بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
 |  موضوع: زفرات حول مشروع الجزيرة الذي كان والطيب مصطفى من الانتباهة  الأحد 3 فبراير - 7:01 | |
|
زفرات حول مشروع الجزيرة الذي كان
التفاصيل
نشر بتاريخ السبت, 02 شباط/فبراير 2013 10:26
استفز مقال كتبتُه عن تجربة عمليَّة ناجحة خاضها المهندس إيهاب عثمان في السوكي حيث قام بزراعة (5000) فدان استخدم خلالها التقانة الحديثة وجلب إدارة أجنبية تعاملت بقِيم العمل المعمول بها في الدول الأخرى التي بلغت إنتاجية الفدان فيها أرقاماً قياسيَّة وحققت نتائج طيبة أشرنا إليها في ذلك المقال الذي استفزَّ صاحب المقال الذي أُتيحُ له مساحة الزفرات في هذا اليوم فكتب متحسراً على حال مشروع الجزيرة الذي كان عظيماً لكنه انحدر إلى القاع أو كاد.
مشروع أقدي الذي أشار إليه كاتب المقال من التجارب التي تعطي أملاً في إمكانية تحقيق النهضة الزراعية من خلال استنساخها في الجزيرة وغيره من المشروعات وأظن أن الوزير المتعافي بعقليته المتفتحة على التجارب العالمية وقدرته على المبادرة يستطيع أن يمضي في تكرار تجربة أقدي وغيرها لو وجد الدعم اللازم.
إلى المقال:
الأستاذ الطيب مصطفى
تحية وإجلالاً وتقديراً واحتراماً وبعد
فقد اطّلعت على عمودكم (زفرات حرى) بتاريخ (24 ديسمبر 2012م) المستمَدَّة معلوماتُه من السيد/ إيهاب عن الزراعة وأن البلاد في عام (1971م) صدَّرت (1.250.000) بالة قطن بينما صدَّر قبل عامين (50.000) بالة قطن وللحق والحقيقة أن السيد/ إيهاب رجل مثقف ومتابع وبقلب (موجوع) كما قلت ولكن أنا أشدُّ منه وجعاً وألماً تدري لماذا أستاذي الطيب؟ لأني مزارع بمشروع الجزيرة والمناقل وقد هجرتُ الأرض منذ (1983م) وسافرتُ للسعودية (بمهنة عامل زراعي) نسبة لتدني بل لعدم وجود عائد يستر الحال ويُطعم العيال وهذا لم يكُ حالي أنا وإنما انطبق على أكثرية المزارعين فمن لم يهاجر للخارج هاجر للمدن كالخرطوم ومدني لممارسة مهن هامشيَّة ولكنها الأفضل في نظرهم من حيث الدخل وهذا أمرٌ مؤسف ومؤلم وموجع ومُبكٍ خاصةً بعد رفع يد الدولة عن مشروع الجزيرة وتصفيته بصورة حزينة لا أستطيع سردها بل أدعوكم وفريق (الإنتباهة) لزيارة مكتب «88» مهيلة قسم التحاميد ذلك المكتب الذي كان في المرتبة الأولى حيناً والثالثة حيناً آخر مع منافسيه «89» النالة و«87» أم شديدة أما بعد تصفية المشروع والخراب الذي حدث فحدِّث ولا حرج ــ كما قال الأستاذ إيهاب ــ عمَّا وصل إليه السودان من الإنتاج عالمياً اليوم بعد أن كان قد حقَّق «9%» من الإنتاج العالمي للقطن! أما الذي قلته أنت أستاذي الطيب ففعلاً كان يومها المزارع فوق حتى (قالت إحداهن للأخرى التي زوجت ابنتها، راجل بنتك مزارع واللا من ناس الله كريم) وفي تلك الفترة أيام سياسة الحساب المشترك كان نصيب المزارعين «47%» والحكومة المركزية «36%» والخدمات الاجتماعية «3%» ومن هذه النسبة البسيطة شِيدت مدارس وحُفرت آبار ودُعمت مستشفيات والكثير الكثير من الخدمات المرتبطة بحياة الناس في مشروع الجزيرة والمناقل. وبالأمس وبمناسبة عيد الاستقلال الـ «57» زار المشير عمر البشير مشروع أقدي الزراعي بالنيل الأزرق وقد لاحظنا أن فدان القطن حقَّق إنتاجية «10» إلى «15» جوالاً بعد أن كانت الإنتاجية اثنين إلى ثلاثة قناطير للفدان وهذه نعمة يجب أن يستفيد منها مشروع الجزيرة والمناقل. (أخي أستاذ الطيب جاء في عدد الإنتباهة رقم «2438» الخميس «20 ديسمبر 2012م» تحت عنوان «رئيس البرلمان: أمورنا ماشة بدون بترول الجنوب» أن ميزانية العام «2010م» كانت «25» مليار جنيه وأن موازنة «2013م» أيضاً «25» مليار جنيه. وفي تقديري هذا ثبات ولكن لماذا الزيادة الملحوظة في أسعار السلع؟! وقد قرأت هذه المعلومة ثم رجعت للوراء فقرأت في جريدة (الصحافة) العدد «4216» بتاريخ الأحد «23 سبتمبر 1973م» تحت عنوان (الميزانية الشمولية للمجالس الشعبية) أن الميزانية قد بلغت لعام (73/1974م) نحو «75» مليون جنيه ويومها كان الجنيه يعادل ثلاثة دولارات وثلث الدولار وبذلك = ميزانية الدولة (247.500.000) دولار في حين أن صادر الذهب لهذا العام بلغ مليارين ونصف المليار من الدولارات والسؤال الذي يفرض نفسه: ترى هل حتى الدولار فقد قيمته مقابل المشتريات أم أن صرفنا وإنفاقنا قد زاد مئات المرات؟ أم ماذا نقول فمثلاً بجنيه زمان نشتري «16.6» رطل سكر فمن منا نحن المخضرمين لا يتذكر تلك الأسعار التي كانت (التعريفة) بتشتري كبريت. والسودان الحمد لله ربنا حباه بالأرض الزراعية البكر (200.000.000) فدان ومياه وفيرة وأمطار كثيرة فما المانع من أن نكون دولة زراعية حمَّلتها منظمة الزراعة والأغذية العالمية (الفاو) في مؤتمرها «1975م» مهمة غذاء العالم ضمن «3» دول «1» كندا «2» السودان «3» أستراليا فالدولة ممثلة في وزارة الزراعة هي المسؤول الأول عن فشل الزراعة وبلدنا الحمد لله مؤهل بكوادره البشرية المشهود لها عالمياً بالخبرة والدراية فقط علينا أن نضع مصلحة الوطن فوق كل مصلحة ونبعد عن الترضيات والضغوط التي تُفرض على متخذي القرارات السياسية والدستورية والسيادية من التكتلات الحزبية ووجهاء القبائل فبربِّكم ماذا يعني تعيين طبيب مثلاً وزيرًا لوزارة لا علاقة لها بتخصصه وقد يكون شابًا في الأربعينيات من عمره ووكيله ومساعدوه في الوزارة المعنية كبارًا في السن وذوي خبرة بعمره.
ونحن عندما نقول ذلك هدفنا في المقام الأول أن يعي المواطن لدوره وتعي القيادة للإصلاح وتعمل على إزالة الأخطاء وتحاسب كل مخطئ ومفسد وليكن ديدنها وشعارها الرجل المناسب في المكان المناسب في ثورة تصحيحية يتوافق عليها الجميع إذا كان فعلاً همنا السودان ذلك البلد الغني بموارده الطبيعية التي نُحسد عليها وقلّ أن توجد في بلد غيره.
وبعد
هذا هو رأيي كمواطن أود أن أنقله عبر جريدة (الإنتباهة) التي بدون محاباة أو مجاملة وجدتُ فيها المصداقية والتناول الموضوعي والهادف سياسياً واقتصادياً إضافة لموضوعاتها الأخرى كالملف الاجتماعي الذي يتطرَّق لأمور غاية في الأهمية كقصة (فتاة تأخّرت في الزواج) تلك القصة التي تقوّي الإيمان بالله وتزيده في نفوس المؤمنين وقد وردت هذه القصة في عدد السبت (5 يناير 2013م) صفحة رقم «10».
ولكم الشكر والتقدير أبداً
أخوكم: الأمين الجمري البشير
السعودية ـ جدة
| |
|
