بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 64 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: الطيب مصطفى والتحالف مع الشيطان نقلاً من الانتباهة!!! السبت 3 نوفمبر - 23:45 | |
| التحالـف مـع الشيطـان؟! التفاصيل نشر بتاريخ السبت, 03 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00 لم تأتِ الإدارة الأمريكية بجديد وهي تجدِّد العقوبات على السودان بينما أخرجت دولة جنوب السودان من سيف العقوبات بمجرَّد أن خرجت من الوحدة مع الدولة الأم التي تبغضها أمريكا.. لم تُفلح كلَّ التنازلات التي قدَّمها السودان من أجل كسب وُد أمريكا ولم تصدق كل الوعود التي قدَّمتها أمريكا للسودان بأنها سترضى عنه وترفع عنه سيف العقاب إذا رضخ لإرادتها ووقَّع على اتفاقيات الإذعان التي صاغتها بما في ذلك نيفاشا وأبوجا وكذلك إنفاذ نيفاشا والموافقة على إجراء الاستفتاء قبل ترسيم الحدود والموافقة على الاستفتاء قبل فك الارتباط بقطاع الشمال وقبل ذلك سحب القوات المسلحة من الجنوب بدون أن يصحب ذلك انسحاب متزامن لقوات الجيش الشعبي من الشمال والموافقة على قرار مجلس الأمن وعلى اتفاق أديس أبابا الأخير. لم نفهم البتة أن أمريكا لا تدفع ثمن ما يُهدى إليها.. تلك المنهجية الأمريكية الثابتة في التعامل مع الآخر.. منهجية صُنعت يوم نشأت الدولة الأمريكية على القوة والهيمنة والإبادة الجماعية التي فُرضت على الهنود الحمر من قِبل الكاوبوي الأمريكي وعلى الرقيق الأفارقة وهم يُساقُون كالشياه عبر المحيط الأطلسي مقيََّدين ومكبَّلين بالحديد. بلغ بنا الهوان درجة أن نستقبل مبعوثي الإدارة الأمريكية وموظفي وزارات الخارجية بالدول الأوربية بالابتسامات والأحضان الدافئة في مطار الخرطوم بالرغم من رفضهم مقابلة رئيس الجمهورية الذي يُعتبر عندهم وعند ذلك المدَّعي الوضيع (أوكامبو) مجرَّد مجرم حرب.. فقدنا الإحساس بالكرامة والعزَّة ظناً منا أن ذلك يؤهِّلُنا للقبول من أمريكا ولدخول فردوسها الأعلى ولكن لا فائدة فقد صدر بالأمس قرار الإدارة الأمريكية التجريمي والذي ظلت تُلهب به ظهرنا منذ عام (1997م) بل قبل ذلك!! الأحداث الدامية في سوريا والتي راح ضحيتها مئات الآلاف بين قتيل وجريح ومشرَّد أثبتت أن السودان بلا وجيع ولا صليح ولا حليف وهو يتلقّى الضربات تلو الضربات ويُقصَف مصنع اليرموك كما قُصف مصنع الشفاء من قبل ويُصبح السودان ضيفاً دائماً لمجلس الأمن الذي ظلَّ يلطمه كلَّ حين!! لقد احتمت سوريا بحلفائها أما نحن فقد ثبت أننا نعيش في عراء العُزلة ولا أرى فرقاً البتَّة بين أن تكون لدينا وزارة خارجية نصرف عليها مئات الملايين من الدولارات وبين أن نوفِّر هذه المبالغ ونسرِّحها سراحاً جميلاً! حتى في إفريقيا ثبت أن خارجيتنا لا تفعل شيئاً بعد أن تآمر علينا مجلس السلم والأمن الإفريقي وانحاز لدولة الجنوب الناشئة وطبخ قراراً أحاله لمجلس الأمن الذي يخلو من النصير فكان القرار (2046) وما أدراك ما القرار (2046)؟! الجامعة العربية بل الدول العربية التي ما اجتمعت على شيء كما اجتمعت على القضية الفلسطينية التي اعتبرتها من قديم قضيتها المركزية ظلت صامتة لم تنبس ببنت شَفَة ولم تجتمع ومصنع اليرموك يُقصف في قلب الخرطوم من قِبل العدو الإستراتيجي للعرب والمسلمين!! أيها الناس والله إننا نحتاج إلى حلفاء أو إلى حليف واحد إستراتيجي بعد أن عزَّ النصير.. مم نخشى؟! أنخشى غضب الدولة التي خذلتنا؟! أما آن الأوان لأن نتخذ قرارات استثنائية؟! والله لولا أن الدولة السودانية مهدَّدة بالزوال لسكتنا وصبرنا لكن السودان الشمالي بعد أن ذهب الجنوب أصبح مهدَّداً بالتمردات فقطاع الشمال لا يزال يتحرَّك من جوبا بشهادة أمريكا بالرغم من الاتفاقية التي هلَّلنا لها وكبَّرنا وفرحنا كما لم نفرح من قبل. اسمعوا شهادة شاهد من أهلها.. إنها شهادة مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون اللاجئين والسكان والهجرة المدعوة آن ريتشارد فقد قالت نقلاً عن وكالة رويترز إن قطاع الشمال يستخدم مخيم ييدا للاجئين الواقع في ولاية الوحدة على الحدود مع السودان.. يستخدمه في تجنيد الأطفال للقتال مضيفة أن المعسكر يضم (600.000) لاجئ سوداني وبالطبع لم تستنكر المسؤولة الأمريكية ما يقوم به قطاع الشمال إلا من مدخل تجنيد الأطفال الذي ترفضه بحكم وظيفتها!! كذلك فإن الجبهة الثورية تنشط وتتحرك وتُدعَم من قِبل دولة جنوب السودان كما ثبت من خلال الدعم العسكري الذي كتبنا عنه خلال الأيام الماضية ولن ننسى الدعم المقدَّم من عدو السودان الإستراتيجي الرئيس اليوغندي موسيفيني الضالع في مشروع السودان الجديد والحليف القوي للجبهة الثورية ولقطاع الشمال ومعلوم أن الجبهة الثورية تتَّخذ من كمبالا عاصمة لنشاطها حيث تحشد القيادات الحزبية التي تنخرط من حين لآخر في تلك الجبهة الثورية التي تضم إلى جانب قطاع الشمال الذي يرأسها.. تضم الحركات الدارفورية العنصرية المسلحة علاوة على قيادات مؤثرة في حزبي الاتحادي الأصل المشارك ــ ويا للعجب ــ في الحكومة والأمة القومي ومعلوم أن مريم الصادق المهدي وقَّعت في كمبالا اتفاقاً مع مناوي!! إذن فإن الخطر على السودان عظيم فأمريكا وإسرائيل والحلفاء الأفارقة وخاصة جنوب السودان ويوغندا كلهم ضالع في مخطَّط إعادة هيكلة السودان الذي تتبنَّاه الجبهة الثورية والمنشور في وثيقتها التي نُشرت مؤخراً. بالله عليكم هل من يلوم السودان إن هو أقدم على التحالف مع الشيطان؟! بالطبع فإني أستخدم عبارة (الشيطان) استخداماً مجازياً بمعنى أن نُنهي عزلتنا مهما كلفنا ذلك من تنازلات تُقدَّم لمن يستحق لا تنازلات مجانية للأعداء الإستراتيجيين. | |
|