواه مسلم. ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يرخص في المسائل إلا للأعراب ونحوهم من الوفود القادمين عليه يتألفهم بذلك أما المهاجرون والأنصار والمقيمون في المدينة الذين رسخ الإيمان في قلوبهم فنهوا عن المسألة كما في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان قال " أقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة سنة ما يمنعني من الهجرة إلا المسألة كان أحدنا إذا هاجر لم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ".
السابعة: في الحديث إشارة عظيمة إلى أن موقف المؤمن الصحيح تجاه الشرع هو الإشتغال بامتثال الأوامر واجتناب النواهي والعناية بالعمل والإعراض عن كثرة المسائل والجدل. فالمتعين على المسلم أن يبحث عما جاء عن الله ورسوله ثم يجتهد في فهم ذلك والوقوف على معانيه ثم يشتغل بالتصديق إن كان من الأمور العلمية وإن كان من الأمور العملية بذل وسعه في فعل ما يستطيعه من الأوامر واجتناب النواهي وتكون همته مصروفة بالكلية إلى ذلك وهكذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان في طلب العلم النافع من الكتاب والسنة ولم تكن همتهم مصروفة في البحث عن الحوادث قبل وقتها والمسائل الإفتراضية. سأل رجل ابن عمر عن استلام الحجر فقال " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله " فقال له الرجل أرأيت إن غلبت عليه أرأيت إن زوحمت فقال ابن عمر " إجعل أرأيت في اليمن " رواه البخاري. وقال الحسن " شرار عباد الله الذين يتبعون شرار المسائل يغمون بها عباد الله ". وقال الأوزاعي " إن الله إذا أراد أن يحرم عبده بركة العلم ألقى على لسانه المغاليط فلقد رأيتهم أقل الناس علما ".
الثامنة: إنقسم الناس في باب التفقه والمسائل إلى أقسام ثلاثة: الأول: من سد باب المسائل حتى قل علمه وفقهه وما أنزل الله على رسوله. وصار حامل فقه غير فقيه. وهذا مسلك طائفة من أتباع أهل الحديث. الثاني: من توسع في توليد المسائل قبل وقوعها ما يقع في العادة منها وما لا يقع واشتغلوا بتكلف الجواب عن ذلك وكثرة الخصومات والجدال فيه حتى تولد من ذلك العداوة والبغضاء وكان الغرض من ذلك غالبا المغالبة وطلب الرئاسة والمباهاة. وهذا مسلك طائفة من أتباع فقهاء الرأي وقد ذمه العلماء الربانيون ودلت السنة على تحريمه. الثالث: من كان معظم همه البحث عن معاني كتاب الله وما يفسره من السنة الصحيحة وكلام الصحابة والتابعين وعن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعرفة صحيحها وسقيمها ثم التفقه فيها وتفهمها والوقوف على معانيها ثم معرفة كلام السلف في جميع أنواع العلوم ومسائل الحلال والحرام وأصول السنة والزهد والرقائق. وهذا مسلك فقهاء أهل الحديث وطريقة الإمام أحمد ومن وافقه من أئمة السنة. وكان الإمام أحمد إذا سئل عن شيء من المسائل المولدات التي لا تقع يقول" دعونا من هذه المسائل المحدثة ". وقال أحمد بن شبويه " من أراد علم القبر فعليه بالآثار ومن أراد علم الخبز فعليه بالرأي ". يعني علم الدنيا وعلم الآخرة. والحاصل أن أصحاب القسم الأول اعتنوا بالأثر وتركوا الفقه وزهدوا فيه وأصحاب القسم الثاني اعتنوا بالرأي وتركوا الأثر وقصروا فيه وأصحاب القسم الثالث اعتنوا بالأثر والفقه جميعا وهم الذين وفقوا للصواب وأوتوا الحكمة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
التاسعة: في الحديث النهي عن الإختلاف الذي يؤدي إلى التفرق وهو سبب الهلاك والحث على الإجتماع والإتفاق الذي يؤدي إلى ائتلاف القلوب. قال الله تعالى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ). وقال تعالى ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) متفق عليه. والإختلاف المذموم شرعا هو مخالفة الكتاب والسنة والخروج عن جماعة المسلمين ونزع يد الطاعة. أما من نطق بالكتاب والسنة واتبع ما جاء عن الله ورسوله فليس من أهل الإختلاف ولو خالف أكثر الناس. وكذلك الإجتماع المحمود شرعا هو موافقة الشرع ومنهج السلف الصالح فحسب وليس هو مجرد موافقة ما عليه الناس بطاعتهم. فإن الشارع لم يعتبر الكثرة دليلا على إصابة الحق والعمل به قال تعالى ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) . وقال تعالى ( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ). وبهذا يظهر جليا غلط من ينادي بتوحيد الصف مع صرف النظر عن عقائد الناس بتجاهل هذا الأمر العظيم بل ربما دعا صراحة إلى التقريب بين المذاهب المتغايرة بحجة مصلحة جمع الكلمة . وهذا مسلك مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة وممتنع شرعا وقد ثبت واقعا فشله وأنه لا فائدة فيه ولو تظاهر أهل المذاهب الضالة بالتسامح والتعايش مع أهل السنة.
العاشرة: الإختلاف في مسائل الشرع ضربان: الأول : في أصول الدين ومسائل الإيمان. وهذا النوع يحرم على المسلم المخالفة فيه ولا يعذر أحد في ذلك إلا من كان جاهلا أو متأولا ولم تبلغه الحجة. ومن وقع في ذلك شرع الرد عليه وبيان الحق له فإن استجاب فالحمد لله وإن عاند وأعرض عن الحق فلا كرامة له. وقد كان أئمة السلف يردون وينكرون ويشددون على من خالف في هذا الباب حفظا للدين وصيانة للسنة وتحذيرا للخلق من فتنته. الثاني: في فروع الدين والمسائل العملية الفقهية. وهذا النوع الإختلاف بين المسلمين سائغ شرعا والأمر في ذلك واسع ولا ينكر على المخالف في هذا الباب ما لم يخالف إجماعا قطعيا أو سنة صريحة. وما زال الصحابة يختلفون في كثير من المسائل ولا ينكر بعضهم على بعض. وقد صرح العلماء المحققون بذلك. لكن هناك مسائل تواترت بها السنة واستفاضت وصارت شعارا لأهل السنة تميزهم عن غيرهم كقصر الصلاة والمسح على الخفين والتعجيل في الفطر ونحوها. ولذلك درج أهل الإعتقاد على ذكرها في مصنفاتهم ، فهذه المسائل مخالفة مذهب أهل السنة فيها من طريقة أهل البدع.
المصدر مجلة صيد الفوائد بقلم : خالد بن سعود البليهد عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: البرحسن الخلق درس اليوم الخميس 3 يونيو الخميس 3 يونيو - 22:55 | |
| عن النواس بن سمعان رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( البرّ حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم. وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( جئت تسأل عن البرّ ؟ ) ، قلت : نعم ، فقال : ( استفت قلبك ، البرّ ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك المفتون ) حديث حسن رُويناه في مسندي الإمامين : أحمد بن حنبل ، و الدارمي بإسناد حسن . الشرح تكمن عظمة هذا الدين في تشريعاته الدقيقة التي تنظم حياة الناس وتعالج مشكلاتهم ، ومن طبيعة هذا المنهج الرباني أنه يشتمل على قواعد وأسس تحدد موقف الناس تجاه كل ما هو موجود في الحياة ، فمن جهة : أباح الله للناس الطيبات ، وعرفهم بكل ما هو خير لهم ، وفي المقابل : حرّم عليهم الخبائث ، ونهاهم عن الاقتراب منها ، وجعل لهم من الخير ما يغنيهم عن الحرام . فالبرّ مع الخَلْق إنما يكون بالإحسان في معاملتهم ، وذلك قوله : ( البرّ حسن الخلق ) ، وحسن الخلق هو بذل الندى، وكف الأذى ، والعفو عن المسيء ، والتواصل معهم بالمعروف ، كما قال ابن عمر رضي الله عنه : " البرّ شيء هيّن : وجه طليق ، وكلام ليّن " . عرّف النبي صلى الله عليه وسلم الإثم بقوله : ( والإثم ما حاك في نفسك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) ، فجعل للإثم علامتين : علامة ظاهرة ، وعلامة باطنة . فأما العلامة الباطنة : فهي ما يشعر به المرء من قلق واضطراب في نفسه عند ممارسة هذا الفعل ، وما يحصل له من التردد في ارتكابه ، فهذا دليل على أنه إثم في الغالب . وعلامته الظاهرية : أن تكره أن يطلع على هذا الفعل الأفاضل من الناس ، والصالحون منهم ، بحيث يكون الباعث على هذه الكراهية الدين ، لامجرّد الكراهية العادية ، وفي هذا المعنى يقول ابن مسعود رضي الله عنه : " ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ " . وإرجاع الأمر إلى طمأنينة النفس أو اضطرابها يدل على أن الله سبحانه وتعالى قد فطر عباده على السكون إلى الحق والطمأنينة إليه ، وتلك الحساسية المرهفة والنظرة الدقيقة إنما هي للقلوب المؤمنة التي لم تطمسها ظلمات المعصية ورغبات النفس الأمارة بالسوء | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: درس اليوم الجمعة 4 يونيو حديث قدسى إنى حرمت الظلم فلا تظالموا السبت 5 يونيو - 1:14 | |
| | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: درس اليوم السبت 5 مايو حديث السيده (عائشة )ما أحدث فى أمرنا هذا ماليس فيه فهو رد السبت 5 يونيو - 19:39 | |
| شرح حديث : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
شرح حديث : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال المصنف -رحمه الله تعالى-: وعن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله --: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد
هذا الحديث حديث عظيم جدا، وعَظَّمَه العلماء، وقالوا: إنه أصل في رد كل المحدثات والبدع والأوضاع المخالفة للشريعة.
فهو أصل في رد البدع في العبادات، وفي رد العقود المحرمة، وفي رد الأوصاع المحدثة على خلاف الشريعة في المعاملات، وفي عقود النكاح، وما أشبه ذلك.
ولهذا جعل كثير من أهل العلم هذا الحديث مستمسكا في رد كل محدثة، كل بدعة من البدع التي أحدثت في الدين، ولهذا ينبغي لطالب العلم أن يحرص على هذا الحديث حرصا عظيما، وأن يحتج به في كل مورد يحتاج إليه فيه في رد البدع والمحدثات، في الأقوال والأعمال والاعتقادات؛ فإنه أصل في هذا كله.
قَالَ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: "عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله --: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد .
وفي رواية لمسلم -وقد علقها البخاري في الصحيح أيضا-: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد .
قال -عليه الصلاة والسلام-: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد .
قال: من أحدث ولفظ "من" هذا للاشتراك، وجوابه فهو رد والحدث في قوله: أحدث هو كل ما لم يكن على وصف الشريعة، على وصف ما جاء به المصطفى --، لهذا قال فيه: من أحدث في أمرنا .
والأمر هنا هو الدين، كقوله -جل وعلا-: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ .
فمن أحدث في الدين ما ليس منه فهو مردود عليه، وقوله هنا: ما ليس منه لأنه قد يُحْدِث شيئا باعتبار الناس، ولكنه سنة مهجورة، هجرها الناس، فهو قد سَنَّ سنة من الدين، وذَكَّر بها الناس، كما جاء في الحديث أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: ومن سَنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة .
فإذن قوله أولا: من أحدث هذا فيه المحدثات في الدين، ودل عليها قوله: في أمرنا هذا يعني: في ديننا هذا، وما عليه أمر النبي -- وهو شريعته.
قال: ما ليس منه وهذه هي الرواية المشتهرة في الصحيحين وفي غيرهما، وروي في بعض كتب الحديث: ما ليس فيه فهو رد يعني: ما ليس في أمرنا، فهذا يدل يعني هذه الرواية تدل على اشتراط العمل بذلك الشيء، ولا يُكْتَفَى فيه بالكليات في الدلالة.
قال: فهو رد يعني: فهو مردود عليه كما قال علماء اللغة: رد هنا بمعنى مردود، كسد بمعنى مسدود، ففعل تأتي بمعنى مفعول، يعني: من أتى بشيء محدث في الدين لم يكن عليه النبي -- فهو مردود عليه كائنا من كان، وهذا فسرته الرواية الأخرى: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد .
فأرجعه إلى الأعمال، والعمل هنا المراد به الدين أيضا، يعني: من عملا عملا يتدين به من الأقوال أو الأعمال أو الاعتقادات ليس عليه أمرنا فهو رد، يعني: مردودا عليه.
وهذا فيه إبطال كل المحدثات، وإبطال كل البدع، وذم ذلك، وأنها مردودة على أصحابها، وهذا الحديث -كما ذكرت لك- أصلٌ في رد البدع في الدين، والأعمال التي في الدين -يعني أمور الدين- منقسمة إلى عبادات وإلى معاملات، والمحدثات تكون في العبادات وتكون في المعاملات.
فهذا الحديث دَلَّ على إبطال المحدثات وإبطال البدع؛ لأن كل محدثة بدعة، يعني: كل محدثة في الدين بدعة، والعلماء والعلماء تكلموا كثيرًا عن البدع والمحدثات، وجعلوا هذا الحديث دليلا على رد المحدثات والبدع.
فالبدع مذمومة في الدين، وهي شر من كبائر الذنوب العملية؛ لأن صاحبها يستحسنها، ويستقيم عليها تقربا إلى الله -جل وعلا.
إذا تبين هذا الشرح العام للحديث، فما المراد بالبدع والمحدثات ؟
هذه مما اختلف العلماء في تفسيرها، والمحدثات والبدع منقسمة إلى: محدثات وبدع لغوية، وإلى محدثات وبدع في الشرع.
أما المحدث في اللغة: فهو كل ما كان أُحْدِثَ، سواء أكان في الدين، أو لم يكن في الدين، وإذا لم يكن في الدين فإن هذا معناه أنه لا يدخل في هذا الحديث، وكذلك البدع.
ولهذا قسم بعض أهل العلم المحدثات إلى قسمين: محدثات ليست في الدين، وهذه لا تُذَم، ومحدثات في الدين، وهذه تذم.
مثل المحدثات التي ليست من الدين: مثل ما حصل من تغير في طرقات المدينة، وتوسعة عمر الطرقات، أو تجصيص البيوت، أو استخدام أنواع من البسط فيها، واتخاذ القصور في المزارع، وما أشبه ذلك مما كان في زمن الصحابة وما بعده، أو اتخاذ الدواوين، أو ما أشبه ذلك، فهذه أحدثت في حياة الناس فهي محدثة، ولكنها ليست بمذمومة؛ لأنها لم تتعلق بالدين.
كذلك البدع، منها بدع في اللغة يصح أن تسمى بدعة، باعتبار أنها ليس لها مثال سابق عليها في حال من وصفها بالبدعة، وبدع في الدين، وهذه البدع التي في الدين كان الحال على خلافها، ثم أُحْدِثَتْ.
مثاله: قول عمر -رضي الله عنه- لما جمع الناس على إمام واحد، وكانوا يصلون أشتاتا في رمضان، جمعهم في التراويح على إمام واحد قال: نعمت البدعة هذه .
فسماها بدعة باعتبار اللغة؛ لأنها في عهده بدعة، يعني: لم يكن لها مثال سابق في عهد عمر، فتعلقت باللغة أولا، ثم بالمتكلم ثانيا.
إذا تبين هذا فالمقصود بهذا الحديث المحدثات والبدع في الدين، والبدعة في الدين دَلَّ الحديث على ردها، ودل على ذلك آيات كثيرة وأحاديث كثيرة، كما قال -جل وعلا-: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ .
فسماهم شركاء؛ لأنهم شرعوا من الدين شيئا لم يأتِ به محمد -عليه الصلاة والسلام-، لم يأذن الله به شرعا.
وقد قال -جل وعلا-: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا .
وقال -جل وعلا-: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ .
والآيات في هذا المعنى كثيرة، ويصلح أن يكون منها قوله -جل وعلا-: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا .
وقد جاء -أيضا- في الأحاديث ذم البدع والمحدثات، كما كان -عليه الصلاة والسلام- يقول في الجمعة وفي غيرها: ألا إن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
وقد جاء -أيضا- في السنن من حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه- أنه قال: وعظنا رسول الله -- ذات يوم موعظة بليغة، وَجِلَتْ منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع. .. الحديث.
وفيه قال -عليه الصلاة والسلام-: إنه من يَعِشْ منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ؛ فإن كل محدثة بدعة .
والعلماء -علماء السلف- أجمعوا على إبطال البدع، فكل بدعة في الدين أُجْمِعَ على إبطالها إذا صارت بدعة في الدين، دخل العلماء في تعريف البدعة، ما هي التي يحكم عليها بأنها رَدّ؟ لأن هذا الحديث دل على أن كل محدثة رد من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد .
فالبدعة في الدين عُرِّفَتْ بعدة تعريفات، يهمنا منها تعريفان لضيق المقام:
أولها: التعريف المشهور الذي ذكره الشاطبي في الاعتصام، وهذا التعريف جيد؛ لأنه جعل البدعة طريقة ملتزمة، وأن المقصود من السلوك عليها مضاهاة الطريقة الشرعية، وشرح التعريف والكلام عليه يطول، فتراجعونه في مكانه.
لكن يهمنا من التعريف هذا شيئين:
الأول: أن البدعة ملتزم بها؛ لأنه قال طريق في الدين، والطريقة هي الملتزم بها، يعني: أصبحت طريقة يطرقها الأول والثاني والثالث، أو تتكرر، فهذه الطريقة يعني ما التُزِم به من هذا الأمر.
والثاني: أنها مُخْتَرَعة، يعني: أنها لم تكن على عهد النبي -.
والثالث: أن هذه الطريقة تُضَاهَى الطريقة الشرعية من حيث إن الطريقة الشرعية لها وصف ولها أثر، أما الوصف فمن جهة الزمان والمكان والعدد، وأما الأثر فهو طلب الأجر من الله -جل وعلا.
فتحصل لنا أن خلاصة ما يتصل بتعريف الشاطبي للبدعة يتعلق بثلاثة أشياء:
أن البدعة يُلْتَزَم بها، الثاني: أنها مخترعة، لم يكن عليها عمل سابق، وهذه توافق الرواية الثانية: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد والثالث: أنه تُضَاهَى بها الطريقة الشرعية، من حيث الزمان والمكان والوصف والأثر، يعني: العدد الذي هو الوصف مع الزمان والمكان، والأثر وهو طلب الأجر من الله -جل وعلا- بذلك العمل.
وعرَّفَه غيره بتعريف أوضح، وهو تعريف السمني، حيث قال: إن البدعة ما أُحْدِثَ على خلاف الحق المُتَلَقَّى عن رسول الله -- من قول أو عمل أو اعتقاد، وجُعِلَ ذلك دينا قويما وصراطا مستقيما.
وهذا التعريف -أيضا- صحيح، ويتضح لنا منه أن البدعة أحدثت على خلاف الحق، فهي باطل، وأنها تكون في الأقوال، وفي الأعمال، وفي الاعتقادات، وأنها مُلْتَزَمٌ بها؛ لأنه قال في آخره: جعل ذلك دينا قويما وصراطا مستقيما.
إذا تقرر ذلك فمن المهمات في معرفة البدعة أن البدعة تكون في الأقول والأعمال والاعتقادات، إذا كان القول على غير وصف الشريعة، يعني: جُعِلَ للقول طريقة من حيث الزمان والمكان، أو من حيث العدد، تُعُبِّدَ بقول ليس وصف الشريعة، وجُعِلَ له وصف من حيث الزمان أو المكان أو العدد، وطُلِبَ به الأجر من الله -جل وعلا.
أو الأعمال، يُحْدِثُ أعمالا يتقرب بها إلى الله -جل وعلا- ويجعل لها صفة تُضَاهَى بها الصفة الشرعية على نحو ما ذكرنا، أو يعتقد اعتقادات على خلاف الحق المُتَلَقَّى عن رسول الله -.
فهذه كلها من أحدثها -بمعنى: من أنشأها- فهي مردودة عليه، ومن تبعه على ذلك فهو -أيضا- عمله مردود عليه، ولو كان تابعا؛ لأن التابع -أيضا- محدث بالنسبة لأهل زمانه، وذاك محدث بالنسبة لأهل زمانه، فكل من عمل ببدعة فهو محدث لها.
لهذا يتقرر من هذا التأصيل أن البدعة مُلْتَزَمٌ بها، في الأقوال أو الأعمال أو الاعتقادات، فلا يقال إنه من أخطأ مرة في اعتقاد ولم يلتزم به أنه مبتدع، ولا يدخل فيمن فعل فعلا على خلاف السنة إنه مبتدع، إذا فعله مرة، أو مرتين أو نحو ذلك، ولم يلتزمه.
فوصف الالتزام ضابط مهم كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض كلامه أن ضابط الالتزام مهم في الفرق بين البدعة ومخالفة السنة، فنقول: خالف السنة في عمله، ولا نقول إنه مبتدع، إلا إذا إلتزم مخالفة السنة، وجعل ذلك دينا يلتزمه.
فإذن من أخطأ في عمل من الأعمال في العبادات، وخالف السنة فيه، فإنه -إن كان يتقرب به إلى الله- فنقول له: هذا الفعل منك مخالف للسنة.
فإن التزمه بعد البيان، أو كان ملتزما له، دائما يفعل هذا الشيء، فهذا يدخل في حيز البدع، وهذا ضابط مهم في الفرق بين البدعة ومخالفة السنة.
مما يتصل -أيضا- بهذا الحديث، والكلام على البدع والمحدثات يطول، لكن ننبه على أصول فيها، مما يتصل به من الفرق بين مُحْدَث ومُحْدَث، أن هناك محدثات لم يجعلها الصحابة -رضوان الله عليهم- من البدع؛ بل أقروها، وجعلوها سائغة، وعُمِلَ بها، وهذه هي التي سماها العلماء -فيما بعد- المصالح المرسلة، والمصالح المرسلة للعلماء فيها وجهان من حيث التفسير، ومعنى المصالح المرسلة أن هذا العمل أرسل الشارع حكمه باعتبار المصلحة، فإذا رأى أهل العلم أن فيه مصلحة فإن لهم أن يأذنوا به لأجل أن الشارع ما عَلَّق به حكما، وهذا يأتي بيان صفاته.
قال العلماء: المصالح المرسلة تكون في أمور الدنيا، لا أمور العبادات، وفي أمور الدنيا، في الوسائل منها التي يُحَقَّقُ بها أحد الضروريات الخمس، يعني: أن الشريعة قامت على حفظ ضروريات خمس معلومة لديكم: الدين، والنفس، والمال، والنسل، والعقل.
هذه الخمس وسائل حفظها -هذه من المصالح المرسلة- وسائل حفظ الدين مصلحة مرسلة، لك أن تُحْدِثَ فيها ما يحفظ دين الناس، مثل تأليف الكتب، تأليف الكتب لم يكن على عهد النبي --، فأُحْدِثَ تأليف الكتب، تأليف الردود، جمع الحديث ما كان، نهى النبي -- أن يُكْتَب حديثه، ونهى عمر أن يُكْتَب حديث النبي -- ثم كُتِب.
هذا وسيلة لم يكن المُقْتَضِي لها في هذا الوقت قائما، ثم قام المقتضي لها، فصارت وسيلة لحفظ الدين، صارت مصلحة مرسلة، وليست بدعة.
فإذن من المهمات في هذا الباب أن تُفَرِّق ما بين البدعة، وما بين المصلحة المرسلة؛ فالبدعة في الدين، متجهة إلى الغاية، وأما المصلحة المرسلة فهي متجهة إلى وسائل تحقيق الغايات، هذا واحد.
الثاني: أن البدعة قام المقتضي لفعلها في زمن المصطفى -- ولم تُفْعَل، والمصلحة المُرْسَلَة لم يقمْ المقتضي لفعلها في زمن النبي -.
فإذن إذا نظرنا -مثلا- إلى جمع القرآن، جَمْعُ القرآن جُمِعَ بعد النبي -عليه الصلاة والسلام-، في عهده -عليه الصلاة والسلام- لم يُجْمَع، فهل نقول جمع القرآن بدعة؟
العلماء أجمعوا -من الصحابة ومن بعدهم- أن جمع القرآن من الواجبات العظيمة التي يجب أن تقوم بها الأمة، هنا في عهد النبي -- ما قام المقتضي للفعل؛ لأن الوحي يتنزل، فلو نُسِخَ القرآن كاملا لكان هناك إدخال للآيات في الهوامش أو بين السطور، وهذا عرضة لأشياء غير محمودة.
فكان من حكمة الله -جل وعلا- أنه ما أمر نبيه بجمع القرآن في كتاب واحد في حياته -عليه الصلاة والسلام-؛ وإنما لما انتهى الوحي بوفاة المصطفى -عليه الصلاة والسلام- جمعه أبو بكر، ثم جُمِعَ بعد ذلك.
وفي أشياء شتى من إنشاء دواوين الجند، ومن استخدام الآلات، ومن تحديث العلوم، ومن الاهتمام بعلوم مختلفة، وأشباه ذلك من فتح الطرقات، وتكوين البلديات والوزارات، وأشباه هذا في عهد عمر -رضي الله عنه-، وفي عهد أمراء المؤمنين فيما بعد ذلك.
إذن فالحاصل من هذا أن المصلحة المرسلة مُحْدَثَة، ولكن لا ينطبق عليها هذا الحديث: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد لأن هذه ليست في الأمر؛ وإنما هي في وسيلة تحديث الأمر، فخرجت عن شمول هذا الحديث من هذه الجهة.
ومن جهة ثانية أنها إحداث ليس في الدين؛ وإنما هو في الدنيا لمصلحة شرعية تعلقت بهذا العمل.
سمَّاها العلماء مصالح مرسلة، وجُعِلَتْ مطلوبة من باب تحقيق الوسائل؛ لأن الوسائل لها أحكام الغايات، فهي واجبة ولا بد من عملها؛ لأن لها حكم الغايات.
العبادات قسم من الشريعة، والمعاملات قسم من الشريعة، فالعبادات إحداث أمر في عبادة على خلاف سنة المصطفى -- محدث وبدعة في الدين.
وكذلك في المعاملات، إحداث أوضاع في المعاملات على خلاف ما أمر به النبي --، فهو أيضا مردود؛ لأنه مُحْدَثٌ في الدين.
مثاله: أن يُحَوِّلَ -مثلا- عقد الربا من كونه عقدا محرما إلى عقد جائز، فهذا تبديل للحكم، أو إحداث لتحليل عقد حَرَّمه الشارع، أو يبطل شرطا من الشروط الشرعية التي دَلَّ عليها الدليل، فإبطاله لهذا الشرط مُحْدَثٌ أيضا، فيعود عليه بالرد.
أو أن يُحَوِّلَ -مثلا- عقوبة الزنا من كونها رجما للمُحْصَن، أو الجلد والتغريب لغير المحصن، إلى عقوبة مالية، فهذا رد على صاحبه، ولو كانت في المعاملات؛ لأنها إحداث في الدين ما ليس منه، وهذا يختلف عن القاعدة المعروفة أن: الأصل في العبادات التوقيف، والأصل في المعاملات الإباحة وعدم التوقيف.
هذا -يعني- فيما يكون في معاملات الناس، أما إذا كان هناك شرط شرعي أو عقد، شرط شرعه الشارع، وأمر به واشترطه، أو عقد أبطله الشارع، فلا يدخل فيه جواز التغيير؛ وإنما جواز التغيير، أو التجديد في المعاملات، وأنها مبنية على الإباحة والسعة، هذا فيما لم يدل الدليل على شرطيته، أو على عقده، أو على إبطال ذلك العقد، وما شابه ذلك.
وعلى هذا قال -عليه الصلاة والسلام- في حديث بريرة المشهور: كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن كان مائة شرط .
فهذا الحديث يأتي في جميع أبواب الدين، يأتي في الطهارة، وفي الصلاة، وفي الزكاة، والصيام، والحج، وفي البيوع والشركات، والقرض، والصرف، والإجارة إلى آخره، النكاح والطلاق، وجميع أبواب الشريعة، كما هو معروف في مواضعه من تفصيل الكلام عليه .
شرح معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله ورعاه
منقول جزى الله من قام بهذا التفريغ خير الجزاء وغفر الله لنا وله
المصدر: شبكة المنهج
-------------------------------------------------------------------------------- | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: شمائل الرسول صلى الله علية وسلم جوامع الادعية الادعية درس اليوم الاحد 6 يونيو الأحد 6 يونيو - 19:41 | |
| --------------------------------------------------------------------------------
شمائل الرسول صلى الله عليه : جوامع الأدعية
الدرس 30 / 32 من الشمائل لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي . الموضوع : السيرة النبويَّة : شمائل الرسول صلى الله عليه : جوامع الأدعية . تفريغ المهندس : عبد العزيز كنج عثمان . التدقيق اللغوي : الأستاذ غازي القدسي والأستاذ أحمد مالك . التدقيق النهائي : المهندس غسان السراقبي .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين . أيها الإخوة المؤمنون ؛ مع الدرس الثلاثين من دروس شمائل النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد كان الدرس الماضي حول آدابه صلى الله عليه في الدعاء ، وننتقل إلى الفقرة الثانية من الدرس وهي نماذج من جوامع أدعيته صلى الله عليه وسلم . أيها الإخوة الكرام ... بادئ ذي بدء ، أعلى درجةٍ في العبادة أن تدعو الله عز وجل ، لذلك أتمنى على إخوتنا الأكارم أن يقتنوا كتيِّباً في بيوتهم حول أدعية النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يقرؤوا هذا الكتيِّب كثيراً إلى أن يحفظوه ، فإذا حفظوه كان الدعاء وسيلةً من وسائل اتصالهم بالله في كل أحوالهم . كما قلت في الدرس الماضي ؛ إذا استيقظ أحدكم ، إذا دخل إلى المسجد ، إذا خرج من المسجد ، إذا دخل بيته ، إذا خرج من بيته ، في كل أحواله ، إذا دخل السوق ، إذا عقد صفقةً ، إذا اشترى ثوباً ، إذا ارتدى ثوباً ، إذا دخل إلى الخلاء ، إذا دُعي إلى طعام ، ما من حركةٍ وسكنةٍ في حياة النبي إلا ولها دعاءٌ من جوامع الكَلِم . وحينما تتوجه إلى الله جل جلاله بدعاء رسول الله فأنت على الصراط المستقيم ، لا تبتدع في الأدعية ، ترك لنا النبي صلى الله عليه وسلم جوامع من أدعيته ، وأدعيته فيها جوامع الكَلِم ، والدرس اليوم بعض النماذج من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم . جاء في الصحيحينِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : ((كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)) . ولعل الذين اعتمروا أو حجّوا بيت الله الحرام ، يسمعون بآذانهم أن أكثر دعاءٍ يُدعَى به في الطواف وفي السعي : ((اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)) . فما هي حسنة الدنيا ؟ سيدنا علي بن أبي طالب قال : " هي المرأة الصالحة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " الدنيا كلها متاع وخير متاعها المرأة الصالحة التي إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا غبت عنها حفظتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، وإذا أقسمت عليها برَّتك " وقال قتادة : " حسنة الدنيا هي العافية والكفاف " . وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)) . إخواننا الكرام ؛ الذي آتاه الله عز وجل سلامة في صحته ، وكفافَ يومه ، وأمنًا في أهله، واللِه لا أبالغ فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها ، صحيح الجسم عنده قوت يومه ، لأنه : ((خذ من الدنيا ما شئت ، وخذ بقدرها همًّا - كلما كبر حجمك في الدنيا كبر همك - "خذ من الدنيا ما شئت وخذ بقدرها هماً)) .
( من كشف الخفاء ) ((ومن أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذ من حتفه وهو لا يشعر)) . لذلك سيدنا علي كرم الله وجهه يرى أن هناك ثلاث نعمٍ على التسلسل ؛ إن كانت فلا تأس على شيءٍ فاتك من الدنيا ، إيمانٌ صحيح ، وعافيةٌ وكفاف ، ولا معنى للعافية من دون إيمان ، ولا معنى للكفاف من دون عافية ، على التسلسل ؛ إيمانٌ ، وعافيةٌ ، وكفاف ، فمن حيزت له هذه الثلاث ما فاته شيءٌ من الدنيا ، والله هو الملك ، وهناك ملكٌ جبار سأل وزيره : " من الملك ؟ من شدة خوفه قال الوزير : أنت الملك ، قال له : لا ، الملك رجلٌ لا نعرفه ولا يعرفنا ، له رزقٌ يكفيه ، وزوجةٌ ترضيه ، وبيتٌ يؤويه ، إنه إن عَرَفنا جَهِد في استرضائنا ، وإن عرفناه جهدنا في إذلاله " . لا نعرفه ولا يعرفنا ، له زوجةٌ ترضيه ، وبيتٌ يؤويه ، ورزقٌ يكفيه ، هذا هو الملك ، فإذا أخٌ من إخواننا الكرام عافاه الله في بدنه ، وأمتن عليه بالإيمان والاستقامة على منهج الله ، وعنده ما يكفيه ، فقد فاز بكل شيء . لذلك قبل ثلاثين عاماً فيما أذكر ، قرأت كتاباً عن سيدنا الصديق رضي الله عنه ، الكتاب من أروع ما كتب عنه ، ولفت نظري في حياته كلمات قالها المؤلِّف عنه في مقدمة الكتاب ، قال: هذا الصحابي الجليل ما ندم على شيءٍ فاته من الدنيا قط . قبل أن آتي إليكم كنت في عيادة مريض ، قلت له : سيدنا عمر كان إذا أصابته مصيبةٌ قال: " الحمد لله ثلاثاً ؛ الحمد لله إذ لم تكن في ديني ، والحمد لله إذ لم تكن أكبر منها ، والحمد لله إذ ألهمت الصبر عليها " . وأنا أحبكم أن تتفاءلوا ، أن تبتسموا ، أن تنطلقوا ، إيمان ، واستقامة ، وصحة ، وكفاف . إذاً سيدنا قتادة يقول : حسنة الدنيا هي العافية والكفاف . الحسن البصري قال : حسنة الدنيا العلم والعبادة ، عبادةٌ بلا علم فيها نكسات ، لعالمٌ واحدٌ أشد على الشيطان من ألف عابد ، العابد مقاومته هشَّة، فتاةٌ تفتنه ، ومبلغٌ يُسقطه ، المقاومة عنده هشَّة ، لذلك عالمٌ واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ، العلم والعبادة ، علمٌ بلا عبادة كالشجر بلا ثمر ، وعبادةٌ من دون علم هشةٌ ضعيفة سريعاً ما تسقط . الحسن البصري قال : حسنة الدنيا العلم والعبادة ، وقتادة قال : العافية والكفاف . وسيدنا علي قال : " المرأة الصالحة " ، لا زلنا في حسنة الدنيا ، وقال السُدِّي : حسنة الدنيا المال الحلال . ((نِعْم المال الصالح للعبد الصالح)) . سيدنا أبو ذر الغفاري يقول : حبذا المال ـ لماذا ؟ ـ أصون به عرضي، وأتقرب به إلى ربي " . ولو يعلم الأغنياء أن مالهم يمكن أن يرفعهم عند الله وفي الجنة إلى أعلى عليين ، لمَا بخِلوا في الإنفاق في سبيل الله . قبل ساعتين كنا في حفل افتتاح مسجدٍ في يعفور ، مسجد جميل ، معتنى به ، وألقى الخطباء كلماتهم ، وألقيتُ كلمةً معهم ، وبينما كانت عيني على الذي بنى المسجد كله على نفقته الخاصة ، سبحان الله ، حانت مني التفاتةٌ إلى الطرف الآخر ، في الطرف الآخر نادٍ ليلي من أشهر النوادي في الصبورة ، ترتكب فيه كل أنواع الموبقات في العالم ، قلت : سبحان الله على هذه الضفة بيتٌ من بيوت الله ، وعلى تلك الضفة نادٍ من نوادي المعاصي والآثام . الذي بنى هذا النادي افتتحه وبعد أسبوعٍ توفاه الله ، فأصبح لعنةً جاريةً إلى يوم القيامة ، والذي بنى هذا المسجد فهو في صحيفته ، كل من صلى فيه إلى يوم القيامة في صحيفته ، فشتان بين أن تترك ملهىً ، وبين أن تترك مسجداً ، وشتان بين من يترك غناءً ومن يترك قرآناً ، فالمغني مات وبقيت أشرطته ، والقارئ مات وبقيت أشرطته . فالقضية قضية تفكير عميق ، لا بدَّ من ملاقاة الله عز وجل ، الحسن البصري : العلم والعبادة ، السُدي : المال الصالح ، بالمال يمكن أن تعمِّر مسجداً ، يمكن أن تبني مستوصفًا ، يمكن أن تنشئ مستشفىً ، يمكن أن ترعى الأيتام ، يمكن أن تنفق على الأرامل ، يمكن أن ترسم البسمة على وجوه الفقراء ، كل هذا بالمال ، حبذا المال أصون به عرضي وأتقرب به إلى ربي، المال الصالح هو حسنة الدنيا عند السدي . أما عند ابن عمر حسنة الدنيا الأولاد الأبرار ، الولد البار بوالديه ، ولد مستقيم ، عالم ، سمعته عطرة ، بارٌ بوالديه ، هذه حسنة الدنيا وهو قُرة عين والديه. وعند أحد العلماء حسنة الدنيا ثناء الخلق ، لأن ألسنة الخلق هي أقلام الحق ، فرأس مال كبير أن تتمتع بثقة الناس ومحبتهم وثنائهم . وقال جعفر الصادق : حسنة الدنيا صحبة الصالحين والعلماء ، والمحروم من حُرِمَ صالحي زمانه ، في كل زمن تجد صالحين ، وكلُّ زمن فيه علماء ، أتقياء ، فقهاء ، فأهل القُرب، أهل المحبة ، أهل الوداد مع الله تعالى . سوف نجمعهم ، حسنة الدنيا ؛ المرأة الصالحة ، والعافية ، والكفاف، والعلم ، والعبادة ، والمال الصالح ، والأولاد الأبرار ، وثناء الخلق ، وصحبة الصالحين . العلاَّمة الألوسي من كبار علماء اللغة ، قال : كلمة " حسنة" هذه نكرةٌ جاءت في حيِّز الإثبات ، تفيد أنها مطلقة ، وتنصرف إلى الكمال من كل شيء . هذا المعنى اللغوي ، إذاً حسنة الدنيا كل هؤلاء ؛ امرأةٌ صالحةٌ ، وعافيةٌ ، وكفافٌ ، وعلمٌ ، وعبادةٌ ، ومالٌ صالحٌ ، وأولادٌ أبرار ، وثناء الخلق ، وصحبة الصالحين ، ((ربنا آتنا في الدنيا حسنة)) . أما الآخرة ، ما حسنة الآخرة ؟ كلمة واحدة هي الجنة ؛ فيها ما لا عينٌ رأت ، ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، الدنيا محدودة ، والآخرة ممدودة ، من هو الطموح ؟ لا الذي يطمح في الدنيا ؛ لكن الذي يطمح في الآخرة ..
( سورة القمر ) الطموح مَن وصل إلى مرتبةٍ ساميةٍ عند الله عز وجل ، والله مرة في حفل عقد قران ، قام أحد الخطباء ، وذكَّر الناس بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا معاذ بن جبل ، ماذا قال النبي له ؟ أنا شعرت بنشوةٍ ما بعدها نشوة قال : " ((إِنِّي لأُحِبُّكَ يَا مُعَاذُ)) .
( من سنن الترمذي : عن " معاذ بن جبل " ) والله بقيت أسبوعاً وأنا في نشوة هذه الكلمة ، نبي الله ، سيد الخلق، يقسم بالله إنه يحب معاذ بن جبل !! معنى هذا أن مكانتك عند من ؟ عند الله ورسوله ، فإذا كان الله راضياً عنك ، فاسمَعْ ما قاله الشاعر :
فليتك تحلو والحياة مريـــرة وليتك ترضى والأنام غضابُ وليت الذي بيني و بينك عامـرٌ وبيني وبين العالمين خـرابُ إذا صح منك الوصل فالكل هينٌ و كل الذي فوق التراب ترابُ أقول لعذَّالي مدى الدهر اقصروا فكل الذي يهوى سواه يعـابُ | |
|
| |
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: درس اليوم الاثنين 7 يونيو عن الحسنات والسيئات وكتابتها والحديث القدسى الثلاثاء 8 يونيو - 1:08 | |
| عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال : ( إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن : فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمئة ضعف ، وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن همّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة ) رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما.
الشرح
أفعال الله تعالى دائرة بين الفضل والعدل ، فما من تقدير في هذه الحياة ، بل ولا شيء في الدنيا والآخرة ، إلا داخلٌ ضمن فضل الله وعدله ، فرحمته سبحانه بالمؤمنين فضل ، وتعذيبه للعاصين عدل ، وهو – جلّ وعلا – مع ذلك أخبر أن رحمته سبقت غضبه ، وأن رحمته وسعت كل شيء ، وأَمَرَنا أن نسأله من فضله وعطائه الجزيل .
وهذا الحديث الذي بين أيدينا خير شاهد على فضل الله تعالى على عباده المؤمنين ، فالله سبحانه وتعالى لما حثّ عباده على التسابق في ميادين الطاعة والعبادة ، لم يجعل جزاء الحسنة بمثلها ، ولكنه ضاعف أجرها وثوابها عشرة أضعاف ، كما قال سبحانه : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } ( الأنعام : 160 ) ، ثم ضاعف هذه العشرة سبعين ضعفا ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل إن الله تعالى يُكاثر هذه الحسنات ويضاعفها أضعافا كثيرة ، لمن شاء من عباده .
وقد جاء في القرآن تصوير هذه الحقيقة في مثل رائع ، يجسد فيه معنى المضاعفة ، ويقرّب صورتها إلى أذهان السامعين ، إنه مشهد من يبذر بذرة في أرض خصبة ، فتنمو هذه البذرة وتكبر حتى تخرج منها سبع سنابل ، العود منها يحمل مائة حبة ، ثم تتضاعف هذه السنابل على نحو يصعب على البشر عده وإحصاؤه ، كذلك حال المؤمن المخلص لربه ، المحسن في عمله ، قال تعالى في محكم التنزيل : { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم } ( البقرة : 261 ) .
ولا يقتصر فضل الله عند هذا الحد ، بل يتسع حتى يشمل مجرد الهم والعزم على فعل العمل الصالح ، فإن العبد إذا هم بالحسنة ولم يفعلها ، كتب الله له حسنة كاملة – كما هو نص الحديث - ، لأن الله سبحانه جعل مجرد إرادة الخير عملا صالحا يستحق العبد أن ينال عليه أجرا .
ذلك حال من هم بالحسنة ، أما من هم بالسيئة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ) ، ولعل السر في ذلك : أن العبد إذا كان الدافع له على ترك المعصية هو خوف الله والمهابة منه ، فعندها تُكتب له هذه الحسنة ، وقد أتى بيان ذلك في الرواية الأخرى لهذا الحديث : ( وإن تركها – أي السيئة - فاكتبوها له حسنة ؛ إنما تركها من جرائي ) ومعناها : طلبا لرضا الله تعالى.
وهذا بخلاف من همّ بالسيئة وسعى لفعلها ، ثم عرض له عارض منعه من التمكن منها ، فهذا وإن لم يعمل السيئة ، إلا أنه آثم بها ، مؤاخذ عليها ؛ لأنه سعى إلى المعصية ولم يردعه عن الفعل خوف من الله ، أو وازعٌ من الضمير ، ويشهد لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار . فقيل : يا رسول الله . هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟ قال : إنه كان حريصا على قتل صاحبه ) .
وإذا ضعف وازع الخير في نفس المؤمن ، وارتكب ما حرمه الله عليه ، كُتبت عليه سيئة واحدة فحسب ، كما قال الله عزوجل في كتابه : { ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون } ( الأنعام : 160 ) ، وذلك من تمام عدله سبحانه .
وعلاوة على ذلك ، فقد تدرك الرحمة الإلهية من شاء من خلقه ، فيتجاوز الله عن زلته ويغفر ذنبه ، كما دلّ على ذلك رواية مسلم : ( فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة أو محاها ) فهو إذاً بين عدل الله تعالى وفضله .
فإذا استشعر العبد هذه المعاني السامية أفاضت على قلبه الطمأنينة والسكينة ، والرجاء بالمغفرة ، ودفعته إلى الجد في الاستقامة ، والتصميم على المواصلة ، بعزيمة لا تنطفيء ، وهمّة لا تلين .
| |
|
| |
| درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام | |
|