مدح الحبيب المصطفي

أن يكون مدحا فيما يستحقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بدون أن يصل إلى درجة الغلو فهذا لا بأس به , أي لا بأس أن يمدح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما هو أهله من الأوصاف الحميدة الكاملة في خُلُقة وهدية ـ صلى الله عليه وسلم ـ


من مديح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قسم يخرج بالمادح على الغلو الذي نهى عنه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : ( لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم فإنما أنا عبد و فقولوا عبد الله ورسوله ) فمن مدح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه غياث المستغثين ومجيب دعوة المضطرين وأنه مالك الدنيا والآخرة وأنه يعلم الغيب وما شابه ذلك من ألفاظ المديح , فغن هذا القسم محرم بل قد يصل إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة , فلا يجوز أن يمدح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما يصل على درجة الغلو لنهي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ذلك .

ثم نرجع إلى اتخاذ المديح الجائز حرفة يتكسب بها الإنسان فنقول أيضا عن هذا حرام ولا يجوز , لأن مدح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم بما يستحق وبما هو أهل له ت صلى الله عليه وسلم من مكارم الأخلاق والصفات الحميدة والهدي المستقيم مدحه بذلك من العبادة التي يتقرب بها على الله , وما كان عبادة لا يجوز أن يتخذ وسيلة إلى الدنيا , قال الله تعالى : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف غليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار , وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) " هود 15 ـ 16 "والله الهادي إلى سواء الصراط