حديث المدينة
(أرفع الجلابية)..!!
عثمان ميرغني
قضية مهمة للغاية .. بل وحتمية.. يجب علينا جميعاً أن نحاصر بها كل المرشحين لمختلف المناصب التنفيذية والتشريعية.. بل ويجدر أن نعتبرها فيصلاً نقبل به المرشح أو نرفضه.. القضية هي: المادة (12) من قانون مكافحة الثراء الحرام والمشبوه.. وعنوان المادة ( سرية إقرارات الذمة والشكاوى وعقوبة إفشاء البيانات الواردة بها). المادة تنص (تعتبر جميع إقرارات الذمة، والشكاوى، بشأن مخالفة أحكام هذا القانون، أسراراً، ولا يجوز لأى شخص، ممن يتلقونها، أو يتداولونها، أو يفحصونها، أو يحققون بشأنها، أو يحفظونها، أن يفشى أى بيان، ورد بها). هذه المادة تنص على (سرية إقرارات الذمة).. وتعني عملياً (خلّوها مستورة) فتكون النتيجة أن لا أحد يقدم إقراراً لذمته من الأصل.. ويصبح القانون كله مجرد صورة جميلة تعلق في جدار الوطن لتقول للناس (لدينا قانون يكافح الفساد واستغلال النفوذ).. لا نطلب شيئا مستحيلا أو عصيّاً.. فقط تعديلاً بسيطاً .. نريد (الشفافية) أن يصبح إقرار الذمة حقاً معلناً .. لجميع الشعب السوداني ليطلع على (ذمم) المسؤولين.. تماماً كما فعل أخونا عبد الباقي الظافر مستشار التحرير في صحيفة "التيار" والمرشح في دائرة (بحري وشمبات) .. إذ أعلن في بيان ترشحه ذمته المالية ونشر على رؤوس الأشهاد كل ما يملكه من حطام الدنيا الفانية.. المرشح الذي يصر على أن (ذمته) سرية ولا يحق للشعب أن يطلع عليها.. لن نحرمه من حقه هذا.. وسنحافظ له على (سرية) ممتلكاته، لكن بشرط واحد.. أن (يحل عننا) ويذهب ليمارس أي عمل آخر.. فليفتح شركة و ليكنز الأموال ويشتري القصور لن يسأله أحد طالما هو في حرزه الخاص.. لكن الذي يتصدى للعمل العام ويريد أن يحكمنا في أي مستوى.. فإن شرطنا عليه أن يفعل كما كنا نفعل في المدرسة الابتدائية في طابور الصباح يوم السبت( يرفع الجلابية).. لنرى..!! شرطنا نحن الشعب في أي مرشح قومي أو ولائي.. أن (يرفع الجلابية).. ينشر لنا ما يملكه هو وزوجته وأبناؤه وبناته .. وحلال عليه عماته وخالاته وبقية القرابات.. هذا حقنا.. من يريد أن يحكمنا أو يكون نائباً عنا في البرلمان يجب أن يدرك أن (شرط الجدية والنزاهة) يبدأ من هنا.. يكشف لنا ذمته الآن.. وسنراقبه خلال فترة عمله العام.. ثم نراجع ذمته بعد ذلك لنرى.. هل أثّرت الوظيفة العامة على ممتلكاته.. هل يستثمر المنصب لصالح الوطن أم لذاته.. لا تترددوا.. أي مرشح يتقدم لكم في أي مستوى انتخابي.. أطلبوا منه شيئاً واحداً.. إعلان ذمته.. قائمة بممتلكاته وأسرته.. إما أن يعلنها.. أو يعلن انسحابه اذا اعتبر أنها من أسراره الشخصية.. لا تفرّطوا في حقكم يا شعب السودان.. وكفاية عليكم (54) عاماً من الإستـ(غ)ـلال.. لا تطلبوا شططاً.. فقط إقرار ذمة على الهواء الطلق.. وأسألوا الذي لا يريد كشف ذمته .. ماذا يخفي ..!! إجعلوا شعاركم في الانتخابات .. (أرفعوا الجلابية!!)