بدأ بحلم جميل وأنتهى بكابوس مزعج والاستاذ فاروق عبدالله بلال من برمنجهام

بدأ بحلم جميل وأنتهى بكابوس مفجع

بدأ بحلم جميل وأنتهى بكابوس مفجع
في عام 400ه أبان حكم الأموييين الذين نصبوا أنفسهم حكاماً على الأندلس أصدر وزراء الخلفاء مرسوماً يقضي بإلغاء الخلافة الأموية نهائياً وبعدها تم تعيين أحدهم حاكماً على الأندلس بما يسمى بمنظومة الحكم الجمهوري لدينا الآن وما أسقط الخلافة الأموية هو ذات السبب الذي أسقط غيرهم ويتمثل في السياسات المتخبطة من قبل الخلفاء والأمراء والولاة وذلك لميلهم لفريق دون الآخر وتبعو ميلهم هذا بالقسوة والبطش ضد الفريق غير المرغوب فيه ثم ضعف مركزية العاصمة قرطبة خصوصاً بعد عهد الخليفة عبد الرحمن الثالث الملقب كما تعلمون بالناصر لدين الله ، ثم الحكم المستنصر بالله. حيث أصبح ثقل الدولة يتجول بين قرطبة وبين الهراء والزاهرة، ثم أشبيلية في وقت متأخر.
وحل ما حل بالأندلس في ذلك الزمان إلى أن وصل الحد إلى الإنقسام إلى دويلات صغيرة وطوائف والسبب في ذلك يرجع إلى أنشغال الحكام وولاة الأمر فيها بحب الدنيا وجمع المال والخوض في الترف والبذخ وأمتلاك القصور التي لم يرثها أحداً من أبيه ولكن أراد كل واحد منهم أن يورثوها إلى بنيه.
ما يمكنني قوله أن الفساد وخصوصاً فساد الحكام هو الذي يقصر أمد سلطانهم ومن ثم يقصر أعمارهم أن لم يكن بالموت الطبيعي فبالمحاكمات والمطاردات الجنائية, فالنموذج سابق الذكر عن بلاد الأندلس كان نموذج لسقوط دولة أكثر من 4 مرات أبتداء من معركة وادى لكة التي أسقط فيها طارق بن زياد حكم رجل مستبد وظالم يدعى (جوليان) طالما شكى منه الشعب لتستمر نفس المسرحية في نفس الأرض حتى أن أستلم الأوريين حكم الأندلس .
وبدأت المسرحية بأول حاكم أموي صقر قريش أنتهاء بهشام بن الحكم وسقط الأمويين بذات السبب (الفساد الظلم ثم الأنشغال بالدنيا) ليسود من بعدهم ملوك الطوائف الذين مهدوا لأن يمحى أسم الأندلس من الخريطه العربية والإسلامية نهائياً لتسلم لبوليس الدنيا المعروف لدينا الآن بالغرب فقسموها إلى ما يربو إلى ال8 دول ثم بدأت شمس الجميع في الأفول إلى أن ظهر المرابطين يقودهم يوسف بن تاشفين وأستبشر الناس بهم خيراً لما شاع عنهم من عدل وزهد للدنيا ومحاربتهمللفساد ولكن سرعان ما أنقمسوا في السلطه وعجلوا في ذهاب حكمهم لنفس السبب (الفساد وحب الدنيا والتملك) ليليهم الموحدين الذين بدأو بذات الشاكلة وذهبوا أيضا بذات السبب (الفساد والأنشغال بالدنيا والجور والظلم) حتى أن ذهب مجد أمه كاملة في شربة موية مجد بدأ بمعركة وادى لكة على أيام دولة الأمويين وأنتهى بمعركة العقاب الشهيرة على نهاية أيام دولة الموحديين مجد دام لفترة تقدر بحوالى ال8 قرون سبعمائة وتسع وسبعون سنه من عام 713م إلى 1492م.
هذا النموذج نموذج صغير يعبر عن حالنا اليوم فيإتينا كل واحد من الذين حكمونا منذ العام 1956م إلى يومنا هذا يأتينا راكبا على صهوة جواد أبيض ليعبر عن أنه هو طارق بن زياد زمانه ومعه ثلة من عرابي نظامه يكتبون خطط وطيات أنقاذ الناس من الأستبداد و الظلم والغريب أن الكل يأتون وفي جيبهم أفيون تعود الناس على شمه يسمى الدين ثم تضاف له الحرية والديمقراطية كمعنيين آخريين ليثبت بهما معنى الحكم الرشيد لأن الحكام لدينا يعلمون تمام علمي وعلمكم وعلمهم أن لا يمكنهم أن يلتصقوا بالكراسي إلا إذا صبوا عليها صمغ مسحوق الدين والديمقراطيه والحرية ثم من بعد ذلك يضحوا بكبشين أو ثلاثة من أفذاذ بنو وطني ومن الأسماء اللامعة وتكون التضحية بمثابة الماء الذي يصب من أجل مسحوق الألتصاق بالكرسي والتمسك بالسلطة وبسط العدالة ومحاربة الفساد وهذا ما حدث لدينا بالظبط وبالتمام في آخر متغمص لشخصية طارق بن زياد في مسرحية الحكم الرشيد والدولة النافذه التي يحكمها بنيها بدأنا بأسم الدين ثم تليت علينا الأيات وخصوصاً الآيات التي تتحدث عن معاني العدالة الإجتماعية ومحاربة الفساد والرشوة والتعدي على المال العام والحريات ومن ثم التعدي على الآخرين من الجماعات والأفراد ومن بعدها التضحيات من أجل الوطن لكي نسمع أيضا شعارات التضحية وآيات الصبر على البلاء ونوعد بأن القادم أحسن ونبيع الحالى على حساب القادم ونظن بأننا نزرع شجرة المستقبل البعيد وما الحقيقة إلا أننا ورثنا ذات النظرية من جيل مضى جيل ظن أنه زرع لنا ثمرة من المؤكد لم نقطفها أبداً وهكذا تبدأ رحلة معناة شعب كامل هذه هي حياتنا سمعنا ما فيه الكفاية ورأينا ما فوق الكفاية أيضاً حتى كتب الله لنا الخروج الميسر في المسافة ما بين الرؤية والسمع.
نعم دولتنا تعيش أسوء أنواع الفساد ولا يمكن أن يتغالط شخصين في الأمر, فساد من أعلى معاني الفساد يبدأ بالفساد السياسي من محاباة ومحسوبية وغيرها و الذي بدوره يولد الفساد المالى الذي يأتي في باطنه الفساد الشخصي من رشوة وعدم محاسبة وسرقة وتعدي على المال العام ثم من بعده وكمرحلة متأخره يظهر الفساد اللغوي لكي يغطى بداخله الكل جرائمه وفضائحة والفساد اللغوى ممثل في فساد الأعلام المحلى وفساد المنابر وفساد الرأي ثم توظف بعدها باقى الفكة من صمة الفساد إلى آليات الدولة التي تمتد بلا رحمة لتكبيل الأيادى والأفواه معاً وتشوه الحقائق وتزيف الوقائع وتبع ذات النظام كل الساسة من بنى وطنى وكل حزب بما لديهم فرحون وهكذا إلى أن نصل إلى فساد مرحلة التردي الآخير وهى فساد الجماعات والآحاد ومن ثم التعفن والتحلل لمجتمع كامل أصبحت رائحته كريهة نتنة ومتعفنه لأنه فاسد.
لو قرأ هؤلاء القوم التاريخ أو الجغرافيا أو المنطق أو أي علم من علوم الحياة التي تفيد في معنى كيف يحكم الحاكم لما كرروا ذات المشهد وبذات الحبكة المحزنة التى تبدأ بأعتلاء السلطة بأسم الدين في سنة أولى سلطة وما تفتأ أن تنتهى المرحلة الأولية إلا أن يظهر ملوك لطوائف المجتمع في المرحلة الوسطي ومن ثم فساد في باقى المراحل، أي جنون أصاب هذا الجنس البشري؟؟؟!!! جعلهم كلهم منقمسون إلى هذا الحد في ملزات لم يورثها لهم أبائهم الفقراء سلفاًَ كما معلوم لدينا ولديهم
ولكن قولى أن لم تعتدلوا كما قول أم عبدالأله بن أبو الحسن آخر ملوك المسلمين في الأندلس الذي لطخ حكمة بالفساد والمظالم والقتل وحين ذهب عنه حكمة وأراد أن يسلم مفاتيح غرناطه للأوربيين أخذ يبكى على حكمه وملكة فقالت له أمه
أبكى كمثل النساء ملكاً مضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال--

الشكر للاستاذ فاروق عبدالله بلال على هذا المقال الضافى وشكراً له لمشاركتنا فى منتدى السقاى وأطلب منه أن يحاول الاشتراك بنفسه وحرمه الاخت الفاضله هند وأكان فى طريقة تشارك آيه الصغيره ما عندنا مانع .
المقال وما ظهر من مقالات مشابهه فى الاونه الاخيره هو نقد صريح وذاتى لشخصات ربما كانت قريبه من أصحاب القرار فى حكومة الانقاذ الوطنى وللامانه الثورات الاخيره كانت بمثابة طوق نجاه لحكومة الانقاذ أتمنى أن تثتثمر الوقت والظروف المواتية بتكوين (حكومية قوميه وليس حكومة أحمد وحاج أحمد ) والتى تعودنا عليها منذ أن كان المشير عميداً .
تعودنا ونحن نترقب أن يتم إبعاد الوزير الفلانى بسبب إخفاقاته التى يعرفها راعى الضان فى الخلا فإذا بنا نجده قد ترقى الى رتبة أعلى ووزارة أعلى وكان دور رآعى الضان أن يورد أكثر من 100 خروف لزوم المباركة بالمنصب والكرامة ولسان حاله يقول (قادر الله ) وكأن ال40 مليون سودانى لايوجد فيهم إلا حنفنه من بنى البشر وجدوا فى غفله من الزمان أنفسهم أصحاب القرار فنسوا الامانه والعدل والمساواه بين الناس حتى قامت حركات تحمل هذه الاسماء لتذكرهم بالعدل وأن الظلم ظلمات فى الدنيا قبل الاخره وربما ظهر من يقول الحرية للشعب السودانى والشعب السودانى لن يموت وإن مات منتدى السقاى السروراب نسأل الله أن لايموت منتدى السقاى ولا تجف أقلامه ومداده الذى يكتب منه الفاروق وأخوانه فبارك الله فيكم ومن برمنجهام سلام .

» الاستاذ فاروق عبدالله احمد بلال ورد على خالد عويس
» الاستاذ فاروق عبدالله بلال يكتب عن بشرى مبارك
» الاستاذ حسن عبدالوهاب والاستاذ عبدالله كجوك يشرفون بون
» الطالب بالثانوى عبدالله عبدالله ادريس استاذ اللغة الفرنسية
» نقلاً من منتدى أنا سودانى ومعاك بحلم