بعد تحرير هجليج مطلوب تحرير الخرطوم من هؤلاء ومحمد عبدالقادر من الرآى العام

لن نزيد على ما هو معلوم إن حاولنا الكتابة عن عظمة هذا الشعب الجميل، فقد أثبت في غير ما مَرّة أنه مسكون بحب هذا البلد حَدّ الفداء بالمهج والأرواح، وظل يقدم كل يوم درساً في الوطنية والإحساس بهموم السودان على الرغم مما يعانيه في حياته من نصبٍ وهمومٍ.. إنه شَعبٌ وسمه الصبر وجمرته الحياة واختباراتها وأنضجته التجارب وابتلاءاتها، لكنه ظلّ كما العهد به على الدوام أبياً شامخاً وعامراً بالصفات النادرة.
ترك هذا الشعب فواتير الحياة المثقلة بالديون والمطالب، رماها خلف ظهره، زاده اليقين، وقوته الإيمان، وخرج في سبيل الوطن يجاهد ويحتفي ويغني ويذرف الدموع ويبذل التكبير والتهليل احتفاءً بهجليج وتأكيداً للانتماء الصادق لتراب هذا الوطن الأبي، لم يَفعل ذلك إلاّ لإيمانه بأنّ الوطن أبقى من الجميع، ولم ينحاز إلى قيادته إلاّ لإحساسه بأنها تعبر عن تطلعاته وطموحاته وأشواقه في الحياة بعزة وإباء، اعلم أنه لا ينتظر شيئاً من أحد لأنه شعبٌ لم يعرض نفسه يوماً في مزادات السياسة ولم يبع ولاءه لمن (يدفع أكثر)، لم يقنعه أصحاب الغرض بالنزول إلى ميدان التحرير حينما ضاقت به الحاجة واستبدت برفاهيته الأسعار، هو يعلم خياراته جيداً ويعي الصالح من الطالح، ويفهم ماذا يريد ومَن يريد..؟
فى غمرة أحداث هجليج التي أثبت فيها هذا الشعب أنّه ذكي حد الإدهاش، تأبى فئة صغيرة من عديمي الضمير إلا أن تكدر عليه عيشه وتجعل من هجليج شماعة لرفع الأسعار والمتاجرة بقوت المساكين المؤمنين.
عزيزي والي الخرطوم هؤلاء أولى بالجهاد، لأنهم ثلةٌ من عديمي الضمير ظلت تتصيّد الأزمات لرفع الأسعار وخلق حالة من الهلع والإحباط، هؤلاء يستحقون أن تعلنوا عليهم حرباً شعواء لا تبقي ولا تذر، فابتعاد الحكومة عن الأسواق التي رابطت فيها أيام انفصال الجنوب قفز بكثير من الأسعار وجعل الأسواق (ناراً) لا تمتد إليها إلا من في أيديهم (ماء).
عزيزي الوالي،هذا الشعب يستحق أن تقفوا بجانبه وتردون له التحية بأحسن منها في المأكل والمشرب والملبس والأمن، اضربوا التجار الجشعين بيدٍ من حديدٍ، حرّروا الخرطوم من نير نزقهم وطمعهم بما يجعل قفة الملاح و(حلته) كذلك متاحة لكل بيت سوداني، اقتربوا أكثر من الأسواق فإنها تختطف الآن تحت دعاوى الحرب وفاقد بترول هجليج، ادعموا السلع، وأكثروا من الجمعيات الاستهلاكية ومراكز البيع المخفض، احسموا واضربوا بيدٍ من حديدٍ مَن يحاصرون الحكومة بغول الأسعار عبر استثمار الأزمات العارضة.
عزيزي الخضر نريدها حرباً لا هوادة فيها على (مافيا الأسواق) وتجار الأزمات.. فهذا الشعب يستحق أن تقفوا معه ضد هؤلاء الأشرار لأنه شَعبٌ يستحق التقدير، اضربوهم بيدٍ من حديدٍ، حاصروهم حتى تعود إليهم الضمائر أو يذهبوا غير مأسوفٍ عليهم، فالشعب السوداني الأبي يستحق حياة كريمة، تحركوا لمكافأة هذا الشعب.. لأنه (والله العظيم) يستحق..