بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: نقلاً من الانتباهة ومحاولة إغتيال مناوى فى جوبا وخالد حسن كسلا الجمعة 10 فبراير - 18:27 | |
| محاولة اغتيال مناوي لماذا يا جوبا؟: خالد حسن كسلا . الخميس, 09 شباط/فبراير 2012 06:38 .تقييم المستخدم: / 0 ضعيف جيد دون أسباب واضحة توفر على المراقبين عناء الاجتهاد في معرفتها باللجوء إلى الاستنتاج تعرض مساعد رئيس الجمهورية السابق وزعيم حركة تحرير السودان الموقِّعة على اتفاقية أبوجا مني أركو مناوي لهجوم مسلح على منزله بعاصمة دولة جنوب السودان جوبا، حسب الأخبار، قادته استخبارات الجيش الشعبي. الهجوم لم يكن على الطريقة المعتادة في مثل هذه الحالات بحيث إن عمليات الاغتيال التي سجلها التاريخ لشخصيات مقيمين في منازل أو هم ضمن موكب سيارات لم تستخدم فيها ما استخدمته استخبارات الجيش الشعبي في عملية الهجوم على مناوي، فقد هاجمته المجموعة بثلاث سيارات حربية مزودة بالمدافع، فسقط في هذه العملية عدد من مرافقيه وأُصيب بجروح خطيرة عددٌ منهم. أي أن العملية لم تكن «اغتيال» فحسب، بل كانت عملية حربية على طريقة «حرب المدن». بعد ذلك غادر مني مناوي ملجأه السياسي والعسكري بدولة جنوب السودان إلى العاصمة اليوغندية كمبالا، وكأنه يعتقد أنها أكثر أمناً من جوبا. إن كمبالا قضى فيها جون قرنق دقائق عمره الأخيرة، بعدها تحطمت الطائرة التي كان على متنها في سماء الحدود بين أوغندا وجنوب السودان وليس حدود عام 1956م بين السودان وجنوب السودان.. وكذلك تبقى العاصمة الكينية نيروبي القريبة من كمبالا وجوبا مثلهما من ناحية انعدام الأمن الشخصي سواء للمواطن أو الزائر أو اللاجئ سياسياً وعسكرياً، وقد كانت عملية اغتيال كاربينو كوانين في نيروبي وهو أول من تمرد عام 1983م وقبل جون قرنق. ويمكن أن يكون مصير مناوي في كمبالا نفس مصير كاربينو في نيروبي.. ومناوي ليس أهم من جوبا وجيشها الشعبي في نظر أوغندا.. لكن السؤال المطروح هو لماذا تعرّض مناوي لهذا حتى غادر جوبا غاضباً؟!.. هناك أمور يمكن أن يصلح أحدها أن يكون سبباً أو تصلح هي مجتمعة كأسباب تقف وراء محاولة اغتيال بطل اتفاقية أبوجا الذي لقبه مجذوب الخليفة بفارس السلام بعد التوقيع على الاتفاقية؟! أولاً علاقة عبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان «الأصل»، وهو الذي ظل رئيساً لها منذ تأسيسها مع مناوي وبعد انشقاق الأخير منها بمجموعة كبيرة قد تمثل أغلبية المنتمين إلى الحركة قبل انشطارها، علاقة عبدالواحد بجوبا تبقى مميَّزة عن علاقة الحركات المتمردة الأخرى بها، لأنه وحركته يبقى واحداً من أطراف «الحلف المثلث» الذي يجمع بالإضافة إليه إسرائيل والحركة الشعبية التي تحكم الجنوب بموجب ظروف استثنائية، وهذا يمكن أن يعرض خصيم عبدالواحد الذي هو مناوي لشيء لا يرغب فيه الأول مثل وجود الثاني في جوبا «مستهلكاً» «لا منتجاً» وبالتالي غير مفيد في اتجاه الضغط على الخرطوم.. أو ربما أمر آخر يُسرّه في نفسه عبد الواحد جاء على خليفة الخصومات القبلية. الأمر الثاني قد يكون قناعة لدى حكومة جوبا بأن مناوي كعنصر سياسي وعسكري يمكن استخدامه ضد السودان ما عاد فعّالاً بعد التطورات وبعد عجزه عن تطوير نفسه، ولأن قرار طرده يبقى صعباً من ناحية أدبية، فإن تخويفه وإرهابه هو الأنسب للتخلص من عبئه أثناء وجوده في جوبا. الأمر الثالث الذي يمكن أن يكون سبباً لما تعرض له مناوي وهو في منزله بجوبا هو رأيه في الحركة الشعبية نفسها، وهذا الرأي قديم ربما تجدد الآن بصورة أخرى، ففي عام 2004م انتقد مناوي بشدة ميول عبد الواحد محمد نور نحو الحركة الشعبية بقيادة قرنق حينها، وكان من أسباب مؤتمر حسكنيتة الشهير في ذلك الوقت والذي انشقت به مجموعة مناوي من الحركة برئاسة عبد الواحد هو هذا الميل لعبد الواحد نحو الحركة الشعبية.. ولذلك يبقى مناوي بعد انفصال الجنوب مضطراً للجوء إلى جوبا. لكن الحركة الشعبية لا تحتمل أن يرفض لها أحد «في عرضها» طلباً.. فهي مثل القذافي تماماً.. وقد قتل القذافي حتى ضيوفه حينما اختلفوا معه في الرأي، ولا يمكن أن تكون الحركة الشعبية بسلفاكيرها وباقانها و«موسادها» أفضل من القذافي الذي لا يحتمل الرأي الآخر. نلتقي غداً بإذن الله | |
|