بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: بروف جمال نورالدين إدريس ومقال عن سوق عكاظ والقيمة الابداعية الأربعاء 28 أغسطس - 23:48 | |
|
Jamal Noureldin Yesterday نزولاً لرغبة ابن العم العزيز الأُستاذ/ بشرى مبارك ببرمنجهام - بريطانيا، وكثير من الإخوان والأخوات الذين طالبوني بأنْ أنشر لهم مقالي السابق بصحيفة اليوم السعودية(word) بدلاً من الصورة، حتى يتسنّى لهم نشره في بعض المواقع الإلكترونيّة gيعُمَّ النفع،iهانذا أفعل، ودعائي أنْ يُثيب الله الجميع. بسم الله الرحمن الرحيم سُوقُ عُكَاظٍ، والقِيمَةُ الإبْدَاعيّةُ د.جمال نور الدين لا يختلف اثنان أنّ سوق عكاظ يذكرنا بذاك الماضي التليد الذي تولّى من فحول الشعراء والبداوة العربيّة بكُلّ تجلياتها وعنفوانها.. كُلّ ذلك وغيره مرّ بخاطري حينما أعلن صاحب السموِّ الملكي الأمير/ خالد الفيصل أمير منطقة مكّة المكرّمة، رئيس اللجنة الإشرافيّة لسوق عُكاظ أسماء الفائزين في سوق عكاظ في نسخته السابعة لهذا العام 1434ه/2013م بأضربها المختلفة، فرأيت أمام ناظريَّ - فيما يرى النائم - سيدنا حسان – رضي الله عنه – والخنساء وهما يتحاكمان إلى النّابغة الذبياني وتلكم الأبيات التي تدلّ على الفخر في تلكم القصة المعروفة في تأريخنا الأدبي: لنا الجفنات الغرُّ يلمعن في الضُّحَى ** وأسيافنا يُقطِرنَ من نجدةِ دمَا ولّدْنَا بنِي العنقَاء وابْنَي محرّقٍ ** فِاكْرِم بِنَا خَالاً واكْرِم بِنَا ابْنُمَا ومن البدهي أنّ جائزة بحجم سوق عكاظ لابدّ أنْ تضمّ بين جنباتها أغلب ضروب الإبداع الفنّي من شعرٍ، وفنٍّ تشكيليٍّ، وخطٍّ عربيٍّ، وتصويرٍ فوتغرافيٍّ، وابتكارٍ علميٍّ، وهو بذلك يُغطي مساحة واسعة من الإبداع الفنّيّ؛ وذلك لأنّ المُكوّن الثقافيّ لأيّ مجتمعٍ يكون بكليّاته من عاداتٍ وتقاليدٍ، ومعتقداتٍ، وأعرافٍ ... هو المُحدِّد الأوّل في تشكيل الذوق الجماليّ الجمعيّ لها قبولاً ورفضاً، وتحليلاً وتفاعلاً، إيجاباً وسلباً ... ومن أضرب الجائزة التي تُحظَى باهتمامٍ بالغٍ على المحيطين المحلي والعربي جائزة: (شاعر سوق عكاظ) التي تُعنَى بالشعر الفصيح، وتقدّر الشاعر العربيّ الأصيل، باعتبار أنّ الشّعر عند العرب – ولا زال – من أهمّ اهتماماتهم الإبداعيّة ؛لأنّه يمثل ديوانهم الذي يضم مفاخرهم وآثارهم، وأفراحهم وأتراحهم، وظعنهم وإقامتهم، والشّعر إبداعٌ بشريٌّ عام ؛ فلا يكاد مجتمع من المجتمعات مهما كانت درجته يخلو من الشّعر ... وهو إبداعٌ داخليٌّ بين نفس الشّاعر والمفردة، وفعل إبداعيٌّ تفاعليٌّ بين الشّاعر والمتلقّي، وذلك بعد وجوده حقيقة وتنزّله من إحساسٍ إلى كلمةٍ مموسقةٍ تمرُّ عبر مرحلة التّداعي العسير الذي يشبه لحظات المخاض إلى مرحلة الطلق؛ ولذلك كان اهتمام العرب منذ القدم بالشّعر؛ لأنّه خلّدَ الكثير من مواقفهم، فلا أحد اليوم يعرف قائد معركة "عموريّة" ولا مَن استشهد فيها؛ ولكنّه يعرف أبا تمام، وقصائد المتنبي هي التي خلّدت سيف الدولة الحمداني، ومعلّقة عمرو بن كلثوم هي التي شهرت قبيلة تغلب، وحفظت لنا حالة العرب في الجاهليّة ديناً وخُلُقاً وعادات ... وهي التي رفعت تغلب على بكر... وقد فاز بلقب شاعر عكاظ، وبردته لهذا العام الشّاعر السعودي المبدع/عيسى بن علي جرابا الذي وُفِّقت اللجنة لاختياره أيّمَا توفيق، فهو شاعر له ملكات ذهنيّة خصبة عالية، فنلمح في شعره أنّه مستقلّ العزيمة حادّ البصيرة، وقد صِيغَتْ كلمات شعره بأصباغٍ عقليّة قويّة تتراءى تارةً في غوصه بحثاً عن المعاني حتّى الأعماق، ونفوذه فيها من القشور السطحيّة إلى صميم اللُباب، ونلمح تارة توليداته وتفريعاته على المعاني التي لا يزال يلحُّ عليها بخواطره القوية حتى تتحوّل من نبتةٍ معنويّةٍ إلى شجرة باسقة وارفة الظلال... فكان جديراً بأنْ ينال شرف شاعر عكاظ في دورته هذه. تحية إجلال وتقدير للمملكة العربيّة السعوديّة وهي تُحِي هذه المعاني في الأُمّة، وتقدّر هذه الجهود الإبداعيّة وتبرزها هذا البروز، والتّحية لصاحب السموّ الملكي الأديب/خالد الفيصل ولكُلّ مَنْ بذل جهداً، وأحيا سنّة، وأمات بدعة يقول تعالى: ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَو أُنثَى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُمْ أَجرَهُمْ بِأَحسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
d.jamal06@yahoo.co
| |
|