بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 64 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: الدكتور كمال حنفى ومعادلة الوصول للمحطة الوسطى الثلاثاء 2 فبراير - 4:18 | |
| الخرطوم تتيح فرصاً لا تخطر على البال لمن يطوف بها بلا طوق أمنى أو درع واق... قبل أيام كنتَ مّمن أتاحت لهم الحياة البريّة فى الخرطوم حدثا دوّنته على دفتر أحوالى الشخصيّة... وهو لقائى على الهواء مباشرة بسِرْب من النحل... كان اللقاء فى شرق الخرطوم وفى قلب حى الرياض, فكِدت على تحويل اسم حى الرياض إلى قلع النحل! كان اللقاء مباغتاً داخل أسوار منظمة طوعيّة مشهورة وأثناء حوارٍ مع مدير العلاقات العامة فى باحة مقر المنظمة... شعرت فجأة بأنّنى تحت تأثير غارة من اللسع أو اللدغ... وبعد انتهاء الغارة أدركت أنّه لسع... فقد كانت الغارة نحليّة! مع خروجى قلت لموظف الاستقبال انّ للسعة النحل فى جسم الانسان فعلين على حسب مقدار الجرعة... جرعة شافية مثل ما يخرج من بطونها... وجرعة شبه قاتلة... فإذا كانت الجرعة التى تلقيّتها عندكم من النوع الثانى فسأفتح فيكم بلاغاً بتهمة الاعتداء على صحفى اثناء تأدية عمله! فى خبرتى السريريّة العلاجيّة قبل سنين أتانى رجل يقع عمره بين عمر الزهور وعمر الشوك... أتانى فى حالة بين الحياة والموت لكنّها للموت أقرب... عليه علامات صدمة الحساسيّة... كل شيئ فيه ملتهب وأنفاسه متصاعدة وأطرافه باردة مع انّ اليوم كان صائفا... علمت بعدها انّه التقى بأسراب من النحل... وبعد خضوعه لعدد من الإجراءات العلاجيّة المنقذة للحياة عاد الرجل إلى الحياة عوداً حميداً مستطاباً! وهكذا هى الحياة دائما فى وجهها الطبيعى ووجهها الصناعى... حبّة واحدة من الاسبرين فى وقتها تذيب جلطة فى القلب فتنقذ الحياة... وذات الحبّة تكون لآخر سببا فى النزيف والموت... وبالمثل حقنة من المورفين تُخرس موجة من الألم فى القفص الصدرى لواحد... وتكون مخدّراً لثان... ويأخذها ثالث فينال بجدارة شهادة المُدمِن! فى الدنيا تحيط بنا أشياء تقع بين الجلطة والنزيف... وبين توقيف الألم والادمان... وبين الشفاء وصدمة الحساسيّة... لذلك علينا الاجتهاد المستمر فى البحث عن المنطقة الوسطى بين لسعة الحياة ولسعة الموت... أهم المحطات فى حياتنا هى المحطّة | |
|