أحمد محمد شاموق والبروف غندور والحوار السياسى الراقى

أعجبت واستمتعت كثيرا بالحوار الذي أجراه فتح الرحمن شبارقة مع الأمين السياسي للمؤتمر الوطني ابراهيم غندور ونشرته هذه الصحيفة أمس الأول الأحد. مصدر الاعجاب والإستمتاع الأسئلة الجريئة والمطبات التي حاول المحاور جر المتحدث إليها، والإجابات المباشرة التي لا تخلو من صراحة دون أن يقع في مطب الإسفاف والاتهامات وإثارة الغبار.
كان غندور حاسماً في أن مرشح حزبه لرئاسة الجمهورية (عمر البشير) سيحصل على ما بين( 60 و75% ) من مجموع أصوات الناخبين، ولم يلق القول على عواهنه بل استشهد بنتائج استطلاع أجراه مركز الجزيرة أعطى البشير تأييداً شعبياً وصل إلى نسبة (96%) من مجموع المشاركين في الاستطلاع، لكن غندور خفض هذه النسبة إلى بين (60 و75%) بإعتبار أن هناك مرشحين منافسين سيصلون إلى الناخبين ويقتطعون جزءاً من هذه النسبة.
هذا التقدير يعكس تقدير متحدث بأحد الأحزاب عندما قدم مرشح حزبه لرئاسة الجمهورية وقال إنه بـ (قناعته الشخصية) يقدر أن مرشحهم سيكتسح انتخابات الرئاسة بنسبة (90%).
وسأله المحاور عن نظرية تشتيت الأصوات التي قال بها أمين عام المؤتمر الشعبي حسن الترابي قبل فترة حتى لا يحوز البشير على (50% +1)، فيضطر لدخول انتخابات الإعادة، وحينئذ تتكتل كل أحزاب المعارضة خلف مرشح آخر. فقال إنهم يرحبون بالزخم الذي يحدث الآن في الإنتخابات الرئاسية.
وسأله عن اشارات ترسل في اتجاه تحالف وشيك بين المؤتمر الوطني والاتحادي الديمقراطي، لكن هذه الاشارات اختفت الآن. فقال إنهم يُقدرون ويحترمون الحزب الاتحادي، وقال إن بينهما علاقة راسخة، كما أن لديهم أيضاً علاقات راسخة مع احزاب اخرى، لكنه قال إن التنافس الانتخابي أمر طبيعي.
وناقش الحوار قضايا أخرى مثل التنسيق بين المؤتمر والأحزاب الأخرى، فقال إن حوارهم لم يتوقف مع كل القوى السياسية، لكنه قال إن الحديث عن التنسيق والتحالف لا يمكن ان يتم عبر صفحات الصحف.
وسأله : ألا يقطع ترشيح حاتم السر للرئاسة الطريق أمام أي تحالف أو تنسيق بين المؤتمر والاتحادي؟ فرد بأن يكون لأي حزب مرشح في أي مستوى، لا يعني انه لا يوجد تنسيق أو حوار.
أسئلة كثيرة وردود كثيرة دارت في الحوار، ولكنها برغم شدتها أحيانا كانت الإجابات عليها هادئة ومعتدلة.
وبعــد ..
سألت نفسي : ألا يمكن أن يجد القارىء الإثارة والمتعة من خلال الاعتدال وضبط مفردات الكلام؟ وقلت لنفسي: (نعم يمكن)، ومن يشكك في هذا يمكنه أن يرجع إلى مضابط الحوار.

(قراءة: تعليق: 2 طباعة: إرسال: )
التعليقات

--------------------------------------------------------------------------------

1/ أبو عفان - (السودان) - 9/2/2010
غندور دبلوماسي و رفيع هذا ليس فيه شك نتمنى من الآخرين داخل حزبه أن يتعلموا منه عدم صب الزيت في النار .

--------------------------------------------------------------------------------

2/ بشرى مبارك إدريس - (بيريطانيا( بيرمنجهام)) - 9/2/2010
الاخ الاستاذ شاموق تحية طيبة لاشك أن الحوار مع شخصية فى علم وخبرة البروف غندور يجعلك تسرح فى سماوات راقية من أدب الحوار والمعلومة والحكمة والدقة والثقة فى الرد حتى يقنعك تماماً بالرد والاجوبه ! ولكن للاسف تجد من نفس الحزب آخرين (يطمموا بطنك ) بإجابات الانفة والتكبر والعزة بالاثم ! والمصبية الاكبر أن خطاب البروف غندور يقابله خطاب مضاد وعنيف من الجهات التى أعطوها (ريق حلو ) ومثال لذلك كيف كان رد الحركة الشعبية عندما قالت أن مرشحها لرئاسة الجنوب هو الفريق سلفاكير نفسه مرشح الحركة ولاشك أن هذا الكرم من باب (قدّم السبت تلقى الاحد ) ولم ينتظر باقان الاحد ففى يوم السبت يوم التصريح تشكك فى النوايا وكال للمؤتمر الوطنى وأتهمة أنه يقصد من ذلك أن مرشحة الدكتور لام أكول .البلد والساسة عندنا بدرى عليهم رغم أن بعضهم وصل درجة بروف فى كل شىء .

» ديبى والمنديل الابيض والكاتب أحمد محمد شاموق
» الدكتور والبروف مصطفى عمر نوارى وحرمة الاستاذة أم سلمة محمد أحمد الحاج
» أحمد محمد شاموق وحركة تحرير السودان والقفز فى الظلام
» ظهور النتائج بعض الدروس المستفادة والاستاذ أحمد محمد شاموق
» الابتسامة العريضة فى الصور المصاحية والاستاذ أحمد محمد شاموق الرآى العام