الدكتور كمال حنفى وطعنة بعد إنتهاء فترة الطعون من الرآى العام

نحن نعيش على سطح الأرض وأيضاً على سطح العمر... هذا السطح هو ما يجعل المسافة بين الحياة والموت مسافة معدودة... فبين ثانية وثانية يطل سبب الموت ليحيل أوراقنا من السِجل المدنى للأحياء إلى السِجل المدنى للأموات!
بعد أدائه صلاة المغرب بالمسجد مساء الجمعة لم يكن يدرى انّها آخر صلواته... فقد التقى بعدها مباشرة أمام منزله بطعنة قاتلة مجهولة فى أعلى تجويفه الصدرى... فانسكب الدم وهبطت الدورة الدمويّة فتوقّف النبض وسكت القلب... ومنذ تلك اللحظة كُتِبَ العميد (م) محمّد صالحين فى سِجِل الشهداء... فهل هناك شهادة أكبر من أن تُقتل نفس لا تدرى بأىّ سبب تٌقتل وبأىّ يدٍ تُطعن وعلى أىّ جَنْبٍ تُصْرَع؟!
أُقَدّم لكم العميد (م) محمّد صالحين... فعلى خارطة الجماعة الوطنيّة هو ابن الحَلْفَتين القديمة والجديدة... عاش بلا حدود بين حياته الخاصة وحياته العامة... كان يسعى لتقديم خدماته للآخرين, فإن لم يستطع يذوّب ذاته ليكون ممرّاً تمر عَبْره الخدمة المُستحقّة لآلاف المظلومين المُنْكسِرِين... تحالفت بداخله الشخصيّة العسكريّة والشخصيّة المدنيّة فأنتجتا شخصيّة عامة تسكن بين الشخصيّتين!
فى العشرين عاماً الماضية عمل صالحين فى عدد من مناطق السودان مٌحافظاً ومُعتمداً برُتب عسكريّة مُقَدّماً وعقيداً وعميداً... حتى انتهى تحت قُبّة المجلس الوطنى نائباً... وجدّد المؤتمر الوطنى تقديمه للإنتخابات القادمة مُرشّحاً عن دائرة حلفا الجديدة حين رصد وزنه الجماهيرى فى البورصة الشعبيّة!
كان صالحين مُقدّما فى الشدائد وعقيداً فى خدمته لأهله وعميداً للعائلة الحلفاويّة الكبيرة... حينما عُيّنَ محافظاً كان محافظاً على وحدة الصف... وحينما أعيد مُعْتَمداً كان مُعْتَمَداً عليه!
اغتيال صالحين مساء الجمعة فعل آثم وقصد مجرم ومِدية إن كانت تعرف انّها ذاهبة لصدره لارتدّت إلى صدر حاملها بدلاّ عن المحمولة إليه!
العميد (م) محمد صالحين فى فترة الطعون الإنتخابيّة لم يتلق طعناً واحداّ... وحينما انتهت فترة الطعون تلقّى طعنة مميتة... فعزاءٌ مُتْرَع لمواطنى حلفا الجديدة والقديمة... فربما نال برحمةِ من ربّه مقعداً فى الجنّة يكون خيراً له ألف مرّة من مقعدٍ بالمجلس الوطنى!!

أضف تعليقك طباعة الموضوع أرسل الموضوع
(قراءة: تعليق: 1 طباعة: إرسال: )
التعليقات

--------------------------------------------------------------------------------

1/ بشرى مبارك إدريس - (بيريطانيا( بيرمنجهام)) - 7/2/2010
الاخ الدكتور والاستاذ كمال حنفى تحية طيبة نترحم على الشهيد بإذن الله العميد معاش محمد صالحين ونقول اللهم أغفر له وأرحمة وعافة وأعف عنه لم ألتق فى حياتى بالاخ الشهيد بإذن الله محمد صالحين ولكن أتذكر أمثالة من الحلفاوين ممن عملت معهم وهم قمة فى الاخلاق والعرفان وخدمة الناس عامة وأهلهم الحلفاوين خاصة المنتشرين فى المهاجر أتذكر العميد(م) سمير محمد صالح ضرغام وأتذكر اللواء شرطة معاش تيسير محمد عبده وأعزيهم فى هذا الفقد الجلل وقد كتبت أبيات عزاء للمرحوم سوف أكتبها : الطعنة المميتة لى صالحين وصلتنا* ومات مات الشهيد بشوفو ود حلتنا* ما قابلتو قط لكن قبيلتو قبيلتو ملتنا* بى خيرة رجال بى أفضل رجال بنعرفم ثلتنا* والله العظيم ووالله العظيم الدموع بلتنا* العزاء للاسرة الكريمة وأتمنى أن يوفق الله الزملاء فى الشرطة ويادفعة العميد عبدالعزيز حسين عوض ورينا همتك وأفراد مباحثك بالولاية وعلى رأسهم مدير شرطة المباحث اللواء عابدين الطاهر .

» الدكتور كمال حنفى والناطق الرسمى بإسم الشعب (من الرآى العام)
» وما زال مسلسل الكلاب مستمراً ودكتور كمال حنفى من الرآى العام
» كمال حنفى وأسكتى ياشجون من الرآى العام
» زمان يا راديو والدكتور كمال حنفى من الرآى العام
» نفس الملامح والشبة والدكتور كمال حنفى من الرآى العام