دكتور كمال حنفى ويالمصيرك تنجرح نقلاً من الرآى العام

حتّى شروق شمس هذا اليوم ما يزال إمتحان الشهادة السودانيّة فى الوعى العام هو محطّة تقرير المصير... فى هذا العمر اليافع يتواجه طلابٌ متوسّط عمرهم الحسابى ستّة عشرة عاماً بحق تقرير المصير وبأوراقٍ أحاطها الشمع الأحمر وتحرسها قوّات نظاميّة وبجوفها أسئلة تتحاور مع مخزن ذاكرتهم ومركز حفظهم, دون ملامسة حقيقيّة لمُعَامِل ذكائهم!
الخبرات المتراكمة لامتحانات الشهادة السودانيّة تؤشّر مؤشّراتها إلى أنّ حيازة أعلى نجاحٍ فيها يأتى من نصيب أولئك الذين استطاعوا (تحميض) المقرّر المدرسى إلى صورة فوتوغرافيّة فى أدمغتهم... وعلى قدر الدروس الخصوصيّة والمذكّرات (التجاريّة) وبقدر المال الذى صُرِفَ على إتاحة هذا المناخ تكون (النسبة) فى إمتحان الشهادة!
ارتبط تقرير المصير بإمتحان الشهادة السودانيّة لأنّ التسابق بين المتسابقين له مسارات مرسومة... ينطلق هذا السباق من كتاب الوزارة ومذكّرة السوق وحلقات الدروس الخصوصيّة وينتهى عند جامعاتٍ بإسمها وكليّاتٍ بعينها... لكنْ مع توسّع قنوات المعرفة وانصهار العلوم ببعضها لم تعد نقطة بداية السباق ونقطة النهاية فى كثيرٍ من دول العالم هما ذات النقطتين!
سينفلت حق تقرير المصير قريباً من امتحان الشهادة الثانويّة... وسيرتبط بالقدرات المهاريّة للطالب, قدراته فى اللغات الحيّة, والتعاطى مع الفكر الرياضى وتطبيقات الحاسوب وتقنية المعلومات وصناعة أفق علمى, وحيازة المهارات الحياتيّة... التعليم الجامعى لن يكون مطلوباً من الجميع بل ولن يكون مرغوباً لدى الجميع... سيكون التعليم الجامعى لأصحاب الذكاء المنهجى والقدرات البحثيّة الذين يودون العيش فى المكتبات ومعامل التجارب ومختبرات الفئران والأرانب!
سيتراخى تدريجيّاً الإلتحام بين تقرير المصير والشهادة الثانويّة حينما لا تقود الدراسة الجامعيّة الخريج إلى أبواب الحياة الواسعة!
يجلس اليوم طلابٌ لإمتحان الشهادة السودانيّة عمرهم من عُمْر الطفولة, ومع ذلك يضغط عليهم العُرف المجتمعى بأنّ هذا هو تقرير المصير... يجلسون بحثاً عن كليّات جامعيّة فلمّا يجدونها يتخرّجون منها بحثاً عن الوظيفة فيُفاجأون بأنّ الدولة لم تعد المسئول الأوّل عن توظيفهم... وأنّ المسئول عن ذلك هو سوق العمل... وأنّ سوق العمل ليس إلا فرع من فروع سوق أكبر: سوق الله أكبر

(قراءة: 1030 تعليق: 7 طباعة: 10 إرسال: 0)
التعليقات

--------------------------------------------------------------------------------

1/ ابودانية - (السعودية) - 29/3/2010
أحسنت ايها الفيلسوف ..ّّألله در ذلك الزمان اواخر السبعينات ..وعدد الجالسشين للشهادة اربعين الفا او يزيدون دخل منهم حوالي الفان جامعات ومعاهد السودان وانتشر بقيتم في اصقاع الارض ومنهم من تسلل الي الاسواق ودوووين الحكومة موظفين لهم شنة ورنة واصحاب ماهية !!يبددونها في السينمات والمسارح يدعون اليها زملاء الثانوي الذين دفعت بهم الشهادة للجامعات !!كانت دفعتنا باحدي كليات المساق العلمي فقط 180 طالبا سعيدا يتفيأ داخليات الجميلة المستحيلة بلا من ولا أذي !!كان اساتذتنا يقولون أنتم خلاصة الخلاصة او كما قالوا ..!! ألا حيا الله تلكم الايام والزمان أخضر ...!!!!!!!!!!

--------------------------------------------------------------------------------

2/ أحمد حسن سليم الذوق - (السودان) - 29/3/2010
ياخى خلى الطلاب يمتحنوا وما تحبطهم يا أبوحنفى ياحبيب .. والأرزاق على الله وبكرة أجمل وأنضر وأزهى وأنصع ( أومو بس ولاتايد ) ..

--------------------------------------------------------------------------------

3/ أحمد حسن سليم الذوق - (السودان) - 29/3/2010
ياخى خلى الطلاب يمتحنوا وما تحبطهم يا أبوحنفى ياحبيب .. والأرزاق على الله وبكرة أجمل وأنضر وأزهى وأنصع ( أومو بس ولاتايد ) ..

--------------------------------------------------------------------------------

4/ بشرى مبارك إدريس - (بيريطانيا( بيرمنجهام)) - 29/3/2010
فى بلد كالسودان لو أن عباقرة التعليم فى السودان فطنوا منذ الاستقلال الى التعليم الصناعى والتدريب المهنى لسد حاجات السودان وتصدير الفائض للخارج لكان السودان مؤهل لسد الفراغ الخليجى كله فى هذا المجال ولما أحتاجت كل الدول الى خدمات البنغالى أو غيرة لان أمانه وفهم وتضحيات السودانى الموجوده عن الخبير الجامعى فى مجال الطب والهندسة والاقتصاد والزراعة كانت سوف تكون فى المهن الوسيطة التى تحتاج فقط لعامين أو ثلاثة على الاكثر بعد المتوسط لا ثانوى عالى ولا جامعات بهذا الكم تخرج كمية من صفوف وصنوف العطالة ولكن !! على العموم التدريب المهنى مطلوب وبشدة (وأسع ناو ) لان السوق ما زال يحتاج الى المؤهلين فهل أتجة أصحاب المدارس الخاصة الى المعاهد الخاصة ولكن بدراسة وضمان العمل بعد التخرج يعنى الاتفاق مع جياد وكنانة لفرص عمل للعشر الاوائل المبرزين فهل نسمع بكلية الارباب وكلية الوالى للتدريب المهنى مرادفات لما يدفع للهلال والمريخ وبالله التوفيق .

--------------------------------------------------------------------------------

5/ د. الشريف - (السعودية ) - 29/3/2010
امتحان الشهاده السودانيه كان من امتع و اقوى الامتحانات و كان مشهورا باسئلته الذكية و كنا وقتها معنيين بالتركيز على مواد البوكسنق بتاعتك عشان تدخل جامعة الخرطوم اي المواد التي تكون جزءا من التخصص الذي ترومه مستقبلا ،، اما الآن فانت مضطر لحفظ مواد غريبة جدا زراعيه و جنديه و صناعية و يومنا و حياتنا و الشاطر من يملأ ذاكرته بكل هذا التبن .. وينك يا د.ذكريا الذي كان يضع امتحان الفيزياء و يقول عن آخر مسألتين دي ما بحلها الا انا و دي .....

--------------------------------------------------------------------------------

6/ lمحمد كمال عبد الله - (الخرطوم) - 29/3/2010
شكرا يا استاذ كمال حنفي علي الموضوع الهادف _ وبعدين من تغير المنهج الدراسي فقدت امتحانات الشهادة السودانية نكهته ( الله يجزي المسؤل عن التغير خير )

--------------------------------------------------------------------------------

7/ فيصل - (الامارات) - 29/3/2010
واللة يااستاذ كمال حنفي كلام ملامس للواقع بنسبة 200% لكن المشكلة الكبيرة انو الاجيال الماضية والتالية تعاني من المنهج الموضوع من قبل الوزارة ومن بعد الجامعة وتنتج عنة اجيال تعاني ماتعاني من نقص الامكانيات وقتل الطموح وخلافة فاجيال ماقبل النكسة رائدة في داخل البلد وخارجة واي مجهود ىقدم لخريج تقني او نظري او علمي لا يضاهي ربع الامكانيات التي تقدم في اي بلد عربي ناهيك عن الاجنبي مع استثناء مرحلة التكوين الاكاديمي