إسماعيل أدم من الرآى العام وهبوب رياح التغيير السياسى

بلغت الانتخابات،بما في اجراءاتها من عيوب ومحاسن، مرحلة نشر كشوفات المرشحين للمستويات الانتخابية المختلفة: من رئاسية الى ولاة الى برلمان قومي الى حكومة الجنوب الى برلمانات ولائية. «الجوة جوة والبرا برا»!
محاسن هذه الانتخابات بحجم كتاب ضخم،من عناوينه البارزة،بالطبع هذا الحراك السياسي، الذي ينتظم البلاد من اقصاها الى اقصاها،ومافي هذا الحراك من منافسة حزبية ظلت البلاد تفتقدها إلى وقت طويل على مستوى الحزب الواحد.والحركة الشعبية عندما كانت تحارب الخرطوم من الغابة وكانت تعمل بالصوت الواحد،والنبرة والواحدة، والويل لمن يخرج عن نطاق هذا الصوت، الآن نرى تيارات الحركة الشعبية تفكر بالصوت العالي وتتزاحم على بوابات الانتخابات بألوانها المختلفة، من يسار الى يمين الى متطرفين الى معتدلين، الى وحدويين الى انفصاليين.
وحزب المؤتمر الوطني، ويطلق عليه اصحابه الوعاء الجامع، كان يمضي في اتجاه واحد على طريقة خط السكة الحديد، وقد رأينا كيف نكل الحزب بمنسوبيه الخارجين عنه في زمن الصوت الواحد، وكيف تم تخوينهم، وكيف رأى الخارجون عن عباءة الوطني في زمن الصوت الواحد نجوم القايلة، ولكن بهبوب رياح الانتخابات ومع اندلاق نسيم الحريات مترافقا للعملية الانتخابية،الامر كذلك مع اي انتخابات ديمقراطية، مع هبوب هذا المناخ دخلت تيارات حزب المؤتمر الوطني في اللعب الحر داخل التنظيم، وتابعنا خلال الفترة الماضية خلافات احتدمت، وتصريحات تطال الكبار في الحزب، وحرد علني،واستعمال قوة قانونية في اللعب، حتى عرف «المعمرون» في وظائف الحزب وفي وظائف الدولة، التي جاءوها عن طريق الحزب، ان الامر ليس «دائما»، وان المنافسة الداخلية في الحزب الواحد، قد تكون اشرس من المنافسة مع الخصوم في الاحزاب الاخرى المنافسة.
وما ينطبق على الوطني والحركة يمكن تعميمه على القوى السياسية الاخرى..مثل هذه «الصعقات»الانتخابية التي تولدها المنافسة الانتخابية واحدة من اهم فوائد الانتخابات، كوسيلة من وسائل ممارسة الديمقراطية.ان ينتبه منسوبو الاحزاب عبر «الصعقة»، التي تأتيهم من داخل الحزب بانه مهما «عار» وانطلق فان هناك «قيدا» يعيده الى «وتد» «الانضابط، ومهما ظن انه نسيج وحده سيكتشف بأنه شخص عادي لا يتفوق على الآخرين باية ميزة، سوى انه في مرحلة التعيينات كان من «المحظوظين»، وان مثله في الحزب من حيث التأهيل والعطاء والجدية والمسؤولية، «على قفا من يشيل».
وصف الدكتور عبدالله علي ابراهيم المرشح الرئاسي في لقاء معه الاجواء الانتخابية الحالية بأنها «حقيقة مذهلة»، وهذا صدق دقيق. فعلا الامر يبدو كذلك، واضيف بأنها مدهشة. وقال ابراهيم ان «الوضع الآن تحول من مواجهة بين القوى السياسية المعارضة مع الانقاذ الى صراع علني».. واقول انه صراع يحمل في جوفه كل الاحتمالات الواقعة بين لافتتي الهزيمة او الفوز. بل اقول بأن هناك مشاهد هستيرية لأناس لم يغشهم في يوم من ايام السنوات الفائتة حتى الظن بأنهم امام «اختبار» حقيقي، وانهم على مرمى خصوم اقرب اليهم من حبل الوريد.
والمساوئ كثيرة، ايضا، جلها تنصب في الاجراءات، فهناك الكثير من الشكاوى و«الشكية» من اخطاء صاحبت العملية، فقد مرت او مررتها القوى السياسية، سيان، ولكن تكرار تلك الاخطاء في المراحل المقبلة، وهي مراحل في اطار الحملة الانتخابية والتصويت، هي مراحل تلاحم انتخابي، على مستوى الحي والفريق والمدينة، قد لا تمر او لا تمرر، وعندها يقترب الاحتمال بوقوع احداث عنف غير محمودة العواقب.

أضف تعليقك طباعة الموضوع أرسل الموضوع
(قراءة: 126 تعليق: 1 طباعة: 5 إرسال: 0)
التعليقات

--------------------------------------------------------------------------------

1/ بشرى مبارك إدريس (رائد شرطة معاش ) - (بيريطانيا( بيرمنجهام)) - 31/1/2010
الاخ الاستاذ إسماعيل آدم لك التحية ومواضيعك دايماً حيوية وفعلاً ناس الشرق الاوسط أختارو اليد القوية والكلمة العصية لك التحية تلو التحية وإن شاء تكون فى ديمقراطية حقيقية !! أخر إنتخابات ديمقراطية كانت فى العام 1986م وقبلها (لم أحضرها لاننى كنت طفلاً) كانت بعد 16 سنه من حكم نميرى وإنتخاباتة البرلمانية الصورية والتى لم تدخل فيها الاحزاب طبعاً وجاءت الانتخابات بعد أن تهيأ الجو بالعام الانتقالى دخلت الاحزاب الكبيرة وقتها الامة والاتحادى الديمقراطى بزعامة السيدين وكأن فترة نميرى كانت 16 أسبوعاً وليس عاماً !! ولكن بعد قيام الانقاذ ظهر لاعبيين جدد وتغيير الكشف بنجوم من العيار الثقيل وفقد السيدين الدعم والتنظيم فحزب الامة (لم يهتدى الى التراضى الذى أختارة مع المؤتمر الوطنى ) والاتحاد الديمقراطى رجع زعيمة فى (فاتحة شقيقة ) وبدأ يتقبل العزاء لمده طويله دون أن ينظم الصفوف ورشح شخصية لرئاسة الجمهورية لو فاز فى ولاية النيل فى دائرة شندى يكون بفضل الله ومن بعده فضل المقدم شرطة معاش عثمان سرالختم سكينجو والذى يبشر كل ضباط الشرطة (وأنا معهم ) بعودتهم ويدعمها لهم مولانا الميرغنى شخصياً .

--------------------------------------------------------------------------------

» من أين للشركين الانفصال الجاذب والكاتب إسماعيل آدم الرآى العام
» كبسولات من الرآى العام
» فجر أوباما الكاذب وحرق المصاحف وعلى إسماعيل العتبانى من الرآى العام
» على إسماعيل العتبانى ودواعى القطيعة مع المشروع السياسى
» إقبال كبير على الرآى العام