منى سلمان والبغله فى الابريق

من ضمن المواضيع (المسكوت عنها) لتعقيدها وشدة حساسيتها، ويغطيها ستار كثيف من الصمت والحذر، فلا تتحدث عنه النساء الا فى أضيق نطاق في مجالسهن الخاصة، ويغض الرجال الطرف عنه على مضض وفى القلب شئ من حسكنة .. موضوع تطبيب النساء عموما وطب النساء والتوليد على وجه الخصوص، فلا أعتقد أن هناك واحدة من النساء من لم تتعرض لضيق الصدر والحرج بل والإحساس بالمهانة أحيانا، أثناء تعاطيها مع التطبيب فى مستشفياتنا العامة والخاصة .. فبالرغم من رفع راية الإسلام شعارا للتعاملات في المال والأعمال، والسعي لتنقيح تراثنا الغنائي وتهذيب تراثنا الرقصي، حتى وصل الأمر لمنع بعض أغاني البنات بقرارات وزارية !! إلا أن قدسية محراب الطب والتطبيب وربما مخافة القول ان البغلة فى الإبريق قد حالت دون أن تمتد يد الأسلمة لهذا المجال.
شاهدت غير مرة على قنواتنا العربية بثاً لبرامج علمية وتوثيقية لعمليات ولادة طبيعية وقيصرية كاملة دون الاستعانة بصداقة مقص الرقيب، ودون أن يكون فى ذلك مساس أو خدش لمشاعر المشاهد بأى من المناظر الخارجة أو المخلة، وما ذاك إلا بسبب مراعاة الكثير من دول العالم لخصوصية المرأة، فيتم سترها بالكامل أثناء العملية فلا ينكشف منها إلا ما تقتضيه الضرورة ولمن يقوم بإجراء التوليد فقط، ولكن نجد بالمقابل فى مستشفيات الولادة وأقسام النساء والتوليد بمستشفياتنا العامة أن النساء يتعرضن للإمتهان ليس فقط للكرامة بل لإنسانيتهن أيضا، فبالرغم من أن غرف إستقبال وإنتظار الولادة مهيأة بستائر تفصل كل سيدة عن الأخرى إلا أن غرفة التوليد يتم فيها توليد أكثر من سيدة فى نفس الوقت (مستشفيات معينة)، مما يجعل الأمر أشبه بسوق اللحوم (الجزارة) فتنكشف النساء على بعضهن البعض وعلى الممرضات والدايات والأطباء.
قد يتحججون بالإمكانات المحدودة وبالأعداد الكبيرة من النساء اللاتى يترددن على تلك الاقسام مما يجعل من الصعوبة بمكان أن تخصص غرف منفصلة للتوليد ولكن فى تقديري أن الأمر لا يحتاج لأكثر من أغطية للرأس ومرايل وفوط طبية وستائر تفصل كل سيدة عن الأخرى أثناء عملية الولادة مما يحفظ لها إنسانيتها.
الأمر الآخر أن بإمكان بعض من (مرضى النفوس) من العاملين فى الوسط الطبي، يمكنهم أن يتخذوا من الأمر فرجة !! فيكثر منهم الدخول بسبب أو بدون سبب مبرر لتلك المناطق، وتحضرني فى تلك طرفة - حصلت بـ الجد جد - روتها لي إحدى الزميلات من أنها عندما كانت تعاني من آلام المخاض بإحدى المستشفيات وكان يدخل ويخرج من الغرفة بعض ممن لم تميزهم نتيجة ما تعاني من الالم فنادت فى لحظة ضيق على أحدهم قائلة:
عليك الله يا دكتور تعال شوفني ما قربتا!!
فأجابها فى حرج: يا أخت أنا الكهربائي وجاي أصلح اللمبات!!
أي والله ده الحصل .. من جهة أخرى نجد أنه من أبسط حقوق المرأة المسلمة أن لا يوقع عليها الكشف طبيب إلا فى وجود ممرضة ترافقها وتقوم بتجهيزها وهذا ما يحدث فى كثير من الدول الاسلامية وكل الدول الغربية، فوجود الممرضة وحضورها للكشف السريري يحفظ كرامة الطرفين مريضة وطبيباً، فكما قد تتعرض النساء للمضايقات والتحرشات من (بعض ) ضعاف النفوس، نعلم جميعا (زي جوع بطنا) أن الأطباء بالمقابل يتعرضون أحيانا لمحاولات إغواء تفوق محاولات زوجة العزيز مع سيدنا يوسف، فنجد أن بعض النساء يحضرن الى الطبيب دون رفقة الزوج أو الأم أو أحد المحارم، يسبقهن ويعلن عن حضورهن شذى العطور وارتال مساحيق الزينة، فكثيرا ما تذكرنا قاعات الاستقبال فى عيادات الاطباء - النساء والتوليد تحديدا - ببيوت الأعراس والمناسبات بسبب ما يفوح من مرتاداتها.
يا أختنا تابيتا .. البغلة في الابريق.

أضف تعليقك طباعة الموضوع أرسل الموضوع
(قراءة: 662 تعليق: 15 طباعة: 12 إرسال: 0)
التعليقات

--------------------------------------------------------------------------------

1/ أحمد باشاشا - (السعودية ) - 31/1/2010
هذا الموضوع مهم جداً ولك الشكر على هذا الطرح وانتمى تطبيق النظام الإسلامي على جميع المصالح الحكومية والله الموفق ،،،،

--------------------------------------------------------------------------------

2/ وائل - (السعودية) - 31/1/2010
باتابع مع اخصائي نساء سوداني في الرياض منذ اكثر من ستة اشهر ، تصدقي لغاية الان ما لمس زوجتي بيده وحتي لما يتكلم بكل ادب ووقار والجلسة معاهـ لا تستغرق اكثر من دقائق لان قبل ما تجلسي معاه بتكوني جلست مع اخصائية اخري اتحدثت مع الحرمة في التفاصيل وبيكون الممرضات عملن ليك كل صور الاشعة والموجات اللازمة وحولن ليه الملف وطرح عليك بعض الاسئلة وحدد ليك العلاج واخبرك وصلت لغاية فين 0 لكن ما بهرني فعلا التواضع ، الدقة ، السرعة ، فحوصات وحقن بواسطة ممرضات ، توفر الدواء ديل سودانيين تم توفير هذه البيئة في مستشفي قطاع خاص كل البنتمناه نعرف قيمة ما عندنا وان يبادر القطاع الخاص ويستفيد من الكوادر السودانية الموجودة وفق صيغ شركة يعود نفعها علي الجميع 0

--------------------------------------------------------------------------------

3/ زائر - (السودان// بورتسودان) - 31/1/2010
يا ليتهم يقرؤن

--------------------------------------------------------------------------------

4/ ابومحمد الشنداوى - (جدة) - 31/1/2010
لك التحية والتقدير الاستاذة/منى اقول لك صحيح بالخط العريض لابد من مرافقة المراة بمحرم عند ذهابها لطبيب النساء والتوليد لانوا حقيقة هناك قصص لايستطيع ان يتصورها الانسان قد حدثت سوى من الطبيب او من المراة المراجعة لذلك الطبيب ، لذا فالنحرص جميعاً بمرافقة زوجاتنا ، او مرافقة امها او اختها اوقريبتها او جارتها فى حالة زيارة الطبيب اذا تعزر ذهاب الزوج او الاخ رقم الحرج فى الثانى ، ولتسمع وتعى الجهات المختصة (وزارة الصحة) بمعالجة الاشكالات المذكورة فى بعض المستشفيات بعمل زيارات دورية وتسجل الملاحظات وتعالج بقدر الامكان لان المراة مكرمة وقد كرمها الله عز وجل اسال الله ان يحفظك ويحفظ نساءنا وبناتنا وجميع نساء وبنات المسلمين آمييييييييييييين ومزيد من الابداع

--------------------------------------------------------------------------------

5/ بشرى مبارك إدريس (رائد شرطة معاش ) - (بيريطانيا( بيرمنجهام)) - 31/1/2010
الاخت منى سلمان تحية طيبة الليلة الموضوع نسوانى والله القراية كملناها بى آخر نفس!!! خليتك عافية ويا تايبتا ألحقى أخواتك من التابيده والله منى قالت كلام !!والله الوزيرة حقو تصدر قرار بحرمان الرجال من زيارة النسوان أيام الولاده فى أى مكان على أن يسرى القرار على كل سودانى فى أى مكان فى الكرة الارضية .

--------------------------------------------------------------------------------

6/ خالد محمد دفع الله الشيخ كمال الدين - (السودان - مقيم بالسعودية - الرياض) - 31/1/2010
موضوعك في غاية الأهمية - و أخذ جانب من موضوعك المتشعب فهنالك بعضاء نساء المغتربين يذهبن بمفردهن للدكتور او بالأصح ( الأطباء المرضي - مرض النفوس ) فاصبحت عيادات الأطباء للنزهة وليس للكشف - والمفروض أن الطبييب مستأمن لكن بعضهم ضعاف نفوس يستقلون حاجة المريضة - وبعض النساء ضعيفات نفوس فتذهب للطبيب الفلاني لانه ( تجد فيه هواها ) - فابتعد الطب عن مهنة الانسانية الى مهنة امتهان كرامة المرأة وجزاك الله خير

--------------------------------------------------------------------------------

7/ أحمد عبد الباري - (السعودية) - 31/1/2010
اقتباس: (الأمر الآخر أن بإمكان بعض من (مرضى النفوس) من العاملين فى الوسط الطبي، يمكنهم أن يتخذوا من الأمر فرجة !!)، ذكرني هذا التوهم الذي أوردته هنا بقصة حريق مدرسة بنات ثانوية بمكة المكرمة، إذا وقف رجال (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) حاجزا وحالوا دون تمكين رجال الدفاع المدني (المطافئ) من دخول المدرسة مما أدى إلى وفاة 17 طالبة، علما بأن سبب الحريق كان عقب سيجارة قيل أن طالبة تناولتها!! غرف العمليات عامة وغرف عمليات النساء خاصة ليس من الأماكن التي تستحث غريزة الرجل وفحولته، وهي تشبه عندى حالة إنقلاب أي حافلة بحمولتها من النساء، فهل يعقل لأي رجل مهما بلغ من مرض نفسي وسعار جنسي محاولة اختلاس نظرات محرمة إلى أفخاذ وصدور الجريحات والميتات؟ ثم أن عاداتنا السودانية الأصيلة تحرم علينا معايدة النفساء فترة 40 يوما بل حتى زوجها يحرم عليه الدخول ورؤية مولوده فما بالك بالآخرين. نؤيد مناشدتك بوجوب وجود ممرضة مصاحبة لطبيب النساء والتوليد . كما أننا نناشد أخواتنا الطبيبات العموميات إلى التخصص في قسم (النساء والتوليد) حتى يعوضن النقص الحاد في هذا المجال.

--------------------------------------------------------------------------------

» السودان بين سد النهضة والسد العالى تعقيباً على فهمى هويدى والدكتور سلمان محمد أحمد سلمان
» منى سلمان وأبوالدقيق
» مع منى سلمان ... ويا حليلة حبيبة الليل إن طال
» منى سلمان مع ولاده الغضب
» منى سلمان مع ولاده الغضب