بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 64 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: عوض الجاز الذى خرق العادة نقلاً من الانتباهة الأربعاء 23 مايو - 19:53 | |
| عوض الجاز.. الذي خرق العادة . السبت, 19 أيار/مايو 2012 06:41 .تقييم المستخدم: / 19 ضعيفجيد أخي الكريم الطيب مصطفى.. تحية طيبة وبعد لقد اطّلعتُ على كلماتكم الطيبات في حق الأخ عوض الجاز.. بتاريخ الأحد 22 جمادى الآخرة 13 مايو الحالي.. والذي نزجي له التهنئة الخالصة بتكريم الأخ الرئيس الذي صادف أهله.. فقد أثارت تلك الكلمات كوامن الذكريات لتلك الأيام الخالدات في جامعة الخرطوم أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي وأنت من الشاهدين. وتشير إلى هرولة الأخ عوض بين داخليات البركس والجامعة، وأضيف إليها داخلية الطالبات.. فقد كان الأخ عوض مسؤول الطالبات في الاتجاه الإسلامي، ولا تفوته صلوات البركس.. داخلية القاش حيث المصلى العريق، ومع الأئمة جعفر ميرغني، وحاج نور، وإسماعيل حسن حسني وآخرين.. ثم انتقل بنا المقام إلى داخلية بحر الغزال، والتي تقاسمنا الغرفة فيها: عوض الجاز، وبهاء الدين حنفي، وشخصي.. فكان بهاء الدين حنفي ذلك الفتى الأسمر المشرب بالحمرة صاحب الفصاحة والبيان والكلمات القوية التي كانت تشرئب لها أعناق الطلاب، وهو ينثرها درراً لا يتوقف إلا بقدر ما يحرك نظارته فوق ناظريه.. ولكنه عندما يعود يخلد للراحة، لا يجادل ولا يناقش ولسان حاله يقول كما قال المتنبي: أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم أما الأخ عوض الجاز فكان آخر من يأوي إلى فراشه، فمنذ ذلك الزمان كان يتقلد الكثير من المسؤوليات المهمة وهو يؤديها في ثقة وصمت وكفاءة.. وكان كثير من الطلاب يظنون أنه المسؤول عن الاتجاه الإسلامي في الجامعة بسبب حركته الدائمة وسِمْته المنضبط. وعندما تخرج في الآداب وكنا أول دفعة تتخرج بدرجة الشــــــــــرف في تخصص جديد باسم الجغرافية الخاصة «special geography» فاقتحم عوض مجال الإدارة.. فالتحق بمركز تطوير الإدارة ومن ثم إلى الولايات المتحدة مبعوثاً. وسألت عنه يوماً الأخ العزيز الأستاذ عثمان صالح كوداي وكان معنا في ولاية الجزيرة وزيراً للتربية وقد كانا معاً في أمريكا فقال لي لقد كان عوض بيننا رجل المهام الصعبة وكان يقوم بكل شيء في المجموعة، حتى الحلاقة. وفي الجزيرة أيضاً تعرفنا على شقيقه، عبد الله الجاز، ذلكم الضابط الإداري المتميِّز والذي كان مثالاً للانضباط والإخلاص والتقشف.. وما زالت ذكراه العطرة بين الناس، فتلك أسرة نحسبها ذات صلاح وشمم. أعود للأخ عوض والجغرافيا والبترول، فمن الصدف العجيبة أن يكون الأخ عوض قد تلقّى معنا على يدي الدكتور حسن إبراهيم رحمه الله وهو يحدثنا عن جغرافية السودان القديم ويقول: إن المنطقة الوسطى من السودان والتي تمتد من منطقة السدود في الجنوب وحتى منطقة شلال السبلوقة في الشمال كانت في العصور الجيولوجية القديمة مغمورة بالمياه.. وبعد الانحسار تكونت الأنهار والروافد المختلفة الموجودة في المنطقة.. وهذا يعني أن كل هذه المنطقة توجد بها ترسبات عضوية بحرية وهي التي يتكون منها النفط في باطن الأرض.. وعندما كنا نحتفل باستخراج النفط وتصديره عام 1998م ونحن في شمال كردفان.. ذكّرت الأخ عوض بتلك المعلومات، وطلبتُ منه عدم تركيز الجهد كله في مخططات شيفرون الجبلية. وكنت متشائماً، آنذاك، إلا أن الدكتور عوض كان متفائلاً، وليته كان متشائماً مثلي.. وأحسبه الآن قد أعاد وضع الخريطة أمامه، فعهدي به أنه يعمل بحكمة وعلم وصمت.. وبعون الله وتوفيقه. أبو الحسن محمد مكين | |
|