بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: الاستاذ الطيب مصطفى من الانتباهة وإنقلاب العسكر فى مصر على حكم محمد مرسى !!! الجمعة 5 يوليو - 1:07 | |
| انقلاب العسكر في مصر!!
التفاصيل نشر بتاريخ الأربعاء, 03 تموز/يوليو 2013 08:51 وفي مصر تُصدر القوات المسلحة بياناً انقلابياً يُذكِّر بمذكِّرة القوات المسلحة التي أقصت الجبهة الإسلاميَّة القوميَّة من حكومة الصادق المهدي قُبيل انقلاب الإنقاذ! سيناريو تكرَّر كثيراً وكانت القوات المسلحة في معظم الدول الإسلامية تقف ضد تحرُّك الأمَّة في كل مكان نحو عودتها إلى أصولها وجذورها بعد أن تنكَّبت الطريق طويلاً. هو صراع هُوِيَّة يحاول الناس تسطيحَه بمبرِّرات واهية.. عندما جاء الغرب بالشيطان مصطفى كمال أتاتورك ليُنهي الخلافة العثمانيَّة بعد أن شاخت ومُنحت لمبغضي الإسلام الذي كان يعبِّر عن مرجعيَّتها رغم النكوص عنه في الممارسة السياسيَّة وفي حياة الناس والمجتمع.. أقول عندما حدث ذلك بعد صولات وجولات (الخواجة) لورانس العرب في ديار الإسلام وقيامه بتأليب الدويلات القطرية العربية الناشئة على الدولة العثمانية وإشعال الساحة بشعارات القوميَّة العربيَّة من خلال الأحزاب العلمانيَّة واليساريَّة.. مثل البعث والأحزاب الشيوعيَّة وغير ذلك ثم عندما جاء عبد الناصر بواسطة الإنجليز لكي يطرح القوميَّة العربيَّة حتى تكون المرجعيَّة البديلة للإسلام الذي يعلمون أنه يمثل الخطر الإستراتيجي على إمبراطوريتهم الاستعمارية التي ما تمدَّدت إلا بعد أن انهارت الدولة العثمانيَّة كانت ردَّة الفعل الطبيعيَّة في أن ينتفض الإسلام ويقوم دعاتُه بالتعبير عنه جهاداً واستشهاداً.. لذلك اغتيل الإمام الشهيد حسن البنا الذي صدع بدعوته بعد خمس سنوات من انهيار دولة الخلافة العثمانيَّة على يد ربيب الاستعمار الإنجليزي مصطفى كمال أتاتورك ولذلك شُنَّت الحرب وفُتحت السجون وأُقيمت المقاصل ونُصبت المشانق لدعاة تصحيح المسيرة من الإخوان تحت سمع وبصر بل وبترتيب ومشاركة من الدول الغربيَّة المتشدِّقة بالديمقراطيَّة وحقوق الإنسان ولا غرو أن يحدث التحوُّل لسيد قطب ليعود إلى قرآنه عندما شاهد وهو في أمريكا كيف احتفى الغرب بمقتل البنا ويا لها من عودة ألهبت مشاعر العزة في نفوس شباب الإسلام من خلال ما تفجَّرت به يد الرجل وذهنه العبقري في كتابات لا تزال هي المُلهم لشباب الإسلام في كل مكان!!. سيناريو عسكر مصر اليوم تكرر في الجزائر عندما تنكَّر أولاد فرنسا في الجزائر من العسكر لشعارات الديمقراطيَّة وانقلبوا على جبهة الإنقاذ الإسلاميَّة وتكرَّر قبلها رغم اختلاف التوجُّه في إيران عندما أُزيح مصدق.. نفس السيناريو يتكأكأ حوله مبغضو الإسلام وتقوم دولة مبارك العميقة بلعب دور خطير فيه بدعم من الخائفين على عروشهم من أتباع أمريكا وعملائها في المنطقة. عجبتُ أن أحد قيادات حزب الوفد المصري قال لقناة الجزيرة مباشر (مصر) إن إزاحة مرسي مطلب إقليمي ولو صدق الرجل لقال إنه مطلب دولي ترعاه أمريكا وتحرِّك خيوطَه دولةُ الكيان الصهيوني. أُقسم بالله إنني كنتُ مقتنعاً ليلة بيان الجيش المصري الانقلابي أنه في الوقت الذي كنت ساهراً فيه طوال الليل أقلِّب الفضائيات وأتسقَّط الأخبار كان نتنياهو ساهراً بذات القدر يتابع ما تفعله استخباراته في مصر.. حق للرجل أن يفعل ذلك فكيف لمن صُدم ولُطم وصُدع بإزاحة مبارك من حكم مصر أن يفعل غير ما توقَّعت وهو الذي كان يصف مبارك وعلى رؤوس الأشهاد بأنه (كنز إسرائيل الإستراتيجي)؟! على كل حال لا أزال متفائلاً فالذي ولَّى مرسي سيتولاه إن شاء الله والذي أخرج مرسي من سجن مبارك ونصَّبه رئيساً في قصر مبارك وأخرج مبارك من قصره ليُدخله سجن مرسي هو الذي امتنّ على نبي الله يوسف بما هو أدنى من ذلك حين نصَّبه وزيراً في قصر فرعون بدون أن يُزيح ذلك الفرعون. عندما قال بنو إسرائيل لنبيهم موسى (أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا...) قال لهم مطمئناً (... عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) اقتلاع مبارك وتنصيب مرسي بعد غيابة السجن أبلغ وأعظم من أي نصر يمنحه الله لدعاة الإسلام جزاء على صبرهم على الأذى طوال فترة التيه والاستبدال التي عانت منها الأمة وأثق أن الله تعالى سيتم نعمة التمكين وقد بدأت على إخوان مصر قبل أن يُخضعهم لامتحانه وابتلاءاته. أكثر ما آلمني ليس تكأكؤ معسكر بني علمان من الثوار مع فلول مبارك في مواجهة مسيرة الإسلام الجديدة إنما في غفلة حزب النور وبعض السلفيين من قصار النظر الذين لا يعرفون أبجديات العمل السياسي ولا إستراتيجياته فقد كان هؤلاء حرباً على مرسي أشد مضاضة وإيلامًا عليه من بني علمان. أثق إن شاء الله في أن الأمر أكبر من مصر.. إنها دورة حضاريَّة جديدة ستكون مصر بمثابة القلب النابض فيها، دورة ستُكمل إنفاذ آيات تحرير الأقصى في سورة الإسراء لتُنهي الصراع وإلى الأبد لمصلحة الإسلام. وصيَّة صغيرة أقولها لمرسي.. لقد آن الأوان لإنهاء حالة الاستضعاف والمسكنة في مواجهة معسكر بني علمان ولا بد من إبراز الأنياب في عالم لا يحترم إلا الأقوياء ولا بد من إستراتيجيَّة أخرى في هذه المرحلة الانقلابيَّة الجديدة.
| |
|