معركة الصحة والنواب ومن يقول الرووب وضياء الدين بلال والرآى العام

للأسف يمكن القول الآن، إن العلاقة بين وزارة الصحة ونواب الإختصاصيين المضربين قد وصلت نقطة اللا عودة .
وبالوتيرة التي يدار بها الصراع ليس من المستبعد أن تصبح هذه القضية ضيفة أخرى على مواد المفاوضات الخارجية في الدوحة أو بنيروبي تحت رعاية الإيقاد..!
النواب قرروا الدخول في إضراب مفتوح دون سقف زمني. ومصادر وزارة الصحة قالت للصحف إنها لم تعد معنية بالملف، فقد انتقل منها لجهات عليا.
ومن الواضح أن هذه القضية لم تعد قضية مطلبية تقوم على المطالب والإستجابات، هي الآن أقرب لصراع الإرادات الذي يصعب الوصول فيه لحلول مرضية للطرفين، فكل طرف ينتظر استسلام الآخر والخضوع له.
وكثير من القضايا عندما تصبح تحت الأضواء الكاشفة للإعلام تحدث فيها تغيرات كيميائية تكسبها خصائص أخرى غير التي قامت عليها.
وزارة الصحة تحسب التكلفة المتوقعة في حال الإستجابة لمطالب المضربين، تكلفة مزدوجة، الأولى سياسية ستسدد فواتيرها للجهات العليا في الدولة، والثانية مطلبية ستواجه بها من جهات عديدة تابعة للوزارة تجلس على مقاعد الإنتظار والترقب تنتظر مآلات ملف النواب لتحدد الجرعة المناسبة للضغط على الوزارة.
وللوزارة تعقيدات أخرى مصدرها طبيعة التركيبة القيادية لإدارتها، فهى من الوزارات التي تحكمها ثنائية الشراكة الموتورة بين الحركة والوطني.
مسكينة الدكتورة تابيتا بطرس، لا تستطيع التحرك بعيداً عن موقف الحركة الشعبية الذي يجهر به قطاع الشمال وفي المقابل تبدو غير راغبة في الدخول في مواجهة صدامية مع ممثلي المؤتمر الوطني في وزارة الصحة.
كما أن وضع رئيس الجمهورية في واجهة الصراع مع النواب لا تنصح به حسابات السياسة ومقتضيات الظرف الإنتخابي.كما أنه كذلك يأتي بمثابة اعتراف بعجز الوزارة عن القيام بمهامها الوظيفية.
ونواب الإختصاصيين لا يستطيعون الإنسحاب من القضية التي اكتسبت زخماً صعدت بأسماء قادة الإضراب إلى مصاف الزعماء والثوار.. فالإنسحاب والتراجع سيخسرهم مشروع نجومية لم يكتمل بعد.
والسياسيون يجدون في عكر المياه الظرف المناسب لإصطياد أكبر عدد من الأسماك الخالية من الشوك.
من المؤسف جداً ألا تكون هنالك ملاذات آمنة من صراع الإرادات المتعاندة في السودان،حتى أقسام الطوارئ وغرف العناية المكثفة،أصبحت ضمن ميادين (البطان السوداني)، التي ينتظر فيها كل طرف ، كلمة (الروووب) تسقط من فم خصمه.
ليس منصفاً من يقول إن الأطباء غير محقين في مطالبهم، وليس عاقلاً من يظن أن وزارة تابيتا قادرة على تسوية كل الأزمات المرحّلة عبر الحقب والسنين في هذا التوقيت الانتقالي الحرج.
بعيداً عن حيثيات المطالب وواقع الإستجابات ،الحقيقة الواضحة التي لا تحتاج لمزيد ضوء، أن هذه القضايا المطلبية ،أخذت حجم الأزمة المستعصية، بالتقاء عاملين أساسيين،ضعف الوزارة، والتطلعات الشخصية لقادة لجنة الإضراب

أضف تعليقك طباعة الموضوع أرسل الموضوع
(قراءة: 1028 تعليق: 12 طباعة: 20 إرسال: 0)
التعليقات

--------------------------------------------------------------------------------

1/ عثمان كسمبر - (السعودية) - 24/3/2010
الأستاذ البلال صحيح أصبحت الأزمة تحت الأضواء الكاشفة للأعلام ، لكن ألا تتفق معى أن الأضاءة خافتة وغير واضحة بعض الشء تتضارب فى المعلومات والأرقام أحياتا ، أعلام التصريحات والبيانات لا يجلى الحقيقة جيدا ، المؤتمرات الصحفية فى راى أجدى لتوضيح المواقف المتباينة . وأدارة هذه الأزمة بحكمة يبدو لى يمكن أن ترسخ آلية ممتازة للمعالجة ، وكل طرف يعتمد على الحلقة الأضعف للآخر !؟

--------------------------------------------------------------------------------

2/ ابو محمد(الشارقة ) - (الامارات) - 24/3/2010
المشكل الرئيسى لوزارة المالية انها تكيل الكيل بمكيالين ،وليس لها جدول رواتب منطقى ،،وكل الفئات مسحوقة عدا ضباط الجيش والشرطة والجمارك وموظفى البنوك والبترول ،،لذا المسألة ليست من يقول الروب ،،بل من هو الضحية ؟ الذى يعمل لاكثر من 12 ساعة يوميا دون توفير وسيلة مواصلات لمكان العمل ودون توفير حتى ابسط مقومات العمل سواء سماعة طبية او ثيرمومتر !!! ومن وجهة نظرى الاولوية للاطباء اكثر من الحركة الشعبية او الكتل الدارفورية هذه الايام !!!

--------------------------------------------------------------------------------

3/ أبو عفان - (السودان) - 24/3/2010
أخي ضياء لك التحية : نعم للأطباء حق في زيادة الأجور - أيا كانت - ولكن ألا يعلموا أن زيادة عشرة جنيه يحتاج لميزانية ضخمة جدا . ألا يعلمون مواعيد الميزانية ؟!! و لا يمكن التعديل إلا في2011 . و أين كانوا في أكتوبر 2009 . المطالبة عندنا - أخنق فطس - وبدون إعمال للتفكير .و هؤلاء الطبقة المستنيرة و تتوقف عليهم حياة الملايين . وين الإنسانية و الرحمة و الشفقة ؟؟؟ ألا تقول مبادئهم ( علاج العدو إذا كان يحتاج لذلك) ؟!! فكيف يمتنعون عن علاج الحالات الطارئة . و لماذا لم تجاريهم د.تابيتا شوكاي ؟؟!! مع أنها تنتمي (للحركة الشعبية) . أنا أقول لك: لأنها عاشت في بريطانيا و تعلم أدبيات و سلوك المهنة و تعلم أدبيات الإضراب وسقوفه في هذا الحقل الحساس . إني أقول للأطباء : كونوا ملائكة للرحمة بدلا من تنين يقذف لهب قسوته على المرضى الضعفاء الأبرياء و ربنا ما بسأل عمر براهو ؟ و لو جينا للمحاسبة فلنفتح دفاتر أخطاء العمليات و الأرواح البريئة التي ضاعت و العمليات التي أجريت خطأ و كانت نتائجها العاهات المستديمة . خافو الله يا أطباء : وكما تدين تدان و ليتذكروا : عذبت إمرأة في هرة ...

--------------------------------------------------------------------------------

4/ متوكل خير - (السعودية) - 24/3/2010
التشخيص تمام يا استاذ ضياء أين وجهة نظرك فى العلاج ؟

--------------------------------------------------------------------------------

5/ بشرى مبارك إدريس - (بيريطانيا( بيرمنجهام)) - 24/3/2010
الاخ الاستاذ ضياء الدين بلال لك التحية أخى (الكلس ) وأنت تعيدنا الى أن نركز للبطان نواب الاخصائيين بالاضراب والوزارة بمحاوله حل المشكلة المستعصية والى تتهم فيها الاطباء بالتسيس وقبلك كتب الاستاذكمال حسن بخيت (عن الانتخابات والركزة للبطان ) وكتب فلان وغيرة والصحافة تكتب والفضائيات تقابل وترسل الكلام المباح والغير مباح ونحنا نعلق ومرات نترك التعليق لعدم المزاج لكن طالما فيها بطان آفو الجعليين ما أهل البطان ومعروفين فى كل السودان ولكن وقد دورّت الدلوكة (اللعبة بى منو ) ؟؟والمشكلة أن اللعبة ربما كانت فيها حرمة تشارك تابيتا بطرس والتى تحب الطرب والرقيص مثلها وكل أخواتها السودانيات خاصة إذا رفعت ندى القلعة الحداد وشاركت بإغنية سيرة كاربة !!ولكن إذا كان أطباء (التخدير لم يضربوا بعد ) فالحكاية محلوله وهى حلول تخديرية الى حين قيام الانتخابات !! لكن يا الواعى الاضراب مخصوص عشان ما تقوم الانتخابات ويكون بدلاً منها (إنتفاضة مندنكلة ) يا جماعة الدكتور الجزولى عندو خبر ؟؟

--------------------------------------------------------------------------------

6/ مها عبد الرحيم - (المركز القومي للبحوث) - 24/3/2010
ندمتو الناس على قراية الطب و العاقل من اتعظ بغيرة

--------------------------------------------------------------------------------

7/ ابودانية - (السعودية) - 24/3/2010
ليس ضعف الوزارة بل عجزها عن تفهم منطقية مطالب الاطباء ومظلمتهم ..وليس لهؤلاء تطلعات شخصية تتعدي حقوقهم المنطقية العادلة ..اللوم يوجه لمسؤلي الصحة والمالية ويبدو ان سياسة حافة الهاوية هي سياسة انقاذية بامتياز !!!!!!!!!!

--------------------------------------------------------------------------------

8/ معاوية قسم - (السودان) - 24/3/2010
لا شك أن هذه الأزمة سببها بالإضافة إلى ما ذكرت من ضعف الوزارة والتطلعات الشخصية .. فعامل الظرف الزماني يعد كذلك سبباً يستحث كثير من مفتوحي الشهية لمثل هذه الأزمات..

--------------------------------------------------------------------------------

9/ دمبلاب مصطفى - (دبى) - 24/3/2010
عشرات الأضرابات تشهدها فرنساوبريطانيا واليونان حاليا ولا يتعدى الأمر غير جلسات تفاوضية بين النقابات ومجالس الأدارات وينتهى اتلأمر فلماذا نسوق اشيائنا وأن بدت منطقية بغير مواصفاتها وخصائصها ؟ أهى السياسة والكيد أم هو الحماقات والأفتراء والجهل وعدم أحترام الرأى الأخر؟

--------------------------------------------------------------------------------

10/ طارق الصادق - (الرياض (السعودية)) - 24/3/2010
الأستاذ ضياء لك التحية والتقدير علي هذا المقال الرائع واسلوبه الشيق سهلاً وممتنعاً ولقد صدقت في كل ما ذهبت أليه واجد نفسي متفقاً تماماً مع كل ما أوردته؛ وأجدها فرصة سانحة طالما رغبت في أيجادها للتعبير عن تقديري وأحترامي للدكتوره تابيتا بطرس وزيرة الصحة الأتحادية التي ما فتئت تعمل في صمت ووكيل وزارتها الدكتور كمال عبد القادر علي غير عادة الوزراء الذين يكثرون الكلام وتقل أفعالهم وتأخذهم السياسة دون التوفيق في مهامهم الأساسية الموكلة أليهم فلها كل التقدير والأشادة.

--------------------------------------------------------------------------------

11/ أبومحمد - (إثيوبيا) - 24/3/2010
شكراً لك أخ \ ضياء الدين علي طرق هذا الموضوع وبهذه الحيادية المطلوبة ... لكن ألا تتفق معي علي أن المشكلة مسيسة من أصلها وإلا لماذا في هذا الوقت بالذات .... وأكثر ما يبرهن ذلك تصريحات هؤلاء الذين لا نعلم هل هم المخدم والمسؤول أم صاحب المطالب . ألا تري أن هذه هي فوضي لم تصل إليها بلادنا من قبل ... فهؤلاء من هذا العرمان ورفاقه يتمتعون بأموالنا وإمتيازات لا حصر لها من أموالنا التي يحق لنا أن نسألهم إما أن يساهموا في حل هذه الإشكالات التي يفترض أن تكون من صميم عملهم الذي يصرفون في سبيله الملايين ( ويستأثرون بميزانيات الجنوب لحسابهم الخاص) أو أن يذهبوا للمعارضة وخدمة هذه الأجندة الإشتراكية التي ما باتت تخفي علي أحد.

--------------------------------------------------------------------------------

12/ سيف الدين خواجة - ( الدوحة قطر) - 24/3/2010
أخي الكريم هذا هو مربط الفرس الجامح هناك مئات المشاكل المتركمة عبر عشرين سنة او يزيد تحت رماد الصبر والضغط عليها في حين يصرف علي المواكب والتجمعات والحشود التي ما قتلت ذبابة لكنها قتلت الناس بالفقر والمسغبة والتسول علي الطرقات وضاعت انسانية السوداني واصبحت هزيلة وضاعت الاخلاق وضاع التعليم والصحة ورغم ذلك هناك ينزلوا الانتخابات مرة ...والمؤسف هذه التراكمات ستنفجر في وجة العهد ان اتي ليذهب سريعا ادراج الريا ونحصد الهشيم في كل مرة ..محنتنا الازلية لا نملك زعماء بمواصفات سنقور ونهرو ومهتير محمد ..النظرة الشاملة لآفاق الوطن والتحليل والصبر والاناة بعقد اجتماعي يتماهي فيه العدل رويدا رويدا ...هيهات ...هيهات ...بلادنا تحصد السراب من الزعماء ونقدم انسانها لقمة سائغة للنهش من كل ناحية منكم لله ..اختشوا

» أيوب صديق من لندن والبى بى سى والرآى العام يقول أفصلو جنوب السودان
» ضياء الدين بلال والطيب مصطفى ليته يتريث قليلاً من الرآى العام
» إغتيال طالب التربية وحتى لايسجل ضد مجهول والكاتب ضياء الدين بلال من الرآى العام
» سعد الدين أبراهيم وإعلان عن رجل يقاوم الحزن من الرآى العام
» وأختلط علينا الامر وسعد الدين أبراهيم من الرآى العام