بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 64 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: بعد توصية دكتور صابر الخاسرة وحجز باخرة النفط ...الم أقل لكم نقلاً من الرآى العام الثلاثاء 28 فبراير - 19:46 | |
| جاء في الأخبار أن السلطات اليابانية أوقفت ناقلة نفط تحمل حوالي (600 ) ألف برميل من النفط الخام السوداني بسبب شكوى تقدمت بها حكومة جنوب السودان حجزت بموجبها الباخرة ،ومنعتها من دخول الميناء إلى حين الفصل في معرفة ملكية الشحنة ، وجاء في الأخبار أيضاً أن شركة (شامبال) للكيماويات المالكة للباخرة ،حصلت على حكم قضائي من محكمة بريطانية لإنزال الشحنة بالميناء شريطة أن يتم حجز قيمتها من الأموال إلى حين الفصل في ملكية الشحنة ، ولاحظ عزيزى القارئ ان الباخرة يابانية والميناء يابانى والحكم القضائى من محكمة بريطانية حتى تعلم مدى التلاعبات والفبركات الدولية التى تنتهك عذرية العدالة الدولية، وتخلط حابلها بنابلها، وهذه التداعيات توضح مدى خطل وخطأ بعض كبارنا الذين أوكل إليهم إدارة ملفات التفاوض الخطيرة مع حكومة جنوب السودان، وهم لا يملكون الخبرة والدهاء الكافيين لإدارة تلك الملفات المعقدة ،حيث إتضح أنهم لا يعلمون شيئاً عن تكتيكات عصابات السطو الدولي من الدول الإستعمارية التي تتحكم في مصير العالم ،والتي يمكن أن تطوع كل القوانين الدولية لصالح مصالحها ومصالح حلفائها في الحركة الشعبية ، لأن ما حدث لهذه الباخرة كان متوقعا جدا لو كان مفاوضونا من ذوى الدهاء والمكر اللازمين فى مثل هذه الحالات . وقد كنت أنا توقعت ما سيحدث تماماً بذات التداعيات وبذات السيناريو الذي يحدث الآن .و كنت كتبت عددا من المقالات (بشرت) فيها مفاوضنا الدكتور صابر محمد الحسن بتوريط السودان وجرجرته مرة أخرى الى نفق المحاكمات الدولية الظالمة ،لأنه سعى بيديه ورجليه لإدخال السودان في هذه الورطة والزج به فى هذا الوضع الحرج، لأن السيد صابر مرر توصية غير مدروسة أبتلعتها الحكومة وأبطل بها الدكتور صابر القرار الصائب الذي كان قد إتخذه وزير الدولة بالنفط السابق علي أحمد عثمان ،والذي كان قد قرر فيه إغلاق خطوط الأنابيب في وجه بترول الجنوب قبل أن يتصدى له الدكتور صابر في اليوم التالي عبر مؤتمر صحفي يبطل فيه قرار الوزير، ويعلن فيه أن السودان لن يغلق خطوط الأنابيب امام بترول الجنوب ، وإنما سيأخذ نصيبه عيناً ،رغم ان خطوة اغلاق الخط هى الخطوة القوية التى كان ينبغى على السودان اتخاذها قبل ان يمنح هذا الكرت للحركة الشعبية التى استخدمته لتعطى العالم ايحاء انها فى الوضع الاقوى ، وحتى أذكر القراء وأذكر القائمين على أمر البلاد أن الذين أُسند إليهم ملف التفاوض مع الجنوب سيجلبون للسودان كل يوم مزيداً من الكوارث الإقتصادية والسياسية، ومزيدا من التوريط فى تعقيدات قانونية دولية، أنا أعيد نشر ذات المقال الذي كنت قد كتبته خلال شهر ديسمبر الماضى حول هذا الموضوع بعنوان (أغلقوا الخط ? دكتور صابر يتفاوض باسم الحركة الشعبية) عقب إعلان الدكتور صابر لقراره الذى ورط فيه الحكومة بأخذ نصيب السودان عينا من ( بترول الجنوب) ، اعيد نشر المقال لان لى زميل وصديق عمر نصحنى بأن احتفظ ببعض مقالاتى لان الحكومة لا تنتبه الى النصح الا (ضحى الغد) .وقال لى قد تحتاج يومها ان تقول للحكومة (الم اقل لكم) إليكم المقال دون أية إضافة أو تعديل . للتذكير وأمرى لله أنا لا أدري من الذي إختار الدكتور صابر محمد الحسن ليكون مفاوضاً باسم السودان في مفاوضات البترول مع حكومة جنوب السودان ،لأن الدكتور صابر أكاديمي بروقراطي ليس متجرأ كثيرا في تكنيك التفاوض وفنون المباحثات ، وحتى لا يتهمني البعض بظلم الرجل أو التحامل عليه إليكم بعض البراهين التي تثبت عدم استيعابه لأبسط قواعد التفاوض وتكتيك المفاوضات ، حيث كانت عدد من الصحف حملت تصريحاته (المتفائلة) عقب فشل جولة المفاوضات التي إنعقدت بأديس أبابا والتي جاءت تصريحاته فيها كالآتي (صابر يحذر من خطورة تأزم الوضع الإقتصادي بالشمال للأسوأ إذا تعنت الجنوب فى الوصول إلى إتفاق) (صابر سأتخلى عن التفاوض حال فشل المفاوضات والحكومة بطريقتها)، فهذان التصريحان يكشفان مدى تجاوز الرجل لأبسط فنون التفاوض .لأن تصريحه الأول رغم خطأه من حيث المحتوى فهو يحمل خطاً تكتيكياً فاضحاً لأنه لا يعقل من مفاوض وهو يفاوض طرفا آخر أن يبين لذلك الطرف الآخر أننا سندخل في أزمة إذا لم تتفقوا معنا ،فهذا التصريح فيه تشجيع للطرف الآخر الذي هو أصلاً يريد إدخال السودان في أزمة فيه تشجيع له على عدم الإتفاق ،أما تصريحه حول تركه المفاوضات حال فشلها فأنا أسأله هل هو بهذا التصريح يهدد حكومة الشمال التي أسندت إليه أمر المفاوضات ؟! أم هو يهدد حكومة الجنوب التي تقول في سرها فليذهب صابر وحكومته إلى الجحيم ؟!، وأنا أسأله من الذي أجبرك للتفاوض باسم الحكومة إذا كانت الحكومة (بطريقتها) حسب تصريحك ، وهذه الأخطاء كلها مُقدمات (وأخطاء صغيرة) تكشف مدى تخبط الرجل الذي لا يضع أبسط قواعد التفاوض امام عينيه لأن الخطأ الأكبر والكارثة الأعظم هي ما صرح به الرجل حول نية الحكومة أخذ نصيبها عيناً من بترول الجنوب، الذي يمر عبر خطوط الأنابيب حيث يبدو واضحاً جداً أن الدكتور صابر يسعى جاهداً لتوريط السودان في تعقيدات دولية عبر محاولته إقناع الحكومة للتراجع عن قرار (إغلاق الخط) أمام بترول الجنوب ،مقابل أخذ السودان لإستحقاقاته من رسوم البترول عيناً من الخام، ليقدم بذلك مشورة خاطئة سوف تجلب للسودان كارثة دولية ومشاكل لا قبل للسودان بها، لأنه لا يوجد هنالك أي مبرر قانوني أو منطقي يخول للسودان أخذ نصيبه عيناً من بترول الجنوب الذي يمر عبر السودان والذي يعتبر حقاً خالصاً لدولة أجنبية لا ينبغي المساس به ،لأن أي إعتداء عليه يعتبر إعتداء على حقوق الغير ،وبالتالي سوف يرتب إدانة للسودان قد تكلفه كثيراً ،بل قد يعتبر نوعاً من النهب أو السرقة لا تليق بالسودان، ولذلك يصبح القرار الصحيح والوحيد هو إغلاق الخط أمام بترول الجنوب وهذا هو القرار الصحيح الذي فعلاً كانت قد إتخذته وزارة الطاقة قبل أن يتدخل صابر ليمرر توصيته الكارثة بأخذ نصيب السودان عيناً، ولم يكتف الدكتور صابر عند هذا الحد بل أنه أطلق تصريحات يشجع فيها الحركة الشعبية لكي تلجأ للتحكيم الدولي إذا لم يعجبها قرار السودان كأنما الدكتور صابر عنده (صك ضمان) من المجتمع الدولي (العادل جداً) بالحكم لصالحه، وواضح جداً أن الدكتور صابر لم يعتبر من كل الكوارث التي جلبها لنا لجوؤنا للتحكيم الدولي في قضية أبيي. لأن الدكتور صابر الغارق داخل (أضابير) الأكاديميات والبروقراطيات لا يعلم أن العدالة الدولية في عهد تحكم الصهيونية أصبحت (عدالة عوراء) لا تنظر إلا بعين واحدة ، لذلك أنا أبشرك يا دكتور صابر مسبقاً بنتيجة التحكيم في قضية البترول أن القرار سوف يصدر بإتهام باذخ للسودان أنه (نهب بترول الجنوب)وسيتم تقدير البترول المنهوب حسب التقديرات التي تقدمها حكومة الجنوب وسيصدر قرار دولي يفرض تعويضات مليارية على السودان، وفي حالة عدم الدفع سيتم بيع السودان في مناقصة دولية مليارية لصالح تعويضات حكومة جنوب السودان ، هذا اذا لم يضف للحكم السجن المؤبد لشعب السودان فى معتقلات غوانتنامو. وأنا أسأل الدكتور صابر ما هو السبب الذي يجعل السودان يذهب للبحث عن تحكيم دولي في طلبه دفع رسوم مُقابل إستخدام خط أنابيب مملوك بالكامل للسودان،ولكن يبدو واضحاًَ جداً أنه لا يوجد أي سبب سوى عقلية الإنهزام وضعف الإرادة والتفريط .لذلك يا عزيزتي الحكومة مطلوب قرار عاجل بسحب هذا الملف من الدكتور صابر قبل أن يورط السودان في كوارث جديدة تضاف لكوارثه السابقة وقراراته التي خلخلت الاقتصاد قبل مغادرته بنك السودان ، ويجب على الحكومة أن تعلم أن القرار الصائب الوحيد هو إغلاق خط الأنابيب أمام بترول الجنوب كله بما فيه نصيب الشركات إلا في حالة موافقة الشركات هي نفسها على دفع رسوم مرور نصيبها .وعلى الحكومة أن تترك المسكنة التي تتعامل بها مع حكومة الجنوب ومع الشركات لأن الحساب ولد وإذا كانت الشركات حريصة على أموالها ، فإن شعب السودان هو أيضاً حريص على أمواله. وعلى الحكومة ألا تستمع إلى الإسطوانة المشروخة التي تروجها الشركات وبعض الفنيين أن الخط سيتضرر إذا توقف البترول ،وهذا الترويج هو الذي يجعل حكومة الجنوب تتماطل في الوصول إلى إتفاق رغم علم الحكومة أن تضرر الخط سيكون أثره الأخطر على حكومة الجنوب وليس على حكومة السودان ،مع قناعتي الخاصة أن هذا التضرر قد يكون مشكلة بسيطة يسهل معالجتها ، وعلى الحكومة أن تبتعد عن التعاطف القاتل مع الصينيين الذي لم يبذلوا أي مجهود جاد مع حكومة الجنوب لتتوصل إلى إتفاق مع حكومة الجنوب ،بل على الحكومة أن تعلم أن الشركات الصينية متعاطفة جداً (إن لم تكن متآمرة) مع الجنوبيين لتخفيض رسوم عبور البترول إلى أدنى مستوى ممكن لأنها هي أيضاً ستكون مستفيدة من هذا التخفيض ، ولأنها هي أيضاً ينبغي أن تدفع ذات الرسوم ، وعلى الحكومة أن تعلم أن الصين التي لم تراع خاطر السودان في مجلس الأمن وفي إحالة السودان للمحكمة الجنائية الدولية ،على الحكومة ألا تراعي أبداً خاطر الشركات الصينية. وعلى الحكومة أن تقرأ بحزم تصريحات السفير الصيني عقب قرار السودان بإغلاق الخط. | |
|