بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: الشاعر إسحاق الحلنقى الجمعة 13 يناير - 4:18 | |
| الشاعر / إسحق الحلنقى
****************** كسلا المدينة الأنيقة ... كسلا التي يتجول في أرجائها التاريخ ... ذاكرة الشعوب .. ويفوح عبق الماضي في طرقاتها ودروبها ... ويلقي الإنسان حينما يزورها غلالة منسوجة من دُعاش التاكا الأبية . ويلاحقك أينما .. كسلا التي تنوم وادعة في حاضرة السودان الشرقية تتيه علي سائر مدنها بعمرها المديد .. الموغل في العراقة كسلا التي تلبس في كل زمان أردية السحر والجمال وهذا يمنحها فرادة وتميز .. الأهازيج التي تطوق خصر كسلا متغنية بها اختصار للمسافة بين زائرها وبين الولوج إلي قلبها .. إن ظاهرة التغني للمدن قد وقفت عند كسلا طويلاً وهو أن المغنيين في الأداء تتفاوت بإنسيابهم إلي الأعماق في خلق صيغة ملائمة بين الذات والموضوع إن المغنيين باختلاف مواضيع أغانيهم قد قربوا كسلا المدينة إلى قلوب الناس متسمة بالحنان والجمال والخضرة الدائمة الحية فإذا كانت كسلا قد استقطبت شعراء ليغنوا فيها.. *** اسحق الحلنقي قطعة من كسلا ... هو سمرة من جبالها وخضرة من مروجها وبسمة في عيون أهلها ... عبر الحلنقي عم كوامن دواخله وأبرز كيف التواشح مع الجمال والتسامح والتناسخ مع المواقف فجاء شعره الغنائي متسم ببساطة الصدق وحرارة العاطفة ويسر الكلمات والمقاطع فأصبح علي الألسنة ترديداً وهتافاً فكسلا الوطن الصغير الملاذ الذي احتمي به الحلنقي عصماً من دواخله الضياع فجادت قريحته بالكثير الممتع ... أخذ من قوس قزح المتدني فوق جب التاكا الأشم الذي يسترضع القمر ويتدلي علي دائرة الظل علي هامش نبع توتيل السلسبيل وركائم السحائب تشق طريقها لتنسم حبات الندي المتساقط صبحاً ... ونام الحلنقي في هذا المشهد المتكرر فكان الشعر الموهبة أول القيد عند الحلنقي الأبيض ضميرك التي غناها الفنان المهاجر عبد الله الطيب . غناء الطيب عبد الله إنت يا الأبيض ضميرك صافي زي قلب الربيع في كلامك وابتسامك أندي من زهر الربيع عشت متهيئ لحبك كل أيامي وحنانها ابتسامك عزيزة بحرق الآهات عشانا بس لقيتك إنت حائر تظلم الحب بالمهانة الدموع السايلة مني يا ما سالت حرقتني والظنون الحارقة قلبي بالماسي كم شقتني كنت بجني شقاك محنة وأعشق أوهامي الطوتني فكانت الخطوة الثانية باللقاء مع بلبل كسلا المبدع إبراهيم حسين ... غناء إبراهيم حسين نجمة نجمة والليل نعدو وإنت ... ما عارف عيونك لما تسرح وين بيودوا الريدة الكثيرة يا حنيني شقاوة كلما نزيد حنان تزيد غلاوة *** ثم تم التواصل بلقاء أخر مع إبراهيم حسين الذي أجاد وأبدع بصوته وأدائه المقنع:
قالوا الزمن دوار ... يا بسمة النوار ... ياريت تعود أيامنا ... نكمل المشوار ... يا قلبي يا سواح ... قول لي متين أرتاح ... دمع الحنين عاودني ... لقلبي السواح ...
وأدي إبراهيم حسين لشاعرنا الحلنقي أغنيته الرائعة : ساعة الغروب ... رحلتو بعيد نسيتو ... الريد والحنان ... والآلفة الجميلة ... والسعد اللي كان ... لكن فرقتنا أقدار الزمان ... في الليل يا حبيبي ... نورط وإنت ضاوي ... حليلك وإنت جنبي بالزي السماوي ... وجرح الفرقة الأيام تداوي ... | |
|
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: الشاعر إسحاق الحلنقى الجمعة 13 يناير - 4:55 | |
| --------------------------------------------------------------------------------
ثم انتقل الحلنقي فكان اللقاء مع رفيقه الفنان التاج مكي وهما يقضيان أجمل الأيام في كسلا بداية موسم الخريف أو الربيع المتجدد وقد جاء القادم من بعيد يختال في جريانه وتفتح المدينة ذراعيها لإستقبال القادم الذي يحمل الخير والنماء وقد يغضب فيتحول مجري جريانه ليحطم ويدمر كل ما يعترض طريق جريانه ويجرف أمامه كل الأشياء نتيجة لقوة التيار ... القاش أحد رموز جماليات كسلا وفي خلفية هذه اللوحة يظل التاكا الأشم الذي تراه من كل الزوايا والأبعاد ليؤكد استمرارية التاريخ وعلي ضفتي النهر تهدي المروج الخضراء ثمارها اليانعة القطاف – المانجو – الجوافة وسبائط الموز أبو نقطة والقشطة والعنب – البلح الرطب ويلتقي الثالوث الخضرة – الماء والوجه الحسن : حبيت عشانك كسلا خليت دياري عشانك ... عشقت أرض التاكا ... الشاربة من ريحانك ... ظلم الزمان الخاني ... ياريتو لو كان خانك ... ليه جرت وإتنكرت ... بقدس عشانك كسلا ... للساب قرايبو عشانك ... ** ثم كان اللقاء الثاني بين مكي والحلنقي في الزمن وحينها كان الحب الدافئ الصافي الضائع : فايت مروح وين ... لسة الزمن بدري ... خليك شوية عشان ... جنبك يطول عمري ... دار الفرح والريد ... تلقاني من أهلها ... ومين اللي ما بعرف ... طيب شباب كسلا ... يلاك بعيد نرحل ... لدنيا حنية ... نعيش لوحدينا ... سيرتنا منسية ... وأسقيك مياه توتيل ... عشان تعود لي ... بين الضفائر بان ... وجه القمر طلا ... وكيف قلبي يتنقل ... صبرني يا الله ... *** وعلي امتداد الخضرة علي مدي البصر كان اللقاء علي دائرة الظل تحت العنبة وكل تلكم الروائع : رحت خليتنا ... تاني ما جيتنا ... كان مغالطنا ... أسال العنبة ... الرامية في بيتنا ... *** الحلنقي في بلاد الغربة يشكي ويبكي حاله وتدور الأيام بما لها وعليها ويتم الاغتراب بعيداً عن أرض الوطن وتتغير الأحداث والظروف معاً ويلتقي الشاعر والفنان والحلقي وفي مدينة (( العين بالإمارات )) غليت الصدف ع الدر ... بدلت العسل بالمر ... ضحيت لعيون أم در ... للنيل الصباحو يسر ... طويت مشوار ... مشيناه عصر ... وكان كل الأماني خضر ... ولسة الشمعة فيها عمر ... براك إنت الأبيت تصبر ... الحلنقي : السعادة بعد خيال جيت لقيتو معاك حقيقة وأبو عركي البخيت القادم من أرض الجزيرة التوأم الحقيقي لأرض القاش كلها في الوجدان : قول لي الكلمة دية ... قولها لو تفرح شوية ... أنت لو بتحب الحب ... بالسكوت عبر ليا ... يا حبيبي معاك سنين ... عرفت الأنوار طريقها ... والسعادة بعد خيال جيت لقيته معاك حقيقة ... جوة ذاتي وعواطفي نحوك ... سامية واكثر من عميقة ... تعليق : أثري شاعرنا المبدع أسحق الحلنقي مكتبة الإذاعة بإسهاماته الشعرية المتجددة والمتكررة لعدد هائل من الفنانين الشباب يومها والذين استطاعوا العبور إلى دنيا الغناء والطرب من أشعار الحلنقي : أسمعنا مرة – خوجلي عثمان . راح الميعاد – زماني راح – الأستاذ عثمان مصطفي ... أديني رضاك – إسماعيل حسب الدائم ... والصوت الذهبي صالح الضي وعش معاي الحب ومحمد سلام والبلابل وصلاح مصطفي – مش أمرك يا قدر وغيره وغيرهما . الحلنقي يشيد بكلمة حق للمبدع الفنان محمد وردي يردد الحلنقي كلمة حق وإنصاف وسط أصدقائه ومعارفه بأنه مدين للفنان المبدع محمد وردي فهو السبب الرئيسي في شهرتي كشاعر غنائي فقد إستطاع هذا العملاق النوبي أن يخرج كلمات شعري بصوته الدافئ وموسيقاه الحالمة ومخرج الحرف عند وردي وحدة زمنية لجيل كامل ..... وعندما يذكر الفن السوداني في السودان لابد من ذكر الموسيقار الأستاذ محمد وردي هذا الرقم الضخم في الساحة الفنية لا علي مستوي السودان فحسب بل العالم العربي والإفريقي لذا أصبح وردي إمبراطور للأغنية العاطفية وملك الأناشيد الوطنية بلا منازع وردي الذي أصبح كالخبز والماء والدواء تغني وردي بأشعاره وعندما يلتقي وردي والحلنقي يتدفق الشلال . شلالات الفرح دون تنافر بل في تناغم وانسجام ، قدما من الأغنيات الروائع وكونا بحق عقد الانسجام العاطفي وبعثا ألواناً من الطرب الأصيل المقنع وهذه أمثلة من التعامل الصادق : أعـز الناس يا أعز الناس حبايبك نحن ... زدنا قليل حنان ... العمر زادت غلاوة معاك ... صالحني الزمان ... يا أحن الناس حنانك ... كنت من قبلك بشيل الليل دموع ... وأطويه هم ... أنا كنت بخشي علي الأماني الطفلة ... يفنيها العدم ... وجيت لقيتك بين ضلوعي شموع ... وغنيتك نغم يا نغم ... يا حبيب ورد الأماني الحلوة في أعماقي فتح ... وأبتده القلب العاش العمر ... في آهاته يفرح ... والزمن ما أظن بعدك إنتِ ... يرجع تاني يجرح ... ثم يتواصل العطاء بين الفنان النوبي والشاعر الحلنقي ليقدما معاً من الروائع ودرر الأغنيات : هجرة عصافير الخريف ... في موسم الشوق الحلو ... هيج رحيلها مع الغروب ... إحساسي غلبني أتحملو ... وكتمت أشواق الحنين ... داير الدموع يتقلو ... ورجع خليت الدموع ... يرتاحو مني وينزلو ... ليه يا عصافير الخريف ... خضرة مشاعري أشيله صيف ... أما أغنية ( الدموع ) والتي ظل يتغني بها وردي في كل مجالاته الخاصة ولقاءاته الإذاعية : الدموع دايماً حبايبي ... وإنت أفراحك حبايبك ... والزمن نفس الجراح ... الصابني ... بها مصيره ... حبايبك ... السنين الفاتو من عمر الهوي ... يا حليله ... إبتديت بالطيبة .... بي إشراق مشاعرنا الجميلة ... واصبح الحب ذكري ... في أعماقنا نيسان ما يزيله ... جريدة الخرطوم – العدد 3890 –17/04/2005م | |
|
بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: رد: الشاعر إسحاق الحلنقى الجمعة 13 يناير - 5:14 | |
| رد: اخر اللقاءات الصحفية مع المبدع ( اسحق الحلنقى )
--------------------------------------------------------------------------------
دردشة مع الشاعر المرهف اسحق الحلنقى (صحيفه الصدي) ********************* استطعت أن أكون شاعر كل الأجيال .. وشيطان الشعر مجرد أسطورة ووهم بدون كسلا لا أحمل اسماً.. وطرفتي الرمضانية سودت ليلتي الحلنقة سلالة ملوكية.. ولن أخلع ثوبها يوما لو تحدث الشاعر المرهف والرقيق اسحق الحلنقي في كل يوم وفي اي منبر لما مللت حديثه لحظة فالرجل يجيد لغة الحوار والمؤانسة بالطريقة السهلة والبسيطة.. التقيته داخل أروقة اتحاد الفنانين برفقة ابنه.. حييته بالقول: كل سنة وانت طيب يا كروان.. فقابلني بابتسامة بشوشة: مرحباً بصاحبة القلم الانيق والاسم الجميل السوداني الجميل. بدأنا دردشة رمضانية بسيطة امتدت حوالي نصف الساعة خرجنا منها بالحصيلة التالية: ******* * اسحق الحلنقي شاعر كل الأجيال.. كيف فعل ذلك؟ * استطعت ان افعل ذلك لأن المشاعر ربيعية الأصل بعيدة عن متناول الخريف.. تساوي لدي برد الخريف وعطر الربيع التقيا في قلب واحد كان قلبي.. لهذا يصبح حق اللؤلؤ فكان بريقه صالحا لكل الاجيال. * ومن اين يجيء هذا الجمال المتكرر للحلنقي؟ * اوجه هذا السؤال لفراش القاش.. من اين اتت اجنحته بهذه الالوان البهية؟ يولد النجم مضيئاً وذلك قدره ان يكون كذلك ليس الموضوع في هذه الحالة موضوع خيار وانما تخضع كل الكائنات لاقدار وظفت لها... الكروان يغرد واللؤلؤة تبرق والماسة تصبح حلماً ملكياً وهي وليدة صخر قبع تحت الارض ملايين السنين. * في رمضان تصفد كل الشياطين.. حتى شيطان الشعر.. ما رأي الحلنقي؟ * تصفد الشياطين في شهر رمضان كأنها تتعامل مع المشاعر الوحلية في البشر.. تلك حقيقة اما عن رأيي في موضوع شيطان الشعر والذي كان يلازم شعراء الجاهلية بصفة خاصة فتلك مجرد اسطورة ولا تمثل الحقيقة وقد وجدت رواجاً وتأثر بها بعض الشعراء فاصبحت مثلاً.. لا اظن ان لها وجودا بين المقتدرين منهم.. وانما هو وهم ليس اكثر!! * اذا شيطان الحلقني الشعري موجود حتى في رمضان؟ * لدي القدرة على كتاب الشعر وكأنني اداعب طفلتي اكتبه بنفس البساطة التي احتضن بها ابتسامة امي.. او اتجول بها على شارع من شوارع الذكريات في مدينة كسلا. يولد النجم نجماً والوردة وردة تهب عطراً وتولد الافعى افغى رسالتها اللدغ وهما يتنفسان حياة ولكنهما يختلفان في الوظيفة. * الحلنقي ينتمني الى كسلا ولكنه وجوداً في الخرطوم لماذا هذا الانقطاع؟ * الحقيقة انني اجلس امامك ولكني على يميني التاكا عالياً.. قد اكون هنا الآن وفي نفس الوقت اتناول شراباً من مياه توتيل.. كسلا تمثل لي الزمان والمكان في وقت واحد.. وانا بدونها لا احمل اسماً وانما اكون مجرد آهة تمشي على آهة.. * ذكريات الحلنقي الرمضانية في كسلا؟ * اذكر طرفة وهي انني وانا ابن السابعة كان اعتقادي انه يسمح للصائم بتذوق الماء في رمضان وقد تمكنت من اقناع عدد من اصدقائي بهذا الاعتقاد فعلم والدي بالامر وكانت ليلة سوداء لن انساها طوال حياتي. * الى متى ستمتد المسيرة الشعرية عند الحلنقي؟ * سأظل مواصلاً اصطياد الانجم لأجعل منها عقدا من الاغنيات الجميلة اضعه حول جيد كل حسناء تزف الى عريسها ليلة صيف.. ولدي الاعتقاد التام بان هناك اشياء تحمل تاجا مختلف الألوان للمعاني البهية في دواخلي لم اكتبها بعد وتأكدي أن هذا النهر لا يمكن ان يتوقف الا في حالة واحدة هي أن يطل البدر أسود على النيلين. * وكم من الأغنيات اكتملت عندك حتى الآن؟ * حوالي مائتي قصيدة.. معظمها قد تغنى * مميزات الحلنقة الاصلية؟ * يتميزون بالدقة في الملامح والحنية في العيون وتتشكل حياتهم في مثلث يتكون من شجرة مخضرة من الآراك وسحابة لا يتوقف هطول مطرها وخضرة ممتدة تحت اقدام جبال التاكا كما انهم لا يسمحون للغريب ان يختار لؤلؤة منهم ويتزوجها الى الآن باعتبار انهم سلالة ملوكية يجب ان يستمر الدم الازرق جارياً بينهم. * وانت هذا الاسم الكبير.. تتبع عادات اهلك القديمة ولو تقدم لابنتك غريب فماذا تفعل؟ * الحمد لله لي ابنة واحدة زوجتها لابن عمتها ولكنني ضد ان يعمل الإنسان على منع الكروان من التغريد. ظللت طوال حياتي أغني للحب فكيف أسمح لنفسي بأن أضع سداً بين حبيبين بدلاً من ان اكون لهما عطراً من الصندل يعطر ايامهما أو يتعطران به. * يعني نزعت جلد الحلنقة؟ * دي رؤية منطقية وليس نزعا او خلعا * اخيراً (حبيت عشانك كسلا) معقولة يا الحلنقي تحب في كسلا وتتزوج في امدرمان؟ * اذكر انني اثناء خروجي من السينما الوطنية من امدرمان التقاني الراحل أبو آمنة حامد وكانت معي زوجتي وقدمتها له باسماً: هذه زوجتي فسلم عليها وقال لها أرى على ملامحك سمة الشرق الجميلة. فقالت له: انا لست من كسلا ان كنت تقصد ذلك انا من امدرمان بيت المال.. فمازحني ضاحكاً: معقولة تحب من كسلا وتعرس في امدرمان؟ ولكنني دفعت الثمن غالياً لأن زوجتي شهر كامل وهي تحاصرني بالأسئلة | |
|