بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 64 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: كان الله في عون السودان!! والاستاذ الطيب مصطفى الإثنين 4 مارس - 2:55 | |
| كان الله في عون السودان!! التفاصيل نشر بتاريخ الأحد, 03 آذار/مارس 2013 10:12 ضحكتُ ملء شدقيَّ حين قرأتُ مانشيتاً في إحدى الصحف يقول (البرلمان يوجِّه وزارة الماليَّة بإغلاق حسابات بعض الوزارات)!! ربما يكون بعضُكم قد صدَّق أن وزارة الماليَّة قد ارتعدت فرائصُها وجَثَت على ركبتيها متوسلة إلى لجنة العمل والإدارة بالبرلمان أن تعفو عنها مع تأكيد صارم أنها ستنفِّذ تعليماتها حرفياً!! يقول الخبر المضحك: (قرَّر البرلمان اتّخاذ إجراءات وتدابير لحسم ظاهرة التجنيب في وزارة الدفاع ووجَّه وزارة المالية بإغلاق حسابات كل الوحدات الحكوميَّة المجنِّبة فوراً وهدَّد في حالة عدم التزام الوحدة بإيقاف ميزانيَّة التسيير وإذا اقتضى الأمر إيقاف الفصل الأول لميزانية تلك الوحدات) وأكد رئيس لجنة العمل الفاتح عز الدين عقب اجتماع مع وزارة الماليَّة اكتمال الحوار مع المالية حول الوحدات التي تصرف خارج الموازنة وقال: (وجَّهنا بإغلاق حساباتها فوراً وحال لم تلتزم ستُتَّخذ إجراءات مشدَّدة ضدها)!! أكتفى بهذا القدر من الخبر الذي أردتُ بإيراده إضحاككم قليلاً بدلاً من فقع المرارة اليومي الذي لا شك أن كثيرين منكم قد ملّه!! أولاً: من اجتمع بوزارة الماليَّة وأبدى غضبته المضريَّة وأرغى وأزبد وزمجر هو إحدى لجان البرلمان وليس البرلمان بكامل هيئته لكن بربِّكم متى كان للبرلمان كله كلمة مسموعة أو احترام لدى الحكومة حتى تقوم إحدى لجانه بهذه التمثيلية السيئة الإخراج وتزعم أنها أُوتيت من القوة ما يجعلها تنتفش وتظنُّ أن بمقدورها أن توجِّه الوزارات الحكوميَّة بل وزارة الدفاع ذات الصَّول والطَّول والحسب والنسب وتهدِّدها بالويل والثبور وعظائم الأمور؟! قبل أن أُذكِّر بسابقة محزنة أودُّ أن أسأل: ما هي سلطة البرلمان كله على وزارة الماليَّة ناهيك عن إحدى لجانه المغمورة؟! هل نسي د. الفاتح عز الدين كيف قامت وزارة الماليَّة برفع أسعار الوقود التي أوشكت أن تُشعل ربيعًا عربيًا في السودان قبل أن تحصل على موافقة البرلمان؟! ماذا فعل البرلمان وقتها؟ هل طرح الثقة في وزير المالية وعَزَلَه حتى يكون عظة لغيره وحتى ينتصر البرلمان مرة واحدة في عمره منذ مجيء الإنقاذ لكرامته المُهدَرة وعِرضه المُنتهَك؟! قال لجنة العمل قال!! عليك الله يا الفاتح وعليكم الله يا أهل الإنقاذ كُفُّوا عنَّا ألاعيبَكم هذه فقد والله بلغ السيل الزُّبى والرُّوح الحلقوم!! فجأة استيقظت لجنة العمل من نومها العميق وتذكَّرت أن هناك تجنيباً وأن ذلك يؤثر على موازنة الدولة!! ماذا فعلتم طوال السنوات الماضية ووزارة المالية بكل وزرائها بمن فيهم البلدوزران عبد الرحيم حمدي وعبد الوهاب عثمان يشكون جميعًا بسبب تغوُّل مراكز القوى من عجزهم عن إيقاف التجنيب وعن تطبيق شعار ولاية المالية على المال العام؟! كل الوزارات (المُستضعَفة) تعاني من عجزها عن تطبيق شعارات ولايتها على مؤسساتها.. (التعليم العالي) عاجزة عن إنفاذ ولايتها على الجامعات الخاضعة للمؤسَّسات (القويَّة) ووزارة الصحَّة عاجزة عن تطبيق شعار ولايتها على المؤسسات العلاجيَّة... الوزارات القوية تنشئ الجامعات والمستشفيات بينما الوزارات صاحبة الامتياز تتضوَّر جوعاً!! عندما كنتُ أُديرُ الهيئة القوميَّة للاتصالات زرتُ طفلاً مريضاً في مستشفى أحمد قاسم يمتّ لي أهلُه بصلة القربى.. صدِّقوني إني وجدتُ المراوح المتهالكة متوقِّفة ولا توجد مكيفات وأهل الأطفال، وبعضهم حديثو الولادة، يُمسكون بالهبَّابات في ذلك الصيف القائظ بل والقاتل لأطفال مرضى... هل تعرفون ماذا فعلتُ؟ ذهبتُ في اليوم التالي واستخرجتُ مبلغاً من بند التبرُّعات لشراء وتركيب مراوح في ذلك المستشفى وتحقَّقتُ أن ذلك قد تم.. لم أدفع التبرع لإدارة المستشفى التي أعلم أنها تحتاج لذلك المبلغ وقد تصرفه في أولويات أخرى!! يحدث ذلك بينما وزارة الدفاع تُقيم المستشفيات الضخمة في قرى لا علاقة لها بوزارة الدفاع!! عزيزي الفاتح عز الدين.. كتر خيرك فوالله لن أصدِّقك ولن أصدِّق رئيس البرلمان أنه سيفعل شيئاً... نحن قنعانين من برلمانكم هذا منذ ما قبل نيفاشا التي بصم عليها كالأعمى وكان الله في عون السودان البعيد البعيد عمَّا يحدث في العالم!! | |
|