الطيب مصطفى يكتب عن ما بينه وبين عرمان وضياءالدين بلال من الرآى العام

ادرك تماماً علاقة الصداقة الحميمة التي تربط الاستاذ ضياء الدين بلال بياسر عرمان، ولذلك لم أدهش البتة لانبراء ضياء الدين بلال للدفاع عن عرمان وللهجوم على شخصي لانني تصديت بقوة مستنكراً ترشيح الرجل لرئاسة الجمهورية باعتبار ان ذلك يمثل اهانة واساءة لشعب السودان الشمالي المسلم. واقول ان من حق ضياء الدين ان يناصحني لكني ارجو منه بذات القدر ان يتقبل مناصحتي له في نهاية المقال الذي سأحاول ان ارد فيه على ما ورد في مقاله بتاريخ 42/1/0102م.
الاستاذ ضياء الدين قال انني تعرضت لعرمان بكثير من التجريح الشخصي والاسري وطلب ان نبعد الاسر والسيرة الخاصة عن ميدان الصراع السياسي واود اولاً ان اقول انني لم اتعرض لأسرة عرمان التي لا اعلم عنها شيئاً، ولا اسعى الى ذلك البتة لكني قلت ان الرجل الذي اعرف عنه الكثير ليس حفيظاً على اسرته فهل في ذلك ما يعيب؟ ثم ان ضياء الدين الذي نهى عن التجريح الشخصي اعمل سكينه في سلوكي وخلقي بما يعني انه رماني بدائه وانسل!
لقد اعجبتني عبارة ساقها الاخ عبدالمحمود نور الدائم الكرنكي الذي امضى جزءاً من عمره في امريكا واوروبا حين علق على قصر الفترة التي اختارت فيها الاحزاب من يدخلون حلبة المنافسة على رئاسة الجمهورية فقد قال الرجل ان («3» اشهر غير كافية لفحص الملف «العائلي» للمرشح الرئاسي فحصاً دقيقا.. «3» أشهر لا تكفي الصحافة السودانية لكي تشخص المرشحين الرئاسيين بالاشعة المقطعية والموجات الصوتية والرنين المغناطيسي ذلك لان مكانة وهيبة الرئاسة السودانية يجب ان تعلو فوق كل اعتبار).
اقول انه اذا كان العرب.. مصدر الممارسة الديمقراطية التي يتغنى بها ياسر عرمان صباح مساء والتي تبيح قوانين الشذوذ الجنسي وزواج المثليين يحرص على نقاء سيرة الشخصيات العامة وبعدها عن كل ما ينتقص من سمعتها لدرجة انهم يرصدون سيرة الشخصية المرشحة لتولي المنصب العام منذ الصغر فماذا ينبغي ان يحدث عندنا نحن المسلمين الذين يفترض ان يكون سلوك الشخص العادي منا قويماً راشداً منسقاً مع أخلاق الاسلام وقيمه ناهيك عن الشخصيات العامة التي تتطلع الى الامارة علينا وتقديم القدوة لنا بل ورئاسة بلادنا كلها؟! هل نسى الناس «المرمطة» التي تعرض لها الرئيس كلينتون بعد فضيحته مع مونيكا لوينسكي؟ هل نسى الناس كيف قضت حادثة وفاة سكرتيرة ادوارد كينيدي بكل تاريخه والارث السياسي لاسرته العريقة على آماله في رئاسة امريكا؟ هل نسوا كيف قضت صورة ملتقطة لقاري هارت مع احدى الفتيات على آماله في الترشيح للرئاسة بالرغم من انه كان الاوفر حظاً؟ هل نسى الناس قصة كريستين كيلر مع وزير الدفاع البريطاني والتي استقال بعدها؟ بل هل نسى الناس الفضيحة الجنسية التي حدثت قبل ايام لجون تيري لاعب المنتخب الانجليزي الذي جرد بسببها من رئاسة فريقه؟
اذا كان ضياء الدين بلال يظن ان السلوك الشخصي الشائن المرفوض حتى في الغرب الفاجر أو يظن ان عدم اداء الصلاة وغيرها من اركان الاسلام والاعتراض حتى على ايراد البسملة في الدستور.. اذا كان يعتبر ذلك وغيره مما اعلم عن سلوك الرجل وفضائحه ومما اوردته الصحف جزءاً من «السيرة الخاصة» التي لا يجوز ان «تهبش» واذا كان يعتبر ارتكاب الموبقات من تعاطٍ للخمر وفجور مرصود امراً خاصاً لا يجوز ان نتعرض له حتى ولو كان من يقترف ذلك السلوك شخصية عامة ترغب في ان تتولى منصب رئاسة بلاد تحتكم الى الشريعة الاسلامية فهذا شأنه لكنه لا ينبغي ان يلزمنا بقناعاته ومرجعيته الفكرية والسياسية ذلك ان مرجعيتنا القرآنية تلزمنا بأن نجاهد امثال عرمان من المحادين لله وشريعته والساعين لاطفائها والمجاهرين بذلك.
ان المساحة لا تسع لايراد ضوابط من يتولى الامارة على المسلمين وسأعرض لذلك في مقال آخر لكني اقول ان من يتصدى لذلك المنصب الخطير ينبغي ان يكون آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر حافظاً لحدود الله لا ان يكون من اكبر مقترفي المنكر واكثر دعاة التحرر من الفضيلة الآمرين بالمنكر الناهين عن المعروف ويكفي موقفه في البرلمان من جريمة الزنا خاصة وان اتفاقية نيفاشا التي ينبغي ان يلتزم بها عرمان قضت باقامة الشريعة في الشمال المسلم لكنه رغم ذلك يدعو الى العلمانية والى اخراج الدين من الحياة والى اقامة مشروع السودان الجديد المصادم لهويتنا وديننا والى ارتكاب الموبقات.
لقد دأب ضياء الدين بلال على خدمة اجندة الحركة الشعبية وصديقه الحميم عرمان ولولا ضيق المجال لرصدت الكثير من كتاباته لكني اكتفي باشارات عابرة قد افصلها لاحقاً. فالرجل مثلاً كان من اوائل المدافعين عما سماه بنطال لبني بالرغم من انه لم يكن بنطالاً بعد ان قالت المحكمة بشهادة الشهودة انه «اقصر من ذلك» ويكشف عنه بنطال شفاف في ملهى ليلي يختلط فيه الحابل بالنابل وكانت لبنى تسهر فيه بصحبة بعض الفتيات حتى منتصف الليل بدون أب أو اخ، ومعلوم ان عرمان كان من اكبر المساندين لتصرفات لبنى وسلوكها الشاذ. ثم تصدى ضياء الدين للصحفي صلاح الدين عووضة لانه عقب على نصيرة لبنى وكاتبة اجراس الحرية رشا عوض عندما هاجمته على انتقاده لسلوك لبنى وزيها الشاذ وسهرها لوحدها حتى منتصف الليل، وهاجم عووضة بالرغم من انه لم يفعل غير اداء واجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بينما اوشك ان يجعل من رشا عوض صديقة «بتشديد الدال وكسرها» رغم انها تنافح عن الحركة المعادية للاسلام والاخلاق بل انتقد ضياء استخدام منابر الجمعة في السياسة وهو امر لو تعلمون عظيم ذلك ان المنابر يصدع فيها بآيات الولاء والبراء التي تنهي عن اتخاذ «الكافرين اولياء من دون المؤمنين»، والتي يغلظ فيها بأمر من الله العزيز على المنافين، ويدافع فيها عن الشريعة وتهاجم فيها العلمانية والعلمانيون وهذا حديث يطول.. نعم قد لا احبذ ان يذكر اسم المؤتمر الوطني داخل المسجد بالاسم لكن يمكن ان تهاجم الحركة تلميحاً وتصريحاً كما يهاجم سلفاكير المؤتمر الوطني «بالاسم» من داخل كنيسة جوبا كما يمكن التعرض للسياسة لانها جزء من الدين ولان العلمانية تتعارض مع الاسلام وهل يرتق الفتق الهائل في نسيجنا الاجتماعي الذي مزقته القبلية والدعوة الى العلمانية إلا بالدين ومنابر المساجد. ثم لماذا بربكم يحرص ضياء الدين بلال على اخراج المسجد من معركة التصدي لمشروع الحركة الشعبية المعادي لله ورسوله بالرغم من ان المسجد كان في شتى عصور الاسلام حرباً على قريش وعلى المغول وعلى الصليبيين وعلى أعداء الاسلام في كل زمان وكان.
اقول لضياء الدين بلال.. صحيح قولك ان «معادن الرجال تجليها المواقف» وان «ردود الافعال يمكن اخذها بقياس نسبة هرمونات النقاء في مكوناتهم القيمية» وغير ذلك مما اردت ان تجرح به سيرتي وسلوكي وكنت اعلم عنك وعن خلفيتك الفكرية والسياسية الكثير مما استطيع ان ارد به الصاع صاعين لكن موقفك الاخير كشف عن معدنك ومرجعيتك واتجاهك السياسي وعن هرمونات النقاء القيمي في شخصيتك ولذلك لا غرو ان تتخذ من عرمان صديقاً حميماً فما بيني وبينه كما بين السماء والارض فهنيئاً لك بالرجل وهنيئاً للرجل بك فالرجل يحشر مع من أحب!
ان التصدي لعرمان والحركة الشعبية يعني بالنسبة لي عبادة خالصة لله تعالى كما يعني التصدي لمشروع الغابة والمغول الجدد الذي يحكم الجنوب اليوم ويذيق اهله لباس الجوع والخوف.. ذلك المشروع الذي تسعى الحركة الى تطبيقه على السودان الشمالي هذا فضلاً عن ان عرمان هو عرمان القديم صاحب التاريخ المخزي من ايام شبابه الباكر في جامعة القاهرة فرع الخرطوم التي فر منها بعد جريمة مقتل الاقرع وبلل حيث كان من قيادات الحزب الشيوعي في الجامعة ثم التحق بعد فراره بالحركة الشعبية بتاريخها الاسود الملطخ بالدماء والاشلاء ولا يزال جزءاً من قيادة تلك الحركة المشؤومة التي نرجو ان تغادرنا الى غير رجعة عقب استفتاء تقرير المصير حتى ينعم السودان الشمالي بالأمن والأمان بعد اكثر من نصف قرن من الدماء والدموع.
ان عرمان ينتمي الى حركة تناصب الاسلام العداء ولعل ما يحدث في جنوب السودان الذي تحكمه يفضح مشروعها المعادي لهوية السودان الشمالي بل ان الرجل مرشح لاعلى منصب في الدولة ليحكم السودان الشمالي من قبل حركة ظلت ولا تزال تكيد للشمال لدى امريكا واوروبا وتحرض عليه العالمين حتى يظل تحت سيف العقوبات. بل هو مرشح من حركة تحتفي بمقتل ابناء الشمال على يد مجرمي التمرد اللعين من لدن توريت العام 5591م وتقف مع اوكامبو والدول المسخرة له لتوقيف رئيس الجمهورية فهل احتج عرمان يوماً على اي من ممارساتها وسياساتها المعادية للشمال وشعبه ام ظل مسانداً لها بل ناطقاً باسمها معبراً عن شرورها وآثامها؟
ان الحديث يطول عن عرمان الذي اوقن بأنه بسلوكه وعقيدته الفكرية والسياسية المعادية للاسلام يشكل عبئاً ثقيلاً حتى على اسرته التي لو كان الامر بيدي لا نتزعتها منه كما امر الله ان ينتزع المال من ايدي السفهاء ناهيك عن ان اتركه يتولى امرنا ويترشح لرئاسة السودان.

غداً رد ضياء الدين بلال على الطيب مصطفى

أضف تعليقك طباعة الموضوع أرسل الموضوع
(قراءة: 994 تعليق: 2 طباعة: 31 إرسال: 0)
التعليقات

--------------------------------------------------------------------------------

1/ بشرى مبارك إدريس - (بيريطانيا( بيرمنجهام)) - 17/2/2010
لاشك أننا بغض النظر عن الاتفاق مع المهندس الطيب مصطفى أو الاتفاق والاختلاف مع الاستاذ ضياء الدين بلال ليضع أحدنا فى خانه كل واحد من هؤلاء وأقصد أنت ابن السودان المسلم والذى تعرف دينك جيداً وماذا يطلب منك القرآن والسنه فى مسأله البراء والولاء . لاشك أن ضياء الدين بلال يحاول أن يصل الطرفين الى منطقة وسطى ؟؟ ولكن أرى أن من يريد أن يصل الى المنطقة الوسطى يصلها بعون الله وليس عون الغرب ؟؟ فهل يتفق معى أخى ضياء الدين بلال على هذه الجزئية الهامة ؟؟؟أننى لكى أقترب للمنطقة الوسطى والمحطة الوسطى لابد من عون الله ومن يريد عون الله لابد أن يقول بسم الله وياسر عرمان لايقول بسم الله بل يريد أن يفرض على دستور البلد المسلم والمسلمين أن لايكتبوا البسمله !!يا أستاذ أستهدى بالله وقول بسم الله وأقيف على حيلك قبال مايقع بيك كرسى وما ينفعك إلا قول الله وبسم الله ودعاء الله وأخوانك من المسلمين والله العظيم عرمان وأخوانو يلحقوك آمات طه !!!

--------------------------------------------------------------------------------

2/ David Glenn - (USA) - 17/2/2010
All too often,I notice that Brother Altayeb Mustafa,refers to the(Arab North),as opposed to the African South.I dont know how does he define the (North),to which he refers,but that is not my question,instead my question to Brother Altayeb is about that eternal bond that links the arabs and the africans as is known in history.Could he please tell us what he thinks about it? Is the Old Testament wrong when it talks about Hagar(Hajir(,Abram(Ibrahim) and Ishmael(Ismail)? I happen to know that Moslems accept the fact that Hajir,the mother of Ismail,ancestor of the arabs,is from Ancient Egypt(Upper Egypt),that is African. I hope Alrayalam,will allow this message and publish this comment.

» ضياء الدين بلال والطيب مصطفى ليته يتريث قليلاً من الرآى العام
» الاستاذ أحمد عبدالرحمن يكتب عن تأجيل الانتخابات ومستقبل السودان (الرآى العام )
» كمال حسن بخيت يكتب من أرض الكنانة نقلاً من الرآى العام
» الدكتور عبدالله الاشعل السفير يكتب عن أوكامبو والجنائية من الرآى العام
» أحمد محمد شاموق وياسر عرمان طاقة زاخرة أخشى أن يبددها الاندفاع (من الرآى العام )