الفاتح جبرا : بدون أورنيك ذاااتو

عزيزى القارئ : لك كثير أسفى وإعتذارى إن كان عمودى بل عمودكم (ساخر سبيل) قد أخذ فى الآونة الأخيرة يأخذ منحى جاداً أو (شبه جاد) وهو يتناول بعض الظواهر والأمور الحياتية التى تهم (المواطنين) وهو عمود كما عودناكم دائماً يميل إلى السخرية و(النكتة) الهادفة ذات الرسالة والمضمون . وهذه الجدية (عزيزى القارئ) قد فرضت نفسها فرضاً على الكاتب الذى هو ليس بمعزل عما يدور فى هذا الوطن الذى أضحى مسرحاً من مسارح (اللا معقول) بلغت فيه الأمور مبلغاً فات حد السخرية فأرجو أن (تتحملوا) جديتى كما تحملتم (سخريتى) وغرضى فى كل الأحوال (الإصلاح) ما وجدنا إلى ذلك سبيلا ذلك الإصلاح الذى ترسبت قناعة داخل (العبدلله) بأنه أضحى قمين فقط بحدوث (معجزة إلهية) وهاكم بعض مما يدلل على ذلك فى مقال هذا اليوم .

مثلى مثل غيرى أتأسف كثيراً وأتألم أكثر وأتيقن تماماً إلى حاجتنا لمئات السنين (الضؤية) لنصبح مؤهلين للإنضمام إلى زمرة الدول الراقية وذلك عندما نرى القوات النظامية التى من المفترض أن تقوم (بحراسة القانون) هى أول من (يخترقه) فعادى جداً أن تكون واقفاً أمام إشارة المرور (الحمراء) فيأتى من خلفك من (يقطعها) فإذا ما تمعنت فى لوحة العربة وجدت أنها تنتمى إلى جهه نظامية وبالطبع إذا ما حانت لك الفرصة ووجدت من تسألة عن هذا الإختراق الواضح والصريح للقانون جاءتك الإجابة بأن (العربة) فى مهمة تستدعى العجلة ! على الرغم من أن القانون واضح هنا ويلزم السائق بإستخدام (الصفارة) كيما يقوم بتنبيه المارة والعربات التى على الطريق.

وكم من مرة تجد أن العربة التى أمامك تبطئ فى السير على الرغم من إنسياب الحركة فتكتشف أن عند تخطيها بأن السائق يتحدث عبر الموبايل وهو فى كامل بذته العسكرية وغير ذلك من الأمثلة التى نعلم تماماً بأن (المكتب الصحفى) لأى من القوات النظامية سوف يرد عليها بأنها تصرفات فردية وما علينا إلا التبليغ الفورى عند حدوثها غير أن هذا المقال هو (شكل تانى) فهو يتحدث عن (خرق جماعى للقانون) تمارسه الشرطة حارسة القانون (عينى عينك) الشئ الذى سوف يجعل مهمة (المكتب الصحفى) لقوات الشرطة مهمة عسيرة فى الرد عليه أو إيجاد (مخرج) لتبريره وإليكم القصة :

توجه ولدنا (عبدوش) إلى أحد مراكز السجل المدنى لإستخراج شهادة (بدل قيد) إذ يعتزم إستخراج شهادة تسنين للتقديم بها إلى وظيفة بعد أن جلس على (دكة العطالة) لسنوات طوال منذ تخرجه ، لاحظ (عبدوش) وهو لا يزال فى الصف ينتظر دفع الرسوم (المكتوبة على الإيصال) والبالغ قدرها (عشرون جنيهاً) أن (الناس بتدفع) ثلاثون جنيهاً ، عند وصوله إلى مكان الدفع (يقول إبننا عبدوش) لم يكن معه غير (خمسة وعشرين جنيهاً) آثر أن يعطيها (لجنابو) حتى لا (يتجرجر) و(يدخل فى كلام) هو فى غنى عنه – وهو يعلم أن الرسوم هى عشرون فقط- لكن (جنابو) أمسك بالخمسة وعشرين جنيها ووجه حديثه إليه قائلاً :

- الإيصال بى تلاتين !

- لكن أنا ما عندى غير الخمسة وعشرين دى

- (فى إزدراء) : إنتا قايلنا دكان وإلا بقالة

- خلاس أكتب ليا فى الإيصال ده (تلاتين) عشان أديك التلاتين

عندما أحس (جنابو) بأن (عبدوش زول حقانى) طلب منه الدخول (لى جوة) حيث أفهموه بأن (العشرة جنيه الزيادة) دى تعتبر (دعم) ولابد من دفعها كما درج بقية المواطنين على دفعها (بالتى هى أحسن) وأحسن ليهو يدفعا (وما يعمل فيها تفتيحة) عشان أمورو تمشى وكده !!

يقول لى إبننا (عبدوش) بأنه قد عاد إلى منزله دون أن يقوم (بإستخراج الشهادة) وقام فور وصوله بالإتصال بأحد أقربائه الذين يعملون (بديوان المراجع العام) ليسأله حول (قانونية) هذا الأمر إلا أن قريبة قد أصابه بنوبة من الإحباط إذ أخبره بأن (الموضوع عااادى) وإنو معروف لديهم بإسم (الدعومات) ويتم (تعاطيه) فى معظم (إن لم يكن كل) مراكز (السجل المدنى) !!

عزيزى القارئ :

أذا كنا نعلم بأن أى رسوم تدفع بدون أورنيك (أو أيصال) غير أورنيك (15) والذى هو ايصال مالي لتحصيل واردات الدولة تعتبر رسوماً غير قانونية وتندرج في قائمة المخالفات المالية فماذى نسمى هذه (القروش) التى يقوم بدفعها المواطن (دون أى أيصال) أو مستند؟؟ وإن كنا نعول على (الشرطة) أن تحمى المواطن من أى (جبايات) غير قانونية (معقول) تقوم (الشرطة ذااااتا) بهذا التحصيل غير القانونى لهذه الأموال والتى من الواضح أنها لا تورد في خزينة الدولة (ح تورد كيف و إذاى يعنى؟ وبواسطة ياتو مستندات ؟)

بالطبع ننتظر رد الإخوة فى (المكتب الصحفى) لقوات الشرطة والذى نأمل أن يحمل إجابه لإستفسارات (ولدنا عبدوش) حول قانونية (هذا المبلغ خارج الإيصال) والإستفسار الأهم وهو كيف وإلى أين تذهب الحصيلة؟ كما ننتظر رداً من مكتب الأخ السيد (د. عوض الجاز) وزير المالية والذى ما فتئ يكرر عن ولاية وزارته على (المال العام) وأن تحصيل أى مبالغ خارج (أورنيك 15) هو تحصيل غير قانونى يجب أن تبلغ عنه الشرطة ... أهو ده تحصيل بدون (أورنيك ذاااتو) ومن (الشرطة ذااااتا) !



كسرة :


أنا قلتا لى ولدنا (عبدوش) إنتا لمن أديت جنابو (الخمسة وعشرين) وقال ليكا (إنتا قايلا دكان وإلا بقالة ) كان تقول ليهو والله أحسن (البقالة) لأنو على الأقل الزول بيعرف قروشو (بتمشى وين) !!