بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 64 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: الى الاستاذ عبدالوهاب عثمان من كمال حسن بخيت بالرآى العام السودانية السبت 3 مارس - 19:37 | |
| هاتفني الرجل النبيل والاقتصادي الشهير الأستاذ عبد الوهاب عثمان أحد أهم وزراء المالية الذين مروا على السودان منذ فجر الانقاذ العام 1989م وهو لأول مرة يهاتفني وبدأ بعتاب قاس وقال لي: أنت رجل مهني معروف وأنا صحيفتي الأولى (الرأى العام) منذ سنوات طويلة خلت لم أصدق عيني وأنا اقرأ (شتيمة) بعبارات جارحة للاقتصادي الكبير الدكتور صابر محمد الحسن المدير العام السابق لبنك السودان وأشهر اقتصادي سوداني. وقال ما الذي أصابك وأصاب (الرأي العام)؟ كيف تسمح لمثل تلك العبارات الجارحة تأخذ طريقها إلى النشر؟ أن وواصل الحديث.. هناك كما تعلم فرق بين الشتيمة وبين النقد ولا اعتراض لدينا على النقد مهما كانت أشكاله ما دام ملتزما بقواعد النقد، لكن ان يتحول النقد لأداء صابر بعبارات جارحة، هذا ما لا نقبله للرأي العام. وتركت شيخ عبد الوهاب يفضفض ولم أقاطعه وعندما انتهى من كلامه قلت له كل ما قلته صحيح لكن (الرأى العام) كما كانت وستظل صحيفة ملتزمة بالمهنية والموضوعية ولم يحدث أن جرحنا أي مسؤول أو غيره وأنت تقرأ كل يوم في بعض الصحف ما يخجل ..الشتيمة الجارحة ، تبدأ من رئيس الجمهورية ونوابه ومساعديه ولا يسألهم أحد، حتى ارتفع توزيعهم.. ثم تأتي مرحلة التعامل معهم بما يسمى التعليق لمدة لا تزيد عن الشهرين وتأتي أكثر قوة ليرتفع توزيعها ليصل المائة ألف نسخة، وكأن هذا التعليق من أجل رفع التوزيع.. وكأن عدم السؤال للنقد الجارح والشتيمة الجارحة، والتي بينها وبين النقد البناء مساحات واسعة..أمر مقصود وغاضين الطرف عنه. وقلت للشريف شيخ الدناقلة.. نحن لا نتبع هذه الأساليب من أجل الإثارة ورفع التوزيع أو لإظهار بطولة زائفة ومعارضة تغطي أشياء كثيرة. بعض الأحيان نترك حرية التعبير تأخذ مساحة لا تضايق الآخرين.. وما حدث في المقال المذكور.. ما نشر كان أقل ما به من نقد حاد. وحتى لا نصبح ملكيين أكثر من الملوك نتيح مساحات صغيرة للكتاب ليعبروا عن رأيهم. لكني نيابة عن أسرة (الرأى العام) أعتذر لك أنت أولاً لأنك وأنت وزير مالية تعرضت لنقد.. ولم ترفع الهاتف لتتحدث من نشر النقد؟ ولم تتقدم للمحاكم.. لكن لأن الأمر يخص رجلا أنت تثق فيه أضطررت للحديث معي. أقدر كثيرا اتصالك ، وأريد أن تقبل حديثي هذا واعتذاري ،وان يقبل الدكتور صابر كذلك هذا الاعتذار. نحن نريد أن نحتفظ بالجميع.. الناقدين والمنتقدين، ونحاول أن نزرع مفهوما جديدا لحرية الصحافة.. الحرية المسؤولة وليست المطلقة.. وكما تعلم سيدي نحن لا نملك أجندة خاصة ولا نعبر عن جهة خاصة سوى أجندة الوطن والله الموفق وهو المستعان. | |
|