بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 64 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: الاستاذ الصادق الرزيقى لماذا رفضت العدل والمساواة التوقيع على السلام بالدوحة ؟؟ من الانتباهة الإثنين 18 يوليو - 20:46 | |
| صحيفة الانتباهة - صوت الاغلبية الصامتة » الأخبار » أما قبل
لماذا رفضت العدل والمساواة وثيقة الدوحة؟ بواسطة: مدير الموقع بتاريخ : الأحد 17-07-2011 07:41 صباحا
أما قبل: الصادق الرزيقي
حتى اللحظات الأخيرة من توقيع وثيقة سلام دارفور بالدوحة الخميس الماضي، كانت الوساطة القطرية والوسيط المشترك جبريل باسولي، يحفزهم أمل كبير في إذعان حركة العدل والمساواة لصوت العقل والقبول بالتوقيع على الوثيقة بالرغم من إصدارها بياناً قبل ساعات من التوقيع تعلن فيه رفضها الوثيقة، وقالت إنها مزورة من المؤتمر الوطني، وهو الأمر الذي رفضته الوساطة بشدة، ورد عليه الوزير القطري آل محمود بأنه كلام لا قيمة له، وأن الوثيقة اطلع عليها كل العالم، وسلمت لمجلس الأمن الدولي والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والدول ذات المبعوثين الخاصين، وسلِّمت للحركات جميعاً، وتم التوافق عليها من كل هذه الأطراف، فلا يمكن أن تكون كل هذه الجهات الدولية غافلة ومستغفلة من المؤتمر الوطني بالسودان. ومهما يكن فإن حركة العدل والمساواة التي يوجد وفد كبير منها في الدوحة حتى الآن برئاسة أحمد تقد لسان وعضوية سليمان جاموس والطاهر الفكي وعلي وافي وغيرهم، تقف على سطح صفيح ساخن، وفوتت فرصة كبيرة بالانضمام لقطار السلام الذي تحرك الخميس الماضي، ويتبادر سؤال مهم للغاية حول السبب الرئيس الذي دعا العدل والمساواة لعدم التوقيع على الوثيقة التي أعطت ثلاثة أشهر فقط لمن لم يوقع ليلحق بها.. فماذا وراء موقف العدل والمساواة؟ العدل والمساواة كما هو معروف كان لديها موقف من كل الحركات المسلحة التي وفدت لمنبر الدوحة منذ انطلاقه، وعاشت في وهم خادع مفاده أنها الحركة الوحيدة التي تمثل دارفور، وظلت ترفض أي تفاوض مع فصيل غيرها، وكانت تنظر بكثير من الشكوك والظن لحركة التحرير والعدالة باعتبارها حركة لا وجود لها وهي صنيعة الصدفة أو نشأت بإيعاز من الحكومة، وهذا النوع من الخطل أفقد العدل والمساواة الكثير من الفرص، وظلت على ترددها ومواقفها المتناقضة، مرة توافق وترضى بالوثيقة ومرة أخرى ترفضها بشدة، ففي حالة التأرجح هذه كانت الوثيقة تنسج خيوطها وتصاغ تحت سمع وبصر الحركة التي لها وجود دائم في منبر الدوحة. وبعد الفراغ من إعداد الوثيقة وعرضها على العالم كله كما قالت الوساطة، حاولت العدل والمساواة تعويق التوقيع وبث الشائعات حول الوثيقة وإثارة الغبار حولها، والهدف الرئيس هو إبعاد التحرير والعدالة من منصة التوقيع في آخر لحظة على ذات الطريقة التي أزاح بها مني أركو مناوي عبد الواحد محمد نور من التوقيع على اتفاق أبوجا في اللحظات الأخيرة وقطف ثمار الاتفاقية. فعلت العدل والمساواة في يوم الأربعاء الماضي وقبله في الدوحة، ما يتقارب مع ما فعله مناوي، وعقدت العديد من الاجتماعات، وحاولت تسميم الأجواء واختراق رواقات التفاوض والوساطة وحتى حركة التحرير والعدالة، والتخذيل والتشويش تحت حجج لا صمود لها أمام روح ونصوص الوثيقة المحكمة، لكن كل ذلك لم يثنِ الجميع الحكومة والتحرير والعدالة والوساطة من المضي قدماً في حسم مسألة التوقيع واحتفاله الذي توافد له المعنيون به. وحاولت العدل والمساواة عبر بيانها وتصريحات تقد لسان ممارسة نوع من الابتزاز للوساطة وفشلت في ذلك، وحاولت تحريض وفد التحرير والعدالة وأخفقت، وكل ذلك كان قبل موعد الاحتفال. وبالرغم من أن الحركة عجزت عن قراءة التطورات المحلية داخل السودان وفي المحيط الإقليمي وخاصة في ليبيا التي تتحصن بها قيادة الحركة كمن يدخل كهف الماء خوف البلل، والظروف الدولية الجديدة وما تمثله الوثيقة بالنسبة للمجتمع الدولي، عجزت كذلك عن التعبير عن موقف متوازن يحفظ لها بعض الرصيد لدى الوساطة ولدى المتابعين لقضية دارفور، فمساء أمس الأول بعد انفضاض سامر الاحتفالات، حضر وفد الحركة بقيادة تقد لسان المؤتمر الصحفي الذي عقدته الوساطة، وتحدث فيه آل محمود وباسولي وقمباري، وأعطت انطباعاً بالندم مثل ندامة الكسعي عندما استبان النهار، على ما فاتها بسوء تقديرها وعدم رشدها السياسي، ثم أصدرت في وقت متأخر من ذات الليلة بياناً قالت فيه إنها مع ما يقرره المجتمع المدني الدارفوري وزعماء القبائل.. لكن ذلك لم يلقِ له أحد بالاً، وضاع على الحركة موعد كانت فيه قريبة من السلام، فصارت قريباً من الضياع وإن اختارت الحرب
| |
|