بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 64 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: نقد والرحلة الاخيرة والكاتب كمال حسن بخيت من الرآى العام السودانية الأحد 25 مارس - 18:25 | |
| فقد السودان خلال هذا الشهر عدداً من أبنائه البررة الذين أثروا حياة أهله العلمية والثقافية والشعرية والسياسية بلادنا بدأت منذ بداية الشهر الماضي تفقد أنبل الأبناء فقدنا البروفيسور العالم عبد العزيز بطران أستاذ التاريخ والدبلوماسية في أمريكا ثم فقدنا الهرم الرابع فنان السودان الأول وأفريقيا محمد عثمان وردي والذي ترك في العيون دمعة وفي القلب حسرة وما زال الحزن عليه عميقاً وبرحيله تيتمت الأغنية السودانية، ثم جاء شاعر الشعراء في بلادنا والذي كاد رحيله المفاجئ ان يحدث ثورة في البلاد انه شاعر الفقراء والمستنيرين محمد الحسن سالم حميد وبرحيله فقدت المفردة الشعرية العامية والصورة الشعرية المميزة أحد أهم روادها. وأخيراً رحل رجل السياسة المستنير الاستاذ محمد ابراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني هذا العملاق الذي اتفق معه المؤيدون له والمخالفون له. كان يتميز بحكمة نادرة وعقلية سياسية لم يسبقه عليها أحد. كان رجلاً نظيف الكف واللسان وكان مهذباً مدهشاً يحترم الجميع ويحترمه الجميع ، يحب الجميع ويحبه الجميع. الأستاذ نقد كان مستودعاً للحكمة وكان يتمتع بنبرة هادئة ونظرة ثاقبة لقضايا السودان وكيفية حلها. كان قائداً حقيقياً وكان صاحب ذهن وقاد وعقل مرتب ولسان ذرب ، وكان سودانياً خالصاً كامل الدسم مثلما هو دنقلاوي كامل الدسم. وكان مثالاً للسياسي المستنير المحب لوطنه والمخلص لشعبه. الفرسان الأربعة الذين رحلوا تنطبق عليهم كل الصفات النبيلة وكانوا يشكلون أملاً كبيراً لبلدهم ولشعبهم. قبلهم رحل فرسان أيضاً، لكن رحيلهم كان على فترات متباعدة ورغم ذلك تركوا حزناً معتماً في الوجدان. في السابعة والنصف جاءني أخي وصديقي الأستاذ كمال الجزولي والشاعر المحامي المعروف في زيارة عادية وبعد حوالي عشر دقائق من دخوله على المكتب رن هاتفه الجوال وصاح بأعلى صوته إنا لله وإنا إليه راجعون وانزعجت كثيراً وأصبحت ثواني المحادثة كالسنوات وانتظرت بفارغ الصبر لأعرف من الذي رحل وزلزل رحيله الأرض تحت كمال الجزولي. تنهد بعد نحيب حار وقال لي نقد توفي..وخلف جواً من الأسى والحزن العميق وواصل اتصالاته للأستاذ عبد الله نقد شقيق الراحل محمد ابراهيم نقد المقيم في كندا والذي جاء الى لندن لمرافقته للعلاج. وبدأت الاتصالات الهاتفية تنهمر على (الرأي العام) تسأل عن الخبر وهل حقيقة أن الاستاذ نقد قد رحل من هذه الدنيا الفانية. وأصبح كل من نسأله ينفجر بالبكاء على الهاتف د. الشفيع خضر وفيصل الباقر وغيرهم من كوادر الحزب الشيوعي لأن لديهم الخبر اليقين. كان نقد قائداً ومعلماً لكل أبناء ذلك الجيل وكانوا يحبونه بعمق وتأثروا به بشكل كبير. وتوجه الكثيرون لمنزله واحتشدوا هناك وعلمنا ان الجثمان سيصل اليوم ليوارى الثرى غداً الأحد. الأطباء في بريطانيا بذلوا مجهوداً كبيراً لإنقاذه بعد أن اكتشفوا ان ورماً غير حميد قد سكن في ذلك الدماغ العبقري وان التدخل الجراحي لا يفيد ونصحوه بتناول الأدوية فقط. وترك المستشفى ليعود اليها بعد يومين بعد ان اشتد عليه المرض، ثم فارق الدنيا في عودته ثا نية للمستشفى. نزل الخبر علينا كالصاعقة بالرغم من إيماننا العميق أن الموت حق... نقد قضى زمناً طويلاً من عمره في الأركان الحزبية ، رحم الله المناضل الأستاذ محمد إبراهيم نقد والعزاء لأهله وأعضاء حزبه (إنا لله وإنا إليه راجعون) | |
|