بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
 |  موضوع: جعفر عباس من الرآى العام ولنتقاسم هذا الوطن!!!!  الثلاثاء 19 يناير - 18:51 | |
| بكل جدية، قد أركب رأسي وأركب طائرة وأتوجه الى السودان لتقديم أوراق ترشيحي في الانتخابات الرئاسية والولائية والبرلمانية.. المهم أريد منفذا يعطيني المنابر متمتعاً بحصانة الترشيح، كي أكون شوكة حوت في حلوق المسؤولين الحاليين واللاحقين (السابقون شكيتهم على الله).. قبل سنوات قليلة توجهت سفن تانكرات من اليونان الى الخرطوم حاملة البراز الإغريقي ليتم دفنه في بلادنا.. وقبل الدفن كان مقررا استخراج المعادن من تلك المخلفات الخواجاتية لصنع الأدوات المنزلية (طبعا لتباع في السوق المحلية ويصبح كل ما نأكله بنكهة الكمونية التي تعدها أيدٍ لا تحسن النظافة).. وقالوا في ما قالوا ان تلك الفضلات ستستخدم أيضا لتسميد الأرض حول مطار الخرطوم الحالي لإقامة مسطحات خضراء.. ويبدو ان الصنف المحلي لا يصلح حتى كسماد.. ولعل المسؤولين الذي منحوا تلك التانكرات التراخيص (ثم أنكروا ذلك) لا يعرفون أنه عندنا اكتفاء ذاتي وفائض للتصدير من تلك السلعة، ففي المنطقة الفاصلة ما بين كافوري وشقلة في ضواحي الخرطوم بحري، بحيرة ضخمة ومكشوفة للفضلات البشرية، ولا تستخدم محتوياتها حاليا إلا لتسميد البعوض والباكتيريا والجراثيم .. ولكن مغني الحي لا يطرب، والرك والكلام على الفضلات الخواجاتية.. هذه من عواقب سياسات نميري الخرقاء.. طفش التجار الإغريق من السودان بسبب اشتراكيته العرجاء، وبدلا من بابا كوستا الذي كان يبيع لنا أفضل أنواع الرغيف والمعجنات صار ألاود وأحفاد بابا كوستا يصدرون لنا الرغيف والمعجنات بعد ان تأخذ جولتها في الأجهزة الهضمية
وسمعنا وقتها إنكارا لأمر شحنة العفن تلك ثم استدراكا بأنه لن يسمح لها بدخول البلاد، ولكنني لا استبعد ان تكون قد دخلت ووريت الثرى.. وقرأت مؤخرا للصديق الجميل (روحا وقلما وليس شكلا) أنه اشترى كوع ماسورة لإصلاح خلل في حوض الغسيل في بيته، وانشطر الحوض عندما حاول ربطه، فعاد واشتري كوعا جديدا وكماشة، فإذا بالكماشة تتحول إلى عجينة عندما حاول استخدامها (أخذا في الاعتبار ان حظ جبرا من العضلات أتعس من حظي منها).. تلك واقعة قد تؤكد ان الفضلات الإغريقية دخلت البلاد ودفنوها بعد ان استخرجوا منها »المعادن« التي صنعت منها ماسورة وكماشة الاستاذ الفاتح.. ثم جاءت شحنة المعدات الإلكترونية، وقال مسؤولون (شهود عيان) إنها نفايات.. جثث كمبيوترات وهواتف جوالة.. فقال مسؤولون أرفع: بل هي كمبيوترات آخر موديل جلبناها لتحقيق طفرة علمية الكترونية! عظيم.. بس لماذا ضمت الشحنة هواتف جوالة قديمة؟
رضينا بالفقر والجهل والمرض، ولكن ما زالت فينا بقية من كبرياء تجعلنا نرفض »الحقارة« والاستخفاف.. ارض بلادنا فيها من الألغام ما يكفي لإبادة أفريقيا بكاملها.. يعني مش ناقصين كي يجعلها البعض مقبرة للوسخ المستورد.. نحن لسنا بحاجة الى المزيد من حركات التحرير لأن عندنا منها فائض للتصدير.. نحن بحاجة الى حزب (وليس جمعية) لحماية المواطن وكرامة المواطن ليس باعتباره مستهلكا بكسر اللام بل بفتحها.. نستورد البيض من الهند والنبق من ايران؟ ماشي.. ولكن استيراد ودفن النفايات السامة تمثل جريمة قتل عمد او على الأقل الشروع في القتل.. قتل بتاع مين؟ بل هي إبادة جماعية تتعرض لها أجيال قادمة
كتبت أكثر من مرة مستغربا أمر الثروات التي تريد مختلف التنظيمات العسكرية والسياسية تقاسمها.. »يطرشني« ما سمعت بثروة في أي إقليم خارج مشروع الجزيرة، حتى ظهر بترول الشؤم (سمعت بشارة بأن حقولنا ستنضب بعد 9 سنوات).. الرأي عندي هو توزيع كامل مساحة السودان على المواطنين بالتساوي، وسيكون نصيب الفرد عشرات الأفدنة.. هذا سيكفل الانتماء ل«الأرض«.. وسيجعل من كل مواطن حارسا على تراب الوطن، وسيخرس طلاب السلطة والثروة، لأن عليهم التفاوض »راس« مع كل مواطن على حدة. | |
|
