بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: السودان بين مطرقة نبيل العربى وسندان مصطفى الفقى والطيب مصطفى من الانتباهة الأربعاء 27 أبريل - 3:14 | |
| السودان بين نبيل العربي ومصطفى الفقي!! بواسطة: مدير الموقع بتاريخ : الإثنين 25-04-2011 08:56 صباحا
زفرات حرى: الطيب مصطفى
كان وزير الخارجية المصري نبيل العربي هو الأولى بالاحتجاج وليس مصطفى الفقي على الرغم من سوئه الذي سارت به الركبان ذلك أن نبيل هذا صاحب سجلّ مشبوه وهو أصل الداء ومشكلة المشكلات بالنسبة للسودان بل قبل ذلك بالنسبة لمصر الأمر الذي يكشف حقيقة أن نظام مبارك لا يزال جاثمًا على صدر مصر من خلال رجالاته الذين لطالما دافعوا عنه وعن سياساته المعادية للسودان والمنحازة لأمريكا ولدولة الكيان الصهيوني. تعيين العربي في منصب وزير الخارجية يُثبت أن أمريكا نجحت في زرع بعض رجالها في حكومة الثورة المصرية وهل من نجاح لأمريكا وإسرائيل أكبر من اختيار نبيل العربي وزيراً للخارجية وهو الذي ـ أقولها ضربة لازب ـ لا يختلف البتّة عن أحمد أبو الغيط فما الذي يجعل مبارك ينصِّب العربي مندوباً لمصر في الأمم المتحدة لولا أنه من الأوفياء المساندين للنظام بل من المنافحين عن رؤية مصر في علاقتها مع إسرائيل بما في ذلك اتفاقية كامب ديفيد التي لا يمكن لأحدٍ كائناً من كان أن يتجاوزها في تعامله من خلال ذلك المنصب الرفيع في الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟! لذلك لا غرو أن يستقبل العربي أوكامبو ويهشّ في وجهه ويعِده بدراسة انضمام مصر لمحكمة الجنايات الدولية بالرغم من أن مصر مبارك لم تفعل ذلك وبالرغم من أنه وزير انتقالي لا يُفترض أن يُلزِم مصر وحكومتها المنتخبة بعد أشهرٍ قليلة بموقف ثابت في قضية إستراتيجية وذات أبعاد خطيرة في علاقاتها مع الدول الأخرى وخاصة السودان الذي يُفترض أنه الدولة الأهم بالنسبة للسياسة الخارجية المصرية!! نبيل العربي قرائي الكرام هو مهندس العقوبات التي قرّرها مجلس الأمن ضد السودان ويذكر «مخزن المعلومات» السفير عثمان السيد الذي شهد تلك الجلسة التي تقررت فيها العقوبات في نيويورك أن الفاتح عروة مندوب السودان وقتها لدى الأمم المتحدة عاتب نبيل العربي بعد صدور القرار ببيت الشعر الشهير:- وظُلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً على المرءِ من وقْع الحسامِ المهنَّدِ وكان عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية الحالي، وقتها، وزيرًا لخارجية مصر مبارك التي لطالما ناصبت السودان العداء، إذن فإن نبيل العربي ومصطفى الفقي وعمرو موسى كلَّهم يصدرون عن سياسة ومفاهيم ومرجعيات مشتركة حيث كان ثلاثتهم جزءاً من نظام مبارك وبمثلما نجح العربي في اختراق حكومة الثورة المصرية ها هو ينصِّب أحد سَدَنَة نظام مبارك في ذلك المنصب الخطير كأمين عام للجامعة العربية حتى يسخِّرها لخدمة الأجندة الأمريكية والصهيونية وحتى يواصل الكيد للسودان الذي باشره عمرو موسى بالتنسيق مع وزير الخارجية المصري السابق أحمد أبو الغيط. لا يخالجني أدنى شك في أن العربي أراد من خلال استقبال أوكامبو وتقديم ذلك التعهُّد بدراسة الانضمام للجنائية الذي لا يحقُّ له أن يفكِّر فيه ناهيك عن أن يصرِّح به ويستقبل أوكامبو.. أقول أراد أن يضغط على الحكومة السودانية لتتراجع عن تحفظها على ترشيح الفقي للجامعة العربية وأعجب والله أن تُقدم مصر على استعداء السودان «عشان خاطر» هذا الفقي بدلاً من اتّباع دبلوماسية هادئة ورصينة تنأى بها عن هذا الموقف الحاد بدون حتى تغيير الفقي خاصةً بعد أن قدّم لها السودان الأدلّة والبراهين على ضلوع الفقي في العداء للحكومة السودانية التي سبق للفقي أن وصفها بأنها أسوأ نظام يحكم السودان في تاريخه الطويل؟! الغريب في الأمر أن مصطفى الفقي نفسه اعترف بموقفه العدائي للنظام السوداني من خلال لقائه بسفير السودان لدى القاهرة الفريق عبد الرحمن سر الختم واعتذاره ذلك أن تاريخ الفقي في العداء للسودان حافل بالكثير من التصريحات والمواقف وقد سمعتُ الرجل وهو ينتقد موقف الحكومة السودانية من تقرير المصير من خلال إحدى القنوات المصرية وكان السفير المرحوم أحمد عبد الحليم مشاركاً في ذلك الحوار!! موقف الفقي لا يختلف عن مواقف النظام المصري البائد الذي ظل يكيد للسودان ويمارس عليه الوصاية ويطلب إليه تبني المواقف المصرية بالمجان حتى ولو أدى ذلك لاستشهاد كل الشعب السوداني وتدمير مقدرات البلاد واستنزاف مواردها على امتداد التاريخ.. بما يعني أن على السودان أن يتحمل فاتورة الحرب بالنيابة عن مصر بالرغم من أن مصر خرجت عن الصراع العربي الإسرائيلى ووقّعت كامب ديفيد بدون أن تستشير أحدًا من العرب الذين كانوا يُغدقون عليها مئات الملايين من الدولارات كلَّ عام للإسهام في حربها ضد الكيان الصهيوني لكن تلك الأنانية التي اشتُهر بها النظام المصري تجعله لا ينظر إلا إلى نفسه وهل أدلُّ على ذلك من تعويق النظام المصري السابق الذي كان الفقي ونبيل العربي وعمرو موسى من أقطابه.. تعويقه لمبادرة الدوحة حول دارفور وتصريح الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي بأن «مصر لا تسمح بتجاوزها في الشأن السوداني وعلى من يرغب في دخول السودان أن يمر عبر البوابة المصرية»؟! الخطير في أمر مصطفى الفقي الذي لا أظن أن اعتذاره ينطوي على تغيير في قناعاته الشخصية تماماً كما هو حال العربي وزير خارجية مصر الذي أفلحت أمريكا في زرعه في أحشاء نظام الثورة المصرية.. الخطير أن الفقي سيظل هو ذات الفقي الذي لا يستطيع أن يخرج من جلباب مصر مبارك إلى فضاء الموقف العربي الفسيح الذي يشترط فيمن يشغل الموقع الجديد، فمصطفى الفقي كان أحد المدافعين عن السياسة المصرية في الفضائيات العربية والتي كانت على النقيض من المواقف العربية وقضية العرب المركزية «فلسطين» وتشهد «الجزيرة الفضائية» على ذلك وخاصةً تبنيه للموقف المصري في الصراع العربي الإسرائيلي ذلك أن الفقي كان يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري والذي يناظر منصب وزير الخارجية في السلطة التنفيذية فكيف لرجل مثل هذا أن يغيِّر جلده ويعبِّر عن متطلَّبات موقعه الجديد؟! على كل حال فإن نبيل العربي نسي أن السودان في يده كروت كثيرة لا أحبُّ الخوض فيها، ولعلّ من المفارقات العجيبة أن العربي يُدلي بتصريحه حول الجنائية في وقت تعمل فيه عددٌ من البلاد الإفريقية الموقِّعة على ميثاق روما على الانسحاب منها!! بالله عليكم أليس غريباً أن تقف مصر الثورة موقف المتفرِّج من ثورة ليبيا ولا يفتح الله على خارجية نبيل العربي بكلمة عمّا فعله القذافي ولا يزال بالشعب الليبي بينما تحتج لمجرد أن بضعة مصريين لقُوا مصرعهم في إحدى الغارات على مدينة مصراتة؟! هل هذه روح ثوار مصر الذين يُفترض أن تعمل حكومتُهم على اقتلاع ذلك الطاغية الذي يُعتبر حسني مبارك ملاكاً طاهراً بالمقارنة به؟! هل نقول إن ثورة مصر اختُطفت أم أن الوقت لا يزال مبكراً لإصدار ذلك الحكم القاسي؟! | |
|