بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: زمان يا راديو والدكتور كمال حنفى من الرآى العام الثلاثاء 21 سبتمبر - 3:49 | |
| رَحِمَ الله أيّاماً كان الراديو فيها سيد الوسائط.... كان هو الأصل والصورة، المَرْجِع والمُفتى، وجامعة للبعض ومدرسة لتعليم الكبار لآخرين... فى تلك الأيّام لم يكن من سبيل للإنتماء للعصر الحديث بدون أن تضع فى صدر البيت راديو ليكون هو الضيف الوحيد المسموح له برفع صوته والدخول إلى الآذان بدون إذن! أنا واحد ممّنْ تحدّروا من صُلب بنى آدم وترائب بنات حواء وقام الراديو بتربيتهم الإعلاميّة فأحْسَنَ تربيتهم... رأوا بآذانهم ما لا تراه العيون، تشهد على ذلك الموجات الطويلة المتوسطة والقصيرة والهوائى، فقد كان بينى والراديو إرتباط عناق وأحضان وبث! فى مرحلة حَبْوى وقعت عيناى على صندوق يتوسّد صالة المعيشة بمنزلنا يضم بداخله الجيل الأول من الراديو... فبدأت معرفتى بالأُذن قبل العين, لهذا أقدّم خالص إمتنانى لذلك الصندوق الذى يحتوى فى جوفه أصواتاً وأناملَ! وجاء يوم بارز فى (مسيرتى) مع الراديو حين دخل علينا بالمنزل راديو قورنديق (Grundig) الذى كان طفرة وحدثاً وحديث مدينة... وأكلت الايّام السنوات ودارت تكنولوجيا الراديو حول نفسها وحول تكنولوجيا الإتصال فتعدّدت أشكال الراديو وألوانه وأحجامه ودول المنشأ له، لكنْ احتفظ الراديو بمقعده الأوّل بين الوسائط... فزارنا بالمنزل راديو (فيلبس), واجتاحتنا ثورة الترانزستور التى فجّرتها اليابان فى وجه الراديو فسيطرت اليابان على الذبذبات والترددات ثمّ تنازلت قليلا للآخرين ولبعض النمور الآسيويّة فصار الراديو ناطقا بكل اللغات! كان الراديو لى المُعَلّم الأوّل للقراءة الأصح لقرآن الله المكنون، ونقطة متابعة تطورات حركات التحرر الوطنى ومقياس درجة حرارة الثورات والإنقلابات... وكان استاذ التربية الوطنية والتربية الموسيقّية, والمُفَكِر الإذاعى, ومُبْتَدِع الصداقة مع الأصوات! فى أيّامنا السائدة تَرَاجَعَ مركز الراديو فى صف الإتصالات, ولكنّه باقٍ فى موقعه بالصف عند كثيرين (أنا أحدهم), وإنْ تغيّرت طبيعة العلاقة وتوقيتها فصارت علاقة سريريّة تنتعش بالليل... علاقة فِراش! اليوم قبضت بين يدىّ على راديو قوريندق( Grundig) فعدت إلى النقطة الأولى... تحرّرت من إحتلال اليابان وتايوان والصين لأُذنى باستعادتى راديو الطفولة, فقدّمت سَنداً إضافياً بأنّ الأُذن تعشق قبل العين أحياناً!! | |
|
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: زمان يا راديو والدكتور كمال حنفى من الرآى العام الثلاثاء 21 سبتمبر - 3:50 | |
| أضف تعليقك طباعة الموضوع أرسل الموضوع (قراءة: تعليق: 2 طباعة: إرسال: ) التعليقات
-------------------------------------------------------------------------------- 1/ أحمد عبد الباري - (السعودية) - 20/9/2010 أين نوح سمارة رجل الأعمال السوداني- الأمريكي (الحلفاوي) بلدياتكم؟ لقد قرأنا قبل ثورة الاتصالات والقنوات الفضائية أن الرجل بصدد إقامة مشروع بث إذاعي عملاق لأفريقيا (قنوات سماعية)، ولكن مشروعه لم ير النور حيث طغت بعد فترة وجيزة ثورة (الدشوش- الأدشاش)، فانهار المشروع في مهده أو هكذا نتصور. في طفولتي كنت أظن أن المذيعين عبارة عن أشباح صغيرة داخل هذا الصندوق السحري وكنت موقن جدا بهذه الفكرة. أما اليوم فإنني عندما أهاتف بالسودان طفلتي الصغيرة ذات السنوات الثلاث سنوات وأطلب منها أن تريني (لعبتها)، ترد علي: كيف تشاهدها بالموبايل؟ أخي الأكبر من عشاق الراديو وكلما انتهت صلاحية واحد طالبنا بآخر، فهو ينام والراديو على صدره، وهي عادة اكتسبها من والدي عليه رحمة الله. كان والدي يقلب موجات الأثير موجة موجة بحثا عن الأخبار الطازجة فما أن يتوقف في إذاعة أم درمان ويجدها تصدح بالغناء إلا ويسب ويلعن عدم جديتنا وانخراطنا في غناء طوال الليل والنهار. في مرة استمع إلى لقاء مع فنان كبير حيث ذكر ذلك الفنان أن آخر (عمل) قام به هو كذا، انتفض أبي واقفا من رقدته ساخطا قائلا( الله يخيبك ده عمل ده).
-------------------------------------------------------------------------------- 2/ بشرى مبارك إدريس - (بريطانيا..... برمنجهام) - 20/9/2010 الاخ الدكتور والاستاذ كمال حنفى تحية طيبة وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله صيامكم وقيامكم . لك التحية وأنت تعيدنى الى السبعينات عندما كنا نزور أهلنا بالسروراب (الباعوضة ) وقتها والعامرية بالاسم الجديد الآن!!! وحبوباتنا وأجدانا ونستمتمع براديو قروندغ وطبعاً شركة هذا الراديو شركة ألمانية معروفه والالمان معروف عليهم أن بضاعتهم غالية ولكن (تموت تخلى ) لاتقدم ولاتبوظ !! وفليبس شركة هولندية رائدة فى مجال الاجهزة الكهربائية بكل أنواعها التحية لكل من أقتنى هذه الراديوهات وفى الحقيقة الراديو كان رائع والاروع البرامج التى كان يقدمها أو تقدمها إذاعة أمدرمان والتى للامانة تحافظ على ألقها وقوتها وروعتها حتى الآن وأنا من أكثر الناس إستمتاعاً بهذه الاذاعة وبالإذاعات الجديدة التى ظهرت وقد شاركت بحمد الله فى إجازتى فى معظمها وأحى الاخ طارق كبلو مدير إذاعة ساهرون والاخ يوسف السمانى مدير الاذاعة الرياضية . | |
|