منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المنتدى الجامع لأبناء السقاى الكبرى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إنهيار بيارة مشروع السوكى نقلاً من الرآى العام 1970م هذه الاحداث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

إنهيار بيارة مشروع السوكى نقلاً من الرآى العام 1970م هذه الاحداث Empty
مُساهمةموضوع: إنهيار بيارة مشروع السوكى نقلاً من الرآى العام 1970م هذه الاحداث   إنهيار بيارة مشروع السوكى نقلاً من الرآى العام 1970م هذه الاحداث I_icon_minitimeالأحد 24 أبريل - 19:59

في صيف العام 1970 غادرت الخرطوم مع اسرتي وسافرت إلى مدينة (كمل نومك) في المناقل بالجزيرة، لقضاء عطلة قصيرة. كنت في ذلك الوقت موظفاَ نائباَ لمدير مركز الامم المتحدة للإعلام بالسودان. وعاد إلى وضعي الاقتصادي شئ من الاستقرار بعد الاضطراب الذي أصابه بعد فقدان وظيفتي في صحيفة الرأي العام على أثر أحداث ثورة أكتوبر. وهكذا فإن رحلتي تلك لم تكن ذا صلة بأي عمل صحافي، برغم إنني كنت أمارس هواية الكتابة للصحف من وقت لآخر، وكانت الصحف، الأيام والصحافة على وجه الخصوص، تنشر ما أرسله لها من تعليقات حول مواضيع عامة. ولكن، وكما يقول المثل، فإن "سيئ الحظ يلاقي العظم في الكرشة". ففي ذات ليلة، ونحن نقضي وقتاَ طيباَ في نادي مهندسي وزارة الري مع مستضيفي، وكان مهندسا بالري، رأينا المهندسين من رواد النادي يتجمعون في حلقات ويهمسون، ثم يغادرون مبنى النادي في عجل. وبعد هنيهة كاد النادي أن يخلو من رواده، ولم يبق به سوى مستضيفي مهندس الري، أنا وبضعة أفراد آخرين. واستفسرت من صديقي المهندس عما كان يجري. قال لي وهو يهمس أيضا، " لقد وقعت كارثة أخرى. لقد أنهارت بيارة مشروع السوكي الزراعي، وسينجم عن ذلك تأخير افتتاح ذلك المشروع الذي كان وزير الري شديد الافتخار به كأحد منجزاته الهامة". ثم تناول ورقة صغيرة ( وكانت بقايا مظروف لخطاب من تلك التي ترسل بالبريد الجوي) وشرح لي فيها معنى البيارة، وأهميتها بالنسبة للمشاريع الزراعية. من دون أن أقصد احتفظت بتلك الوريقة. وفي صبيحة اليوم التالي غادرت (كمل نومك ) متجها إلى مدينة واد مدني لأسافر من هنالك إلى مقر عملي في الخرطوم.
لا تحفروا بالقرب من النهر (وقت الدميرة)
وقبل مواصلة سفري إلى الخرطوم توقفت عند مكتبة المدينة (الفجر) وكان صاحبها صديقاَ لي لأتزود ببعض الصحف. وهالني أن وجدت في المكتبة مجموعة كبيرة من الناس يناقشون قضية انهيار بيارة السوكي. وقد لفت نظري أن الذين اشتركوا في النقاش كانوا خليطاَ من الناس. وكان بينهم بعض المزارعين عرفتهم بسحناتهم الواضحة وملابسهم المميزة. وسمعت واحداَ منهم، وكان كهلاَ، يقول بلغة الفلاحين السودانيين الدارجة ( هو في زول عاقل بيحفر جنب البحر وهو دميرة). ورغم أن تعليق المزارع السوداني الكهل أثار انتباهي، ولكنني لم افهم منه الكثير.
وفي الخرطوم وجدت الصحف السودانية تزخر بالمواد الخاصة ببيارة السوكي المنهارة. وأثار انتباهي مما قرأت من أخبار إصرار السيد وزير الري على المضي قدماَ لحفر "بيارة ثانية" حتى لا يضيع الموسم الزراعي. وأكد الوزير أن البيارة انهارت" لأسباب فنية" ، وكانت خسائر انهيارها طفيفة لا تتعدى غرق بضع مضخات ومعدات هندسية، وأنه لم تكن هناك خسائر في أرواح أي من الذين كانوا يعملون في الحقل. ولما كان الوقت لا يزال خريفَا (فصل أمطار)، وكان نهر النيل الأزرق الذي تحفر البيارة بجانبه، في موسم فيضانه، فقد استرجعت ما قاله المزارع السوداني الكهل عن زمن الفيضان والحفر بجانب النهر. وطرأ لي أن اتصل ببعض الأصدقاء من الخبراء في مسائل الهندسة والحفريات والري لأزيد معلوماتي وأفهم ما يكتب عن بيارة السوكي. وتذكرت زميل دراستي، المرحوم حامد إبراهيم حامد ، وكان عميداَ لكلية الهندسة، وقررت الاتصال به والاستزادة منه فيما يتعلق بقضايا " البيارات والأنهار والأنهيارات".
وزير الري في حالة هيجان
وبالفعل، وبعد لقاء قصير مع الدكتور حامد في مكتبه بكلية الهندسة في الخرطوم، وجدته متابعاَ لأخبار انهيار بيارة السوكي. وبعد أن اطلعته على ماكتبه صديقي مهندس الري على مظروف خطاب البريد الجوي حول أسباب انهيار البيارة، زودني بزخيرة هائلة من المعلومات حول " النز" المائي .(Water seepage) وأكد لي أن خطر انهيار البيارة الثاني، إذا ما حفرت في ذلك الوقت، لا يزال قائماَ وماثلاَ. وبدون أدنى تردد كتبت موضوعاَ صغيراَ على عمود من أعمدة الصحف ولم يتجاوز طوله نصف عمود. وبإيجاز شديد، واستناداَ إلى المعلومات التي تلقيتها من الدكتور حامد وصديقي مهندس الري، وما استمعت إليه من وجهات نظر في مكتبة الفجر بواد مدني، قلت ما معناه " على السيد وزير الري توخي الحذر وعدم التعجل في حفر بيارة السوكي الثانية، وكان الموضوع تحت عنوان" حتى لا تنهار بيارة السوكي الثانية". ونشرت صحيفة الأيام ما كتبت عن البيارة. وما كانت صحيفة الأيام تدري أية عاصفة أثارت بتلك الكلمات القليلة التي نشرتها. فقد اتصل السيد الوزير هاتفياَ بعد صدور الصحيفة وشن حملة شعواء ضد كاتب مقال" حتى لا تسقط بيارة السوكي الثانية" وقال إن الكاتب ومجموعة من الوزراء- لم يسمهم يحيكون ضده مؤامرة. وبعد أن هدد بالثبور والويل قال إنه سيرد على ما ورد في الكلمة القصيرة التي نشرتها الصحيفة عن البيارة. وعلمت فيما بعد أنه اتصل بالسيد الرئيس الراحل نميري وطالب باعتقالي، ولكن كان الرد العاقل هو " أكتب ورد على ما ورد". وبالفعل، وتحت عنوان صارخ قال: فلتنهار بيارة السوكي الأولى والثانية ولتبقى الحقيقة فهي افيد لشعبنا .
ودبج السيد وزير الري سبع مقالات نشرت على سبعة أيام متتالية، وكان آخرها مقال خصص للهجوم على شخصي الضعيف. وكان هجوماَ شخصياَ تحدث عن ذاتي وصفاتي وتاريخي، ولم يتناول كلمة واحدة مما اوردته من حقائق علمية حول البيارات وحفرها في زمن(دميرة البحر.)
وللحقيقة والتاريخ فإنني لم أكن اعرف السيد مرتضى ابراهيم «وزير الري آنذاك» معرفة شخصية، رغم معرفتي ببعض أفراد أسرته وكانت تربطني بهم علاقات عادية أحياناً وودية أحياناَ أخرى.
ولم يكتف السيد الوزير بالهجوم الكاسح الذي شنه ضدي، بل كتب، ومعه وزيران هما وزير الإعلام في ذلك الوقت، المرحوم السيد عمر حاج موسى، ووزير الخارجية آنذاك السيد منصور خالد، وحرر ثلاثتهم خطاباَ رسمياَ أرسل إلى أدارة إعلام الأمم المتحدة في نيويورك وطلبوا منها فصلي من وظيفتي، وكنت مساعداَ لمدير مركز الأمم المتحدة في السودان. وقد وصل إلى الخرطوم بعد تلك الشكوى، الدكتور صبحي الدجاني، مدير إعلام الأمم المتحدة في نيويورك للتحقيق فيما وجه إلى من اتهام في الخطاب الوزاري الثلاثي الذي أرسل من السودان.
ومن المعروف أن قوانين الأمم المتحدة لا تسمح لموظفيها بالا نغماس في السياسة الداخلية للدول الأعضاء. وبكل الصدق فقد كنت أجهل تلك الحقيقة. ومن ناحية أخرى، فلا يمكن اتخاذ أي إجراء تأديبي ضد أي من موظفي الامم المتحدة إلا بعد إطلاعه على ما يوجه ضده . وانكشف للجميع أن ثلاثة وزراء سودانيين طلبوا إقالة بقادي من وظيفته في الأمم المتحدة،
بسبب كلمات حقيقية قليلة كتبها عن انهيار بيارة السوكي
وقعت كل تلك الأحداث في أواخر عام 1970م. وإلى الشارع عدت بعد أن فقدت وظيفتي المتواضعة، ولكن لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يحدث فيها لي ذلك. ومن الشارع أتيت وللشارع عدت.
وانهارالسيد الوزير قبل انهيار بيارة السوكي الثانية
من دون الدخول في تفاصيل كثيرة حول أحداث تاريخية قريبة، فإن انقلاب التاسع عشر من يوليو الشيوعي، والذي دبره هاشم العطا مع آخرين للإطاحة بحكومة الرئيس نميري قد فشل بعد ثلاثة أيام من انطلاقه. وما حدث بعد ذلك معروف للجميع. ولكن ما لم يعرف وقتها، إن السيد مرتضى أحمد إبراهيم وزير الري قد فقد وظيفته مع ذلك الانقلاب الذي رشحه لوظيفة وزارية في حال نجاحه. وهكذا طار السيد مرتضى احمد إبراهيم قبل انهيار بيارة السوكي الثانية الذي دعا إليه في واحدة من فورات الغضب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
 
إنهيار بيارة مشروع السوكى نقلاً من الرآى العام 1970م هذه الاحداث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أهم الاحداث السياسية فى السودان للعام 2010م نقلاً من الرآى العام .
» نقلاً من الرآى العام سياسيون على أبواب (الفقرا) ومجاهد بشير من الرآى العام
» الفاتح جبرا وتوقعات العام الجديد نقلاً من الرآى العام السودانية
» حكاوى الدهب فى السودان بين الواقع والخيال
» نقلاً من الرآى العام عن آخر إستعدادات المريخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء السقاى :: المنتدى العام :: المنتدى العام-
انتقل الى: