الكاتب والشاعر الاستاذ سعد الدين أبراهيم والصباح رباح من عمودة فى أخر لحظة

وصلت ..
الأحد, 29 أبريل 2012 08:43 أعمدة الكتاب - الصباح..رباح - سعد الدين إبراهيم للكاتب المصري قاسم أمين المعروف بـ(نصير المرأة) ومرات (محررها).. آراء وأفكار ضمنها في كتاب نشر بعد رحيله تحت اسم (كلمات).. وقد روج له الإعلام المصري أيما ترويج توج بمسلسل رمضاني عن مآثره.. وهو يستحق لكنه كان من المنظرين.. أو الذين يطرحون فلسفة تحرير المرأة.. واكتفى بالمنافحة عن فكرته.. وإذا قارناه بالشيخ بابكر بدري فنجده قد طرح ذات الفلسفة ونافح ذات المنافحة لكنه اتبع القول بالعمل.. فانشأ مدارس البنات متحدياً بقوة.. وباذلاً كل ما يملك في سبيل فكرته.. أعتقد أن كفة الشيخ بابكر بدري سترجح ودون أن يخرج علينا محتج (إزاي الكلام ده).. نتمنى أن يحرص إعلامنا على تقديم نماذجنا الرائدة.. عبر المقالات والدراسات وفوق ذلك الدراما.

وأذكر أن كلفنا الأستاذ عوض جادين عندما كان مديراً للتلفزيون.. المخرج شكرالله خلف الله وأنا.. أن نعد مسلسلاً عن الراحل (عوض دكام).. ومع إبدائي لتحفظات عديدة على الفكرة.. والبداية بعوض دكام.. ذلك لأن الذاكرة المعاصرة تنظر إلى الرجل بوصفه من ظرفاء المدينة وكان مضخة مرح وونس دافيء.. فلن تستطيع أن تقدم (كفاح الرجل).. ودأبه.. وإصراره.. إذ اعتاد التصور الشعبي عليه بصفته الساخر الشعبي أكثر من صفة الطبيب.. العالم.. المثابر في تحصيل العلم.. كما أن المعاصرة ذاتها تشكل صعوبة في هذا الشأن.. ولعل شكرالله لم يحفل بتحفظي ومضى في تنفيذ الفكرة فاصطدم بدءاً بالمرجعيات التي يمكن أن يعتمد عليها.. فتاه الموضوع وتم نقل عوض جادين فماتت الفكرة.. كنت اقترح أن تكون البداية (بمعاوية محمد نور).. فسيرته تستحق واشتهر بعبقرية مبكرة وكانت حياته مأساوية وهو بجانب استحقاقه التوثيق له.. قصة حياته تصلح تماماً للدراما.. فهو بطل مأزوم دائماً في كل منعطفات حياته.. وشجعني على ذلك أن الفكرة تداعب خيال صديقنا الأديب (كمال حمزة) منذ فترة.. ولعله جمع مادة يمكن أن تكون نواة لدراما ممتازة.. حقيقة ترهلت المقدمة فقد بدأت الكتابة بنية التعليق على ما قرأته ضمن كلمات السيد قاسم أمين.. فقد أورد هذه المعلومة أو قل الحكاية البسيطة.. إذ كتب: كتبت والدة من قدماء المصريين على قبر ابنها: (من انتهك حرمة هذا القبر فليكن آخر من يموت ممن يحبهم).. وقد علق قاسم أمين على الحكاية أنها: كلمة خرجت من نفس ذاقت آلام الحياة بجميع أنواعها ودرجاتها.. كلمة يفزع من هولها كل من فارق عزيزاً محبوباً.. تأملت الصف الطويل من الأحباء الذين فارقناهم آباء وأمهات.. أعماماً وأخوال.. أصدقاء وأشقاء.. تذكرت مرة وأنا أتسامر مع ابنتى في أمور الحياة والموت فقالت بين دموعها: ( أنا غايتو بتمنى أموت قبل الناس البحبهم) تذكرت ذلك.. ليس لعبقرية مقولة ابنتي فكل الآباء يرون في بناتهم وأولادهم عباقرة حتى وإن أثبتت الوقائع خطل الفكرة.. عموماً شرعت في التعليق على مقولة جدتنا الفرعونية الحكيمة.. واعتقد أنني علقت بما فيه الكفاية.. والتعليق أكثر لا داعي له.. كما أنني تخيلت القاريء والقارئة يقولون لي على طريقة مقدمي البرنامج: شكراً جزيلاً الفكرة وصلت!!