منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المنتدى الجامع لأبناء السقاى الكبرى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 6, 7, 8 ... 14 ... 21  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالأحد 9 مايو - 12:26

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

فى درس اليوم تناول الشيخ  عبد الجليل حديث عبدالله بن عباس والدرس عبارة عن حديث يختارة الشيخ ويقدم الحديث باللغة العربية وبعد ذلك يشرحة بالاوردو (اللغة الباكستانية ) ويقم بالاستدلال بآيات من الذكر الحكيم والشيخ عبدالجليل شاب فى نهايه الثلاثين من العمر ولكنه متمكن من العربية والانجليزيه والاردو وهو أستاذ اللغة الاردية فى كليه (جوزيف شامبرلين الجامعية ) وهى نفس التى تدرس بها إسراء بنتى الشيخ عبدالجليل يقّدم محاضرة ما قبل خطبة الجمعة والتى تستمر ساعة وتزيد يقدّم هذه المحاضرة باللغة الانجليزية الرصينه وهى متمكن منها بدرجة إمتياز ويشرح الاحاديث والقرآن باللغة الانجليزية وكل ما يتعلق بالفقه أو السيرة والشريعة وأحكامها، نسأل الله أن يتقبّل منا ومنه وأن يزيدنا ويزيدكم ويزيده علماً والان نتطرق للدرس والحديث : عن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : تركت لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً كتاب الله وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم . صدق رسول الله . وشرح الحديث سهل لمن يعرف العربية .


عدل سابقا من قبل بشرى مبارك في الإثنين 23 فبراير - 3:08 عدل 4 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com

كاتب الموضوعرسالة
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم السبت 16 أبريل حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشبهات   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالسبت 16 أبريل - 15:33

حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات.... حديث شريف
بسم الله الرحمن الرحيم


عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حُفت الجنةُ بالمكاره , وحُفت النار بالشهوات )) اخرجه البخاري ومسلم ,,

وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما خلق الله الجنةَ أرسل جبريل إلى الجنةِ فقال : انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها . فقال : فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها قال : فرجع إليه وقال : وعزتك لا يسمع بها أحدُ إلا دخلها . قال : فأمر بها فحُفت بالمكاره فرجع إليها فقال : وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد قال : اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فإذا هي يركب بعضُها بعضا فرجع إليه فقال : وعزتك لقد خِفت ألا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحُفت بالشهوات فقال : إرجع إليها فرجع إليها فقال : وعزتك لقد خشيت ألا ينجو منها أحدُ إلا دخلها)) اخرجه الترمذي

حفت الجنه بالمكاره = حفت الجنه بالصبر , والألم , والغزو , والمكاره .....

حفت النار بالشهوات = حفت النار بالجاه , والمال , وحب النساء.......

اخواني واخواتي..
ان الله عز وجل اعد لاهل الخير من النعيم الذي لا عينٌ رأت ولا اذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر فلماذا لا نغتم الفرصه ونبتعد عن الشهوات وعن امور الدنيا التي تصرفنا عن عبادة الله عز وجل ونتقرب الى الله عز وجل بالاعمال الصالحه والصدقات والزكاة والصوم ولنفكر فيما اعده الله سبحانه للمتقين يوم القيامه وهذا النعيم الدائم الغير منقطع باذن الله تعالى فما شعورك ان تكون احد المخلدين من اهل الجنه احد الذين وعدهم الله سبحانه بالنظر الى وجهه الكريم يوم القيامه
فهؤلا هم الفائزون ,, ولنبتعد عن الشهوات التي هي سبب من اسباب دخول النار والعياذ بالله فلتقف وقفه وتتخيل انك من اهل النار لاقدر الله وانك ستشوى في هذه النار التي والله لتحب ان يكون البشر حطبا له كما قال الله تعالى في كتابه الكريم ((هل امتلئتي فتقول هل من مزيد)) اعوذ بالله من النار واعوذ بالله من الاعمال التي تؤدي الى النار ,,

اخي الكريم اختي الكريمه كل ابن ادم يخطي كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)) صحيح ابن ماجه 2 ,, فبادر بالتوبه الى الله سبحانه قبل ان يحين اجلك فربما تكون من اهل الجنه برحمة الله عز وجل ولربما تكون من اهل النار بسخط من الله عز وجل ,,

اللهم اجعلنا ممن ترحمهم برحمتك يوم تزكا كل نفسٍ اجلها ,, اللهم اعفو عنا وتجاوز عنا يارب العالمين ,, اللهم وتقبل منا دعائنا واعمالنا وبارك لنا فيما اعطيتنا يا ذا الجلال والاكرام ,,

واخر كلامي ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الرسل الكرام محمد ابن عبدالله عليه افضل الصلاة والسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاثنين 18 أبريل وحديث إذا مات ابن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء 19 أبريل - 5:47


إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث
القسم العلمي





معنى حديث: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث
ما معنى الحديث الشريف (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له) ؟
الجواب:
معروف أن الإنسان إذا مات فإنه ينقطع عمله لأنه مات والعمل إنما يكون في الحياة إلا من هذه الأمور الثلاثة لأنه هو السبب فيها الصدقة الجارية وهي الخير المستمر مثل أن يوقف الرجل بستانه على الفقراء أو يوقف عقاره على الفقراء فإن الفقراء ما داموا ينتفعون بهذا العطاء أو ينتفعون بثمرة هذا البستان فإنه يكتب له وهو أجر حاصل بعد موته لكن هو السبب في إيجاده.
والثاني العلم الذي ينتفع به بأن يعلم الناس ويدلهم على الخير وعلى فعل المعروف فإذا علم الناس وانتفعوا بعلمه بعد موته فإن له أجرهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء لأن الدال على الخير كفاعل الخير وهذا دليل على بركة العلم وفائدته في الدنيا والآخرة
وأما الثالث وهو الولد الصالح الذي يدعو له بعد موته فلأن الولد من كسب الإنسان وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث (أو ولد صالح يدعو له)..
لأن غير الصالح لا يهتم بنفسه فلا يهتم بأبيه أو أمه وفيه إشارة إلى أنه من المهم جداً أن يربي الإنسان أولاده تربية صالحة حتى ينفعوه في حياته وبعد مماته وفي قوله صلى الله عليه وسلم (أو ولد صالح يدعو له) إشارة إلى أن الدعاء للأب أو لغيره من الأقارب أفضل من أن يقوم الإنسان بعبادة يتعبد لله بها ويجعل ثوابها لهم لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقل أو ولد صالح يصلى له أو يصوم له أو يتصدق له مع أن سياق الحديث في العمل انقطع عمله إلا من ثلاث فلو كان عمل الإنسان لأبيه بعد موته مما يندب إليه لبينه النبي صلى الله عليه وسلم وأيضاً يكون دعاء الإنسان لوالديه أفضل من أن يسبح أو يقرأ أو يصلى أو يتصدق ويجعل ثواب ذلك لهم والإنسان محتاج إلى العمل الصالح فليجعل العمل الصالح لنفسه وليدعُ لوالديه بما يحب ولا يعني قوله صلى الله عليه وسلم أو ولد صالح يدعو له أنه لو دعا له غير ولده لم ينتفع به..
بل دعاء أخيك المسلم نافع لك ولو كان ليس قريباً لك قال الله تعالى (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌٌ) فوصف الله هؤلاء الأخيار بأنهم يدعون لأنفسهم ولإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان وهذا يشمل إخوانهم الأحياء والأموات وقال النبي عليه الصلاة والسلام( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاًَ إلا شفعهم الله فيه)..
حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت ينتفع بدعاء المصلين عليه ويكون قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث (أو ولد صالح يدعو له) مبنياً على أن الولد الصالح الذي هو بضعة منه كأنه هو نفسه ولهذا قال (انقطع عمله إلا من ثلاث) فجعل دعاء الولد لأبيه من عمل الأب وقد استدل بعض الناس بهذا الحديث على أنه لا يجوز إهداء القرب للأموات قالوا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (انقطع عمله إلا من ثلاث)..
ولكن في الاستدلال هذا نظراً لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال (انقطع عمله) ولم يقل انقطع العمل له فلو أن أحداً من الناس غير الابن أهدى ثواب قربة إلى أحد من المسلمين فإن ذلك ينفعه لو أنك حججت عن شخص ليس من آبائك وأمهاتك نفعه ذلك وكذلك لو اعتمرت عنه أو تصدقت عنه فإنه ينفعه على القول الراجح.
أجاب عليه العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم 19 أبريل التوازن والاعتدال فى حياة المسلم   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء 19 أبريل - 16:06

التوازن والإعتدال في حياة المسلم
.by محمد الحسن بن الددو الشنقيطي Mohamed Dedew on Saturday, 09 October 2010 at 09:02.بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه وأستن بسنته إلى يوم الدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



أما بعد فإن الله سبحانه وتعالى فطر الناس على فطرته التي ارتضاها وهي العبودية لله سبحانه وتعالى والقيام بحقه والسعي لما فيه النفع والحرص على ما فيه اجتناب الضرر، وهذه الفطرة هي حال الإنسان السليم المستقيم، وما عداها لا بد أن يكون حائدا عن هذا الطريق فيميل يمينا أو شمالا وهذا الميل هو الذي يسمى بالانحراف وهو الذي يسمى بالتطرف عن طريق الحق، أي بالميل عن طريق الحق يمينا أو شمالا، وهذا الحق الذي ارتضاه الله تعالى لعباده أرسل به رسله وبينه أكمل البيان وأنزل به كتبه وأقام عليه الحجج والبراهين وهو معصوم ثابت وأكثره وأمه أمور بينات لا يختلف فيها اثنان، وما سوى ذلك منه أمور اجتهادية يتعبد الله تعالى الناس بطلب الحق فيها، فيوفق من شاء للحق عنده، لكن الجميع إذا طلبوا الحق فأخلصوا لله سبحانه وتعالى معذورون من أصاب منهم ومن أخطأ فالمصيب منهم له أجران والمخطئ له أجر كما صح عن النبي <span>r</span> أنه قال: إذا اجتهد الحاكم فأصاب كان له أجران وإذا اجتهد وأخطأ كان له أجر، فكل من طلب الحق وابتغى وجه الله سبحانه وتعالى في الأمور الاجتهادية التي هي غير محسومة بالنص فهو معذور أصاب الحق أو أخطأ وإنما تتبين إصابته للحق بموافقته للدليل والبرهان الآتي من عند الله سبحانه وتعالى الذي قد يخفى على الإنسان في ذاته فلا يصل إليه علم به، لأن كثيرا من الأدلة والبراهين غير قطعية الورود كأخبار الآحاد ونحوها، أو قد تخفى عليه دلالتها كقطعي الورود من النصوص كما هو في القرآن ولا يكون قطعي الدلالة فيكون حينئذ الإنسان معذورا إذا لم يستوعبه ولم يفهمه على وجه صحيح، لأن الله سبحانه وتعالى قادر على بيانه غاية البيان كما بين غيره من الأحكام، وإنما جعل فيه ذلك الخفاء وذلك الإجمال لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى ومن حكمته في ذلك أن يمتحن عباده بالتماس الحق وطلبه، وإعمال العقول والآلات التي أعدهم بها لفهم كتابه وللتلقي عنه سبحانه وتعالى، ولا يمكن أن يجعل الله سبحانه وتعالى من القرآن متشابها ومنه مجملا ومنه مشكلا ومنه خفي الدلالة فيتعبد الجميع بالوصول إلى طريق واحد وهو الصواب بل لا بد أن يترتب على ذلك الخفاء أن يرزق الله سبحانه وتعالى فهمه من شاء من خواصه من خلقه، وأن يعذر من لم يصل إلى ذلك لأن الخفاء الذي فيه كاف في الإعذار وكاف في التماس الحق وطلبه، وإذا بذل الإنسان جهده فإن الله سبحانه وتعالى لا يكلفه ما زاد على جهده وقد صرح بذلك في كتابه في عدد من الآيات، فقال تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلى وسعها}، وقال تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها}، فعلى الإنسان أن يبذل جهده في الوصول إلى الصواب فإذا وصل إليه فبها ونعمت، حصلت لديه القناعة بأن هذا هو مراد الله وعرف دليله فتعين عليه حينئذ، وإذا لم يصل إلى الصواب وإنما وصل إلى ما اقتنع هو بأنه أقرب الأمور إلى مرضاة الله وأقمنها بالحق مع أنه قابل لأن يكون غلطا فهو حينئذ معذور كحال الأئمة المجتهدين وقد كان الإمام مالك رحمه الله يقول في هذا النوع من المسائل الاستنباطية: {إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين}، وكان الشافعي رحمه الله يقول فيه: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، وكان كثير من الأئمة الأعلام في مثل هذه الأمور الاجتهادية يبذلون جهودهم ثم يصلون الاستخارة ويسألون الله سبحانه وتعالى أن يختار لهم الخير، ويبرأون إلى الله من حولهم وقوتهم اعتمادا وتوكلا على الله وحده، وهذا الجانب من الربانية لا بد منه لدى المتأخرين وهو مفقود لدى كثير منهم إلا من رحم الله، فكثير من الذين يتناقشون في المسائل لا يرجعون إلى اللجاء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يبين لهم الصواب، وقد كان كثير من الأئمة الأعلام من ذوي الذكاء والعلم والخبرة إذا عرضت عليهم النازلة غشيهم الرحضاء كحال مالك رحمه الله كان إذا سئل عن المسألة سكت ووجم كثيرا وأطرق إلى الأرض وتحدر العرق من وجهه من شدة الهول لأنه يعلم أنه موقع عن رب العالمين وأنه سيجيب بسؤال سيعرض عليه بين يدي الملك الديان فيقال أنت أفتيت بكذا، فلذلك كانوا يجتهدون في الربانية واللجاء إلى الله، ومن الأذكياء المشاهير أحمد بن عبد الحليم بن تيمية شيخ الإسلام، وقد كان إذا عرضت عليه المسألة يصلي ركعتين فيجلس في مصلاه وهو مكب على ركبتيه يقول: يا معلم داود علمني ويا مفهم سليمان فهمني، فهم يلجأون إلى الله تعالى في أن يفهمهم الحق وهذا بعيد جدا من التعصب، وبعيد جدا من أن يحتكر الإنسان الحق ويرى أن الحق هو ما لديه فقط وأن ما سواه هو عين الباطل فلذلك لا بد أن نتخلق جميعا بخلق العلماء وهديهم، وأن نعلم أن ما أخفاه الله سبحانه وتعالى من المسائل إنما هو أرزاق يرزقها من شاء من عباده، وهي مثل غيرها من الأمور التي تحتاج إلى اللجاء إلى الله والتوكل عليه والاعتماد عليه في الشأن كله، وكذلك لا بد أن يدرك الإنسان أنه ضعيف، فكما أن قواه ضعيفة عن القيام بحق الله في عباداته ولا يرضى أحد منا عن أية عبادة قام بها، هل يرضى أحد منكم عن صلاته التي صلاها الآن وهي صلاة العصر المشهودة التي قال كثير من أهل العلم هي الصلاة الوسطى، لا يستطيع أحد منكم أن يرضى عن عمله، فلذلك ينبغي أن يدرك أن فهمه واجتهاده وعلمه هو من عمله، فلا يكون مرضيا عنه فالرضا عنه من علامات النفاق، إذا رضي الإنسان عن علمه وفهمه فهذا من علامات النفاق، ولذلك لا بد أن يدرك أن علمه هو من عمله، كما أن عمله قاصر في كل الأمور كذلك علمه وفهمه، وبهذا يتواضع لله سبحانه وتعالى ويصلح للتلقي عنه وفهم كلامه، {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}،

ثم إن علينا أن نفهم أن الله سبحانه وتعالى شرع الاعتدال في الشأن كله في جميع المعاملات في معاملة النفس ومعاملة الله ومعاملة الناس، شرع الله تعالى الاعتدال والتوازن بين الإفراط والتفريط وهو المنهج الإسلامي القويم الذي يقتضي من الإنسان في التعامل مع الله سبحانه وتعالى أن لا يستغرق وقته كله في العبادة فيهمل حقوق نفسه وحقوق الناس، فهذا غير مرضي شرعا ولا يرضاه الله لعباده، ولم يكلف البشر أن يكونوا ملائكة أبدا، بل البشر يأكلون ويشربون ويفترون وينامون ويمرضون وهذه العوارض التي تعتريهم رتب عليها الشارع أحكاما ولذلك فإن النبي <span>r</span> قال: إذا مرض العبد أو سافر قال الله لملائكته انظروا ما كان يعمل عبدي في صحته وإقامته فاكتبوه له، فهذا يقتضي أن الله سبحانه وتعالى خفف عن المسافر والمريض وأعلم ملائكته بذلك، فلهذا على الإنسان أن يعلم أن هذه العوارض التي تعرض له والأحوال التي تعتريه مؤثرة في ذاته ومن هنا فلا يمكن أن يستغرق وقته كله في جانب التعبد كما أنه لا يمكن أن يستغرق وقته كله في أمور الدنيا وإهمال شؤون الآخرة فهذا شأن عبدة الدنيا وأهلها الذين حياتهم كحياة البهائم والأنعام، {والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم}، فإذا كان الإنسان يعلم أن له دارين الدار الآخرة والدار الدنيا فيؤثر الآخرة على الدنيا ويقدم حقوقها لكن مع ذلك لا يهمل نصيبه من الدنيا ويعلم أنه مكلف بتكليف لم يشاور عليه ولم يؤخذ رأيه فيه، والذي كلفه هو العليم الخبير وقد شرع له الأحكام المتعلقة بالدنيا والأحكام المتعلقة بالآخرة، لا بد أن يعتدل في طلبهما معا، وأن تكون حياته منظمة على هذا الأساس، فوقت الصلاة أهم خطاب يتجه إلى الإنسان فيه هو هذا الخطاب بأداء الصلاة المفروضة المكتوبة، ولا يمكن أن يعارضها إلا الضرورات التي يجتاج إليها الإنسان حاجة ضرورية، ما سوى ذلك لا يمكن أن يُبَدَّأ على الصلاة، ولهذا كتب عمر رضي الله عنه إلى عماله: إن أهم أموركم عندي الصلاة، فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع وأضيع، وكذلك لا بد أن يدرك الإنسان أن أمور الآخرة أيضا ليست على درجة واحدة في الخطاب، فمنها الفرائض ومنها السنن ومنها المندوبات، والفرائض منها عينية وكفائية، والعينيات منها مضيق في الوقت وموسع، فليبدأ الإنسان بالفرض العيني المضيق فهو مقدم على غيره،

ثم بعده بالفرض العيني الموسع ثم بفرض الكفاية وهكذا، فيرتب هذه الأحكام بفقه وعلى حسب مراتبها التي وضعها الشارع فيها، فلا يمكن أن يبدأ الإنسان بالسنة قبل الواجب إذا كان عليه فرائض حان وقتها فكيف يتشاغل بما دونها من السنن والمندوبات، وإذا كان لديه فرائض مضيقة وفرائض موسعة وقتها واسع فلا بد أن يبدأ بالتي ضيق الشارع وقتها لأن تضييق وقتها يقتضي المبادرة إليها وعدم إرجائها وتأخيرها، كذلك في أمور الدنيا لا بد أن يدرك الإنسان أن معاملاته في هذه الحياة الدنيا حتى في حقوق نفسه في معاملته مع نفسه منوعة أنواعا كثيرة، فمنها حقوق ترجع إلى الروح والأمور الروحانية، ومن ذلك توبته وإنابته إلى الله سبحانه وتعالى وإخلاصه في عمله فهذا من حقوق نفسه، وإذا فرط فيه وأهمله فسيبقى جانب من جوانب تركيبه أشل لا يستطيع الحراك ولا ينوء به غيره من سائر بدنه، فالإنسان الذي روحه لا تدرك شيئا من طعم العبادة ولا تتذوقه ولا تتذوق حلاوة الإيمان أشل جانب من جوانبه مشلول، والإنسان الذي يبالغ في الروحانيات على حساب البدنيات فوقته مشلول بالتفكير لكنه مع ذلك مهمل لعمل الجوارح أيضا سيكون مهوسا مملوء بالوساوس والظنون ولا يستطيع القيام بفروضه وواجباته، وكذلك فإن حقوق البدن أنواع منوعة فللبدن حق في التغذية وحق في النوم وحق في الراحة وحق في الستر وهكذا، ومنافع الإنسان أصولها الأربع التي تعهد الله بها لآدم في الجنة، فقال: {إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى}،



ومعنى تضحى تبرز للشمس أي السكن، فالطعام والشراب واللباس والسكن هذه هي أصول المنافع التي هي حقوق بدن الإنسان في خاصة نفسه، ولا بد من التوازن بينها، فكيف يكون الإنسان مثلا يلبس أحسن الملابس لكنه جائع مع ذلك، هل هو عاقل ليشتري أحسن الملابس ويموت جوعا، هذا من غير المستقيم بل هو من غير التوازن ومن غير الاعتدال، وكذلك الحال إذا كان يتغالى في أنواع المطاعم وهو يلبس الأسمال والرثوث من الملابس هل هذا معتدل أيضا أبدا هذا غير مستقيم الهدي فلذلك لا بد أن يراعي الإنسان التوازن بين حقوق نفسه، وهكذا، إذا كان الإنسان يأخذ جل وقته للنوم والراحة ويترك اليسير منه والهامش القليل للعمل هل هو معتدل متوازن أبدا، لأنه صرف إلى النوم أكثر من نصيبه، فنعم الله تعالى ينبغي أن ينظر إليها بنظرة اعتدال على هيئة الميزانيات، فأنتم تعرفون الميزانيات هذه الوزارة ميزانيتها كذا وكذا، وهي مقسمة إلى بنود البند الفلاني للإسكان والبند الفلاني لرواتب الموظفين والبند الفلاني للتسيير والبند الفلاني لصيانة المنشآت، فهذه البنود لا يمكن أن يقضي بعضها على بعض ولا أن يقع فيها الخلل، وإذا حصل فيها عدم التساوي فإنما هو ناشئ إلى عدم التساوي في التكاليف كذلك، فيكون عدلا لا جورا حينئذ، وهكذا تعامله مع أهله حينئذ فلا بد أن يكون الإنسان معتدلا في تعامله مع أهله فمن له والدان كيف يكون برا بأبيه مثلا عقا بأمه، أو برا بأمه عقا بأبيه هذا غير متوازن ولا معتدل ولا يمكن أن يقبل بوجه من الوجوه، بل لا بد أن يؤدي إلى كل ذي حق حقه، فيبدأ بحق الأم عند الضيق، إذا لم يجد إلا حق أحدهما يبدأ بحق الأم لأن النبي <span>r</span> بدأ بها، لكن لا بد في حال الاتساع أن يراعي حقوقهما معا وأن يكون برا بهما معا وقد جمع الله حقوقهما في كتابه في عدد من الآيات كقوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا}، وكقوله تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}،



وكقوله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا}، فكل هذا يقتضي التوازن بين مراعاة حقوقهما معا وكذلك الأولاد فلا بد من مراعاة حقوقهم بالسوية، وقد صح في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما في الصحيح أن أباه بشير بن سعد وهبه حديقة بالمدينة، فأصرت عليه عمرة بن رواحة وهي أم النعمان أن يشهد رسول الله <span>r</span> على ذلك، قال فذهب بي إلى رسول الله <span>r</span> فقال يا رسول الله اشهد أني وهبت ابني هذا النعمان حديقتي، فقال: أكل ولدك نحلت مثلها؟ قال: لا قال: أشهد على هذا غيري فإني لا أشهد على زور اتقوا الله وساووا بين أولادكم وفي رواية واعدلوا بين أولادكم، فهنا لا بد من العدل بين الأولاد في العطية وفي التربية وفي القيام بالمصالح كلها من النصيحة والإرشاد وغير ذلك من حقوقهم الكثيرة التي يهمل كثير من الناس ما يتعلق بالنصح والتعليم والتربية منها، كثير من الناس إذا سمع الحقوق انصرف ذهنه إلى الحقوق المادية فقط، فيظن أن الأولاد حقوقهم النفقة والسكنى ويهمل ما سوى ذلك من حقوقهم من التربية والدعاء والنصح والتعليم وغير ذلك من الأمور التي هي آكد وأعظم من حقوقهم في النفقة والسكنى، ثم إن النبي <span> </span> هنا حين أنكر على بشير بن سعد عدم عدله بين أولاده لم يقل إن جميع الأحوال ستكون كذلك بل لا شك أن الأولاد أيضا قد يقع التفاوت بينهم فمن كان منهم ذا تكاليف لديه بيت وأولاد وهو فقير لا شك أنه يمكن أن يخصصه والده بما لم يخصص به غيره، ممن ليست عليه تلك المؤونة، ومن كان أفضل وأبر لا شك أنه يستحق مكافأة أكبر من التي يستحقها من دونه، ولذلك صح عن عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر رضي الله عنه قال لها في مرض موته قد كنت وهبتك جذاذ خمسين وسقا من نخلي الذي بالعالية فلو كنت أخذتيه لملكتيه وأما اليوم فهو مال وارث، فأبو بكر الصديق رضي الله عنه خص عائشة رضي الله عنها بما ميزها الله به من الفضل والبر وغير ذلك فهي قطعا أفضل ولده، فقد ميزها وخصها بهذه العطية بجذاذ خمسين وسقا من نخله الذي بالعالية، لكنه علمها الحكم عند موته، قال: فلو كنت أخذتيه أي حزتيه لملكته، وأما اليوم بعد أن وصل هو إلى حد السياق والموت فإنما هو مال وارث أي لا وصية لوارث، فعائشة لم تحزه فأصبح بمثابة وصية، فهبة المريض بمثابة وصية، ولا وصية لوارث، لذلك قال: فلو كنت أخذتيه لملكتيه وأما اليوم فإنما هو ما وارث، فهذا النوع لا ينافي هذا الاعتدال بين الأولاد في مراعاة حقوقهم، وأيضا لا بد أن نعلم أن الشارع إذا ميز الذكور من البنين في الميراث على البنات فليس معنى ذلك الجور على البنات في حقوقهن، فيجب على الوالدين مراعاة حقوق البنات كمراعاة حقوق الأولاد ولا فرق، فما عليهم من النفقة والسكنى والتربية والدعاء والنصح والتعليم من الحقوق يستوي فيه الذكور والإناث من أولادهم، وإنما خص الله تعالى الذكران في الميراث بالتضعيف بناء على أمور أخرى ومنها ما كلفهم من التكاليف، فالتشريف على قدر التكليف لأن الله تعالى جعل على الأولاد الذكور الدية ولم يجعل ذلك على البنات، وجعل على الرجال المهور ولم يجعل على النساء من ذلك شيئا وجعل على الرجال النفقات ولم يجعل على النساء من ذلك شيئا، فالمرأة لا يجب عليها نفقة زوجها ولو كانت غنية وكان فقيرا، ولا يجب عليها نفقة أخيها ولو كان فقيرا وهي غنية ولا يجب عليها نفقة ولدها ولو كانت غنية وهو فقير وهذه أمور مما ميز الله بها الرجال من التكاليف، كذلك في مقابلها زاد نصيبهم في الميراث وهذا من عدل الله سبحانه وتعالى، لكنه مع ذلك في الوصية وفي الوقف وغير ذلك ساوى بينهم، والإخوة لأم سواء أيضا ذكرهم وأنثاهم في الميراث، فهذا كله يقتضي الاعتدال والتوازن في التعامل، كذلك التعامل مع الجيران، فلا بد أن يدرك الإنسان أن إحسانه إلى بعضهم لا يبرر إساءته إلى بعض، وأن عليه أن يحسن إلى الجميع، وأن يكون خيره متعديا، وأن يعلم أن للجار حقا عظيما حض عليه رسول الله <span>r</span> وقال: ما زال جبريل يحثني على الجار حتى ظننت أنه سيورثه، ومع ذلك فأقرب الجيران بابا إلى البيت أولاهم بالصلة كما قال النبي : الجار أحق بصقبه، وفي رواية في صحيح البخاري: الجار أحق بسقبه، والصقب والسقب القرب، فالمقصود بذلك من كان أقرب فهو أحق بحقوق الجار، وعندما سأل أبو ذَرٍّ رسول الله عن حقوق الجيران بأيهم يبدأ؟ قال: أقربهم بيتا،

أي أقربهم دارا إليك فهذا تبدأ به قبل غيره، لأن الجوار علاقته ناشئة عن القرب المكاني، فمن كان أولى بهذه العلاقة التي هي أصل الحق المترتب شرعا كان أقدم من غيره، ثم إن حقوق الجار أيضا منها ما يتعلق بالجانب السلبي أي بكف الضرر ومنها ما يتعلق بالإحسان، والجانب السلبي مقدم على الجانب الإيجابي دائما في التكاليف كما قال النبي <span> </span>: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم)، فكف الأذى مقدم على الإحسان، فلو كان الإنسان يحسن ويتصدق على الفقراء ولكنه في مقابل ذلك يمن ويؤذي فما فائدة صدقته وصلته، فإنه يبطلها بالمن والأذى وهذا ما نهى الله عنه في كتابه، وبين أن مجرد القول بالمعروف خير من الصدقة التي يتبعها الأذى فقال: {قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى}، كذلك فإن النظر إلى الآخرين عموما لا بد فيه من هذا الاعتدال والتوازن، فالإنسان يشهد على الناس بشهادة الأمة لأنه فرد من أفراد أمة محمد <span> </span>، وهذه الأمة شهود الله على الناس وظفها الله بذلك في كتابه فقال: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}، لكن هذه الشهادة إنما هي شهادة في الجملة لا في الأفراد، فلذلك ليس على الإنسان أن يعد نفسه قيما على الآخرين مراقبا لحركاتهم وسكناتهم متتبعا لزلاتهم وعوراتهم فهذا ليس من تكليف الإنسان، عليه أن يعمل بمقتضى الظاهر وبما يرى، فمن رآه من أهل الخير في الظاهر ظن به الخير في الباطن، ووكل سريرته إلى الله تعالى وتعامل معه على حسب ما يبدو منه، فالإنسان الذي لا تعرفه إلا في المسجد إذا أذن المؤذن كان من السابقين الأولين إلى الصف الأول ولا تعرف ما يعمل في بيته ليس لك أن تظن به إلا خيرا لأنك لا تعرف فيه إلا خيرا، والإنسان الذي لم تعرفه قط إلا في بيوت الله في المساجد لا شك أنك تشهد له بالإيمان كما جاء في حديث الترمذي أن رسول الله <span> </span> قال: (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان)، لأن الله تعالى يقول: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله}، ومن هنا ليس عليك أن تتبع عورات الناس، ولا أن تكشفها، وقد حرم الله سبحانه وتعالى التجسس والتحسس، وقال في سورة الحجرات {ولا تجسسوا}، وقال النبي (لا تجسسوا ولا تحسسوا)،

وبين أن الذي يتجسس على الناس ويتطلع على ما ستروه من أحوالهم لا بد أن يكشفه الله في الدنيا والآخرة، وقد صح عن النبي <span> </span> أنه قال: (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)، وفي الحديث الآخر: (من تتبع عورة مسلم ليفضحه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه)، فلذلك لا بد أن يدرك المسلم أن من حقوق المسلمين عليه أن يعاملهم بحسب ما يظهر منهم وبحسب ما يبدو، وأن يكل سرائرهم إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا لا يختص بالذين يعاشرهم ويعايشهم بل يشمل سلف الأمة ومن مات منها، فالذين ماتوا من هذه الأمة إذا كنت لا تسمع في تراجمهم إلا الخير والصلاح ولا تسمع إلا الثناء عليهم بالحق فلا يمكن أن تتبع زلاتهم وعوراتهم وأن تبحث عنها، فتلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون، وكذلك ما حصل بينهم وما شجر بينهم من الخلافات حتى لو كان ذلك في تاريخ الأمة المشهور المنقول كما حصل بين أصحاب محمد <span> </span> ورضي الله عنهم أجمعين فعليك أن تكون متوازنا فيه معتدلا، وألا تعادي أحدا منهم وأن تواليهم جميعا بولائهم لله ولرسوله <span>r</span> وأن تعلم أنهم أحق الناس بشفاعة النبي، فسابقتهم في الإسلام وصحبتهم لرسول الله وجهادهم معه كل ذلك مقتض لتكفير زلاتهم، والله سبحانه وتعالى بين معذرته لكثير منهم في بعض الأخطاء التي وقعوا فيها فقال تعالى في يوم أحد في تقويم هذه الغزوة العظيمة: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم}، ولقد عفا الله عنهم هذه الجملة قاضية على ما فرطوا فيه وما حصل منهم، فعفو الله سبحانه وتعالى قاض على كل ذلك مذهب له، وبالأخص الذين رضي الله عنهم رضاه الأكبر الذي لا سخط بعده كالذين شهدوا بدرا والذين بايعوا تحت الشجرة فأولئك حل عليهم رضوان الله الأكبر الذي لا سخط بعده فلا تقع ذنوبهم إلا مغفورة لأن الرضا سبق الذنب، فما يقع منهم فيما بعد بعد وفاة النبي <span> </span>

حتى لو كان من الحروب وقتل النفس التي حرم الله بغير حق سبق ذلك رضوان الله الأكبر الذي لا سخط بعده فلا تقع ذنوبهم إلا مغفورة، وقد صح عن النبي <span> </span> أنه قال: (والذي نفس محمد بيده لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة)، وصح عنه في صحيح مسلم أنه قال حين انتهوا من البيعة أنتم خير أهل الأرض، وقد بين الله رضاه عنهم بقوله: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا}، فأولئك الذين حل عليهم رضوان الله كيف تتطرق إليهم ألسنة الناس بعد، فلا يمكن أن يحصل منهم إلا ما هو مرضي عند الله حتى لو كان ذنبا محرما سبقته المغفرة، كذلك الذين اتبعوهم بإحسان التابعون لهم بإحسان من مختلف العصور لا شك أنهم بشر يخطئون ويصيبون وفي صحيح مسلم أن النبي <span> </span> قال: (والذي نفس محمد بيده لو لم تخطئوا فتتوبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يخطئون فيتوبون فيتوب عليهم)، فلذلك نعلم أن لدى البشر أخطاء لكن تلك الأخطاء ستوزن يوم القيامة وفي مقابلها حسناتهم ومن رجحت كفة حسناته على كفة سيئاته فسيكون من أهل الجنة قطعا، فرجحان كفة الحسنات يوم القيامة قاض على ما كان في الكفة الأخرى، وإذا أدرك الإنسان ذلك وعرفه هان عليه الأمر، وبالأخص حين يقارنه بنفسه، إذا قرأت في سير أحد الماضين أو ذكر لك عن أحد السابقين من أهل العلم أو من أهل الصلاح الذين لم تدركهم بعض الأخطاء التي تعرف أنها خطأ وتعرف الدليل المخالف لها، انظر إلى ما تقع فيه أنت من الخطإ وأنت تعرف أنه خطأ وتعرف الدليل المقابل له، وإذا عرفت ذلك فستنصف الآخرين فالنبي <span> </span> قال: (كل بني آدم خطاءون وخير الخطائين التوابون)، وبمراقبتك لأخطائك يقل تطرقك للنظر إلى أخطاء غيرك وقد أخرج مالك في الموطإ وأحمد في الزهد عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن عيسى بن مريم كان يقول: (لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله فتقسو قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، وإنما الناس مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية)، إذا اطلعت على بعض زلات الآخرين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى سترك أنت حين لم يطلع غيرك على عيوبك وأنت تعلمها ولا تستطيع إنكارها، فليكن حافزا لك على طاعة الله وإتقان عبادته والتوبة إليه من زلاتك والإكثار من الاستغفار وأيضا من حق أولئك السابقين أن تستغفر لهم إذا اطلعت على أخطائهم، فالله تعالى يقول: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم}، وقد سمع الإمام مالك رحمه الله رجلا من الخوارج يسب بعض أصحاب رسول الله <span> </span> فدعاه فقال: أأنت من السابقين الأولين من المهاجرين؟ قال: لا، قال: أفأنت من الأنصار الذين آووا ونصروا؟ قال: لا، قال: فأنا أشهد أنك لست من الذين اتبعوهم بإحسان، فالذين اتبعوهم بإحسان وصف الله حالهم بأنهم يقولون: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم}،



ثم إن على الإنسان في هذا الباب أن ينظر إلى من هو فوقه في الطاعة وأن ينظر إلى من هو دونه في أمور الدنيا، كما بين النبي <span> </span>ذلك فقال: (انظروا في أمور الآخرة إلى من فوقكم وانظروا في أمور الدنيا إلى من دونكم) فذلك أقمن ألا تزدروا نعمة الله عليكم، فعلى الإنسان أن ينظر إلى من هو فوقه في أمور الدين، فمن كان أكثر منه صلاة وذكرا وقراءة للقرآن وملازمة للطهارة وملازمة للمساجد وإمساكا لجوارحه عن المعصية هذا قدوة وأسوة ينبغي أن يأتسي به حتى لو كان هو أعلم منه ولو كان أرفع منه نسبا ولو كان أفهم منه لكن فائدة ذلك كله ما يقرب إلى الله، ولا عبرة بشيء من هذه الأمور إلا ما جاء في كفة الحسنات منها، كل أعمال الإنسان يوم القيامة إلى الميزان والميزان له كفتان ولسان ولا يظلم الله الناس شيئا، فمن رجحت كفة حسناته على كفة سيئاته فجزاؤه الجنة ومن رجحت كفة سيئاته سيساق إلى النار نسأل الله السلامة والعافية، وبذلك لا بد أن تكون معتدلا في نظرك إلى الآخرين وبالأخص إذا عرفت أن لهم إحسانا وحسنات عظيمة فلا بد في مقابل ذلك ألا تقضي نظرتك إلى سيئاتهم على نظرتك إلى حسناتهم، فإذا كنت لا تنظر إلا بعين السخط ولا تنظر أبدا بعين الاعتدال والتوازن فلن ترى إلا بتلك العين ولن ترى إلا ممقوتا بغيضا، وإذا نظرت دائما بعين الرضا فلن ترى إلا مرضيا وعين الرضا يطلب النظر بها في بعض الحالات كالنظر إلى الصحابة والتابعين وتابعيهم القرون التي شهد لها النبي <span>r</span> بالتزكية خير القرون القرن الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، وفي قوله <span> </span>: (يغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من رأى محمدا فيقولون نعم فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من رأى من رأى محمدا فيقولون نعم فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من رأى من رأى من رأى محمدا فيقولون نعم فيفتح لهم)، فأولئك القوم الذين ميزهم الله وفضلهم ينظر إليهم بعين الرضا دائما ولا تلتمس زلاتهم، ولا يظن بهم إلا أحسن المخارج، ولا يظن بهم ظن السوء أبدا، ومن دونهم من الناس لا بد إذا أردت تقويمهم أن تنظر إليهم بعين الاعتبار إذا لم تنظر بعين الرضا فلا تنظر بعين السخط، فعين السخط ستبدي لك المساوي كلها فتظن أن هذا الإنسان شيطان لأنك ستتغاضى عن كل ما فيه من أوجه الخير، وهذا هو الذي زلت به أقدام الخوارج في تقويمهم لأصحاب محمد <span> </span>،

فقد سئل عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو خليفة رسول الله <span>r</span> وإمام المسلمين وهم له ظالمون وقد حصروه وقتلوه في الشهر الحرام في البلد الحرام مظلوما رضي الله عنه، سئل عندما منعوا عنه الماء وهو في الدار فقيل لماذا يعاملونك بهذه المعاملة، فقال: أراهم لي الباطل شيطانا، معناه الباطل جعلني في أعينهم شيطانا، فلم ينظروا إلى سابقته في الإسلام ولا إلى حقوقه ولا إلى بلائه في الإسلام ولا إلى شهادة رسول الله <span> </span> له بالجنة تعيينا، ولا إلى أنه قد حل عليه رضوان الله الأكبر الذي لا سخط بعده فكل ذنوبه مغفورة سبقتها المغفرة لم ينظروا إلى شيء من هذا وإنما بدءوا ينظرون إليه على أنه إنسان مثلهم، بل ظنوا أنه شر منهم فقوموه فقط ببعض الأعمال التي يرونها وتركوا ما يقابلها من الأعمال الجسيمة العظيمة التي أهملوها، فهذا الذي يحصل منه الخطأ في تقويم الناس، ثم لو قدر أنك نظرت إلى بعض العيوب لمصلحة شرعية كالتعديل والتجريح في رجال الحديث مثلا وحملة العلم فلا بد أيضا أن تكون صاحب ورع وصاحب عفة لسان وأن لا تتجاوز القدر الذي قامت عليه البينة وقام عليه الدليل، وقد قال يحيى بن معين رحمه الله: إنا لنتكلم في أقوام عسى أن يكونوا حطوا أرحلهم بالجنة قبل مائة عام، ولكن لأن يكونوا خصما لنا أحب إلينا من أن يكون رسول الله<span> </span> خصما لنا، ومن نظر إلى أحوال الذين يتكلمون في الجرح والتعديل من أئمة الدين وجد من الدقة والحرص على عدم التجاوز والتعدي الشيء الكثير، فالذي يوصف بأنه ثقة لا يمكن أن يغمطوه حقه فيصفوه بأنه صدوق، والصدوق الذي لا يهم لا يمكن أن يصفوه بأنه يهم، ومن هو متصف بمرتبة من مراتب الجرح أيضا لا يمكن أن ينزلوه إلى المرتبة التي دونها، ولذلك فمراتب الجرح لديهم ثمانية، وهذه المراتب كل مرتبة لها طائفة تختص بها،



ولا يمكن أن يوصف المجروح بمرتبة من مراتب الجرح بمرتبة أدنى منها لأن ذلك ظلم له وتعد عليه فلا يتجاوز به مكانه، وقد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي <span>r</span> أمرهم أن ينزلوا الناس منازلهم، وهذا يقتضي عدم التجاوز بالإنسان لأية مرحلة يكون فيها، ثم إن التعامل معهم أيضا فيما يتعلق بسابقتهم في الإسلام وبلائهم فيه مقتض لغفران كثير من زلاتهم وأخطائهم كما قال ابن القيم رحمه الله: زلات العلماء أقذار وهم بحار وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، إذا نظرت إلى سابقتهم في الإسلام وبلائهم فيه وكم علموا وكم أحسنوا وكم صلوا وكم تصدقوا وكم زكوا وكم ذكروا الله وكم ختموا القرآن وكل حرف منه بعشر حسنات رأيت الفضل العظيم والسبق الجزيل الذي سبقوا به، وعرفت أن من تعلم منهم لهم أجره بعد موتهم، فالأجيال التي سبقتنا الجيل الذي سبقنا وقد أدركناهم وماتوا رحمهم الله، لهم أجر أعمالنا وأعمال من تعلم منا إلى يوم القيامة، فهم أفضل منا وخير منا لأن أعمالنا في ميزان حسناتهم والجيل الذي سبق ذلك أفضل من ذلك لأن أعمال أولئك في ميزان حسناتهم أيضا وهكذا ولهذا فإن السلف مقدم على الخلف لزيادة الأجر وقد قال الشيخ محمد عالي رحمه الله: «وكل أجر حاصل للشهدا** أو غيرهم كالعلما والزهدا** حصل للنبي مثله على** أجور ما كان النبي فعلا** مع مزيد عدد ليس يحد** وليس يحصي عده إلا الأحد** إذ كل مهتد وعامل إلى** يوم الجزاء شيخه قد حصلا** له من الأجر كأجر العامل** وضعف ذا من ناقص وكامل** وشيخ شيخه له مثلاه** وأربع لثالث تلاه، وهكذا تضعيف كل مرتبة** إلى رسول الله عالي المرتبة <span> </span>** ومن هنا يعلم تفضيل السلف** وسبقهم في فضلهم على الخلف» ودليل هذا قوله <span> </span>: (من دعا إلى هدى كان له أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا)،

كذلك في تعامل الإنسان مع الناس أيضا لا بد أن يدرك تنوعهم وتنوع حاجته إليهم، فبعضهم تعامله معه تعامل ديني يصلي معه فيعينه على هذه الشعيرة العظيمة يتعلم معه فيفيده في أحكام دينه، يأمره بالمعروف إذا قصر فيه ينهاه عن المنكر إذا وقع فيه يذكره إذا غفل يعينه إذا ذكر هذا النوع من الناس هو بمثابة الغذاء لا يستغني عنه الإنسان أبدا، وتعامله معه لا بد أن يكون محاطا بكثير من القداسة لأنه تعامل ديني، هذا الإنسان تعاملك معه تعامل ديني، فإذا رأيته في أي تقصير فليس بينك وبينه فوارق، تذكره بالله إذا رآك في تقصير ذكرك بالله، فعلاقتك به ليست مرتبطة بنسب ولا بمصالح دنيوية بل هي مرتبطة بالدين المقدس، ومن هنا فهي علاقة لا تنقطع، لو أخطأ عليك أو عاملك معاملة سيئة ستلتمس له العذر وتعلم أن ذلك قد يكون راجعا إلى بعض سيئاتك عجلت لك العقوبة بها حين جرى على لسان هذا الإنسان خطاب لك بما لا يليق أو معاملة لك بما لا يليق فستنظر حينئذ من نفسك إلى هذه الزاوية، إذا بدر إليك منه أية إساءة وأنت لا تعرفه إلا بالخير فلا تعجل عليه والتمس له العذر من أنه قد يكون مغضبا لسبب ما، أو قد يكون فهمك فهما مخطئا في وجه من الوجوه، أو قد يكون مصابا بمرض في ذلك الوقت فأنت تعذره كما يعتريك أنت من الضعف، والتكدر فأحوالك غير ثابتة، وفي كل ساعة يمر بك من التطورات ما يدل على الفناء والانتقال من هذه الدار، فكذلك لا بد أن تعذر الآخرين بما يعتريهم من العوارض والأحوال، الشجاع إذا فر مرة فليس ذلك عارا عليه لأنه عرفت منه الشجاعة من قبل كما قال الشاعر: «وليس فرار اليوم عارا على الفتى * إذا علمت منه الشجاعة بالأمس<span>»</span>، وكذلك الجواد إذا كبا مرة فإنه يعذر في ذلك، أقيلوا ذوي الهيآت عثراتهم، فقد بين الله سبحانه وتعالى من هذا التعامل وأوجهه الشيء الكثير،

فمنها ما يتعلق بالاستئذان إذ قال: {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم}، هذا وجه عجيب جدا إذا استأذنت على جارك وصديقك الحميم فلم يأذن لك فارجع فهو أزكى لك فأنت مثاب وما كنت تطلبه من الخير سواء كان دنيويا أو أخرويا أحرزت أكثر منه، لأن الله تعالى بين أن الذي أحرزته أزكى مما كنت تطلبه، {فارجعوا هو أزكى لكم} أي رجوعكم أزكى لكم، وكذلك في الظنون قال تعالى في قصة الإفك: {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون}، هنا قال: {ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا}، والمقصود بأنفسهم بإخوانهم أي بالمؤمنين والمؤمنات، فالإنسان عليه أن يعرض ما وقع في نفسه أن أخاه وقع فيه يعرضه على نفسه، فإن أمكن وقوعه منه فليعذر الآخر وليعلم أن الأمر يمكن حصوله مني أنا فكيف لا أعذر الآخر بحصوله منه، وإن وجدته مستحيلا لا يقع مني فينبغي أن ألتمس العذر لأخي وأظن به الخير وأنه لا يمكن أن يقع منه هذا، {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا}، أي هلا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم أي بالمؤمنين والمؤمنات خيرا وقالوا هذا إفك مبين، هذا الأصل أن يكذبه الإنسان، لأن لديه من القرائن ما يقتضي تكذيبه، ثم إن على الإنسان في التوازن أيضا في أعماله هو أن يدرك أن كثيرا من أعماله قد يظهر فيها التناقض أو التعارض في الظاهر، ولكن لا بد من الفقه في التعامل معها حتى لا يقع ذلك فالإنسان في طلبه للعلم وطلبه للدنيا كثيرا ما يظن ذلك متناقضا متعارضا، حتى إن الإمام الشافعي رحمه الله لما أتى المدينة اشترى حمارا ينتقل عليه بين الدروس والمشايخ، فأتعبه بعلفه وطلبه فقال: كيف يقرأ من له حمار فباعه، فسار على رجليه بين الحلقات فتعب فقال: كيف يقرأ من ليس له حمار فعاد فاشتراه، فكذلك أمور هذه الحياة لا بد أن يقع فيها مثل هذا النوع ويسدد الإنسان ويقارب ويجتهد في أقربها إلى الله سبحانه وتعالى وأرضاها له، وإذا كان دائما في كل أموره يستعين بالله تعالى ويبرأ من حوله وقوته فهو معان لا محالة، «إذا كان عون الله للمرء صاحبا** تهيا له من كل صعب مراده** وإن لم يكن عون من الله للفتى** فأول ما يجني عليه اجتهاده»،



وكذلك الحال بالنسبة للمقارنة بين الدعوة والعمل، فالإنسان لا شك أوجب الله عليه الدعوة إلى سبيله وبين أن انتماءه للنبي <span> </span> مشروط بذلك، {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}، فالانتماء لاتباع النبي مشروط بالدعوة إلى ما جاء به، لكن كثيرا من الناس يحول بينه وبين ذلك ضيق وقته فالواجبات أكثر من الأوقات، ويظن أن هذا العمل قد يقوم به الغير فيكله إلى ذلك الغير، وهذا من عدم التوازن، فعلى الإنسان أن يكون متوازنا لا يعطي وقته كله في الدعوة فهذا تفريط في بعض الواجبات، ولا يخلي وقته كله من الدعوة فذلك تفريط في بعض الواجبات أيضا، فالذي يأخذ بالنظرة السابقة في الاعتدال في التعامل مع الناس إذا كان ينظر إليهم دائما بعين الستر حتى لو رأى المنكر لا يغيره ولا يأمر بالمعروف هذا غير معتدل لا بد أن يكون معتدلا فلا يتقصى البحث عن المنكر لكن إذا رآه لا بد أن يغيره ولا بد أن تأخذه الحمية لدينه وأن ينتصر لله سبحانه وتعالى، لا بد إذا رأى منكرا أن يغيره لكن ليس له أن يلتمسه ويبحث عنه، فعلى الإنسان أن يسعى لإصلاح نفسه وإصلاح الآخرين ما استطاع بتوازن واعتدال، ومن هنا فإن موازنته أيضا لأدائه الوظيفي وأعماله الدنيوية مع طلب العلم والدعوة وأمور الآخرة من هذا القبيل، فلا بد أن يقسم وقته وأن يجعل برنامجه منضبطا ما كان منه لطلب العلم يختص به وهو جزء منضبط لا يجار عليه، وما كان منه من طلب الدنيا كذلك خصصه وهو وقت منضبط لا يجار عليه، وما كان للعبادة كان أيضا منضبطا لا يجار عليه، وما كان للتعامل مع الناس وأداء حقوقهم إليهم كذلك كان كاملا لا يجار عليه فيؤدي إلى كل ذي حق حقه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ومثل هذا ما يتعلق بما يتجدد من الوقائع والأمور في حياة الناس، فإن كثيرا من الناس يدرسون الفقه مثلا وقد دون في عصور مضت وتأثر المدونون له بواقعهم، فإذا درست مثلا في كتاب من كتب الفقه في أي مذهب من المذاهب بعض الأحكام ستجد أنها تتعلق بالحديث عن دولة إسلامية قائمة تقام فيها حدود الله سبحانه وتعالى وتراعى فيها فرائضه ويجاهد فيها أعداؤه ويقام فيها كل شعائر الدين هذا الذي تدرسه في الفقه، فتجد بعض الأحكام مترتبة على ذلك فمثلا إذا درست في إحياء الموات ولم يحتج إلى إذن بخلاف القريب في مختصر خليل ولم يحتج إلى إذن بخلاف القريب، أي أن الموات البعيد عن الحاضرة لا يحتاج إلى إذن ولي الأمر بخلاف القريب من الحاضرة فيحتاج إلى إذن ولي الأمر فتظن أن الحال مستمر مضطرد وأن حالنا اليوم كالحال السابق ومن هنا تظن أنك إذا كنت في الأحياء الشعبية التي لم تقسم بعد لا يمكن أن تتخذ مسجدا بل إن بعض المفتين يعتمد على هذا المتن فيفتي بأن المساجد التي هي في الأحياء الشعبية التي تسمى بالكزره أي المأخوذة قسرا هي مساجد مغصوبة لا يصلى فيها، هذا غاية في سوء الفهم لأنه أخذ نصا يترتب على واقعة ماضية وعلى حال مضى فأراد أن يرتبه اليوم على أمر مختلف تماما، وكذلك الحال بالنسبة للذين يدرسون أحاديث الإمامة وما يتعلق بها وأحكام الأئمة وطاعتهم فيريدون ترتيب ذلك على رؤساء منتخبين ويظنون أن العلاقة بين الناخب والمترشح كالعلاقة بين المأمور والأمير، فهذا قياس خمر على لبن وهو غاية في الخطإ والبعد، فخليفة رسول الله <span> </span> الذي بايعه المسلمون بالحق وقام بإقامة الدين وسياسة الدين به حقوقه هي المنصوصة في النصوص الشرعية،



أما ما سوى ذلك كرؤساء الأمصار عندما تقطع الأمة الإسلامية إلى دول كحالنا اليوم فليس أحد منهم يستطيع أن يزعم أنه خليفة النبي <span> </span> لأنه لو زعم ذلك لوجب عليه من الواجبات ما لا يستطيع القيام به كجهاد العدو وإقامة الحدود على جميع الأرض والعدل بين المسلمين جميعا قاصيهم ودانيهم شرقهم وغربهم وجنوبهم وشمالهم وهذا ما لا يستطيعه ولا يدعيه، فإذا عرف ذلك عرف أن الفرق شاسع في الأحكام بين الطائفتين بين أحكام الرؤساء والملوك وأحكام الأئمة والخلفاء، فرق شاسع بين الطائفتين في الأحكام وفي الواجبات وفي الحقوق، ولا بد من التوازن والاعتدال في هذا النوع، فأيضا التعامل مع الحكام مطلقا من الناس من يفرط فيه ومنهم من يفرط، فمن الناس من يرى أن كل حاكم فهو خليفة تجب طاعته والنصح له وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، ويرى الانقياد الأعمى وراء كل وال، ومنهم من يرى أيضا خلاف ذلك فيرى أن قادة الزمان ورؤساءه جميعا هم من الطغاة البغاة بل ربما يكفرهم جميعا فيرى منابذتهم جميعا وهذا كله خطأ فالحد الوسط هو الذي يقتضيه الاعتدال أن ينظر إليهم على أنهم ليسوا بخلفاء راشدين وأيضا ليسوا بكفار ملحدين إلا من أظهر الكفر منهم، فهم من المسلمين مثل غيرهم، ووظائفهم ليست هي وظيفة الخلافة وليست أحكامها كأحكام الخلافة وهذا التوازن والاعتدال يقتضي عدم الاعتداء على حقوقهم وأيضا عدم تقديسهم والتجاوز بهم عن حدهم، فيوضعون في مكانهم المناسب ولا يتجاوز بهم ذلك، وهكذا في بقية الأحكام كالأحكام في التعامل مع العلماء أيضا، فإن كثيرا من الناس يفرط وكثيرا منهم يفرط، فالذين يفرطون إذا سمعوا أية زلة أو أي قول يخالف هواهم ويخالف ما عندهم من عالم من العلماء أو ممن يصفه الناس بذلك نبذوه وتألبوا عليه ورأوا أنه عدو لله ونبيه وجعلوه بمثابة إخوان القردة والخنازير، وفي مقابل ذلك نجد آخرين يقدسون كل من انتسب إلى العلم حتى لو لم يكن من أهل العلم، ومن المعلوم أن هذا الزمان الذي نحن فيه هو آخر هذه الأمة الذي يكثر فيه المدعون ويكثر فيه الذين يدعون العلم وليسوا من أهله وقد بين النبي <span>r</span> ذلك وقد أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي <span>r</span> قال: (إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبضه بموت أهله حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فاستفتوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)، فإذا غلا الإنسان فيهم ورأى أن كل من قيل عنه إنه عالم أو قيل عنه إنه مفت أو فقيه فما قاله هو عين الصواب ولا يمكن أن يخالف بوجه من الوجوه هذا هو نظر الشيعة الذين يرون أن مراجعهم معصومون وأنهم أئمة ما يصدر عنهم تشريع فيجعلون لهم حقا من حقوق الإلهية وهو التشريع، ومن المعلوم أن التشريع بالإباحة والتحريم وغير ذلك من خصائص الألوهية، لايحل ولا يحرم إلا الله الملك الديان وحده، فمن دونه ليس له حق في التحليل ولا في التحريم،



لأحكام كلها من عند الله سبحانه وتعالى وحده فهو الحكم العدل وحده، والرسول <span> </span> هو المبلغ عنه، والعلماء هم المبينون لما بلغه النبي <span> </span> المؤتمنون عليه فقط، لكن ليس لأحد منهم أن يحل حراما ولا أن يحرم حلالا وليس له إلا أن يجتهد في إيصال وبيان ما أتى به النبي <span> </span> من عند الله تعالى إلى الناس، وإذا ابتعد عما جاء به النبي <span> </span> فستزل قدم بعد ثبوتها ويذوق السوء بما صد عن سبيل الله كما قال تعالى: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم} أي لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم، ومن هنا لا بد أن ينظر إليهم بهذه النظرة المتوازنة المعتدلة، أن ينظر إليهم على أنهم قوم ائتمنوا على الوحي، فمن كان منهم أكثر نصيبا منه كان أكثر نصيبا من الصواب، واستحق التقدير ولم يستحق التقديس، فيقدر على قدر علمه وتقواه وورعه لكنه لا يقدس يعلم أنه قد يخطئ، ومن هنا فأقواله يؤخذ منها ما وافق الحق ويرد منها ما خالفه، كما قال مالك رحمه الله: ما منا أحد إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر <span> </span>، البشر الذي لا يمكن أن يرد عليه شيء واحد في هذه الأمة وهو محمد <span> </span> من دونه جميعا يمكن أن ترد بعض أقوالهم، أبو بكر يمكن أن تخالفه في بعض أقواله وقد خالفه الصحابة رضوان الله عليهم في بعض اجتهاداته وعمر كذلك وعثمان كذلك وعلي كذلك وإذا أمكن خلاف هؤلاء فكيف لا يمكن خلاف من دونهم؟ وقد قال عبيدة السلماني رحمه الله تعالى وهو من أئمة التابعين وعلمائهم لعلي رضي الله عنه حين سأله عن مسألة أم الولد فذكر أنه كان يفتي فيها مع إخوانه أي مع الصحابة في خلافة عمر وعثمان بكذا وأنه اليوم رجع عن ذلك، فقال: قولك في الجماعة أحب إلينا من قولك في الفرقة، فرضي علي ذلك وضحك، فعلي هنا أقر عبيدة على رد قوله عليه، وهو خليفة وعبيدة تلميذه، لما قال له: رأيك في الجماعة أحب إلينا من رأيك في الفرقة ضحك وسلم ذلك ورضيه، فلهذا لا بد أن يعلم أن التعامل معهم يكون بهذا القبيل ويكون بالأدب الشرعي والذي يستطيع النقد هو من يعرف أن مستواه أعلى من مستوى المنقود أو مساو له هذا الذي يستطيع منافحته ومكافحة الحجة بالحجة،



ومن دونه عليه أن يأخذ الصواب وأن يرد الخطأ لكن عليه أن يعرف مكانه الذي هو فيه، الذي أحله الله ولا يتطلب أن يصل إلى مكان لم يصل إليه، فالمتزين للناس بما ليس فيه كلابس ثوبي زور، ومن هنا على الإنسان أن يعلم أنه حتى لو رزق فهما أو علما في مسألة من المسائل أو مسائل أو حفظ بعض النصوص الشرعية في بعض الأمور فليس معنى ذلك أنه صار حكما على الناس جميعا، بل معنى ذلك أن الله تعالى أراه من الهداية والنور ما يميز به بعض الحق وقد يخفى عنه بعضه وهذا من ضرورات الإنسانية، قد يخفى عنه بعض الحق ولا بد أن يستشعر ذلك أنه قد يخفى عنه الكثير من الحق، وقد قال الله تعالى لليهود: وما أوتيتم من العلم إلا قليلا، مع أنه آتاهم التوراة وقد كتبها لموسى بيمينه في الألواح وفيها تفاصيل كثيرة لكثير من الأمور ومع ذلك قال: وما أوتيتم من العلم إلا قليلا، فلا بد أن نستشعر هذا في التعامل مع الآخرين، كذلك في التعامل مع أهل الدعوة عموما لا بد أيضا من هذا الاعتدال والتوازن، فكل من دعا إلى طريق الحق سواء كان في دعوته يعمل فرديا أو جماعية وسواء كان معاصرا لك أو سابقا عليك، وسواء اتجهت دعوته إلى كل شرائح المجتمع أو بعضها فينبغي أن يكون محل تقدير لأنه أدى واجبا كفائيا وأسقط عنك أنت إثما كان في عنقك ستقدم به إلى الله،

وتولاه هو عنك، إذا عرفت ذلك فعليك أن تقدره بقدر ما قام عنك به من الواجبات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الجمعة 22 أبريل وفضل العلماء (فضل العالم من العابد )   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالجمعة 22 أبريل - 15:53



فضيلة العلم
شواهدها من القرآن قوله عز وجل: ﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط﴾ (آل عمران 3: 18) فانظركيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة وثلث بأهل العلم وناهيك بهذا شرفا وفضلا وجلاء ونبلا وقال الله تعالى: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾ (المجادلة: 11) قال ابن عباس رضي الله عنهما: للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام. وقال عز وجل: ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾ وقال تعالى: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ وقال تعالى: ﴿قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب﴾ وقال تعالى: ﴿قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به﴾ تنبيها على أنه اقتدر بقوة العلم. وقال عز وجل: ﴿وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا﴾ بين أن عظم قدر الآخرة يعلم بالعلم. وقال تعالى: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾ وقال تعالى: ﴿ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم﴾ رد حكمه في الوقائع إلى استنباطهم وألحق رتبتهم برتبة الأنبياء في كشف حكم الله. وقيل في قوله تعالى: ﴿ يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم﴾ يعني العلم ﴿وريشا﴾ يعني اليقين ﴿ولباس التقوى﴾ يعني الحياء. وقال عز وجل: ﴿ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم﴾ وقال تعالى: ﴿فلنقصن عليهم بعلم﴾ وقال عز وجل: ﴿بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم﴾ وقال تعالى: ﴿خلق الإنسان¤ علمه البيان﴾ وإنما ذكر ذلك في معرض الامتنان.
وأما الأخبار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ويلهمه رشده)[1] وقال صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء)[2] ومعلوم أنه لا رتبة فوق النبوة ولا شرف فوق شرف الوراثة لتلك الرتبة. وقال صلى الله عليه وسلم: (يستغفر للعالم ما في السموات والأرض)[3] وأي منصب يزيد على منصب من تشتغل ملائكة السموات والأرض بالاستغفار له. وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الحكمة تزيد الشريف شرفا وترفع المملوك حتى يدرك مدارك الملوك)[4] وقد نبه بهذا على ثمراته في الدنيا ومعلوم أن الآخرة خير وأبقى. وقال صلى الله عليه وسلم: (خصلتان لا يكونان في منافق حسن سمت وفقه في الدين)[5] ولا تشكن في الحديث لنفاق بعض فقهاء الزمان فإنه ما أراد به الفقه الذي ظننته وسيأتي معنى الفقه وأدنى درجات الفقيه أن يعلم أن الآخرة خير من الدنيا وهذه المعرفة إذا صدقت وغلبت عليه برىء بها من النفاق والرياء. وقال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الناس المؤمن العالم الذي إن احتيج إليه نفع وإن استغنى عنه أغنى نفسه)[6] وقال صلى الله عليه وسلم: (الإيمان عريان ولباسه التقوى وزينته الحياء وثمرته العلم)[7]. وقال صلى الله عليه وسلم: (أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد أما أهل العلم فدلوا الناس على ما جاءت به الرسل وأما أهل الجهاد فجاهدوا بأسيافهمعلى ما جاءت به الرسل)[8]. وقال صلى الله عليه وسلم: (لموت قبيلة أيسر من موت عالم)[9]. وقال عليه الصلاة والسلام: (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)[10]. وقال صلى الله عليه وسلم: (يوزن يوم القيامة مداد العلماء بدم الشهداء)[11]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة حتى يؤديها إليهم كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة)[12]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من حمل من أمتي أربعين حديثا لقي الله عز وجل يوم القيامة فقيها عالما)[13]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من تفقه في دين الله عز وجل كفاه الله تعالى ما أهمه ورزقه من حيث لا يحتسب)[14]. وقال صلى الله عليه وسلم: (أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم عليه السلام يا إبراهيم إني عليم أحب كل عليم)[15]. وقال صلى الله عليه وسلم: (العالم أمين الله سبحانه في الأرض)[16]. وقال صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أمتي إذا صلحوا صلح الناس وإذا فسدوا فسد الناس الأمراء والفقهاء)[17]. وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما يقربني إلى الله عز وجل فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم)[18]. وقال صلى الله عليه وسلم: (في تفضيل العلم على العبادة والشهادة فضل العالم على العابد كفضلي على أدنى رجل من أصحابي)[19]، فانظر كيف جعل العلم مقارنا لدرجة النبوة وكيف حط رتبة العمل المجرد عن العلم وإن كان العابد لا يخلو عن علم بالعبادة التي يواظب عليها ولولاه لم تكن عبادة. وقال صلى الله عليه وسلم: (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب)[20]. وقال صلى الله عليه وسلم: (يشفع يوم القيامة ثلاثة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء)[21]، فأعظم بمرتبة هي تلو النبوة وفوق الشهادة مع ما ورد في فضل الشهادة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما عبد الله تعالى بشيء أفضل من فقه في الدين ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ولكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه)[22]. وقال صلى الله عليه وسلم: (خير دينكم أيسره وخير العبادة الفقه)[23]. وقال صلى الله عليه وسلم: (فضل المؤمن العالم علىالمؤمن العابد بسبعين درجة)[24]. وقال صلى الله عليه وسلم: (إنكم أصبحتم في زمن كثير فقهاؤه قليل قراؤه وخطباؤه قليل سائلوه كثير معطوه العمل فيه خير من العلم وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه قليل معطوه كثير سائلوه العلم فيه خير من العمل)[25]. وقال صلى الله عليه وسلم: (بين العالم والعابد مائة درجة بين كل درجتين حضر الجواد المضمر سبعين سنة)[26]. وقيل: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ فقال: (العلم بالله عز وجل) فقيل: أي العلم تريد؟ قال صلى الله عليه وسلم: (العلم بالله سبحانه) فقيل له: نسأل عن العمل وتجيب عن العلم، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن قليل العمل ينفع مع العلم بالله، وإن كثير العمل لا ينفع مع الجهل بالله)[27]. وقال صلى الله عليه وسلم: (يبعث الله سبحانه العباد يوم القيامة ثم يبعث العلماء ثم يقول: يا معشر العلماء، إني لم أضع علمي فيكم إلا لعلمي بكم ولم أضع علمي فيكم لأعذبكم، اذهبوا فقد غفرت لكم)[28]. نسأل الله حسن الخاتمة.
وأما الآثار فقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل: يا كميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالإنفاق، وقال علي أيضا رضي الله عنه: العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه، وقال رضي لله عنه نظماً:
ما الفخرُ إلا لأهلِ العِلْم إنَّهـــم على الهدى لمن استهدى أدلاَّءُ
وقَدْرُ كلِّ امرىءٍ ما كان يُحْـسِنُه والجَاهِلُون لأهْل العلم أعَداءُ
ففُزْ بعلمٍ تَعِشْ حياً به أبــــداً النَّاسَ موتى وأهلُ العِلْمِ أحْياءُ
وقال أبو الأسود: ليس شيء أعز من العلم، الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: خُيِّر سليمان بن داود عليهما السلام بين العلم والمال والملك فاختار العلم فأعطي المال والملك معه.
وسئل ابن المبارك: من الناس؟ فقال: العلماء قيل: فمن الملوك؟ قال: الزهاد. قيل: فمن السفلة؟ قال: الذين يأكلون الدنيا بالدين ولم يجعل غير العالم من الناس لأن الخاصية التي يتميز بها الناس عن سائر البهائم هو العلم؛ فالإنسان إنسان بما هو شريف لأجله، وليس ذلك بقوة شخصه، فإن الجمل أقوى منه، ولا بعظمه فإن الفيل أعظم منه، ولا بشجاعته فإن السبع أشجع منه، ولا بأكله فإن الثور أوسع بطنا منه، ولا ليجامع فإن أخس العصافير أقوى على السفاد[29] منه، بل لم يخلق إلا للعلم. وقال بعض العلماء: ليت شعري أي شيء أدرك من فاته العلم، وأي شيء فاته من أدرك العلم. وقال عليه الصلاة والسلام: (من أوتي القرآن فرأى أن أحدا أوتي خيرا منه فقد حقر ما عظم الله تعالى)[30].
وقال فتح الموصلي رحمه الله: أليس المريض إذا منع الطعام والشراب والدواء يموت؟ قالوا: بلى، قال: كذلك القلب إذا منع عنه الحكمة والعلم ثلاثة أيام يموت. ولقد صدق فإن غذاء القلب العلم والحكمة وبهما حياته، كما أن غذاء الجسد الطعام، ومن فقد العلم فقلبه مريض وموته لازم ولكنه لا يشعر به؛ إذ حب الدنياوشغله بها أبطل إحساسه؛ كما أن غلبة الخوف قد تبطل ألم الجراح في الحال وإن كان واقعا[31]؛ فإذا حط الموت عنه أعباء الدنيا أحسَّ بهلاكه وتحسر تحسرا عظيما ثم لا ينفعه وذلك كإحساس الآمن خوفه والمفيق من سكره بما أصابه من الجراحات في حالة السكر أو الخوف، فنعوذ بالله من يوم كشف الغطاء فإن الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا[32].
وقال الحسن رحمه الله: يوزن مداد العلماء بدم الشهداء فيرجح مداد العلماء بدم الشهداء. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: عليكم بالعلم قبل أن يرفع ورفعه موت رواته، فوالذي نفسي بيده ليودن رجال قتلوا في سبيل الله شهداء أن يبعثهم الله علماء لما يرون من كرامتهم، فإن أحدا لم يولد عالما وإنما العلم بالتعلم. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها. وكذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه وأحمد بن حنبل رحمه الله. وقال الحسن في قوله تعالى: ﴿ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة﴾ (سورة البقرة: الآية 201. سورة التوبة: الآية 122) إن الحسنة في الدنيا هي العلم والعبادة وفي الآخرة هي الجنة وقيل لبعض الحكماء أي الأشياء تقتني قال الأشياء التي إذا غرقت سفينتك سبحت معك يعني العلم وقيل أراد بغرق السفينة هلاك بدنه بالموت وقال بعضهم من اتخذ الحكمة لجاما اتخذه الناس إماما ومن عرف بالحكمة لاحظته العيون بالوقار.
وقال الشافعي رحمة الله عليه من شرف العلم أن كل من نسب إليه ولو في شيء حقير فرح ومن رفع عنه حزن وقال عمر رضي الله عنه يا أيها الناس عليكم بالعلم فإن لله سبحانه رداء يحبه فمن طلب بابا من العلم رداه الله عز وجل بردائه فإن أذنب ذنبا استعتبه ثلاث مرات لئلا يسلبه رداءه ذلك وإن تطاول به ذلك الذنب حتى يموت وقال الأحنف رحمه الله كاد العلماء أن يكونوا أربابا وكل عز لم يوطد بعلم فإلى ذل مصيره وقال سالم بن أبي الجعد اشتراني مولاي بثلثمائة درهم وأعتقني فقلت بأي شيء أحترف فاحترفت بالعلم فما تمت لي سنة حتى أتاني أمير المدينة زائرا فلم آذن له وقال الزبير بن أبي بكر كتب إلي أبي بالعراق عليك بالعلم فإنك إن افتقرت كان لك مالا وإن استغنيت كان لك جمالا وحكى ذلك في وصايا لقمان لابنه قال يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله سبحانه يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء وقال بعض الحكماء إذا مات العالم بكاه الحوت في الماء والطير في الهواء ويفقد وجهه ولا ينسى ذكره وقال الزهري رحمه الله العلم ذكر ولا تحبه إلا ذكران الرجال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الثلاثاء 26 أبريل والدين النصيحة بعد حضور الشيخ من برلين   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالأربعاء 27 أبريل - 0:56

شرح حديث ( الدين النصيحة )



خالد بن سعود البليهد


عن تميم بن أوس الداري أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم.

هذا الحديث أصل عظيم في وجوب النصيحة وبيان فضلها ومنزلتها في الدين وذكر مجالاتها. قال محمد بن أسلم " هذا الحديث أحد أرباع الدين " وقد ورد في السنة أحاديث عامة في النصح لكل مسلم وأحاديث خاصة في النصح لولاة الأمور ونصحهم لرعاياهم . وفي الحديث مسائل:

الأولى: قوله ( الدين النصيحة ) فيه دلالة صريحة على أن النصيحة تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان كما فسر الدين بذلك في حديث جبريل المشهور ، فإن النصح لله يقتضي القيام بأداء الفرائض واجتناب المحرمات ويستلزم ذلك الإجتهاد بالتقرب إليه بنوافل الطاعات وترك المكروهات. والنصيحة (لغة): الخلوص من الشوائب ، و(اصطلاحا): قيام الناصح للمنصوح له بوجوه الخير إرادة وفعلا. والنصيحة ضربان:
1- نصيحة واجبة لله بإتباع محبة الله في أداء الفرائض وترك المحرمات.
2- نصيحة مستحبة بإيثار محبة الله على محبة نفسه في فعل المسنونات واجتناب المكروهات.

الثانية: من النصيحة لله صحة الإعتقاد في وحدانيته وإخلاص النية في عبادته وتنزيهه عن جميع النقائص والعيوب وإثبات أسمائه وصفاته على الوجه اللائق به وتوحيده في أفعاله وأفعال الخلق بالتأله له وعدم الإشراك به أحدا من خلقه وتحكيم شرعه والقيام بطاعته واجتناب معصيته والحب فيه والبغض فيه وتعظيمه وخشيته ورجاؤه ومحبته وجهاد من كفر به والإعتراف بنعمه وشكره عليها.

الثالثة: من النصيحة لكتاب الله الإيمان بأنه كلام الله حقيقة نزل به جبريل على رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يشبهه شيء من كلام البشر ، وتعظيمه وتلاوته حق التلاوة والذب عنه والتصديق بأخباره والوقوف مع أحكامه وتحليل حلاله وتحريم حرامه و الإيمان بمتشابهه والعمل بمحكمه وتدبر معانيه والإعتبار بمواعظه وتعلمه وتعليمه ونشر فضائله وأسراره وحكمه والاشتغال بتفسيره وفق مراد الله ومراد رسوله ورد عنه إنتحال المبطلين وتحريف المبتدعين وغلو الغالين.

الرابعة: من النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان به وتصديق أخباره وطاعة أوامره واجتناب نواهيه وتعزيره وتوقيره وتعظيمه حيا وميتا والذب عن سنته ونشر أحاديثه في الورى والرد على كل من أساء إليه وآذاه ، واتباعه في كل كبير وصغير وتقديم محبته على محبة النفس والولد والناس أجمعين وعدم الخروج على شريعته واعتقاد أنه سيد الخلق وخاتم الأنبياء ، وعدم إطرائه والغلو في محبته ورفعه فوق منزلته التي أنزله الله تعالى ، قال تعالى ( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وقال ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ).

الخامسة: المراد بأئمة المسلمين الذين تلزم طاعتهم الحكام ومن ينوب عنهم في الولايات والعلماء الربانيون أهل الحل والعقد الذين شهدت لهم الأمة بالإمامة قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) قال ابن عباس " هم الفقهاء والعلماء الذين يعلمون الناس معالم دينهم " وقال أبو هريرة " هم الأمراء والولاة ". قال ابن كثير " والظاهر والله أعلم أنها عامة في كل أولي الأمر من الأمراء والعلماء "

السادسة: من النصيحة لولاة المسلمين السمع والطاعة لهم ومعاونتهم على الحق وتذكيرهم به وإعلامهم بما غفلوا عنه أو لم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم وتأليف قلوب المسلمين على طاعتهم والدعاء لهم في ظهر الغيب والصبر على أذاهم وجورهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين) رواه أحمد. وقال صلى الله عليه وسلم ( عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك ) رواه مسلم. وهذا أصل من أصول أهل السنة والجماعة قد استفاض العمل به عند السلف الصالح وصار شعارا عظيما يميزهم عن أهل البدع ، وكل من خرج على الولاة وقع في حرج ومشقة وفساد من الأمر أشد مما كان هو فيه من الظلم وضيق الحال . وتلزم طاعة الإمام في كل أمر سواء أمر بواجب أو سنة أو مباح ما لم يأمر بمعصية فلا يجوز طاعته ، وكذلك يلزم طاعته في نهيه ما لم ينه عن واجب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ) متفق عليه.

السابعة: المشروع في نصيحة الولاة أن تكون سرا ولا يجوز أن تكون علانية على رؤوس الأشهاد في غيبته لأن ذلك تحريضا بالرعية وإغراء بالسلطان وسبيل لحصول الفتنة والفرقة وإذا فتح الباب لغوغاء الناس حصل فساد عظيم ، وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن أمر السلطان بالمعروف ونهيه عن المنكر فقال " إن كنت فاعلا ولا بد ففيما بينك وبينه" . أما الإنكار على الوالي الشرعي علانية والجهر بذلك فوق المنابر فليس من طريقة أهل السنة والجماعة وإنما شيء أحدثه الخوارج وعرف عنهم وقد أفتى شيخنا ابن باز رحمه الله بمنع ذلك وعده من عمل الخوارج. أما من شهد المنكر في حضرة السلطان فيجب عليه الإنكار إن قوي على ذك ولم يخش سوطا أو سيفا وقد ورد فيه فضل عظيم.

الثامنة: للعلماء المقتدى بهم منزلة عظيمة في الدين فهم ورثة الأنبياء ومصابيح الدجى وزينة البلد بهم يرفع الجهل وتكشف الغمة وتنجلي الظلمة وهم المفزع بعد الله عند نزول الحوادث والفتن وهم حصن الإسلام وقلعته يدرأون عن الإسلام وأهله كيد الأعداء وفجور المنافقين وجهل السفهاء بذلوا أموالهم وأوقاتهم وأعراضهم لله في سبيل نشر الحق والذب عنه ، فلهم حق عظيم على كل مسلم والواجب على أهل الإسلام توقيرهم وتعظيمهم وإحسان الظن بهم والستر على معايبهم والإقتداء بهم ونصرتهم وموالاتهم والذب عن أعراضهم ونصحهم بالمعروف ، ويحرم على المسلمين ذمهم أو تنقصهم والطعن فيهم أو إساءة الظن بهم ولا يجوز للعامي الإستخفاف بهم في مجامع الناس ووسائل الإعلام. وقال صلى الله عليه وسلم (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير ) رواه الترمذي. وقال طاووس: إن من السنة توقير العالم .

التاسعة: من النصيحة لعامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم وتعليم جاهلهم وتذكير غافلهم وإسداء النصح لهم وستر عوراتهم وسد خلاتهم ونصرتهم على من ظلمهم ومجانبة الغش والحسد لهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه ، ومن أعظم ذلك أن ينصح لمن استشاره في أمره خاصة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حق المسلم على المسلم ست) وذكر منها ( وإذا استنصحك فانصح له ) رواه مسلم ، وفي الصحيحين عن جرير قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. ومن فقه النصيحة للمسلم أن ينصحه برفق وتلطف ولا يعنف عليه وأن يكون ذلك سرا لا يجهر به عند الناس لأن ذلك ينفره عن اتباع الحق ويفضحه ويؤدي إلى العداوة والقطيعة ، وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سرا حتى قال بعضهم من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة ومن وعظه على رؤوس الناس فقد وبخه. وقال الفضيل " المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير" . والنصيحة خاصة بالمسلم أما الكافر فلا يشرع نصحه قال الإمام أحمد " ليس على المسلم نصح الذمي وعليه نصح المسلم ".

العاشرة: من أجل أنواع النصح لله ولرسوله وأشرفها رد الأهواء والبدع المضلة بالكتاب والسنة والرد على أهل البدع المخالفين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك رد الأقوال الضعيفة من زلات العلماء وبيان ما يصح من الأحاديث وما لا يصح من الأحاديث الضعيفة والمنكرة بتبيين حال رواتها الضعفاء أو سماعهم أو غلط الثقات منهم ، وهذا الباب العظيم خاص بالعلماء الراسخين ومن قاربهم أما طلاب العلم وآحاد الناس وعوامهم فليس لهم الدخول في هذا الأمر الجليل لأنهم يفسدون أكثر مما يصلحون والغيرة الدينية ومحبة الخير لا تكفي في هذا الباب ، وقد توسع كثير من المنتسبين للعلم في الردود والمناظرات مع الخصوم مع عدم الأهلية ومراعاة القواعد الشرعية والآداب المرعية في هذا الباب.

بقلم : خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاربعاء 27 لقد يئس الشيطان ان يعبد فى جزيرة العرب   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالأربعاء 27 أبريل - 15:20

الكتاب : دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
عرض ونقض
المؤلف : عبد العزيز بن محمد بن علي العبد اللطيف
مصدر الكتاب : موقع الدرر السنّية : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
أدخله على الموسوعة و فهرسه أخوكم خالد لكحل، عضو في ملتقى أهل الحديث



(ومما يدل على بطلان مذهبكم ما روى مسلم في (صحيحه) عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم) وروى الحاكم وصححه أبو يعلى والبيهقي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام بأرض العرب، ولكن رضي منهم بما دون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات).
أقول وجه الدلالة:
أن الرسول أخبر أن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، وفي حديث ابن مسعود أيس الشيطان أن تعبد الأصنام بأرض العرب، وهذا بخلاف مذهبكم فإن البصرة وما حولها والعراق من دون الدجلة الموضع الذي فيه قبر علي وقبر الحسين رضي الله عنهما، وكذلك اليمن كلها والحجاز كل ذلك من أرض العرب، ومذهبكم أن هذه المواضع كلها عبد الشيطان فيها، وعبدت الأصنام، وكلهم كفار … وهذه الأحاديث ترد مذهبكم) (1).
يقول القباني:
(نقول أن الأمة قد اجتمعت على تكفير من ضلل هذه الأمة، وممن نقل الإجماع علماء الحنابلة..) (2).
ويقول عبد الرؤوف بن محمد بعد أن ذكر حديث افتراق الأمة:
(وليس الافتراق مخرجاً عن ملته - أي الملة المحمدية -.. وما حكي خلف عن سلف أن أحدا من الصحابة والتابعين منع أحدا من فرق الإسلام من إتيان المسجد الحرام، ولو كانوا قائلين بكفرهم لمنعوهم من الحج..) (3)
وقد أشار الشيخ عبد الرحمن بن حسن إلى بعض الخصوم الآخرين ممن أورد هذه الشبهة، واعترض بها على الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله:
(وممن أورد هذه الشبهة عليه عبد الله المويس راعي حرمة، وابن إسماعيل في الوشم وسليمان بن عبد الوهاب في العارض وزعموا أن الأمة لا يقع فيها شرك..) (4).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الجمعة 29 أبريل وأعياد الكفار وموقف المسلم منها   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالجمعة 29 أبريل - 14:05

أعياد الكفار وموقف المسلم منها ….فضيلة الشيخ /إبراهيم بن محمد الحقيل

كتبهاد. خالد سعد النجار ، في 26 ديسمبر 2007 الساعة: 12:32 م

الصراع بين الحق والباطل دائم ما دامت الدنيا، واتباع فئام من الأمة المحمدية أهلَ الباطل في باطلهم من يهود ونصارى ومجوس وعباد أوثان وغيرهم، وبقاء طائفة على الحق رغم الضغوط والمضايقات، كل ذلك سنن كونية مقدرة مكتوبة، ولا يعني ذلك الاستسلام وسلوك سبيل الضالين؛ لأن الذي أخبرنا بوقوع ذلك لا محالة حذَّرنا من هذا السبيل، وأمرنا بالثبات على الدين مهما كثر الزائغون، وقوي المنحرفون، وأخبرنا أن السعيد من ثبت على الحق مهما كانت الصوارف عنه، في زمن للعامل فيه مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمل الصحابة - رضي الله عنهم - كما ثبت ذلك في حديث أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه -(1).

ولسوف يكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أقوام ينحرفون عن الحق صوب الباطل يغيرون ويبدلون، وعقوبتهم أنهم سيُحجزون عن الحوض حينما يَرِده الذين استقاموا ويشربون منه كما قال - عليه الصلاة والسلام -: "أنا فرطكم على الحوض؛ وليُرفعن إليَّ رجال منكم حتى إذا أهويت إليهم لأناولهم اختلجوا دوني فأقول: أي رب! أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" وفي رواية: "فأقول: سحقاً لمن بدَّل بعدي"(2).

ومن أعظم مظاهر التغيير والتبديل، والتنكر لدين محمد صلى الله عليه وسلم اتِّباع أعداء الله - تعالى - في كل كبيرة وصغيرة، باسم الرقي والتقدم، والحضارة والتطور، وتحت شعارات التعايش السلمي والأخوة الإنسانية، والنظام العالمي الجديد والعولمة والكونية، وغيرها من الشعارات البراقة الخادعة. وإن المسلم الغيور ليلحظ هذا الداء الوبيل في جماهير الأمة إلا من رحم الله - تعالى - حتى تبعوهم وقلدوهم في شعائر دينهم وأخص عاداتهم وتقاليدهم كالأعياد التي هي من جملة الشرائع والمناهج. والله - تعالى - يقول: ((ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)) [المائدة: 48]، ويقول تعالىSad( لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه)) [الحج: 67] أي: عيداً يختصون به.

إن كثيرا من المسلمين قد اغتروا ببهرج أعداء الله - تعالى - خاصة النصارى في أعيادهم الكبرى كعيد ميلاد المسيح - عليه الصلاة والسلام - (الكريسمس) وعيد رأس السنة الميلادية، ويحضرون احتفالات النصارى بها في بلادهم؛ بل نقلها بعضهم إلى بلاد المسلمين - والعياذ بالله - إن كثيراً من المسلمين سيشاركون في تلك الاحتفالات على اعتبار أنها مناسبة عالمية تهم سكان الأرض كلهم، وما علم هؤلاء أن الاحتفال بها هو احتفال بشعائر دين النصارى المحرف الملعون هو وأهله وأن المشاركة فيه مشاركة في شعيرة من شعائر دينهم، والفرح به فرح بشعائر الكفر وظهوره وعلوه، وفي ذلك من الخطر على عقيدة المسلم وإيمانه ما فيه؛ حيث إن "من تشبه بقوم فهو منهم"(3) كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكيف بمن شاركهم في شعائر دينهم؟! وذلك يحتم علينا الوقوف على حكم الاحتفال بهذين العيدين، وما يجب على المسلم تجاههما، وكيفية مخالفتهم التي هــي أصل من أصول ديننا الحنيف، بَلْهَ التعرف على أصل هذين العيدين وشعائرهم فيهما بقصد تجنبها والحذر والتحذير منها.

عيد ميلاد المسيح - عليه السلام - وعند الأوروبيين يسمى عيد الكريسمس وهو يوم (25 ديسمبر) عند عامة النصارى، وعند الأقباط يوافق يوم (29 كيهك) والاحتفال به قديم ومذكور في كتب التاريخ قال المقريزي: وأدركنا الميلاد بالقاهرة ومصر وسائر إقليم مصر جليلاً تباع فيه الشموع المزهرة وكانوا يسمونها الفوانيس(4). فالاحتفالات بهذا العيد تقام في يوم وليلة الخامس والعشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول) في المجتمعات النصرانية الغربية، وبعد ذلك بحوالي أسبوعين عند النصارى الشرقيين .. حيث تغلق جميع الدوائر الرسمية وغير الرسمية أبوابها ، وكذلك المستشفيات والمحلات التجارية وتتوقف كثير من وسائل المواصلات كالحافلات والقطارات عـن العمل. وفي العموم فإن حركة الحياة تتوقف في ذلك اليوم كما لو كان الناس قد نزلوا إلى ملاجئهم إثر غارة جوية معادية !

لكن لعل المقيم في تلك البلاد أو الزائر في ذلك اليوم والليلة يرى أن نوعين من المحلات لا تغلق أبوابها ، بل يزدهر سوقها ويكثر روادها، وهما:حانات الخمور والبارات التي يشرب فيها الخمر والمسكرات؛ حيث يفرط الناس بشربها إلى حد فقدان العقل وفقدان السيطرة على السلوك

ومناسبة هذا العيد عند النصارى تجديد ذكرى مولد المسيح - عليه السلام - كل عام، ولهم فيه شعائر وعبادات؛ حيث يذهبون إلى الكنيسة ويقيمون الصلوات الخاصة. وقصة عيد الميلاد مذكـورة في أناجيلهم (لوقا) و (متَّى) وأول احتفال به كان عام 336م، وقد تأثر بالشعائر الوثنية؛ حيث كان الرومان يحتفلون بإله الضوء وإله الحصاد، ولما أصبحت الديانة الرسمية للرومان النصرانية صار الميلاد من أهم احتفالاتهم في أوروبا، وأصبح القديس (نيكولاس) رمزاً لتقديم الهدايا في العيد من دول أوروبا، ثم حل البابا (نويل) محل القديس (نيكولاس) رمزاً لتقديم الهدايا خاصة للأطفال (5). وقد تأثر كثير من المسلمين في مختلف البلاد بتلك الشعائر والطقوس؛ حيث تنتشر هدايا البابا (نويل) المعروفة في المتاجر والمحلات التي يملكها في كثير من الأحيان مسلمون، وكم من بيت دخلته تلك الهدايا، وكم من طفل مسلم يعرف البابا (نويل) وهداياه! فلا حول ولا قوة إلا بالله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاثنين 2 مايو ومواصله حكم الاحتفال بأعياد النصارى   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالإثنين 2 مايو - 12:17

خرافة حول ما يسمى بابا نويل :

أصبح البابا نويل عند الأمة الضالة أسطورة كبيرة يصدقها كثير من الأطفال (بل في استفتاء أجرته إحدى شبكات التلفاز الأمريكية في عيد الميلاد سنة1986 - قال 90% من الكبار أيضاً إنهم يؤمنون بوجود سانتا كلوز) .

وتقول الأسطورة الحالية: "إن سانتا كلوز يعيش في القطب الشمالي مع زوجته وأعوانه يديرون مصنعاً كبيراً للُعب الأطفال ، وفي ليلة الميلاد يسافران معاً على زحافة ثلجية يجرها ثمانية غزلان ، وتمر الزحافة على سطح كل منزل لينزل منها سانتا كلوز من خلال المدخنة إلى غرفة الطعام ليضع الهدايا في جوارب خاصة يتركها للأطفال معلقة بجوار المدفأة.. وعادة ما يضع الأهل تلك الهدايا بدلاً من سانتا كلوز وقت نوم الأطفال ، فإذا ما استيقظوا تيقنوا أن سانتا كلوز حقيقة لامراء فيها" (الأهرام 3/1/1987م

وللنصارى في هذا العيد شعائر منها: أن نصارى فلسطين وما جاورها يجتمعون ليلة عيد الميلاد في (بيت لحم)المدينة التي ولد فيها المسيح - عليه الصلاة والسلام - لإقامة قداس منتصف الليل، ومن شعائرهم: احتفالهم بأقرب يوم أحد ليوم (30 نوفمبر) وهو عيد القديس (أندراوس) وهو أول أيام

القدوم - قدوم عيسى عليه السلام - ويصل العيد ذروتـه بإحياء قداس منتصف الليل؛ حيث تزين الكنائس ويغني الناس أغاني عيد الميلاد وينتهي مـوسم العيد في (6 يناير). وبعضهم يحرق كتلة من جذع شجرة عيد ميلاد المسيح، ثم يحتفظون بالـجـــزء غير المحروق، ويعتقدون أن ذلك الحرق يجلب الحظ، وهذا الاعتقاد سائد في بريطانيا وفرنسا والدول الاسكندنافية(6).

أصل شجرة الميلاد:

أول من استخدم الشجرة هم الفراعنة والصينيون والعبرانيون كرمز للحياة السرمدية ، ثم إن عبادتها قد شاعت بين الوثنيين الأوربيين وظلوا على احترامها وتقديسها حتى بعد دخولهم في المسيحية فأصبحوا يضعونها في البيوت ويزينونها كي تطرد الشيطان أثناء عيد الميلاد (دائرة المعارف البريطانية ، ج3 ، ص284) .

ولم يطلق عليها شجرة الميلاد إلا في القرن السادس عشر الميلادي - في ألمانيا الغربية - حيث تحولت مما يسمى "بشجرة الجنة" في الاحتفال الديني بذكرى آدم وحواء في 24 من ديسمبر إلى شجرة الميلاد ، حيث أصبح الناس يعلقون عليها الشموع التي ترمز إلى المسيح - بزعمهم - ولم تدخل فكرة الشجرة إلى إنجلترا إلا في القرن التاسع عشر (المرجع السابق) .

هذه هي الجذور الوثنية لهذه الأعياد التي يحتفل بها النصارى اليوم ويعتبرونها أكبر مظاهر دينهم ، وينفقون فيها ملايين الدولارات .. وما مثلهم إلا كمثل من وصفهم القرآن بقوله: ((إنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ * فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ))[الصافات:69-70] . على أنك لو سألت كثيراً ممن يحتفلون بهذه المناسبة عن سبب احتفاله بها فإنه لن يعرف أكثر من كونه لا يذهب يومها إلى العمل ، ويشرب فيها الخمر بشراهة ، ويتناول ليلتها الديك الرومى

هل حقاً يحتفل النصارى بعيد ميلاد المسيح ؟!

يقول المؤرخون: إن المسيح - عليه السلام - لم يولد في هذا الموعد الذي يحتفل به اليوم في البلاد النصرانية.. حيث يؤكد آباء الكنيسة في القرنين الثاني والثالث الميلاديين أن ما يسمى بعيد ميلاد المسيح ما هو إلا صورة طبق الأصل لما كان يحتفل به الوثنيون في أوربا قبل ميلاد المسيح بوقت طويل (دائرة المعارف البريطانية ج16 ، ص364 Britannica Encyclopedia) .

وتقويم الأعياد المسيحية مأخوذ من (تقويم يوليوس الشمسي) وهو التقويم الذي أدخله يوليوس قيصر إلى روما عام 46 قبل الميلاد.. والذي جعل أيام السنة 365 يوماً (المرجع السابق) .. حيث كان الوثنيون يحتفلون (يوم 25 من ديسمبر) بما يسمونه "عيد ميلاد الشمس التي لا تقهر" أو ما يسمى "بيوم الانقلاب الشتوي الصيفي الروماني" (المرجع السابق) ، ولقد أقيم أول احتفال بعيد ميلاد المسيح - كما يزعمون - سنة 336 ميلادية في روما وذلك في اليوم السادس من شهر يناير.. ثم ثبَّتت الكنائس الغربية في نهاية القرن الرابع الميلادي الاحتفال بميلاد المسيح في يوم (25 من ديسمبر) إلا أن الكنيسة في أرمينيا لم تعترف بهذا التغيير واستمر الاحتفال به في السادس من شهر يناير (دائرة المعارف البريطانية ج4 ص283) .. كما هو الحال الآن في معظم الدول الشرقية.. إلا أن المؤرخين يؤكدون أن المسيح - عليه السلام - لم يولد في أي من هذين الموعدين !! .

عيد رأس السنة الميلادية: وللاحتفال به شأن عظيم في هذه الأزمنة؛ اذ تحتفل به الدول النصرانية وبعض الدول الإسلامية، وتنقل تلك الاحتفالات بالصوت والصورة الحية من شتى بقاع الأرض، وتتصدر احتفالاته الصفحات الأولى من الصحف والمجلات، وتستحوذ على معظم نشرات الأخبار والبرامج التي تبث في الفضائيات، وصار من الظواهر الملحوظة سفر كثير من المسلمين الذين لا تقام تلك الاحتفالات النصرانية في بلادهم إلى بلاد النصارى لحضورها والاستمتاع بما فيها من شهوات محرمـة غافلين عن إثم الارتكاس في شعائر الذين كفروا.

وللنصارى في ليلة رأس السنة (31 ديسمبر) اعتقادات باطلة، وخرافات كسائر أعيادهم المليئة بذلك، وهذه الاعتقادات تصدر عن صُنّاع الحضارة الحديثة وممن يوصفون بأنهم متحضرون ممن يريد الـمـنافقون من بني قومنا اتباعهم حذو القذة بالقذة حتى في شعائرهم وخرافاتهم لكي نضمن مواقعنا في مصافِّ أهل التقدم والحضارة، وحتى يرضى عنها أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء!!

ومن اعتقاداتهم تلك: أن الذي يحتسي آخر كأس من قنينة الخمر بعد منتصف تلك الليلة سيكون سعيد الحظ، وإذا كان عازباً فسيكون أول من يتزوج من بين رفاقه في تلك السهرة، ومن الشؤم دخول منزل ما يوم عيد رأس السنة دون أن يحمل المرء هدية، وكنسُ الغبار إلى الخارج يوم رأس السنة يُكنس معه الحظ السعيد، وغسل الثياب والصحون في ذلك اليوم من الشؤم، والحرص على بقاء النار مشتعلة طوال ليلة رأس السنة يحمل الحظ السعيد…. إلخ تلك الخرافات(7).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاربعاء 4 مايو مواصله فى حديث حكم الاحتفال بأعياد النصارى   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالأربعاء 4 مايو - 15:15

صور التشبه بالكفار في أعيادهم:

للكفار على اختلاف مللهم ونحلهم أعياد متنوعة: منها ما هو ديني - من أساس دينهم أو ممــا أحدثوه فيه - وكثير من أعيادهم ما هو إلا من قبيل العادات والمناسبات التي أحدثوا الأعياد من أجلها، كالأعياد القومية ونحوها ،ويهمنا هنا عيد الميلاد وعيد رأس السنة، ومشابهة المسلم لهم فيهما تكون من وجهين:

1 - مشاركتهم في تلك الأعياد، كما لو احتفلت بعض الطوائف والأقليات غير المسلمة في بلاد المسلمين بعيدهـا فشاركهم فيها بعض المسلمين، كما حدث في وقت شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي، وهو ما يحدث الآن في كثير من بلاد المسلمين، وأقبح منه ما يفعله بعض المسلمين من السفر إلى بلاد الكفار بقصد حضور تلك الأعياد والمشاركة في احتفالاتها، سواء أكانت دوافع هـذا الحضور شهوانية أم كانت من قبيل إجابة دعوة بعض الكفار كما يفعله بعض المسلمين الحالِّين في بلاد الكفار من إجابة تلك الدعوات الاحتفالية بأعيادهم، وكما يفعله بعض أصحاب رؤوس الأموال ومُلاك بعض الشركات الكبرى من إجابة تلك الدعوات مجاملة لأصحاب الدعوة أو لمصلحة دنيوية؛ كعقد صفقات تجارية، ونحو ذلك؛ فهذا كله محرم ويخشى أن يؤدي إلى الكفر لحديث "من تشبه بقوم فهو منهم" وفاعل ذلك قصد المشاركة فيما هو من شعائر دينهم.ولاشك أن عيد الكريسمس هو من شعائر دينهم ومن أكبر أعيادهم

2 - نقل احتفالاتهم إلى بلاد المسلمين؛ فمن حضر أعياد الكفار في بلادهم وأعجبته احتفالاتهم مع جهله وضعف إيمانه وقلة علمه، فقد يجعله ذلك ينقل شيئاً من تلك الأعياد والشعائر إلى بلاد المسلمين كما يحصل الآن في أكثر بلاد المسلمين من الاحتفال بعيد الميلاد و برأس السنة الميلادية، وهذا الصنف أقبح من الصنف السابق من وجه وهو نقل هذه الأعياد إلى بلاد المسلمين؛ اذ لم يكتف أصحابه بمشاركة الكفار في شعائرهم؛ بل يريدون نقلها إلى بلاد المسلمين.

وجوب اجتناب أعياد الكفار:

أ - اجتناب حضورها:

اتفق أهل العلم على تحريم حضور أعياد الكفار والتشبه بهـم فيها؛(14) لأدلة كثيرة جداً منها:

1 - جميع الأدلة الواردة في النهي عن التشبه بالكفار وقد سبق ذكر طرف منها.

2 - الإجماع المنعقد في عهد الصحابة والتابعين على عدم حضورها؛ ودليل الإجماع من وجهين:

أ - أن اليهود والنصارى والمجوس ما زالوا في أمصار المسلمين بالجزية يفعلون أعيادهم التي لهم والمقتضي لبعض ما يفعلونه قائم في كثير من النفوس، ثم لم يكن على عهد السابقين من المسلمين من يشركهم في شيء من ذلك، فلولا قيام المانع في نفوس الأمة كراهة ونهياً عن ذلك لوقع ذلك كثيراً؛ إذ الفعل مع وجود مقتضيه وعدم منافيه واقعٌ لا محالة، والمقتضي واقع، فعلم وجود المانع؛ والمانع هنا هو الدين، فعلم أن الدين - دين الإسلام - هو المانع من الموافقة وهو المطلوب(15).

ب - ما جاء في شروط عمر - رضي الله عنه - التي اتفق عليها الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم أن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام: فإذا كان المسلمون قد اتفقوا على منعهم من إظهارها فكيف يسوغ للمسلمين فعلها؛ أوَ ليس فعل المسلم لها أشد من فعل الكافر لها مظهراً لها؟(16).

3 - قول عمر - رضي الله عنه -: "لا تَعَلَّموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم؛ فإن السخطة تنزل عليهم"(17).

4 - قول عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -: "من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة"(18).

قال شيخ الإسلام: وهذا عمر نهى عن تعلم لسانهم وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم؛ فكيف بفعل بعض أفعالهم، أو فعل ما هو من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟ أوَ ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟ وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم فمن يشركهم في العمل أو بعضه؛ أليس قد تعرض لعقوبة ذلك؟(19).

وعلق شيخ الاسلام على قول عبد الله بن عمرو: (حشر معهم) فقال: وهذا يقتضي أنه جعله كافراً بمشاركتهم في مجموع هذه الأمور أو جعل ذلك من الكبائر الموجبة للنار وإن كان الأول ظاهر لفظه(20).

ب - اجتناب موافقتهم في أفعالهم:

قد لا يتسنى لبعض المسلمين حضور أعياد الكفار لكنه يفعل مثل ما يفعلون فيها، وهذا من التشبه المذموم المحرم. قال شيخ الإسلام: "لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك، ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة. وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام"(21).

وقـال الذهبي: "فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم، كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم"(22).

وذكر ابن التركماني الحنفي جملة مما يفعله بعض المسلمين في أعياد النصارى من توسع النفقة وإخراج العيال، ثم قال عقب ذلك: "قال بعض علماء الحنفية: من فعل ما تقدم ذكره ولم يتب فهو كافر مثلهم، وقال بعض أصحاب مالك: من كسر يوم النيروز بطيخة فكأنما ذبح خنزيراً"(23).

ج - اجتناب المراكب التي يركبونها لحضور أعيادهم:

قال مالك: "يكره الركوب معهم في السفن التي يركبونها لأجل أعيادهم لنزول السخطة واللعنة عليهم"(24).

وسئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي تركب فيها النصارى إلى أعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخطة عليهم بشركهم الذي اجتمعوا عليه(25).

د - عدم الإهداء لهم أو إعانتهم على عيدهم ببيع أو شراء:

قال أبو حفص الحنفي: "من أهدى فيه بيضة إلى مشرك تعظيماً لليوم فقد كفر بالله - تعالى -"(26).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكره ابن القاسم للمسلم يهدي للنصارى شيئاً في عـيـدهـم مكافأة لهم، ورآه من تعظيم عيدهم وعوناً لهم على مصلحة كـفـرهم؛ ألا ترى أنه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا من النصارى شــيئاً من مصلحة عيدهم؟ لا لحماً ولا إداماً ولا ثوباً ولا يعارون دابة ولا يعاونون على شــيءٍ من عيدهم؛ لأن ذلك من تعظيم شركهم ومن عونهم على كفرهم، وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك، وهو قول مالك وغيره: لم أعلمه اختلف فيه"(27).

وقال ابن التركماني: "فيأثم المسلم بمجالسته لهم وبإعانته لهم بذبح وطبخ وإعــارة دابـة يركبونها لمواسمهم وأعيادهم"(28).

هـ - عدم إعانة المسلم المتشبه بهم في عيدهم على تشبهه:

قال شيخ الإسلام: "وكما لا نتشبه بهم في الأعياد، فلا يعان المسلم المتشبه بهم في ذلك؛ بل ينهى عن ذلك، فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته، ومن أهدى مـن المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته؛ خصوصاً إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه، ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك؛ لأن في ذلك إعانة على المنكر"(29).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الخميس 5 مايو وحديث الرسول لعلى بن أبى طالب فى فتح خيبر   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالخميس 5 مايو - 15:18

(الثامن: عنه) أي: عن أبي هريرة (رضي الله عنه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال يوم خيبرSmile بوزن جعفر، وكانت في السنة السابعة (لأعطينّ هذه الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله) بالنصب. ومحبة العبد ورسوله: هو الإيمان بهما واتباع ما جاء به (يفتح الله على يديه) أي: بعض حصون خيبر، وكان كذلك بعد إرسالها مع رجلين من كبار الصحابة وما كان الفتح على أيديهما ففيه معجزة للنبيّ حيث أخبر عن مغيب فكان كما أخبر به كما سيأتي (قال عمر رضي الله عنه: ما أحببت الإمارة) بفتح الهمزة وكسرها (إلا يومئذٍ) ليس حبه لها لذاتها إنما هو لكونها علامة لحب ذلك الأمير تعالى اللازمة لحبّ الله تعالى (له) قال تعالى: {يحبهم ويحبونه} (المائدة:54) ولحصول الفتح على يديه (فتساورت) أي: تطاولت له كما جاء في رواية لمسلم أيضاً (رجاء أن أدعى لها) بالبناء للمفعول (فدعا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليّبن أبي طالب رضي الله عنه فأعطاه إياها وقال: امش ولا تلتفت) لئلا يشغلك ذلك الالتفات عن كمال التوجه (حتى يفتح الله عليك) أي: واصبر على الجهاد واترك الالتفات إلى أن يفتح الله عليك، ويحتمل أن تكون حتى تعليلية ويكون علم كونه علة لذلك بالوحي (فسار عليّ) أي: عقب الأمر مبادراً للجهاد (شيئاً) أي: من السير فهو مفعول مطلق (ثم وقف ولم يلتفت) لئلا يخالف نهيه عنه، وفهم منه عليّ رضي الله عنه ظاهره من الالتفات يمنة ويسرة، فلذا لم يلتفت بعينه مع أنه يحتاج إليه للخطاب وإن كان يحتمل أن يكون المراد من ترك الالتفات كما قال المصنف الحث على الإقدام والمبادرة إلى ما أمر به، وأن يكون المراد لا تتصرف بعد لقاء عدوك حتى يحصل الفتح، ففيما فعله عليّ رضي الله عنه الأخذ بظاهر الأمر وترك الوجوه المحتملات إذا خالفت الظاهر (فصرخ) أي: رفع صوته (يا رسول الله على ماذا) مركب بمعنى على أيّ شيء (أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الجمعة 6 مايو وفضل صلاة الفجر فى جماعة فى المساجد   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالجمعة 6 مايو - 12:20




أخي الحبيب

صلاة الفجر تشكو من قلة المصلين فيها مع أنها صلاة مباركة مشهوده أقسم الله بوقتها فقال : ( والفجر وليال عشر)الفجر

وقال تعالى : ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً )الاسراء

أخي الحبيب

كم أجور ضيعتها يوم نمت عن صلاة الفجر كم حسنات ضيعتها يوم سهوت عن صلاة الفجر أو أخرتها كم من كنوز فقدتها يوم تكاسلت عن صلاة الفجر .

صلاة الفجر تعدل قيام ليلة كاملة

يقظة من قيام + إجابة للأذان + صلاة مع أهل الإيمان = ثواب قيام ليلة.

قال صلى الله عليه وسلم ( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله ). اخرجه مسلم

الحفظ في ذمة الله لمن صلى الفجر

فعن أبو ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلــم : ( من صلى الصبح فهو في ذمة الله ) رواه مسلم

نعم إنها ذمة الله ليست ذمة ملك من ملوك الدنيا إنها ذمة ملك الملوك ورب الأرباب وخالق الأرض والسماوات ومن فيها ومن وصف نفسه فقال ( والأرض قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون)الزمر

ذمة الله التي تحيط بالمؤمن بالحماية له في نفسه وولده ودينه وسائر أمره فيحس بالطمأنينه في كنف الله وعهده وامانه في الدنيا والاخرة ويشعر أن عين الله ترعاه

وإذا العناية لا حظتك عيونها *** نم فالمخاوف كلهن أمان

فاستمسك بحبل الله معتصما *** فإنه الركن إن خانتك أركان

اللهم احفظنا بحفظك ورعايتك وكن لنا معينا ومؤيدا وناصراً وكافيا

كن من رجال الفجر, وأهل صلاة الفجر, أولئك الذين ما إن سمعوا النداء يدوي, الله أكبر, الله أكبر, الصلاة خير من النوم, هبّوا وفزعوا وإن طاب المنام, وتركوا الفرش وإن كانت وثيرًا, ملبين النداء, فخرج الواحد منهم إلى بيت من بيوت الله تعالى وهو يقول: (( اللهم اجعل في قلبي نورًا, وفي لساني نورًا, واجعل في سمعي نورًا, واجعــــــــــل في بصري نورًا, واجعل من خلفي نورًا, ومن أمامي نورًا, واجعـــــــل من فوقي نورًا)

فما ظنك بمن خرج لله في ذلك الوقت, لم تخرجــــــه دنيا يصيبها, ولا أموال يقترفها, أليس هو أقرب إلى الإجابة, في السعـــادة يعيشها حين لا ينفك النور عنه طرفة عين.

صلاة الفجر جماعة نور يوم القيامة

قال صلى الله عليه وسلم: ( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ) رواه الترمذي وا بن ماجه

والنور على قدر الظلمة فمن كثر سيره في ظلام الليل إلى الصلاة عظم نوره وعّم ضياءه يوم القيامة. قال رسول الله صلى الله عليـــــــــــــه وسلم : ( فيعطون نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يغطي نوره مثل الجبل بين يديه ومنهم من يغطي فوق ذلك ومنهم من يغطي نوره مثل النخلة بيمينه حتى يكون آخر من يغطي نوره على إبهام قدمــــــــــــه يضيء مرة وينطفئ مرة )

قال تعالى : ( يــــــــــــوم ترى المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين أيديهم وبإيمانهم )الحديد

دخول الجنة لمن يصلي الفجر في جماعة

قال صلى الله عليه وسلم : ( من صلى البردين دخل الجنة ) والبردين هما الفجر والعصر

وقال صلى الله عليه وسلم ( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها )

تقرير مشرف يرفع لرب السماء عنك يا من تصلي الفجر جماعة

قال صلى الله عليه وسلم : ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح والعصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله وهو أعلم كيف وجدتم عبادي فيقولون تركناهم وهو يصلون وأتيناهم وهم يصلون )) فيا عبد الله يا من تحافظ على صلاة الفجر سيرفع اسمك إلى الملك جل وعلا

ألا يكفيك فخرا وشرفا !!!؟؟

قال صلى الله عليه وسلم : ((ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)) الله اكــــــــــــــــــــــبر

إذا كان سنة الفجر خير من الدنيا وما فيها فكيف بأجر الفريضة ألله أكبر سيكون أعظم وأشمل

الرزق والبركة لمن صلى الفجر جماعة

هذا الوقت وقت البركة في الرزق فإن النبي صلى الله عليه وسلم ((اللهم بارك لأمتي في بكورها ))

اللهم زد في أرزاقنا وبارك لنا فيها ووفقنا للصلاة في جماعة يارب العالمين .

يا قومنا هذي الفوائد جمّة *** فتخيروا قبل الندامة وانتهوا

إن مّسكم ضمأ يقول نذيركم *** لا ذنب لي قلت للقوم استقوا

عباد الله كما أن للمحافظ على صلاة الفجر جماعة أجور وكنوز فإن لمن ضيعها آثار مدمرة وعقوبات مخفية :

أولها الإتصاف بصفات المنافقين :

قال تعالى : ((وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء والفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً )) رواة الشيخان عن أبي هريرة وها هو ابن مسعود يقول : لقد رايتنا وما يتخلف عن صلاة الفجر إلا منافق معلوم النفاق ويقول بن عمر : كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر أسأنا به الظن

ثانياً / الويل والغي لمن ترك صلاة الفجر

قال تعالى : (( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)) وقال عز وجل : (( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعواالشهوات فسوف يلقون غيّا )) مريم

أضاعوها فأخروها عن وقتها كسلاً وسهوا ونوماً

وغي هو واد في جهنم تتعوذ منه النار في اليوم سبعين مرة .

ثالثها : يبول الشيطان في أذنيه

كما روى ان بن مسعود قال ذكر رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم : نام ليلة حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه .

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشيطان قد استولى عليه واستخف به حتى جعله مكاناً للبول نعوذ بالله من ذلك .

رابعها :الخبث والكسل طوال اليوم لمن نام عن صلاة الفجر

وبهذا روى مسلم ان النبي صلى الله قال(( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان )) ليس هذا فحسب بل وتعلن فضيحة على الملأ وتفوح معصية في ألأرجاء : قال أحد التابعين ((إن الرجل ليذنب الذنب فيصبح وعليه (( مذلته

خامسها : كسر الرأس في القبر ويوم القيامة

فقد ثبت في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم رآى في رؤيا له

أن رجلاً مستلقياً على قفاه وآخر قائم عليه بصخرة يهوي بها على رأسه فيشد في رأسه فتتدهور الحجر فإذا ذهب ليأخذه فلا يرجع حتى يعود رأسه كما كان يفعل به مثل المرة الأولى وهكذا حتى تقوم الساعة فقال صلى الله عليه وسلم هذا جبريل ، قال هذا الذي يأخذ القرآن ويرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة

عباد الله كيف نأمل أن ينصرنا الله عز وجل وان يرزقنا ويهزم أعداءنا وان يمكن لنا في الأرض ونحن في تقصير وتفريط في حق الله

كيف نسمع نداءه في كل يوم حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة خير من النوم ونحن لا نستجيب .

هل أمنا مكر الله ؟

هل نسينا وقوفنا بين يدي الله

فياعبد الله قم عن الفراش وانهض من نومك واستعن بالله رب العالمين

سادسها : يمنع الرزق وبركته

قال ا بن القيم :

(( ونومة الصبح تمنع الرزق لإنه وقت تقسم فيه الأرزاق ))

رآى بن عباس ابناً له نائما نوم الصبح فقال له قم ا تنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق .

فيا عبد الله لا تفرط في الصلاة عامة وصلاة الفجر خاصة وشمر عن ساعد الجد واستعن بالله وهذه أمور تساعدك على اداء صلاة الفجر في جماعة

أولها : نم مبكراً واترك السمر

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اخبرنا ان الجسم له حق علينا فإن اطالة السهر له تأثير على صحة الانسان فالنوم المبكر خير والكلام بعد صلاة العشاء ورد النهي عنه من نبينا صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح الا ما استثناه الدليل من مسامرة الزوج زوجته والجلوس مع الضيف ومدارسة العلم اما اذا خشي فوات صلاة الفجر فلا يجوز .

وثانيها : احرص على آداب النوم

كالنوم على طهارة وأداء ركعتي الوضوء والمحافظة على أذكار النوم والاضطجاع على الشق الأيمن ووضع الكف الأيمن تحت الوجه وقراءة المعوذتين في الكفين ومسح ما أستطاع من الجسد بهما وغير ذلك من الاداب وادع الله أن يوفقك للقيام

ثالثها: ابذر الخير تحصد الخير

فمن قام عقب أداء طاعة من صلة رحم أو بر والدين و إحسان إلى جار أو صدقة سر, أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو سعي في حاجة مسلم كافأه الله بأن يكون ممن يشهدون الفجر ثالثها عدم الإكثار من الأكل والشرب فأن كثرة الاكل تولد ثقلا في النوم بل حتى الطاعة تقل والخشوع يذهب لان من اكل كثيرا شرب كثيرا فتعب كثيرا فنام كثيرا فغفل كثيرا فخسر كثيرا

ورابعها : ابتعد عن المعاصي في النهار كي تستطيع أن تقوم للصلاة

وذلك بحفظ الجوارح عما لا يحل لها بالبعد عن النظر الحرام وكذلك اللسان والسمع وسائر الاعضاء فمن نام على معصية ارتكبها من غيبة مسلم أو خوض في باطل أو نظرة الى حرام أو خلف وعد أو اكل حرام عوقب بالحرمان من شهود الفجر لان من أساء في ليله عوقب في نهاره ومن أساء في نهاره عوقب في ليله اسأل الله أن يوفقنا لطاعته وأن يبعدنا عن معصتيه

وخامسها :لا تنسى عاقبة الصبر

فمن عرف حلاوة الأجر هانت عليه مرارة الصبر والعاقل الفطن له في كل ما يرى حوله عبرة فمن سهر الليالي بلغ المعالي ومن استأنس بالرقاد استوحش يوم المعاد الا إن سلعة الله غالية الا إن سلعة الله الجنة

اسأل الله أن يوفقنا لطاعته وأن يبعدنا عن معصتيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاحد 8 مايو الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالإثنين 9 مايو - 7:54

بسم الله الرحمن الرحيم

اخي الكريم طلبك بسيط وابشر بما يسرك ان شاء الله.

بالنسبة لهذا الحديث حدّثنا عَبْدُ الله بنُ عَبْدِ الرَحْمَنِ، أخبرنا عَمْرُو بنُ عَوْنٍ، أخبرنا ابنُ المُبَارَكِ عَنْ أَبي

بَكْرِ بنِ أَبي مَرْيَمَ، عن ضَمْرَةَ بنِ حَبِيبٍ، عن شَدّادِ بنِ أَوْسٍ، عنْ النبيّ صلى الله عليه وسلم

قَالَ: "الْكَيّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ، وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمنّى عَلَى الله". :

(حديث حسن) وأخرجه أحمد، وابن ماجه والحاكم

الشرح

قوله: (الكيس) أي العاقل المتبصر في الأمور الناظر في العواقب (من دان نفسه) أي حاسبها وأذلها

واستعبدها وقهرها حتى صارت مطيعة منقادة (وعمل لما بعد الموت) قبل نزوله ليصير على نور من

ربه فالموت عاقبة أمر الدنيا، فالكيس من أبصر العاقبة (والعاجز) المقصر في الأمور (من أتبع نفسه

هواها) من الإتباع أي جعلها تابعة لهواها فلم يكفها عن الشهوات ولم يمنعها عن مقارنة المحرمات

(وتمنى على الله) وفي الجامع الصغير وتمنى على الله الاماني فهو مع تفريطه في طاعه ربه واتباع

شهواتة لا يعتذر بل يتمنى على الله الأماني أن يعفو عنه. قال الطيبي رحمه الله: والعاجز الذي غلبت

عليه نفيسه وعمل ما أمرته به نفسه فصار عاجزاً لنفسه فاتبع نفسه هواها وأعطاها ما اشتهته، قوبل

الكيس بالعاجز والمقابل الحقيقي للكيس السفيه الرأي وللعاجز القادر ليؤذن بأن الكيس هو القادر،

والعاجز هو السفية وتمنى على الله أي يذنب ويتمنى الجنة من غير الاستغفار والتوبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاثنين 9 مايو وأخلاق المسلم ووصايا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالإثنين 9 مايو - 19:16


ملخص الخطبة

1- من أخلاق المسلم بسطة الوجه. 2- الصدقة بالكلمة الطيبة. 3- النهي عن الإسبال والكبر. 4- ازرة المسلم كما جاء في السنة. 5- الأمر ستر العورات. 6- دفع إساءة الناس بالإحسان والصفح. 7- سباب المسلم ولعنه. 8- النهي عن لعن المخلوقات والأموات.


الخطبة الأولى




أما بعد:

أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى وتأدبوا بآداب دينكم وتمسكوا بسنة نبيكم، واعلموا أنا لا نزال بصدد شرح حديث جابر بن سليم وقد وصلنا إلى وقوله عليه الصلاة والسلام: ((ولا تحقرن من المعروف شيئا وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف))، فالمعروف أبوابه كثيرة من مساعدة الضعفاء والمساكين والإحسان إليهم، والسعي في مصالحهم وكف الأذى عنهم وإدخال السرور عليهم وكشف كرباتهم وستر عوراتهم وغير ذلك مما هو مبين ومبسوط في موضعه وأقل شيء من المعروف هو طلاقة الوجه وهو أقل القليل الذي يستطيع الإنسان عمله بغير جهد منه ولا بذل طاعة، وهو أفضل شيء لكسب قلوب الآخرين، أن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك دون أن تكون عبوسا قمطريرا، مكفهر الوجه، قاطب الجبين فإن ذلك ليس من أخلاق المؤمنين، قال لقمان لابنه: يا بني لتكن كلمتك طيبة ووجهك منبسطا تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم الذهب والفضة.

وقد كان لا يواجه أحدا بما يكره في وجهه ولم يكن فاحشا متفحشا بل كان يقابل الكل الصديق والقريب والصاحب والعدو بوجد طليق حتى يظن كل أحد أنه أحب الناس إلى رسول الله .

قال جرير بن عبد الله البجلي: ما حجبني رسول الله منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم وكان ابن عمر ينشد:

بنيّ إن البر شيء هين

وجه طليق وكلام لين

وقال الشافعي رحمه الله:

يغطى بالسماحة كل عيب

وكم عيب يغطيه السخاء

فطلاقة الوجه وتبسم الإنسان في وجه أخيه ولين الكلام دليل على حسن خلق فاعله ودليل على علو درجة إيمانه فأحسن الناس خلقا أكملهم إيمانا. ورؤي بعض السلف في المنام فسئل عن بعض إخوانه فقال: وأين ذلك منا، رفع في الجنة بحسن خلقه، وليست هذه الأخلاق بالأخلاق الرياضية أو الدوبلوماسية كما يزعمون، إنما هي الأخلاق الإسلامية التي تنبع من هذا الدين يغضب لانتهاك حرمات الدين ولا يغضب لنفسه ويفرح لانتصار دين الإسلام ولا يفرح لغير ذلك من الانتصارات التافهة التي لا تقدم الأمة إلى الإمام بل تؤخرها إلى الوراء قرونا وهو يغلظ القول لمن يتجرأ على حدود الله ويلين القول على من وقعت منه هفوة أو هفوات وهو يحب المرء لا يحبه إلا في الله وإن أبغضه لا يبغضه إلا لله وإن أعطى يعطي لله وإن منع يمنع لله وهكذا فهو في جميع أمواله وأخلاقه وتعاملاته مرتبط بدينه لا يرتبط بشيء آخر سواه ولهذا كان كما قالت عائشة عنه: كان خلقه القرآن، ومما ورد في فضل طلاقة الوجه وطيب الكلام، عن أبي ذر قال: قال رسول الله : ((لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق)) رواه مسلم. وفي رواية للترمذي: ((تبسمك في وجه أخيك صدقة))، وعن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله : ((اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة)) متفق عليه.

فالذي ليس لديه شيء يتصدق به يقدم كلمة طيبة تنفعه في يوم الحشر وتبعده من النار، والكلمة الطيبة تتعدد أنواعها بحسب حال قائلها فمن ذلك ما روى الترمذي أن النبي قال ((تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وإماطتك الأذى والشوك عن الطريق لك صدقة)). وهكذا فالكلمة بشتى أنواعها إن كانت طيبة من رجل طيب غير مشاكس ولا صاحب مشاكل يحب الخير للناس هذه الكلمة تكون صدقة يؤجر عليها، ولهذا كانت الكلمة الطيبة مع طلاقة الوجه سبب لدخول الجنة، قال عليه الصلاة والسلام: ((إن في الجنة غرفا يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها))، فقال أبو مالك الأشعري لمن هي يا رسول الله، قال: ((لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام، وبات قائما والناس نيام)) هذا فضل الكلمة الطيبة فيا أيها المؤمن: قل خير فتغنم أو اسكت فتسلم.

ونرجع للحديث، ثم قال له عليه الصلاة والسلام: ((وارفع إزارك إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإن إسبال الإزار من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة))، وهذا توجيه نبوي كريم لكل من يسبل إزاره إلى تحت الكعبين لأن البعض إذا قيل له: إن ذلك لا يجوز، قال: أنا لا أفعل ذلك تكبرا، سبحان الله ففي هذا الحديث يبين عليه الصلاة والسلام أن ذلك هو من الكبر حيث قال: فإن إسبال الإزار من المخيلة أي من الخيلاء والتكبر والدلالة على أن ذلك من الكبر أن ذلك المسبل لا يستطيع تقصير ثوبه إلى ما دون الكعبين ويشعر أن ذلك لا يليق به أو إلى غير ذلك من الأعذار الواهية والكبر كما بينه عليه الصلاة والسلام هو ((بطر الحق وغمط الناس))، بطر الحق أي عدم قبوله والالتزام به فمن علم أن الإسبال لا يجوز ثم يصر بعد ذلك فهذا فيه من خصال المتكبرين وإن لم يقصد ذلك فإن قصد فالجرم أعظم، إذاً فإن كل إسبال من المخيلة كما بين ذلك الحديث.

قال : ((بينما رجل يجر إزاره إذ خسف به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة)) رواه البخاري، وفي صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام: ((من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة، فإن الله عز وجل لا ينظر إليه يوم القيامة))، وروى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة أن النبي قال: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم - قالها ثلاث مرات- قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب)) وفي رواية: ((المسبل إزاره)).

أيها المسلمون: ومع هذا الوعيد الشديد العظيم الوارد في المسبل إزاره نرى بعض المسلمين لا يهتم بهذا الأمر فيترك ثوبه أو بشته أو سراويله تنزل عن الكعبين وربما تلامس الأرض وهذا منكر عظيم وظاهر وأمر شنيع وكبيرة من كبائر الذنوب فيجب على من فعل ذلك أن يتوب إلى الله ويرفع إزاره وثيابه على الصفة المشروعة، واعملوا أن الله لا يحب من كان مطيلا لثيابه وسراويله تحت الكعبين كما في الحديث عن المغيرة بن شعبة قال: رأيت رسول الله آخذ بحجزة سفيان بن أبي سهل: فقال: ((يا سفيان لا تسبل إزارك، فإن الله لا يحب المسبلين)) رواه ابن ماجه وابن حبان وهو حديث حسن.

وأما مقدار حد الإزار والمشروع إلى نصف الساق وهكذا كانت ثيابه عليه الصلاة والسلام إلى أنصاف ساقيه كما ثبت ذلك في صفة لباسه وكما ثبت في أمره بذلك فإن أحب المرء أن يطيل فإلى الكعبين ولا يجوز له أن يطيل أكثر من ذلك قال عليه الصلاة والسلام: ((أزرة المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك فهو في النار)) رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان وهو حديث صحيح.

وروى البخاري والنسائي عن أبي هريرة عن النبي قال: ((ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار)).

فاتقوا الله أيها المسلمون: ولا تستهتروا بقضية اللباس وارفعوا ثيابكم فوق الكعبين حتى تبتعدوا عن غضب ربكم وتنالوا رضاه وتجتنبوا سخطه.

وهناك فريق آخر غير المسبلين فريق من المستهترين وممن ضعف وقار الله في قلوبهم فهؤلاء يرفعون لباسهم فوق الركبتين فتبدوا أفخاذهم أو بعضها كما يفعله بعض من يلعبون الكرة وبعض العمال أيضا وهذا أيضا لا يجوز لأن الفخذين عورة يجب تغطيتها وسترها ويحرم مع ذلك كشفها، وقدر ورد عن النبي أنه قال: ((غط فخذك فإنها من العورة)) رواه أبو داود والترمذي وهو حديث حسن.

وروى الترمذي بسند حسن أن النبي قال لعلي: ((يا علي لا تبرز فخذك، ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت)) وفي رواية: ((نهاني رسول الله عن كشف الفخذ وقال: لا تكشف فخذك ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت)) حسن.

أيها المسلمون: يقول الله تعالى: يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ، فالله سبحانه يمتن على عباده بما جعل لهم من اللباس والريش والمراد به ستر العورات وهي السوءات والريش ما يتجمل به ظاهرا، فاللباس من الضروريات والريش من الكماليات ولما امتن سبحانه باللباس الحسي الذي يتخذ لستر العورة وتدفئة الجسم وتجميل الهيئة فيه نبه على لباس أحسن منه وأكثر فائدة وهو لباس التقوى الذي هو التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، ولباس التقوى هو الغاية وهو المقصود، ولباس الثياب معونة عليه ومن فقد لباس التقوى لم ينفعه لباس الثياب:

إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى

تقلّب عريانا وإن كان كاسيا

ولباس التقوى يستر العبد فلا يبلى ولا يبيد، وهو جمال الروح والقلب وخشية الله في السر والعلن، ولباس الثياب إنما يستر العورة الظاهرة في وقت من الأوقات ثم يبلى ويبيد.

ولهذا كان لزاما على من لبس الثياب أو البنطلونات أن تكون ثيابه وفق السنة ووفق ما أمر به رسول الله ليس فيها إطالة تحت الكعبين وليس فيها تشبه بالكفار والمنافقين أعداء الدين.

أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا .




الخطبة الثانية




أيها المسلمون: ونختم وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام لجابر بن سليم في آخر الحديث حيث قال له: ((وإن امرؤ شتمك وعيّرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه فإنما وبال ذلك عليه))، وهذا من باب مقابلة الإساءة بالإحسان ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم .

ولأن الشتم والسباب ليس من خصال أهل العلم والإيمان حذّر النبي عليه الصلاة والسلام هذا الصحابي وأدبه ودله على الفعل اللائق به، إن شتمك أي إنسان وإن كان ما يقوله الشاتم حقا وما ذاك إلا لأن هناك ملكا ينافح عن المشتوم ويدافع عنه كما في قصة أبي بكر عندما شتمه رجل عند رسول الله فلما أكثر عليه رد عليه أبو بكر ، فقام عليه الصلاة والسلام وذهب فلحقه أبو بكر وقال: يا رسول الله ألم تسمع ما يقول؟ فقال : ((لقد كان ملك ينافح عنك فلما رددت عليه دخل الشيطان فما أحببت أن أجلس)) بل قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ((لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا))، أي لا ينبغي لمن صدق في عبادته بقوله وعمله أن يكون كثير السب والغضب حتى لا تزلّ قدمه ويرديه لسانه. وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله : ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) متفق عليه، والسباب: مصدر سب وهو من أبلغ السب وهو أن يقول فيمن يسبه بما فيه وما ليس فيه فبين عليه الصلاة والسلام أن ذلك فسوق أي خروج عن طاعة الله ورسوله. واللعن من أعظم الشتم فمن لعن أخاه فقد ارتكب أمرا عظيما حيث ذكر عليه الصلاة والسلام: ((أن لعن المؤمن كقتله)) متفق عليه، وعن سلمة بن الأكوع قال: كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه رأينا أنه قد أتى بابا من الكبائر. وقد روى أبو داود أن رسول الله قال: ((إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا، فإن لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن، فإن كان أهلاً، وإلا رجعت إلى قائلها)).

بل نهى عن سب كل شيء فقد نهى مثلا عن شتم الحيوانات فمن ذلك الديك فقد روى ابن حبان بسند صحيح قال رسول الله : ((لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة)) ونهى عن سب المحدودين فعن أبي هريرة قال: أتى رسول الله بشارب، فقال: اضربوه، فمنا الضارب بيده ومنا الضارب بنعله، فقال بعض القوم: أخزاك الله فقال عليه الصلاة والسلام: ((لا تقولوا هكذا لا تعينوا عليه الشيطان)) رواه البخاري في صحيحه.

ونهى عن سب الريح فقال: ((إن الريح من روح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فلا تسبوها وسلوا الله من خيرها، واستعيذوا بالله من شرها)) صحيح.

وفي رواية قال لرجل لعن الريح: ((لا تلعن الريح، فإنها مأمورة، من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه)) رواه أبو داود والترمذي وابن حبان وإسناده صحيح .

ونهى أيضا عن سب الأموات فقال: ((لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء)) رواه الترمذي بإسناد صحيح.

وروى الطبراني بإسناد جيد أن رسول الله قال: ((من ذكر امرئً بشيء ليس فيه ليعيبه به حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاذ ما قال فيه)).

وخلاصة القول ينبغي لكل واحد منا أن يحفظ لسانه عن النطق بالسباب والفحش فيه والبذاءة:

احفظ لسانك لا تقول فتبتلى

إن البلاء موكل بالمنطق

بل ينبغي للمؤمن أن يكون عفيف اللسان غاض الطرف عن الناس وإيذاءهم يعمل هذا وهذا كل ذلك ابتغاء الأجر من الله سبحانه وتعالى ليس ذلك ضعفا ولا خورا بل ضبط للنفس وكبح لجماح الغضب وإمساك لزلة اللسان ولهذا نجد أن الصحابي الجليل جابر بن سليم عندما وصاه النبي عليه الصلاة والسلام استجاب فلم يشتم بعد ذلك شيئا، فيا ليت الناس اليوم يحفظون ألسنتهم من الشتم والتنقص لإخوانهم المسلمين، ويا ليتهم يعملون بهذه الوصية حتى يسود الوئام والألفة والمحبة بيننا معشر المؤمنين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الخميس 12 مايو وحديث الرسول (ص) فى شرح الاية يومئذ تحدث أخبارها   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالخميس 12 مايو - 14:51

قوله تعالى : يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم

قوله تعالى : يومئذ تحدث أخبارها ، يومئذ منصوب بقوله : إذا زلزلت . وقيل : بقوله تحدث أخبارها ; أي تخبر الأرض بما عمل عليها من خير أو شر يومئذ . ثم قيل : هو من قول الله تعالى . وقيل : من قول الإنسان ; أي يقول الإنسان ما لها تحدث أخبارها ; متعجبا . وفي الترمذي عن أبي هريرة قال : قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية يومئذ تحدث أخبارها قال : " أتدرون ما أخبارها - قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها ، تقول عمل يوم كذا كذا وكذا .

قال : " فهذه أخبارها " . قال : هذا حديث حسن صحيح . قال الماوردي قوله يومئذ تحدث أخبارها : فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : تحدث أخبارها بأعمال العباد على ظهرها ; قاله أبو هريرة ، ورواه مرفوعا . وهو قول من زعم أنها زلزلة القيامة .

الثاني : تحدث أخبارها بما أخرجت من أثقالها ; قاله يحيى بن سلام . وهو قول من زعم أنها زلزلة أشراط الساعة .

قلت : وفي هذا المعنى حديث رواه ابن مسعود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنه قال : " إذا كان أجل العبد بأرض أوثبته الحاجة إليها ، حتى إذا بلغ أقصى أثره قبضه الله ، فتقول الأرض يوم القيامة : رب هذا ما استودعتني " . أخرجه ابن ماجه في سننه . وقد تقدم .

[ ص: 133 ] الثالث : أنها تحدث بقيام الساعة إذا قال الإنسان ما لها ؟ قاله ابن مسعود . فتخبر أن أمر الدنيا قد انقضى ، وأمر الآخرة قد أتى . فيكون ذلك منها جوابا لهم عند سؤالهم ، ووعيدا للكافر ، وإنذارا للمؤمن . وفي حديثها بأخبارها ثلاثة أقاويل :

أحدها : أن الله تعالى يقلبها حيوانا ناطقا ; فتتكلم بذلك .

الثاني : أن الله تعالى يحدث فيها الكلام .

الثالث : أنه يكون منها بيان يقوم مقام الكلام . قال الطبري : تبين أخبارها بالرجة والزلزلة وإخراج الموتى .

بأن ربك أوحى لها أي إنها تحدث أخبارها بوحي الله لها ، أي إليها . والعرب تضع لام الصفة موضع إلى . قال العجاج يصف الأرض :



وحى لها القرار فاستقرت وشدها بالراسيات الثبت

وهذا قول أبي عبيدة : أوحى لها أي إليها . وقيل : أوحى لها أي أمرها ; قاله مجاهد . وقال السدي : أوحى لها أي قال لها . وقال : سخرها . وقيل : المعنى يوم تكون الزلزلة ، وإخراج الأرض أثقالها ، تحدث الأرض أخبارها ; ما كان عليها من الطاعات والمعاصي ، وما عمل على ظهرها من خير وشر . وروي ذلك عن الثوري وغيره .

يومئذ يصدر الناس أشتاتا أي فرقا ; جمع شت . قيل : عن موقف الحساب ; فريق يأخذ جهة اليمين إلى الجنة ، وفريق آخر يأخذ جهة الشمال إلى النار ; كما قال تعالى : يومئذ يتفرقون يومئذ يصدعون . وقيل : يرجعون عن الحساب بعد فراغهم من الحساب . أشتاتا يعني فرقا فرقا .

ليروا أعمالهم يعني ثواب أعمالهم . وهذا كما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " ما من أحد يوم القيامة إلا ويلوم نفسه ، فإن كان محسنا فيقول : لم لا ازددت إحسانا ؟ وإن كان غير ذلك يقول : لم لا نزعت عن المعاصي " ؟ وهذا عند معاينة الثواب والعقاب . وكان ابن عباس يقول : أشتاتا متفرقين على قدر أعمالهم أهل الإيمان على حدة ، وأهل كل دين على حدة . وقيل : هذا الصدور ، إنما هو عند النشور ; يصدرون أشتاتا من القبور ، فيصار بهم إلى موقف الحساب ، ليروا أعمالهم في كتبهم ، أو ليروا جزاء أعمالهم ; فكأنهم وردوا القبور فدفنوا فيها ، ثم صدروا عنها . والوارد : الجائي . والصادر : المنصرف . أشتاتا أي يبعثون من أقطار الأرض . وعلى القول الأول فيه تقديم وتأخير ، مجازه : تحدث أخبارها ، بأن ربك أوحى [ ص: 134 ] لها ، ليروا أعمالهم . واعترض قوله يومئذ يصدر الناس أشتاتا متفرقين عن موقف الحساب . وقراءة العامة ليروا بضم الياء ; أي ليريهم الله أعمالهم . وقرأ الحسن والزهري وقتادة والأعرج ونصر بن عاصم وطلحة بفتحها ; وروي ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الجمعة 14مايو وحديث الجهاد مجاهده النفس والهوى   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالأحد 15 مايو - 0:52

مجاهدة النفس ومحاربة الهوى.
إذا ما خلوت الدهرَ يوماً فلا تقل خلوت وإنما في الخلاء رقيب
إن مراقبة النفس ومجاهدتها ومحاسبتها أمر ضروري عند تأديبها وتربيتها وتنقيتها , والإنسان الذي يراقب نفسه ويحاسبها ويجاهدها تقل أخطاؤه وزلاته أما ذاك الذي يرخي لها العنان ويتركها على هواها تأمره وتنهاه وتتحكم به فلا شك أنه كثير الهفوات وعظيم الزلات قال تعالى: { إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ }فاطر18 وقال سبحانه:{ {جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى }طه76 . وقال جل في علاه:{ {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى }الأعلى14 . وعلى هذا أقسم الله سبحانه بالشمس وبضحاها وبالقمر وبالنهار وبالليل وبالسماء وبالأرض وبالنفس وبالذي خلق هذه النفس ( أي أقسم بنفسه جل وعلا ) على أن الذي يزكي نفسه ويحاسبها هو المفلح وأن الخاسر الخائب هو من تركها تقع في المعاصي قال تعالى:{ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا{1} وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا{2} وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا{3} وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا{4} وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا{5} وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا{6} وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا{10}}الشمس فمقياس الفلاح هو في تطهير النفس ومجاهدتها أما الذي دساها فهو الخاسر ومعنى دساها أي أخفاها فكيف يخفي الإنسان نفسه؟ !. ولماذا قال الله تعالى كلمة دساها بالذات ؟!. إن الإنسان بطبيعته يخفي الجانب السيئة فيه ويظهر الجوانب الحسنة للناس فالذي يُخفي غير ما يُظهر يكون قد أخفى حقيقة نفسه أما الإنسان المفلح فليس عنده ما يخفيه فسريرته لا تخالف علانيته فهو يهتم بأمر نفسه فيقومها ويصلح اعوجاجها ويخلصها من الأدران وينقيها من الشوائب وما الأدران إلا الذنوب والمعاصي وما الشوائب إلا كل ما يشغله عن الله فهذا لا يتحكم به الهوى ولا تغلبه نفسه لأن من الناس من غلبه هواه فقال الله سبحانه فيه:{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً }الفرقان43 .وقال :{ {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }الجاثية23.
وتربية النفس وحثها على الالتزام والطاعة والانقياد لأوامر الله صفة المؤمنين الصادقين المتقين ,قال تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى{40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى{41} }النازعات وأمر سبحانه بمخالفة الهوى فقل جل شأنه:{ َلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء135.وقال عز وجل: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26. وذم سبحانه في أكثر من موضع في الذكر الحكيم من اتبعوا أهوائهم وبين العاقبة الوخيمة لهم قال تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الأعراف176. وقال :{ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28.وقال :{ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }القصص50. وقال جل في علاه: {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ }الروم29.وقال تعالى : {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ }محمد14. والآيات عدة في هذا الباب فاقرأ في كتاب الله تعالى وتبين .
وتربية النفوس وحثها على الطاعة والانقياد لشرع الله عز وجل في كل آنٍ وحين هو من أعظم درجات الجهاد ولهذا سمي (مجاهدة النفس) يقول ابن حجر العسقلاني في( فتح الباري في شرح صحيح البخاري (( قوله باب من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل يعني بيان فضل من جاهد والمراد بالمجاهدة كف النفس عن إرادتها من الشغل بغير العبادة وبهذا تظهر مناسبة الترجمة لحديث الباب وقال بن بطال جهاد المرء نفسه هو الجهاد الأكمل قال الله تعالى( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى..) الآية ويقع بمنع النفس عن المعاصي وبمنعها من الشبهات وبمنعها من الإكثار من الشهوات المباحة لتتوفر لها في الآخرة ولئلا يعتاد الإكثار فيألفه فيجره إلى الشبهات فلا يأمن أن يقع في الحرام ونقل القشيري عن شيخه أبي على الدقاق من لم يكن في بدايته صاحب مجاهدة لم يجد من هذه الطريق شمة وعن أبي عمرو بن بجيد من كرم عليه دينه هانت عليه نفسه قال القشيري أصل مجاهدة النفس فطمها عن المألوفات وحملها على غير هواها وللنفس صفتان انهماك في الشهوات وامتناع عن الطاعات فالمجاهدة تقع بحسب ذلك قال بعض الأئمة جهاد النفس داخل في جهاد العدو فان الأعداء ثلاثة رأسهم الشيطان ثم النفس لأنها تدعو إلى اللذات المفضية بصاحبها إلى الوقوع في الحرام الذي يسخط الرب والشيطان هو المعين لها على ذلك ويزينه لها فمن خالف هوى نفسه قمع شيطانه فمجاهدته نفسه حملها على اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه وإذا قوى العبد على ذلك سهل عليه جهاد أعداء الدين فالأول الجهاد الباطن والثاني الجهاد الظاهر وجهاد النفس أربع مراتب حملها على تعلم أمور الدين ثم حملها على العمل بذلك ثم حملها على تعليم من لا يعلم ثم الدعاء إلى توحيد الله وقتال من خالف دينه وجحد نعمه وأقوى المعين على جهاد النفس جهاد الشيطان بدفع ما يلقى إليه من الشبهة والشك ثم تحسين ما نهى عنه من المحرمات ثم ما يفضي الإكثار منه إلى الوقوع في الشبهات وتمام ذلك من المجاهدة أن يكون متيقظا لنفسه في جميع أحواله فإنه متى غفل عن ذلك استهواه شيطانه ونفسه إلى الوقوع في المنهيات وبالله التوفيق)) انتهى
وأقول إن من الذنوب التي يأتي بها الكافر يوم القيامة استمتاعه بدنياه واشتغاله بها حتى تلهيه وتصبح شغله الشاغل فيأتي الله سبحانه وقد أذهب طيباته في الدنيا وفي هذا قال سبحانه :{ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ }الأحقاف20 .وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ }محمد12 . فمجاهد نفسه يترك الشبهات ويترك كثيراً من الحلال الذي فيه شبهة لئلا يقع في أمر يسخط الله عز وجل فهو يراقب كسبه ومأكله وتعاملاته ويحفظ جوارحه كلها من الحرام فمن حفظ جوارحه وجسده في شبابه حفظ الله سبحانه له نفسه وجوارحه وصحته عند شيخوخته { وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }البقرة143 ويكون حفظ الجوارح بالبعد عن المحرمات ويكون حفظ الجسد بالبعد عن الكسب الحرام فلا يأكل حراماً ولا يلبس حراماً . ومُجاهد نفسه لا مكان عنده للكسل ولا وقت فراغ لديه فمن عبادة إلى طاعة ومن شغل إلى شغل صام النهار وقام الليل وأدى الفرائض وأكثر من النوافل وقام بمسؤولياته الدنيوية من خدمة للأهل ورعاية لهم ثم اتَّهم نفسه بالتقصير فرغم حرصه ومجاهدته لا يستشعر الكمال في نفسه لأن مثل هذا الشعور الذي يهلك صاحبه لا مكان له في نفسه قال تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ{57} وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ{58} وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ{59} وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ{60} أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ{61} وَلَا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{62}المؤمنون ..هم خائفون من عدم القبول فحتى ابراهيم الخليل كان يرفع قواعد البيت مع ابنه اسماعيل وهو يردد { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } وفي تفسير ابن كثير يقول: يقول تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ } أي: هم مع إحسانهم وإيمانهم وعملهم الصالح، مشفقون من الله خائفون منه، وجلون من مكره بهم، كما قال الحسن البصري: إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمنًا...وفي الحديث عن عائشة؛ أنها قالت: يا رسول الله، { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } ، هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: "لا يا بنت أبي بكر، يا بنت الصديق، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق، وهو يخاف الله عز وجل".رواه الإمام أحمد في مسنده ورواه الترمذي وابن أبي حاتم، وروايتهما ("لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون، وهم يخافون ألا يقبل منهم، { أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ }). (فما بالنا نسارع في السيئات ونحن في أمان عجيب و رضاً عن النفس غريب وقلوبنا في سهوٍ رهيب؟!نجمع الذنوب تلو الذنوب ويطَّلع علينا علام الغيوب فما نخجل ولا نستحي من الرقيب, وتلك أعظم العيوب ..)

من كتابي نهج الأبرار



توقيع


حسبنا الله ونعم الوكيل
(لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاحد 15مايو وحديث من قل ماله وكثر عياله وحسنت صلاته جاء يوم القيامة   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالأحد 15 مايو - 14:52



ما صحة حديث : " من قل ماله وكثر عياله وحسنت صلاته ولم يغتب أحداً من المسلمين كان معى يوم القيامة كأصبعى هاتين
حديث ضعيف جداً

قلت : هذا حديث ضعيف جداً
أخرجه أبو يعلى ( ج2/رقم 990 ) ، والأصبهانى فى " الترغيب " (2226 ) ، والخطيب فى " تاريخه " ، وعنه ابن الجوزى فى " الواهيات " ( 2/319 ) من طريق مسلمة بن علىّ ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن الزهرى ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبى سعيد الخدرى ، عن النبى صلى الله عليه وسلم فذكره .·
قال ابن الجوزى : " هذا حديث لا يصح ، قال أحمد : عبد الرحمن بن يزيد ضعيف ، وقال النسائى : متروك " كذا قال ابن الجوزى وفى إعلاله نظر ، فإنه لا يتم له ، وبيان ذلك أن مسلمة بن على يروى عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم ، وكذا عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر ، كما أن كليهما يروى عن الزهرى . والأول ضعيف أو متروك ، والثانى ثقة ثبت ، فلا يتم له الإعلال إلا إذا أثبت أن الواقع فى السند هو المتروك دون الثقة ، ولا يقطع بهذا إلا إذا جاء منسوباً أما علة الحديث التى أغفلها ابن الجوزى فهى مسلمة بن على وهو أبو سعيد الخشنى وهو متروك كما قال النسائى والدراقطنى والبرقانى وغيرهم . وقال أبو داود : ليس بثقة ولا مأمون ، وقال البخارى وأبو زرعة وغيرهما : " منكر الحديث " . والله أعلم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاثنين 16 مايو وقصه مقتل عدو الله أبى جهل فى غزوة بدر الكبرى   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء 17 مايو - 1:13





قصة قتل عدو الله أبي جهل



عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي فَإِذَا أَنَا بِغُلاَمَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا ، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِ: أَحَدُهُمَا فَقَالَ: يَا عَمِّ، هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ قُلْتُ: نَعَمْ، مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ لاَ يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا. فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَغَمَزَنِي الآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِى جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ ، قُلْتُ: أَلاَ إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلْتُمَانِي. فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلاَهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهُ - صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ: « أَيُّكُمَا قَتَلَهُ ». قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ. فَقَالَ: « هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا ». قَالاَ: لاَ. فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ فَقَالَ « كِلاَكُمَا قَتَلَهُ ». سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ . وَكَانَا مُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ(1).



شرح المفردات (2):



(أضلع منهما ) أي: أقوى.

( لا يفارق سوادي سواده ) أي: شخصي شخصه.

( حتى يموت الأعجل منا ) أي: لا أفارقه حتى يموت أحدنا وهو الأقرب أجلا.

( فلم أنشب) أي: لم ألبث.

(يجول في الناس) أي: يضطرب في المواضع ولا يستقر على حال.

(السلب) ما مع المقتول من دابة، وسلاح، وما كان يلبسه من ثياب، ودرع، وسوار، وحلية.



من فوائد الحديث(3):



1- المبادرة إلى الخيرات والاشتياق إلى الفضائل كما جرى من هذين الشابين رضي الله عنهما.

2- شجاعة الصحابة رضي الله عنهم صغارهم وكبارهم .

3- الغضب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وعظم محبة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

4- أنه ينبغي أن لا يحتقر أحدٌ فقد يكون بعض من يستصغر عن القيام بأمر أكبر مما في النفوس وأحق بذلك الأمر كما جرى لهذين الغلامين.

5- احتج بهذا الحديث طوائف من أهل العلم فقالوا باستحقاق القاتل السلب.

6- قال النووي– رحمه الله-: اختلف العلماء في معنى هذا الحديث فقال أصحابنا: اشترك هذان الرجلان في جراحته لكن معاذ بن عمرو بن الجموح اثخنه أولاً فاستحق السلب، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: كلا كما قتله تطييبا لقلب الآخر من حيث أن له مشاركة في قتله.

7- سوء عاقبة الكفر والصد عن سبيل الله، كما جرى لأبي جهل –فرعون هذه الأمة- الذي أذله الله وأهلكه في الدنيا مع ما أعده له من العقوبة والخزي في الآخرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الثلاثاء 17 مايو وحديث أحسن المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء 17 مايو - 14:50


ناشر الموضوع : Muslim
جزء فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخيارهم خيارهم لأهله ) رواية ودراية


د. عبد الرحمن بن محمد بن شريف


مدرس الحديث بقسم أصول الدين - كلية الشريعة والدراسات الإسلامية


جامعة قطر - الدوحة


ملخص البحث


تُعدُّ كتابة الأجزاء الحديثية أُسلوباً مِنَ أساليب التَّصنيف التي اتبعها المُحدِّثون مِن أجل أبراز هدف مِن الأهداف التي يهدف المُحَدِّثُ إلى إبرازها وإظهار نفعها للناس، ولقد تفنن المُحَدِّثون في التأليف في هذا المجال، وبحثنا هذا حاول أن يُبرزَ للقراء أهمية الأخلاق في الإسلام، ومدى عناية القرءان الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة المطهرة بمبدأ الأخلاق، كما أنَّ أسلوبَ تخريج الحديث وتتبع طرقه المختلفة، وشواهده المتعددة، قد أبرزت الجانب الموضوعيّ لدى المحدِّثين في إثبات صحة النُّصوص وتوثيقها..





• • •


المقدّمة :


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدِ الأوَّلين والآخرين سيِّدِنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم. أمَّا بعد: فقد أفرد كثير من العلماء أجزاءً حديثيَّة تهدف إلى تحقيق غرض من الأغراض العلميِّةِ مثلSadجزء الأستاذ أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد ابن محمدٍ القطان الطبري المتوفى سنة (478)، ذكر فيه مارواه أبو حنيفة عن الصحابة).


وجزء فيه قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم (نضَّرَ اللهُ امراً سَمِعَ مقالتي فَأداها) للإمامِ أبي عمرو أحمد ابن محمدِ بن إبراهيم بن حكيم المديني، المتوفى سنة (333ه). (1)


كما ألَّف الحافظ ابن حجر (جزء في طرق حديث لاتسبُّوا أصحابي) (2)


وغير ذلك من الأجزاء الحديثية المتعددة الأغراض والتي خدم فيها أصحابها سنة الرسول صلى الله عليه وسلمز


ورغبة مني في خدمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد اخترت:


جزء فيه حديث رسو‎‎ل الله صلى الله عليه وسلم : (أَكْمَلُ الْمؤْمِنِينَ إِيماناً أحْسَنُهُمْ خُلُقَاً، وَخِيارُهُمْ خِيارُهُمْ لأَهْلِهِ). رواية ودراية


إنَّ هنالك أكثر من سبب دفعني لاختيار شرح وتخريج هذا الحديث المبارك، ومن هذه الأسباب:


1- أهمية الأخلاق ومنزلتها من الدِّين، وحاجة المسلمين في أيامنا هذه للعودة إلى هذا النبع الصافي لينهلوا من مورده العذب ويقتبسوا من الخلق الإسلاميِّ الرفيع، ليعودوا إلى عزهم ومجدهم ويتقدَّموا كما تقدَّمَ السلف الصالح وسادوا الأمم التي عاصروها بحسن خلقهم وطيبِ معدنهم.


2- الفوائد الحديثيَّةِ المتعددة الجوانب التي يستفيدها المشتغل بالسنة وعلومها من خلال تخريج هذا الحديث وتتبع طرقه المختلفةِ، ودراسة الأسانيد المتنوعة وترجمة رجال هذه الطرق عند الضرورة، والحكم على الأسانيد والروايات.


3- رغبة مني في جعل هذه المادة العلميَّة الدقيقة في متناول طلاب الحديث النَّبويِّ الشَّريف، وتبسيط هذه المادة ليتمكنوا من دراستها والاستفادة منهاز


أما مباحث الموضوع فهي على النحو الآتي: المقدمة وتناولت فيها الحديث عن أهمية الكتابة في الأجزاء الحديثية التي انقطع التأليف فيها منذ زمنٍ ليس بالقصير، واهتمام القرءان الكريم والسُّنَّة النَّبوية بالأخلاق الإسلامية وضرورة تربية المسلم نفسه على حُسن الخلق.


• • المبحث الأوَّل: تخريج روايات الحديث وتتبع طرقه المختلفة.


• • المبحث الثَّاني: شرح الحديث وبيان أهمية الأخلاق، وأن تستمد أخلاق المسلمين على ما ورد في الكتاب والسُّنَّة دون الجاجة إلى الأخذ من الأمم الأخرى، ذلك أنَّ رسولنا صلى الله عليه وسلم إنَّما بُعث لإكمال مكارم الأخلاق.


ولقد حرصتُ على الاختصار في شرح الحديث، وذلك أنَّ الحديث عن الأخلاق في الإسلام حديثٌ ذو شُجون، وقد أُلِّفت حولهُ مًصَنَّفات يطول ذِكْرها، وبحثنا هذا مرهون نشره برقم محدد مِن الأوراق.


وفي ختام هذا البحث لا يسعني سوى أن أتقدَّم بخالص الشكر وأصدق الدعوات لجامعة أم القرى بمكة المكرمة، متمثلة بمجلة جامعة أم القرى، ومدير تحريرها سعادة الدكتور سليمان بن إبراهيم العايد، على حُسن اللقاء مع عنايته بهذا البحث إضافة إلى السّرعة والدِّقَّة في الانجاز، وهذا ما تحتاجه معظم المؤسسات في وقتنا الحاضر...


ولا أنسى بالشكر والعرفان أخاً عزيزاً وهو سعادة الدكتور موفق بن عبداللَّه بن عبدالقادر، الأستاذ المشارك بجامعة أمِّ القرى الذي ساهم في إخراج هذا البحث، سواء بقراءته، أو إبداء نصحٍ ومشورة، رغم كثرة أشغاله.. فله من اللَّه الأجر والمثوبة، ومني التَّقدير والاحترام.


والله أسأل التوفيق والسداد في القول والعمل، وأن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم إنه نعم المولى ونعم النصير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





المبحث الأوَّل :


تخريج روايات الحديث والكلام على أسانيدِهاز


يُعدُّ علم تخريج الحديث النَّبوي الشَّريف مِنَ العلومِ التي شغلت حيِّزاً واسعاً في مجال علم الحديث النَّبويِّ الشَّريف، ولمَّا أن حديثنا المراد تخريجه مِنَ الأحاديث التي عدَّها بعض العلماء مِنَ الأحاديث المتواترة نظراً لكثرة طُرقه، لذا فإنِّي قد حرصتُ على تتبع طرق هذا الحديث، مع بيان درجة كلّ طريق قدر الإمكان.. ذلك أنَّ التَّخريج ليس هو غاية في حدِّ ذاته، وإنَّما المراد منه بيان درجة الحديث عند الضَّرورة..


إنَّ دعوى استيعاب كافة الطُّرق لهذا الحديث قد تجد أحياناً ما يُخالفها، وذلك لأنَّ معاني هذا الحديث قد ذُكِرَت في العديدِ مِنَ الأحاديثِ، وبعضهم يعدُّ تلك الأحاديث تابعة لهذا الحديث، أو شاهدة لهُ، وإن جاءت مِن طريقٍ آخر، عن الصَّحابيِّ الواحد، أو عن صحابيٍّ آخر، واختلاف وجهات النَّظر في هذا المجال مقبولة، كما أنَّ ذِكر الطُّرق المتكلَّم في صِحَّتها قد لا تُغني مِنَ الحقِّ شيئاً، لذا فإنِّي قد استوعبتُ معظم طُرق هذا الحديث مِن وجهة نظري، يُضاف إلى هذا أنَّ ذِكْري للشواهد والمتابعات للرِّوايات هدفها تقوية الطُّرق لهذا الحديث أحياناً.


إنَّ الهدف مِن هذا التَّخريج هو المزيد مِن الفوائد لطلبة العلم، للأخذِ بالأسلوب العِلميّ في طرق التَّخريج، وبيان درجة الحديث عند الحاجة.


والله أسأل التَّوفيق والسَّداد.





1- عن عبدالله بنِ عَمْروِ بنِ العاص رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، لم يَكُنْ فاحِشَاً، وَلامُتَفَحِشَاً، وَكَانَ يَقُولُ: (مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنِكُمْ أَخْلاقاً.).


2- عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : (أَكْمَلُ الْمؤْمِنينَ إِيْماناً أحْسَنُهُمْ خُلُقَاً، وَخِيارُهُمْ خِيارُهُمْ لأَهْلِهِ).


3- عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : (أَكْمَلُ النَّاسِ إِيماناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقَاً، وإِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ دَرَجَةَ الصَّومِ والصَّلاةِ).


4- عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالت:قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (إنَّ مِنْ أَكْمَلِ المُؤْمِنينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقَاً، وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ.).


5- عن عُمَيْرِ بنِ قَتَادَةَ اللَّيْثِيّ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يارَسُولَ اللهِ أَيُّ الصَلاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (طُولُ القُنوتِ). قَالَ: أَيُّ الصَدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (جُهْدُ المُقِلِّ). قَالَ: أَيُّ المُؤْمِنينَ أَكْمَلُ؟ قَالَ: (أَحْسَنُهُمْ خُلُقَاً.)ز


6- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : (أكْمَلُ المُؤْمنينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقَاً.)ز


7- عن أبي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (أَكْمَلُ المُؤْمِنينَ إِيماناً أَحَاسِنُهُمْ أَخْلاقَاً الموطؤونَ أكْنافاً، الَّذينَ يَأْلِفونَ وَيُؤْلَفونْ، وَلا خَيرَ فيمَنْ لا يأْلَف ولايُؤْلَفْ.).


8- عن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه، قالَ: قُلتُ: (يارسولَ اللهِ أَيُّ المُؤْمنينَ أكْمَل إِيمانَاً؟ قالَ: أَحْسَنَهُمْ خُلُقَاً.).


9- عن عَمْرو بنِ عَبْسَةَ رضي الله عنه، قال: قُلتُ: يارسولَ اللهِ أَيُّ الإيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (خُلُقٌ حَسنٌ.).


10- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه : قال: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجاءَهُ رَجلٌ مِنَ الأنصَارِ فَسَلَّمَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قالَ: يارَسولَ اللهِ أيُّ المؤْمِنينَ أفضَلُ؟ قالَ: (أَحْسَنُهُمْ خُلُقَاً.) قالَ: فايُّ المؤمنيَن أَكْيَسُ؟ قالَ: (أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْراً، وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْداداً، اُولئِكَ الأَكْياسُ.).


11- عن جابر بن سَمُرَةَ رضي الله عنه، قال: كُنْتُ في مَجْلِسٍ فيه النَّبيٌّ صلى الله عليه وسلم، قال: وأبي سَمُرَةُ جَالٍسٌ أمامي فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ الفُحشَ والتَّفَحُشَ لَيْسا مِنِ الإسلامِ، وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ إِسلاماً أحْسَنُهُمُ إِسلاماً.).


12- عن أبي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ رضي الله عنهُ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (إنَّ أَحَبَكُم إلَيَّ وأَقْرَبَكُم مِنِّي في الآخِرَةِ مَحَاسِنَكُم أخْلاَقَاً، وإنَّ أبغَضَكُم إلَيَّ وَاَبْعَدَكُم مِنِّي في الآخِرَةِ مَسَاوِئكم أخلاقَاً، الثَّرْثَارونَ المُتَفَيْهِقُونَ المُتَشَدِّقُونَ.).


13- عن ابنِ عباسٍ رضي اللَّهُ عنهُ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلَّم: (خِيَارُكُم أحاسِنُكُم أخلاقاً).


14- عن أبي كَبْشَةَ رضي اللَّهُ عنهُ قال: سمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (خِيارُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهْلِهِ.).


15- عن عبدِاللَّه بنِ مسعودٍ رضي اللَّهُ عنهُ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (ألا أُنبئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ قالوا: بلى، قال: خِيارُكُم أَحاسِنُكُمْ أخلاقاً، أحسِبُهُ قال: المُوطَّؤنَ أكْنَافَاً.).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس الاربعاء 18 مايو ومواصله حديث أخلاق المسلم   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالأربعاء 18 مايو - 15:31




1) - عن عبدالله بنِ عَمْروِ بنِ العاص رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، لم يَكُنْ فاحِشَاً، وَلامُتَفَحِشَاً، وَكَانَ يَقُولُSadمِنْ خِيَارِكُم أحَاسِنِكُمْ أَخْلاقاً.).


التَّخْريج : أخرجه: أخرجه أحمد في (المسند): 2/161 قال: (ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمشُ، عن شَقيق، عن مسروق عن عبدالله بنِ عَمْروِ بنِ العاصِ) الحديث (واللفظ له).


وأخرجه ابن أبي شيبة في (المُصَنَّف): 8/514، وأحمد في (المسند): 2/193، ومُسْلِم: 4/1810، في الفضائل باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم، وابن ماجه: 1/636، في النكاح، باب حسن المعاشرة، برقم: (1978)، والخَرَائِطِيّ في (مكارم الأخلاق)، برقم:(24)، والبيهقي في (السنن الكبرى):10/192، وفي (الأربعون الصغرى)، برقم: (107)، كلهم من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.


وأخرجه أحمد في (المسند):2/192، والطيالسي في (المسند)، برقم: (2246)، والبُخَارِيّ، برقم: (3559)، في المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، و(3759)، باب مناقب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، و(6029)، في الأدب، باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم، فاحشاً ولامتفحشاً، و(6035)، في الأدب، باب حسن الخلق والسخاء ومايكره من البخل.


والتِّرْمِذِيّ، برقم: (1975)، في البر والصلة، باب ماجاء في الفحش والتفحش، والخَرَائِطِيّ في (مكارم الأخلاق) برقم : (23)، والبيهقي في (الأربعون الصغرى)، برقم: (107)، من طُرقٍ عن الأعمش، عن أبي وائلٍ شَقيقِ بنِ سَلَمَةَ، بهذا الإسناد.


وأخرجه البُخَارِيّ في (الأدب المفرد)، برقم: (271)، وابن حِبَّان في (الصحيح)، كما في (الإحسان): 2/226 برقم: (478)، و:14/354، برقم: (6442)، والبغوي في (شرح السنة)، برقم: (3666)، محمد بن كثير العبدي، عن سفيان الثَّوري، عن الأعمش، بهذا الإسناد.


وانظر: (تحفة الأشراف): (6/383 - 384)، برقم: (8933)، و(8934).


وذكر السيوطي في (الجامع الصغير- مع فيض القدير)، من حديث عبدِالله بن عَمْروٍ (أفضل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً) وعزاه للطبراني، ورمز لصحته، وقال المُناويُّ في (فيض القدير): (إسناده حسن ذكره الهيثميُّ.) فيض القدير: (2/48-49).


2)- عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم Sadأَكْمَلُ الْمؤْمِنينَ إِيْماناً أحْسَنُهُمْ خُلُقَاً، وَخِيارُهُمْ خِيارُهُمْ لأَهْلِهِ).


التَّخْريج: أخرجه أحمد في (المسند): 2/250 قال: (ثنا ابنُ إدريس، قال: سمعتُ محمدَ بنَ عَمْرو، عن أبي سَلَمَةَ عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم) الحديث.


وأخرجه أحمد في (المسند): 2/472 عن يحيى بن سعيد، عن محمدِ بنِ عَمْرو، قال: ثنا أبو سلمة، به.


وأخرجه ابن حِبَّان في (صحيحه) كما في (الإحسان): 2/227، برقم: (479) من طريق إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا ابنُ إدريس، به.


وأخرجه الآجُرِّيُّ في (الشريعة): (ص: 115)، عن الفريابيِّ، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.


وأخرجه ابن أبي شَيْيَةَ في (المُصَنَّف) 8/515، وفي (الإيمان): (17)، والقضاعي في (مسند الشهاب) برقم: (1291) عن حفص ابن غِياث، وأخرجه ابن أبي شَيْيَةَ في (المُصَنَّف): 11/27، وفي (الإيمان): (18) عن محمد بن بِشْر، وأحمد في (المسند): 2/472، ومن طريقه أبو داود في (السُّنَن) برقم: (4682) في السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، عن يحيى بن سعيد، وهنَّاد في (الزهد): 2/592، برقم: (1252)، والتِّرْمذِيّ برقم: (1162) في الرضاع، باب ماجاء في حق المرأة على زوجها، من طريق عبدة بن سليمان، والخَرَائِطِيّ في (مكارم الأخلاق) برقم (17) من طريق يزيد ابن هارون، والطحاوي في (مشكل الآثار): 11/261، برقم: (4431)، والحاكم في (المُسْتَدْرَك) :1/3 من طريق عبدالوَّهَّاب بن عطاء، وأبو نُعيم في (الحلية): 9/248، والبيهقي في (شعب الإيمان)، برقم: (27) والبغوي في (شرح السنة)، برقم: (2341) و(3495)، من طريق يعلى بن عبيد، وأخرجه ابن حِبَّان في (صحيحه) كما في (الإحسان): 9/483، برقم: (4176)، والمروزي في (تعظيم قَدْر الصلاة): 1/441، برقم: (452)، من طريق يزيد بن زُرَيع،كلهم عن محمد بن عَمْرو.


وانظرSadتحفة الأشراف): 11/13، برقم: (15059).


وهذا إسناد حسن لأنَّ مداره على (محمد بن عَمْرو بن علقمة ابن وقاص الليثي المدني، مات سنة خمس وأربعين ومائة على الصحيح قال الحافظ: صدوق له أوهام. ع) التقريب: 449 0


وقال الذهبي في (ميزان الاعتدال): 3/673 (شيخ مشهور حسن الحديث.. قد أخرج له الشيخان متابعة.).


وقال التِّرْمِذِيّ: (حسنٌ صحيح).


قلت: هو صحيح لما يأتي.


وقال الحاكم في (المُسْتَدْرَك): 1/3 (هذا حديث صحيح لم يُخرَّ_ج في الصحيحين وهو صحيح على شرط مُسْلِم بن الحجاج). قلت: ذكر الحافظ ابن حَجَرٍ أنه (روى له البُخَارِيّ مقروناً بغيره، ومُسْلِم في المتابعات.) تهذيب التهذيب: 9/376


وأ خرجه ابن أبي شَيْيَةَ في (المُصَنَّف) : (6/516، و:11/27)، وفي (الإيمان): (20) وأحمد في (المسند): 2/527، والدارمي في (السُّنَن): 2/323، في كتاب الرقاق، باب ماجاء في حسن الخلق والحاكم في (المُسْتَدْرَك): 1/3، والبيهقي في (شعب الإيمان)، برقم: (26)، ورقم: (7976)، من طريق أبي عبدالرحمن عبدالله بن يزيد المقرىء عن سعيد بن أبي أيوب، والخَرَائِطِيّ في (مكارم الأخلاق)، برقم: (14)، عن أحمد بن منصور الرمادي، والطبراني في (مكارم الأخلاق) برقم: (9)، والبيهقي في (شعب الإيمان)، برقم: (7977)، والخطيب البغدادي في (الفقيه والمتفقه): 2 /110، من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، وأخرجه الطحاوي في(شرح مشكل الآثار): 11/260، برقم: (443)، من طريق أنس بن عياض الليثي، وأخرجه البيهقي في (السُّنَن الكبرى):10/192، من طريق يحيى ابن أبي أيوب كلهم عن محمد ابن عَجْلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَةَ. وهذا إسناد فيه (محمد بن عَجْلان المدني صدوق إلاّ أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هُرَيْرَةَ مات سنة ثمان وأربعين ومائة. خت م4.) التقريب: 496، وذكره الذهبي والمقدسي، والحلبي، في المدلسين وجعله الحافظ ابن حَجَرٍ في المرتبة الثالثة في (طبقات المدلسين)(3).


قال ابن حِبَّان: (يروي عن أبيه، وسعيد المَقْبُرِيّ، روى عنه الثوري، ومالك، عنده صحيفة عن سعيد المَقْبُرِيّ بعضها عن أبيه عن أبي هُرَيْرَةَ، وبعضها عن أبي هُرَيْرَةَ نفسه، قال يحيى القطان: سمعت محمد ابن عَجْلان يقول: كان سعيد يحَدَّثَ عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَةَ، وعن أبي هُرَيْرَةَ، فاختلط علَيَّ فجعلتها كلها عن أبي هُرَيْرَةَ.


وقد سمع سعيد المَقْبُرِيّ من أبي هُرَيْرَةَ، وسمع عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَةَ، فلمَّا اختلط على ابن عَجْلان صحيفته، ولم يميِّز بينهما اختلط فيها وجعلها كلها عن أبي هُرَيْرَةَ، وليس هذا بوهن يوهن الانسان به، لأنَّ الصحيفة كلها في نفسها صحيحة فما قال ابن عَجْلان: عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَةَ، فذاك ممَّا حمل عنه قديماً قبل اختلاط صحيفته عليه، وما قال: عن سعيد عن أبي هُرَيْرَةَ، فبعضها متصل صحيح، وبعضها منقطع لأَنَّهُ أسقط أباه منها، فلا يجب عند الاحتياط إلاّ بما يروي الثقات المتقنون عنه، عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَةَ، وإنما كان يوهن أمره ويضعف لو قال في الكُلِّ: سعيد، عن أبي هُرَيْرَةَ. فإنه لو قال ذلك لكان كاذباً في البعض، لأنَّ الكل لم يسمعه سعيد، عن أبي هُرَيْرَةَ، فلو قال ذلك لكان الاحتجاج به ساقطاً على حسب ماذكرناه.)(4). قلت: وبناء على ماذُكِر يتبين لنا أنَ إطلاق القول (اختلطت عليه أحاديث أبي هُرَيْرَةَ) يحتاج إلى تقييد بروايته عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَةَ، وبروايته عن سعيد المَقْبُرِيّ، عن أبي هُرَيْرَةَ.. هذه واحدة. والثانية: أن الصحيفة كلها في نفسها صحيحة وليس هذا بوهن يوهن الانسان به كما قال ابن حِبَّان. والثالثة: إنَّ الرواية عن محمد بن عَجْلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَةَ، وليست من روايته عن سعيد المَقْبُرِيّ عن أبي هُرَيْرَةَ، ولا من روايته عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَةَ. والرابعة: إنَّ ابن عَجْلان قد توبع في هذه الرواية، وهو (إمام صدوق مشهور، قال الحاكم:أخرج له مُسْلِم في كتابه ثلاثة عشر حديثاً كلَّها شواهد.) كما قال الذهبي في (الميزان)(5) وقال الحاكم في (المُسْتَدْرَك) :1 /3 بعد أن روى الحديث من رواية محمد بن عَمْرو، عن أبي سلمة عن أبي هُرَيْرَةَ: (هذا حديث صحيح لم يُخرج في الصحيحين، وهو صحيح على شرط مُسْلِم بن الحجاج، فقد استشهد بأحاديث للقعقاع، عن أبي صالح عن أبي هُرَيْرَةَ، ومحمد بن عَمْرو، وقد احتج بمجمد بن عَجْلان).


قلت: محمد بن عَجْلان أخرج له البُخَارِيّ تعليقاً، وأخرج له مُسْلِم في المتابعات، ولم يحتج به(6).


وأخرجه ابن حِبَّان في (صحيحه)كما في (موارد الضمآن): 318، برقم: (1311) من طريق عَمْرو بن أبي عَمْرو عن المطلب بن عبدالله بن حَنْطَب، عن أبي هُرَيْرَةَ، الحديث(7).


وهذا إسناد رجاله ثقات، إلاّ أنَّ فيه (المطلب بن عبدالله بن حَنْطَب بن الحارث المخزومي، صدوق كثير التَّدْليس والإرسال، من الرابعة.ر4) التقريب: 534.


قلت: لم يذكره الحافظ ابن حَجَرٍ في (تعريف أهل التقديس) في طبقات المدلِّسين، كما لم يذكره أحد في المُدلِّسين غير أنه عرف بالإرسال.. وذكر البُخَارِيّ في (التاريخ الأوسط): 1/17 حديثاً من طريق محمد بن عبدالله، عن المطلب، عن أبي هُرَيْرَةَ (دخلت على رُقيَّةَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلمز..) قال البُخَارِيّ: (ولايعرف للمطلب سماع من أبي هريرة ولا لمحمدٍ، عن المطلِّبِ، ولا تقوم الحجَّة.)


وقال أبو حاتمٍ الرازيُّ في (المراسيل): 209(عن أبي هريرة مرسلاً)، وانظر: المراسيل لابن أبي حاتم:210.


وأخرجه المروزي في (تعظيم قَدْر الصلاة) :1/442، برقم: (454)، قال: حَدَّثَنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي ثنا أبي، ثنا ابن لَهيْعَةَ، حَدَّثَني عيسى بن سيلان، عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم Sadأكملُ المؤمنينَ إيماناً أحاسِنُهُم أخلاقاً، وإنَّ المرءَ ليكونُ مؤمناً، وإنَّ في خُلُقِهِ شيئاً، فينقُصُ ذلكَ مِنْ إيمانه.).


وهذا إسنادٌ فيه (يحيى بن عثمان بن صالح السَّهميُّ مولاهم، المصريُّ، صدوق رمي بالتَّشَيُّع، وليَّنهُ بَعضُهُم لكونهِ حَدَّثَ من غير أصله، مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين. ق.) التقريب: 594.


وفيه (عبدالله بن لَهيْعَةَ بن عقبة الحضرميّ، أبو عبدالرحمن المصريّ، صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك،وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، وله في مُسْلِم بعض شىء مقرون، مات سنة أربع وسبعين ومائة. م د ت ق.) التقريب: 319.


وفيه (عيسى بن سِيلان، اختلف في اسمه قيل هو جابر بن سِيلان، وقيل عبد ربه، وثقه ابن حِبَّان، وقال ابن حَجَرٍ: مقبول من الثالثة.د). ترجمته في: تهذيب التهذيب: 2/40، التقريب: 136.


وأخرجه ابن أبي شَيْيَةَ في (المُصَنَّف): (11/46-47)، برقم: (10484)، وفي (الإيمان): 42، برقم:(125) عن ابن عليَّة، عن يونس، عن الحسن، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلمز


وهذا مرسل صحيح الإسناد.


وأخرجه الخَرَائِطِيّ في (مكارم الأخلاق) برقم: (15) قال: (حَدَّثَنا أحمد بن عبدالخالق بكرخ سُرَّ مَنْ رَأى، ثنا أبوخَلَفٍ الَحرِيريُّ عن يونسَ، عن ابن سيرينَ، عن أبي هُرَيْرَةَ.) الحديث.


وهذا إسنادٌ فيه عبدالله بن عيسى بن خالد الخزاز، بمعجمات، أبوخلف، ضعيف من التاسعة. رس.). التقريب: 217.


قال الحاكم في (المُسْتَدْرَك): 1/3 (وقد روي هذا الحديث عن محمد بن سيرين، عن أبي هُرَيْرَةَ، وشعيب بن الحَبْحَابِ، عن أنس).


وأخرج البزار، كما في (كشف الأستار): 2/406، برقم: (1971)، من طريق محمد بنِ إسحاقَ، عن محمدِ بنِ إبراهيمَ عن أبي سَلَمَةَ، عن أبي هُريرةَ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم: (خِيارُكُمْ أطوَلُكُم أعماراً وَأحسنُكُمْ أخْلاَقاً.).


قال البزارُ: لا نعلمهُ بهذا اللفظِ بإسنادٍ أحسن من هذا الإسناد.


وذكرهُ الهيثميُّ في (مجمع الزوائد): 8/22، وقال: وفيه ابنُ إسحاق، وهو مُدَلِّس.


وأخرج الطَّبرانيُّ في (المعجم الصَّغير): 2/25، من طريق صالح المُرِّيِّ، عن سعيد الجريريِّ، عن أبي عُثمانَ النَّهْدِيِّ، عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليهِ وسلَّم: (إنَّ أحبكُم إلَيَّ أحاسِنُكُم أخلاقاً، الموطَّؤنَ أكنافاً، الذينَ يألفونَ ويؤلفونَ، وإنَّ أبغضكم إليَّ المشَّاؤونَ بالنَّميمةِ المفرقونَ بينَ الأحِبَّةِ، الملتمسونَ للبراء العيب.). قال الطبرانيُّ: لم يروه عن الجريريِّ إلاَّ صالح المرِّيِّ.


وذكره الهيثميُّ في (مجمع الزوائد): 6/21 وقال: رواهُ الطبرانيُّ في الصغير، والأوسط، وفيه صالح بن بَشير المرِّيّ وهو ضعيف.


3) - عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : (أَكْمَلُ النَّاسِ إِيماناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقَاً، وإِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ دَرَجَةَ الصَّومِ والصَّلاةِ).


التَّخْريج: أخرجه أبو يعلى في (المسند): 7/184، برقم: (4166) قال: (حَدَّثَنا محمد بن المثنى أبو موسى، حَدَّثَنا زكريا بن يحيى الطائي أبو مالك، حَدَّثَنا شعيب بن الحبحاب، عن أنسٍ) الحديث.


وأورده الحافظ ابن حَجَرٍ في (المطالب العالية): 2/388، برقم: (2541) قال البوصيري: (رواه أبو يعلى ورواته ثقات).


وأخرجه: البزار كما في (كشف الأستار): 1/27، برقم: (35) من طريق محمد بن المثنى، بهذا الإسناد. وقال: (وهذا لانعلم رواه هكذا إلاّ زكريا، وحَدَّثَناه وهب ابن يحيى بن زمام القيسي).


وأخرجه: أبو يعلى في (المسند): 7/237، برقم: (424): قال: (حَدَّثَنا أبو عبيدة بن فضيل بن عياض، حَدَّثَنا أبو سعيدٍ مولى بني هاشمٍ، حَدَّثَنا زَرْبِيُّ أبو يحيى قال: سَمِعتُ أنسَ بنَ مالكٍ يقولُ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ((أَكْمَلُ المؤْمنينَ إيماناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقَاً).


وهذا إسنادٌ ضعيف فيه (زَرْبيُّ، بفتح أوله وسكون الراء بعدها موحدة، ثم مثناة، ثم شدة، ابن عبدالله الأزديُّ مولاهم، أبو يحيى البصريُّ، إمام مسجد هشام بن حسان، ضعيف ت ق) التقريب: 215.


و(عبدالرحمن بن عبدالله بن عبيد البصري، أبو سعيد، مولى بني هاشم، نزيل مكة، صدوق ربما أخطأ مات سنة سبع وتسعين ومائة. خ صد س ق) التقريب: 344. وقال الذهبي في (الكاشف): 2/171 (ثقة). وانظر ترجمته في: تهذيب التهذيب: (7/209-210).


وأخرج البزار كما في (كشف الأستار): 2/406، برقم:(1970) من طريق سالم ابن نوحٍ، ثنا سُهيلُ بنُ أبي حَزم، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (ألا أُنَبئُكُمْ بِخِيارِكُم ؟ قالوا: بَلَى، قَالَ: أَحَاسِنُكُم أخلاقاً، أو قَالَ: أَحْسَنُكُمْ خُلُقَاً.). قال البزارُ: لا نعلمُ رواهُ عن ثابتٍ، عن أنسٍ إلاَّ سُهيل. قال الهيثميُّ في (مجمع الزوائد): 8/22 وفيه سهيل بن أبي حزمٍ وثقه ابنُ مَعين، وضَعفه جماعة.


وقال الحافظ في التقريب: (ضعيف).


4) - عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالت: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، Sadإنَّ مِنْ أَكْمَلِ المُؤْمِنينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقَاً، وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ.).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الجمعة الى أختى المسلمة وعدم مجاراة نساءالغرب فى ملبسهن   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالجمعة 20 مايو - 16:26

مخالفات النساء في الملبس
أحمد الكباريتي





إن مما ينبغي أن تفهمه المرأة المسلمة وغيرها أن دين الإسلام شاملٌ كامل وصالح لكل زمان ومكان.. فلم تكن تشريعاته لفترة من الفترات أو لوقت من الأوقات ثم تهجر وتترك بل هي باقية بقاء الدنيا، قال تعالى: ( اليَومَ أَكمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِيناً ).
وإن مما يؤسف له أننا نرى أن الكثير وبخاصة من نساء المسلمين انحرفن عن منهج الإسلام وانسقن إلى الدعاوى المنحرفة عند الغرب الكافر فقلَّدنهم في ملبسهم ومأكلهم ومشربهم ومشيتهم..
وكل هذا يدل على انحراف الباطن بلا شك، فالموافقة في الظاهر تدل على الموافقة في الباطن، ونخشى بعد حصول ذلك كله أن ينحرفوا في جانب العقيدة بعد انحرافهم في جانب السلوك والآداب ونحو ذلك.
ونظراً لوقوع الكثير من النساء في مخالفات في جوانب عدة من جوانب الحياة سنذكر هنا طرفا مما وقعت فيه المرأة لعل الله أن ينفعها به.
مخالفات الملبس:
1- من أعظم المخالفات اتباع الغرب وتقلديهم في ملابسهم جرياً وراء الموضة وما تقدمه عروض الأزياء في الأسواق من تصاميم الموضات والموديلات دون النظر إلى موقف الشريعة الإسلامية من هذه الموديلات.
2- ومن المخالفات لبس الضيق الذي يبدي تقاطيع البدن من ثديين وخصر وعجيزة أو الشفاف الذي يصف لون البشرة أو لبس ما يبدي شيئاً من البدن، إما باتساع فتحة الصدر أو الظهر أو برفع الأكمام إلى ما يقارب الكتفين، أو بوجود فتحات من أسفل الثوب مما يبدي الساقين.
وكذلك لبس البنطال الذي يحدد تقاطيع الجسد كل ذلك جرياً وراء الموضة والموديلات، ونسيت المسكينة أنها تحارب رب الأرض والسماوات، وبهذه الأفعال استحقت غضب الرحمن وصدق فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم:
( صنفان من أهل النار لم أرهما وذكر منهما: نساء كاسيات عاريات مائلات ومميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ).
3- ومن المخالفات أيضاً: أن بعض النساء تلبس ألبسة تريد منها النظر إليها عند لبسها، وهذا بلا شك لباس الشهرة الذي جاء الوعيد لمن لبسه، قال صلى الله عليه وسلم: ( من لبس لباس شهرة في الدنيا ألبسه الله لباس مذلة في الآخرة ).
فلباس الشهرة موجود بين أوساط النساء كلبس الماركات دائماً وكلبس أفضل الموديلات الجديدة أو هذه دائماً لبسها أنيق ومتناسق فهي تختار من الألوان ما يلفت الأنظار وهذه مشهورة بكثرة بين النساء.
4- ومن المخالفات التي تقع فيها المرأة: لبس الحذاء الذي يعد زينة في نفسه أو لبس الأحذية ذات السيور الرفيعة التي تلفت الأنظار وتفتن الرجال، وذلك من خلال ضرب أرجلهن على الأرض في أثناء مشيهن، كل هذا جاءت الشريعة بنهي النساء عن فعله، قال تعالى: ( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ).
5- ومن المخالفات أيضاً تشبه النساء بالرجال في لبس الملابس والأحذية، كأن تلبس المرأة البنطال أو ملابس الكرة أو تلبس النعال المشابهة لنعالهم كالنعال ذات الأصبع ونعال الكرة وغير ذلك مما هو من ملابس الرجال.
6- ومن المخالفات لبس المرأة العباءة على الكتف وتشبهها بالرجال في ذلك وقد ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ).
7- ومن المخالفات التي ظهرت في هذه الفترة لبس المرأة العدسات الملونة بغية تجميل عينها، وهذا فيه تدليس وغش لأنه يظهر عين المرأة بغير مظهرها الحقيقي من غير حاجة إليه.. أما إذا وضعت العدسات لضعف نظر أو لطول نظر أعني للحاجة إليه فلا بأس بوضعها.
8- ومن المخالفات لبس الملابس التي تحتوي على كلمات غير عربية كاللغة الإنجليزية أو الفرنسية مثلاً لأنها قد تكون هذه الكلمات المكتوبة دالة على معنى فاسد هادم للأخلاق يدعو إلى الرذيلة..
وإن من أغرب ما سمعت أن بعض الشباب والفتيات كان يرتدي بعض هذه الملابس ومكتوب عليها "" أنا يهودي "" باللغة الإنجليزية ولا يعرفون ذلك، بل بعض ما يكتب على هذه الملابس كلمات تدعو إلى الرذيلة مما لا ينبغي ذكره هنا.
9- ومن المخالفات عدم أمر البنت الصغيرة بلبس ما يسترها كلبس الملابس القصيرة التي تكشف الساقين بحجة أنها صغيرة وهذا خطأ بل الذي ينبغي في حق أولياء أمور الصغار أن يأمروهم بلبس ما فيه حشمة لكي يتعودوا على الحياء فالحياء من الإيمان.
10- ومن المخالفات لبس الملابس التي بها صور سواء كانت هذه من لباس الصغار أو لباس الكبار.
11- ومن المخالفات أيضاً ما تلبسه المرأة في حفلات الزواج وهذه انتشرت كثيراً في أوساط النساء في هذه الفترة، فكثيراً ما توجه الأسئلة بخصوص ما ترتديه المرأة أمام المرأة من لبس الفستان الذي لا أكمام له نهائياً على شكل ( شلحة ) ومن ثم قطعة صغيرة تمسك به على كتفيها فهذا من المخالفات الظاهرة.
12- ومن المخالفات لبس المرأة للكعب العالي لأنه يعرضها للسقوط وهي مأمورة شرعاً بما يجنبها المخاطر.. وأيضاً لما في هذه الأحذية من إظهار قامة المرأة وعجيزتها بأكثر مما هي عليه وفي هذا تدليس وإبداء لبعض الزينة التي نهيت عن إبدائها.


أخوكم في الله / أحمد الكباريتي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاثنين 23 مايو ترهيب وذو الوجهين وأن يحقر المسلم أخاه المسلم   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالإثنين 23 مايو - 22:00

شرح الحديث الشريف - احاديث متفرقة - الدرس (060-138) : الترهيب من أن يحقر المسلم أخاه وترهيب ذي الوجهين
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1992-08-16

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، ونفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً، و ارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الأكارم، من المنزلقات التي ينزلق فيها الإنسان في عصرٍ كثرت فيه الاضطرابات والفتن والضغوط، من المنزلقات أن يكون ذا وجهين وذا لسانين، سلوك مريح، قال تعالى:


﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ﴾

أنتم الحق معكم،

﴿إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)﴾

(البقرة)

أيْ: إنما نحن مستهزؤون بهؤلاء، قال تعالى:

﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)﴾

(البقرة)

أيضا لاحظت أن سلوك الوجهين، وذي اللسانين، ذي الموقفين، ذي الاتجاهين، ذي التصورين، سلوك هذا الإنسان لا يتناسب مع الإيمان إطلاقا، المؤمن له خط واضح، سريرته كعلانيته، معتقده على لسانه، لسانه يترجم معتقداته، فلاحظت في حالات كثيرة أن هناك انزلاقا نحو هذا السلوك، وطالعت كتاب الترغيب والترهيب للإمام المنذري - رحمه الله تعالى - وهو من أثمن كتب الحديث، هذا الكتاب بني على الترغيب والترهيب، أنا قبل شهر تقريبا أدرّسه بعد صلاة فجر كل يوم السبت والأحد والاثنين والثلاثاء، نأخذ كل يوم فصلا، فصلا في الترغيب، وفصلا في الترهيب، هو أربعة أجزاء، له مختصر اختصاره مخلّ، فرق كبير جدا بين اختصاره وأصله، لذلك ربما لا تجد في الاختصار شيئا يشدك إليه، لأن اختصاره كما قال بعض العلماء اختصار مخلّ، فأنا عدت إلى أصل الكتاب، ووجدت في الترغيب والترهيب أيها الإخوة بابا عنوانه: ترهيب ذي الوجهين وذي اللسانين.
أحيانا الإنسان بدافع من ذكاء، أو دافع من مصلحة، أو لينعش عمله، أو يريد يسلّم نفسه، أو يرغب ألا يكون عنده أعداء إطلاقا، فيرضي هؤلاء، ويرضي هؤلاء، يجامل هؤلاء، ويجامل هؤلاء، وهو في الحقيقة لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، هذا الإنسان ذو الوجهين، وذو اللسانين، يا ترى هو مؤمن ؟ واللهِ ما هذا هو الإيمان، هل هو كافر ؟ لا والله، عنده عواطف دينية، حينما أخذ هاذين الاتجاهين المتناقضين، وجامل هؤلاء، وجامل هؤلاء ضيع نفسه، وفقد هويته، لا هؤلاء قبلوه، ولا هؤلاء قبلوه، لذلك هناك أحاديث صحيحة وعديدة تحذر، وترهب من أن يكون الإنسان ذا وجهين.
طبعا أحيانا يكون في الحديث فقرة واحدة تعني موضوعنا، وفقرات كثيرة عولجت في مواطن أخرى، وفي أوقات أخرى.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ))، يعني أصنافا مختلفة، ومن باب الطرفة أقول: فلان ذهب من عيار أربعة وعشرين، وفلان ذهب ولكن عيار ثمانية عشر، وفلان ذهب ولكن عيار ستة عشر، فلان ذهب عيار أحد عشر، وفلان نحاس مطلي بالذهب، وفلان نحاس ملمّع، وفلان حديد، الناس معادن، هناك معادن ثمينة، ومعادن خسيسة، هناك إنسان بالمعاملة يزداد تألقا، وبالاحتكاك يزداد ورعا، وبالسفر يزداد كمالا، وبتعاملك معه بالدرهم والدينار يزداد عفة، وكرما، وهناك إنسان عند بعدٍ يرضيك، أما إذا عاملته بالدرهم والدينار لا يرضيك، أما إذا سافرت معه لا يرضيك، أما إذا جاورته لا يرضيك، فالبطولة لا أن يرضى الناس عنك عن بعدٍ، أخي نحن لما نتشارك نغضب، ما هذا الدين إذًا ؟ ديننا لا يظهر إلا بالشراكة، إذا كنت جيدا من دون شراكة، ومن دون جوار، ومن دون سفر، ومن دون تعامل بالمادة، فأنت لست جيدا، لكن أنت جيد إذا صمدت على المحاككة بالدرهم والدينار، أنت جيد إذا أثنى الناس عنك في السفر، أنت جيد إذا جاورت الناس فأثنوا على جوارك، فلذلك أيها الإخوة عن بعدٍ لا يُعرف الإنسان، لا يعرف إلا بالمحاككة، وهذا ما فعله سيدنا عمر، قال لأحدهم: أتعرفه ؟ قال: نعم أعرفه، قال: هل جاورته ؟ قال: لا، قال: هل حاككته بالدرهم والدينار ؟ قال: لا، قال: هل سافرت معه ؟ قال له: لا، قال: أنت لا تعرفه.

((تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا، وَتَجِدُونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ))

ملاحظة مهمة، حتى الذي قبل أن يصلي، قبل أن يصطلح مع الله عنده مكارم أخلاق، عنده شهامة، عنده مروءة، عنده رحمة،
((خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا))

هذا المعدن الطيب إذا جاءه العلم فهو شيء رائع جدا، معدن طيب من دون علم، يفعل عملا صالحا وآخر سيئا، جيد، هو شهم، كريم، لكنه مرتكب ليعض المعاصي، وهو يجهلها أنها معاص، فما أروع ذا الطوية الطيبة إذا تعلم أمر دينه، ما أروع النفس الطاهرة إذا عرفت ربها، ما أروع النفس البريئة النظيفة إذا أقبلت على الله عزوجل،
((وَتَجِدُونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ))

إذا اقترب من الكفار الفجار من أهل الدنيا وأثنى عليهم فقد أغضب الله عزوجل، أحيانا الفاسق عنده وحشة، فإذا حاءه مؤمن أثنى عليه يطمئن، أنت طمعته، أنت جعلته يرضى عن نفسه، المؤمن إذا أثنى على الفاسق يقول النبي الكريم:
((إن الله ليغضب إذا مُدح الفاسق ))

إذا أثنيت على الفاسق أقررته على فسقه، وأعطيته إشارة، قال لك: نحن مضطرون، الفاسق دائما عنده حالة قلق، حالة عدم توازن، فطرته تعذبه دائما، فإذا لقي مؤمنا، وطمأنه وأثنى على عمله، وأقره على انحرافه أو على تقصيره هذا المؤمن يكون قد غشّه، وورطه ودفعه إلى مزيد من هذا العمل، فلذلك ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها، وذو اللسانين لا يكون عند الله وجيها.
لا تنسوا هذا، وإذا مدحت الفاسق وهناك مؤمن موجود معك، وهذا المؤمن يثق بك، فلما مدحت الفاسق اختل توازن هذا المؤمن، إن صدقك ضيعته، وإن لم يصدقك خسرته، يقول لك: ما هذا الدجل ؟ إن صدقك ضيعته، إنسان لا يصلي، إنسان شارب للخمر، إنسان مقصر، إنسان عقيدته فيها زيغ، إنسان مبتدع، تثني عليه، فإن صدقك أضللته، وإذا كذبك خسرته.
فلذلك أيها الإخوة أنا أعاني أحيانا في عقود القران، تجد الخطباء في عقود القران دون تحقق، ودون معرفة يلقون بالمدائح جزافا، و بالثناء غير المتحفظ على الشاب والشابة، العروسين، أنت لست متأكدا، وهناك من يعرفهم، فإذا وضعت علمك ومكانتك الدينية موضع شك هُزّتْ مكانتك، و هُزّتْ صورتك عند هؤلاء،
((إن الله ليغضب إذا مُدح الفاسق ))

إذا مدحت الفاسق أوهمت الناس أنه على حق، أوهمت السذج أنه على حق، و خسرت الأذكياء، الأذكياء لا ينطلي عليهم هذا المديح، حينما يرونك تمدح فاسقا تسقط من أعينهم، خسرت هؤلاء.
أنا أقول كلمة: إذا تكلم الإنسان شيئا غير صحيح، أمامه نموذجان ؛ أمامه إنسان بسيط يسلِّم له، ليس له هذه القدرة ليكتشف خطأه، عنده ثقة، وأمامه إنسان ذكي دقيق، البسيط غششته، والذكي خسرته، فأنت خسرت على جبهتين، الأول البسيط الذي صدقك ووثق بك غششته، والذكي الحصيف خسرته، أما إذا تكلمت الحق، وحرصت على أن تقول الحق، ولو كان الثمن باهظا، إنك ترقى عند الناس.
إذًا:
((وَتَجِدُونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ))

بالتعبير العامي: أعطِه جمله ، مَن أخذ أمي عمي، هذه لا آية ولا حديث، كلام الجهلة.
أحيانا مصيبة المصائب أن ثمة أقوالا لا هي آيات، ولا أحاديث ولا حِكم ولا أقوال الصحابة، ولا أقوال التابعين، ولا أقوال علماء، هي أقوال أناس منافقين، أقوال أناس ضعفاء النفوس، يقول لك مثلا: " امش في جنازة، ولا تمش في زواجة "، ما هذا ؟ هذا توجيه من ؟ النبي الكريم يقول:
(( أفضل شفاعة أن تشفع بين اثنين في نكاح ))

إذا سعيت في زواج شاب مؤمن من شابة مؤمنة فهذا أعظم عمل عند رسول الله، فأنا أدع قول النبي e والتفت إلى قول العامة الساذجة البسطاء دهماء الناس وسوقتهم ؟!
خطورة ذو الوجهين أنه حينما يلتقي بالمؤمنين، و يثني عليهم، يظنونه مؤمنا، فيعطونه بعض أسرارهم، وحينما يلتقي مع الكفار قد ينقل لهم أسرار المؤمنين، نقاط ضعفهم، مشكلات فيما بينهم، وإذا لقي الكفار أعطاهم أسرار المؤمنين، هذا اخطر عملا من النمام، النمام ينقل كلام شخص إلى شخص، أما هذا فنمام مزدوج، ينقل كلام هؤلاء لهؤلاء، وكلام هؤلاء لهؤلاء.
لولا أني لاحظت أناسا كثيرين يقفون مواقف متناقضة، يجلس مع المؤمنين، فيقول: ما شاء الله، هذا هو الدين، يثني، وتلاحظه مع أهل الدنيا الشيء نفسه، يثني عليهم، وعلى ذكائهم، وعلى حصافتهم، وهم لا يصلُّون، تركوا الدين، وأموالهم كلها بالربا، نساؤهم كاسيات عاريات، يجلس معهم فينسجم.
أنا أقول كلمة: إذا وجدت نفسك منسجما انسجاما تاما مع إنسان تارك للصلاة أو دينه رقيق أو دخله حرام، واللهِ هذه علامة خطيرة جدا، معنى ذلك أنه ليس عندك هذه الطهارة النفسية، لا هذا السمو الذي يجعلك تأبى أن تكون معهم، العلاقات الحميمة التي يقيمها المؤمنون مع أهل الدنيا هذه مؤشر ليس في صالحهم، أنت لا بد أن تكره تارك الصلاة، يجب أن تشعر أن هذا الذي لا يطيع الله عزوجل لا شأن له، سبحان الله ! في بعض الأحاديث أن الله عزوجل أرسل ملائكة لإهلاك بلد، قالوا: يا رب، إن فيا رجلا صالحا، قال: به فابدؤوا، يا رب لماذا ؟ قال: لأن وجهه لا يتمعر إذا رأى المنكر، أنت أليس لك هذه الغيرة على الدين ؟ شخص نساؤه سافرات، تارك للصلاة، تحبه، و تودّه، و تزوره، ولا تنصحه إطلاقا، تريد أن تمرر مصلحتك معه، هذه الحالة حالة مرضية.
فلذلك أيها حتى يزداد المؤمنون ترابطا، حتى يشعر المؤمن بقيمته، لا بد أن يكون ذا وجه واحد، ولسان واحد، قال رجل لسيدنا عمر t: أتحبني ؟ فقال له: واللهِ لا أحبك، صريح، الصحابة الكرام كانوا على أعلى درجة من الوضوح والجرأة.
حديث آخر، ولكن عندنا هنا ملاحظة قبل أن ننتقل إلى حديث آخر، لو فرضنا أنك تعرف أن بين هاتين الأسرتين خصاما، وذهبت إلى أول أسرة، وقلت لهم: واللهِ الأسرة الفلانية يحبونكم، وهم حريصون على رضاكم، ولم يتكلموا عنكم ولا كلمة، وتكلمت كلاما معاكسا عند الأسرة الثانية، والله الجماعة أيضا دعوكم ويحبونكم، هذا الوضع الإصلاحي لا ينطبق عليه حديث رسول الله e، أنت من أجل الإصلاح يمكن أن تخفي بعض الحقائق، يمكن ألا تنقل بعض الكلمات، هنا في هذا الموضع والموطن لا ينبغي أن تكون موضوعيا، لو كنت موضوعيا لبعدت الشُّقة بين الأسرتين، فأغفل كل شيء سيئ، وأبرز كل شيء حسن، والحسن زيِّنه، وبادر به قليلا حتى يلين القلب.
أنا أشعر أحيانا لو فرضنا أن ثمة خصاما زوجيا، تسمع من والد الزوجة أنها لا تريد زوجها إطلاقا، وتسمع من الزوج أنه لا يريدها، لو قلت للزوج: واللهِ إنها لتحبك، وحريصة أن ترجع إليك، وتتمنى أن تكون معك، وذكرت كلاما آخر للزوج مشابها، أو للزوجة مشابها، كذلك هو حريص عليكِ، فمال قلبها إليه، ومال قلبه إليها، ففي موضوع الإصلاح لو كنت موضوعيا، لو نقلت نقلا أمينا ما قاله الزوج في حق صاحبه لازدادت الهوة، هذه حالات نادرة، لن تصلح بين الناس إلا إذ أغفلت السلبيات، وأدرجت الإيجابيات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاربعاء25 مايو مواصلة حديث ترهيب ذو الوجهين وعدم تحقير المسلم أخاه المسلم   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالأربعاء 25 مايو - 15:21

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أُنَاسٌ لِابْنِ عُمَرَ:
((إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى سُلْطَانِنَا فَنَقُولُ لَهُمْ خِلَافَ مَا نَتَكَلَّمُ إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِمْ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّهَا نِفَاقًا))

(البخاري)

إذا دخلنا عليه نقول له كلاما بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عنده.
مثلا، دخل أحدهم على موظف بأدب بالغ، واحترمه احتراما شديدا، أطال الله عمركم، ما شاء الله، كل أعمالك حكيمة، خرج من عنده وهو يلعنه، هذا ليس سلوك المؤمن، إن رأيت من الحكمة أن تمدحه، أو تحترمه فلا مانع، لكن لا تسبه بعد ذلك، أما وأنت في حضرته تثني عليه، وإذا خرجت من عنده عملت عملا، أو أما وأنت في حضرته تثني عليه، وإذا خرجت من عنده عملت عملا، أو حركت أصابعك حركة، أو تكلمت بكلمات توحي بأنك لا تحترمه، هذا ليس من أخلاق المؤمن أبدا.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ – وهو عبد اله بن عمر -قَالَ أُنَاسٌ لِابْنِ عُمَرَ:
((إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى سُلْطَانِنَا فَنَقُولُ لَهُمْ خِلَافَ مَا نَتَكَلَّمُ إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِمْ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّهَا نِفَاقًا))

(البخاري)

وفي رواية ابن ماجه عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ:
((إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى أُمَرَائِنَا فَنَقُولُ الْقَوْلَ فَإِذَا خَرَجْنَا قُلْنَا غَيْرَهُ قَالَ كُنَّا نَعُدُّ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّفَاقَ))



(ابن ماجه)

إذا تكلمت بكلام، و خرجت وتكلمت بكلام آخر، فهذا كما قال عنه سيدنا ابن عمر:
((كُنَّا نَعُدُّ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّفَاقَ))

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله e يقول:
((ذُو الْوَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ وَجْهَانِ مِنْ نَارٍ ))

رجلان متخاصمان وقفا أمام قاض، تكلم الأول فقال له: معك الحق، تمام، تكلم الثاني فقال له: معك الحق، سمعته زوجته من وراء الستار تقول له: يا فلان، ما هذا الحكم ؟ فقال: واللهِ معكِ حق أنت أيضا، لك وجهان أو ثلاثة أو أربعة، ليس هذا من أخلاق المؤمن.
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله e يقول:
((ذُو الْوَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ وَجْهَانِ مِنْ نَارٍ ))

(رواه الطبراني في الأوسط)
إذًا دائما عوّد نفسك أن يكون لك موقف واحد، لسان واحد، عقيدة واحدة، لكن أقول لك: يمكن أن ترى إنسانا قويا، ليس في إمكانك أن تنصحه، ولا أن تذمه، فلا مانع، اصمت، أما إذا مدحته فهذا نفاق، إن كنت أضعف من أن تنصح قويا، أو أن تذمه فعليك أن تسكت، وإذا سكت فلا يلومك أحد، أما إذا تكلمت بخلاف قناعتك عندئذ تظهر منافقا.
عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((مَنْ كَانَ لَهُ وَجْهَانِ فِي الدُّنْيَا كَانَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ))

(أبو داود)

الآية الكريمة:

﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (Cool يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)﴾

(البقرة: 8 – 10)

وروي عن أس رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
((مَنْ كَانَ ذَا لِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ لِسَانَيْنِ مِنْ نَارٍ))

لذلك أيها الإخوة، لا شيء يسقطك عند الله، و عند الناس كان تكون ذا وجهين، وذا لسانين.
دائما أقول لكم: كلمة الحق لا تقطع رزقا و لا تقرب أجلا، و ربما إذا قلت الحق – دائما الشخص الذي ترهبه لو نصحته لأحبك، ولو نافقته لأحتقرك، على خلاف ما تظن، إذا نصحته بأدب، لست مكلفا أن تكون وقحا، قال أحدهم لخليفة: إني سأنصحك وأغلظ عليك، قال له: ولمَ الغلظة يا أخي ؟ لقد أرسل الله من هو خير منك إلى من هو شر مني، أرسل موسى إلى فرعون، ومع ذلك قال له:

﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾

(طه)

يمكن أن تنصح إنسانا بأدب جم، وفي التاريخ الإسلامي عندنا مواقف مشرفة جدا، من علماء حينما نصحوا الخلفاء، رجعوا إلى رشدهم، واستفادوا من هذه النصيحة، أحيانا يلتقي إنسان مع مدير ناحية، خوِّفه بالله عزوجل، قل له: كل موقف تقفه سوف تُسأل عنه، الإنسان حينما يكون قويا قوته تجعله يتمادى، أما إذا بينت له أن ثمة مسؤولية، وحسابا دقيقا، هذا الذي أكلت حقه لن يسامحك عند الله عزوجل، إلهٌ عظيم، فأنت بدل أن تثني انصح، لذلك من أعان ظالما سلّطه الله عليه، من أعان ظالما ليظهر الله آياته يجعل هذا الذي أعان الظالم أول ضحاياه، من أعان ظالما ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا على جبينه: آيس من رحمة الله.
إذًا أحاديث الترهيب من ذي الوجهين ومن ذي اللسانين أعيدها على أسماعكم سريعا:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا، وَتَجِدُونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ))

والحديث الثاني: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أُنَاسٌ لِابْنِ عُمَرَ:
((إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى سُلْطَانِنَا فَنَقُولُ لَهُمْ خِلَافَ مَا نَتَكَلَّمُ إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِمْ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّهَا نِفَاقًا))

وعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ e يَقُولُ:
((ذُو الْوَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ وَجْهَانِ مِنْ نَارٍ ))

وعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((مَنْ كَانَ لَهُ وَجْهَانِ فِي الدُّنْيَا كَانَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ))

وروي عن أس رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
((مَنْ كَانَ ذَا لِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ لِسَانَيْنِ مِنْ نَارٍ))

هذه خمسة أحاديث شريفة وصحيحة السند والمتن ترهب وتخوف من أن يقف الإنسان موقفين متناقضين، له موقف معلن، وموقف باطن، له مظهر وله مخبَر، له سريرة وله علانية، مع هؤلاء، مع هؤلاء، يمدح هؤلاء، ويتهم خصومهم، ويأتي خصومهم فيمدحهم ويتهم الآخرين، هذا السلوك سلوك لا يتوافق مع الإيمان إطلاقا.
استثنينا من هذا الإصلاح بين أسرتين، بيم أخوين، بين شريكين، بإمكانكم أن تسكت عن الكلمات القاسية التي قالها الأول في حق الثاني، وأن تأخذ من بعض كلامهم، وأن تبالغ فلا مانع، فلعل قلب الأول يلين للثاني، وهكذا.
هذا الباب الأول الترهيب من أن يكون الإنسان ذا وجهين وذا لسانين.
والباب الثاني الترهيب من احتقار المسلم لأخيه المسلم، وهذا أيضا مرض شائع بين بعض المؤمنين، هو مقتنع أنه على حق، وما سواه على باطل.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ))

(مسلم)

الإنسان قد يكون مؤمنا غنيا، فإذا احتقر مؤمنا فقيرا ما الذي يحصل ؟ قد يكون هذا الفقير أقرب إلى الله من هذا الغني، قد يكون هذا الفقير أشد إخلاصا، قد يكون هذا الفقير أشد ورعا، قد يكون هذا الفقير أقرب إلى الله عزوجل، فإذا احتقرته وهو أرقى منك إلى الله عزوجل عندئذ تصاب بخيبة أمل كبيرة جدا، أحيانا الإنسان على مستوى الدراسة يكون الطالب هادئا لا يحب الضجيج ولا ( البهورة ) – باللغة العامية – تحتقره، فتفاجأ في الامتحان أنه الأول، حينما تفاجأ أن هذا الذي تحتقره قد سبقك هذا حالة اسمها خيبة أمل مُرة، فالمؤمن حتى لا يتفاجأ لا يحتقر أخاه المسلم،
((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الخميس 26 مايو ومواصله الدروس السابقة فى ترهيب ذو الوجهين    درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالخميس 26 مايو - 15:01

﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3)﴾

(الواقعة: 1 – 3)

عندنا مقاييس في الدنيا، والناس تعارفوا على هذه المقاييس، مقياس المال، مقياس الوجاهة، مقياس الذكاء، مقياس الجمال، مقياس الصحة، مقياس النسب، مقياس القوة، هذه كلها مقاييس، لكن من أدراكم أن الله عزوجل لا يعترف على كل هذه المقاييس، و ليس عنده إلا مقياس واحد، وهو التقوى والطاعة، وسوف نأتي على بعض الأحاديث في هذا المعنى.
هذا الحديث الأول رواه مسلم،
((بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ))

ومعنى عرضه سمعته، إذا سئلت عن أخيك المسلم وقلت: ذمته ليس تامة، أين أنت ؟ مؤمن قليل ذمة ؟ أنت اتهمته بأقدس ما عنده، أنت اتهمته في دينه، تقول: ليس لي به ثقة، حينما تتهم مؤمنا صادقا فقد وقعت في إثم كبير، من أساء الظن بأخيه فقد أساء الظن بربه.
الحديث الثاني، وهذا الحديث دقيق جدا، رواه مسلم أيضا والترمذي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ))

(رواه مسلم والترمذي)


لأن الكبر يتناقض مع العبودية لله عزوجل،

((قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ))

نظيفا، يحب الأناقة، يحب الانسجام في الألوان، يحب أن يكون مظهره أنيقا، ولكنه ليس متكبرا، لا يحب المظهر السيئ،

((قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ))

يحبك نظيفا، أنيقا، صاحب ذوق، تلبس سروالا من دون جوارب، ونعل من غير شسع ولا خيوط، وله لحية، ويدعي أنه صاحب دين، هذا لا يجوز، أنت مظنة صلاح، هذا مظهر لا يليق بمؤمن، أنت تمثل الدين، ليس شرطا أن يكون لباسك غاليا، البس أرخص الثياب، لكن تكون فيها نظافة، وشيء مما تعارف الناس أنه مقبول،
((قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ))

إذا التقيت بإنسان لأول مرة في حياتك، كنت عند صديق، ودخل شخص فجلس، والصديق مشغول، نظرت إليه، كيف تأخذ عنه فكرة ؟ من ثيابه أوّلاً، من هندامه، من شَعره، هل يعتني به ؟ وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ))

(أبو داود)
أحيانا مِن حذائه، من جواربه أحيانا أخرى، فإذا تكلم نسيت مظهره، والتفت إلى كلامه، فإذا عاملك نسيت كلامه، قبل أن يتكلم تأخذ عنه فكرة من مظهره، ومن هندامه وأناقته و ثيابه، وشعره، فإذا تكلم نسيت هندامه، الكلام مثل العسل، فهيم، مثقف ثقافة عالية، متفلسف، لكن حينما عاملك و لم يكن منصفا، ولم يكن متواضعا، كان متعجرفا سلطا، عندئذ تنسى كلامه، وتتأثر بمعاملته، والأكمل أن يجمع المؤمن بين المظهر الحسن و المنطق الحسن، والمعاملة الحسنى، فالنبي e قال: لا، ليس هذا كبرا،
((إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ))

بطر الحق أي ردّ الحق، رفضت الحق، رفضت أن تقبله، رفضت النصيحة، رفضت الانصياع لها

((إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ))

وغمطُ الناس احتقارُهم، تعريف جامع مانع للكبر من قِبَل النبيe.
هناك أشخاص متكبرون، لا يتحمل رجلا قريبا من مكانته، يصفه أنه لا يفهم، وهو الذي يفهم فقط، فلان تجارته رائجة، فيقول: كذاب، فقط أنت الذي يفهم، وأنت تجارتك رائجة، لا يتحمل مديحا لإنسان آخر، هذا متكبر، هذا الذي لا ينصف الناس هذا متكبر، النبي e عرّف الكبر بأنه

((بَطَرُ الْحَقِّ – أي ردّ الحق - وَغَمْطُ النَّاسِ – أي عدم إنصافهم - ))

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِذَا سَمِعْتُمْ رَجُلًا يَقُولُ: قَدْ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ))

(مسلم، وأبو داود، واللفظ له)

يقال: ليس هناك أحد فيه دين، وأحيانا يقول لك أخ: كل الذين عندك لا يطبّقون حديثا، يأتون تضييعا للأوقات، ليس فيهم أحد يطبّق ؟! ما هذا الكلام ؟ كلام فيه مبالغة، تجد واحد واثنين مقصِّرين، ولكن كل الحاضرون لا مصلحة في مجيئهم ؟! ليس هناك علاقات مادية، ولا مكاسب شخصية، ولا دنيا، يأتي بيت الله ليتعلم، أنت اطلعت على أعمالهم، تعرف أحوالهم الخاصة، أزعج بعضُهم فقلت: كل هؤلاء سيئون، كلما قلت: كلّ، معنى ذلك أنك جاهل، لأن التعميم من العمى، لا يعمِّم إلا جاهل.
ذهب أحدهم إلى بلد، لتكن مدينة حلب مثلا، أساء إليه سائق، فيقول: كل أهل حلب سيئون ! ما هذا الكلام ؟! فيها صالحون، فيها طيبون، دينون، مستقيمون، ورعون، فيها من هذا الجنس، وفيها من الجنس السيئ، حينما تتجه إلى التعميم فأنت لست مثقفا، و لست عالما، ولست منصفا، وأنت متكبر، هذا حديث خطير جدا، إذا
((إِذَا سَمِعْتُمْ رَجُلًا يَقُولُ: قَدْ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ))

أنا أعاني من هذا، تجد شخصا مقصِّرا جدا، يقول لك: كل هؤلاء الإخوان غير جيدين، كلهم ؟ لا أحد يطبق شيئا، هذا الكلام يدخل من هنا، و يخرج من هناك، بيوتهم سيئة، معاملتهم سيئة، هل عاملت الجميع ؟ عاملتهم واحدا وَاحدا ؟ من قال لك ذلك ؟ إذا أزعجك واحد منهم أو اثنان، وكانوا مقصِّرين حقيقة، تعمِّم الأمر على أناس طيبين طاهرين ورعين مستقيمين، يدهم طولى في الخير، هذا ليس موقفا منصفا، فعوِّد نفسك ألاّ تقول: هلك الناس، من قال كل: هلك الناس ؟ الدنيا ما زالت بخير، لو أن الإنسان معه وقت، ويتتبع الأمر سيجد أُسرا مستقيمة محافظة، وفيها أعمال لله عزوجل، وهاك حفاظ للقرآن، ودعاة صادقون، إذا قلت: هلك الناس قال النبي e:
((فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ))،

لا تعوّد لسانك أن يتهم، لا تكن طعّانا، لا تعوّد نفسك أن ترفعها، وتحط من قيمة الآخرين.
هذا حديث دقيق جدا، عَنْ جُنْدَبٍ بْنِ جُنَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ:
((وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ ؟ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ - أَوْ كَمَا قَالَ - ))

(مسلم)

أحدهم قال لرجل: واللهِ لا يغفر الله لفلان، هذا آخرته إلى جهنم، إذا كان عاصيا فقل: هذا عاص، إذا مات على هذه الحال فمصيره صعب، هذا كلام صحيح، إنسان شارب خمر، هل هو وليٌّ ؟! لا والله، هذا ليس بوليّ، هذا شارب خمر، إنسان زان، إنسان سارق، هذا عاص، ولكن ذا لا يمنع أن يتوب وأن يرقى، وأن يسبقك عند الله عزوجل.
كان مالك بن دينا من قطاع الطرق، كان إذا دخل إلى المسجد التف حوله ألوف مؤلفة، وذات مرة حينما رأى احترام الناس له بكى، وذكّرهم بقصتهم، فيمكن للرجل العاصي، المقصِّر، التارك للصلاة، إذا تاب وصحا قد يسبقك، أمّا أن تحكم على مصيره فهذا لا يعلمه إلا الله، كم من إنسان فاسق فاجر الله عزوجل قبله وتاب عليه، و أكرمه ورحمه، فهذا الرجل في عهد النبي الكريم يقول:
((وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ))

يتطاول،
((مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ))

هذا اسمه عند العلماء تالِّيًا على الله،
((مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ))

كل إنسان يعيّر إنسانا مقصِّرا من حِكم الله عزوجل أن الله يعافيه و يبتليه، يعافي المقصِّر، و يبتلي المعيِّر، لا تعيِّر إنسانا.
هناك قصة نرددها كثيرا، عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ امْرَأَةٍ... أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ طَارَ لَهُ سَهْمُهُ فِي السُّكْنَى حِينَ أَقْرَعَتْ الْأَنْصَارُ سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ، قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ: فَسَكَنَ عِنْدَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ، وَجَعَلْنَاهُ فِي ثِيَابِهِ، دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ ؟ فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا عُثْمَانُ فَقَدْ جَاءَهُ وَاللَّهِ الْيَقِينُ وَإِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِهِ قَالَتْ فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا وَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ قَالَتْ فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ذَاكِ عَمَلُهُ))

(البخاري)

النبي ما سكت عنها، لو سكت لكان كلامها صحيحا، قال: أرجو الله أن يكرمه، كلام لطيف، أخي فلان من أهل الجنة قطعاً، لا، ليس هناك قطع في هذا، ليس هناك قطع بالجنة إلا لعشرة، الذين بشرهم النبي e، أما الباقي فنرجو الله أن يكون فلان من أهل الجنة، دائما الرجاء هو الذي يتناسب مع العبودية، أم التالّي على الله، والحتم، فلان قطعا من أهل الجنة، هذا تطاول، أنت عبد، العبد عبد والرب رب، هذا ليس من شأنك، هذا من شأن الله عزوجل.
يقول الله عزوجل في هذا الحديث:
((مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ))

تروى قصة للموعظة، أحد الأولياء والعارفين بالله له كرامة عند الله، كانت سحابة تظلله، غمامة تظلله، فوقف إلى جانبه رجل، فقال له: ابتعد عني، لئلا يظن الناس بك الولاية، وأنت لست بوليّ مثلي، ابتعد، فقال له: اتركني أقف معك في الظل، فأبى عليه، أنت لست وليا، ابتعد عني، فلما ابتعد عنه تبعته الغمامة، وبقي الولي بلا غمامة.
هذه لها مغزى كبير جدا، إذا تألّى الإنسان على الله، ونصب نفسه وصيا على الناس، ووزع الألقاب، هذا كافر، وهذا مؤمن، هذا إلى الجنة رأسا، هذا في عذاب جهنم، هذا في البرزخ، من أنت ؟ هذا تألٍّ على الله، وهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه،
((مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ ؟ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ)).

إذا وقف أحدهم، ومرت سيارة مسرعة، فلما رأته أبطأت من سرعتها، ففرحتَ و ركضت، فلما ركضت إليها أسرعت، ألا تشعر أن هذا الإنسان أهانك، أعطاك لقمة، جئت لتأخذها فسحبها منك.
اسمعوا هذا الحديث: عن الحسن رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام:

((إن المستهزئين بالناس يُفتح لأحدهم في الآخرة باب من الجنة، فيقال لهم: هلم، فيجيء هذا الإنسان المستهزئ بكربه وغمه، فإذا جاءه أغلق دونه، ثم يُفتح له باب آخر فيقال له: هلم هلمّ، فيجيء بكربه وغمه، فإذا جاءه أغلق دونه، فما يزال كذلك حتى إن أحدهم ليُفتح له الباب من أبواب الجنة فيقال: هلم، فما يأتيه من اليأس ))

فالذي يستهزئ بالناس يستهزئ الله بطريقة تكافئ استهزاءه.
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((... لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ فَضْلٌ إِلَّا بِدِينٍ أَوْ تَقْوَى))

(أحمد)

وفي خطبة الوداع يقول عليه الصلاة والسلام:
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... قَالَ: لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ))

(أحمد)

بقي حديثان في هذا الباب:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إذا كان يوم القيامة أمر الله منادياً ينادي: ألا إني جعلت نسبا، وجعلتم نسبا، فجعلت أكرمكم أتقاكم فأبيتم إلا أن تقولوا: فلان ابن فلان خير من فلان ابن فلان، فاليوم أرفع نسبي، وأضع نسبكم)).
هناك مقياس عند الناس، وهناك مقياس عند الله عزوجل، فإذا أبيتم إلا أن تقيسوا الناس بمقياس أهل الدنيا المشكلة أنه يوم القيامة مقياس أهل الدنيا ساقط، لا قيمة له، والمقياس الذي يقاس به الناس هو مقياس الله عزوجل، لذلك:
((إذا كان يوم القيامة أمر الله منادياً ينادي: ألا إني جعلت نسبا، وجعلتم نسبا، فجعلت أكرمكم أتقاكم، فأبيتم إلا أن تقولوا: فلان ابن فلان خير من فلان ابن فلان، فاليوم أرفع نسبي، وأضع نسبكم))

أين المتقون ؟
قال تعالى:

﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)﴾

(القصص)

الحديث الأخير: عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ:
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ، بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ))

(الترمذي)

وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ، قَالَ اللَّهُ:

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾

العبيّة يعني مفاخر الجاهلية، كل واحد يفتخر إما بنسبه أو بقبيلته، أو بشجاعته، أو بكرمه، أو بشيء من قيم الجاهلية

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ، بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ))

هذا هو التصنيف النبوي، مؤمن تقي، فاجر شقي، آمن بالله واستقام، أو كفر بالله وفجر.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتِنَ، وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ النَّاسُ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ))

(أحمد)

كل إنسان يفتخر بشخص له منصب رفيع أو مكانة مرموقة، وليس على الحق، إنه يفتخر بفحمة من فحم جهنم،

((أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتِنَ ))

الجعلان حشرة حقيرة في البيت، العلماء قالوا: هي الحرباء، وفي بيوتنا تجد صرصور صغير، هيّن عليك، تقتله فورا، فالإنسان حينما يعصي الله عزوجل يصبح أهون على الله من الجعلان، أما إذا أطاع الله عزوجل رفع الله قدره، ومنزلته.
إذًا موضوع درسنا اليوم محوران أساسيان، ذو الوجهين وذو اللسانين ليس عند الله وجيهًا، وله وجهان من نار ولسانان من نار، موقف واحد، فكر واحد، لسان واحد، مشاعر واحدة، أما إذا تناقضت سقطت من عين الله، وسقطت من عين الناس.
والموضوع الثاني: الترهيب من أن يحقر المسلم أخاه، بأي سبب، مقياس المال، مقياس القوة، مقياس الجمال ن مقياس الذكاء، مقياس الصحة، مقياس الوجاهة، مقياس النسب، هذه كلها مقاييس باطلة، الله عزوجل أسقطها يوم القيامة، وبقي مقياس واحد هو التقوى:

﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾

(الحجرات: 13)

طبعا هذا الدرس له مضاعفات، له منعكسات، منعكساته أن يبدو التواضع على كل مؤمن، ألاّ يحتقر مؤمن مؤمنا، ألاّ يحتقر مسلم مسلما.
أحيانا يكون بيتك واسعا، فتقول: بيت فلان صغير، إياك أن تقيس هذا المؤمن بحجم بيته، قسه بصدقه، بإخلاصه، بعمله الصالح، بعلمه، مقياس العلم والعمل هو المقياس الذي يجب أن نتسابق فيه، واللهُ عزوجل قال:

﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾

(المطففين)

وقال:

﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾

(الصافات)

وقال:

﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)﴾

(يونس)

يكون التنافس والتسابق في مضمار الآخرة، في العلم والعمل، أما التسابق في الدنيا فكلا المتسابقين خاسر.

والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاحد 29 مايو والهجمة المعلنه من أهل النفاق والعلمنه   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالأحد 29 مايو - 15:21

المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
الهجمة المعلنة من أهل النفاق والعلمنة -----------------------
الإيمان نواقض الإيمان -----------------------
صلاح بن محمد البدير المدينة المنورة 6/4/1424 المسجد النبوي محامد و أدعيةطباعة الخطبة بدون محامد وأدعية ------------------------- ملخص الخطبة 1- توالي مكر المتربصين. 2- هجمة المنافقين على الإسلام وعلمائه وأهله. 3- صفات العلمانيين وأعمالهم ومآربهم. 4- المساواة والمرأة عند العلمانيين. 5- هجمة العلمانيين على الولاء والبراء. 6- هجمة العلمانيين على رجال الحسبة. 7- فشل العلمانيين في الإدارة والحكم. 8- الإصلاح الموهوم. 9- انهزام الباطل أمام الحق. 10- سبيل النجاة. 11- فضل العلماء في الأمة. ------------------------- الخطبة الأولى أما بعد: فيا أيّها المسلمون، اتّقوا الله حقَّ تقاته، واحمدوه على آلائه، واسألوه المزيدَ من نعمائه، واصبِروا على مُرِّ قدَره وقضائه، وحاذروا أن تزلَّ بكم قدَم، ومَن هَدمَ دينَه كان لمجدِه أهدَم. أيّها المسلمون، لا تزال حلقاتُ الكيدِ بالمسلمين تتتابَع، ومكرُ المتربِّصين يتسارع، وقِوى الحقّ والباطل تتصارع، وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِىّ عَدُوًّا مّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا [الفرقان:31]، وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نِبِىّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [الأنعام:112]. وتأتي على الأمّة الفواجعُ والزّوابع لتُظهر دخيلةَ أهل النفاق والشّقاق وسوءَ طويَّتهم، وتكشفَ رداءَ المداوَرة، وتمزِّق ثوبَ المراوغة، وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ [محمد:29، 30]. ويأتي الهجومُ المعلَن والعداء المبطَّن على الإسلام وعلمائه وأهله وأسُسِه وثوابته ومناهجِه وبلاده مِن ذوي الفكر المقبوح والتوجُّه المفضوح؛ ليؤكِّد بجلاءٍ أنَّ مِن بين صفوف الأمّة أدعياء أخفياءَ، كاذبون في الولاء والانتماء، سلكوا مسالكَ عدائيّة، وطرحوا في تضاعيف الصّحف أفكارًا علمانيّة لا دينيّة. شمَخَ كلُّ واحدٍ منهم بأنفٍ من الجهل طويل، واحتسى مِن قيح الخُبث وقبيح الأباطيل، ونطق بالزّور وافترى الأقاويل. قومٌ بُهت دنَّسوا وجهَ ما كتبوا عليه من قِرطاس، ولطَّخوه بعقائدِ الشكِّ والجُحود والوسواس. مقالاتٌ شوهاء وكلِمات عرجاء وحماقاتٌ خرقاء، تبَّت يدا من خطَّها وتَبّ، ما أقبحَ فعلَه وما كسَب. ألسنةٌ شأنُها الإفك والخطَل، وقلوبٌ أفسدَها سوءُ العمل، يريدونَها فتنةً عمياء، ويبغونها حياةً عوجاء، نقدٌ بلا عِلم، وحوار بلا أدب، ومعالجة بلا فهم، غثٌّ فارغ واستخفاف ماكر. أسافل قد علَت لم تعْلُ مِن كرَم، وأقزامٌ تطاولت، وأقلام مأجورَة تهافَتت على الزور وتعاهدت، فكان حقًا على كلِّ مسلم أن يكشفَ ضلالَهم، ويدفعَ باطلهم. شراذمُ قاصرون وشذّاذ أفّاكون جاؤوا ببضاعة غربيّةٍ اسمُها العلمانيّة، وحقيقتها اللادينيّة، وهدفُها إزاحة الإسلام عن الحياة بالكليّة، يدعون أمَّتهم إلى مذاهبِ الغرب في الحُكم والإدارة، وسلوك مسالكهم في الوضع والتشريع، يعشقون حياةَ الفجور والفسوق والانحراف، ويُبغِضون حياةَ الطّهر والعفاف، يهاجِمون الحجابَ والجلباب، ويطالبون بالسّفور والاختلاط، وينادون بمساواة الرّجل بالمرأة وعملِ المرأة وحريّة المرأة. فأيَّ مساواة يريدون؟! وأيّ عمل يقصدون؟! وأيّ حريّة ينشدون؟! أهي المساواة التي تتوافق مع الفِطرة وتتناسق مع طبيعة المرأة، أم هي مساواة الشذَّاذ؟! إنّ المساواةَ عندهم هِي أن تكونَ المرأة سلعةً في يدِ عُبَّاد المادّة والمال، مستعبدةً في يد الرجل، يستمتِع بها ويستذلُّها ويدنِّسها ويهين كرامتَها وينتهِك عِرضَها وشرفها، ثمّ يلفظها لفظَ النّواة. المرأةُ عندهم عارضةٌ في دور الأزياء، راقصة في دور البِغاء، غانية في دور الدّعارة والتمثيل، عامِلة برجلَيها وثديَيها، ندٌّ للرّجل ومماثلة له ومتصارعة معه ومزاحمة له. هذه هي المساواة عندَهم. أمّا المساواةُ في الإسلام فأرِع سمعَك لقول الله عز وجل: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228]، وقوله : ((إنّما النّساء شقائق الرّجال)) أخرجه أحمد والترمذي(1)[1]. فالمرأة شقيقة الرّجل، تكمِّله ويكمِّلها، هو رجلٌ برجولته وقوامَته، وهي امرأة بأنوثتها وعفّتها. المرأة عندهم بغيٌّ من البغايا وأمة من الإماء، والمرأة عندنا أمّ رؤوم وزوجٌ حنون وأختٌ كريمة، طهرٌ وحشمة وعفاف، وحياء وشرف وإباء، مربِّية أجيال، وصانعة أبطال، وغارسة فضائل، ومرضعة مكارم، وبانية أمَم وأمجاد. هذه هي المرأة عندنا فلينهلِ العالم الكافر من نظام الإسلام وعدله وحكمتِه ورحمته، إنّا ندعو العالمَ أن يزيحَ الظلمَ الذي أوقعَه على المرأة يومَ استعبدَها وأشقاها وأضناها وأشقى البشريّة معها. أيّها المسلمون، وتمتدّ الهجمة الحاقدةُ من أهل العلمنَة والنّفاق لتُحارِب عقيدة الولاء والبراء التي هي أوثق عُرى الإيمان، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله لأبي ذر: ((أيّ الإيمان أوثق؟)) قال: الله ورسوله أعلم، قال : ((أوثقُ عُرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحبّ في الله والبغض في الله)) أخرجه الطبراني وله شواهد يقوى بها(2)[2]. فلماذا يحاربون الولاء والبراء؟! ولمن يريدون أن يكونَ الولاء والبراء؟! نوالي من؟! ونعادي من؟! نحبُّ مَن؟! ونبغضُ من؟! إنّهم يحاربون الولاءَ والبراء ليوقِعونا في ولاءٍ وبراء، ولاءٌ لمن يحبّون، وبراء ممّا يكرهون، فلا ولاءَ حينئذ لما يحبُّ الله ورسوله ، ولا براءَ ممّا يبغضه الله ورسوله ، يريدون أن نبرأ مِن عقيدتِنا وأخلاقِنا وقِيَمنا وتاريخنا وأمجادِنا؛ لنواليَ عقيدة الكفر والجحود وأخلاقَها وقيمَها وحياتها. يلمِزون العلماءَ والصّلَحاء، ويسخرون ويستهزئون، ويحاربون أهلَ الحسبة ورجالَ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويلفّقون التُّهمَ ضدَّهم، ويضخِّمون أخطاءهم، وينتهكون أعراضَهم، ويكتمون إنجازاتِهم، ويسكتون عن حسناتِهم. سلِمت من ألسنتهم وأقلامهم القنواتُ الفضائية الخليعة والمجلاّت الهابِطة ودورُ الأفلام والغناء مع أن عددَ ضحاياها لا يُحصى، وعددَ قتلاها لا يستقصى، ولم تسلم منهم كتبُ التوحيد والعقيدة والمواد الشرعيّة، فطالبوا بتقليصها وتقليل نصابها، مع أنّه لا يوجد على وجهِ الأرض مناهجُ ترعى الحقوقَ وتحقّق الأمن والعدلَ كما تراه جليًّا في مناهجنا المستمدَة من كتاب الله وسنّة رسوله . تخبُّطٌ ظاهر وظلمٌ جائر، وانتكاسة جليّة وحرب عقديّة، يدعون إلى التّسامح وهم يسلكون مسالكَ عدائيّة، ويطرحون أفكارًا تبعَث على الإثارة والشحناء، ويكتمون الرأيَ الآخر ويعادونه ويصادرونه، ويدعون إلى الوسطيّة بأبشع ما ترى من تطرُّف وغلوّ وشذوذ وانحراف وشطَط، ينظرون إلى أمّتهم بازدراء، وإلى تاريخها باحتِقار، وإلى قيَمها وأخلاقها بإهانةٍ واستصغار، وذلك يحكي واقعَ الذلّ والخنوع والانصهار والذّوبان الذي يعيشونه مع الغرب، ويريدون أن تعيشَه الأمّة مثلهم. يدَّعون الصدقَ والإصلاح والتجديد، ويرمون غيرَهم بالرجعيّة والتعصّب والجمود والتطرّف والإرهاب، كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا [الكهف:5]، وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [التوبة:107]، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِى الأرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَاكِن لاَّ يَشْعُرُونَ [البقرة:11، 12]. أيّها المسلمون، لقد زُرعت هذه النّبتةُ الخبيثة والشّجرة الملعونة في بلاد الإسلام، وامتدّت أغصانها وسُلِّمت لها قيادةُ التعليم والإعلام والاقتصاد والجيش والإدارة والتشريع لأكثر مِن قرن ونصف القرن، فماذا كانت النّتيجة؟! سوءٌ في الاقتصاد، وتخلّف في التكنلوجيا، وفسادٌ في الإدارة، وانحرافٌ في الإعلام والأجيال، وهزائمُ متتابعة في ميادين القتال. هؤلاء هُم العلمانيّون، وهذه نتائجُهم، وتلك ثمارُهم، قومٌ مارقون، من جادَل عنهم فقد جادل عن الباطل، ومن أعانهم فقد أعان على هدمِ الإسلام. فاحذروهم ولا تقعوا في شراكهم وشباكهم، ولا يصدّونكم عن دينِكم بشبهِهم وزُخرف قولِهم، يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: كان النّاس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشرّ مخافة أن يدركَني، فقلت: يا رسول الله، إنّا كنّا في جاهليّة وشرّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ فقال: ((نعم))، قلت: هل بعد هذا الشرّ من خير؟ قال: ((نعم، وفيه دخن))، قلت: وما دخنُه؟ قال: ((قومٌ يهدون بغير هديي، تعرفُ منهم وتنكر))، فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شرّ؟ قال: ((نعم، دعاةٌ على أبواب جهنّم، من أجابهم إليها قذفوه فيها))، قلت: يا رسول الله، صِفهم لنا، قال: ((هم من جلدتِنا ويتكلّمون بألسنتِنا)) أخرجه البخاري(3)[3]. أيّها المسلمون، إنّ كلَّ من شذَّ عن دين الله تعالى أو بغى فيه بعِناد أو سعى فيه بفسادٍ فهو الشانئ الأبتَر والعدوّ الأصغَر والأحقر، أمرُه إلى وبال وفكرُه إلى سفال، وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَاكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ [المنافقون:8]. ومن سبَّ الله أو سبَّ رسوله أو تنقَّصه أو أتى بقولٍ أو فعل صريح في الاستهزاء بالدين أو استهزأ بالقرآن أو أسقط حرمته أو تكرَّرت وردّته فلا يجهل أحدٌ حكمَ الله فيه، ولا يُرجَى منه لأمّته خيرٌ ولا صلاح ولا إصلاح. أيّها المسلمون، إنَّ أيَّ مشروع للإصلاح لا ينبُع من عقيدة الأمّة وكتاب ربّها وسنّة نبيّها محمّد وتوجيه أهلِ العلم والصلاح فيها هو إصلاحٌ موهوم وافتيات موخوم وتغيير مذموم وإفساد معلوم، يقول أبو بكر بن عيّاش رحمه الله تعالى: "إنّ الله بعث محمّدًا إلى أهل الأرض وهم في فساد، فأصلحهم الله بمحمّد ، فمن دعا إلى خلاف ما جاء به محمّد كان من المفسدين في الأرض". أيّها المسلمون، مَن رام هدًى في غير الإسلام ضلّ، ومَن رام إصلاحًا بغير الإسلام زلّ، ومَن رام عِزًّا في غير الإسلام ذلّ، ومن أراد أمنًا بدون التوحيد ضاع أمنه واختلّ، (نحن قومٌ أعزّنا الله بالإسلام، فمتى ابتغينا العزّة في غيره أذلّنا الله)(4)[4]. أيّها المسلمون، لن يكونَ للباطل نماء ولا لأهل الزيغ بقاءٌ ما دُمنا للحقّ دعاة وللعالَم هداةً وللخير بناة، ومتى كنّا آمرين بالمعروف صِدقًا ناهين عن المنكر حقًا فإنّ الباطلَ إلى اندحار، وأهلَه إلى انحدار، والحقّ إلى ظهور وانتشار، وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [يوسف:21]. أيّها المسلمون، الثباتَ الثباتَ أمام ملتطَم العاديات ومستنقَع المتغيّرات، يقول رسول الهدى : ((إنّ مِن ورائكم أيّام الصبر، الصبرُ فيه مِثل قبضٍ على الجَمر، للعامِل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثلَ عمله))، قيل: يا رسول الله، أجر خمسين منهم؟ قال: ((أجر خمسين منكم)) أخرجه أبو داود وابن ماجه(5)[5]. فحثّوا المطيّ، وأرخوا من أزمَّتها، وانزعوا إلى دار لا ينصرِم نعيمُها ولا يحيل مقيمُها، واستمسِكوا بدينكم، وعضّوا عليه بنواجذكم، وانقادُوا لحُكمه، واخضَعوا لإرشادِه، تسلموا مِن الفتن، وتنجوا من المِحن، وتعيشوا سعداء، وتموتوا لدينكم أوفيَاء. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنّة، ونفعني وإيّاكم بما فيهما من البيّنات والحكمة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم. -------------------------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم الاثنين 30 مايو وحديث لايلدغ المؤمن من جحر مرتين    درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 7 I_icon_minitimeالإثنين 30 مايو - 21:35

الكتب » صحيح البخاري » كتاب الأدب » باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
مد النافذة لإظهار كل الأبواب بالجزء المختار | نتائج البحث التالى
إظهار التشكيل | إخفاء التشكيل مسألة: التحليل الموضوعي

باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين وقال معاوية لا حكيم إلا ذو تجربة

5782 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن عقيل عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين

مسألة: التحليل الموضوعي

بَاب لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ وَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَا حَكِيمَ إِلَّا ذُو تَجْرِبَةٍ

5782 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ
مسألة: التحليل الموضوعي

باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين وقال معاوية لا حكيم إلا ذو تجربة

5782 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن عقيل عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين
الحاشية رقم: 1
قوله : ( باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) اللدغ بالدال المهملة والغين المعجمة ما يكون من ذوات السموم ، واللذع بالذال المعجمة والعين المهملة ما يكون من النار ، وقد تقدم بيان ذلك في كتاب الطب ، والجحر بضم الجيم وسكون المهملة .

قوله : ( وقال معاوية لا حكيم إلا بتجربة ) كذا للأكثر بوزن عظيم ، وفي رواية الأصيلي " إلا ذو تجربة " ، وفي رواية أبي ذر عن غير الكشميهني " لا حلم " بكسر المهملة وسكون اللام " إلا بتجربة " وفي رواية الكشميهني " إلا لذي تجربة " وهذا الأثر وصله أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه عن عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه قال : " قال معاوية : لا حلم إلا بالتجارب " وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " من طريق علي بن مسهر عن هشام عن أبيه قال : " كنت جالسا عند معاوية فحدث نفسه ثم انتبه فقال : لا حليم إلا ذو تجربة . قالها ثلاثا " وأخرج من حديث أبي سعيد مرفوعا لا حليم إلا ذو عثرة ، ولا حكيم إلا ذو تجربة وأخرجه أحمد وصححه ابن حبان ، قال ابن الأثير : معناه : لا يحصل الحلم حتى يرتكب الأمور ويعثر فيها فيعتبر بها ويستبين مواضع الخطأ ويجتنبها . وقال غيره : المعنى لا يكون حليما كاملا إلا من وقع في زلة وحصل منه خطأ فحينئذ يخجل ، فينبغي لمن كان كذلك أن يستر من رآه على عيب فيعفو عنه ، وكذلك من جرب الأمور علم نفعها وضررها فلا يفعل شيئا إلا عن حكمة . قال الطيبي : ويمكن أن يكون تخصيص الحليم بذي التجربة للإشارة إلى أن غير الحكيم بخلافه ، وأن الحليم الذي ليس له تجربة قد يعثر في مواضع لا ينبغي له فيها الحلم بخلاف الحليم المجرب ، وبهذا تظهر مناسبة أثر معاوية لحديث الباب ، والله - تعالى - أعلم .

قوله : ( عن ابن المسيب ) في رواية يونس عن الزهري " أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثه " أخرج البخاري في " الأدب المفرد " وكذا قال أصحاب الزهري فيه ، وخالفهم صالح بن أبي الأخضر وزمعة بن صالح وهما ضعيفان فقالا : " عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه " أخرجه ابن عدي من طريق المعافى بن عمران عن زمعة وابن أبي الأخضر ، واستغربه من حديث المعافى قال : وأما زمعة فقد رواه عنه أيضا أبو نعيم . قلت : أخرجه أحمد عنه ، ورواه عن زمعة أيضا أبو داود الطيالسي في مسنده وأبو أحمد الزبيري أخرجه ابن ماجه .

قوله : ( لا يلدغ ) هو بالرفع على صيغة الخبر ، قال الخطابي : هذا لفظه خبر ومعناه أمر ، أي ليكن المؤمن [ ص: 547 ] حازما حذرا لا يؤتى من ناحية الغفلة فيخدع مرة بعد أخرى ، وقد يكون ذلك في أمر الدين كما يكون في أمر الدنيا وهو أولاهما بالحذر ، وقد روي بكسر الغين في الوصل فيتحقق معنى النهي عنه ، قال ابن التين : وكذلك قرأناه ، قيل : معنى لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين أن من أذنب ذنبا فعوقب به في الدنيا لا يعاقب به في الآخرة . قلت : إن أراد قائل هذا أن عموم الخبر يتناول هذا فيمكن وإلا فسبب الحديث يأبى ذلك ، ويؤيده قول من قال : فيه تحذير من التغفيل ، وإشارة إلى استعمال الفطنة . وقال أبو عبيد : معناه ولا ينبغي للمؤمن إذا نكب من وجه أن يعود إليه . قلت وهذا هو الذي فهمه الأكثر ومنهم الزهري راوي الخبر ، فأخرج ابن حبان من طريق سعيد بن عبد العزيز قال : " قيل للزهري لما قدم من عند هشام بن عبد الملك : ماذا صنع بك ؟ قال : أوفى عني ديني ، ثم قال : يا ابن شهاب تعود تدان ؟ قلت : لا " وذكر الحديث . وقال أبو داود الطيالسي بعد تخريجه : لا يعاقب في الدنيا بذنب فيعاقب به في الآخرة ، وحمله غيره على غير ذلك . قيل : المراد بالمؤمن في هذا الحديث الكامل الذي قد أوقفته معرفته على غوامض الأمور حتى صار يحذر مما سيقع . وأما المؤمن المغفل فقد يلدغ مرارا .

قوله : ( من جحر ) زاد في رواية الكشميهني والسرخسي ( واحد ) ووقع في بعض النسخ من جحر حية وهي زيادة شاذة . قال ابن بطال : وفيه أدب شريف أدب به النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته ونبههم كيف يحذرون مما يخافون سوء عاقبته ، وفي معناه حديث المؤمن كيس حذر أخرجه صاحب " مسند الفردوس " من حديث أنس بسند ضعيف قال : وهذا الكلام مما لم يسبق إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأول ما قاله لأبي عزة الجمحي وكان شاعرا فأسر ببدر فشكا عائلة وفقرا فمن عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأطلقه بغير فداء ، فظفر به بأحد فقال من علي وذكر فقره وعياله فقال : لا تمسح عارضيك بمكة تقول سخرت بمحمد مرتين ، وأمر به فقتل . وأخرج قصته ابن إسحاق في المغازي بغير إسناد . وقال ابن هشام في " تهذيب السيرة " بلغني عن سعيد بن المسيب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال حينئذ لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين وصنيع أبي عبيد في كتاب الأمثال مشكل على قول ابن بطال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أول من قال ذلك ، ولذلك قال ابن التين : إنه مثل قديم . وقال التوربشتي : هذا السبب يضعف الوجه الثاني يعني الرواية بكسر الغين على النهي . وأجاب الطيبي بأنه يوجه بأن يكون - صلى الله عليه وسلم - لما رأى من نفسه الزكية الميل إلى الحلم جرد منها مؤمنا حازما فنهاه عن ذلك ، يعني ليس من شيمة المؤمن الحازم الذي يغضب لله أن ينخدع من الغادر المتمرد فلا يستعمل الحلم في حقه ، بل ينتقم منه . ومن هذا قول عائشة " ما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها " قال فيستفاد من هذا أن الحلم ليس محمودا مطلقا ، كما أن الجود ليس محمودا مطلقا ، وقد قال - تعالى - في وصف الصحابة أشداء على الكفار رحماء بينهم قال وعلى الوجه الأول وهو الرواية بالرفع فيكون إخبارا محضا لا يفهم هذا الغرض المستفاد من هذه الرواية ، فتكون الرواية بصيغة النهي أرجح والله أعلم . قلت : ويؤيده حديث احترسوا من الناس بسوء الظن أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق أنس ، وهو من رواية بقية بالعنعنة عن معاوية بن يحيى وهو ضعيف ، فله علتان ، وصح من قول مطرف التابعي الكبير أخرجه مسدد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
 
درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 7 من اصل 21انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 6, 7, 8 ... 14 ... 21  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» درس اليوم فى المسجد الباكستانى بيرمنجهام بعد صلاة الفجر (حديث لاتشمت )
» درس اليوم بعد صلاة الصبح بيرمنجهام والشيخ عبدالجليل الباكستانى
» درس اليوم بعد صلاة الصبح بيرمنجهام والشيخ عبدالجليل الباكستانى
» درس اليوم بعد صلاة الصبح بيرمنجهام والشيخ عبدالجليل الباكستانى
» الوصايا العشر التى وردت فى سورة الانعام وعشر خطب سابقة للشيخ محمد سيف أمانة معاذ بيرمنجهام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء السقاى :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: