بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: النيمة فى الرأى العام الأربعاء 15 أبريل - 2:37 | |
| تقف شامخة أمام كل منزل داخل أحياء هذا الوطن الممتد.. سواء كانت مورقة الأغضان أو «حليقة» الرأس.. «النيمة» تلك الشجرة التي إرتبطت بتفاصيل عديدة في حياتنا .. فهي الملاذ عندما تبطيء «المراوح» الحديدية من سرعتها معلنة إنقطاع الكهرباء.. والشاهد الجميل على حكاوي ووصايا «الحبوبات» المثيرة.. كما أنها في كثير من الأحيان تمثل دليلاً واضحاً ومعلماً بارزاً فنسمع عبارة (البيت قدامو نيمة). لكن بالرغم من كل هذا خرجت النيمة من مغازلات الأغنية السودانية خالية الوفاض.. وهي تنظر بعين الحسرة إلى اشجار (العنبة) الرامية فوق البيت.. و (المنقة) التي سحر لونها الشعراء.. و(التبلدية) و (الحراز) اللتان مثلتا إلهاماً لشعراء الاغنية.. وصارت (النيمة) شبه منسية.. مع انها تمنح (الضل) و (التكية).. لكنها تحصد النسيان والتهميش.. ترى ماهي الأسباب التي يمكن أن تكون قد أدت لخروج (النيمة) عن دفاتر شعراء الاغنية السودانية؟؟ الشاعر اسماعيل الاعيسر ابتدر حديثه حول الموضوع بتعليقه على أن شجرة (النيمة) هي في الاصل شجرة هندية كما يقال.. لكنها أصبحت سودانية ومتواجدة بشكل مكثف جداً في حياتنا الاجتماعية.. واكد الاعيسر أنه غازل (النيمة) في إحدى اغنياته.. وهو ذلك المقطع الذي يقول: (فلدشين العيد جنب الشباك ... وبنستناك في «نيمة» الحي..) وأضاف انه من محبي شجرة «النيمة» بصورة كبيرة.. أما الشاعر عبد الوهاب هلاوي فقد ذهب إلى أن أول نيمة زرعت في السودان كانت في «شمبات» ومن ثم انتشرت في ارجاء السودان المختلفة.. واضاف أن «النيمة» ظلت تحدث بعداً إجتماعياً وإقتصادياً وثقافياً لا حصر له.. وقال: أنا من مدينة «كسلا» التي تشتهر بزراعة النيم.. فالعين لاتخطيء النيمة في شارع واحد من شوارع كسلا.. فهي تظل هناك متعة للعين وراحة للانفس وملاذاً للسيارة.. واضاف: أكثر ما لفت انتباهي هو منتدى «النيمة» في شمبات ولعل هذا المنتدى ما جاء بهذا الاسم الا بعد قناعة بأهمية هذه الشجرة في حياتنا اليومية.. وقال بأن من غرائب الاشياء وطرائفها ان النيمة لم تحظ بما حظيت به سائر الاشجار والنباتات المختلفة في السودان.. واضاف بأنه لا يرى تفسيراً واحداً لابتعاد (النيمة) عن الاغنية السودانية وان ظلت معنيً وروحاً تعيش في كل الاغنيات.. وختم هلاوي حديثه بانه من أنصار «النيمة» مع أنها لم ترد في اغانية.. وبالرغم من ذلك فهو يرى انها واحدة من الروافد والاشياء التي شكلت العديد من جوانب حياتنا.. | |
|