الدكتور كمال حنفى وعتاب على أستاذ التأريخ

عشت فى السودان على كل خطوط الطول وخطوط العرض... عشت فيه الميلاد والنشأة وطور الشباب الأوّل وطور (الشباب) الأخير... عشت فى عاصمته وموانيه ومدنه ومدارسه وأنديته ومحافله, وسكنت فى المرحلة الثانوية بداخليّاته... التقيت فى كل ذلك بأصدقاء وصديقات من اتجاهات السودان الأربعة لكنّى مثل كثيرين لم أكن أعرف الأصول القبليّة لهولاء الأصدقاء... عرفنا فقط عنوانهم الجغرافى!
شجّعت الهلال وطربت لفنّانين ولحُزمة من الأغنيات وشاركت فى الجمعيات والتنظيمات الطلابيّة دون ان أعرف لهؤلاء وأولئك فصيلة دم قَبليّة... فقد اكتفينا بمعرفة انتمائهم للقبيلة الأكبر: قبيلة السودان!
وطفت بمنهج الجغرافيا المدرسى السودان فزرت أصدقاءاً فى القولد وريرة ومحمد قول وود سلفاب والجفيل وبابنوسة ويامبيو, عرفت منطقتهم وسُبل كسب عيشهم, لكنّى لم أعرف ولا أعرف حتّى الآن من أىّ قبيلة هم, ولم يقل لنا استاذ الجغرافيا ذلك!
ودرست تاريخ السودان فى مرحلتين دراسيّتين ولم أعرف فى تاريخ السودان من أىّ قبيلة جاء هؤلاء: عبدالله جماع وعمارة دنقس والزاكى طمل وحمدان ابو عنجة وأبو قرجة وعبدالفضيل ألماظ وعلى عبداللطيف!
لم يخطر على بالى وعلى بال كثيرين من أجيالِ قبلى وبعدى أنّ على عبد اللطيف رمز لشيئٍ آخر غير انّه رمزٌ للقوميّة السودانيّة... وأنّه شخصيّة تاريخيّة ارتبطت بتطوّر السودان الحديث... وأنة سار فى موكب التحرير مع رفاقه فأسّسوا اللواء الأبيض, طليعة جيش التحرير الوطنى... لكنْ لم يحدّثنى استاذى أنّ على عبداللطيف من قبيلة الدينكا... واذا قالها لم يتكئ عليها واذا سمعتها لم انتبه لها ولم أكتبها فى امتحان التاريخ حين طُلِب منّى كتابة نبذة عن البطل السودانى على عبدالطيف, ومع ذلك نَجَحت فى امتحان التاريخ!
لكنّى فى هذه الأيام الوعرة عاتب على استاذى للتاريخ لأنّه لم يدرّسنى بأنّ على عبداللطيف من المهمّشين وأنّ حركة اللواء الأبيض ستكون ميراثاً شرعيّا لحركةٍ ستطرأ علينا اسمها الحركة الشعبيّة... عاتب على أستاذى لأنّه مطلوبٌ منّى الآن لفهم اتفاقيّة نيفاشا أن أدرك انّها ليست اتفاقيّة لقِسمة السُلْطة والثروة فقط... فهى أيضاّ لقِسمة التاريخ!!

أضف تعليقك طباعة الموضوع أرسل الموضوع
(قراءة: 401 تعليق: 5 طباعة: 4 إرسال: 0)
التعليقات

--------------------------------------------------------------------------------

1/ saud - (riyadh) - 17/2/2010
عجيب أمر هؤلاء القوم (الحركة الشعبية) ففكرهم يقوم على مبدأ السودان الجديد وينادون بالتحرر والعلمانية، هذا قولهم أما أفعالهم وحياتهم فهي النقيض تماماً فهم يتكلمون بطريقة عنصرية واضحة جداً، تناقض تام فالحرية معدومة، هم يركّزون على أن علي عبداللطيف جنوبي فهذا عندهم تمييز وجلآبي ويتكلمون عن المهمّشين ويعيشون في الفنادق في الخرطوم حياة المرفهين يريدون سرقة تاريخ علي عبداللطيف وإبعاده عن قوميته ليضموه لحركتهم ليحقق لهم إضافة وشعبية فهل هذا تفكير تحرري وعلماني!! أفيدونا وعلى الشعب أن يكون واعياً لأفكار مثل هذه الأحزاب والمرشحين0

--------------------------------------------------------------------------------

2/ أحمد عبد الباري - (السعودية) - 17/2/2010
كنت أعلم مسبقا أن والدة على عبد اللطيف (دينكاوية)، لكن هذه الحقيقة لا تخول الآخرين التكويش على الحركة باسم القبيلة وتقليص دورها التاريخي الوطني الكبير في حيز ونطاق القبيلة الصغير. إذا كان الإتكاء على عصا التاريخ يخول الآخرين الحصول على مكتسبات فإن من حق قبيلة (الشلك) المطالبة بجميع أراضي الخرطوم وخصوصا جزيرة (توتي) التي كانت مقرا لهم قبل أي قبيلة أخرى بالسودان. ومن حق أحفاد عمارة دنفس وعبد الله جماع المطالبة بأراضي الحلفاية وأربجي ومن حق بعض الشماليين المطالبة بأراضي في جنوب السودان حتى ولو انفصل. من مساوئ الشعبية أنها ترفع الشعار ونقيضه، فهي حركة علمانية لكنها مسيحية التوجه ،وهي حركة وحدوية لكنها انفصالية، وهي حركة وطنية لكنها قبلية حتى النخاع ألخ.. ما أصعب الانتقال من مرحلة سفك الدماء إلى السلام، ومن الغابة المظلمة إلى المدينة وأشعاعها ومن مخاطبة الرعاة في الأدغال إلى مخاطبة جيل الإنترنت. تحتاج الحركة إلى 50 عاما أخرى حتى تصبح حزبا سياسيا بمقاييس الشمال ناهيك عن المقاييس العالمية.

--------------------------------------------------------------------------------

3/ بشرى مبارك إدريس - (بيريطانيا( بيرمنجهام)) - 17/2/2010
الاستاذ والدكتور كمال حنفى تحية طيبة أخى طالما توجد هناك حركة يدعمها الغرب وأمريكا تحتضنها وهناك قناه (عميله ) إسمها الجزيرة وهناك مرشح للحركة الشعبية أسمه ياسر عرمان فإن تزوير التأريخ أخف عمل يمكن أن يقنع به أهل السودان الحديث !! للمفارقات أن على عبداللطيف البطل فى نظر الحركة الشعبية وأدبياتها وقانون أستفتاءها تحرم أسرة على عبداللطيف والتى عاشت فى الشمال كل حياتها مثل مثل أى سودانى أوجدته الظروف الحياتية أو الدراسية فى العاصمة تحرمها من الاستفتاء فى الشمال وتفرض عليها السفر بعد 80 سنه من ثورة أبنهم السفر الى الجنوب !!!! . إن واجبكم كصحفين وواجبنا من نرد عليكم ونكتب فى المنتديات أن نبصر كل الناس ونفتح أعينهم الى ما تنوى الحركة وقطاع الشمال والذى يدفع المال مقابل ذلك لكل من قال أو سوف يقول زوراً وبهتاناً وإفكاً والمصيبة أن الشعب سوف يقول كلمتة إن شاء الله والتى سوف يصرحون وقتها للغرب والذى سوف يحضر أن الامر مزور وهم التزوير من أوسع أبوابة والتحريف هم أصحابة اللهم أخزهم وأحصهم عدداً ولاتجعل لهم فى الكذب والتزوير مددا آمين .

--------------------------------------------------------------------------------

4/ ابودانية - (السعودية) - 17/2/2010
لله در ابيك ...!!!ذاك كان السودان القديم ...اما المبشرون بالسودان الجديد فصدقني لن يكتفوا بقسمة التاريخ بل سيطالبون غدا بقسمة الفيزياء والعلوم الانسانية ....................................ّّ

--------------------------------------------------------------------------------

5/ Montaser Elzain - (UAE) - 17/2/2010
لا يضر شئ ان يعلن عرمان حملته الانخابيه من منزل المناضل على عبد اللطيف لتذكير الناس بهذا البطل ولكن ليس لقبليته حيث اصبحت القبيله هى الكرت الرابح فى الانخابات فى زمننا هذا لذلك لم يتمكن الدكتور على عبد الله ابراهيم من جمع النصاب القانونى للترشيح ببساطه لانه لا يتكأ على القبيله ومتى يتعلم هؤلاء (المثقفين ) امثال عرمان وغيره بان المثقف الحقيقى قد ترك القبليه خلفه منذ سنين عددا

» الدكتور كمال حنفى ومعلومات عن البشير على النت
» الدكتور كمال حنفى يطلق نداء عبر الهواء الطلق
» الدكتور كمال حنفى ومعادلة الوصول للمحطة الوسطى
» الدكتور كمال حنفى وطعنة بعد إنتهاء فترة الطعون من الرآى العام
» الدكتور كمال حنفى والناطق الرسمى بإسم الشعب (من الرآى العام)