بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
 |  موضوع: للداخل دووور!!!! وذكريات كلية الشرطة السودانية  الأحد 1 أبريل - 5:21 | |
| لاشك أن كل طالب حربى دخل الكليات النظامية المعروفة فى السودان وهى الكلية الحربية عرين الابطال ومصنع الرجال فى وادى سيدنا ثم كلية الشرطة فى برى والتى تحولت إلى سوبا الان بعد الزيادة الكبيرة فى أعداد القبول حيث وصلت الدفعة الاخيرة الى 1250 طالب بينهم 300 من العنصر النسائى فى حين أن دفعتنا والدفعة القبلنا لم تكن فيها بنات والدفعة البعدنا كان فيها أثنين فقط وكنا نحن 188 طالب 180 سودانيين و8 من دولة قطر الشقيقة والكلية الثالثة كلية السجون.
كل طالب يقضى السنتين قبل التخرج تكون لدية ذكريات وأحاول اليوم إجترار بعض تلك الذكريات بعد 32 عام .
مصطلح للداخل دوور أى طالب نظامى يعرفة وأن ما يتم بعده هو محاضرة طويلة من عدد من التعلمجية من الصف ضُباط أو من عدد من الضُباط أو من مدير الكلية شخصياً أو من نائبة أو من وزير الداخلية إذا كانت زيارته غير مبرمجة وإنما (فجائية ) كتلك التى قام بها الراحل الشهيد المشير الزبير محمد صالح وكان وزير الداخلية وقتها قام بزيارة للكلية فى إكتوبر من العام 1991م وكنا فى دورة فى الكلية للترقى لرتبة المقدم شرطة وكنا نراجع مع مساعد شرطة دورس فى إستعمال (بعض الطبنجات الحديثة ) فجاء السيد الوزير ورفع له الرائد شرطة وقتها عبدالله محمد عمر التمام وشرح له بأختصار من نحن وماذا ندرس !! فتوجة للمساعد وقال له هؤلاء الرواد هم (طلبة الان ) فلا تهابهم لانك (صول أو مساعد ) لانك أنت الذى تدرسهم وهم طلبتك !!!، وأذكر أنه ذهب الى سكننا حيث لفت نظرة (شمار تقييل ) وكان الشمار أن الاخ الرائد والصديق حيدر أحمد سليمان (اللواء شرطة الان مدير شرطة البحر الاحمر ) كان يقود سيارة نسيبة والد زوجته السفير بالخارجية وكانت السيارة مارسيدس رهيبة تشبة المرسيدسات الرئاسية الخاصة بالقصر الجمهورى فسأل السيد الوزير من صاحب السيارة وعندما عرف صاحبها بطل العجب ولم يواصل فى الشمار .
نعود لموضوعنا ونحن طلب فى الثلاثة شهور الاولى وتعرف عند التعلمدية بشهور التحويل من حياة الملكية الى الحياه العسكرية وفيها يجتهد التعلمجية فى صرف الكرم الكتير فى ساعات الادارات الداخلية والتى تمتد الى 4 وخمس ساعات فى اليوم !!وأذكر أن الطالب حسين أمين التنى والرائد شرطة معاش الان كان كثير (النقة ) وما زال وهو الان صاحب مكتب تخليص بالجمارك السودانية مطار الخرطوم وحدث أن كنا فى إدارة داخلية فرفع يده للرقيب حسن صالح وقال للرقيب أنا يا فندوم عندى وجهه نظر ؟؟!! فضحك الرقيب حسن صالح ضحكة إستفزازية وقال له يا طالب نحنا هنا ما عندنا طالب بقول عندى وجهه نظر !!إنت قايل نفسك فى جامعة الخرطوم ؟! فحتى يغيير للتنى أفكاره قام بصرف كل الطلبة وأبقى على التنى وحيداً فى الميدان وقال له عبارته المشهورة ( خلى وجهه نظرك التعمل ليك إنصراف ) وحتى الان نداعب التنى بهذه المفردة .
* أول للداخل دور أتذكرها وأشرح لكم بإختصار (للداخل دوور )وهى أن كل تعلمجى يأتى بفصيلته فى الميدان (وكنا نطلق عليه الميدان الاحمر ) وحتى تكون كل الفصائل متجه الى الميدان بنظام معروف يقول فى أخر نداء (للداخل دوور !!إنتباه أثبت ) ويقوم برفع التمام للمساعد والذى يرفعة للضابط الملازم ثم الملازم أول ثم النقيب الى أعلى رتبة بطريقة هى واحده ولكن تختلف من مساعد الى أخر أو ضابط وكل شخص له ميزاته التى يحبها الطلبة أو يكرهوها المهم ما عليك إلا وأن تنفذ وأنت صامت لا تحرك إلا الارجل والايادى أما لسانك (فهو عندك ) .
أتذكر أن أول للداخل دووور كانت بعد ثلاثة أشهر وكنا على وشك الخروج يوم الخميس ونحنا فرحانيين بالخروج كطلبة شرطة نحمل الشنط السامسونايت والعصاية ونلبس التيونيك الرائعة التى دائماً ما تلفت الانظار خاصه عند دخولك الى قريتكم أو الى فريقكم وتكتمل الروعة عندما تدخل الى أهلك بيتك وتسلم على والدتك وأخواتك وتحضر جميع أسرتك والجيران وأنت (تبحلق ) فى الناس وما عارف تقول حاجة .
بدأ نائب مدير الكلية يشرح لنا الالتزام بالانضابط العسكرى ونحن خارج الكلية بالشارع وكيف نتصرف إذا حدث لنا مكروه بالذهاب الى أقرب قسم شرطة وكثير من الاوامر والتعليمات والتحذيرات !!! إلا أن الفرحة لم تكتمل فطلب من كل فصيله أن يقوم الضابط المشرف عليها قبل يوم الخميس بحلاقة كل الدفعة (صلعة نمره واحد ) حتى نخرج وكأننا مستجدين وليس طلبة سوف يتخرجوا ضباط شرطة فتبدأ (الطنطنة والزعل ) ولكن نداء جهورى من ضابط (أثبت ولا كلمة ) فتجد الجميع قد وجم وإلا الحبس وعدم الخروج يوم الخميس فى إنتظارك وأنتظرونا لباقى (للداخل دوور ) القادمات إن شاء الله . | |
|
