[b]
قصيدة : آذَنَتْنَا بِبَينِهَا أَسْماءُ ( معلقة )
آذَنَتْنَا بِبَينِهَا أَسْماءُ
رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّوَاءُ
بَعْدَ عَهْدٍ لَنَا بِبُرْقَةِ شَمّاءَ
فَأَدْنَى دِيارِها الخَلْصاءُ
فالمحّياة ُ فالصِّفاحُ فأعنـا
قُ فتاق ٍ فعاذبٌ فالوفاءُ
فرياضُ القطـا فأودية ُ الشُّر
بُبِ فالشُّعْبَتَانِ فالأَبلاءُ
لا أرى من عهِدتُ فيها فأبكي الـ
يومَ دلْهـاً وما يحيرُ البكاءُ
َوبعينيكَ أوقدتْ هندٌ النا
رَ أخِيرا تُلْوِي بِهَا العَلْيَاءُ
فَتَنَوَّرْتُ نَارَهَا مِنْ بَعِيدٍ
بخَزازَى هيهاتَ منكَ الصِّلاءُ
أوقَـدتْهـا بينَ العقيقِ فشخصيـ
ــن بعودٍ كما يلوحُ الضياءُ
غَيرَ أنّي قَد أسْتَعينُ عَلَى الهَمِّ
إذَا خَفَّ بالثَّويِّ النَّجَاءُ
بِزَفوفٍ كأنَّها هِقْلَة ٌ أُمُّـ
ــمٌ رئالٍ دّوّية ُ سقـفــاءُ
آنستْ نبــأة ً وأفــزَعها الـقُـ
ـعَصْرا وَقَدْ دَنَا الإمْساءُ
فَتَرَى خَلْفَهَا مِنَ الرَّجْع وَالوَقْعـ
ــعِ منينـاً كأنهُ إهبــاءُ
وَطِرَاقا مِنْ خَلفهِنَّ طِرَاقٌ
ساقطاتٌ ألوتْ بها الصحراءُ
أتلهّـى بهـا الهـواجرَ إذ كلُّ ابـ
ــنِ هـــمٍّ بليّــة ٌ عميــاءُ
وأتـانــا منَ الحوادثِ والأنبا
ءِ خَطبٌ نُعْنَى بِهِ وَنسَاءُ
إِنَّ إخْوَانَنَا الأرَاقِمَ يَغلُو
نَ علينــا في قيلهــمْ إحفاءُ
يخلطونَ البريءَ منّـا بذي الذَّنـ
ـوَلاَ يَنْفَعُ الخَلِيَّ الخَلاءُ
زعمـوا أنّ كلَّ من ضربَ العيْـ
ـرَ مُوَال ٍ لنا وَأنّا الوَلاءُ
أجْمَعُوا أمْرهُمْ عِشَاءً فَلَمَّا
فآبتْ لِخَصْمِهَا الأجْلاَءُ
منْ منـادٍ ومنْ مجيبٍ ومِنْ تصـ
ـتَصْهَالِ خَيْلٍ خِلاَلَ ذَاكَ رُغاءُ
أيُّــها الناطقُ المرقِّـشُ عنّـا
عِنْدَ عَمْرو وَهَلْ لِذَاكَ بَقَاءُ
لا تَخَلْنَا عَلى غَرَاتِكَ إنَّا
قبلُ ما قدْ وشى بنا الأعداءُ
فبقينــا على الشناءة ِ تَنميــ
ـنا حصونٌ وعـزّة ٌ قعساءُ
قبلَ ما اليومِ بيَّضتْ بعيونِ الـنـ
ـاسِ فيها تغـيُّــظٌ وإباءُ
وَكَأَنَّ المَنُونَ تَرْدي بِنَا أَرْ
عـنَ جَـوناً ينجابُ عنهُ العماءُ
مكفهّراً على الحوادثِ لا تـرْ
تُوهُ للدَّهْرِ مُؤْيدٌ صَمَّاءُ
إرَميُّ بِمثْلِهِ جَالَتِ الخيـ
ــلُ وتأبى لخصمها الإجلاءُ
مَلِكٌ مُقْسِطٌ وأفْضَلُ مَنْ يَمْشِي
وَمِنْ دُونِ مَا لَدَيْهِ الثَّنَاءُ
أَيَّما خُطَّةٍ أرَدتُمْ فَأدُّو
ها إلَيْنَا تُشْفَى بِهَا الأَمْلاءُ
إنْ نبشتـمْ ما بينَ ملحة َ فالصّا
قبِ فيهِ الأمواتُ والأحياءُ
أوْ نَقَشْتمْ فالنَّقْشُ يَجْشَمُهُ النَّا
سُ وفيه الإسقام والإبراءُ
أوْ سكـتّــمْ عنّــا فكنّــا كمنْ أغْـ
ـمضَ عيناً في جفنِها الأقذاءُ
أو منعـتمْ ما تسألونَ فمن حُــدِّ
ثْتُمُوهُ لَهُ عَلَيْنَا العَلاَءُ
هَلْ عَلِمْتُمْ أيّامَ يُنْتَهَبُ النَّا
سُ غِوَارا لِكُلِّ حَيٍّ عُوَاءُ
إذ رفعنا الجمال من سعف البحـ
ـرين سيرا حتى نهاها الحساء
ثــمّ ملنا على تميـمٍ فأحرمْـ
ـنا وَفِينَا بَنَاتُ قَوْمٍ إمَاءُ
لا يقيـمُ العزيزُ بالـبلـَدِ السّهـ
ــلِ ولا ينفعُ الذليلَ النجاءُ
ليسَ ينجي الذي يوائلُ منّــا
رأسُ طودٍ وحـّرة ٌ رجلاءُ
مـلــكٌ أضرعَ البريـّة َ لا يُـو
جـدُ فـيها لما لـديهِ كفاءُ
كتكاليفِ قومنـا إذ غزا المُنْـ
ـذرُ هلْ نحنُ لابنِ هندٍ رعاءُ
مَا أصَابُوا مِنْ تَغْلَبِيِّ فَمَطْلُو
لٌ عَلَيْهِ إذا أُصِيبَ العَفاءُ
إذ أحلَّ العلياءَ قُـبّـة َ ميسو
نَ فأدنى ديارهــا العوصاءُ
فتأوّتْ لـه قراضبة ٌ منْ
كـلّ حـيٍّ كأنهمْ ألقاءُ
فهداهمْ بالأسودينِ وأمرُ اللّـ
ـهِ بِلْغٌ تَشْقَى بِهِ الأشْقِيَاءُ
إذْ تمنونهمْ غروراً فساقتـ
ـهم إلَيْكُمْ أُمْنِيَّة ٌ أشْرَاءُ
لم يَغرُّوكُمُ غُرُورا ولكِنْ
رَفَعَ الآلُ شَخْصَهُمْ والضَّحاءُ
أيّهــا الناطقُ المبلِّــغُ عنّــا
عِندَ عَمْرٍو وَهَلْ لِذاكَ کنْتِهَاءُ
من لنا عنده من الخير آيا
ت ثلاث ٌ في كلهنَّ القضاءُ
آيـة ٌ شارقُ الشقيقة ِ إذْ جا
ءت معدٌّ لكلِّ حيِّ لواء
حَوْلَ قَيْسٍ مُسْتَلئِمِينَ بِكَبْشٍ
قرظـيٍّ كأنـهُ عبــلاءُ
وَصَتِيتٍ مِنَ العَوَاتِكِ كما يخـ
ـرُجُ من خربة المزادِ الماء
وحملناهـمُ علـى حزم ِ ثهْلا
نَ شـلالاً ودُمـّيَ الأنسـاءُ
وَجَبَهْنَاهُمُ بِطَعْنٍ كَمَاتُنْـ
ـهَزُ فِي جَمَّة ِ الطَّوِيِّ الدِّلاَءُ
وفعلنــا بهـمْ كمـا علـمَ الله
وَمَا إنْ للحائِنِينَ دِمَاءُ
ثمّ حجراً أعني ابنَ أمّ قطام
وَلَهُ فَارِسِيَّة ٌ خَضْرَاءُ
أسـدٌ فـي الّلقـاءِ وردٌ هموسٌ
وَرَبِيعٌ إنْ شَمَّرَتْ غَبْرَاءُ
وَفَكَكْنَا غُلَّ کمْرِيءِ القَيْسِ عَنْـ
ـهُ بعدمـا طالَ حبسهُ والعناءُ
ومعَ الجـونِ جونِ آل بني الأو
سِ عـنودٌ كأنـهـا دفـواءُ
مَا جَزِعْنَا تَحْتَ العَجاجَة ِ إذْ وَلَّـ
ـوا شِلالاً وَإذ تَلَظَّى الصِّلاءُ
وَأقَدْنَاهُ رَبَّ غَسَّانَ بالمُنْـ
ــذرِ كـرهاً إذ لا تكال الدّماءُ
وَأَتَيْنَاهُمُ بِتِسْعَة ِ أمْلاَ
كٍ كـرامٍ أسلابهــمْ أغلاءُ
وَوَلَدْنا عَمْرَو بْنَ أمِّ أُنَاسٍ
منْ قـريبٍ لمّـا أتـانـا الحباءُ
مِثْلُهَا تـُخْرِجُ النَّصِيحَة للْقَوْ
مِ فَلاة ٌ مِنْ دُونِها أفْلاَءُ
فاتركوا الطَّيخَ والتعاشي وإمّـا
تتعاشَوا ففـي التعـاشي الداءُ
واذْكُرُوا حِلْفَ ذِي المَجَازِ وَمَا قدّ
مَ فـيه العهودُ والكفلاءُ
حَذَرَ الجَوْرِ وَالتَّعَدِّي وَهَلْ يَنْـ
ـقُضُ مَا فِي المَهَارِقِ الأهْوَاءُ
وَاعْلَمْوا أنَّنَا وإيّاكُمُ فِيـ
ـمَا اشْتَرَطْنَا يَوْمَ کخْتَلَفْنَا سَوَاءُ
عنناً باطلاً وظلماً كما تعـْ
ـتـَرُ عَنْ حُجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ
أعـلينــا جناحُ كندة َ أنْ يغـْ
ــنَمَ غازيهــمُ ومنـّـا الجـزاءُ
أمْ عَلَيْنَا جَرَّى إيَادٍ كَمَا نيـ
ــطَ بجــوزِ المحمَّــل الأعــبــاءُ
ليــْسَ منـا المضَّربونَ ولا قيـ
ــسٌ ولا جندلٌ ولا الحَــذاءُ
أم جنايا بني عتيق ٍفإنّا
منكم إن غدرتم برآء
وثمانـونَ منْ تميــمٍ بأيديــ
ـهِمْ رِمَاحٌ صُدُورُهُنَّ القَضَاءُ
تَرَكُوهُمْ مُلَحَّبِينَ وَآبُوا
بنهــابٍ يصمّ منها الحُـداءُ
أمْ عَلَيْنَا جَرَّى حَنِيفَة َ أوْ مَا
جمَّعت مِن محارب غــبراء
أمْ عَلَيْنَا جرى َّ قـُضَاعَة َ أمْ ليـ
ــسَ علينا فيمـا جـَنوا أنـداءُ
ثمّ جاؤوا يسترجعونَ فلـمْ تـرْ
جَعْ لَهُمْ شَامَة ٌ وَلاَ زَهْرَاءُ
لمْ يحلّــوا بني رزاحٍ ببرقا
ءَ نطاع ٍ لهمْ عليهــمْ دعــاءُ
ثـمّ فاؤوا منهمْ بقاصمة ِالظُّهـ
ـر ولا يبرُد الغليل الماء
ثم خيلٌ من بعدِ ذلك مع العلا
ق ِ لا رأفة ٌ ولا إبقاءُ
وهــوَ الــّربّ والشّهيــدُ على يـو
مِ الحينرَ
يْنِ والبَلاَءُ بَلاَءُ