منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المنتدى الجامع لأبناء السقاى الكبرى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محنه الامام مالك بن انس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

محنه الامام مالك بن انس  Empty
مُساهمةموضوع: محنه الامام مالك بن انس    محنه الامام مالك بن انس  I_icon_minitimeالجمعة 26 يونيو - 18:17

تعرض الإمام مالك لمحنة لروايته حديث: (ليس على مستكره يمين)، فرأى الخليفة والحكام أن التحديث به ينقض البيعة؛ إذ كانوا يُكرهون الناس على الحلف بالطلاق عند البيعة، وبسبب ذلك ضُرب بالسياط وانخلعت كتفه.

مع بُعد الإمام مالك -رضي الله عنه- عن الفتن، وامتناعه عن تأييدها، نزلت به محنة شديدة في عهد أبي جعفر المنصور، ثاني الخلفاء العباسيين. وقد اتفق المؤرخون على نزولها بذلك العالم الجليل، وأكثر الرواة على أنها نزلت في عام 146هـ.

وقد اختلف المؤرخون في سبب نزول هذه المحنة، قال القاضي عياض السبتي -رضي الله عنه-: "قال ابن مهدي: اختلف فيمن ضرب مالكا، وفي السبب في ضربه، وفي خلافة من ضَرب".

فقال بعضهم: إن سببها أنه كان يُفتي بتحريم المتعة، وهي عقد مؤقت يبيح للرجل أن يعيش مع المرأة مدة معلومة بأجر معلوم يتكافأ مع المدة ومع حالها، وإذا امتنعت عن طاعته مدة؛ نقص من هذا الأجر، كالأجرة في الإجارة تماما، وأنه إذ كان يفتي بتحريمها أخذت عليه الفتيا؛ لأنه روى عن ابن عباس -جد المنصور- أنه كان يحلها.. وهذا لا يصلح سببا؛ لأنه ما عرف أن المنصور كان يستبيح المتعة، ولأن أكثر الرواة على أن ابن عباس رجع عنها بعد أن لامه على ذلك ابن عمه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.

وقيل: إن السبب أنه كان يُفضِّل سيدنا عثمان على الإمام علي -رضي الله عنه- فوشى به العلويون.

وفي ترتيب المدارك للقاضي عياض: "وخالف هذا كله ابن بكير؛ فقال: ما ضُرب مالك إلا في تقديمه عثمان على علي، فسعى به الطالبيون حتى ضُرب.

فقيل لابن بكير: خالفت أصحابك؛ هم يقولون: ضرب في البيعة.

قال: أنا أعلم من أصحابي.

وهذا أيضا لا يصلح سببا؛ لأن الزمن الذي نزلت فيه المحنة كان العلويون مُبَغَّضِين إلى المنصور غيرَ راض عنهم؛ لخروج محمد النفس الزكية بالمدينة، وأخيه إبراهيم ببغداد عام 145 هـ.

وإن السبب الذي نراه معقولا، وهو أنه كان يحدث بحديث: (ليس على مستكره يمين). وقد كان العلويون والذين خرجوا مع النفس الزكية يَدَّعُون أن بيعة المنصور قد أخذت كُرها، فاتخذ هذا الحديث ذريعة لإبطال البيعة، فنهاه والي المدينة باسم المنصور عن أن يحدِّث به، ثم دس عليه من يسأله عنه، فحدث به على رؤوس الأشهاد، على ما ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك: "قال الواقدي: لما سود مالك، وسمع منه وقبل قوله؛ حسده الناس وبغوه، فلما وُلِّيَ جعفر بن سليمان على المدينة؛ سعوا به إليه وكثروا عليه عنده. وقالوا: لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء، وهو يأخذ بحديث يرويه ثابت الأحنف في طلاق المكره أنه لا يلزم".

فالحديث مع روايته اعتراه نظران:

- نظر الساسة والسياسيين والمنافقين الذين يلتفون حولهم دائما، وهؤلاء ظنوا أنه بروايته يروج الدعاية ضدهم ويمالئ بروايته في وقت خروج الخارجين.

- والثاني نظر الإمام، فهو يروي الحديث إذا سئل عنه، لأن في روايته إذاعة لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإفشاءً للعلم، وامتناعا عن كتمانه. ولا يبالي في ذلك شيئا، وإن امتنع عد نفسه عاصيا كاتما لما جاء على لسان الرسول، وقد حكم الله بلعنه، لأنه لعن من يكتم علما.

وكانت المحنة أن ضرب بالسياط، وأن مدت يده حتى انخلعت من كتفه، قال الواقدي في ذلك أن جعفرا غضب ، ودعا بمالك، فاحتج عليه بما رفع إليه "ثم جرده ومده فضربه بالسياط، ومدت يده حتى انخلعت كتفُه"، وفي رواية عنه: "ومدت يداه حتى انخلع كتفاه".

قال مصعب: "ضرب جعفرُ بن سليمان مالكا ثلاثين سوطا، وقيل: نيفا وثلاثين، ويقال: ستين". وقال مكي بن إبراهيم: "سبعين سوطا، وقيل نيفا وسبعين سوطا"، وقيل مئة سوط من رواية الحارث عن ابن القاسم.

قال الدراوردي: لَمَّا أحضر مالك لضربه في البيعة التي أفتى بها -وكنت أقرب الخلق منه- سمعته يقول: كلما ضُرب سوطا: "اللهم اغفر لهم؛ فإنهم لا يعلمون" حتى فرغ من ضربه.

ويذكر الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء أنه بعد ضرب الإمام مالك أمر جعفر بن سليمان أن يطاف به في المدينة، فيقول: "لما ضُرب –مالك- حُلق وحُمل على بعير، فقيل له: ناد على نفسك، فقال: "ألا من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني؛ فأنا مالك بن أنس، أقول: طلاق المكره ليس بشيء"، فبلغ ذلك جعفر بن سليمان الأمير فقال: "أدركوه، أنزلوه". وحمل مغشيا عليه إلى بيته.

قال مطرف: فرأيت آثار السياط في ظهره، قد شرَّحته تشريحا، وكان حين مدوه في الحبل بين يديه خلعوا كتفه، حتى ما كان يستطيع أن يُسوِّي رداءه.

وكان جعفر بن سليمان قد مَدَّ يديِ الإمام مالك بين العقابين -العقابين: آلة توضع فيها اليدان عند الضرب، فتمسكهما وتمنعهما من الحركة- فلذلك كان لا يأتي المسجد، لخروج ريح من موضع الكتف.

قال إبراهيم بن حماد إنه: "كان ينظر إلى مالك إذا أقيم من مجلسه حمل يده بالأخرى".

وكان لذلك وقْع شديد في نفوس أهل المدينة وطلاب العلم الذين قصدوه. فقد رأوا فقيه دار الهجرة وإمامها ينزل به ذلك، وما حرض على فتنة، ولا بغى في قول، ولا تجاوز حد الإفتاء، ونكأ جروحهم أنه سار على خطته بعد الأذى، فلزم درسه بعد أن رقئت جراحه، واستمر لا يحرض على فتنة. ولا يدعو إلى فساد، فنقموا ذلك الأمر من الحاكمين، وسخطوا عليهم. وغلت النفوس بالآلام منهم.

وقال الجياني: "بقي مالك بعد الضرب مطابق اليدين، لا يستطيع أن يرفعهما، وارتكب منه أمر عظيم، فو الله ما زال مالك بعد ذلك الضرب في رفعة من الناس وعلو وإعظام، حتى كأنما كانت تلك الأسواط حليا حُلِّيَ بها".

ثم إن الحكام أحسوا مرارة ما فعلوا، أو على الأقل أرادوا أن يداووا الجراح التي جرحوها، وخصوصا أبو جعفر المنصور؛ فإنه لم يكن في ظاهر الأمر ضاربا، ولم يثبت أنه أمر بضرب، أو رَضِيَ عنه. ولذلك لما جاء إلى الحجاز حاجا، أرسل إلى مالك يستدعيه ليعتذر إليه. ولنسق الخبر كما جاء على لسان مالك -رضي الله عنه-، لنرى مقدار عظمته في سماحته، كما كان عظيما بعلمه وخصاله ومهابته، وها هو ذا الخبر -كما في ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض السبتي-:

لما دخلت على أبي جعفر، وقد عهد إلي أن آتيه بالموسم، قال لي: والله الذي لا إله إلا هو، ما أردت الذي كان ولا علمته، وإنه لا يزال أهل الحرمين بخير ما كنت بين أظهرهم، وإني إخالك أمانا لهم من عذاب الله، ولقد رفع الله بك عنهم سطوة عظيمة، فإنهم أسرع الناس للفتن، وقد أمرت بعدو الله أن يؤتى به من المدينة إلى العراق على قتب، وأمرت نصيرا بحبسه، والاستبلاغ في امتهانه ولا بد أن أنزل به من العقوبة أضعاف ما نالك منه.

فقلت: عافى الله أمير المؤمنين وأكرم مثواه. ونزهته من أمري، وقلت له: قد عفوت عنه لقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقرابته منك.

فقال لي: عفا الله عنك ووصلك.

وقد كان الإمام مالك قد عفا عن ضاربه قبل ذلك:

قال القروي والعمري -وأحدهما يزيد على الآخر-: لما ضرب مالك ونيل منه، حمل مغشيا عليه، فدخل الناس عليه، فأفاق فقال: أشهدكم أني جعلت ضاربي في حِلّ. فعدناه في اليوم الثاني فإذا به قد تماثل، فقلنا له ما سمعنا منه، وقلنا له: قد نال منك. فقال: تخوفت أن أموت أمس فألقى النبي صلى الله عليه وسلم، فأستحي منه أن يدخل بعض أهله النار بسببي. فما كان إلا مدة، حتى غضب المنصور على ضاربه، وضُرب ونيل منه أمر شديد، فبشر مالك بذلك فقال: سبحان الله! أترون حظنا مما نزل بنا الشماتة به؟ إنا لنرجو له من عقوبة الله أكثر من هذا، ونرجو لنا من عفو الله أكثر من هذا، ولقد ضرب فيما ضربت فيه محمد بن المنكدر، وربيعة، وابن المسيب، ولا خير فيمن لا يؤذى في هذا الأمر".

قال محمد بن خالد، ابن عثمة: كنا عند جعفر بن سليمان في مرضه الذي مات فيه، فدخل عليه حماد بن زيد، فقال له: يا أبا إسماعيل، رأيت في منامي مالك بن أنس، فسلمت عليه فلم يرد، فأعدت عليه فرد، وقال: "إن لي ولك غدا مقاما عند الله"، فأرقت لذلك وغمني. فقال له حماد: إن مالكا من الإسلام بمكان جليل، وما هو إلا الندم والاستغفار.

ويقول الإمام الذهبي في تعليقه على هذا الحدث: "قلت: هذا ثمرة المحنة المحمودة؛ أنها ترفع العبد عند المؤمنين.

وبكل حال: فهي بما كسبت أيدينا ويعفو الله عن كثير، (ومن يرد الله به خيرا؛ يُصِبْ منه)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل قضاء المؤمن خير له). وقال الله -تعالى-: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ﴾ [محمد: 31]، وأنزل الله -تعالى- في وقعة أحد قوله: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ﴾ [آل عمران: 165]، وقال: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾ [الشورى: 30].

فالمؤمن إذا امتحن؛ صبر واتعظ واستغفر، ولم يتشاغل بذم من انتقم منه، فالله حَكم مُقسط، ثم يحمد الله على سلامة دينه ويعلم أن عقوبة الدنيا أهون وخيرٌ له".

وقال الليث: إني لأرجو أن يرفع الله مالكا بكل سوط درجة في الجنة. وهكذا خرج الإمام من هذه المحنة مكرما، وزاد بها رفعة عند الخليفة وعند الناس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
 
محنه الامام مالك بن انس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الامام مالك بن انس
» من مواقف الامام مالك بن انس
» موطأ الامام مالك بن انس
» الامام مالك إمام دار الهجرة .
» وفاة الامام مالك بن انس رحمة الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء السقاى :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: