[/i]تعرف المرارة طبيا بأنها عبارة عن كيس صغير (كومثرى) الشكل يقع تحت الكبد مباشرة، وتعمل كمخزن تتجمع فيه المواد الصفراوية المنتجة من الكبد بشكل مستمر و يتسع هذا الكيس لحوالي (50 سم3) ، ويقوم الجسم بإفراغ محتويات هذا الكيس عند وجود محرضات لافراغه . ولا أدرى لماذا تم إستهداف (المرارة) دون سائر أعضاء الجسم الأخرى بأنها الجهه التى تتعرض للضغوط النفسية والإنفجار و(الإنفقاع) إذا ما زادت تلك الضغوط عن الحد إذ يقولون :
- دى حاجه تفقع المرارة ، كناية على أنها (عاوزا ليها أعصاب) !
وعندما تنفقع (مرارة) الشخص فلا محالة أنه (مغادر لهذه الفانية) فالانسان يمتلك (مرارة) واحدة وانفجارها دون سابق انذار بسبب أى (شد عصبى مباغت) لا محاله إنو ( ح يودى الزول فى داهية) ، لزوم هذه المقدمة هو أننى (ككاتب) قد لاحظت أن مرارتى قد فقعت مرات لا حصر لها وأنا أتحدث عن (الشأن) العام وعما أراه خطأ (بين) يحتاج إلى تصويب أو على الأقل (أخذ ورد) مع المسئولين للوصول إلى (الشئ الصاح) إنطلاقاً من كونى (مواطن قلبو على بلدو) ! وكمثال وليس للحصر فإننى من خلال هذا العمود قد تناولت أشياء تخص قطاعات مختلفة كالمحليات والكهرباء والمعاشات و الشرطة والتعليم والصحة والإجهزة الإعلامية وجهات أخرى لا حصر لها ولكن (للأسف الأسيف) لم تتصل بى جهه واحده وتقول ليا (إنتا بتقول فى شنو) ! أو (تلت التلاته كم) ورغم الـ (فقعان) المتكرر لمرارتي فإنني كما ترون و(عينكم بااارده) لا أزال حى أرزق وأمارس حياتى الطبيعية الشئ الذى جعلنى أذهب لمراجعة طبيب صديق متخصص فى (طب المرارات)
- تعرف يا دكتور مرارتى دى ما عاوزة تنفقع كلو كلو !
- (فى إندهاش) : معقولة؟
- والله ذى ما بقول ليك
و بعد أن أجرى (صديقى الدكتور) الكشوفات اللازمة وعدداً من التحاليل المختبرية أخبرنى بالسبب وهو أن لدي (جينات استثنائية) تقوم بإعادة إنتاج (خلايا المرارة) وإصلاح الجزء المفقوع منها كلما (انفقعت) من مصيبة كالخريف الذى (يأتى فجأتن) أو (الكهرباء) الما عاوزة تتصلح حتى بعد (السد) أو(ناس المرور) الواقفين فى مداخل الكبارى بيعطلوا فى الحركة (عشان المخالفات) أو ... أو
- يا دكتور والله أنا ما محظوظ ؟
- كيف وإنتا الله أداك النعمة دى؟
- هسه لو كانت فى شعر (الراس) مش كان أحسن !
خرجت من صديقى الطبيب يملؤنى شعور بالزهو معتقداً بأن مسألة إعادة بناء (مرارتى المفقوعة) دى خاصية قد حبانى بها المولى وحدى ولا يشاركنى بها كائن من كان وقلت فى نفسى وأنا أحمد الله كثيراً :
- كفاية علينا السكرى والضغط والقلب !
إلا أننى وأنا أبحر فى (الإنترنت) قد عثرت مصادفة على (بحث علمى) بأحد المواقع الطبية يفيد بأن جميع شعوب (ادول النامية) تمتلك هذه الخاصية وقد إستنتج العلماء فى هذا البحث أن هذه الظاهرة ظاهرة متوارثة منذ أمد بعيد فقد درج المسئولون فى هذه الدول (النايمة) على (فقع) مرارات (المواطنين) بصورة متواصلة وذلك بوضع (قطن طبى) طويل التيلة على آذانهم يمنعهم من سماع (أنات) وشكاوى المواطنين مطبقين المثل الذى يقول (المواطن ينبح والقافلة تسير) ! مما جعل (مرارات المواطنين) بعد أن (كتر عليها الفقع) أن تدافع بشراسة عن وجودها وتقوم بتحفيز خلاياها لبناء (الحته المفقوعة) عشان المواطن ما (يلحق أمات طه) !
عزيزى المواطن .. عزيزتى المواطنة ... الآن فقط تكونوا عرفتوا : ليه بالرغم من كل الظروف المحيطة من خريف يأتى فجأتن وكهرباء ليها تلاتين سنة ما عاوزه تتصلح وموية (مقطوعة) عن (الأحياء) ومرور (يعطل المرور) ومدارس ما فيها (كنب) وخريجين ما لاقين شغل وأدوية مغشوشة بالصيدليات ومثل كل هذه الاشياء التى (يصهين) عنها المسئولون لا تفقع مرارتكم فأنتم تتمتعون (ما شاء الله) بخاصية نادرة وطفرة جينية لم يسبق لها مثيل تحول دون أن تصابوا بفقعان المرارة ! (فأحمدوا ربكم وكونوا له من الشاكرين)
أنتهى النص.
تخريمه مني انا :
* اللهم جنبنا البلاوي البتفقع المراره ما ظهر منها وما بطن.
موضوع: الفاتح جبرا - : آآآخ ... يا مرارتى ! "بعد اذن العم بشرى" (-; 
الثلاثاء 19 يناير - 17:55
