حين ينتهي الحب.. كيف أحب الذي أحب..؟!
ظهركِ لي..
فمن سيفسرني.. من سيمرئيني.. ؟!
ستطفئ الريح شمعة جديدة..
لا عزاء لي في ليل أيلول الجديد
أعد على أصابع عمري:
كم مرة مر ليل أيلول فيه.. ؟!
أيلول يجتاز الآن الأبواب المفتوحة على الماضي:
أيلول.. أيلول لماذا تضطهدني..؟!
لم استثر رياحك النائمة في كهوفها البعيدة،
لم أهز جذوع أشجار عتماتك
ولم أطأ على أوراقك المتساقطة على قارعة التحول
فلماذا تضطهدني.. ؟!
حين ينتهي الحب.. كيف أحب الذي أحب.. ؟!
وأنا.. أنا
وأنا.. هو
أيها المجنون في أول عتمة لأيلول:
عمّ تبحث في شارع الغياب..؟!
الشرفات مطفئة
والعتمات تتبقع بما تناثر من فضة القمر على شارع الغياب
والصدى المبحوح لوشوشات قديمة يهتك حرمة السكون..
أوهكذا سأعود إلى عزلتي..
ماذا سأقول لوجداني الذي لم يصبح لغة.. ؟!
كيف سأعتذر لعذراء النوم وهي تسدل الستائر..؟!
أوهكذا سأعود بلا لغة لأنام مع الفراغ
أوهكذا سأعود لأطفئ شمعة جديدة في أول عتمة لأيلول
حين ينتهي الحب..
سأحب الذي أحب..
لأنني كنت له أحب
يا أسطورتي التي نسجت.. قسوتِ عليّ
لم تتركي لعينيّ نافذة تطل على سفوح الحياة
ألا شيء أُحضِرُ سوى الغياب يا أسطورتي التي نسجت.. ؟!
أنتِ الآن متعبة
وأنا متعب أيضا لأني شعرت بأني كبرت دون أن أدري
دون أن أدري كبرت، ويكاد أيلولي أن يدركني
إذا شاخ جسدي فهل أشيخ أنا.. ؟!
أيشيخ قلبي قبل ينضج حبي..؟!
أأهيئ لغتي لشيخوخة أفكاري..؟!
أنت الآن متعبة..
وأنا متعب أيضا لأني شعرت بروحي تضيق ذرعا بيني.. وبيني
فيا أنا..
يا من سيأخذك الجنون إلى حيث لا أيلول..
وحينها.. حين سيظن الجميع أنني مجنون:
عليهم أن يتأكدوا أنني تحررت تماما من قيودهم، ولذا فهم ينفونني بتهمة الجنون
عليهم أن يتأكدوا أنني صدّقتني وصرت لذاتي،
أما هم فمزيفون لسواهم
تخيلي أنهم وشموني بالجنون فهل ستصدقيهم وتكذبيك.. فتتألمين،
وتتحدثين كثيرا عما كنتُ أنا عليه مستشهدة بذكريات مضاءة بالبرتقالي الأسطوري وعما آلتُ إليه..
ولا بد ستشفقين حين تكون الشفقة خناجر في قلب الغياب.
وحين كما يقولون سأجن:
الأرض أقصر من خطوتي
والأرض أصغر قليلا من سريري
والأرض أطول من استدارتها
والأرض أكبر من صورتها
والقمر ظل الغائب
أيها القمر البدر إلا قليلا..
نام الجميع فالبس ملاءة العتمة
وأهبط لأروي خصبك بماء الفكرة المزمنة
ولأن الكلام سوف يصوم في عزلته..
والفكرة ستتزهد في منفاها..
ولأني أنا لأنا..
سأحدثني..
وسأروي لي عني
أنا الذي هو..
أنا الذي أنا..
وأنا الذي هي
وحين - كما يقولون - سأجن
سأسمع صورتكِ المشدوهة في العتمة..
وأرى صوتكِ المتجمد بالصمت
سأراك أنتِ فيك..
وأراك أنت فيّ تفترقان.. وتتداخلان
وحينها سأشتهيك كتفاحة أولى
سأشتهيك خارجي فأحتضن الحجر
وحين - كما يقولون - سأجن
كثر هم الذين سيحاكمون ذواتهم وينتحرون من على هاوية الصمت
وحين - كما يقولون - سأجن
ستتغير الأدوار
فأخلع عني القصيدة لتلبسني هي قميصا من بلّور، ونتحد في الطريق إلى الفكرة الخالدة
وأيضا ستهبط الغيوم لترفعني على امتداد الزمن..
وأتصادق مع الغياب..
وأسكن في الفراغ
وحين - كما يقولون - سأجن
ستستطيل اللحظة، وتمتد على الزمان
وسيرتص الزمان منقرصا في لحظة واحدة..
وينعدم المكان..
ويمتلئ الفراغ..
حينها لا أعلم كيف ستهبط ليلى من نجمة المرايا إلى مئذنة ذكراها الوحيدة..!
ربما سأنسى دعاء الهبوط..!
ربما ستهبط ليلى إليكِ منتحرة في جسدك..!
موضوع: حين ينتهى الحب 
الأحد 16 أغسطس - 17:37
