بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: وأختلط علينا الامر وسعد الدين أبراهيم من الرآى العام الخميس 29 أبريل - 19:26 | |
| مع ان كل الذين يعلقون على مقالات «الصباح رباح» بطريقة راتبة أعزاء وفي مقام الأصدقاء.. إلا انني استميحهم عذراً لأخص الأستاذة مها عبدالرحيم من المركز القومى للبحوث بهذه المداخلة لأنها تعذبنا مثلما عذب خلف الله ناس خيرالله.. وهو عذاب لذيذ.. ليست هي وحدها معها الصديق العكليت «جنابو» بشرى مبارك ادريس من برمنجهام ببريطانيا.. الذى يحفظ لنا التاريخ الاجتماعي لما نرويه.. ودائماً تشب لي مها في حلقي.. آخر «شبة» تعليقها على موضوع فيلم هندى فهي تقرعنا كيف نسمح لطفلة بمشاهدة فيلم هندى، فينبغي ان تحضر افلام قدر سنها.. مها ما عارفة البلاوي الفى افلام الكارتون المتخصصة لأطفالنا.. أو العبط العربى والسوداني الذى يبث عبر برامج الأطفال.. وهذا كله كوم.. وسؤالها لنا عن الديمقراطية فهي تقول: ديمقراطيتنا «وضع مليون علامة استفهام» ثم تواصل «مسعول» من الخير يا سعدالدين يا ود ابراهيم هي الديمقراطية دي شنو عاوزين نعرف خصائصها ومميزاتها ووظائفها وفوائدها ودرجة اختلافها من مكان وزمان يعني عاوزين حبة زيادة في العلم لأن الأمر اختلط علينا..! أول حاجة يا مها اقول ليك: انتي قايلة انو الأمر ما مختلط علي أنا ذاتي.. بس فايتك بالصبر.. والصبر الماهل الادانو نزار قباني حين قال: ليس الصبر مفتاح الفرج البندقية مفتاح الفرج، والشكرو شيخنا فرح ودتكتوك عندما قرر تقريره الشهير: كان غلبك الصبر.. اصبر شوية..! أنا يا مها بصراحة ما بقدر أجاوبك وأوريك خصائص الديمقراطية ومميزاتها وكل الكلام الكبار ده.. حقو تسألي كتاب الرأي.. ياستي هم أقدر على الاجابة لكن رأيي أنا فهو رأي فنانين.. اذ أرى ان الديمقراطية رغم التقدم التكنولوجي واللغوي لا تعنى سوى ان يحكم الشعب نفسه بنفسه.. أها كيف يحكم الشعب نفسو بنفسو؟.. لقوها ما جاية.. قاموا قالوا الناس تختار ممثلين.. أو نواب.. أو موكلين.. للتعبير عن مصالحهم.. المشكلة بقت كيف تعرف الممثلين ديل.. وتثق فيهم.. ويطلعوا قدر الثقة.. والطبيعي ان الشعب يراقبهم ويتابعهم فاذا لم يفوا بالعهود التي قطعوها لن يختارهم المرة القادمة التي اتفق على انها اربع سنوات حسوما.. بيني وبينك سيكلوجية الشعب السوداني ذاتها بقت مجهجهة عشان كده قرر ان لا يشارك في العملية السياسية.. لذلك كان على الأحزاب ان تقنع المواطن في البدء بالمشاركة.. ثم تحضر له وسيلة المواصلات الى مركز الاقتراع.. قالت لي امرأة - قريبة مني جداً - انها ذهبت واستمعت الى الناس وجدت عدداً من المرشحين في ندوات يتحدثون.. فمن حدثها عن بسط الحريات واقتسام السلطة والثروة.. ومن حدثها عن العدالة والتنمية المنشودة.. أما المرشح الذى اختارت ان تصوت له لم يتحدث عن قضايا كبيرة.. قال سيطور مستوصف المنطقة وشرع في تحديثه.. وقال انه سيعيد حقوق المستحقين لأراض لم يتحصلوا على حقوقهم وشرع في ذلك.. ووعدهم بتحسين المياه واصحاح البيئة.. ويبدو ان حكاية المياه عويصة لكن الرجل ماشي في الحل وكان المرشح «يتونس» معهم بلغتهم وقعد معاهم في الواطة.. طبعاً هذه ليست ديمقراطية والمرشح لم يقدم وعوداً مستحيلة.. ولا شك، وحقيقة ان بسط الحريات ودفع عجلة التنمية وتقسيم السلطة والثروة بعدالة ليست مواضيع تافهة بل هي أهم بكثير من تطوير المستوصف أو منح الأراضي لكنها بالنسبة للآنى والمعاصر.. انقلبت المعايير.. فإن لم اطمئن على صحتي.. وعلى مسكني.. وعلى المياه التى أشربها والبيئة التي أعيش فيها فلن أفكر قطعاً في قضايا الحرية والعدالة والتنمية.. ينبغي ان اكون عائشاً حتى افكر في قضايا الوجود والعدم.. والجبر والاختيار بل حتى حقوق الانسان ينبغى ان اكون انساناً في المقام الأول حتى أطالب بها.. هل أؤدى واجبي كإنسان حتى أبحث عن الحقوق؟ الديمقراطية يا أستاذة مها.. ان تختار نظاماً للحكم يكون «أبونا» كان بردنا يغطينا.. كان جعنا يشبعنا.. كان عرينا يسترنا.. كان مرضنا يعالجنا.. ويعلمنا ويثقفنا ويفهمنا.. أها ان بقى يا مها «أبونا» ده ما قدر وفكانا للخصخصة العمياء.. نفكر طوالي في «أمنا».. أنا بفتكر يا مها مشكلة الديمقراطية انها بتخلينا نختار سلطة أبوية ودي فشلت حسب التجارب، فيجب ان نتجه للسلطة «الأمومية».. عموماً قدر قدرتي شرحت ليك.. دي الديمقراطية من منظور فني أما من منظور نظري فأسألي الجهابذة الذين لديهم أجوبة لكل الأسئلة.. أما أنا.. فقصير الآرومة والمنبت.. فلا نسبي ينتمي للسماء ولا رفعتني لها ثروتي.. وغالباً ما أطرح الأسئلة ولا أقوى على الأجوبة لأن الأجوبة هي الأمانة التي أشفقت منها الجبال..! | |
|