كمال حسن بخيت وسياسة ورياضة والسلخ من المعلقين فى الرآى العام

قبل شهر من الآن عارضت كل القوى السياسية المعارضة إجراء الإنتخابات العامة وانتخابات رئاسة الجمهورية، وقادت حملات قوية في هذا الإتجاه.. لكننا فوجئنا قبل أيام بتصريحات من الحركة الشعبية وحزب الأمة القومي.. وعدد من الأحزاب عن استكمال استعداداتها لخوض الإنتخابات.. وكانت مفاجأة.. لكن المفاجأة الكبرى هو إعلان المؤتمر الشعبي الذي يقوده الدكتور حسن الترابي لعبدالله دينق مرشحاً رسمياً للحزب لإنتخابات رئاسة الجمهورية.
ثم أعلن السيد مبارك الفاضل المهدي ترشيحه لرئاسة الجمهورية.. بالرغم من حديث قوي في مجالس المدينة عن قرب عودته لصفوف حزب الأمة القومي، بعد أن أطلق السيد المهدي رئيس الحزب دعوة لكل الذين غادروا الحزب للعودة الى أحضانه.. ومعنى أن يعلن مبارك الفاضل ترشحه لرئاسة الجمهورية ويأتي في اليوم الثاني ليعلن الإمام الصادق ترشحه، يعني هذا ان العودة لصفوف الحزب بالنسبة لمبارك وحزبه لم تكتمل.. ولا أقول لم تنجح.. ثم سبق أن أعلن كيجاب بواسطة أحد أصدقائه من الصحافيين الرياضيين عودته للخرطوم قريباً للترشيح لإنتخابات الرئاسة.
إنتخابات الرئاسة وغيرها من الإنتخابات حق دستوري يكفله القانون والدستور لكل مواطن سوداني، لكن أن ترشح أحزاب مؤتمر جوبا اكثر من مرشح.. قد كشف عنه الدكتور الترابي.. وعن أسبابه التي تتلخص في تشتيت أصوات الناخبين لإنتخابات رئيس الجمهورية بحيث تذهب أصوات كثيرة عن مرشح المؤتمر الوطني، وفي تقديري ان ترشيح الدكتور الترابي للأستاذ عبدالله دينق الذي لا يتمتع بأي قبول في الشمال ولا الجنوب له أهداف وغايات اخرى يعرفها الدكتور الترابي نفسه ويعرفها المقربون منه. فهو رجل كالكتاب المفتوح لا يغطي صفحات أهدافه من أي عمل يقوم به.. إذ يصرح به للخاصة.. ثم يعمم.
ولا أريد أن أفصل في هذا الأمر وأجتهد اكثر من المطلوب.
فهي نفس الأهداف التي ظل البعض يدفع الأخ والصديق كيجاب للترشح في الإنتخابات السابقة.. وجددوا له الأمر ثانية، وهو نفس الهدف والغرض الذي تم بموجبه ترشح الاستاذ عبدالله دينق لإنتخابات الرئاسة.
لكن في تقديري ان قبول احزاب المعارضة خوض الانتخابات فهذا أمر جيد.. وسوف يخلق من الحكومة المنتخبة ديمقراطياً حكومة شرعية لا تستطيع أمريكا ولا غيرها ان تتحدث عن عدم شرعية الحكومة المنتخبة.. لكن المعارضة لو هزمت ستبحث عن حجج أخرى.
إن تشتت المرشحين لرئاسة الجمهورية من أحزاب المعارضة.. لن يشتت الأصوات من مرشح حزب المؤتمر الوطني.. الذي يعتبر اكثر الاحزاب استعداداً لدخول الإنتخابات بل يجعل فوز مرشح المؤتمر الوطني فوزاً كاسحاً وبجدارة لأن بعض المرشحين سيخرجون صفر اليدين.. لا لأنهم معارضون.. ولكن لأنهم غير مقنعين وأصحاب مواقف متناقضة.
الإمام الصادق المهدي.. وحده الاستثناء.. لكن أيضاً للإنتخابات ظروفاً.. ومعطيات مختلفة جداً.. كنا نريد أن يرشح الدكتور الترابي نفسه.. بدلاً عن عبدالله دينق.. حتى تكون المنافسة قوية.. لكن الدكتور الترابي أراد لها غير ذلك.
ولم نسمع مرشحي بقية الأحزاب خاصة الاتحادي الديمقراطي الذي يقوده مولانا محمد عثمان الميرغني.. وأنا أكتب هذه الأسطر جاءني أحد الزملاء بالصحيفة ناقلاً لي خبر ترشح الكودة لرئاسة الجمهورية. وكذلك العميد «م» عبدالعزيز خالد بجانب الدكتور عبدالله علي إبراهيم.. والقائمة ستطول، في الشطرنج الأقوياء هما الملك والحصان.. لكن في الإنتخابات القوي هو واحد.. هو الملك والحصان معاً.
ولو عملت الأحزاب وهي تعرف منذ فترة طويلة تاريخ وموعد الإنتخابات التي حددتها إتفاقية نيفاشا على تجهيز قواعدها وتجهيزاتها للإنتخابات.. لكان أفضل لها من الاهتمام بالمسيرات الراقصة والفاضحة.. رغم أنني من المؤيدين للتعبير السلمي الديمقراطي، إننا نتوقع ترشيح عدد كبير من الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم وذلك من أجل إكمال مخطط التشتيت ولكن!!
إن الحكومة وعدت بإجراء إنتخابات نزيهة وحرة ومراقبة دولياً.. وهذا مطلب مهم ننادي به.. وحتى إذا راقبت هذه الإنتخابات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والكونغرس الأمريكي والاتحاد الأوروبي.. فإن أصوات الذين لن يسعفهم الحظ في الإنتخابات سيملأون الدنيا ضجيجاً.. ويقولون إن الانتخابات مزورة، وهذا ما تفعله القوى المعارضة في كل بلدان العالم الثالث.
نحن نريد أن تختار الجماهير من تراه مناسباً وقوياً وقادراً على تحقيق أشواقها.. ومن غيره هو..
------

بدعوى من الهيئة العامة للإستعلامات ووزارة الاعلام المصرية
وفد صحافي وإعلامي سوداني يزور القاهرة

وصلتني دعوة من بعض الزملاء من أهل الصحافة السياسية والرياضية ودعوة كريمة من الهيئة العامة للإستعلامات التابعة لوزارة الإعلام المصرية.. لزيارة الشقيقة مصر وذلك لتوطيد العلاقات الإعلامية بين السودان ومصر.
وقد أخبرني بالدعوة سيادة المستشار قنصل جمهورية مصر بالخرطوم معتز مصطفى كامل والمستشار الإعلامي محمد غريب.. مؤكدين أنهم حريصون على تلبيتنا للدعوة وهم الذين قاموا بإختيار الوفد وتحديد الموعد وليس لأية جهة حق في ذلك.
وقال إن الوفد يمثل عدداً من رؤساء التحرير وبعض قادة الصحافة الرياضية والإذاعة السودانية والإذاعة الرياضية والتلفزيون، وكذلك وجهت الدعوة للأستاذ الصادق الهادي المهدي مستشار رئيس الجمهورية.
وسوف يلتقي الوفد بعض المسؤولين المصريين رفيعي المستوى.. في حوارات مفتوحة عن توطيد العلاقة الإعلامية وتوطيد العلاقة بين الشعبين الشقيقين.
هذا وسوف تقوم الهيئة العامة للإستعلامات المصرية بتكاليف سفر الوفد واستضافته في القاهرة.
جدير بالذكر أن هذا الوفد أول وفد بهذا المستوى توجه له الحكومة المصرية دعوة لزيارة القاهرة واللقاء ببعض المسؤولين، وتم هذا في عهد القنصل معتز مصطفى والمستشار محمد غريب.
هذا وسوف يلتقي الوفد على مائدة عشاء مساء الإثنين المقبل بمنزل سعادة القنصل المصري بالخرطوم.. للحديث حول برنامج الرحلة، وستظل العلاقات بين مصر والسودان ضاربة جذورها في أرض البلدين الشقيقين.
والله الموفق وهو المستعان،،،