سنهورى عيسى وأسباب الثورات العربية ومعالجات سودانية نقلاً من الرآى العام

الثورات العربية التى فجرها الشباب العربى وأطاحت برؤساء بعض الدول العربية فى مقدمتها تونس ومروراً بمصر وفى الطريق اليمن وليبيا وسوريا والقائمة تطول، كان يتصدر أجندتها او اسبابها الحقيقية طول بقاء الحكام فى سدة الحكم ،كما عبرعن ذلك احد شيوخ تونس فى الحديث الذى يتصدر اعلانات شاشة قناة الجزيرة (هرمنا.. هرمنا )،كما عبرعنها الشباب المصرى فى ميدان التحرير( الشعب يريد تغييرالنظام)،وانتقلت ذات الشعارات بعدد من الدول العربية ( الشعب يريد...) لتصبح هذه العبارة شعاراً للتغييرالمرتقب اوالمرجو فى البلدان العربية،كما أن من بين تلك الاسباب التى ادت الى اندلاع الثورات العربية الشبابية تفشي البطالة وسط الخريجين واتساع دائرة الفقروالفساد والمحسوبية واهمال التنمية وضعف وتردي الخدمات والاستئثار بالسلطة واقصاء المعارضة ...الخ .
هذه الاسباب لاندلاع الثورات العربية تنوعت من بلد لآخرولكن فى النهاية هدفها اوغايتها واحدة تغييرالانظمة،ولعل شعارالتغييرهوما دفع الشعب الامريكى لاختيارباراك اوباما رئيساً لامريكا،وبالتالى فان ( سحر) عبارة التغييرهذه وبريقها سيظل وقوداً لثورات عربية وعالمية مرتقبة.
ولكن السودان ليس بمعزل عن ما يجرى فى العالم من تغيير او ما يدورفى محيطنا العربي من زاويتين اساسيتين هما توفراسباب التغييرواخذ العبرة والاستفادة من تداعيات التغييرفى الدول العربية من حولنا لتعظيم ايجابيات هذا التغييرمن حولنا،ومواجهة اسباب التغيير المتوافرة هذه .
وفى إعتقادى ان الحكومة قد فطنت لهذا الشيئين بالاستفادة من التغيرات التى حدثت بالدول من حولنا وخاصة مصر لتسارع الى بناء شراكة حقيقية مع قادة التغييرفى مصرعبرزيارة للرئيس البشيرالى مصر كأول رئيس عربى يزورمصربعد التغيير وذهاب نظام الرئيس السابق حسنى مبارك ،كما بادله ذات الشعور ورد الزيارة رئيس وزراء حكومة ميدان التحرير عصام شرف لتكون الخرطوم اول عاصمة دولة عربية يزورها منذ توليه منصبه ،كما زار ثواروشباب ميدان التحريرالخرطوم ايضاً لبناء شراكة جديدة مع الشباب السودانى.
أما بشأن اسباب قيام ثورات التغييرالعربية وفرص توافرها فى السودان وامكانيات مواجهتها فقد لجأت الحكومة الى اجراء معالجات شاملة لاسباب التغييرهذه سواء باجراءات معلنة او غيرمعلنة فى سياق تنفيذ البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية او ولاة الولايات حيث ركزت الحكومة على محاربة الفساد ليتصدر اجندتها الآن، بما اعلنه وزيرالعدل هذا الاسبوع بامهاله للدستوريين شهراً لابراء الذمة،وإلا فالسجن والغرامة،وتحريك بعض ملفات الفساد الاخرى وكان آخرها ملف التقاوى الفسادة لزهرة الشمس والذى صوت البرلمان بالاغلبية على ذهابه الى ساحات القضاء.
وفى مجال الشباب التقى رئيس الجمهورية بالشباب لتلمس مشاكلهم ومعالجتها،كما تم تكوين مجلس قومى لتشغيل الخريجين لمحاربة البطالة وتوفيرفرص العمل،وفى مجال محاربة غلاء المعيشة تبنى نائب رئيس الجمهورية هذا الملف باجتماعه اكثرمن مرة مع ولاة الولايات وتوجيهم بتوفيرالسلع للمواطنين والعمل على تخفيض اسعارها،كما طرحت ولاية الخرطوم برنامجاً لتخفيض هذه السلع عبرمراكز للبيع المخفض طالت حتى محطات الوقود الى جانب الاسواق والمؤسسات الحكومية بينما تخطط الولاية الآن الى تنظيم اسواق بكل المحليات للبيع المخفض للسلع،وهذه محمدة ليست لثورة التغييروانما ايضاً للاهتمام بقضايا المواطن الذى انتخب رئيس الجمهورية وولاة الولايات،ولذلك ان هذه الاجراءات سواء جاءت تحوطاً لاسباب الثورات العربية او وفاء بالبرنامج الانتخابى لرئيس الجمهورية او ولاة الولايات فانها محمدة تستحق الثناء،ونأمل ان تواصل الحكومة فى ملف مواجهة اسباب الثورات اوالوفاء بالبرنامج الانتخابى لتصبح التنمية متوازنة وهنالك عدالة في تنفيذ مشروعات التنمية والخدمات دون التركيز على بعض الولايات دون غيرها، كما نأمل أن تواصل الحكومة اعادة مشروع الجزيرة الى دوره الريادى فى دعم الاقتصاد الوطنى،كما ظل شعاره دوماً ( مشروع الجزيرة دعامة الاقتصاد القومى) بالتركيزعلى الاستفادة من ارتفاع اسعارالسلع الغذائية وزيادة فاتورتنا من الواردات الغذائية التى بلغت فى العام 2010 نحو (26%) من حجم الواردات بالتوسع فى زراعة الحبوب الغذائية والزيوت النباتية والقطن الذى ارتفعت اسعاره عالمياً الى جانب ابعاد هذا المشروع العملاق من دائرة المصالح الشخصية والكيد والتشاكس بين كافة الاطراف المتضاربة المصالح فى هذا المشروع القومى،ونأمل فى هذا الصدد ان تتوج جهود نائب رئيس الجمهورية الاستاذ على عثمان محمد طه فى لقاءاته التى بدأها الخميس الماضى بمجلس الوزراء وستستمرخلال الاسبوع المقبل (الاحد القادم) بمجلس الوزراء بالتوصل لحلول عملية لانطلاقة المشروع .
ويبقى آخر الاسباب المهمة فى قيام الثورات العربية وهواقصاء المعارضة كما يحدث فى اليمن الآن، ولذلك لابد للحكومة من طرح برنامج واضح على القوى السياسية لتستوعبها جميعاً فى حكومة القاعدة العريضة التى اعلن عنها رئيس الجمهورية فى زيارته الاخيرة لولاية الجزيرة،وان يتواصل الحوار عبر حزب المؤتمر الوطنى لتطمئن الاحزاب اكثر على جدية الحزب او الحكومة فى اشراك الآخر فى ادارة شؤون البلد التى تسع الجميع .

أضف تعليقك طباعة الموضوع أرسل الموضوع
(قراءة: تعليق: 4 طباعة: إرسال: )
التعليقات

--------------------------------------------------------------------------------

1/ سليمان موسى - (السودان) - 28/4/2011
كلام جميل ومعقول ولكن الشعب السوداني لايريد خرابا ولادمارا كما حصل في الدول المتظاهرة بل يريد إعادة النظر في المشاريع وخاصة مشروع الجزيرة كماأسلفت ويريد النظر في إرتفاع الأسعار

--------------------------------------------------------------------------------

2/ بشرى مبارك إدريس - (بريطانيا..... برمنجهام) - 28/4/2011
فى تداخل رياضى مع صديق لى من أبناء مدنى تخرج من جامعة الجزيرة مع قيام الانقاذ وغادر الى السويد ولم يعد إلا بعد أن تأبط جنسية أوربية ووسع الله عليه بجهده التجارى وجهد من معه من الاسرة وبعرق الجبين حصل على مبتغاه فى مدنى عماره تسر الناظرين !!أستنكر هزيمة الخرطوم فى فاس بخمسة أهداف ! فقلت له يا أخوى إنت ويين الاهلى سيد الاتيام والاتحاد وجزيرة الفيل ؟؟ قال لى هو نحنا فى الجزيرة قادرين ناكل !! لى شنو ؟ قال لى والله الحكومة ده من ما قامت لمو فيها شيوعين فى مدنى يناقروا فيها وهى تعاكس فيهم كل مره جايبين لينا والى أكعب من القبلو !! آها والحل شنو ؟ يا شيخنا !! الحل قال لى عودة مصانع فتح الرحمن البشير ومشروع الجزيرة !!آها يا الحكومة أكان فتح الرحمن البشير مافى ليهو طريقة مصانع عمر البشير (أدينا) على وزن قصه أدروب والصيدلية قال ليهم (الجنزبييل أدينا ) وتحياتى لكل ناس مدنى حتى رفاعة وحتى من ترك مدنى وهاجر الى الخوطوم من الزملاء بالشرطة .

--------------------------------------------------------------------------------

3/ صلاح الدين سليمان طه - (السعودية) - 28/4/2011
لو كان هؤلاء الحكام - حيث قامت تلك الثورات - لو كانو يتعاملون بشفافية مع شعوبهم ولو قاموا بمحاربة الفساد وجنبوا انفسهم وعائلاتهم الانزلاق فيه .. ولو انفقوا اموال الدولة في المشاريع التي تسعى الى رفاهية هذا الشعب .. لما قامت تلك الثورات .. الشعوب تريد ان تعيش حياة حرة كريمة ليس اكثر من ذلك ولا يعنيهم كم جلس الحاكم على كرسيه طالما انه يؤدي عمله نحوهم على اكمل وجه وبما يرضي رب العالمين .

--------------------------------------------------------------------------------

4/ هواري يوسف - (الشبارقة) - 28/4/2011
لابد أن يكون التغيير بوتيرة تشمل كل ملفات الفساد ,,, وما أكثرها , واذا كان هذا التغيير بهذه الونيرة البطيئة , بمعدل ستة شهور أو أكثر للبت في فساد ما أو توجيه لبؤرة فاسدة , سنجتاج الي مآت السنين ليصلح نصف الأمر . ومصر الشقيقة لبست ببعيدة , فتخيلوا لو ترك محاربة الفساد لنظام مبارك كما وعد , والمقارنة بما يجري الآن في مصر . أليست معظم الأنظمة العربية تتشابه ,أم أخطأنا في المقارنة ؟؟؟

» البطولة الافريقية ومكاسب سودانية نقلاً من الرآى العام وعادل سنهورى
» الاخ سنهورى عيسى ويحيا العدل من الرآى العام وتعليق من بشرى مبارك
» نقلاً من الرآى العام سياسيون على أبواب (الفقرا) ومجاهد بشير من الرآى العام
» الفاتح جبرا وتوقعات العام الجديد نقلاً من الرآى العام السودانية
» حكاوى الدهب فى السودان بين الواقع والخيال