[center]ساخر سبيل
إعتبروها وارغو
الفاتح جبرا
تصيبنى الدهشة كلما قرأت على صفحات الصحف أولئك المواطنين الذين يسألون (ذوى القلوب الرحيمة) من أجل التبرع لهم بتكاليف (عملية جراحية) يتوقف عليها بقائهم فى هذه الحياة الزائلة أو دواء باهظ الثمن يقيهم الإنتقال إلى وحشة القبر..
مبعث دهشتى أن حياة المسلم من المفترض أن تكون هى من أهم (هموم) الدولة المسلمة فكيف لمسلم أن يموت (لأنو ما عندو حق العلاج) بينما (بيت مال المسلمين) يمتلئ بالمليارات؟ وحقو أخوانا فى (هيئة علماء السودان) يفتو لينا فى الحته دى بدل الفتاوى فى (المظاهرات) .. وإليكم رسالة بعث بها لى القارئ (محمد عمر) يستحلفنى بالله أن أنشرها .. تقول الرسالة:
أستاذى العزيز :
أفرد برنامج ( واحد من الناس) بقناة الجزيرة الإخبارية مساحة واسعة لبحث وتقصي حالة الطفلة السودانية ذات العمر سنة واحدة (حنين) التي أتى بها والداها إلى دولة القطر لطلب العلاج من مرض سرطان الدم الذي أصابها قبل ثلاثة أشهر في السودان.
وإنتقلت كاميرا الجزيرة إلى مستشفى الشيخ حمد بالدوحة وعبر الاقمار الإصطناعية إلى كل من عمان الاردن وكان هناك عبر الخط الدكتور محمد سرحان أخصائي أمراض سرطان الدم وزرع النخاع وعلى الجانب الآخر الدكتورة تابيتا بطرس وزيرة الصحة الإتحادية من مكان إقامتها المؤقتة في تونس..
بدأت الحديث الدكتورة المشرفة على حالة الطفلة (حنين) وأكدت بأنهم إستطاعوا تجاوز المرحله الأولى من الإستشفاء وأن المرحلة القادمة هي عملية زرع نخاع شوكي.
ثم عقبت والدة الطفلة بأنهم طرقوا ابواب المستشفيات العالمية فكان رد ألمانيا هو «350» ألف يورو. وبريطانيا «300» ألف جنيه إسترليني. .الأردن «120.000» $. ثم عقب والد الطفلة المكلوم بدموعه فقط.
إنتقلت مذيعة قناة الجزيرة إلى الأردن وسألت الكتور محمد سرحان وقد أجاب بقبول حالة الطفلة حنين متنازلاً عن حقه في العملية فقط تكاليف المستشفى.
وعندما إنتقلت المذيعة لسؤال وزيرة الصحة السودانية عن إمكانيتها بتحمل عبء إجراء العملية عبرها وعبر قنوات الدعم الحكومية... أجابت الوزيرة بالحرف الواحد لم نطلع بعد على ملف الطفلة الطبي وأرجو من أسرة الطفلة أرسال الملف إلى وزارة الصحة السودانية لتقوم بدورها بإرساله إلى وزارة المالية ورئاسة الجمهورية لمعرفة الدعم الذي تستطيع تقديمه..
إستنكرت المذيعة جواب وزيرة الصحة بأن حالة الطفلة لاتستوجب الإنتظار الطويل في دهاليز وأروقة المكاتب الحكومية لكن إكتفت السيدة الوزيرة بجوابها لكن تبقى مأساة (حنين) هي مأساة كل اسرة سودانية تعجز عن علاج أبنائها فلذات اكبادها.. اليكم اقول .. لماذا يا أستاذى لا تناقشوا هذا الموضوع عسى ان نسهم و لو بأحرفنا في ايقاظ المسئولين من سباتهم العميق إزاء هذه المحنة..
ملحوظة .. حنين ليس لديها اكثر من اسبوع! يمكن ان تجدوا تفاصيل اكثر على الانترنت..
إنتهت الرسالة وليس لدى إلا أن أرفع يدى لله الذى خلقها من عدم أن يشفيها من هذا المرض ويقر بها أعين والديها المكلومين ... وصورة من الرسالة إلى:
- بيت مال المسلمين..
- مليونيرات (الـ كورة) .. يا جماعة حصلو حنين ... إعتبروها (وارغو)!