عودة الوعى والطيب مصطفى من الانتباهة

عـــودة الـــوعــي «1 ــ 2» .
الإثنين, 16 نيسان/أبريل 2012 06:45 .تقييم المستخدم: / 23
ضعيفجيد
نحمد الله كثيراً أنْ منَّ علينا بعودة الوعي وتراجع الغفلة الناشئة عن حالة الشلل والموت الدماغي الذي أصاب تفكيرنا ردحاً من الزمن سادت خلاله ثقافة الاستسلام وعلا صوت المنبطحين والمتثاقلين إلى الأرض رغم هدير القرآن الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ٭ إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
كانت حالة مَرَضية قاتلة تلك التي سيطرت على حياتنا حتى بتنا من فرط الهوان نصدِّق باقان ونستقبله بالأحضان.. في تلك الأيام النحِسات تعالت أصوات التخذيل وملأت الدنيا ضجيجاً وزعيقاً لدرجة أن يقتنع البرلمان (بحكمة) كبير المنبطحين: (نقاتل بيد ونفاوض بالأخرى)!! نفاوض من يحتلون أرضنا ويكيدون لنا ويتربصون!!
بلغ بنا الهوان أن يكتب صحافيو الغفلة لباقان الذي غادرنا بعد الانفصال بعبارة (وداعاً للعبودية) و(ارتحنا من وسخ الخرطوم) قبل أن يعود ويُستقبل في مطار الخرطوم استقبال الفاتحين.. بلغ الهوان أن يكتب أحد كتاب الغفلة في تيار عثمان ميرغني مخاطباً باقان (يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت صاحب القصر ولو ما شالتك بيوت الضيافة تشيلك صحفنا وسوف نهيئ لك متكأً ونعطي أصحاب المنبر سكيناً ونُخرجك إليهم حتى تتقطع أقلامُهم غيظاً وتجفّ أحبارُهم عطشاً...)!!
سموم ملأت حياتنا نتناً وموتاً زؤاماً لكن الله اللطيف الخبير أظهر لهم باقان وسلفا كير للمرة الألف على حقيقتهما وإذا بجيش المغول الجُدد يقتحم هجليج وأم دوال ويُنزل بأسَه على النساء والأطفال والشيوخ وإذا بجثامين الشهداء تترى على الخرطوم وغيرها من مدن السودان وإذا بالمستشفيات العسكرية تفتح ذراعيها للجرحى كما فُتح مطار الخرطوم لباقان الذي دخلت قواتُه مشارف هجليج قبل أن يستيقظ مودِّعوه في مطار الخرطوم من نومهم الهانئ!!
صار باقان الحقد الأسود ولياً حميماً بعد أن طوى الغافلون كل صفحات الغدر التي لطّخت سيرته المترعة بالحقد على السودان وأهله الطيبين وبات كبير أولاد نيفاشا يصفنا بأننا نهدِّد الأمن القومي للسودان بعد أن صار باقان هو حامي حمى الأمن القومي للسودان يحق له أن يرقص على أنغام الكابلي محاطاً بالوزراء وهم يتضاحكون معه ويتجشأون بعد عشائهم الفاخر في قلب الخرطوم!!
غفلة لازمتنا منذ أحلنا انتصارات الدبّابين في الميل أربعين وفي توريت إلى هزيمة منكرة في مائدة نيفاشا... تلك اللعنة التي سوّدت تاريخ السودان.. غفلة جعلتنا ننصب أولاد نيفاشا مفاوضين دائمين بعد أن عقمت نساء السودان عن إنجاب العباقرة الأفذاذ من أمثالهم فأسلمنا ملفات السودان وتاريخ السودان ومستقبل السودان لسيد الخطيب وإدريس بعد أن صارا لا يُرِيانا إلا ما يَرَيَان وما يهديانا إلا سبيل الرشاد!! أصاب العمى عيوننا والصمم آذاننا والغفلة قلوبنا وعقولنا فبتنا لا نرى الملك العريان وهو يتبختر أمام ناظرينا إلا متسربلاً بثياب العز وزينة الكون!!..
لم تُقنعهم خيبة نيفاشا ولم تُثنِهم جليطة الاتفاق الإطاري الأسبق (اتفاق نافع) عن الاستمرار في اللعب بحياتنا ولم تُفجع منبطحينا حرياتُهم الأربع التي أقسم بالله إنني لن أعذر طفلاً صغيراً إن هو أقدم على توقيعها كونها تحمل الموت الزؤام بين ذراعيها.. لم تفجعنا ولم تفجأنا فهلّلنا وكبَّرنا وانتفخ خطيبُهم وإدريسُهم كما لو كانا قد فتحا القسطنطينية وأوشكا أن يسوقا البشير إلى جوبا ليحل ضيفاً على سلفا كير وباقان اللذين كانا قد أعدّا العدة ليغرسا أسنانهما السامة في عنقه.. أوشكا أن يسوقا البشير إلى مقصلة سلفا كير وباقان رغم ما وصفا به الرئيس البشير قبل أقل من شهر من تلك الدعوة بمجرم الحرب وحرامي النفط وغير ذلك من الألفاظ ولولا إرادة الله الغلابة لكان الحال ـ رغم هجليج ـ غير الحال، ومن أسفٍ فقد انساق قطيع المؤتمر الوطني وراء الخدعة فهللوا لخوازيق باقان الأربعة واعتبروها فتحاً مبيناً ومرَّروا خطة باقان لاستدراج البشير فما أرحمك يا رب العالمين بالسودان وأهله إنك لم تكل هؤلاء إلى تدبيرهم.
أقول رغم كل شيء.. لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم فمن بين براثن المحنة ينبلج نور المنحة فقد أُصيبت مدينة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بمحنة حديث الإفك الذي هزّ أركان الدولة فنزل القرآن مطمئناً (لاَ تَحْسَبُوهُ شَرَّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْـرٌ لَكُمْ) فقد تسببت المحنة في وضع منهاج التعامل مع أمثالها أدباً وسلوكاً سطرته سورة النور ومن بين ذلك الأدب (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) فهل نرسم أدباً من محنة هجليج بل من محنة الغفلة التي أنتجت هجليج وأدّت إلى كل مصائبنا منذ نيفاشا وقبلها؟!
من أهم مؤشرات عودة الوعي أن تتعالى صيحات تحديد العلاقة مع الحركة الشعبية باعتبارها عدواً إستراتيجياً لا أمل في علاقة جوار آمنة ومسالمة وسلسة مع الجنوب في ظل وجودها في قمة السلطة في جوبا بما يعني أن القضاء على الحركة الشعبية ينبغي أن يكون هدفنا الأول وهذا ما ظللنا ندندن حوله من قديم حين كنا نتحدث عن مشروع السودان الجديد وما ينطوي عليه من أخطار على السودان الشمالي وهُويَّته الحضارية بل ووجوده ولعل ما أدلى به كل من د. الحاج آدم وكمال عبيد يُفصح عن ذلك التحوُّل

عـــودة الوعــي (2 ـ 3) .
الثلاثاء, 17 نيسان/أبريل 2012 07:38 .تقييم المستخدم: / 17
ضعيفجيد
قلنا بالأمس إن من بين ظلام المحنة يمكن أن ينبلج نور المنحة وضربنا مثالاً بحديث الإفك الذي ضرب مدينة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى فيه: (لاَ تَحْسَبُوهُ شَرَّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْـرٌ لَكُمْ)، حيث رسم حديث الإفك منهج التعامل مع تلك الواقعة وأمثالها وجاء الأمر القرآني: (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
أقول لمنبطحي المؤتمر الوطني.. يعظكم الله أن تعودوا لمنهج الانبطاح والتثاقل إلى الأرض أبداً إن كنتم مؤمنين واستمسكوا بمنهج ربكم (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ).
نحمد الله أن أصوات المنبطحين خنست وتراجعت إلا من بعض المرتجفين في صحافة الغفلة فها هو نائب الرئيس الحاج آدم يعلنها صرخة مُدوِّية: (سقفنا محو الحركة الشعبية من الوجود) وها هو كمال عبيد يعلن من داخل البرلمان أنهم بصدد تحديد العلاقة مع الحركة الشعبية بما يجعلها (عدواً إستراتيجياً) وعندما تُحدَّد جهةٌ ما أنها عدو إستراتيجي فإن منهج التعامل معها يكون ذا سقف واحد هو الاقتلاع والمحْو من الوجود.
بالله عليكم ماذا يقول أولاد نيفاشا حول الخبر الذي نشرته جريدة (الصحافة) يوم أمس الإثنين بأن الجنوبيين الدارسين بكلية علوم الشرطة والقانون بالخرطوم احتفلوا باحتلال الجيش الشعبي لهجليج واستفزوا الطلاب السودانيين وتلفظوا بألفاظ غير لائقة!! الأمر الذي أدى إلى فصلهم من كلية الشرطة!! هؤلاء بالطبع كانوا سيُمنحون الحريات الأربع التي أجازها أولاد نيفاشا ونصُّوا في إحدى مواد اتفاقيتهم المشؤومة أنه لا يجوز سحب تلك الحريات مهما أحدث من تمتعوا بها من خراب ودمار وقتل واستفزاز ومهما فجّروا من قنابل حتى إذا أُلغيت تلك الاتفاقية فيما بعد!!
هي غفلة جعلتنا ندرِّب أبناء الجنوب في كليات الشرطة وربما في الكلية الحربية حتى نؤهلهم لاحتلال هجليج وربما الخرطوم إذا استمرت تلك الحال.. هي غفلة جعلتنا نُعلِّم أبناءهم في جامعاتنا ثم أتبعنا ذلك بأن نُنعم على أبناء الجنوب كلهم بالحريات الأربع في وقت يخوض فيه الجنوب حرباً علينا ويحتل أرضنا!! هي غفلة جعلتنا ننسى أن أبناء الجنوب ممّن عاشوا عشرات السنين في الشمال صوّتوا للانفصال بما يعني أنهم ينتمون إلى دولة أخرى يوالونها ويناصرونها علينا لكن من قرروا قبول أبناء الجنوب في كلياتنا العسكرية لم يفهموا ولم يُدركوا ــ جرّاء الغفلة ــ أنهم يحفرون قبورهم بأيديهم إذ يفرطون في أمنهم القومي ويتهاونون في أمر يتعلق باستقرار بلادهم وسلامها وحاضرها ومستقبلها بل ووجودها.
في الحرب العالمية الثانية حين كانت اليابان تخوض الحرب ضد الولايات المتحدة اضطرت الولايات المتحدة إلى اعتقال الأمريكيين المنحدرين من أصل ياباني خوفاً على أمنها القومي بالرغم من أنهم كانوا يحملون الجنسية الأمريكية وخرقت بذلك الصنيع الدستور الأمريكي ودفعت فيما بعد غرامة ضخمة لكل من أولئك المعتقلين. لكن المنبطحين من (ظرفاء) بلادي (وعقلائها!) لا يُجيدون في هذه الدنيا مثل اللعب بالنار فماذا تتوقع من حمائم نيفاشا أن تفعل غير هذا؟!
(يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)... هذا ما فطن إليه الحاج آدم وما فطن إليه كمال عبيد وهو يقود لجنة الأمن بالبرلمان نحو رسم إستراتيجية جديدة للتعامل مع حكومة الحركة الشعبية.
أشهد أن كمال عبيد كان حسب علمي أول من تحدث عن مشروع السودان الجديد الذي تطرحه الحركة الشعبية للتغيير في السودان وكان ذلك خلال الفترة الانتقالية وتبعه قلة مثل د. نافع وها هو د. الحاج آدم يتحدث عن سقف اقتلاع الحركة الشعبية من حكم الجنوب باعتبار أنه لا سلام ولا جوار آمن مع الجنوب طالما ظلت الحركة تحكم جنوب السودان فالحركة التي تُصر على استبقاء اسمها القديم (الحركة الشعبية لتحرير السودان) حتى بعد ذهابها وانفرادها بحكم الجنوب والتي ترفض ترسيم الحدود لكي تعمل على (تحرير السودان) حتى حلفا هي التي قال باقانها بعد الانفصال لصحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية: (إن مشروع السودان الجديد باقٍ وليس مرهوناً بالوحدة وسنعمل على إنفاذه من خلال الانفصال)!!
حدِّثوني عن مرة واحدة تحدَّث فيها أولاد نيفاشا عن المخطَّط الإستراتيجي للحركة الشعبية المسمّى بمشروع السودان الجديد.. لم يحدث، ولذلك فإن هؤلاء وأمثالهم لن يفهموا ولا يريدون أن يفهموا علاقة اتفاقية الحريات الأربع بمخطَّط مشروع السودان الجديد، ولا يرغبون في أن يفهموا أن باقان عدو أبدي لا يُضمر لهم إلا الشر!!

» السودان بين مطرقة نبيل العربى وسندان مصطفى الفقى والطيب مصطفى من الانتباهة
» بين الانتباهة والطواغييت والطيب مصطفى من الانتباهة
» شكراً ..... والطيب مصطفى من الانتباهة
» خذز حذركم !!!!والطيب مصطفى من الانتباهة
» يا بخت المجنِّبين!! والطيب مصطفى من الانتباهة