السودان ملئ بالشعراء من الجنسين رجالاً ونساءاً لكن المتأمل
للساحة الشعرية يجد ان النساء قلة او ربما كثر لكن لم يجدن نصيبهن من
النشر اوالاعلام وربما ان من تواجدنٌ الآن لانهنٌ اكثر جراءة واتقاناً للكلمة
من غيرهنٌ.
عموماً رأيت ان اوثق لبعض الشعراء السودانيين وبحسب مااملكة
من قصائد لكل شاعر وشاعرة حتى تعم الفائدة الجميع ومحبى الشعر
خاصةً ، وهذا اذاً الشاعرالفذ سيد احمد الحاردلو
الشاعر / سيد أحمد الحردلو
سيد أحمد الحردلو ولد عام 1940 في الولاية الشمالية-. حاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها 1965, ودبلوم اللغة الفرنسية 1975/ 74. 000
عمل مدرساً, ثم انتقل إلى السلك الدبلوماسي فعمل مستشارًا بسفارة السودان في كنشاسا 1975, 1976 فوزيراً مفوضاً 1977- 1979, فسفيراً 1980, فسفيراً فوق العادة 1987- 1989 وتقاعد عام 1989.
عمل محرراً ومراسلاً لبعض الصحف السودانية والعربية. شارك في العديد من المؤتمرات الرسمية, واللقاءات والمهرجانات الثقافية.
دواوينه الشعرية:
غدا نلتقي 1960- مقدمات 1970- كتاب مفتوح إلى حضرة الإمام 1985-
بكائية على بحر القلزم 1985- خربشات على دفتر الوطن 1997-
الخرطوم... ياحبيبتي 1999- أنتم الناس أيها اليمانون 1999,
إلى جانب الكثير من الأشعار بالعامية السودانية.
أعماله الإبداعية الأخرى:
ملعون أبوكي بلد (مجموعة قصصية)- مسرحية شعرية بالعامية السودانية.
لا تساومْ ,,, الشاعر سيد أحمد الحردلو
لا تساومْ
بين مظلوم وظالمْ
لا تساومْ
حين يأتي الثأر يجتاح المظالمْ
لا تساومْ
بين أمر الله في العدل
وهاتيك المزاعمْ
لا تساوم
أيها المذبوح في الوطن المسالمْ
إنهم صبوا عليك الزيت والنارَ..
وخلَّوك جماجمْ
لا تساوم
بين رب الناس -
يا وطني - وأرباب المغانم
هروب ,,, الشاعر سيد أحمد الحردلو
كُتْ قايل صحيحْ الهجرة تِرياق للجراحاتْ
ورَاح أرتاح من أحْزانى القديماتْ ،
وقُمْ طشيتَ فى دُنياتْ .. بعيداتْ
برايا جريحْ
أكاتل الريحْ
وأكوس فوق التخاياتْ ،
وأغلب الشوقْ
وأقول أصبُر خلاس فِضْلن شِوياتْ
عشان ترتاح من أوجاع حُبَك الفاتْ ،
وكم مرات
أحِنْ للارضِ .. والناس الحليوينْ
وادَفْدِف فوق بُلود الغيرْ مِطيراتْ ،
وكم مراتْ ،
أوَاصلَ الهجرة فى الذاتْ ،
ورُحتَ بعيدْ
وضيَّعتَ المسافاتْ
وضيّعتَ العناوين والجواباتْ ،
وقُتَ خلاسْ
خلاس الماضِى قد ماتْ ،
وودعتَ الجراحاتْ
-2-
ومرت بيّا زى شوبتينْ
وزىْ شِيتاً حميمْ .. ودفينْ
يجيكْ وكتَ الوجع .. والشينْ
يجيكْ زىَّ العديل ... والزينْ
حضرنى شعورْ
شعورْ بحضورْ
حُضور محضورْ
وسادِى الدنيا .. جايى عليّا .. زفة نورْ
واتلَفَتَ .. بى هجمة فرحْ .. مسحورْ
وجُوه النورْ
بَشُوفِك نورْ
شَلَح تَالاىْ
تقول مَقطعْ من الدوباىْ
بِفتش ليهو .. لى غناىْ ،
أتاريكْ .. كُتِ دِيمه معاىْ
مهاجرة .. وفى الضُلوع .. جُواىْ ،
-3-
أتاريكْ .. رُحتِ قبلى هناكْ
وشلتِ معاكى كل الفاتْ ،
-4-
لِقيتِك واقفه فى كل المطاراتْ
ومنتظرانى بالشوق والبيسماتْ
وايدِك راعشة بِتقول لىْ .. سلاماتْ ،
لقيتك فى محطات القطاراتْ
والتُلوج نازلات على وِشيشك وصاباتْ ،
وإنتِ تحاحى بالتوبْ .. الدِميعاتْ
-5-
أتاريكْ رُحتِ قبلى هناكْ
وشلتِ معاكى .. كل الفاتْ ،
-6-
لِقيتِك فى الشوارع والمطوراتْ
وجارية معايا مرات للضُلولاتْ
وواقفه معايا مرات فى الشموساتْ ،
وقاعدة معايا فى قهواية مراتْ
وتحكى لىْ حكاياتْ ،
وأشوف عينيكى ضاواتْ
كما أُمبارحْ ...
ومليانات محناتْ ،
-7-
أتاريكْ رحتِ قبلى هناكْ .
وشلتِ معاكى .. كل الفاتْ
تَّصاويرنا
وغناوينا
وفريحاتنا .. ومشاويرنا ،
وحاجاتنا الصغيرونات
والخليتَو تذكاراتْ
ورايا هناكْ
لِقيتَو معاىْ
بِتمشى معاى
وتقعد جَنْبى تتكلمْ
تعيد ليا جميعَ الفاتْ ،
-8-
أتاريكْ .. رُحتِ قبلى هناكْ
وشلتِ معاكى .. كل الفاتْ ،
-9-
وكُتْ قايل .. صَحيح الهجرة بتداوى
ولقيتَ الهجرة .. بتكاوى ،
وتَفتِحْ لينا ماَضينا
وتخلينا
مساجينُو ،
وكُلْ مادُرنا نَهرُبْ مِنوُ ...
نَلقانا ... مساجينوُ ،
-10-
أتاريكْ . . رُحتِ قبلى هناكْ
وشلتِ معاكى . . كُلَّ الفاتْ.
باريس – مايو –1974 -
حصل الشاعر,,, سيد أحمد الحردلو
يا جَنَا .. أبداً جَرَالَكْ أمرْ مِن هَذَا القبيلْ ،
إنك مسافر فى بلاد بره .. وزول عابر سبيلْ
تلقاك بنية حليوة .. زى موية السبيلْ ،
والدنيا حرْ ..
والجوف عليلْ ،
تنده عليكْ
يا ماشى زى الغابة .. يا زولْ .. يا جميلْ
وَقفْ .. وهاكنى معاكْ .. وسافِرْ .. يا جميلْ ،
- أيوه حَصَلْ ،
بس المطرْ كان قاجى .. والليل كان جميلْ
والبندقية .. جزيرة الطِليان
يمين . . مليانة شيلْ
والبحرِ رايقْ .. والمزاجْ . .
والجيب تقيلْ ،
وشربنا . . ناماً شُفنا ايطاليا مدنقرة فى المحيطْ،
وتقول ياليلْ
ويمين – حلفنا – نعومْ .. وكان الكيفْ تقيلْ
وا***** ليلْ ،
يا زول حَصَلْ .. زى ما حَصَل . .
ما الدنيا ليلْ
والزول مسافرْ
والطلايناتْ ديكْ . . يا ليلْ ،
- أيوه حَصَلْ
بَس المطر كان قاجى .. والليل كان جميلْ
البندقية –مارس –1975
تقول لي شنو الشاعر سيد أحمد الحردلو
1-
تقول لِى شنو
وتقولى لِى منو ،
-2-
أنحنَا السَّاسْ
ونَحنا الرَّاسْ
ونحن الدّنيا جبناهَا
وبَنيناها..
بِويت ..فى بِويتْ
وأسْعل جدى ترهاقَا
وخلى الفَاقة .. والقَاقا
-3-
تقول لِى شنو
وتقول لِى منو ،
-4-
تَالا أبوى .. بعنخى لَزَمْ
وتَالا اللُمْ..أَبوىْ أوْلبَابْ
وأمى مهيرة بتْ عبودْ
وأخويا المهدى ..سيد السيفْ
والخلى النصارى تقيفْ
هناك ..فى القيفْ ،
-5-
تقول لِى شنو
وتقول لِى منو ،
-6-
ونحن الشينْ
ونحن الزينْ
ونحن العقبه والعتمور
ونحن القِبله .. والقرعانْ
ونحن الشانْ
ونحن النانْ
أتينا عشانْ
نسوى الدّنيا للإنسانْ
تقول لِى شنو
وتقول لِى منو ،
-8-
ونحن الصّافى
والوَافى ،
ونحن الشّافى
والكافِى ،
ونحن الزادْ
ونحن العِينه
والزِيّنه ،
ونحن – يمين – أهالينا
أهلى سرورْ
ووكَتين ينزل المستورْ
تَرَانَه النور
-9-
تقول لِى شنو
وتقول لِى منو ،
-10-
ونحن الجبنه واللبريقْ
ونحن قداحنا سَاوات ضيقْ
ونحن بيوتنا مفتوحاتْ
مَسَاىْ .. وَصباحْ
ونحن وشُوشنا
مطروحاتْ
مَسَاىْ وصباحْ
ونحن السَمحه
والقَمحه
ونحن الطله .. واللمحه ،
ونحن الصِيدْ
ونحن العيدْ ،
-11-
تقولى لِى شنو
وتقولى لِى منو ،
-12-
ونحن عُزَازْ
ونحن حَرَازْ
ونحن هَشَابْ
ونحن قُمُوحْ
ونحن تُمُورْ
ونحن عُيُوشْ
ونحن النيلْ
وَكضَاب – يا زويل – منْ قالْ
إنّك .. تانى لينا متيلْ ،
تقولى لِى شنو
وتقولى لِى منو ،
-13-
ونحن الحَجه والتوبه ،
ونحن الهِجره .. والأوبه ،
ونحن كُتَارْ
ونحن كُبَارْ ،
ونحن – يمين – جُمَال الشيلْ
ونحن – يمين –نَضِمنا قليلْ ،
-14-
تقول لِى شنو
وتقول لِى منو ،
-15-
ونحن مِحايه
نحن طِرايه
نحن فِدايه
نحن سِمايه
نحن حجاب
ونحن اللوحْ
ونحن شَرَافه فى الدنيا
ونحن كِتاب عِلمْ مفتوحْ
على كل البُلودات ..نُورْ ،
ونحن – يمين – مَداين نورْ ،
ووشنا نورْ ،
-16-
تقول لِى شنو
وتقول لِى منو ،
-17-
ونحن الحِنه والجرتقْ
ونحن الزفه والسيره ،
ونحن ..أبشرى والشبال ،
ونحن السَىْ
ونحن الوَىْ
ونحن الرقبه .. والتُمْ تُمْ
ونحن اللَمْ ..
يكون فى الدنيا ..متلنا ..لمْ
-18-
تقولى لِى شنو
وتقول لِى منو ،
-19-
ونحن العَاجْ
ونحن الصَاجْ
ونحن البوشْ
ونحن الحوشْ
ونحن الناسْ
وكتين الديارا ..يباس
وإن درت العديل والزين
تعال يا زول ،
وإن كست الكعب والشين
أرح .. يا زول
-20-
تقولى لى شنو
وتقول لى منو ،
-21-
ونحن السورْ
ونحن الحُورْ ،
ونحن بناتنا محروساتْ
ونحن وِلادنا ضُلالاتْ
ونحن أُماتنا ياهِنْ ..ديلْ ،
وجِيب ورينى زيىِّ منو ،
وتقول لِى شنو
وتقول لِى منو ،
-22-
ونحن فَزَعْ
ونحن وجَعْ
ونحن اليُمه ..واليَابَا
ونحن أريتو بالتَابَه ،
ونحن – يمين – إذا حَرّتْ ،
نخلى الواطه ..رُقَابه ،
-23-
تقولى لِى شنو
وتقولى لِى منو ،
-24-
ونحن زَغَاوه والعطرونْ
ونحن الدُونَا ..مافيشُ دونُ
ونحن وِلاد مَلك خِرتيتْ
وسَابَ الجرْ
وحجَر السِكه ،
والتاكا ،
وسيّدنا الفى الجبل ..دَاكَا
ونحن – يمين – نضِمنا كُتُرْ
وشيَتنا كُتُرْ
وأسعَل ناس كَرن والطُورْ ،
وأسعَل كَررى .. والعَتْمُورْ
وأسعل – يا جنَاَ – الخرتُومْ ،
وشوف كيفن زعلنا كُتُرْ ،
وشوف كيفن فرحنا كُتُرْ ،
أنحنا الـ للرجال خُوسَه ،
ونحن –يمين – جِنَات موسى ،
-25-
تقولى لِى شنو
وتقول لِى منو ،
-26-
ونحن الدوكه
والضُلاله ، والدونكه ،
ونحن الدانقه ،
والراكوبه ، والواطه ،
ونحن الفَكَه
والشِبكَه
ونحن الحجزه .. والعكَه ،
ونحن الجُودْ ،
ونحن أسودْ ،
ونحن النَانْ ،
حديثنا إذا أرِدتو رُطَانْ
وحين دايرين ..نسوى بَيَانْ ،
-27-
تقول لِى شنو
وتقول لِى منو ،
-28-
ونحن الخَلوهَ والدايره ،
ونحن تَكيه العايره ،
ونحن الضُّلْ ،
ونحن الكُلْ ،
ونحن سبيل غريب الليلْ ،
ونحن صباح مسافر الليلْ ،
ونحن فَنَاجرةَ الدّنيا ،
ونحن حَبَابْ
حديثنا حَبَابْ
تعال شَرِف .. وشوفنى منو ،
وتقولِى شنو ،
وتقولِى منو ،
-29-
أقيف لِسَعْ
وأقيف وأسمعْ ،
ونحن صديرى منضوم ويلْ
ونحن القَرمصيص ..بلحيلْ ،
ونحن التوبْ
ونحن الووبْ
وناس حبوبْ
وناس حَرّمْ
ونحن إذا رأينا كبيرْ
نقيف طولنا ..ونقولْ لُه ..حَبَابْ
ونديه البُكَان ..ترحابْ
ونحن. اليَانَا ديل .. يا زولْ
وتسعلنى .. وتقول لِى منو
وتقولِى شنو ،
-30-
أقيف لسعْ
وأقيف .. وأسمعْ
ونحن التَايَهْ
والاندايَهْ
والزِريعهْ
والعيزومهْ
واتفضلْ ،
ونحن الرايَه مرفُوعه
ونحن الكُلفَه مرفُوعه
ونحن حلفتَ ... مدفوعه
-31-
تقول لِى شنو
وتقول لِى منو ،
-32-
وأما عجيبْ
وأما غريبْ ،
وأقيف لسعْ
وأقيف .. وأسمعْ ،
-33-
أنا الكَعَب البسوى الويلْ
وأنا الزول السَمِحْ ..بلحيل ،
وداير ..منَِّهُمْ .. يَاتُو ..،
تقولى لِى شنو
وتقول لِى منو ،
رغم ذلك ......... الشاعر سيد أحمد الحردلو
(1)
لم يَعدْ يعجبنا
شيء هنالكْ
كل مافي بيتنا
صار كذلكْ
(2)
لم نعد نفهم شيئا
ضاقت الأرض علينا
والمسالكْ
كلما قلنا نجونا
ألقتِ الدنيا
مزيداً من مهالكْ
(3)
لست أدري
أين نمضي
لست أدري... فيمَ ذلكْ
(4)
يابلاداً
كل مافيها... هَلوكٌ...
وابن هالكْ
(5)
يابلاداً
كانتِ الدنيا لها بعضَ الممالكْ...
حين كانت أهْلَ ذلكْ
(6)
لم تعودي
غير أرضٍ بين قوسين..
ونهرٍ غير سالكْ
(7)
لم تعودي
غير تذكارٍ من التاريخ..
مرميٍّ.. ومنسيٍّ.. كذلكْ
رغم ذلك...
ماتزالين بلادي... يابلادي
رغم ذلكْ
منام عشان حبيبي - الحردلو
-1-
أُمبارحْ
بى قِليلْ
وكت الليلْ
فَلْفَلْ . . بلحيلْ
شُفتَ منامْ
-خير إنْ شَا الله
- خيرْ
شُفتِكْ لا بسة بياضْ . . فى بياضْ
والدنيا دِى . . فوقِك . . زى العاجْ ،
فوق راسِك . . تاجْ
وسيف مسلولْ
والحِنه تزغرتْ فوق ايديكْ
وحريرة
ونور بيضوى عليكْ . .
خيرْ ان شَا الله ،
خيرْ
شُفتِك قاعدة . . تقول فوق عرشْ
والعالم كُلو . . بقول .. لبيكْ ،
-2-
وجَنْبِك ميه بتْ فرحانه
- خيرْ إنْ شا الله
- خيرْ
وناسْ
وزحامْ
وكلامْ
وسلامْ
وغناوى . . ونور
وحكاوى . . تدورْ
وشُفتَ كمانْ
واحد فرحانْ
قاعد جَنبْك
- خيرْ انْ شا الله
- خيرْ
أقول زى لا بسْ
نورْ فى نورْ
وبعاين ليكْ . . زى المسحورْ
-خيرْ إنْ شا الله
-خيرْ
وجنبو جماعه ،
كُتَارْ بلحيلْ
نازلين فى الداره ،
تقول الخيلْ
والليل شبالْ ،
والليل تُمْ . . تُمْ
والليل دلوكه ،
غناها . . نَضِمْ .
والليلْ . . يا ليلْ
مجنون . . بلحيلْ .
-3-
خيرْ إنْ شَا الله ،
خيرْ إن شَا الله
- خيرْ
مسافرة خلاس الحردلو1-
مسافره خلاسْ !
ونحنَ الدوبنا
يا دوبْ جينا
شايلينْ فى العُيونْ أمطارْ
وجايينْ
من ليالى الشوقْ
ودايرِنكْ تكونى نهارْ
وجيناكْ
قُلنا نبقى سَوا
ونكون للحبْ أهلْ وديارْ
وجيناكْ
شانْ تكونْ ريدتنا
للعُشَاقْ وطنْ ومزارْ
عشَانْ الدنيا
تبقى حديقه
من أطفالْ .. ومنْ أطيارْ
تقومى تسافرى !
شِنْ يَبْقَالنَا
مِنْ بَعْدِكْ
وشِنْ يَبْقَالنَا من أشعارْ !
-2-
مسافره خلاسْ !
ولكينْ كيفْ
مُنو البِكرِمْ
مَعَايا الضيفْ
مُنو البِرْكِزْ
معاىْ فى الحاره
فوق القيفْ
مُنو البتحدى فى تَالاَيا
بردَ الليلْ
وحرَ الصيفْ
مُنو السَّوانى
أبقى جميلْ
بَعَدْ ما كتَ زىَّ الطيفْ
بحبِكْ
أيوه يا حليوه
لأنكْ لىْ دُعاشْ وخريفْ
لأنكْ
لىْ وَطنْ جايى
من التاريخْ ... بحدَّ السيفْ
إعترافات عاشق في الأسر الشاعر الحردلو
ليس لي غيَّركِ الآنَّ – سيدتي –
ليس لي مِنْ وطْر
ولا مِنْ مفْر ،
فكلُّ المخارجِ مغلقة في طريقِ السفرْ
وكلُّ المداخلِ موصدة في سبيلِ الإيابْ ،
لا مناص أمامي – إذنْ –
نهض البحر قّدام خيلي..
وعلمها الإنسحابْ.
-2-
فأنتِ جميعُ النساءِ اللواتي
تربعنّ فوق ذرى الأَمكنه
وأنتِ جميعُ النساءِ اللواتي
سيولدن في مُقبلِ الأزمنه
ويمنحنَ شعراً جديداً .. وفكراً ،
ويكتُبْنَنا وطناً أحسنا .
-3-
وأنتِ هجرتي إلى مدائنِ الشعرِ
وصولتي في باحةِ النثرِ ،
وسيفيَ المسلولُ عند حومَةِ الوغى..
وخيليَ المقتحمه
حين تحين لحظةُ المصادمه ،
وأنتِ رحلةُ الإيابْ –
للفارسِ الظافرِ –
سالماً وغَانما
ورابحاً تجارةً وفيره ،
وأنتِ – يا أميره –
تلامسين قلبي مثلما
يلامس السحابُ قُننَ الجباْل
فيهمر المطْر
يسقي الحقولَ والأنهارَ والأطيارَ والوهادْ
فتورقُ الرحمةُ..
ثم يبدأُ الميلادْ.
-4-
سيدتي المتوجة
بالوهِج والدهشةِ والحضورْ ،
سيدتي الموسمه
بالحبِ .. والغبطةِ والسرورْ ،
أعترفُ الآنْ
بأنْ أبقى لديكِ
عاشقاً متوجاً
وفارساً موّسما
تلامسين قلبَه كما يلامس السحابُ قُننَ الجبال ،
فيهمر المطْر
وتطرح الأرض الغلالَ والظلالَ .. والأطفاْل
لازم نقول الحق - الحردلو
-1-
لازمْ نقول الحقْ
ما الحقْ ده سُودانى
مولودْ فى جرفَ النيلْ
شاربْ من الجدولْ
ولا بِسْلُو جِبه قُطنْ
ودارعْ صديرى نخيلْ
وتَقْيَان كَما السودانْ
ومارقْ يقولْ .. يا ليلْ
-2-
لازم نقول الحقْ
م الجنسْ سودانى
والأصلْ سودانى
والفصلْ سودانى
يا سلامْ عليكْ يا جَنَا
يا ابنِ سُودانى
-3-
شايل معاكْ البَحَرْ
والنهرِ ... والغابه
وشايلَ خِصالَ الخلا
والخلوه والداره
وشايل السَمحْ شاره
وطالعْ وَسَطْ خُضْرَه
ونازلْ وَسَطْ نُضْرَه
وقادلْ وَسَطْ سُمرَه
والهِمه غَلابه
-4-
لازمْ نقول الحقْ
ما الحق دَه سُودانى
والاصلْ سُودانى
يا سلامْ عليكْ يا جَنا..
يا ابنِ سُودانى
سيد البلاد /// الشاعر الحردلو
سَاعةَ الطياره
يا دوبَكْ تقوم
وتِنْتَكي فوقْ بُري
أو بحري ...
وتحومْ
فوق المزارعْ
والمصانعْ
أو تكورِك في سَمَا الخرطومْ عُمُومْ
وقبْلِ ما تَسْتعْدِلَ السِكه
تقومْ في راسَكْ العَكَه
ويكوركَ الشوقْ
وينده يا وطنْ
باسمَكْ
وتاريخَكْ
وعنوانَ السَكَنْ!
يا وطنْ
يا مَالي أيامنا
ومالينا شَجَنْ
مَالَكْ
وكتْ نَمرُقْ
نشوفَكْ يا وَطنْ
مَالي المكانْ
مالي الزمَانْ
مالي البدَنْ
مَالَكْ
مسولتْ بينا
في كُلَّ المدنْ
مَالَكْ
مساسِقْ بينا
في الدنيا العَبُوسْ
ملعونْ
أبو الفقر
اللي خَلانَا نكوسْ
في بحورَ الحزنِ
عن صُرة
فلوسْ
ملعونْ أبو الفقرِ
اللي خَلانا نعوسْ
في بلادْ عالمْ مجوسْ!
يا وَطنْ
يا مَالي أيامنا
ومالينا شَجَنْ
نحن بنكوسَكْ في الخليجْ
وفي المحيطْ
وفي بلادْ كُلَّ العَجَمْ
نحنَ بنكوسَكْ
شانْ نعود ليكْ
بالتعاريفْ
والمصاريفْ
شَانْ تقومْ
تَقدِلْ
كما كانْ .. يا وَطنْ
وتوري هذي الدنيا
إنَكْ .. أيْ نَعَمْ
سِيدْ في العبادْ
سِيدْ في الفَهمْ !
ساعة الطياره
يا دوبَكْ تقومْ
يَعرفْ الزولْ
ايه يكونْ
من دونْ وَطنْ
ويَفْهَمْ الزولْ
إنو هذي الدنيا
من دونَ الهُمومْ
ومعاها كَتَاحَة سَمُومْ
ودُعاشْ بَعيدْ
ومطرْ رُعُودُه مُكَرْكِرَه
ومُجَرْجرَه
شيتاً جديدْ
في يومْ من ايام الوطنْ
ما بتسوى شيْ
وإنو أجملْ شيْ يكونْ
إنَكْ تكونْ
موجودْ
ومفقودْ
وانتَ ماليهُ
ومالِيكَ الوطنْ
حتى ولوْ كانْ
في جيوبكْ مَافي شيْ!
ما برضُو يكفيكْ
إنو في جيبكْ
وفي قلبَكْ وَطنْ
سِيدْ في البلادْ
سِيدْ في العبادْ
سِيدْ في الفهمْ !
وكان - عليه سلام - تقول مازول حياة ! الشاعر الحردلو
(فى رثاء الأستاذ مصطفى سيد أحمد )
-1-
تانى قام واحدْ جميلْ فى بلدنا ماتْ
وكان بِغنى للمساكين والمسولتين والحفاةْ
وكان بِغنى للمنافى والعصافير والرُعاةْ
وكان بِغني لى بلدْ فى الحُلم شايل أغنياتْ
وكان بِطنبر .. وكان بِدوبى للحياةْ
-2-
تانى قام واحدْ مَلِكْ رَوَّحْ وفاتْ
وكان مَلِكْ فى الريدْ .. وانسانْ فى الصفاتْ
وكان مهاجر فى دموعْ كُلَّ البُكاةْ
وكان وترْ مشدودْ .. ومسكونْ دندناتْ
وكان – عليه سلامْ – تقولْ ما زولْ حياةْ !
-3-
يا مصطفي
طاري الجماعه الكانوا سَاكِنكْ دوامْ
من منفى لى منفي
ومن عودْ .. لى سَفرْ
طاري العصافير المسافراتْ دون جوازْ
طاري اللى داجين فى المطرْ
عبد الرحيم وهلمَّ جَرْ
طاري القطرْ
طارى الحرازْ
... الليله كانوا جميعْ هناكْ
قَسَماً يمينْ
كان الجميعْ باكين عليكْ
كان المطارْ والطائراتْ فارشينْ عليكْ
كان الجميعْ مشتاق اليكْ
يا سلام عليكْ
لمان تكون زولاً عزيزْ
عِنْ ناسْ عُزازْ
يا سلام عليكْ
-4-
.. يعنى كان لازم تفوتْ
والحُزنِ مشرورْ فى البيوتْ
والدنيا مَا زال فيها حُوتْ
وفيها لِسَعْ عنكبوتْ !
... يعنى كان لازم تفوتْ
وتخلى أوتارك سُكوتْ
ولسه عندنا ريدْ جديدْ
ولسهَ عندنا ليكْ قصيدْ !
... يعنى كان لازم تفوتْ
وتخلى هذا الحبْ يموتْ !
-5-
يا سلامْ عليكْ
لمان تكون زولا عزيزْ
عِنْ ناسْ عُزازْ
يا سَلامْ عليكْ !
كنتَ قايلِك
كنتَ قايلِك لىْ ضَهَرْ أركزْ عليهُ
وكنتَ قايلك لىْ صَدُر أهجعْ اليهُ
وكنتَ قايلكِ حُبْ كبيرْ ..
دقيتَ صدرى أباهى بيهُ
ورُحتَ أقدل فى البلدْ
وأدوبى ليكى .. أنِمّ ليهُ
وكنتَ قايلك لى زمنْ لِسَعْ...
وقايلِك جايه بيه
وفيه أطفالْ .. فيه أشعارْ
فيه خيرْ وسلامْ .. وفيه
وفيه سُودانا البنحلم بيه
والدايماً نكاتل نِحن ليه
كنتَ قايلْ ما فى بعدكِ
تانى زولاً أشتهيهُ
ولا جمالاً غير جمالِك
فى بلدنا نفيستى فيه
ولا وطنْ غيرك سَكَنْ
يدينى .. ما تدينى ليه
وجيتْ برايا إلى ضَراكِ
إتضارى من أحزانى بيه
مُحبْ مُطاردْ من بلاده
والعجيبه بلادهُ فيه
خافقه فى كُلْ نبضة ليه
وشايله أمطارْ فى عينيه
جيتَ قايلِك لىْ ضَرايه
ولىْ صَدُر يهجعْ معايا
وكنتَ شايلِك لىْ تميمه
وكنتَ كاتبِك لىْ محايه
ولما جات الحارة دايره
ودارتْ الأيامْ عليّا
لقيتكْ إنتِ غريبة عنى ...
وواقفه فى جانبْ عِدايا
كأنه يومْ ما كنتِ ليّا
وكنتَ ليكى هدفْ وغايه
كنت قايلِكْ لى برايا ...
وفى النهاية .. بقيتْ برايا !
أدبي
للشاعر :سيد أحمد الحردلو
-1-
أنا ، واستغفْر المولى ،
من قولة .. أنا .. ، أدبى ،
شاردْ من التاريخْ
ونازل بدون تصريحْ
وشايل قَلمْ دهبى
وقرطاسْ ورقْ عربى ،
وبكتب كلامْ أدبى
وما عندى غيرو أنا فى الدنيا .. من أرَبِ
-2-
كلامْ عشان الحُزُنْ .. والناسْ ..
كلام أدبى ،
ما عندى غيرو أنا فى الدنيا . . من أرَبِ ،
لا خزنة . . لا سُلطانْ
لا غيرا .. من طَلبِ
الناسْ مطالبى أنا . . والحبُ للأدبِ ،
-3-
يا أيُها مطرودْ
إنى أنا زولَكْ
وأيُها محزونْ
إنى أنا هُولَكْ ،
هَادِى مطالبى أنا ..
والحبُ للأدبِ .
دائماً في الزحام
حين يرتطم الوجه بالوجه
والصوت بالصوت....،
يطلع وجهك عاصفةً ...
من خلال الزحام.
فيزرعني في الشوارع ...لُغماً ...
ويغزو يقيني ....
ويدحرني ...
فألوذ الى الصمت .. وهو كلام.
... بأي اللغات ..
أمارس حق التحية
حق الرحيل ....
حق اللجوء إليك ...
وحق السلام.
وكيف يحج اليك المحبون
كيف يجيئون ...
كيف يكونون عند التحية ...
عند السلام.
(2)
أنا مستهام،
عاشقٌ من زمان المحبين ..
ضيّعني العشق ...
ضيّعت عنوانه .. في زحام
زمن الشرك
واليأس ..
والجاهلية ..
والوأد .. والإنقسامْ.
فزمان المحبين ولى
وجاء زمان الفجاجة ..
والنثر ...
والقهر .. والانهزام .
فبأي اللغات – إذن –
يحمل العاشقوك .. تشاويقهم ..
وبأيّ ضروب الكلام.
أمنحيني السلام،
فأنت جميع اللغات..
جميع القصائد ...
ما كان منها ...
وما لم يكن،
وإني لصاحبك المستهام.
بغـــــداد
إنى أجيئك يا بغداد … يا بغداد
خالعاً عن جسدي عروبة الأقوال .. ...
إن عروبة الأفعال
دائماً ... بغداد
إنى أجيئك
واهباً ما كان ... أو سيكون ...
كيما . دائماً
تبقين ست الكون والأمجاد
فيا بغداد ... يا بغداد ... يا بغداد
ظلي لنا .. عاصمة الصمود ...
بل كوني لنا ...
ميسرة الأبطال ...
أو ميمنة الجهاد
إن الذين يخطبون رأس بغداد ..
عليهمو . من قبل.
أن ينكسوا أعلامهم ...
ويعلنوا الحداد
لأن بغداد لنا باقية
لأن بغداد بنا باقية
لأنها عصية
لأنها وصية الأجداد .. للأحفاد!
كبير الدراويش نام
1-
... حينما انكسرتْ
هامةُ الزمنِ المشرئبِ...
وانغرستْ في لا مكانْ
ندَفَ الصّمتُ فوق تخومِ الزّمانْ
فتحجرتْ الساعةُ الحائطَيةُ في ساحة ِ المهرجانْ
وكانت تدقُ
طبول ( بعانخى )
وتعلنُ أسفارَ (سنارَ)
تنشدُ أمجادَ (كررى)
وتتلو ...
فيختلجُ السهلُ والشاطئانْ
... هاهي الآنَ
موغلة’’ في الظلامِ
ومدبرة’’ في الحطَامِ
وهاهو ذا الزمنُ الحجريُّ
ترهل عبر المكانْ...
كبيرُ الدراويش أرهقه الذكرُ
فافترش الأرضَ
أخفى بسبحته فمَه
وتدثر جبتَه..
ثم نامْ ..
-2-
..سكت الطّارُ
لمّا تهالك ضاربُه
حينما ارتطمتْ ساقهُ بالرُّغامْ ،
فهرولت الأرضُ تحت عويلِ الدراويشِ
حين هوتْ ساقهْ
فهوى...
وتهاوى الكلامْ ،
وأدبرت الشمسُ واجفةً
وتردى على ساحةِ المادحين الظلامْ .
-3-
كبيرُ الدراويشِ نامْ
حين أكمل كلمته
حين جوّد..
حين نال الشرافةَ ..
واللوحُ نامْ ،
عليه السلامْ ،
وسبحانك الله
جلّ جلالُك
أشهدُ أنْ لا إله سواكَ
وأنك وارثُ هذا المكانِ .. وهذا الزّمانْ.
-------
(إلى روح شيخنا محمد المهدي المجذوب )-
الماضي والمضارع -
الحاردلو
يا معشرَ الخزرجْ
صِفوا ليَ الحربَ ،
كيف تقاتلون من يبدأُ بالعداءْ
ويستبيحُ مدنَ الأطفالِ والنساءْ .
قال كبيرُهم :
نرميه بالنبِل وبالرماحِ ..
ثم نمشي بالسيوفِ ،
حتى يسقط الأعجلُ منا ..أو من العدو ،
فنحنُ أهلُ حربْ .
-2-
يا معشَر العربْ
(من الخليجِ الثائرِ إلى المحيطِ الهادرِ).
صِفوا ليَ الحربَ ،
كيف تقاتلون مَنْ يبدأُ بالعداءْ
ويستبيحُ مدنَ الأطفالِ والنساءْ .
قال خطيبهُم :-
نُحرضُ الجرائدَ الصفراءْ
ونعرضُ السيوفَ في المذياعِ والتلفازْ
ونُحسنُ القصائدَ العصماءْ
ثم نجلدُ البعضَ ،
فبعضُنا جاسوسْ
وبعضُنا كابوسْ
وبعضُنا ينخُر فيه السُوسْ ،
ثم نمشي بالوعيدِ ..
حتى يسمع الأعجلُ منا .. أو مِن العدوْ ،
فنحن أهلُ نَصْبْ .
-3-
تكلم الماضي ...
فسكت المضارعْ
ولطمتْ خدودَها الشوارعْ
واستغرق العالمُ في المدامعْ.
اهانات مسببة
سيد احمد الحاردلوالفاتحة:
نفتتحُ الآنَ
باسمِ العروبةِ
والقهرِ .. والجاهليه
حفلَ السقوطِ
وحفلَ البكاءِ
وموتِ القضية
ونقرأُ في البدءِ
فاتحةَ الضارعين
على أُّمةٍ عربيه ،
الشهادة:
ها نحن ما بين دجلة والنيلِ
نلقى الأمّرينْ
فها هي بغدادُ
ما بين قوسينْ
وها هي بيروتُ
ما بين نارينْ ،
فيا ربُّ اشهد
بأنّا احتربنا
وكنا شقيقينْ
وكان العدو على البابِ يطرقُ
أو قاب قوسينْ ،
الخروج:
يا وطنَ الشعرِ
والشمسِ
والفتحِ .. والقادسية
يا وطنَ السيفِ
والخيلِ
والفكرِ .. والعبقرية
ويا وطنَ الراحِ
والرّوحِ والرّيحِ .. والأريحيّة ،
ماذا دهاكَ
ومَنْ ذا رماكَ
لعصر من اليأسِ والجاهليه ؟
وكيف كبوتَ
وكانت خيولُك
تختالُ مقدامةً للمنية
وكيف انكفأتَ
وعُفَّر وجهُك
بالقهرِ والحزنِ .. والبربرية ؟
الدخول:
هاهم الآنَ
من كلَّ فاصلةٍ فيكَ يا وطني
يطلعونْ
وهاهم الآنَ
من كلَّ جارحةٍ فيكَ يا وطني
يخرجونْ
بكلِّ المداخلِ – يا سيدي – يدخلونْ
فها هم يُقيمون في طولِ شارعك العربيّ
وهاهم ينامون في عرضِ تاريخك العربّي
وها هم يبيعون رسمَك للسائحِ الأجنبيّ
وهاهم يبولون في حرمِ المسجدِ الأمويّ
وها هم يبيحون كلَّ حفيداتِ بيتِ عليّ ،
وها أنتَ
لم يبق منكَ
سوى اسمك العربّي
الخاتمة:
نختتمُ الآن
باسمِ العروبةِ
والقهرِ .. والجاهلية
حفلَ السقوطِ
وحفلَ البكاءِ
وموتِ القضيه ،
فمدوا مباهجكم
أيها العربُ الأوفياءْ
ارفعوا الكأسَ
فالأرضُ دارتْ
وعدنا إلى زمنِ الهمجية ،
فها هي أيامُنا جاهلية
وها هي راياتُنا فارسيه
وها نحن في آخرِ الأمرِ عدنا
بدون هوية
ودون قضية
نحن من علم الغرام الغراما
الحــــــــاردلو
عاتبَتْني حبيبتي وأدارت وجهها الحلوَ... ثم فاضت خِصاما
وتهاوى الياسمين من مقلتيها وتداعى... وراح يروي كلاما
كيف - بالله - هانَ عندكَ قلبي كيف صار الهوى لديك اتهاما
وأنا كنت من سمائك شمساً ونخيلاً ونرجساً وخزامى
وأنا كنت فوق رأسكَ تاجاً وأنا كنت للحقول غَماما
كيف- بالله - ياأنيس حياتي- صار حبي الكبير... صار حطاما!
نحن كنا.. ومانزال لأنا نحن من علَّم الغرامَ... الغراما
نحن جئنا به وكان يتيماً وسقيناه نحن عشْق اليتامى
نحن شلناهُ في البلاد رسولاً وبعثناه للعباد... إماما
نحن من أيقظ المشاعرَ في الأر ض... ومن قبلُ... كانت نياما
وسنمضي إلى النهاية إنا نحن من صيَّر الحياةَ.. هُياما
اعذريني إن كنتُ أغلظتُ شوقي فهو شوق المتيَّمين القدامى
أَوَتدرين كيف يعتمل الحب حين تمضي الأيام عاماً.. فعاما
إنه صرخة المشاعر في النا سِ, وصوت المعذبين اليتامى
بكائية على بحر القلزم
الحاردلو
أغني لتلك السواحلِ
يمضغها الرملُ ،
يأكلها وجع’’ من بطونِ التواريخِ ،
اتكأتْ عند خطِ التماسِ السماواتِ بالبحرِ ،
تغزلُ من موجهِ خيمةً
يستريح بها القهرُ والصبرُ والانتظارْ.
أغنّي وصوتي مئذنة’’ حملتها الرّياحُ ..
تُزفزفُ من آخرِ الزمنِ الآسيويِّ –
فريح’’ تُدحرجها للوراءِ
وأُخرى تلوذ بها للأمامِ – الذي
يتحصنُ بين الشذى والبهارْ .
-2-
أغني لرملِ السواحلِ
احتشدتْ فيه أشباحُ عشاقِ عصرٍ
من النورِ كانَ ،
وإنّ عصورا من النورِ سوف
تجيىءُ .. مع النورسِ القُلْزُميِّ ..
ومن كلِّ صوبٍ وحدبٍ
مع الخيلِ والليلِ .. والفرحِ المستجيشْ .
أغني لرملِ السواحلِ
والصوتُ يَعلو .. ويَسمو
وينثالُ فوق القراميدِ ،
يُدلج في البحرِ
يضربُ في البِّر ...
حتى إذا أدركته المرافىءُ
حطَّ لكي يستريحْ .
-3-
يساورني –
حين ألقاكَ نهباً مباحاً لكلِّ قراصنةِ البحرِ...
كلِّ لصوصِ أُوربا ..
وكلِّ نفاياتِ آسيا – بكاءْ .
فأمتشقُ السيفَ والنصلَ
أغزوكَ ،
أغزو المروءةَ فيكَ
وأغزو البطولةَ فيكَ
وأنتهرُ الخيلَ كي تستفيقَ ..
وأنتهرُ العربَ القدماءْ .
وأخرجُ فيكَ بجيشيَ..
لا تغربُ الشمسُ فوق مضاربه ،
جندُه باع دنياهُ
واقتحم الموتَ ..
متظراً في الحدودِ الإشارةَ
حشداً من الشهداءْ .
فقُمْ .. أيها البحرُ ..
قُمْ واغتسلْ وتوضأ واقرأ ،
لنعطي الاشارةَ
للواقفين صفوفاً .. كُتوفاً
من البابِ للبابِ ..
بالسيفِ والنصلِ والكبرياءْ .
-4-
فها هي ذي السُفنُ العربيةُ
تنشرُ فوق البحارِ القُلوعَ ...
تعود محملةً بالتوابلِ والعاجِ والعطرِ والآبنوسِ
من الهنِد والبونِت ،
طالعةً في أعالي البحارِ
وهابطةً في المرافىءِ بالفوز والربحِ .. والانتصارْ .
وهاهُم على ساحليْكَ يعودون
رُوماً .. وفُرساً..
بطالمةً .. ويهودْ..
وها هو أبرهةُ الحبشيُّ يحصر مكةَ بالمنجنيقِ..
وبغدادُ – حاضرةُ الشرقِ – مذبوحةُُ للوريدْ..
وهاهي كلُّ مداخلك الآنّ مسدودة’’ بالمغولِ
وكلُّ مخارجك الآنّ محروسة’’ بالتتارْ .
فقُمْ .. أيها البحرُ..
قُمْ واغتسلْ وتوضأ واقرأ ،
لنعطي الاشارةَ ..
نعطي البشارةَ
للواقفين صُفوفاً .. كُتوفاً
من البابِ للبابِ ..
يمضُغهم وجعُ الانتظارْ.
-5-
أغني لرمل السواحلِ ،
يا أيُّها الوجعُ المستبد بنا .
أيُّها المستبيحُ مراقدَنا
مثلما تفعل النارُ في الأرضِ
حين تمورُ ،
كما الشوقُ في القلبِ حين يروادنا العشقُ
أو نتداركه في خريفِ الزمانْ.
أما حان أنْ يطلع البدرُ فينا
فنلقاهُ عند الثنياتِ ..
بالدُّفِّ والكفِّ .. والمهرجانْ..
نشيلُ البيارقَ –
تِلوَ السيوفِ-
وفوق الكتوفِ ،
ندوسُ بها فوق جيشِ المغولِ
الذي استراح..
وقد استباح رمالَ السواحلِ ،
يمضُغها وجع’’ يستبد بنا
كلَّ آونةٍ من أوانْ .
-6-
أغني لرملِ السواحلِ .
صوتي مشتعل’’ كصهيلِ جوادٍ من الحُلمِ ،
من أولِ الزمنِ العربيِّ الخرافِّي
من آخرِ الزمنِ العربيِّ الخرافِّي ،
من كلِّ نجدٍ من الزمنِ
القُرشِّي اللسانْ .
أغني لرمل السواحلِ
متكئاً فوق سَجادِه العربيّ
أشاهدُ وجهَ عليّ
وخالدَ بن الوليدِ
وطارقَ بن زيادَ
وأيوبَ مصرَ ..
وعنترةَ العَبَسيّ.
أشاهدُ جيشيَ لا تغربُ الشمسُ فوق مضاربه ،
فَيْلق’’ في الخليجْ
فَيْلَق’’ في المحيطْ
فَيْلَق’’ في البحارْ
فَيْلَق’’ في الديارْ ،
فأمتشقُ السيفَ يقطُر من دمه الأجنبيّ .
وأعبُر بابَ الجزيرةِ ..
والكونُ تحت سنابكِ حيليَ .. وبين يديّ .
-7-
أغني لرمِل السواحلِ ما شهدته السواحلُ
ما وشوش الموجُ
ما فعل الفوجُ .. بالأوّلينْ
فينفلقُ البحرُ ..
إنبهل الطودُ .. وانسدل الموجُ
وارتحل البحرُ .. بالآخَرِينْ ،
-8-
أغني لتلك السواحلِ
يمضُغها الرملُ ..
يأكلها وجع’’ من بطونِ التواريخِ ،
إتكأتْ عند خطِ التماسِ السماواتِ بالبحرِ ،
تغزلُ من موجه خيمةً
يستريحُ بها القهرُ والصبرُ والانتظارْ
سندباد فى بلاد السجم والرماد,
الحاردلو
إلى الشقى .. جَنَا الشقى .. المصطفى جَنَا سعيد ،
الله لا كَسَبُه دُنيى . . وآخرِى ..
-1-
ملعون أبو الغُربه
وملعون أبو عِلانْ ،
القالْ تهاجر .. يجيكْ
شِيتاً كتيرْ . . بلحيلْ
شِيتاً يجيكْ بالوَعَا ..
وشيتاً يجيكْ بالليلْ
ناساً يجوكْ طاشينْ
وواحدين يجوك ْ نازلينْ
من السَما العشرينْ ،
زىّ الخِدرْ .. داجينْ
شايلين كلامَ الكتابْ
وشايلين كتابَ الكلامْ ،
وشايلينْ . . كمان شايلين
كلّ السَمحْ .. والزينْ ،
-2-
سمِعْ كلام السَفِيهْ
وقُمتَ دَجيتَ
ومشيتْ وراكْ يا سرابْ
ناماً .. أنا حِفيتَ ،
كُلْ ما أدور أرتاحْ ..
أشم دُعاشَكْ قريبْ
وأتابعَ السِكة ،
يا سكة آخرِك وين
يا سكه وين الوصول
داير لى ضلا زين
وزول يقول لى الزين
يقعد حداى يكب الجبنه .. فنجانين
وأقول كفاى .. ويقول .. تدفنى .. تانى .. اتنين
يا حليل ضلول الضحا
ويا حليل بيوت الطين
ويا حليلن الطيبين
العندهم حقك .. حتى ولكان ملين
-3-
يا حليلْ نسايم الليلْ
فى مقرن النيلين
وحليوة الحلوينْ
عينيها براقين
شايلين خريف وشتا
وصابين علينا . . حنينْ
-4-
يا حليلْ أهلنا الكتار
والمو أهَل . . وكتار
يجوك وكت الفرح
ويجوك ساعة الترح
وبينن ساعة الترح
وبينن اللتنين
يجوك خفاف وسراع
ويقولو ليكا .. سلام
ويجيك معاهم سلام
-5-
يا حليلْ كَبوبنا وعَجاجنا
ويا حليل سجمنا ورمادنا
وزعلنا دون أسباب
وفرحنا دون أسباب
وبُكانا دون أسباب
يا حليلو هُه الما غابْ
راقد تقول تمساح
حارس العقاب بالناب
راقد تقول محدود
فى الدنيا . . من غير حد
طيب . . وزين . . وفقير
وغروره فايت الحد
يا اخوانا – بالله
قولو لى كيف الزول
يقدر يخون بلده
مهما تكون بلده
تعبانه . . فايته الحد ،
يا سودانية يا اعظم ناس
سيد أحمد الحاردلو
يا سودانية يا اعظم ناس
علمتوا الدنيا وشلتوا الكاس
ما انتو قبيل ختيتوا الساس
بقيتو اساس
للدنيا وراس
وبقيتو الناس
ما انتو قبيل في الزمن الاول
قمتو بنيتوا الهرم الاول
وكنتو اسياد الفكر الاول
والتاريخ البدا في البركل
شال افكاركم وبحر وقبل
نورتو الماضي وشرفتونا
واهلا بيكم في المستقبل
كل الناس فيكم اتلاقو بالاحضان
وبقيتو لكل الناس عنوان
ومن وحدتكم
ومن عزتكم
ومن احلامكم.. جا السودان
وياما شقيتو
وياما حفيتو
عشانه.. زمان
وياما سال الدم.. ازمان
وياما استشهدوا ناس علشان
يبقي السودان
فابقو عشرة علي السودان
واوعو يرجع تاني دخيل
واوعو يطلع تاني عميل
يهين الشعب الاصلو جميل
أجيك عاشق مسافر ليل,
الحاردلو
أجيكْ عاشقْ مسافرْ ليلْ
واجيكْ ولداً جَنَبْ بلحيلْ
اجيكْ لا خَاتِراً مكسورْ
ولا فارساً مَهيِضَ الحيْل
أجيكْ سيفاً سنينْ مسلولْ
وراكزْ ضُمه فوقَ الخيلْ
أجيكْ مسدارْ من الدوبايْ
واجيكَ دُعَاشْ وراهُ السيلْ
واجيكْ لا خَاتي ... لا ظالمْ
واجيكْ في القدلة زيَّ النيلْ
واجيكْ يا مُبتَدا التاريخْ
ويا خَبرَ اللِي كانوا قِبيلْ
لأنَكْ ديمة كُنتَ معايْ
مسولتْ بَيْ نهارْ في ليلْ
ودايماً كُنتَ ليّا أصيلّ
ولاكْ بَرَاني .. لانِي عَميلْ
ودايماً كُنتَ بيّا كبيرْ
ولاكْ هَيِّنْ .. ولانِي قليلْ
وأهلَكْ ديله ..هُمْ أَهَلِي
البِشيِلو الشيله فوق الشيلْ
وانتَ أبويْ .. وأنتَ أخويْ
وانتَ الهُولي .. ما هُولْ زولْ
بشوفَكْ هَالي في حلفا
وفي نِمُولي .. وفي توتيلْ
واجيكْ يا موطنَ الحلوينْ
ويا نيلاً ضُلُولُه نخيلْ
عَشَانْ ما زالْ لدينا كلامْ ...
كلاماً كُلُّه زينْ وعديلْ
أجيكْ الليله شَانْ أفديكْ
وشَانْ تَبْقَالنَا ديِمه دليكْ
وشَانْ أديكَ عُمري الفاتْ
وكُلَّ الجايي .. جيلْ في جيلْ
عَشَانْ أشقي
وعَشَانْ تلقي
وعَشَانْ تَبْقَالنَا ديِمة جميلْ !
مرثية .. لوطن كـان
الشاعر/ سيد احمد الحردلو
لم تعد عربياً
ولا قرشياً
ولا هاشمياً
فاقعد مكانك
حيث الفجيعة
والقهر .. والبربرية
فإن الهزائم
تلو الهزائم
أرخت عليك
سدول المنية
فصرت لنا
حائطاً من بكاء
وصرت لهم..
مغنماً جاهليا
فيا وطناً
من هتافٍ ونثر..
وياوطناً بدويًّ المحيا
وياوطناً
أجنبيًّ الولاء
وراياته كلها اجنبية
فكيف تكون
وارضك مرهونةُ لأمريكا
وسعرك صار
رماد شظية!؟
زول فاضل
الحردلو
وزول فاضل
وما بستاهل الحاصل
بلد معروف
نسيجه فريد
ومتجدد ومتكامل
عفيف ونضيف
وأخو أخوان
ومتكامل
وزول حقاني
وما بنساق
وراء الباطل
وزول شايف
وزول واصل
وزول – والله –
لا مجهول ولا جاهل
- 2 –
بلد طيب
وزول فاضل
وما بستاهل الحاصل
ولا يستاهل
إنو يقال
وطن إرهاب
بلد باطل
ولا يستاهل
الليل الذي طـوّل
بدون فاصل
ولا بستاهل
إنو يجوع
وفي بلده البسط واصل
ولا بستاهل
إنو النيل مسولت
والعطش حاصل
إنو يموت
وتبقى دياره للكاتل
- 3-
بلد طيب
وزول فاضل
وما بستاهل الحاصل
ولابد في النهاية صباح
وأصلو الليل ظلام زايل
ونرجع تاني
زي ما كان
بلد طيب
وزول فاضل
شويفعونة
الحردلو
دريفونه
وصغيرُونه
وحليوُونه ،
تقول ليمونه ..
مَسْقِيه بدموع الناسْ ،
تقول حِنه
مشتته فوق إيدين حلوينْ
فى بهجة عرس سودانى ،
تقول نَمّه
يا دوب تِتْلمه
تِتْلَمه
شِوَىْ
فى شوَىْ
شويفعونه
لِذيذونه ،
تقول وَجَعَ الطِنيبراتْ
فى ذاتْ . . مِن ليلْ
بِتنقرشْ
على القِيزان . . غناوياتْ ،
-3-
دِقَيْقُونه
تقول رميه سُؤال . . يا دوبْ
ومن خَشْماً صَغَيرُون .. دوبْ
وما عِرف الكلامْ . . يا دوبْ ،
-4-
شويفعونه ،
تقول مويةَ المحاية . .
تقولْ ،
تداوى الزولْ ،
بِسيماتَه .. تقول نُقَاطْ
شِوىْ
فى شِوىْ
يِسَوِن طَاطْ ،
عِويناتَه
تقول هَمْبُولْ
وللبنوتْ . . وَجَعْ مسلولْ ،
-5-
طِعَيْمُونَه
تقول سُكرْ ،
وإن نضمتْ ..
نَضِم سُكرْ ،
وإنْ ضِحكتْ ..
ضِحِكْ سُكرْ ..
تعادى الزولْ
تخليه ..
يكون سُكرْ ،
دِريفونه
وصغيرونه
وحليوونه ،
ولسه يا دوبْ ...
ولكين ووبْ ..
من لشافعة . . . الشِويفعونه
ياســــــــــــــلام
الحــــــــاردلو
بس يا سلام سلم
زول يستحق القول
والحمد والتبجيل
محمود جنا طه
ملك وملكو علم
وفقير وفقرو علم
ويمين يمين الله
لو عندي أيد لاحقه
أديهو تاج الرجال
وابنيلو في الخرتوم
فوق البحر تمثال
لكن خسارتي انا
الماعندي أيها حال
الوطن
الحردلو
لهذا الوطنْ
معمدة’’ جبهتي بالحَزَنْ ،
ومنذورة’’ كلُّ لحظةِ شِعرٍ ..
وميلادِ أُّغنيةٍ .. أو شجنْ ،
لهذا الوطنْ
معمده’’. كلُّ رعشةِ حبٍ .. ،
وكلَّ ابتساماتِ هذا الزمنْ ،
ومنذورة’’ .. كلُّ أيامِ عمري ..
فما كان منها ...
وما لَمْ يكنْ ،
لهذا الوطن.