قضية إثبات نسب ثورى والكاتب الدكتور كمال حنفى من الرآى العام

تَطوّرُ السياسة والثورة يُجبر الجالسين فى برج التأمل على إعادة النظر فى معنى الثورة وشروط الإنتقال من حالة الجمود إلى حالة الحركة، وضبط الانتقال بين الحالتين!
سؤال مركزى يطرح نفسه أرضاً: هل الجيل السياسى الواحد يحتاج إلى أكثر من ثورة... وإذا وقعت ثورتان فى جيل سياسى واحد، هل تلغى الثورة الثانية الثورة الأولى، أم تحتضن الأولى الثانية... فتكون الأولى أُمّا للثانية، والثانية إبناً باراً للثورة الأم!
وتضيق الأسئلة حتى تدخل (حوش) الثورة السودانيّة... هل ثورة ابريل تلغى ثورة اكتوبر وهما مِنْ إنتاج جيل سياسى واحد... وإنْ لم تلغ ابريل اكتوبر فهل كانا نسخة ثورة واحدة طُبِعا طبعتين فى وقتين متغايرين... وهل يجرؤ أحد على القول بأنّ ثورة اكتوبر هى الأم وثورة ابريل هى بنتها البِكر... أم نجرّد الثورتين من ثيابهما الثوريّة فنرى الأم والابن فى أصلهما لا ينتميان لعائلة الثورات وليس لهما نسب أو مصاهرة مع الثورات بتعريفها المرجعى، ولو ادّعى ذلك أولياء دم الثورتين!
حالة دراسة ثوريّة أخرى، الحالة المصريّة: ثورة (23 يوليو) قبل تسعة وخمسين عاماً، وثورة (25 يناير) قبل ستة اشهر... كانت الثورة الأولى ثورة تحرير وثورة قوى اجتماعيّة جديدة... مجموعة من الضباط الأحرار ثاروا على السَرَاى وعلى الاحتلال الانجليزى وعلى الباشوات وأحزاب الباشوات فى وقت واحد، وانحازوا لأكثريّة الشعب التحتيّة فأحدثوا نتائج ثورية محسوسة: التحوّل إلى الجمهوريّة من المَلَكيّة، وقانون المِلْكية الزراعية، ومجانيّة التعليم، فانبثقت قوى اجتماعية جديدة غَيّرت خارطة السياسة المصرية... ومع جيل سياسى ثانٍ قامت ثورة شعبيّة استطاعت فى ثمانية عشرة يوما اسقاط الحاكم الرئاسى وعصبته التى تمثّل الجيل السياسى لثورة يوليو والباشوات الجُدد!
مراقبون يرون ثورة يوليو هى أُم الثورات فى منطقتها عهدذاك ولكنّها ليست هى أُم ثورة يناير... فثورة يناير هبّت ضد دولة المخابرات والشُرطة التى أنجبتها ثورة ثلاثة وعشرون يوليو!
يرضى المحايدون بحُكم مَعْمَل التاريخ، ليكشف بتقنية البصمة الوراثيّة أُمومة اكتوبر لابريل فى السودان... وبُنُوّة خمسة وعشرين يناير لثلاثة وعشرين يوليو فى مصر!!

أضف تعليقك طباعة الموضوع أرسل الموضوع
(قراءة: 415 تعليق: 1 طباعة: 7 إرسال: 0)
التعليقات

--------------------------------------------------------------------------------

1/ بشرى مبارك إدريس - (بريطانيا..... برمنجهام) - 23/7/2011
الاخ الدكتور والاستاذ كمال حنفى تحية طيبة من واقع الحال والتحليل هناك علاقة بين إكتوبر وأبريل 85 وهى أن الثورات كانت ضد حكم عسكرى فى الحالتين !!ولكن فى حالة مصر فالاولى ضد حكم أجنبى متسلط مع باشوات وإقطاع والثانية ضد حكم مخابراتى طوارىء منذ 1981م والمصيبة الان أن هناك ثورة على ثورة 25 يناير من واقع أن المجلس العسكرى هو صورة لنظام حسنى مبارك وزمرته الذى قامت من أجله ثورة 25 يناير !!الموضوع أصبح الان واضح الثورات العربية عنوانها الوحيد (الفوضى الخلابة وفى السودان لا لحكم الجلابة والدبابة بس من منازلهم أو مظاهرة حضورها محمد أبراهيم نقد والباقين غياب !!!) الغرب يريد بيع السلاح والمواطن العربى يريد تغيير النظام والله يفعل مايشاء والغرب من وراءوهذه الفوضى الخلابة يضمن البترول العربى الرخيص والافريقى التعيس !!! الفوضى والمفاوضات السرية بين قادة الثوار والمتظاهرين ورؤساء الحكومات السابقين هى كلمة السر المتداولة هذه الايام حتى أصبحت قناة الجزيرة مثل مسلسل (أجنبى فى السبعينات كان يطلق عليه الاخوان إسم من إسمه الحقيقى لايسمح المكان بذكرة ) ولكن له علاقة بكبير الشياطين إبليس