بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: تكريم الفنان المسرحى السودانى يحى الحاج بالامارات الثلاثاء 8 نوفمبر - 6:54 | |
|
اقتباس: الحاج: التجارب الغضــّـة نضجت على خشبة «دبي للشـباب» التاريخ: 27 سبتمبر 2011 جريدة الإمارات اليوم / حوار محمد عبد المقصود
قال الناقد المسرحي السوداني يحيى الحاج، الخبير في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إن مهرجان دبي لمسرح الشباب قد أسهم في إنضاج تجارب عدد كبير من المسرحيين الشباب على خشبته، مع اقتراب عقد دورته الخامسة التي تنطلق السبت المقبل على خشبة ندوة الثقافة والعلوم بمشاركة 11 فرقة مسرحية، متجاوزة حاجز التسعة عروض للمرة الأولى، حيث ستفتتح العروض بمسرحية «فاصل ونواصل» لمسرح بني ياس، تأليف وإخراج حمد المهري، وهي نتاج ورشة صيفية أشرف عليها د. حبيب غلوم وعلاء النعيمي.
الحاج الذي التقته «الإمارات اليوم» بمناسبة اختياره شخصية العام المكرمة أول مرة في استثناء نادر لاقتصار الجائزة على المسرحيين المواطنين، حسب اللائحة الداخلية للمهرجان، قال: «هناك أسماء عديدة ثقلت تجاربها خلال دورات المهرجان السابقة، وراحت بعد ذلك تشارك في مختلف الفعاليات المسرحية، بل إن أحد أهم المسرحيات التي عُرضت ضمن أعماله، نجحت في تمثيل الإمارات في محفل مهم، هو مهرجان المسرح العربي في دورته الأولى بالقاهرة، وهو مؤشر مهم الى نضج الأعمال المسرحية الشابة».
ليس استثناءً
بصفته فناناً مسرحيا قريبا من الأوساط الشبابية، ليس فقط في مسرح دبي الشعبي، وإنما في مختلف إمارات الدولة، بعيداً عن كونه المنسق العام لمهرجان دبي للشباب، دافع ياسر القرقاوي عن فكرة تكريم الحاج خلال الدورة المقبلة التي ستنطلق السبت، بعد أن ظل فعل التكريم حسب لائحة المهرجان مقترناً بالمسرحيين المواطنين.
واضاف القرقاوي «عطاء الحاج والتصاقه بهموم المسرحيين الإماراتيين، لاسيما الشباب منهم، يجعل تكريمه أصلا وليس استثناء من أي قاعدة، لأن تأثير الحاج امتد ليشمل مختلف مسارح الدولة على مدار نحو 31 عاماً، واستفادت من خبرته أجيال أصبح منهم الكثير من المسرحيين الذين تحولوا بدورهم إلى إفادة نظرائهم ارتكازاً على معطيات وتوجيهات من ذلك الرجل الذي لا يتوجه إلى فعالية مسرحية إلا وأثراها بعطائه». وأحال القرقاوي في تصريحه إلى القيمة النقدية لآراء الحاج التي أثرت ندوات مهرجان الشباب التطبيقية على اختلاف المسرحيات المقدمة، مضيفاً «كما كان يتواصل معه ويستفيد من آرائه وتوجيهاته المسرحيون خلال العقود الثلاثة الماضية، يسلك شباب المسرح الإماراتي المسلك نفسه، ويقومون باستلهام خبراته من خلال تلك الندوات وغيرها».
ويكمل الحاج عقد المكرمين خلال مهرجان الشباب، بعدما تم تكريم الفنان عبيد بن صندل في الدورة الأولى، ثم الفنان عبدالله صالح، قبل أن يتعاقب كل من الفنانين ناجي الحاي، وموزة المزروعي على الدورتين التاليتين، وجميعهم من الفنانين الذين لهم إسهام واقتراب وتأثير مهم في تجارب المسرحيين الشباب عموماً.
وتوقع الحاج أن تكون دورة المهرجان المقبلة، بمثابة عرس مسرحي جديد، يضاف إلى الزخم الذي يشهده أبوالفنون في مختلف إمارات الدولة، موجهاً بشكل مباشر الخطاب للمسرحيين الشباب، حاثاً إياهم على ضرورة بذل مزيد من الجهد في مجالات التدريب والتقويم من أجل الوقوف الواثق على الخشبة بالنسبة للممثلين، ومن ثم التأهيل والتكوين عبر الاهتمام بالثقافتين، العامة، والأخرى المسرحية المتخصصة.
وطالب الحاج المخرجين والكتاب الشباب أيضاً بالثقافتين ذاتهما، مضافاً إليهما الوقوف بشكل متخصص عند مختلف المدارس المسرحية، تحليلاً وتطبيقاً، واتباع المناهج المسرحية العلمية، متوقعاً في حال العمل بمثل تلك التوجيهات، أن يمر كثير منهم على معطيات النقد المسرحي، الذي يظل مهماً ايضاً لإتمام نضج التجارب المسرحية.
ولا يمكن لراصد للحركة المسرحية الإماراتية سوى أن يقف طويلاً أمام إسهامات الحاج، وعلاقته خصوصاً بجذب الشباب إلى العمل المسرحي، وهو أمر يمكن ان يُقرأ منذ أول الأعمال التي أخرجها بالإمارات عام ،1980 عندما تم تعيينه بوزارة الثقافة رئيساً لقسم السيناريو المسؤول عن إجازة النصوص، بعد أن أنهى دراسة الماجستير في لندن، وقام بالتدريس في أحد المعاهد المسرحية بالخرطوم، حيث أشرف على كتابة نص مسرحي، فيما يشبه ورشة عمل مسرحية «الله يكون في العون»، وهي تأليف مجموعة من الشباب الواعد حينها، منهم إبراهيم سالم الذي أصبح في ما بعد أحد الأسماء المسرحية المهمة، وزميلاً للحاج في قسم المسرح بوزارة الثقافة، وأيضاً عبدالله أبوعابد، الذي شق بعدها طريقه إلى المسرح والدراما التلفزيونية.
الحاج الذي كان حاضراً أيضاً في الدورة الأولى أيام الشارقة المسرحية من خلال إخراجه مسرحية «الشيخ والطريق» للكاتب السوري علي عقلة عرسان، ظل موجوداً أيضاً في مختلف الدورات المسرحية التي عقدتها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، على اختلاف مسمياتها المتغيرة، منذ مسرحية «الوريث واللولو» في الدورة الأولى، مروراً بـ10 مسرحيات أخرى، من بينها «مأساة بائع الدبس الفقير» للراحل سعدالله ونوس، «ماساة الحلاج» للشاعر المصري صلاح عبدالصبور، «الوحوش لا تغني» للكاتب الفلسطيني ممدوح عدوان، «الرجال لهم رؤوس» للكاتب المصري محمود دياب، وهي جميعها أعمال تشكل ثروة مسرحية مهمة ضمن أهم الأعمال المسرحية التي أثرت المسرح الإماراتي.
والتكريم بالنسبة للحاج ليس شهادة تقدير، وبعض الصور التذكارية، لكنها ستغدو حسب تأكيده لحظة مفصلية في مشواره المسرحي، أو ربما بلغة الدراما، لحظة انكشاف الحقيقة، مضيفاً «كلنا نعمل في تفاصيل حياتنا اليومية من أجل نجاح مشروع ما، وكلما شارف على الانجاز يلوح لنا مشروع آخر، والتوالد التلقائي لتلك المشروعات هو الحدث الذي يثري مسيرتنا، ويجعل لمساعينا بوصلة، لكن لحظة التكريم رغم ذلك تخرج عن هذا كله، بكل ما فيها من معان ووفاء ومنح وحميمية تعيد شريط كامل المشوار الذي خضناه معاً بكامل خطاه، وبشتى صعابه». | |
|