منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المنتدى الجامع لأبناء السقاى الكبرى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقال عن كسل السودانيين ومسدار دفاع من بشرى مبارك

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

مقال عن كسل السودانيين ومسدار دفاع من بشرى مبارك Empty
مُساهمةموضوع: مقال عن كسل السودانيين ومسدار دفاع من بشرى مبارك   مقال عن كسل السودانيين ومسدار دفاع من بشرى مبارك I_icon_minitimeالإثنين 14 سبتمبر - 23:36

هذا عنوان رسالة وصلتني على بريدي الالكتروني في اليوميين الماضيين ربما تكون وصلت الكثيرين منكم في ذات التوقيت او ربما قبله، فحوي هذه الرسالة مقال احتجاجي علي شكل رسالة وجهها أحد الإخوة (لم يذكر المرسل اسمه) لسفيرنا باحدى الدول العربية تفيد تلك الرسالة انه عثر على كتاب مترجم باحدى المكتبات بتلك الدولة فيه ما يفيد ان من المستحيلات ان يترك السودانيون الكسل.
استوقفتني هذه الرسالة بقوة، فيبدو ان هذا الاتهام تحول من طور النكتة الى طور المسلمات وتذكرت مقالا كتبه الاخ العزيز الاستاذ ضياء الدين بلال في صحيفتنا الغراء (الرأي العام ) قبل فترة،ناقش فيه هذاالأمر منطلقا من تعليقات الاستاذ الصحفي السعودي عبد الله الشيعاني الذي كان يقول بعض النكات عن كسل السودانين في أيام مؤتمر جمع عددا من الاعلاميين العرب ،وقد أوفي الاخ ضياء في الرد (الدفاعي) عن قومه ولم يقصر عن بعض (القرصات) مما جعل الأستاذ الشيعاني يكتب اعتذارا لطيفاـ تجدونه في موقع الرأي العام الالكتروني ـ رد فيه اعتبارنا وأوضح فيه مدى احترامه لنا.
المهم،لاحظت ان الاخوة العرب وخاصة في الخليج يتناولون الامر بكثرة كما لاحظت (تحسس) بعض الاخوة المغتربين منه وتحمسهم للدفع بخطأ الزعم واثبات أن مفتاح شخصية السوداني ليس الكسل، فنحن شعب عرف بالكرم والكرامة والشجاعة والمروءة ،كما ان الكثيرين منهم يؤكدون بشواهدهم ان كثيرا من الدول التي يسخربعض أهلها منا، اسهمت الخبرات والعقول والسواعد السودانية في بنائها، وهذا لعمري دفع حقيقي نستحقه ، لكنه يحتاج لدرجة من الدقة حينما ننظر في جانبه المتعلق بالاتهام موضع النقاش ،فالحقيقة اننا لسنا على درجة كبيرة من النشاط ولسنا شاذين في الكسل فنحن مثل غالب الشعوب العربية والمستعربة و(الافرعربية) لا نهتم بالزمن واهتمامنا بالعمل قليل ،هذا لا ينفي تميز علمائنا وخبرائنا الذين أسهموا في نهضة شعوب كثيرة.
واذا تجاوزنا مكوننا الافريقي واثره علينا، فاننا نجد أن مكوننا العربي الثقافي وربما العرقي ،اسهم بدرجة كبيرة في شبهنا بالاخوة العرب في ادبياتنا حول الزمن والعمل وما يلازمها من سلوكيات تؤدي للكسل والعطالة.
أليس العربي الأصيل هو ذلك الرجل الذي يقضي اثمن الاوقات في الأنس والمجاملة واجترار الذكريات؟
أليست مجالسنا العامرة هي تلك التي تعمر بالقهوة والشواء وتبادل الكنيات والالقاب والتحايا والمدح والذم والعتاب؟
اليس من الاصالة العربية ان تترك العمل لتجامل الآخرين وتتكبد المشاق خصما علي المال والأعمال لتعزي او تهنئ؟
أليس في سلوكنا الزيارة من غير موعد فاذا حل الزائر ترك له المهم والأهم وصار هو الموضوع الرئيسي حتى ولو تعطلت حياة من ينتظرنا أوكسدت بضاعة من يبيعنا؟
بهذه وبغيرها من السلوكيات يتتضح سلوكنا الاجتماعي ،فتقديرنا للعمل ضعيف وحبنا للانس والاسترخاء عظيم للغاية
وبظني ان اهدار الوقت وعدم حب العمل من اساسيات الشخصية العربية التي نحن بالضرورة جزء منها ولو من باب الثقافة؟
انظروا الى تراثنا الادبي ، شعراً وامثالاً وفقهاً وقصصاً ،تجدون اننا ننبذ بعض المهن ونقلل من قدر ممتهنيها على الرغم من ان ديننا لم يحتقر أية مهنة كسبها حلال ، بل دعا للعمل اليدوي حاثاايانا للاقتداء بنبي الله داؤود الذي كان يأكل من عمل يده .
انظروا الى فخرنا هل هو بالعمل ام بالمال؟ وماله لو فخر العامل بعمله وقبض صاحب المال ماله؟
نعم نحن في كل العالم المسمى بالعربي نشترك في صفات سالبة رئيسية فان زاد شعب على آخر فانما تكون زيادته في كفة التميز العربي بصفات تستحسنها ثقافتنا السالبة.
انناـ معشر السودانيين ـ نشبه اخواننا في العالم العربي الذين باتو يروجون عنا هذه الصورة ، نشبههم الى حد التطابق في الصفات السلبية هذه، لكن ذلك لا يسقط عنا عبء التغيير ولا يحذفنا من القائمة السلبية بقدر ما يسهم في اسكات الاصوات المزعجة هذه لنعمل دون ضوضاء ونصلح دون مكابرة، فمن الضروري اعترافنا بسلبياتنا والعمل الجاد على معالجتها وعلينا النظر بمرآة النقد الذاتي لنعلم لماذا يتهمنا الآخرون بصفة الكسل!؟
بل ولماذا يتهمنا اخواننا الذين يحملون ذات الصفة وربما بصورة أسوأ؟وسنجد اسبابا موضوعية تستحق الوقوف والتأمل والمعالجة و سنعلم حقيقة موقعنا من الشعوب عموما ومن اخواننا العرب خصوصا وستضح لنا المسافة بين صورتنا الحقيقية والاخرى الدرامية الرائجة عنا وحينها سنعلم ان مجالس قهوتنا ومجالس (قهوات ) بعض اخوتنا العرب واوقات راحتنا واوقات (راحات ) بعضهم وساعات لهونا وساعات لهوهم ،يمكن ان تؤهلنا لمصاف الشعوب العملية اذا استثمرت بصورة صحيحة؛ طبعا بعد الاجابة على السؤال التأريخي:
هل غادر الشعراء من متردم؟

الكاتب فى الاعمدة بالرآى العام الدكتور فتح الرحمن الجعلى وفى عموده وابل وطل كتب هذا المقال وقمت بالرد عليه بمسدار نافياً صفة الكسل عننا كسودانيين واليكم المسدار:


والله السودانى الكسل ..... الكسل ما سيدو
ولو قلت غريب كلام... ليك الغريب بيعيدو
دايماً يحتفل زى العرب ......... بى عيدو
وفى الجود والكرم يديك ..يديك كل فى إيدو
**********************
شيخنا ود تكتوك فرح .. قال البكور والبدرى
ولى شيخنا نوقّر ونصيحتو.... قلبى وصدرى
بيها يمن عملنا .. زى سورى أو زى مصرى
وما تقول العرب سودانى سودانى قايم وخرى
وما تقول العرب سودانى سودانى قايم وخرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
ود الطيب الحاج

ود الطيب الحاج


عدد المساهمات : 671
تاريخ التسجيل : 09/03/2009
العمر : 54

مقال عن كسل السودانيين ومسدار دفاع من بشرى مبارك Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال عن كسل السودانيين ومسدار دفاع من بشرى مبارك   مقال عن كسل السودانيين ومسدار دفاع من بشرى مبارك I_icon_minitimeالثلاثاء 15 سبتمبر - 4:49

العزيز بشرى الموضوع كبير ومهم وسوف اعكس لكم احدى الردود على هذا الموضوع كما جاءت على لسان كاتبه:
صورة السوداني في الخارج .. "بأيدينا أم بيد عمرو" ؟
فيصل عبد اللطيف أحمد*

من أخطر الأمور في حياة الإنسان الفرد، وفي حياة الناس مجتمعين ( الشعوب والأمم )أن تكون لدي الآخرين صوراً جاهزة ( نمطية ) عنهم يستدعونها ويستحضرونها متى ذكر ذلك الإنسان أو الشعب أو مجموعة الناس. فالصورة النمطية من أخطر ما تعلق بالأذهان، سواء سيئة أم حسنة أم محايدة، ويتم تداولها مع الإضافة إليها. أو هي تعيد إنتاج نفسها في كل مناسبة.

والصور النمطية شائعة ضد أمم بحالها، أو لصالحها، فمثلاً صورة المسلمين ليست طيبة في الغرب ، وصورة اليهود محددة عند المسلمين، وعند بعض الأمم الأخرى، ولدى الغرب أفريقيا هي القارة الموغلة في التخلف. وقد قام الإعلام النازي بتصنيف الشعوب إلى درجات، جاء العرب واليهود في أسفلها. و من نماذج التنميط الإيجابي أن الصورة الذهنية عن الياباني لدى معظم الشعوب أنه مبدع وجاد.
فماذا عن صورة السوداني والسودانيين؟ دعك من كلمات مثل ( الطيبة والأخلاق الحسنة ) وكثير مما نقول عن أنفسنا ، ويقوله آخرون بطبيعة الحال.

ما الصورة التي نحن عليها لدى الآخرين؟ حقيقة صورة بشعة لمن تعمق فيها وقرأ أبعادها.
ومعالجة هذا الموضوع تؤرقني منذ زمن بعيد ، ولعل هذا العرض يكون فاتحة لتناول أوسع وتداول للرأي حول هذه القضية المهمة.

ربما هناك من يوافقني أن صورتنا لدى الآخر، خاصة أخوتنا في العالم العربي، لا تسر أبداً، فهي تحمل مضامين ( الكسل ، والإتكالية ، والتخلف، و ...) وكل معنى سيء يمكن أن يدرج بين هذه الكلمات والصفات.

وهذه المعاني يلعب عليها الإعلام العربي للأسف ، وليس ببعيد ما أثير خلال رمضان الفائت في أحد البرامج في إحدى القنوات العربية، أو ما شاهدناه في أكثر من برنامج في أكثر من قناة.
وللأسف الشديد بعض السودانيين يتبرع للإسهام في تثبيت هذه الأفكار السلبية وذلك بالمشاركة في أعمال فنية ودرامية تنال من الشخصية السودانية.

أذكر مطلع التسعينيات عرض في التلفزيون السعودي، مسلسل اسمه ( جزيرة الكنز)، أظنه إنتاج سوري، وكان ضمن تفاصيل المسلسل المغامرة بالذهاب إلى جزيرة نائية تقع في ( بحر النار) ، ويظن أن في هذه الجزيرة كنزاً. في الحلقة التي عرضت فيها الجزيرة كانت سحنات سكانها سودانية، ويتحدثون لغة (غريبة)، لا يفهمها الغزاة الذين جذبهم بريق الكنز إلى الجزيرة المجهولة، واتضح لي أن اللغة التي يتحدثونها هي ( اللغة النوبية ) وتحديداً لغة الدناقلة.. لغتي الأصلية، فنحن تعلمنا العربية في المدارس.

لا شك أن سكان الجزيرة غضبوا لاقتحام وطنهم، وغزوه من قبل أغراب، الشر باد في ملامحهم، فبدأوا في مناقشة الأمر بغضب، وقالوا ضمن محاوراتهم وتدابيرهم: ( يجب أن يقتلوا)، وبمعنى آخر معاصر: يجب أن نقاوم الغزاة. وركزت الكاميرا على إبراز مظاهر التخلف والهمجية والتعطش للدم، وقد كان هذا المسلسل قبل (موجة مكافحة ما يسمى الإرهاب) التي شغل بها الرئيس الأمريكي بوش العالم في أعقاب 11 سبتمبر.

حينها كتبت رداً في صحيفة الجزيرة( وكنت أعمل فيها ) واستهجنت التعريض بشعب حضارته ضاربة في أعماق التاريخ، سواء في السودان أو في مصر، ورفضت الطريقة التي شارك بها المسلسل في الإساءة لشعب النوبة ، ووصفهم بالتخلف والهمجية. كما استغربت أن يشارك نوبيون في مثل ذلك العمل الذي يوصمهم بالجهل وبالفظاظة، ويحدث شرخاً في علاقات الشعوب، ويكذب دعاوى الوحدة العربية، و( تلاقح الثقافات) .. ويدعم مقولات ( صدام الحضارات)، وغيرها من معوقات التفاهم.

ولكن ذلك المسلسل، للأسف، عرض مرة ثانية وعندها اتصلت بالمستشارية الثقافية في السفارة السودانية طالباً التدخل، وفي ما بعد علمت أن أحد الأخوة الذين آلمهم ما جاء في العمل الدرامي خاطب السفارة في الأمر نفسه. وبعدها حقيقة لم أتابع ما تم .

وفي أحد لقاءات اللجنة التنفيذية لجمعية الصحفيين السودانيين بالسعودية مع سفير السودان في الرياض ـ قبل أعوام ـ طرح موضوع الصورة السلبية للسودانيين، وقد أبدى السفير وأظنه ( الدرديري) اهتماماً بالأمر وذهب إلى حد وصفه بأنه ( حملة منظمة) لتشويه السودانيين، والبعض حاول ربطها بذيول أزمة الخليج واحتلال الكويت، والتداعيات التي لازمت تلك الأزمة وانعكاساتها على السودانيين جراء موقف السودان ( الذي صنف مع دول الضد). وقد أشرت إلى ذلك في أحد المنتديات الإلكترونية.

وبالتأكيد هناك شواهد أخرى رصدها غيري ، وهناك أخطاء جسيمة كثيرة تمر ولا نعبأ بها، ولا نلقي لها بالاً . وربما لاحظ البعض الرسائل البريدية التي تتضمن نكات منمطة عن السودانيين، ومحور هذه النكات المنتشرة على نطاق واسع، الكسل المزعوم، ونطق حرف القاف غيناً .. والتعريض بالعمامة السودانية، وسرعة الغضب، وإطلاق العبارات الانفعالية في المواقف التي تحتاج إلى حكمة، والقسم بالطلاق ( ويشيرون إلى مواقف رموز ).

وهناك نكات ( ملونة)، وقصص تنميط تستهدف الأطفال في المدارس، وأخطر ما في هذا النوع الأخير الموجه إلى الصغار أنه يصيبهم بالكآبة، ويوجد عقداً يصعب علاجها، ويطبع في عقولهم الرخوة تصورات خاطئة عن وطنهم وأهاليهم ، وعن أنفسهم. وهذه الصورة ترتسم بعمق أكثر في أذهان الجيل الجديد من السودانيين الذين ولدوا في الخارج ويعيشون فيه، وقد مررت بنماذج تخجل أن تعلن سودانيتها وسط ( الشلة)!!

للأسف لا أجد في الساحة السودانية عملاً مرتباً لمواجهة هذه ( الحملة ). ربما الناس مشغولون بما يعدونه أهم وأخطر، وهو مستقبل الوطن نفسه، وهل سيظل السودان موجوداً أم يكون من التاريخ، وإلى أين تنتهي الأزمات والصراعات التي تم تدويلها. ولكن أليس هذا الأمر يتساوى في أهميته وخطورته، مع أزمات الداخل؟ فهو معني بمستقبل الشخصية السودانية.

بين هذا وذاك يطل السؤال الحائر ، هل ما يتداول عنا من صور ذهنية سلبية هي مختلقة ولا وجود لها ، وأن الناس تحبك هذه النكات والعبارات من فراغ؟ الأمر يحتاج إلى نقاش موسع ، وأن ننظر إلى أنفسنا بتمعن. دعونا نحول المسألة أكثر جدلية، وننظر إليها بموضوعية، ونسأل أنفسنا من أين أتت هذه الصور؟ هل يمكن أن يتبادر إلى ذهن أحد أننا ربما وقعنا في شر أعمالنا، وأن الخارج يديننا بنفس أسلوب التنميط الذي نمارسه في الداخل، ألسنا نرسم صوراً مشوهة عن بعض الجماعات أو الأقاليم، وننسج حولها القصص والنكات الجهوية، وهي منتشرة ويتداولها الناس وتذاع في وسائل إعلام وداخل مركبات عامة!

في سبيلي لمقارعة مصممي هذه الحملة ، ومروجي النكات التي تنمط السودان والسودانيين، أشرت إلى مقالة في صحيفة الرياض (قصاصة من الثمانينيات)، للكاتبة الدكتورة ثريا العريض، عنوانه المقالة ( الذين لا يصدؤون )، تناولت فيها السودانيين بكثير من الشكر والإشادة، ولفتت إلى ( الأخلاق العالية)، وكل ما تنطوي عليه هذه العبارة من معاني ( الصدق ، والأمانة، والسماحة، والجدية في العمل). وقد تساءلت هل نحن فعلاً كما تقول الكاتبة؟ وأجريت مقارنة بين ما قالته وبين ما يقال عنا، وأجلت الخاطر في واقعنا وبعض سلوكياتنا التي نتحدث عنها باستغراب، ونسأل أنفسنا: ما الذي حدث ...لم أصبح الناس هكذا ؟ واقصد التحولات الأخلاقية والسلوكية في الداخل.

فهل ما حاق بنا يدخل في تفسير الآية الكريمة " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"؟ أظن ذلك، لأن ما يرتسم في أذهان الناس عن شخص هو نتاج خليط أو مزيج سلوك ذلك الشخص وهيئته وطبائعه. وهذه الترويجات تؤخذ سواء من وسائلنا الإعلامية ، أو من داخل مجتمعنا المحلي ، أو من ممارسات بعض السودانيين في الخارج، الذين يتصرفون بإهمال شديد في المظهر العام، ويتعاملون بتلقائية ( موغلة في المحلية) لا تناسب هذا الزمان. أنظر كيف تهتم الدول بحملات العلاقات العامة لتحسين صورها. والمظهر لا المخبر هو الأساس في الانطباع الأول لدى الناس، وفي الدرجة التالية تأتي الأخلاقيات لأن اكتشافها واختبارها يحتاجان وقتاً. أحد الأخوة الذين ناقشت معهم هذا الموضوع قدم إضافة قد تكون غائبة عن كثيرين : " لا تذهب بعيداً وتابع تلفزيوننا .. هل تعجبك جلسة الناس خلال البرامج .. إنهم (يجلسون بإهمال) يفسره البعض على أنه كسل".!!

لذلك كل الواقع يحتاج إلى تغيير حتى نصحح صورتنا في الخارج، وقبل ذلك نحتاج إلى تغيير حقيقي لنصحح صورتنا أمام أنفسنا، أما التجاهل والإهمال، والانكفاء على ( الاعتزاز بالنفس) فلن يفيد. على سبيل المثال إن تغيير مفهوم ( الكسل ) المتداول عن السوداني يحتاج إلى حشد طاقات كبيرة نفسية وإعلامية واقتصادية تتضامن فيها الحكومة والمجتمع المدني. والتركيز هنا على الإعلام ، الذي يعول عليه في إنتاج برامج ذكية وجيدة تقدم السوداني بصورة عصرية.
ومطلوب من البعثات الدبلوماسية أدوار مهمة، بدءاً بالتركيز علي إدارات العلاقات العامة والإعلام، وتبدأ هذه الخطوة بإسناد المسؤوليات لأصحابها الحقيقيين، الذين يخبرون مهنة الإعلام، ويستطيعون خلق صلات مع وسائل الإعلام في المجتمعات التي يمثلون فيها السودان، ومع قطاعات المجتمع، والقوى المؤثرة ثقافياً ، ومع الجاليات السودانية. فالمهمة أكبر وأبعد من حق الرد والتصحيح في الصحف، أو نفي واقعة، أو تنظيم حفل قد لا يحضره سوى سودانيين. فالظاهرة لن تجابه إلا من خلال التعمق في المجتمعات والتعامل بوعي مع الإعلام.

وعلى الجانب الآخر مطلوب منا أن نكون إيجابيين بطريقة تواكب التغييرات العالمية لنعكس صورة واقعية عن أحوالنا، فكما يقال لا يستقيم الظل والعود أعوج. فكل معالجة يجب أن تبدأ من الداخل .. وكنت أرجو أن نجعل من المؤتمر الثاني للإعلاميين العاملين بالخارج فرصة تتاح للمكتوين بنار التنميط أن يقدموا أوراق عمل لتجذير القضية، ووضعها في إطارها الصحيح، وتداول الرأي حولها، ثم الخروج بتصورات تترجم إلى خطط وبرامج عمل لمواجهة هذه الظاهرة. ففي اعتقادي أن أي معالجة ـ بغير الأسلوب العلمي ـ ستظل موقوته، ومعزولة، وربما تسهم في تمدد الظاهرة ومزيد من النكات والتعليقات.

لعل الفورة الحاصلة في السودان تنتج مجتمعاً جديداً لا يكون كالمجتمع الذي أنتج الصور النمطية الهزيلة التي تصدمنا في الخارج، لدرجة أن البعض بات مقتنعاً بها ، وهذا أسوأ شيء ، وهو ما يقال في الإعلام : استراتيجية التكرار لتثبيت الفكرة وترسيخها، وحمل المستهدفين على تبنيها، والعمل وفق مضمونها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناصرالزبير

ناصرالزبير


عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 15/09/2009

مقال عن كسل السودانيين ومسدار دفاع من بشرى مبارك Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال عن كسل السودانيين ومسدار دفاع من بشرى مبارك   مقال عن كسل السودانيين ومسدار دفاع من بشرى مبارك I_icon_minitimeالثلاثاء 15 سبتمبر - 5:13

مشكوووور على الموضوع , صراحه موضووع ممتع وشيق , وبدور حول حقيقه مثبته ومحور اجتماعي جميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقال عن كسل السودانيين ومسدار دفاع من بشرى مبارك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء السقاى :: منتدى الشعر والخواطر والقصص-
انتقل الى: