بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 65 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: تعلية خزان الروصيرص وغياب عقار من الاحتفال نقلاً من الرآى العام الأربعاء 22 يونيو - 22:30 | |
| النيل الأزرق ولاية ذات وضع خاص.. تتجه اليها الأنظار وتسلط عليها الأضواء الإعلامية، وتنسج حولها الشائعات والأقاويل التي تخدم مصالح البعض.. انتهزت دعوة وزارة الكهرباء والسدود «وحدة تنفيذ السدود» لحضور الاحتفال باكتمال المرحلة الأولى من «المشروع الحلم»، تعلية سد الروصيرص، وتخلفت هناك لثلاثة أيام بلياليها متجولاً ومتفقداً أوضاعها داخل أحياء المدينة الجميلة التي بدأت تتوشح ببساط أخضر يانع من الحشائش مع بداية الخريف، للوقوف ميدانياً وعن كثب على حقيقة الشائعات التي تنسجها بعض وسائل الإعلام المحلية والعالمية حول الأوضاع الأمنية والمعيشية بالنيل الأزرق.. واليكم الحصيلة: ---- شائعة الخرطوم شائعة انطلقت بالخرطوم وعبرت للدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق ذات صلة باحتفال تعلية سد الروصيرص الذي أقيم داخل موقع السد صباح السبت الماضي الموافق 2011/6/18م.. تقول إن الحركة الشعبية سوف تفسد الاحتفال، ولنا تدعه يمر بسلام.. ومما زادها انتشاراً غياب «مالك عقار» عن الولاية، وبالتالي عن الاحتفال «متعمداً»، كما أشاع البعض.. حقيقة اندهشت لتلك الأقاويل، إذ أنني كنت أتابع الوضع بالولاية، منذ وجودي بالخرطوم من بعض المصادر بالدمازين، إضافة أنني شاهد عيان إذ حضرت مراسيم الاحتفال، ضمن وفد كبير ممثلاً لرئيس التحرير، الاستاذ «كمال حسن بخيت».. الوفد تحرك بثلاث طائرات من مطار الخرطوم الى مطار الدمازين لا تفصل بينهما سوى دقائق معدودات لتستقبلنا عاصمة النيل الأزرق بزخات من المطر، والحشائش الخضراء المبللة بحبات المياه، والسحب الداكنة التي كانت تغطي شمس الصباح تماماً، جو بديع، بديع غسل هموم القادمين من الخرطوم، ورطب أجسادهم التي احترقت بشمسها النارية.. بعدها انطلق الوفد الى موقع السد وطاف على أعمال التعلية أعلى جسم السد ومنها الى موقع الاحتفال داخل سد الروصيرص.. كان الوفد يضم «أسامة عبدالله محمد الحسن»، وزير الكهرباء والسدود، والاستاذ «كمال عبيد» وزير الإعلام، والمهندس «محمد الحسن أحمد الحضري» المدير العام لوحدة تنفيذ السدود، و«صديق النور» وزير الثقافة والإعلام بولاية النيل الأزرق، والاستاذ «برعي أبوشنب» معتمد قيسان، وبروفيسور «محمد الحسن» رئىس المجلس التشريعي بالولاية، وضيف الشرف مولانا «محمد بشارة دوسة» وزير العدل. أين عقار؟ يبدو أن الشائعة وجدت تربة خصبة لتنمو وتنتشر سواء بالخرطوم أو الدمازين، بغياب «مالك عقار» عن الاحتفال، فحتى قبل وصولي الدمازين بأيام كنت أعلم انه لن يشارك في الاحتفال لغيابه بالعاصمة الاثيوبية «أديس أبابا»، حيث ان احتفال التعلية كان السبت الماضي الموافق «18 يونيو الجاري»، بينما غادر «عقار» الدمازين يوم الاثنين «13 يونيو الجاري» الى أديس، للتفاوض حول الترتيبات الأمنية الخاصة بالجيش الشعبي الموجود بالنيل الأزرق، بجانب أبناء النيل الأبيض بالجنوب، وبعض القضايا العالقة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، باعتباره رئىس الحركة الشعبية في الشمال، وذلك برعاية الاتحاد الافريقي، والاتحاد الأوروبي، وكل الوفد المفاوض الذي شارك في نيفاشا كان حضوراً بأديس. ويوم الخميس الموافق «16 يونيو الجاري» ذهب «عقار» من أديس برفقة «أمبيكي»، الوسيط المشترك للإتحاد الافريقي، ونائبه المبعوث الأمرميكي، وياسر عرمان، الى منطقة «كاودة» بجنوب كردفان، وقابلوا «الحلو»، ثم عادوا في نفس اليوم الى أديس، و«عقار» لا يزال حتى اليوم بأديس، وحسب معلوماتي المؤكدة انه سيبقى هناك لأسبوع آخر بسبب المفاوضات، إذن عدم حضوره احتفالات تعلية سد الروصيرص يعود لهذا السبب، ولذلك كلف وزير الثقافة والاعلام بالنيل الأزرق، «صديق النور» ليمثله في الاحتفال، بحضور معتمد قيسان «برعي أبوشنب، وبروفيسور محمد الحسن.. رئيس المجلس التشريعي بالولاية». وكما ذكر لي أحد كبار المسؤولين بحكومة ولاية النيل الأزرق ان العلاقة بين «مالك عقار» وإدارة السدود، «سمن على عسل» بل أن كل المتحدثين أشادوا بتجاوبه وتذليله لبعض العقبات واهتمامه ومتابعته اللصيقة والمستمرة للمشروع، حيث قال المقاول الصيني، شركة(CCMD)، مستر «مو» في كلمته التي خاطب بها الاحتفال: «نشكر حكومة ولاية النيل الأزرق بقيادة الوالي «مالك عقار» لتفهمها ومساعدتها، واعتنائها ودعمها اللا محدود للمشروع».. كذلك أشاد به مستر «أشيش» استشاري المشروع (CMECLI)، لما قدمته حكومة الولاية ومتابعتها لهذا العمل الكبير.
النيل الأزرق آمنة تخلفت عن الوفد بالدمازين للوقوف ميدانياً على حقيقة الأوضاع الأمنية بالولاية، وللحق الولاية آمنة، وكما قال لي احد المواطنين هناك «ولاية النيل الأزرق تنعم بالأمن والسلام».. وقال لي آخر: «محلية الكرمك اكثر أمناً من الخرطوم»، وتأكدت من قوله ذلك عند ذهابي لموقف مواصلات الكرمك، حيث شاهدته يكتظ بالبصات المتوجهة الى مدينة الكرمك، فالحركة طبيعية بينها وبين الدمازين، وعدد من سكان الكرمك المتوجهين اليها استنكروا ما يشاع حول مدينتهم، وإلا لما توجهوا اليها، ونفس الحال ينطبق على بقية المحليات «الدمازين، الروصيرص، قيسان، باو، التضامن» إضافة للكرمك، فمواقفها بالدمازين تشهد حركة طبيعية للمسافرين منها وإليها، فالأمن بكل ولاية النيل الأزرق مستتب ولم تحدث مشكلة أو إنفلات أمني خلال السنوات الخمس الماضية.. وكل ضباط وجنود الحركة الشعبية الموجودين حالياً داخل الولاية ملتزمون التزاماً كاملاً بالسلام، ولم يطلقوا رصاصة واحدة منذ خمس سنوات. ومن خلال جولتي الواسعة داخل أحياء مدينة الدمازين والروصيرص قابلت عدداً منهم، وهم يقيمون داخل الأحياء مع بقية المواطنين واندمجوا في المجتمع، وبعضهم التحق بالخدمة المدنية بكل محليات الولاية الست التي يصل عدد سكانها الى حوالى مليون و«400» ألف نسمة.
خير وفير استطلعت عدداً من المواطنين العاديين خاصة المزارعين وصائدي الأسماك بالولاية عن رأيهم في مشروع تعلية سد الروصيرص ومدى معرفتهم بالفوائد التي سيجنونها منه.. وللحق وجدتهم يعلمونها جيداً، حيث ذكروا ان التعلية ستعود لهم بالخير الوفير، سواء بزيادة الرقعة الزراعية، أو زيادة انتاجهم من الأسماك بعد اتساع البحيرة، مما يعني زيادة دخولهم، وترقية حياتهم ولهم الحق في ذلك، فخزان الروصيرص بعد التعلية يعد الأطول من نوعه في العالم، حيث تمت تعلية الجسم الخرصاني للخزان من «480» الى «490» متراً فوق سطح البحر، وقبلها تمت تقوية الدعامات بالخرصانة بكميات بلغت نحو «155» ألف متر مكعب، وزيادة السدود الترابية القائمة بالضفتين ليصبح طولها «24» كلم بدلاً عن «12.5» كلم، إضافة الى إعادة تأهيل البوابات السفلى، وبوابات المفض، والفرش المعدنية، وصيانة الرافعات أعلى السد، ورفعها للمنسوب الجديد، وصيانته وتأهيل مخارج ترعتي كنانة والرهد، وتوريد رافعات وبوابات لهما مستقبلاً. احتفال وحدة تنفيذ السدود صباح السبت الماضي أقيم لثلاثة إنجازات وباكتمالها يكون المشروع اكتمل بنسبة «65%»، ليكتمل نهائياً في مايو 2002م، والثلاثة معالم التي احتفل بها هي: *اكتمال الردميات في الضفتين الشرقية والغربية، حيث تجاوزت في الضفة الشرقية «5» ملايين متر مكعب، والغربية «6»ملايين متر مكعب، وحقق المقاول الصيني رقماً في إنجاز الردميات، حيث بلغ معدل الردميات في الشهر «مليون و200» ألف متر مكعب. *الإنجاز الثاني صيانة البوابات السفلى الخمس، التي كانت تشكل هاجساً كبيراً لتقليلها كمية المياه المخزنة بالبحيرة بالتسريب الذي وصلت نسبته قبل صيانة البوابات الى حوالى «50%» من كميات المياه المخزنة، وبعد صيانتها بمواصفات عالمية يصبح السد قادراً على حفظ كامل سعته التخزينية. *الإنجاز الثالث: اكتمال العمل الخرصاني في منطقة مآخذ التوربينات، ورفع كرينات الأبواب للمنسوب الجديد بعد التعلية، باستخدام تكنولوجيا متطورة وحديثة. أما الفوائد المرتقبة من التعلية، فهي كثيرة أهمها: إضافة مساحات زراعية مروية جديدة تصل الى «1.5» مليون فدان في المرحلة الأولى، بجانب ضمان توفير مياه الري للمشاريع القائمة حالياً على النيل الأزرق، وزيادة التوليد الكهرومائي من «1200» الى «1800» قيقا واط/ساعة في العام، بجانب زيادة الثروة السمكية في البحيرة، مما يوفر ظروف اجتماعية واقتصادية ومعيشية وخدمية أفضل لأكثر من «60» ألف مواطن من المتأثرين من التعلية بعد إعادة توطينهم في مواقع نموذجية، والخير بالطبع سيعم كل ولاية النيل الأزرق وكل الوطن | |
|